تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تنهيدة ..


فهد العوده
11-20-2011, 07:16 PM
السلام عليكم يا أمةً وحدها الكتاب ..





.
.
.
.
.
.
.





الحب في الربيع يصبح زهرة وفي الشتاء يصبح معطف وفي الخريف شتات ،
وفي الصيف يموت ، وفي الفصل الخامس تبحث عنه ، كما لو أنكَ تبحث عنك



لأنني أعلم بأني لن أعانقك مثل كل سنةً ،
ولأنني أعرف بأني لن أطفئ قناديل الحب معك ،
ولأنني أعرف بأنني لن أقسم أجندة أيامي معك ،

أكتب لك هذا ..




لماذا قلبي يذكرك كل حين ...وأنت جرح السنين ...؟


لم أكن أشعر بنموك بدواخلي ، حيث أن مناعتي لم تخبرني عنك ،
حتى استعمرت مملكة القلب ، واستوطنت دواخلي .. وأصبحت غير قادراً على نفيك
حتى كريات الدم الحمراء والبيضاء ، لم تستطع طردك وقتلك


لازلت أتذكرك وأنت تسير بقوافلك ، وترفض أن تجد لي متكئاً معك ..
حيث امتطيت قاربك وأبحرت دون أن تفكر بي أو تدرك ما ينموا بدواخلي لك ،

فلم تعاهدني أن تتركني وحدي أبحر على قارب هوانا
فلا ذنب لي لتدعني أجدف إلى مراسى الحب وحدي ..

فالصبح لا يشرق ، والليل لا يغيب ..بسبب رحيلك الموحش الكئيب ..

لازلت أتذكر حين أزين وجهك المخمري بسنابل الحب تحت المطر .
ولا زلت أذكر حين أضع زهرة التوليب على صدرك وأسقيها بماء الحب ..


أتذكر حين كنا نجلس على رصيف الأمنيات ، وأقبل عيناك .. وأتمنى لك آمنيةً تريدها .
وأنسى بأن لي آمنيات لم تتحقق بعد ، ولكن كان وجودك معي ، لا يشعرني بأن للآمنيات معنى .. حيث أنك كنت الآمنية الأكبر ..


عندما كنت أداعب جدائل شعرك ..كنت أشعر بأنني أتسلق جبال الحب ..
ولم أكن أعلم بأن النظر إلى عيناك ، لا يشبه إلى الغرق وسط بحار الكاريبي
ولم أكن أعلم بأن خصلات شعرك من نور ..
إلا حين طرق الحب بابي ...


أتذكر عندما كنت أحملك من وحل التراب ،تحت غيمة أسطنبولية ،
وننشد أناشيد الحب ، على إيقاع نبضات القلب ، وتقتل العصافير تغاريدها ، تأملاً بنا ..

كانت العصافير ، تنظر إلينا ، وتحسدنا رغم أنها لا تعلم بأنها هناك ، قدر ، ولا تعلم بأنك سترحل عني ذات يوم ..

كانت الزهور تلتف نحو خاصرتي غيرةً منك ، وكانت تفوح شذاها أغراءاً لكي أتركك ..
كانت تلك هي ظنوني وأنت معي

.. لم أكن أعلم بأن الأزهار .. كانت تخبرني بأن شذاك ..هو رحيلك ذات يوم ..
وبأنك .. ستتركني وحدي ، في غياهب الحب ، وضبابك ، وذكرياتك ..




كنت أخبر البشر أن لا يقفون عند أعمدة الإنارة ،
لأنه نور من كذب ،
ولازلت أؤمن بأنه نور صناعي ، من مشاعر بلاستيكية ،
ولكنه أوفا من أغلب البشر ، حين يرحلون ويقطعون خيوط النور ويغيهبوننا ويرحلون ..


ها أنا الآن .. وحدي ،
عندما دار الفلك ، أصبحت ..
أسطر الحروف ، على رصيف الأمنيات ..
لا تهرب مني يا أيها الحب الجميل ..






أكتب إليك ... كل هذا وليسَ فقط ..
جئت أعطيك جواباً على سؤالك ..



أتذكر حين سألتني عن الجرح يسار صدري ..؟
هي صرخة خرجت من قلبي وثقبت جسدي ..

ت ن ا د ي ك




تنهيــدة ..

أتعلم متى نكون شجرة بلا أوراق ..!

هو عندما نكون مبللين بالأشواق ، ومحاجرنا تطفي الدمع الحراق ، ويرتدينا وشاح الفراق ، ونسكب الألم بالأوراق



فهد العوده
fahadaloudah@

صالح الحريري
11-20-2011, 08:26 PM
فهد ..
اتجاهٌ مباح لمن أراد البوح الحلال ..
يمنح خطوات الحب آثار النجاة من جحافل النكران ..
ثابتٌ كشجرة تتساقط أوراقها لكنها مؤمنة بالثبات والجذور ..!



أي سحرٌ تنفثه في عقد الأبجدية يــ فهد .؟
تنهيدتك دخان وجع وأبخرة ألم
لكنها صادقة ...!

همس الحنين
11-20-2011, 09:10 PM
" تنهيدة بشكل مختلف أرسلت بعض وجع "


ممتنة لهكذا رونق

د. منال عبدالرحمن
11-20-2011, 09:50 PM
و عليكَ سلامٌ من اللهِ و رحمةٌ و بركة
جميلٌ هذا النّصّ يا استاذ فهد و فيه من البوحِ زهرٌ كثيرٌ و مطرٌ و رائحةُ حبّ
هو نابعٌ من القلب لذا يصلُ إلى القلب دون استئذان
اعذرني و لكن بعضُ الأخطاء اللّغويّة عكّرت صفو قراءتي ..
ما سوى ذلكَ
طِبتَ و طاب بكَ المكان .

عبدالرحيم فرغلي
11-21-2011, 09:36 AM
حين نسكب آلامنا فنحن نتخفف منها ولو مؤقتا ..
قلم شجي .. تسكنه العاطفة .. والعفوية الصادقة
.. سعدت بالقراءة لك

ألف تحية وتقدير

يحيى الحكمي
11-22-2011, 08:42 PM
أتذكر حين سألتني عن الجرح يسار صدري ..؟
هي صرخة خرجت من قلبي وثقبت جسدي ..

ت ن ا د ي ك


اسمحي لي أن أقول :

الروح في النص تطغَى بكثير على الحروف

فرحَة النجدي
11-26-2011, 09:39 PM
أتذكر حين سألتني عن الجرح يسار صدري ..؟
هي صرخة خرجت من قلبي وثقبت جسدي ..

ت ن ا د ي ك *

آخ ، مؤلمة ، معبرة !



النص جميل جداً بروحه ،
كسرت شيئاً من هذا الجمال بعض الأخطاء اللغوية .
كل ما عليك فعله هو التدقيق فيما سيأتي من نصوص .




وِد ، تقدير .

رُوح
11-27-2011, 04:40 PM
من المؤلم حقا أنّنا بعد الفقد
نجلس و نتدبر كلّ الإشارات السابقة التي رأينها ، والتي اجتهدت لتخبرنا و تحضّرنا للقادم ! فنبتسم ساخرين من أنفسنا على هذا الإدراك المتأخر !
لكنّ الفرحة دوما ، تُعمي القلب عن التدبر بغير ما يحس به !

ما كتبته آسر ..

فهد العوده
12-06-2011, 09:27 PM
صالح ، الصمت أبلغ وخالقي أبلغ ...
أحبك في الله يا آنيق ..

همس ،
شكراً لكِ ..

دكتورة منال ،

أهلاً بهذا الحضور الضخم ،
نعم دائماً أكتب وأتكاسل في القراءة مرة وآخرى ،
لذا أنا أعتذر جداً على كسلي ،


عبدالرحيم فرغلي ،

رفوف الفرحه تتسع حين أراك هنا ،
بين حروفي الهشه يا جميل ..


يحيى

شعرت وكأنني " قفل " لم أستوعب جيداً
لذلك أنا سعيد حتى أراك هنا مرةً آخرى
شكراً لك وأكثر من ذلك ،


فرحة النجدي ،

أهلاً يا جميلة .. بإذن الله سأخذه بعين الأعتبار
وسأخطأ مرة آخرى حتى أوبخ سطوري أكثر ،
شكراً لكِ يا جميلة ،



روح ،

لا شيء جميل سوى أنتِ ...
شكراً يا آنيقة