مفرج المجفل
03-02-2012, 01:16 AM
( 1 )
تقول دراسة لم يصرح بها احد بعد
إن الأطفال الذين كانوا يقفزون على السرير ..
سقطوا عندما كبروا
و اولئك الذين كانوا يختبئون اسفله ,
لم يعثر عليهم احد بعد
اما اولئك الذين ينامون على الأرض و يحلمون ..
مازالوا يحلمون .
( 2 )
ثم أين ..
الإتجاه أقصر من الطريق ,
الطريق أقصر من ساقي ,
ساقي أقصر ..
بلا لحاف
ثم أين ..
ايتها المنابر
و المعابر
و السرير
ايتها الحقائب
و المراكب
و الطحالب ..
و الصديق
الإجابات أقصر من الأسئلة ,
الأسئلة أقصر ..
بلا اجابة
اللافتات تُديرها الريح ,
و اظل .. استدير ,
حول المنابر
و المعابر
و السرير .
( 3 )
الساعة تخرج لي لسانها ,
القطة تدخل من النافذة و تخرج من الباب
الهاتف مشغول بتمشيط اسلاكه ,
الأقزام تكفيهم قصاصة من ورق لتحتويهم
اما أنا ..
خرجت من المكتب عندما نصبت قامتي .
( 4 )
اصفعني ايها الطريق
و اقذف من خلفي الحجارة
و العلب الفارغة
اترك الكلاب تلاحقني
و النوافذ و الشاشات تلعنني
و تلقي علي ما فسد من طعامها
و من اخلاقها ,
اجعل رواد المقاهي يتحدثون عني
عند المساء
و يتحدثون ما تبقى من اعمارهم
عنك
و عن مثلث برمودا .
( 5 )
نلتقي ,
بلا موعدٍ مسبق ..
بلا مصادفة لها وقع الفجأة
نلتقي ,
دون سابق معرفة ..
تحكي لي نصف حكايتك
ثم نفترق
و اكمل نصف حكايتك الأخير لوحدي
و انا اقطع ما تبقى من الطريق .
( 6 )
مسقط رأسي ..
ليلة البارحة
منها اتيت الى النهار ..
من اسفل الستار
ضحك الجمهور ,
صفق الجمهور ,
توقف العابرون عن العبور
فُتح الستار ,
اصبحت القضية
و بطل المسرحية
اصرخ ,
اصرخ ,
يخرج لي شرطي يطلب هويتي
ادخل يدي في جيبي ,
اعطيه تذكرة الدخول
يضحك الجمهور ,
يصفق الجمهور ,
مازلت اُتقن الدور !
اصرخ مجدداً ,
اصرخ ,
يخرج لي النادل
اقول له إني جائع ,
يذهب و يعود ليقدم لي بندقية
يضحك الجمهور ,
يصفق الجمهور ,
اضغط على الزناد
تطير من الفوهة الطيور
يُسدل الستار ,
و يعودون الى شُباك التذاكر
و اعود خلفهم ,
اقف آخر الطابور .
( 7 )
تبدأ الحكاية ,
عندما ينتهي كل شيء ,
عندما يشيخ المكان
و يكبر الأطفال
و يكتشف
الشرطي
و اللص
و المحامي
أنهم عندما كانوا صغاراً
كانوا ينامون على ذات القصة .
( 8 )
عندما ينفخ احدهم بالونة ,
اشعر بضيق تنفس
و عندما يفلتها لتطير ,
اشعر أنها لا تطير ..
اشعر أني أنا من يسقط الى اسفل
اشياء كثيرة تخنقني ,
تودعني السرداب ,
لأن الشيال كلما صعد السلم
سقط حذائه في رئتي .
( 9 )
ايقضوا آخر الشهر ,
اخبروه أني في الخارج
انتظره و معي البقال
و السباك و موعد جلسة في المحكمة
اخبروه أني ارتدي ما تبقى من الأيام
اتخفى بها عن المؤجر و موظف التحصيل
توسلوه أن يخرج
أو اسمحوا لي أن ادخل اليه
كما يدخل المطاردون بيوت شيوخ القبائل .
( 10 )
لم يتركوا لي شيئاً ,
حتى الحُزن ..
اخذوه
عندما قالوا : لا تحزن !
رحلوا و تركوني فارغاً
تُلقي بي الأيام ما تلف من ارقامها
تَعلق اقدامي بالطرق المتداخلة
و اسقط على الرصيف
كـ قطعة رغيف ..
يابسة ,
كفردة حذاء ..
تبحث عن الفردة الاُخرى
لتحظى بقدم
كـ عواء ..
عَجزت عن فهمه الغنم
كـ شجرة خريف ..
بائسة
سلمت اوراقها للريح
و بقيت تنتظر ..
أن يبلغها السحاب
بموعد المطر .
بالعربي : مفرج المجفل
..
تقول دراسة لم يصرح بها احد بعد
إن الأطفال الذين كانوا يقفزون على السرير ..
سقطوا عندما كبروا
و اولئك الذين كانوا يختبئون اسفله ,
لم يعثر عليهم احد بعد
اما اولئك الذين ينامون على الأرض و يحلمون ..
مازالوا يحلمون .
( 2 )
ثم أين ..
الإتجاه أقصر من الطريق ,
الطريق أقصر من ساقي ,
ساقي أقصر ..
بلا لحاف
ثم أين ..
ايتها المنابر
و المعابر
و السرير
ايتها الحقائب
و المراكب
و الطحالب ..
و الصديق
الإجابات أقصر من الأسئلة ,
الأسئلة أقصر ..
بلا اجابة
اللافتات تُديرها الريح ,
و اظل .. استدير ,
حول المنابر
و المعابر
و السرير .
( 3 )
الساعة تخرج لي لسانها ,
القطة تدخل من النافذة و تخرج من الباب
الهاتف مشغول بتمشيط اسلاكه ,
الأقزام تكفيهم قصاصة من ورق لتحتويهم
اما أنا ..
خرجت من المكتب عندما نصبت قامتي .
( 4 )
اصفعني ايها الطريق
و اقذف من خلفي الحجارة
و العلب الفارغة
اترك الكلاب تلاحقني
و النوافذ و الشاشات تلعنني
و تلقي علي ما فسد من طعامها
و من اخلاقها ,
اجعل رواد المقاهي يتحدثون عني
عند المساء
و يتحدثون ما تبقى من اعمارهم
عنك
و عن مثلث برمودا .
( 5 )
نلتقي ,
بلا موعدٍ مسبق ..
بلا مصادفة لها وقع الفجأة
نلتقي ,
دون سابق معرفة ..
تحكي لي نصف حكايتك
ثم نفترق
و اكمل نصف حكايتك الأخير لوحدي
و انا اقطع ما تبقى من الطريق .
( 6 )
مسقط رأسي ..
ليلة البارحة
منها اتيت الى النهار ..
من اسفل الستار
ضحك الجمهور ,
صفق الجمهور ,
توقف العابرون عن العبور
فُتح الستار ,
اصبحت القضية
و بطل المسرحية
اصرخ ,
اصرخ ,
يخرج لي شرطي يطلب هويتي
ادخل يدي في جيبي ,
اعطيه تذكرة الدخول
يضحك الجمهور ,
يصفق الجمهور ,
مازلت اُتقن الدور !
اصرخ مجدداً ,
اصرخ ,
يخرج لي النادل
اقول له إني جائع ,
يذهب و يعود ليقدم لي بندقية
يضحك الجمهور ,
يصفق الجمهور ,
اضغط على الزناد
تطير من الفوهة الطيور
يُسدل الستار ,
و يعودون الى شُباك التذاكر
و اعود خلفهم ,
اقف آخر الطابور .
( 7 )
تبدأ الحكاية ,
عندما ينتهي كل شيء ,
عندما يشيخ المكان
و يكبر الأطفال
و يكتشف
الشرطي
و اللص
و المحامي
أنهم عندما كانوا صغاراً
كانوا ينامون على ذات القصة .
( 8 )
عندما ينفخ احدهم بالونة ,
اشعر بضيق تنفس
و عندما يفلتها لتطير ,
اشعر أنها لا تطير ..
اشعر أني أنا من يسقط الى اسفل
اشياء كثيرة تخنقني ,
تودعني السرداب ,
لأن الشيال كلما صعد السلم
سقط حذائه في رئتي .
( 9 )
ايقضوا آخر الشهر ,
اخبروه أني في الخارج
انتظره و معي البقال
و السباك و موعد جلسة في المحكمة
اخبروه أني ارتدي ما تبقى من الأيام
اتخفى بها عن المؤجر و موظف التحصيل
توسلوه أن يخرج
أو اسمحوا لي أن ادخل اليه
كما يدخل المطاردون بيوت شيوخ القبائل .
( 10 )
لم يتركوا لي شيئاً ,
حتى الحُزن ..
اخذوه
عندما قالوا : لا تحزن !
رحلوا و تركوني فارغاً
تُلقي بي الأيام ما تلف من ارقامها
تَعلق اقدامي بالطرق المتداخلة
و اسقط على الرصيف
كـ قطعة رغيف ..
يابسة ,
كفردة حذاء ..
تبحث عن الفردة الاُخرى
لتحظى بقدم
كـ عواء ..
عَجزت عن فهمه الغنم
كـ شجرة خريف ..
بائسة
سلمت اوراقها للريح
و بقيت تنتظر ..
أن يبلغها السحاب
بموعد المطر .
بالعربي : مفرج المجفل
..