تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خمس قصص قصيرة جدا لابراهيم درغوثي / تونس


إبراهيم درغوثي
08-16-2011, 03:27 PM
5 قصص قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي/ تونس


1/ الدينار

ظل يجمع ملاليمه المغموسة بالعرق مليما وراء مليم...
وحين استوت دينارا يسر الناظرين،
اقتلعتها من قلبه وزرعتها في قلبك.


2/ بغلة ابن خلدون

ذهب عبد الرحمان بن خلدون يطلب الإذن من تيمورلنك بمغادرة دمشق بعدما أهداه مخطوطا
يصف فيه حال بلاد المغرب كان الغازي قد طلبه منه عند مقابلته الأولى، فأذن له .
لكنه استوقفه عندما هم بامتطاء بغلته، وسأله بلسان الترجمان:
- بكم تبيعني بغلتك يا علامة العرب ؟



3/ ذهب

كانت تقول لمن يلومها فيه من الأصحاب والأقارب إنه ذهب
إلى أن ذهب،
فصارت من يومها تزن الرجال، كل رجال الدنيا ، بميزان الذهب.



4/ طين

بدا المطر في الهطول مدرارا، ففاجأ هطوله الجميع.
كان الرجال في قمصان قصيرة الأكمام وكانت النساء في فساتين فوق الركب.
قطرات المطر الكبيرة كانت تترك حفرا على لحم الأجسام المتحركة بسرعة على الرصيف.
ثم بدأ الطين في الذوبان...ليسيل على الثياب
والأحذية أمام ذهول الجميع وارتباكهم وحيرتهم...
نظرت من خلال زجاج نافذة السيارة، فرأيت عجبا: الرجال والنساء
يتحولون إلى أكداس من الطين اللازب تملأ الرصيفين.
ونقرت على صدري بسبابتي فطن طنين الخزف المشوي...


5/ الديك الذهبي

تنام العيون المتعبة، عيون ربات البيوت ورجال الأمن
وحراس الليل ومتعهدي حفلات الرقص
وشبان النت ورجال الأعمال...
وتظل عينه ساهرة
تنتظر طلوع الفجر...
وصوته مجلجلا يذكر بالصباح الجديد.

عبدالإله المالك
08-17-2011, 10:58 PM
وصاح الديك الذهبي .. واشرق الصباح .. وامتنع الناس عن الكلام المباح .. لعل لهذا القلب أن يرتاح ..

ويرن الخزف المشوي .. بشواء الدم المغلي .. وبلون الأديم المطلي ..

ذهب المالُ والذهبْ .. ليبقَ العلم والأدبْ .. ونجم الصبح قد اقترب ..

ابن خلدونْ .. ملأ الدنا والعيونْ .. رغم العصبية والشجون ..

أنتِ .. يا خلف السمادير ِ .. ياغنوة الودي .. يا صوت القوارير ِ ..

ابراهيم درغوثي ..

تحية ودّ ..

إبراهيم درغوثي
08-20-2011, 07:49 PM
شكرا عزيزنا عبد الاله على هذا الرد الطريف
شكرا على المتابعة

موضي
08-20-2011, 11:02 PM
5

4/ طين

بدا المطر في الهطول مدرارا، ففاجأ هطوله الجميع.
كان الرجال في قمصان قصيرة الأكمام وكانت النساء في فساتين فوق الركب.
قطرات المطر الكبيرة كانت تترك حفرا على لحم الأجسام المتحركة بسرعة على الرصيف.
ثم بدأ الطين في الذوبان...ليسيل على الثياب
والأحذية أمام ذهول الجميع وارتباكهم وحيرتهم...
نظرت من خلال زجاج نافذة السيارة، فرأيت عجبا: الرجال والنساء
يتحولون إلى أكداس من الطين اللازب تملأ الرصيفين.
ونقرت على صدري بسبابتي فطن طنين الخزف المشوي...


الفنتازية الرمزية هنا جميلة جدًا وكأن المطر الذي هو أحد نواميس الحياة يجرد الإنسان على حقيقته !
والمطر هنا ربما هو الظرف أو الغاية أو العشرة .... إلخ
رائع وجميل

حياه
08-28-2011, 04:25 AM
..


مخمر بطريقة سردك

جميل جدا حد الكمال يا درغوثي

شكرا وافرة

- على فكرة أحب تونس جدا

إبراهيم درغوثي
08-29-2011, 08:27 PM
موضى
اختيارك للتعليق على هذا النص اسعدني
وقراءتك لمقصودي في محله
كل عيد وانت العيد

إبراهيم درغوثي
08-29-2011, 08:30 PM
جياة
اسعدتني بهذا التقدير الجميل
وتونس تحبك
كل عيد وانت العيد