سهير السميري
03-31-2012, 11:52 PM
أنا بخير !
بعد ليالٍ من الفُراق والخِصام , أرسلَ لها : كيف أنتِ !
قالت : أُرتب الحنين , فأتحمله , ولا أحتمله , وأنت ؟
قال : نسيتكِ !
________________
ما عاد الحنين يشـُدني من كتفي - اتصل بها - لا ولم يعد وقتي
مـُقـّسم إلى حزوز : أنتِ , وأنتِ , وأنتِ فقط !
صار للأصدقاء مـُتسع لدي , واكتشفت أن في الحياة مزيد
من الحياة , كان يلزمني هذا الفراق لأعيش !
صِـرتُ أطفئ الليل باكراً , وأغلق مفاتيح المطر , أنفُـضُ سـِرب الذكريات
عن كتفي وأرمي جسدي المتثاقل كمن يرمي حجر نرد .
أسفل جفني علّـقتُ ورقة كـُتب عليها : " أقوى خصوم العاشق كرامته "
أتأمـلُـها كلما اهتز سرير الحنين , فأرفضُ كل فكرة تدفعني للاتصال بكِ .
أخيراً تنفس الشوق , أخرجته مني , أجلسته بقربي واستراح , أغريتهُ بالسجائر
والثرثرة , وأخبرته كم سرقني ! أصبحنا نتزاور أنا وهو
و دار بيننا حديث ومدّ من العـِتاب واتفقنا أن لا ينخرني
او يـُذكّـرني بكِ , ولا يـُحرّض جدران غرفتي لتُـشير إليكِ , و هـَرعنا مرات
ومرات لنسـُد فتحات الحنين كي لا تسيلين منها !
صار يتجاهلني ساعي البريد , فلا رسالة , ولا إيميل , ولا مسج يقدح عتمة
عُـزلتي , فـ تحوّشت كل برودة العالم في جيبي .
على عتبة الفراق , جلستُ أُدخن أيامي على مهل , لا يعنيني ألف سبب لعدم
تواصلك معي ولم أفكر بألفين عـُذر لأرجوحة مزاجك ! سرّحتُ غُـرّة أحلامي
ولملمت الوهم وأهديته لعاشق مبتدئ , أشفقتُ عليه إذ تيقنت كم سـيُـشبهُـني .
في الليل أخلعُ ما يُـذكرني بكِ , كما يخلع عجوز أسنانه المستعارة قبل النوم .
تعافيتُ تماما منذ أدرتُ ظـَهري عكس عقارب الحكاية !
مؤخراً قرأت لـ ( ريلكه ) ولم أفكر مشاركتك جنونه , كنت أسُـفُّ
طحين كلماته سـَفـّاً وأُقنعُ نفسي أنه محض أدب نيئ !
لستِ فاتحة نهاري , أصبحتِ - فكرة – تأتين مع غـَبش النـُعاس
وتتركين حُـلمي منتفخ الجفون !
بـِـتُ أعرف كيف أمـُدّ جدار عِـنادي وأتجاهل قرنفلك , فقد نـَبت لقلبي جناحين
أُنادي عليه و يلتفت : أغلق العـُمر .. ليس هناك ما نحرسه !
أوصدتُ سماء المواعيد خلفكِ , فـ اطمئني .. التهمني الروتين وبات
انشغالي أكبر من غيابك .
,
,
تسألين : كيف أنا !
ألا ترين : بـِـتُ ! وأصبحتُ ! وصرتُ ! بأحمر اشتياقي سجـّلتُ ألف كذبة
في دفتر الفراق لأمحو آثار عينيكِ وسـِر ضحكتك , وبحة صوتكِ
لكن ! ... بقي أن لا أُنادي كل امرأة أقابلها باسمك !
وفيما عدا ذلك .... نسيتكِ !
_________________
سيُنشر هذا النص بجريدة الدستور الأردنية في عدد الجمعة القادم بإذن الله
بعد ليالٍ من الفُراق والخِصام , أرسلَ لها : كيف أنتِ !
قالت : أُرتب الحنين , فأتحمله , ولا أحتمله , وأنت ؟
قال : نسيتكِ !
________________
ما عاد الحنين يشـُدني من كتفي - اتصل بها - لا ولم يعد وقتي
مـُقـّسم إلى حزوز : أنتِ , وأنتِ , وأنتِ فقط !
صار للأصدقاء مـُتسع لدي , واكتشفت أن في الحياة مزيد
من الحياة , كان يلزمني هذا الفراق لأعيش !
صِـرتُ أطفئ الليل باكراً , وأغلق مفاتيح المطر , أنفُـضُ سـِرب الذكريات
عن كتفي وأرمي جسدي المتثاقل كمن يرمي حجر نرد .
أسفل جفني علّـقتُ ورقة كـُتب عليها : " أقوى خصوم العاشق كرامته "
أتأمـلُـها كلما اهتز سرير الحنين , فأرفضُ كل فكرة تدفعني للاتصال بكِ .
أخيراً تنفس الشوق , أخرجته مني , أجلسته بقربي واستراح , أغريتهُ بالسجائر
والثرثرة , وأخبرته كم سرقني ! أصبحنا نتزاور أنا وهو
و دار بيننا حديث ومدّ من العـِتاب واتفقنا أن لا ينخرني
او يـُذكّـرني بكِ , ولا يـُحرّض جدران غرفتي لتُـشير إليكِ , و هـَرعنا مرات
ومرات لنسـُد فتحات الحنين كي لا تسيلين منها !
صار يتجاهلني ساعي البريد , فلا رسالة , ولا إيميل , ولا مسج يقدح عتمة
عُـزلتي , فـ تحوّشت كل برودة العالم في جيبي .
على عتبة الفراق , جلستُ أُدخن أيامي على مهل , لا يعنيني ألف سبب لعدم
تواصلك معي ولم أفكر بألفين عـُذر لأرجوحة مزاجك ! سرّحتُ غُـرّة أحلامي
ولملمت الوهم وأهديته لعاشق مبتدئ , أشفقتُ عليه إذ تيقنت كم سـيُـشبهُـني .
في الليل أخلعُ ما يُـذكرني بكِ , كما يخلع عجوز أسنانه المستعارة قبل النوم .
تعافيتُ تماما منذ أدرتُ ظـَهري عكس عقارب الحكاية !
مؤخراً قرأت لـ ( ريلكه ) ولم أفكر مشاركتك جنونه , كنت أسُـفُّ
طحين كلماته سـَفـّاً وأُقنعُ نفسي أنه محض أدب نيئ !
لستِ فاتحة نهاري , أصبحتِ - فكرة – تأتين مع غـَبش النـُعاس
وتتركين حُـلمي منتفخ الجفون !
بـِـتُ أعرف كيف أمـُدّ جدار عِـنادي وأتجاهل قرنفلك , فقد نـَبت لقلبي جناحين
أُنادي عليه و يلتفت : أغلق العـُمر .. ليس هناك ما نحرسه !
أوصدتُ سماء المواعيد خلفكِ , فـ اطمئني .. التهمني الروتين وبات
انشغالي أكبر من غيابك .
,
,
تسألين : كيف أنا !
ألا ترين : بـِـتُ ! وأصبحتُ ! وصرتُ ! بأحمر اشتياقي سجـّلتُ ألف كذبة
في دفتر الفراق لأمحو آثار عينيكِ وسـِر ضحكتك , وبحة صوتكِ
لكن ! ... بقي أن لا أُنادي كل امرأة أقابلها باسمك !
وفيما عدا ذلك .... نسيتكِ !
_________________
سيُنشر هذا النص بجريدة الدستور الأردنية في عدد الجمعة القادم بإذن الله