تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما مدى ظهور حالة الكاتب أو الشاعر في النص


إبراهيم بن نزّال
03-29-2012, 03:02 PM
يقولون دائما أن حالة الكاتب أو الشاعر حينما يكتب نصا فتأثير هذه الحالة يكون جليا على النص المكتوب،
والقارئ الجيد هو الذي يستطيع أن يفسر تلك الحالة من خلال ما قرأ.

مامدى حقيقة هذه المقولة؟
وما مدى الحقيقة الظاهرة من تلك الحالة من خلال ماكتب الكاتب أو الشاعر؟
وهل في جميع الأحوال أن الحالة في تلك اللحظة من النص لابد لها أن تظهر على النص؟

،
هي مقولة شائعة، وطرحت منها هذه التساؤلات ( دعوة للنقاش ),

تحياتي

سعيد الموسى
03-29-2012, 06:30 PM
ثريٌ هذا الموضوع كـ ثراء فكرك ياإبراهيم
بإذن الله سأعود .

ابنة الظلال
03-29-2012, 11:14 PM
مساؤك خير سيدي...

أظن أنه لا يمكن التعميم أبدا... فلكل قاعدة هناك شواذ دوما....

ولكن الكاتب حين يكون صادقا فيما كتب يصل إلينا إحساسه كما يرغب وأكثر...

ويمكن بالطبع للقارئ الجيد أن يستخلص تلك الحالة التي عاشها الكاتب لحظة الكتابة...

وقد يكون القارئ قد ألقى بظلال شعوره هو على النص حينها يكتب عما شعر به هو لا الكاتب...وقد يصيب في ذاك وقد لا يصيب...

برأيي أن بعض القراءات قد تغدو غائمة وضبابية إن فقد صدق الإحساس بالنص ...


فحين يكون الكاتب متصنعا لحالة لم يعشها، وهذا ما قصدته في إشارتي...

ولا أقصد أبدا انتقاص قدر الكتاب بأي شكل ولكن والأمثلة على ذلك كثيرة...

تجد كاتبا يصف لك شعورا تصنعه ولم يشعر به حقيقة وهذا ما يظهر للقارئ الذي يتمكن من تمييز الإحساس الصادق العفوي أو ذاك المتكلف الذي يقصد به الكاتب بهرجة أو ملأ فراغ فقط...

وبالطبع ليس هناك ضير من أن يلقي القارئ شعوره على النص، فهذا هو الذي يطلب مرات كثيرة في الشعر الرمزي إذ يقول النقاد أن المهم ما تشعر به وليس المهم أن تفسره، فهو كالموسيقى نشعر بها ولا نفهمها...

ما قصدته من الصدق هو صدق المشاعر حين يكون النص محتملا للمشاعر, باعتبار أن هناك نصوصا وصفية...

لكن أحيانا يدّعي بعض الكتّاب أو الشعراء, حين يكون متصنعا ونصه ضبابي, أنه يكتب نصا رمزيا...

وفي هذا التبرير "استغباء" للقارئ الفطن الذي يستطيع تمييز حقيقة النص...

أما فيما يتعلق بالنصوص الرمزية, فتفكيك رموزها يقوم على الثقافة طبعا وعلى الشعور ...

النقاش يحفز ويحرض على العودة بين الحين والآخر...

شكرا لك هذا الطرح الثري

احترامي

إيمان محمد ديب طهماز
03-30-2012, 03:02 AM
مساء الرضى والجمال :

موضوع جميل يا ابراهيم

أعتقد أنّ ما قد قيل صواب وعين الصواب

فلا بدّ أن يترك الشاعر بصمة روحه وحالته النفسية سواء في القصيدة أو النثر أو الرواية

وكثير منهم ما ينقلها بتمام حالتها

والبعض تطل ملامح هذه الهالة كطيف من خلف أفق المعنى

غير أنّ المتلقي لا يمكنه الجزم بكنه هذه الحالة

ويختلف هذا حسب المتلقي

ومدى احساسة وتعمقه بالموضوع والشاعر

كلّ ما يهمنا من الأمر أن تصل الفكرة يلفها هذا الغموض الجميل والذي يترك بنهاية كل تفسير المقولة التالية :

( المعنى في قلب الشاعر )

فجمال الفن بجلال غموضه الذي يحثّنا على البحث والتنقيب للوصول الى ما وراء المعنى و ما يجهر به المعنى

أخي ابراهيم آمل أني قد أصبت

هي وجهة نظري الشخصية لا أكثر

تقديري

إبراهيم بن نزّال
03-30-2012, 03:02 PM
ثريٌ هذا الموضوع كـ ثراء فكرك ياإبراهيم
بإذن الله سأعود .

سعيد موسى،
أهلا بِك, وبالطبع سأنتظر عودتك.

إبراهيم بن نزّال
03-30-2012, 03:31 PM
ابنة الظلال
بدايةً، لايوجد في النصوص مايسمى نصا صادقا ونصا غير صادق. بل نصا يحمل الشعور ونصا لايحمل.
فالنص يحمل صفة الكاتب وللوضوح أكثر سأجلب مثالا لنص ومحيطه النفسي وهو المهم هنا.
وأقوى الأمثلة هي النصوص الرثائية،
فحين كتابة النص الرثائي فما يشد الكاتب في المقام الأول هو حالة الكاتب أو الشاعر نفسه، أما شأن المرثي فهو شان تتابعي مع النص.
فالبعض يرثي دونما ظهور لحالة الحزن التي من الوجوب أن تكون ظاهرة جدا على النص,
فمثال هذا النص لا يحتمل ظهور حالة الكاتب الحقيقية, والسبب أن الكاتب يرثي للكتابة فقط وليس لإيصال الشعور.
ومن الطبيعي جدا أن القارئ سواءً القارئ المُجيد أو القارئ الجيد فهو يعي عدم ظهور الحالة في هذا المثال.
بعكس رثائيات أخرى تخيم عليها حالة الكاتب أو الشاعر الحزينة، فهنا النص يحمل شعورا. بعكس المثال الأول الذي انتفى فيه الشعور لعدم ظهور حالة الحزن.
الأمر المُراد إيصاله من هذين المثالين أن الصدق من عدمه لم يكن ذا إشارة بينية هنا بقدر ماهية الكاتب او الشاعر على الإظهار. بيد أن تصنع النص يظهر جليا من خلال مايتوارد للقارئ المجيد.
وإن كانت تلك النصوص الرمزية شمّاعة لدى البعض يلقي من خلالها بدايات لحالات متعددة يتوه معها القارئ أحيانا،
ولكن هذا التوهان لن نجده عند القارئ المجيد الذي اشرت إليه سابقا، وهنا تبقى الثقافة المرجعية للقارئ الديدن المنشود.
لاضير في قراءة القارئ وأنه قرأ على حسب ما استوعب من حالة شعورية للكاتب أو الشاعر قد تصيب وقد لاتصيب،
ولكن هل شعور القارئ هنا هو المتحكم في النص أم شعور الكاتب؟.

سهير السميري
03-30-2012, 07:08 PM
الكتابة بأنواعها , سواء نثرية , شِعرية , وجدانية , رثائية , او كتابة المقال الاجتماعي
او المقال الساخر او السياسي كلها عبارة عن تنهيدة , افراغ لشحنات وهواجس داخلية ,
هي ( صرخة ) مدوية .
والقارىء المعوّل عليه لديه مجسّات يستطيع بواسطتها تمييز النص وغربلته

قالوا ( ما القراءة إن لم تكن الحصول على ذاكرة شخص آخر ببطء ) , نعم نحن القراء نحصل
على ذاكرة لحظية للكاتب عند الانتهاء من قراءة نصه , ونعيش حالته , على شرط ان نكون قد
استوفينا شروط القراءة .

ولا خير في نص لم يزلزل قارئاً ولم يسجله مقياس ريختر .

وجواباً على سؤالك الاخير : هل شعور القارئ هنا هو المتحكم في النص أم شعور الكاتب؟!!!
أميل الى ربط الاثنين معاً .

_____________________

( بعض الأفكار صلوات )

ابنة الظلال
03-30-2012, 07:11 PM
ابنة الظلال
بدايةً، لايوجد في النصوص مايسمى نصا صادقا ونصا غير صادق. بل نصا يحمل الشعور ونصا لايحمل.
فالنص يحمل صفة الكاتب وللوضوح أكثر سأجلب مثالا لنص ومحيطه النفسي وهو المهم هنا.
وأقوى الأمثلة هي النصوص الرثائية،
فحين كتابة النص الرثائي فما يشد الكاتب في المقام الأول هو حالة الكاتب أو الشاعر نفسه، أما شأن المرثي فهو شان تتابعي مع النص.
فالبعض يرثي دونما ظهور لحالة الحزن التي من الوجوب أن تكون ظاهرة جدا على النص,
فمثال هذا النص لا يحتمل ظهور حالة الكاتب الحقيقية, والسبب أن الكاتب يرثي للكتابة فقط وليس لإيصال الشعور.
ومن الطبيعي جدا أن القارئ سواءً القارئ المُجيد أو القارئ الجيد فهو يعي عدم ظهور الحالة في هذا المثال.
بعكس رثائيات أخرى تخيم عليها حالة الكاتب أو الشاعر الحزينة، فهنا النص يحمل شعورا. بعكس المثال الأول الذي انتفى فيه الشعور لعدم ظهور حالة الحزن.
الأمر المُراد إيصاله من هذين المثالين أن الصدق من عدمه لم يكن ذا إشارة بينية هنا بقدر ماهية الكاتب او الشاعر على الإظهار. بيد أن تصنع النص يظهر جليا من خلال مايتوارد للقارئ المجيد.
وإن كانت تلك النصوص الرمزية شمّاعة لدى البعض يلقي من خلالها بدايات لحالات متعددة يتوه معها القارئ أحيانا،
ولكن هذا التوهان لن نجده عند القارئ المجيد الذي اشرت إليه سابقا، وهنا تبقى الثقافة المرجعية للقارئ الديدن المنشود.
لاضير في قراءة القارئ وأنه قرأ على حسب ما استوعب من حالة شعورية للكاتب أو الشاعر قد تصيب وقد لاتصيب،
ولكن هل شعور القارئ هنا هو المتحكم في النص أم شعور الكاتب؟.

الأستاذ إبراهيم العنزي
ما ذهبتُ إليه من صدق أو انتفائه أعني به مدى ما يصلك من شعور الكاتب،

وكثر هم الذين يكتبون نصوصا لا تتعدى مجرد كونها بهرجة لغوية وهذا ما قصدته ...

والأمر لا يقف فقط عند نصوص الرثاء... فكثيرا ما تحدث النقاد عن صدق الشعور في النصوص الغزلية،

فتلك التي كانت مقدمة لغرض آخر لا يجد فيها النقاد عاطفة حب صادقة إنما هي افتتاحية تقليدية درج عليها الشعراء, وكذا الأمر ينطبق على نصوص الغزل التي تنظم من أجل الغناء ويغلب عليه الطابع القصصي ...

عموما كي لا أخرج عن محور النقاش...

لأننا بشر فإن تلقينا للنصوص يكون متباينا من شخص لآخر، فما أعتبره صادقا قد يراه غيري خاليا تماما من الإحساس، ولا يمكن اعتبار شعور القارئ أو الكاتب هو المتحكم أو المهيمن على النص، ببساطة عند النقد تظهر إشارات تبين شعور الكاتب وما الناقد في النهاية سوى قارئ محترف

عذرا للإطالة لكن الموضوع يحرض على النقاش

احترامي

نادية المرزوقي
03-30-2012, 11:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ككاتبة فأنا أيضا شغلتني تلك المقولة تماما ، ووصلت إلى نفيها بشدة، كلما غصت في الكتابة أكثر فأكثر

الصحيح أن الاحساس الصادق هو الذي يصل، الرسالة التي يريدها الكاتب هي التي تصل

لكن الحالة ، أبدا لا نستطيع الجزم ، الاحتمالات واردة أن تكون مرة من المرات هي حالة الكاتب الحقيقية،

ففي غيابه و حضور نصه، لا نستطيع الجزم أبدا ، أكتب على لسان حاله، أم لسان آخر حقيقي أو غائب يتخيله،

واصفا حالته أو حالة ميت أو خيال ،،

أبدا كل الاحتمالات واردة فالحقيقة تتموه و تتوه إذن ،
كل ما يهمنا فعلا الاحساس و الرسالة فقط ،

و كل حالة تخص النص و ليس الكاتب هو الأهم للاهتمام به خدمة للوصول إلى هدف النص و رسالة كاتبه منه

شكرا لثراء الفكر هنا آل لباد
تقبل أختك ناديه متابعة لقلمك المميز
أخي المفضال مشكورا

بارك الله جناك و زادك تنويرا

رعاك الله

إبراهيم بن نزّال
04-02-2012, 03:39 PM
بلى فلابد للشاعر أن يترك بصمة تدل على حالته النفسه آنذاك، ومن الطبيعي أمر اختلاف الظهور للحالة من شاعر لآخر أو كاتب وآخر.
أمّا بالنسبة للقارئ وعدم إمكانية جزمه بتلك الحالة، فهذا يقودني إلى التأكيد أن القارئ ليس هو المتحكم بالنص إلا من خلال ثقافته الواسعة لمفهوم المعنى الشامل للنص، فبدون تلك الخلفية الواسعة الاطلاع للثقافة الأدبية سيكون الأمر أشبه بضباب المعنى لديه.
لكن هل الغموض بأنواعه هو جمال للنص، أم أن بعض الغموض يجعل النص مقتولا؟
,
إيمان محمد ديب، شكرا لكِ حضورِك الأدبي الجميل،
تحياتي

فيصل الرحيّل
04-06-2012, 12:10 AM
.

.

.

.




ابراهيم العنزي ..
صباح الياسمين .. موضوع جميل يا عزيزي ..



بدايةً .. !
أحب أن أشير إلى أهمية العلاقة بين الكاتب والقارئ ..
القائمة على نظرية التلقي التي ترتكز على المشاركة الفعالة بين المبدع والقارئ ..
بين النص والمتلقي .. فالفهم الحقيقي ينطلق من موقع المتلقي باعتباره المستقبل ..
الرئيسي للنص والمستهلك له .. والوعاء الحامل الذي سيحتوي ما سيجود به الشاعر
من خيال و فكر و ابداع .. وعلى إثر ذلك يقوم القارئ بعدة تفاعلات وعمليات ..
الهدف منها هو الوصول إلى بر الأمان في تأويل وتفسير ما يستقبله من الكاتب ..

فإما أن يلتقي مع ما كان يرمي إليه الكاتب من النص ويشعر به جيداً ..
وإما أن يقوم بتكوين معنى مستحدث جديد آخر من المعنى الأصلي يتناسب ..
مع مشاعره ووجدانه وحالته النفسية .. بل ويتناسب مع ما يرغب في فهمه ..
من النص من خلال الزاوية التي كان ينظر منها ..



# ما علاقة تلك الحقيقة الظاهرة في الكاتب .. ؟! وهل تمثل شخصية الكاتب بشكل عام
أم تمثل حالة مؤقتة يمر بها الكاتب أثناء عملية كتابة النص .. ؟!

الكاتب الجيد هو من يستطيع الانسلاخ من ذاته أثناء الكتابة .. ليعيش ويتعايش مع
الحالة التي يرغب في الكتابة عنها .. وليس بالضرورة أن تمثل تلك الحالة الكاتب بتاتا
فقد يضع نفسه أثناء كتابة النص في أماكن لا تخطر على بال أحد .. بل وفي بعض
الأحيان أماكن لا تصلح له ظاهرياً .. فنجده يتحدث على لسان تلك الحالة واضعا نفسه
في مكانها .. الكاتب البارع فقط هو من يشعر القارئ بالحالة التي تعتريه ويجعله يعيشها
إلى جانبه أثناء قراءة النص ويتذوق تفاصيلها جيداً .. !





# هل يوجد نص صادق وآخر غير صادق .. ؟!
الصدق أثناء عملية الكتابة .. نوعان .. :

(1) صدق واقعي أو حقيقي .
(2) صدق فني أو جمالي .


ومن يتذوق الأدب ويقوم بدراسته .. فإنه يعنى بالصدق الفني أو الجمالي لا الواقعي
حيث يلتمس القارئ من خلال هذا الصدق مدى براعة الكاتب في الوصف والتشبيه
واشباع لذة القارئ في دقة المعنى وبلاغة التصوير ..




شُكراً لكم جميعاً ..!
:icon20:

ابجاد النافل
04-14-2012, 02:27 AM
لا اتفق معاك هناك شعراء يبيعون شعرهم من اجل المال ويستطيعون ان يكتبون مايريده المشتري
اتفق مع بعض الردود لكل قاعدة شواذ ولكن ... الشاعر او الكاتب المتمرس يستطيع ان يكتب
وان يفعل مايريد دون مروره باي حالة...

إبراهيم بن نزّال
04-14-2012, 02:51 AM
[b][center]

الكتابة بأنواعها , سواء نثرية , شِعرية , وجدانية , رثائية , او كتابة المقال الاجتماعي
او المقال الساخر او السياسي كلها عبارة عن تنهيدة , افراغ لشحنات وهواجس داخلية ,
هي ( صرخة ) مدوية .
والقارىء المعوّل عليه لديه مجسّات يستطيع بواسطتها تمييز النص وغربلته

قالوا ( ما القراءة إن لم تكن الحصول على ذاكرة شخص آخر ببطء ) , نعم نحن القراء نحصل
على ذاكرة لحظية للكاتب عند الانتهاء من قراءة نصه , ونعيش حالته , على شرط ان نكون قد
استوفينا شروط القراءة .

ولا خير في نص لم يزلزل قارئاً ولم يسجله مقياس ريختر .

وجواباً على سؤالك الاخير : هل شعور القارئ هنا هو المتحكم في النص أم شعور الكاتب؟!!!
أميل الى ربط الاثنين معاً .
[color="navy"]


[size="4"][color="darkred"]

بلى هي كذلك إفراغ لشحنات داخلية، هو شأن الكتابة في جميع أحوالها،
ولكن بعض القراء لايمكلون ماهيّة التعمق في ذات النص وبالتالي تتشكل الضبابية لديهم عن الكاتب.
وشأن القارئ هنا هو النقطة الأساس التي تتمحور عليها ناصية النص مابعد الطرح،
ولكن حين التشريح النقدي للنص، هل في غالب النصوص يستطيع ( القارئ الناقد ) تجريد النص من حالة الكاتب؟.
سهير السميري، شكرا لكِ حضورِك، تحياتي

إبراهيم بن نزّال
04-14-2012, 03:00 AM
الأستاذ إبراهيم العنزي
ما ذهبتُ إليه من صدق أو انتفائه أعني به مدى ما يصلك من شعور الكاتب،

وكثر هم الذين يكتبون نصوصا لا تتعدى مجرد كونها بهرجة لغوية وهذا ما قصدته ...

والأمر لا يقف فقط عند نصوص الرثاء... فكثيرا ما تحدث النقاد عن صدق الشعور في النصوص الغزلية،

فتلك التي كانت مقدمة لغرض آخر لا يجد فيها النقاد عاطفة حب صادقة إنما هي افتتاحية تقليدية درج عليها الشعراء, وكذا الأمر ينطبق على نصوص الغزل التي تنظم من أجل الغناء ويغلب عليه الطابع القصصي ...

عموما كي لا أخرج عن محور النقاش...

لأننا بشر فإن تلقينا للنصوص يكون متباينا من شخص لآخر، فما أعتبره صادقا قد يراه غيري خاليا تماما من الإحساس، ولا يمكن اعتبار شعور القارئ أو الكاتب هو المتحكم أو المهيمن على النص، ببساطة عند النقد تظهر إشارات تبين شعور الكاتب وما الناقد في النهاية سوى قارئ محترف

عذرا للإطالة لكن الموضوع يحرض على النقاش

احترامي




بلى أوافقكِ الرأي بشأن مدى مايصل من شعور الكاتب ( الحالة ) وأنه متنوع مابين القرّاء بشكل عام دون التصنيف مابين مجيد وجيد.
أمّا تلك المقدمات الغزلية في النصوص الشعرية التقليدية فلن نقلل من شأن حالة الشاعر العاطفية بها، فما يندرج على شاعر معين لن نعممه على البقية منهم،
ابنة الظِلال، شكرا لكِ حضورِك، تحياتي

إبراهيم بن نزّال
04-14-2012, 03:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ككاتبة فأنا أيضا شغلتني تلك المقولة تماما ، ووصلت إلى نفيها بشدة، كلما غصت في الكتابة أكثر فأكثر
الصحيح أن الاحساس الصادق هو الذي يصل، الرسالة التي يريدها الكاتب هي التي تصل
لكن الحالة ، أبدا لا نستطيع الجزم ، الاحتمالات واردة أن تكون مرة من المرات هي حالة الكاتب الحقيقية،
ففي غيابه و حضور نصه، لا نستطيع الجزم أبدا ، أكتب على لسان حاله، أم لسان آخر حقيقي أو غائب يتخيله،
واصفا حالته أو حالة ميت أو خيال ،،
أبدا كل الاحتمالات واردة فالحقيقة تتموه و تتوه إذن ،
كل ما يهمنا فعلا الاحساس و الرسالة فقط ،
و كل حالة تخص النص و ليس الكاتب هو الأهم للاهتمام به خدمة للوصول إلى هدف النص و رسالة كاتبه منه
شكرا لثراء الفكر هنا آل لباد
تقبل أختك ناديه متابعة لقلمك المميز
أخي المفضال مشكورا
بارك الله جناك و زادك تنويرا
رعاك الله



نعم،
الرسالة التي يردها الكاتب هي التي تصل، وهنا أول القطوف اليانعة التي نركز عليها الحديث النقدي،
وهي إشارة جديرة بالاهتمام،
فالكاتب هو المتحكم بمدى مايصل إلى القارئ، وتصنيف القارئ لمجيد وجيد كان من باب المتلقي وليس المُلقي.
والكاتب يستطيع أن يكتب نصا رثائيا حزينا أو غزليا عِشقيا، وهو في الحقيقة لم يعش أيآ من تلك الحالتين.
وكما تفضلتِ أختي نادية، أن الحالة تخص النص وتبقى مليا ومطولا، وليس الكاتب ذاته،
فما أشعر أنا بهِ في نصٍ معين قد لا يشعر بهِ قارئ آخر، والأذواق الأدبية مختلفة لتنوع المفردة والمعنى والمحيط المتعايش مع ذات النص.
القديرة: نادية المرزوقي شكرا لكِ ثراء الفِكر الأدبي والتعمق الفِكري للحوار، حضورِك أنيق ومتابعتِك شرف لي وقلمي، تحياتي