قيثارة
06-08-2011, 12:04 AM
وضعتُ الساعة جانباً أتأمل عقاربها وهي تتراكض ساحبةً الأيام ومن خلفها
الشهور والسنين , جلستُ أرقبها وأسمع فيروز, لا شيء مسموح له بالحركة إلا
الساعة أنتظرها تلِدُ الزمن , وهي الفاعل الوحيد وهي ,الأول والأخير!
نَظَرت لي شَاخصةَ البَصر مَذعورة , لا لا , لم تكُن تَنظُر لي بَل لشيء ما
خَلفي , التفتُ مُسرعة وإذا به القدرُ يُهاجمنا من بَعيد يُخطط لسحبي إلى
مكانٍ آخر لم أرسمهُ في أي من لوحاتي!
أشاحَت ببصرها بعيداً مُطأطئة الرَأس , اعتذَرت مني أن خَانت وعدنا, أصابها
الرعب وارتجفت بدأت أنفاسُها بالتسارع , أُصيبت بإغماء , وقَبل أن تَموت
اعتذَرت لي على ضَعفها فهي لا تَقوى المفاجآت ولا تَستطيع مُواجهة القدر ,
كان هاجماً ليهدمني , يَخطفني مني بعيداً , يرسمني كما أراد لا كما نريد !
تركتني على مُفترق الطرُق وحدي أنظرُ من خلفي وأرى هُجوماً بطيء , أُخططُ
لحملِ السِلاح وأتذكر أني لم أُهدى أي شيء ,عدا خَريطةً جَميلة !
.
.
شُكراً جزيلاً , مُمتنة جداً للخريطة المُهداة لي , شُكراً جزيلاً لصورة
آخرِ الطَّريق التي صَورتني معها مبتسمة لوحدي!
ما زلتُ أتأمل تلك الخريطة , بها بدايةٌ ونهاية فَقط , هيَ بلا طُرق بلا
مَعالم , مُبهمة مَرسومة بأقلام بالية مُترددة , لا يَخرج من بُطونها إلا
التمني , ولن أظلمها بهذا الوصف , فَـ أنا أظُّن أنّها كُتبت بلغة
هيروغليفية لا أفهمها ! كُتبت بلغةِ الغموض , الجفاء , الحنين المفاجئ ومن
ثم الرحيل!
وأنا إلى اللحظة مشدوهة لا أكثر , شَاخصةَ البَصر , أَشعرُ بقوةِ الاعتراض
لأكتشفَ أني واهمة!
نعم واهمة فأنا أملك صكوك الحصون , وخريطتها , لكني عزلاء بلا سلاح ,
لم تُهدني أي سلاح!
نعم واهمة لا أستطيع أن أصرخ بصوتٍ عال , بمَ سأصرخ ؟ سألتُ نفسي مراراً
ولم أجد إجابة..
السلاح أحملهُ بي , لا أٍستطيع إخراجه فهو يُقويني ويُضعفني في نفس الوقت
فالازدواج الجوزائي خُلق مني وخلقتُ منه , يعبث بي وأعبث به !
إن أَخرجتهُ فَهو في شريعةِ المنَطق والعالمين وَهم , وبلغتي أنا حقيقة ,
حقيقة عاجزة عن ولادةِ البوح , حقيقةٌ مُجهضة ليس إلا! حقيقةٌ غيرُ مُتوجة,
هي تصرخُ بداخلي , كلماتٌ متقاطعةُ ,هاربة , كنتُ أتمنى أن تُصبح جملةَ و
أتمنى أن أُشهرها في وجوه من يهاجمني ولكني لا أستطيع !
الحديث الفائت قهقهتُ فيه ساخرة , كـ عادتي .. سخرتُ من المُسيرات إلى
حتوفهن فجأة بلا حق اختيار , سخرت مني في الحقيقة ,و أتمنى ما كن فيه حتى
أحظى بالشفاء من علل الاختيار والحيرة!
اليوم حوبة هذه السخرية تتربع في غرفتي , أشمها في كل لحظة!! فأنا يَفعلُ
بي القدر نفس الفعل , الفرق بطريقة عصرية , ديمقراطية , هادئة .
وفيروز مازالت تغني وأنا بلا ساعة, بلا سلاح , وانتهى رصيد أعذاري ,وفتحتُ
يداي إما لهزيمة فوات الأوان ,أو لهُدىً مُنتظر!
width=400 height=350
الشهور والسنين , جلستُ أرقبها وأسمع فيروز, لا شيء مسموح له بالحركة إلا
الساعة أنتظرها تلِدُ الزمن , وهي الفاعل الوحيد وهي ,الأول والأخير!
نَظَرت لي شَاخصةَ البَصر مَذعورة , لا لا , لم تكُن تَنظُر لي بَل لشيء ما
خَلفي , التفتُ مُسرعة وإذا به القدرُ يُهاجمنا من بَعيد يُخطط لسحبي إلى
مكانٍ آخر لم أرسمهُ في أي من لوحاتي!
أشاحَت ببصرها بعيداً مُطأطئة الرَأس , اعتذَرت مني أن خَانت وعدنا, أصابها
الرعب وارتجفت بدأت أنفاسُها بالتسارع , أُصيبت بإغماء , وقَبل أن تَموت
اعتذَرت لي على ضَعفها فهي لا تَقوى المفاجآت ولا تَستطيع مُواجهة القدر ,
كان هاجماً ليهدمني , يَخطفني مني بعيداً , يرسمني كما أراد لا كما نريد !
تركتني على مُفترق الطرُق وحدي أنظرُ من خلفي وأرى هُجوماً بطيء , أُخططُ
لحملِ السِلاح وأتذكر أني لم أُهدى أي شيء ,عدا خَريطةً جَميلة !
.
.
شُكراً جزيلاً , مُمتنة جداً للخريطة المُهداة لي , شُكراً جزيلاً لصورة
آخرِ الطَّريق التي صَورتني معها مبتسمة لوحدي!
ما زلتُ أتأمل تلك الخريطة , بها بدايةٌ ونهاية فَقط , هيَ بلا طُرق بلا
مَعالم , مُبهمة مَرسومة بأقلام بالية مُترددة , لا يَخرج من بُطونها إلا
التمني , ولن أظلمها بهذا الوصف , فَـ أنا أظُّن أنّها كُتبت بلغة
هيروغليفية لا أفهمها ! كُتبت بلغةِ الغموض , الجفاء , الحنين المفاجئ ومن
ثم الرحيل!
وأنا إلى اللحظة مشدوهة لا أكثر , شَاخصةَ البَصر , أَشعرُ بقوةِ الاعتراض
لأكتشفَ أني واهمة!
نعم واهمة فأنا أملك صكوك الحصون , وخريطتها , لكني عزلاء بلا سلاح ,
لم تُهدني أي سلاح!
نعم واهمة لا أستطيع أن أصرخ بصوتٍ عال , بمَ سأصرخ ؟ سألتُ نفسي مراراً
ولم أجد إجابة..
السلاح أحملهُ بي , لا أٍستطيع إخراجه فهو يُقويني ويُضعفني في نفس الوقت
فالازدواج الجوزائي خُلق مني وخلقتُ منه , يعبث بي وأعبث به !
إن أَخرجتهُ فَهو في شريعةِ المنَطق والعالمين وَهم , وبلغتي أنا حقيقة ,
حقيقة عاجزة عن ولادةِ البوح , حقيقةٌ مُجهضة ليس إلا! حقيقةٌ غيرُ مُتوجة,
هي تصرخُ بداخلي , كلماتٌ متقاطعةُ ,هاربة , كنتُ أتمنى أن تُصبح جملةَ و
أتمنى أن أُشهرها في وجوه من يهاجمني ولكني لا أستطيع !
الحديث الفائت قهقهتُ فيه ساخرة , كـ عادتي .. سخرتُ من المُسيرات إلى
حتوفهن فجأة بلا حق اختيار , سخرت مني في الحقيقة ,و أتمنى ما كن فيه حتى
أحظى بالشفاء من علل الاختيار والحيرة!
اليوم حوبة هذه السخرية تتربع في غرفتي , أشمها في كل لحظة!! فأنا يَفعلُ
بي القدر نفس الفعل , الفرق بطريقة عصرية , ديمقراطية , هادئة .
وفيروز مازالت تغني وأنا بلا ساعة, بلا سلاح , وانتهى رصيد أعذاري ,وفتحتُ
يداي إما لهزيمة فوات الأوان ,أو لهُدىً مُنتظر!
width=400 height=350