تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لِي رَجلٌ !


مريم السيابية
09-08-2011, 08:15 PM
مَساءاتُ اْلــ حَنينِ لِمذهبٍ يُوسفي !


/


(1)
لِي رجلٌ يُتقن اللغةَ الأولى فيذرها
لحقولِ الغيمِ , التي جُبلَتْ على مزاوجةِ
الحِنطةِ , فيلتقي فمُ المطرِ بأصابِعه
مولداً أعياداً مِن المغفرة تمورُ
فِي عيني التائِبينَ!


(2)
لِي رجلٌ يُشبهٌ القروي الذي
أهلكَ الجِبالَ بأغنياتِ النخيلِ
ويأيأتهِ الصديقةِ , وَحرثَ الشَمس بعصاه
مُنبتةً نوراً ورياحينَ وقريةً
يملؤُها البلورات!


(3)
لِي رجلٌ راودهُ اللهُ عَن قَلبي
فأسكنهُ مَدينة آمنةَ السماءِ أكثرَ
مِن سوءِ ظَنِ الأرضِ , فاستيقظت
حَربٌ النفوسِ وَلمْ يهدأ قَلبُ أحدٍ !


(4)
لِي رَجلٌ يئست لَعقِ اسمهِ مِن
ذاكِرتي , خائِفاً مُختبِئاً مِن رعافِ النِسيانِ
يُقامِر على فاكهةِ الخلودِ , ووحدي من خُلقتُ
من طينهِ هو!


(5)
لِي رجلٌ يَبيعُ البجعاتِ الجاهلةِ للغرباء
فيخدشُ الحنينَ مُقلتهُ , ويسيلُ الحبرُ
الصابرُ من أصابعهمْ , ومن ثم تخرجُ
الورقةُ سفيرةً عتيقةً لوطنهم !


(6)
لِي رجلٌ لهُ ألفُ عامٍ من الماءِ
ولي منهُ ألفي عامٍ من الجمودِ
وما زلتُ أحِلُّ فيزياؤهُ لأنصهرِ !


(7)
لِي رجلٌ مُغرورقٌ بأثيرِ الحكاياتِ
وجلبابَ الحُبِّ , يُخطِئُ فِي حِسابِ
ألفِ ليلةٍ وليلةٍ عِشناها مذ أن عَجنَ
شفاههُ باسمي !


(8)
لِي رجلٌ أنفقَ قَلبهُ وَقلبَ سلالتهِ
في البحثِ عن تعامدٍ يشدّه لمحور دائِرتي
ولَم يَجِد طورَ سينائي بَعدْ!


(9)
لِي رجلٌ يَنفضُني مِن مَداخِن العجائِز
دَعوةٌ صالحةٌ , أظن أنَّها قَدْ يُستَجابُ لهُ !


(10)
لِي رَجلٌ يَهوى إخلاصَ أعمدةِ
الإنارةِ لأقدامِ العابرينَ , فينفثُ
صَلواتهِ عليهن , فينحنين لَهُ
إجلالاً وَنوراً !


(11)
لِي رَجلٌ يَنهب كل جيوب عُمري
بالحُبِّ , ولستُ قادرةً على إدانتهِ !


(12)
لِي رَجلٌ يُقال أنَّه مكراني
أورثَني سَهراً لأربع قُرونْ
بِـ أُ حِ ب ُّ كِ!


/

وِدْ

د. منال عبدالرحمن
09-08-2011, 10:04 PM
كلّما تفتّحَ حبٌّ فاحتِ اللّغةُ و ارتدت أجملَ أثوابها
فالقادمُ هنا غيثٌ سلسبيلٌ عذب
يروي القارئين ...

جميلةٌ يا مريم
سلمتِ وطِبتِ :34:

مريم السيابية
09-09-2011, 02:19 PM
كلّما تفتّحَ حبٌّ فاحتِ اللّغةُ و ارتدت أجملَ أثوابها
فالقادمُ هنا غيثٌ سلسبيلٌ عذب
يروي القارئين ...

جميلةٌ يا مريم
سلمتِ وطِبتِ :34:

أهلاً يا منال
فصولٌ من الياسمينْ تُغني لكِ
شُكراً يا سَماء :)

بدرية البدري
09-10-2011, 10:13 AM
مريم ..
ماذا قد أقول لمثل هذه الكتابات الواعية ..

لقلبكِ رياحين الجنة ..

عبدالرحيم فرغلي
09-10-2011, 10:46 AM
هذا نص عميق .. لا تكفيه قراءة واحدة ..
بإذن الله لي عودة .. ولأتحايل على نفسي وأثمل من قراءته .

أتيت بصور جديدة .. مبتكرة .. ويتناسل المعنى من المعنى بكل سلاسة وجمال .. يحتاج لأن أقف مع كل مقطع ..

أما المقطع الثالث .. فوقفت عنده كثيرا .. لعلي لم استوعبه تماما ..

ألف تحية وتقدير

فرحَة النجدي
09-10-2011, 04:59 PM
هكذا الحب يُخلِق الجمال و يجمل الأشياء!
جميلة جداً يا مريم و مختلفة أيضاً ،!


* غير أنني حرت في الـ (3) ،
شكرا لك .

أروى المهنا
09-13-2011, 11:49 PM
كنت أعلم أنّني سأجد شيئا مختلفا لديك يامريم
جميل هذا العنفوان

تقديري

أروى التميمي
09-14-2011, 12:04 AM
"

سبحان من ألقمك الحرف فاكهة



شكرا يا أبجديّة اللغة

"

مريم السيابية
09-16-2011, 06:18 PM
مريم ..
ماذا قد أقول لمثل هذه الكتابات الواعية ..

لقلبكِ رياحين الجنة ..

بدرية لحضوركِ تُغني السنونوةُ !
وماذا أقولُ فيكِ يا أُغنيّة المطر؟

شُكراً وَقُبلة :)

عائشة
09-17-2011, 09:42 AM
مريم؛


مررت من هنا وقرأت شيئاً مميزاً ...
لله درك ياجميلة؛
تقبلي مروري

مريم السيابية
10-06-2011, 09:35 AM
هذا نص عميق .. لا تكفيه قراءة واحدة ..
بإذن الله لي عودة .. ولأتحايل على نفسي وأثمل من قراءته .

أتيت بصور جديدة .. مبتكرة .. ويتناسل المعنى من المعنى بكل سلاسة وجمال .. يحتاج لأن أقف مع كل مقطع ..

أما المقطع الثالث .. فوقفت عنده كثيرا .. لعلي لم استوعبه تماما ..

ألف تحية وتقدير

أهلاً بِكَ يا غَيم
حُضوركَ مُتبلٌ بِالروعةِ
شُكراً لكَ وأكثر :)

إبراهيم بن نزّال
10-11-2011, 11:58 AM
مريم السيابية
وهنا فاقت حروف قلمكِ البوح لتصل مدى غمام سماء جميلة ,
متتاليات الحروف كأني بها [ كمان ] صامت إلا عن حقيقة ذاك الرجل .
,
لما تم اقتباسه هنا وقفة ,




(3)
لِي رجلٌ راودهُ اللهُ عَن قَلبي
فأسكنهُ مَدينة آمنةَ السماءِ أكثرَ
مِن سوءِ ظَنِ الأرضِ , فاستيقظت
حَربٌ النفوسِ وَلمْ يهدأ قَلبُ أحدٍ !



لِي رجلٌ راودهُ اللهُ عَن قَلبي ,
فبعض من قرأ قبلي توقف عندها غير مُلِمّآ بماهيّة جملة البوح وماأرادت بهِ الكاتبة .
فالمراودة هي : إرادة الشيء
وقد يفهمها البعض على غير ماهيتها الأساسية في الجملة من ناحية توظيفها الموفق جدا في الجملة .
فحينما قالت الكاتبة : راودهُ الله عن قلبي ,
فهي تعني أن الله لم يشأ أن يكون ذاك الرجل لقلب تلك الأنثى , حينما كتبت [ عن قلبي ] ,
وهو مايتضح من خلال إكمال جملة [ راودهُ الله ] بِـ [ عن قلبي ] ,
فـ [ عن قلبي ] هي الإشارة الرئيسية لعدم مشيئة الله بأن يكون الرجل لقلب الأنثى .
,
مريم السيابية ,
قلمكِ فاخر ويتقن التوظيف العميق للمعنى ,
فشكرآ لكِ البوح الأنيق ,
تحياتي