المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدِّمشقيّونَ وتاجرُ الوقتِ -النَّصُّ كاملاً-


د.باسم القاسم
07-29-2011, 11:35 PM
أضع بين أيديكم قصيدة نثر ترى وجهها حصرياً على مرآة أبعاد ..

الدِّمشقيّونَ وتاجرُ الوقتِ ..


تاجرُ الوقتِ في الأحياءِالدِّمشقيَّة
حينَ يروجُ لبضاعتهُ

يُنَادِي : ..
مترُ الأرض ِ بقلبٍ واحدٍ ..

ونصفُ متر ٍ بعشرةِ شهداء

تاجرُ الوقتِ في الأحياءِ الدمشقية
حينَ يَمتدحُ بضاعته
يُنَادِي : ..

إنَّ الأرضَ تُعطينا أساورها

لمعصم ِرُوْحِنَا ..

وعشاقها يعلقون التاريخَ أقراطاً

بآذان ِ الملوك ..




تاجرُ الوقتِ في الأحياءِ الدِّمشقيّة

مُتفائلٌ بالربح ..

فالزبائنُ لايساومونهُ

مرتين ..


(2)

تاجرُ الوقتِ في جُعبتهِ ألقاب شهداء

يُوزعها على هامش ِ كُلّ صفقةٍ

مجاناً ..

صفقةُ السلمِ
ألقابٌ ثلاثة
شهيدالصحو ِ..وشهيد العصْفِ

وشهيد الضبابْ ..

صفقة الأمنِ
لقبان من ياقوت ..
شهيدُ الوطن ِ وشهيدالأقحوانْ..

صفقةُ التغيير
لقبٌ واحدٌ معدنه مكتمل الصقل
شهيدُالتكبيرْ

تاجرُ الوقتِ يَعلمُ أنَّ الدمشقيّين

يُحبونَ الألقاب

ويَكرهونَ الصفقات ...



(3)


تاجرُ الوقتِ يُحبونه

الإخوة الأعداء ..

في الأحياءِ الدِّمشقيَّةِ حينَ يصادفونه

بَتقريب ِ ساعةِ القصاص
يَرْشُوهُمْ..
يُحدثهم بأنَّ الورودَ

أعنفُ من الرصاصْ
في بلاد الكرهِ ..

يقلبُ بضاعتهم أمامهم فلا يُعجبهم سوى

ساعة الصفر ِولحظة قناصْ..

تاجرُ الوقتِ يُحبونهُ الإخوة
الأعداء
والحب تقاطع الأشياء ...

هويعتقلُ الوقت وهم

يَعتقلونَ خلاصهم ..



(4)

تاجرُ الوقتِ لا يُفزعُ

حَمام الأمويِّ ..
يقلد السلام هديلاً..
حين يمر بباحته
ليَهدأ الإمام ..

يَستفتهِ عن نفسه :

/ماذا تقولُ شَيْخَنا لِتاجر ٍ

يُقايضُ الفروضَ بالسنن ِ ..

ولا يزكي رأس ماله الحرام ...؟

لكنّهُ تصدّق ..

كمْ مرَّةً تصدّق..

بساعةِ انتقام

لأسرةِ القتيل ِ لعلَّها

تنام ..! /.



(5)

تاجر الوقت لايكترث به
عسكر المكان ..
لأن الدمشقيين يحفظون درس
الإنتظار

" من يحرس المكان يصادر الزمن "

والانتظار خدعةٌ ..لا تنطلي طويلاً
على حناجر الأحرار ..

وعند تاجر الوقت ..عسكر المكان
زبائنٌ موسميون ..
صفان نافران ...
كلاهما سيبتاع منه اللحظة
المبصرة
في جمعة ٍ عمياء ..

وعند تاجر الوقت ..عسكر المكان
سماسرةٌ الأحلام الناقصة..
يقايضون كلَّ صفقةٍ بمؤتمر ..
....
..............

تاجر الوقت سيهب الدِّمشقيّينَ
سريعاً كل جديد ..
فغزاةٌ يعرفهم سيطردونه
عمَّا قريب

(6)

تاجرُ الوقتِ لا أمتعة لديه
يحزمها كإعلان ٍ للرحيل ..
فحين يلوح الغزاة
في الأفق ..
يكسد سوق الوقتِ وحينها..
لن يريد الدِّمشقيّونَ جديداً
ليؤثثوا به ذاكرة الدم ِ
وفضاء الهتاف ..

سيبحثون له عن إعلان ٍ للرحيل ..

يبحثون عن وهلةٍ
يستر فيها قاسيون برداءِ السماء
عورة الأرض ..

وعن لحظةٍ يصالحُ فيه العاصي
نواعير الفداء ..

وعن ساعةٍ يختال فيها
سهل حورانَ المظفّر
كبرياءً أبيضَ..

وعن ليلةٍ ..
ثمل الفرات بها فنادى :
أين مني شاعر
لهجته وديك الجن صنوانٌ
لأعتزل النحيب غداً
وأفتتح الغناء ..

ويبحثون عن توقيت ٍ لنشرة
أخبارٍ تفضي ..
أن حسوناً رأى بردى
يلقن ضفافه درساً بأن أرضها
سوريةٌ ..
...............
...........
...
ويبحثون عن الكثير ..
ويبحثون عن القليل ..
ذاك الذي يخشى الغزاة
بأن يكون سقوطه أسطورةً
كحقيقة النخلة ِ
تموت واقفة ْ ..

تاجرُ الوقتِ لا أمتعة لديه
يحزمها كإعلان ٍ للرحيل ..

ولكنّه
مستعدٌ
للرحيل ..

عبدالإله المالك
07-30-2011, 05:08 AM
د/ باسم القاسم

ويا مساءاتِ العبق ِ الشعريِّ ..

ها نحنُ قد هاءتْ أمَامنا كُلُّ الطرقاتِ ,,

وسنظلُ نرقبُ ما سيتبعُ .. وتاجرُ الوقتِ ..

محمد فرج
07-30-2011, 01:52 PM
من يُراهنُ على الوقتِ يُراهنُ على نفادِ صبرِ الجرح ِ!
تاجرُ الوقتِ خسران لا محالة
لأنّه يتسول التاريخَ ، والتاريخُ لا يرحم .
د باسم
عزفٌ متميزٌ
وانتظارٌ مشوبٌ بالألم .

مريم الزيدي
07-30-2011, 08:41 PM
تاجِرُ الوقتِ.. أتربَحُ يا تُرى بيعتُه!!

.
.

د. باسم القاسم

سـ أرتقبُ البقيةَ بـ صمت
.
.

لـ روحكـ :icon20:

د.باسم القاسم
08-01-2011, 09:04 PM
عبد الإله المالك .../ محمد فرج .... / مريم الزيدي ....
حنجرتي شوك ..ومدادي رماد ...
نتواصل قريباً ...

عبدالإله المالك
08-01-2011, 11:39 PM
د/باسم القاسم ..




فَلْتـَنـْـثـُر ِ الأبْعَادُ شِعْرَاً رائِعَاً=لا صَوْمَ عنْ شِعْر ٍ على مِيْـزَانِه ِ

عبدالناصر الأسلمي
08-04-2011, 02:27 PM
اهلا بك اخي باسم
المهم ان يكون الامر بيعا لا ربا فيه
وان يكون الربح مضمون والبضاعة سليمة
اهلا بك وتيحي اليك ابهى

غنى طارق
08-04-2011, 06:31 PM
وصف جميل مغلف بالاقحوان
ننتظر التتمة و صح لسانك شاعرنا الجميل:2006102523424873:

د.باسم القاسم
08-05-2011, 06:43 PM
(3)

تاجرُ الوقتِ يُحبونه
الإخوة الأعداء ..

في الأحياءِ الدِّمشقيَّةِ حينَ يصادفونه
يَرْشُوهُمْ
بَتقريب ِ ساعةِ القصاص ْ ..
يُحدثهم بأنَّ الورودَ في بلادِ الكُرْهِ
أعنفُ من الرصاصْ ..

يقلبُ بضاعتهم أمامهم فلا يُعجبهم سوى
ساعة الصفر ِولحظة القناصْ..


تاجرُ الوقتِ يُحبونهُ الإخوة
الأعداء
والحب تقاطع الأشياء ..لا مناصْ .
هو يعتقلُ الوقت وهم
يَعتقلونَ الخلاصْ ..

(4)


تاجرُ الوقتِ لا يُفزعُ
حَمام الأمويِّ ..
حينَ يَمرُ هَديلاً بباحتهِ
يقلدُ السلام ..
ليَهدأ الإمام ..
يَستفتهِ عن نفسه :
ماذا تقولُ شَيْخَنا لِتاجر ٍ
يُقايضُ الفروضَ بالسنن ِ ..
ولا يزكي رأس ماله الحرام ...؟
لكنّهُ تصدّق ..
كمْ مرَّةً تصدّق..
بساعةِ انتقام
لأسرةِ القتيل ِ لعلَّها
تنام ..!
يتبع

عبدالإله المالك
08-06-2011, 04:42 AM
د/ باسم القاسم ..

أسجيت على البوح .. المقطوعة الثلاثة والرابعة .. عن تاجر الوقت .. والدمشقيين

فلا فض فوك ..

وسنظلُ وتاجر الوقت .. في ترقب وانتظار لما سيتبع من مقطوعات متتالية ..

دمتَ بكل الود..

د.باسم القاسم
08-08-2011, 01:36 PM
اهلا بك اخي باسم
المهم ان يكون الامر بيعا لا ربا فيه
وان يكون الربح مضمون والبضاعة سليمة
اهلا بك وتيحي اليك ابهى
المهم .. كثيرٌ هو المهم ..
ومرورك هنا .. جزء من هذا المهم ..
ممتنٌ لك صديقي العزيز على هذا الهامش ..

د.باسم القاسم
08-08-2011, 01:47 PM
شكراً جزيلاً أستاذة غنى ....
ودمت بصحة وعافية ..

عثمان الحاج
08-10-2011, 01:36 AM
لن يشكو تاجر الوقت الكساد
فالقصيدة تعيد ترتيب الصفوف المتراصة لبضاعة رائجة,
من يلقي في بحر الأولويات حجر,
أو يلغي نهم استيراد البضاعة
سيمر عبر سوق الوقت ويخطب في منابره الفسيحة بقصيدة كتلك سطرها قلمك الشفيف.
د/باسم
في انتظار ما سيأتي,
كل عام وأنتم بخير.

د.باسم القاسم
08-11-2011, 03:04 PM
الشاعر المجيد عثمان الحاج ..
هامشٌ ناقد منك يضفي على روحانية النص نزق ثائر ..
شكراً عليه ..

عبدالإله المالك
08-17-2011, 03:33 AM
النص اكتمل كبدر تم ٍّ في الليالي ..

من يقايضُ الفروضَ بالسنن ِ .. قد يغاير اتجاهَ القبلةِ من الشرق الى الغرب .. في وقت ٍ تركبُ فيهِ الأصنامُ مركب المحن ِ ..

وديك الجن يصدح بالشعر بالفناء .. ولكنه غناء موجع ٌ كالبكاء .. في لحظة ٍ تبعثرت فيها القصائد إلى أشلاء .. أشلاء ..

د/ باسم القاسم ..

دام صوتك شعراً ونثراً

د.باسم القاسم
08-18-2011, 03:11 PM
النص اكتمل كبدر تم ٍّ في الليالي ..

من يقايضُ الفروضَ بالسنن ِ .. قد يغاير اتجاهَ القبلةِ من الشرق الى الغرب .. في وقت ٍ تركبُ فيهِ الأصنامُ مركب المحن ِ ..

وديك الجن يصدح بالشعر بالفناء .. ولكنه غناء موجع ٌ كالبكاء .. في لحظة ٍ تبعثرت فيها القصائد إلى أشلاء .. أشلاء ..

د/ باسم القاسم ..

دام صوتك شعراً ونثراً
عبدالإله المالك
..
أوراقك مرآتي ..حين اهرب خائفاً من مرايا الآخرين ..
مودتي لك واحترامي ..

د. منال عبدالرحمن
08-24-2011, 12:14 PM
تاجرُ الوقتِ لا يحبُّ الانتظار
و الدمشقيّونُ لا يريدونَ أن يكونَ الدّمُ عار ....
أبدعتَ يا د. باسم
سلمتَ و طبت.

د.باسم القاسم
08-25-2011, 01:11 PM
الكاتبة منال عبدالرحمن ..
شكراً على هذا المرور العذب ..
لك مودتي واحترامي..

ياسر خطاب
08-26-2011, 02:20 AM
د.باسم القاسم
بالابداع الذي لايعرف حداً نُرزق من حيث لا نعلم
لقد خرجت من النص وأنا أقول مقولة فروغ فرخ زاد
( ستأخذنا الريح...)
كل الاحترام والتقدير لقلمك الصادق

د.باسم القاسم
08-27-2011, 03:15 PM
د.باسم القاسم
بالابداع الذي لايعرف حداً نُرزق من حيث لا نعلم
لقد خرجت من النص وأنا أقول مقولة فروغ فرخ زاد
( ستأخذنا الريح...)
كل الاحترام والتقدير لقلمك الصادق
بعد زمان أبو اليسر ...
حسناً صديقي ..
ما أجمل ان تأخذنا الريح ..ولكن القبيح في الأمر أننا لانغرف وجهتها ..
مشتاق لقلمك...!

إيمان محمد ديب طهماز
01-25-2013, 11:42 AM
(3)

تاجرُ الوقتِ يُحبونه
الإخوة الأعداء ..

في الأحياءِ الدِّمشقيَّةِ حينَ يصادفونه
يَرْشُوهُمْ
بَتقريب ِ ساعةِ القصاص ْ ..
يُحدثهم بأنَّ الورودَ في بلادِ الكُرْهِ
أعنفُ من الرصاصْ ..

يقلبُ بضاعتهم أمامهم فلا يُعجبهم سوى
ساعة الصفر ِولحظة القناصْ..


تاجرُ الوقتِ يُحبونهُ الإخوة
الأعداء
والحب تقاطع الأشياء ..لا مناصْ .
هو يعتقلُ الوقت وهم
يَعتقلونَ الخلاصْ ..


سيأتي يوما وقته تاجر الوقت هذا
د.باسم
رائع جدا ما قرأته هنا
رمزية أثلجت الصدر وبلغت منتهاها جمالا
نحتاج لحروف كالسلاح بوجه تاجر الوقت والأعداء الذين يحبونه
كنت هنا بأجمل ما نحتاجه نحن الدمشقيون
سنقرأ لك الأوفر أعد الدمشقيون بهذا
من يملك موهبتك وقدراتك لن يكون يوما لنفسه
فأنت كالشمس تمتلئ بها العين نهارا على اتساع نطاقها كل يوم
ننتظرك نحن الدمشقيون لنعلّق لتاجر الوقت مشانق الكلمات
كما سيعلق غيرنا مشانق الحقّ
جزاك الله كل خير

صالح أحمد
01-27-2013, 08:13 PM
د. باسم القاسم
وعزف بديع على أوتار الوجع
في ميدان الحقيقة

مبدع وكفى أستاذي
تقبل تحياتي وتقديري