المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سَوْءَةُ وطَنْ .. !


نبيل الفيفي
07-22-2011, 11:47 PM
كانت تجذبني مقولة أن الامطار ستُنزِلُ لي إخوَة / أخوات و كنتُ أنتظِرُها و أعلّق رأسي في السماء غارساً عيني في منابت غيمها علّها تجودُ لي بعدد قطراتها خيوط أنتماء تجتثّني من وحشة عدم الإرتباطِ بشيء ٍ يستحقّ السّفر منه / إليه _ لأنّ الإنسانَ يُنشِئُ علاقات ٍ داخليّة و يبني لها جسورَ وصل ٍ لا تتهدّم - . و بعدَ تودّد اللّيالي و خطبَتي لها : سوّرتُ عقلي و جعلتُ من نفسي قبّارا ً لِصوَر اعتُقِلَتْ ببروازٍ أسوَدْ مقدارُ فسحَة الإنتماء لهُنْ ( 4 * 6 ) , فتبرّأَتْ السّماء من قطراتِها و لفظتهُنّ بناتٍ كاسياتٍ عاريات أتينَ طَمَعاً في الذّاكرة ؛ لتَحتَظِنَ أجسادهنْ .. فاحسنتُ وفادتهُنْ حاثياً عليهنّ بتراب ٍ عُجِنَ بعَظمِ ترقوَةِ وَطنٍ بالي , داعيا ً اللّه أن لا يؤاخذني بئثمِهِن و لا يُبعَثنَ إليّ ساعَةَ ذِكِرْ . توالَتْ الأيّام و كأنّ لياليها تقطَعُ مِن لسانِ الطّفل ِ: كُلّما تشهّدَ بالوَطَن ساعَة نفي, فلَمْ تبقى لهُ سوى عينين تسرُقُ الحياة كما سَرَقَتْ ملامِحَ أمّه, فاكتَمَلَ بها رُغمَ أجسادِ الموتى الذين يسكنونَ عقلَهُ / صدرَهُ , إلاّ أنّ تِمثالَها حنّطَهُ بِهِ و لَمْ تَمُتْ ملامِحها , لأنّهُ اختصّهُا بروحٍ منه قبلَ أن يرتمي كلّ ليلَة ٍ بصَدرِها كطِفل ٍ تدلّتْ له عناقيدُ توتٍ : أبى أن يَمسَسْها و بيدهِ أوساخٌ تراكمَتْ حينَ أحسَنَ النيّه . فيتنفّسُ من أوردَتِهِ ليُخرِجَ الشّيطانَ من مجرى دَمِه و يغفي بعُمقِ حضنها , حيْثُ لا تلبَث أحلامه بابتلاعِهِ وهوَ مُستَجيرٌ بنَهديْها ليعبرَهُ الحُلُم أو ربّما يعبرُهُ واقِع _ حيثُ لا يَدري هل هوَ ميّتٌ أم يُنازِعْ !! كحائطٍ قَديمْ قـٌلِّدَ بمقولـة ِ : أنْ لا وَطَن .. غـدا ً .
فأضمّ أمي بقلب ٍ / عقل ٍ متّسِخ لَمْ يتبرّأْ بَعد من تُراب مقبرَةِ الذّاكِرَة حينها أتذكّرُ مقولـة, أوووه !! نسيتُ أنّ الـو ( ... ) ـن أذابَ اللّسانَ و استباحَ زَبَد الصّمْت مُستأثِراُ بضمير ٍ ميّتْ ) , تذكّرَ هوَ – أحد أبنائي المنفيّينَ بي - مقولة : جدّتِهِ وهي تحتوي بينَ ذراعيها ما بقيَ من حياة غيرُ آبِهَةٍ بئثمِهْ : ضُمّ إلى صدرِكَ من تُحِب مثنى و ثلاث و رُباع ملؤهُنّ وَطَن / بقاء ... ظَلّ مغروساً بشفاهِها .. حتّى امتدّت يدٌ مِنَ السّماءِ ذاتَ روحٍ اجتَثّتْهُ / كثّفَتْهُ / قاطَرَتْه.. و أستَرَقَ السّمعَ لتَمتَماَتَها في أذنَيْ الرّيح و هوَ شائمٌ بالهَزيمْ / أيْنَ ستهُبْ ؟ :
أنّ الوَطَنَ صغيرٌ بما يكفي ليُقنِعُكَ أنّ حضنَهُ فصِّلَ لكَ أنتَ .. فقَط , و الكائناتُ الاخرى ترمِقـُهُ بأطرافِ مُقَلِها و لا تَجِدُ لها موضِعا ! . و لَمْ يُخلَقْ المدعو وطَنْ إلاّ بحُضنٍ أجير استجارَ بهِ منّا يا آلَ نفي _ كبذرَة بلوط ارتاعَتْ من غرسِها بجانِبِ صبّارْ _ و كأنّ المُجيرَ يرى نفسَهُ الفردَ الصّمَد اللّذي لَمْ يَلِدْ ولَمْ يولَد إلاّ : ليكونَ المَلِكْ / الأجير / النّافي / وَ وَجهِ المنافِذْ . الوطنُ ليسَ صغيرا ً و لكنّ سَوئتَهُ بَدَتْ لنا وطَفِقَ يخصَفُ مِنْ ورق الغـَدِ !! ما زادَتْ رقعَةالزّيْف في زَمِّ الإنتماءِالكاذِب ليتيَقّنْ أنّ لَيْلَ الوَطَن المزعوم لا يواري لهثنا لغَرسِ نبتَة ٍفي جبينِهِ حتّى نُحشَرَ إلَيْهِ و نَحنُ مُستَظِلّينَ بها .
إلَيْكَ عنّي يا هَرِمْ فابنَتُكَ / الفكرة الخرساء راودَتني عن نفسي و أرادَتْ مُطارَحتي الوَطنيّة الموؤودَة في ذاكرَتِك المُهتَرِئَة و لكِنّني لم أنتَزِع ( شماغي ) / عِمامَتي رأفَةً بحالِكْ لأنّ الأفكارَ الموؤودَة ما تَبعَثُ برائِحَة ٍنَتِنَه فحذاري و الإقتراب , ودَع أصابِعَكَ تَلعَقُ العَلقَمَ فإنّها لن تذوقَ عَسَلَ جَبهَتي فجُلّ مساحَتِها عرَقُ مِنْ وَحلِ المنافِذِ .


تَحرّرْ / تُ غـدا ً حينَمـا بتَرتُ يَدَ أمّي بالأمْسِ جَبراً


































































رُبمـا !

صبا الكادي
07-23-2011, 12:19 AM
:34:

ألتقط أنفاسي و أجمع شتات نبضي في الوريد

و سـ أعود

يقيناً..ثق بي

صالح الحريري
07-23-2011, 01:23 AM
قطراتك أفكار ماطرة بك ..
وكأن الوطن غرسة في كفوف الانتماء ...
وروحك غيمة تجود بالولاء كلما رعد في صدرك رعد المنفى ...!

نبيلٌ أنت يا نبيل ...
دمت بألف خير

سعد المغري
07-23-2011, 08:01 AM
...
نبيل الـ فيفي .
يخدعك .! ببيراءة
وتباغته بـ رسمه عارياً وبشهوة شبقة .!
يمارسك رغبة.
وتشاركه كل الأشياء الـ جميلة في الـ منفى .
تكتبه نهدا شاهقاً وفمك شهقاً للأعلى ..
دون تفاحة الـ وطن كل ثمار شهية .. الآن يانبيل
لا يتسع الـ وطن لجسدك ولا يستوعب أفكارك فـ لاتمنحه طفلاً يبر بهِ .

عبدالرحيم فرغلي
07-23-2011, 03:15 PM
الفكرة رائعة يا نبيل .. عميقة .. ابتعدت عن المباشرة في تناول فكرة الوطن وسوءته ..
ثم أضفت إليها عميقة وأنت تتناولها .. وأضفت إليها من روحك .. من ألمك .. عطرا
.. فاح أريجه .. ليصل لنا .. وإن كان أريج ألم .. إلا أنه جميل .. فشكرا لك من القلب
.. كنت أتمنى قراءة نصا جميلا .. عن أوطاننا .. فقرأته هنا .


عفوا .. لو باعدت بين الأسطر لتتوضح أكثر .. فلا تتعانق السطور ( راعي السن يا أخي :) )
تحياتي وتقديري

صبا الكادي
09-29-2011, 02:23 PM
لا أعلم يا الفيفي

هل اختلف من الوطن حدوده..فـ ضاق على أرواحنا

أم كبرت الاحلام فينا ولم يتسع لها..

وأراضي المنفى لا تستقبل أمثالنا..ونبقى فقط محلقين في سماء الأمنيات

عدتُ هنا ولا اخفيك مازلت خاوية إلا من حفيف الحزن يذكرني بـ الصبر

سلمت وسلم قلبك من كل سوء