المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل مُؤجّلة ..


نازك
04-14-2012, 12:12 AM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-3d0251ff0c.jpg





وبعد أطوارٍ مِن النُّضجِ ...
أدركتُ بأنّ الأشقياءَ في الدنيا كُثْرٌ،وليسَ باستطاعة (مُترنّمةٍ) مثلي أن يمحوقلمُها تجاعيدَ السنين أو أطلالَ الذكرى ...
وأنا أتجوَّلُ هذا الصباح ... وكعادتي ... أخترتُ أن أفتح كل يومٍ رسالةً من تلك الرسائلِ القابعةِ ببريدي،بعد نفضِ أكوام الغُبار عنها
ربما هو ذا الوقتُ المُناسب لسكبِ العَبرات،علّها تكونُ السلوى .... ،
،
،
،

أتوقُ للكتابةِ عنِ الحُبّ، هُناك وشوشةٌ بداخلي تضرِبُ بأصابعها على أوتار القلب وتُعيدُ على مسمعي عند أليقظةِ نغمها الروحاني،
منذُ زمنٍ بعيدٍ وحروفهُ مُقيدّةٌ،
وخيالاتُه مُنطلقة؛ كفراشات لاتعرِف أن تصنع شيئاً سِوى الحَومِ حول مرابضِ الزهرِ،
وشمِّ رائحتها اللذيذةِ، ثُم العودة لـــشرانِقها !


أعترِفُ ...
بأنّها تحتاجُ لعاصفةٍ مِن الأحاسيسِ لتُبعثر الراكِدُ مِنهاعلى الطاوِلةِ ،
وفسحُ المجالِ لتكوُّمِ ورقٍ جديدٍ بروحٍ أُخرى.


أعترِفُ ...
بأنّ فصلَ شتائي بَدأ يجرُّ ذيولهُ ،
وبدأتْ تتفتّقُ بِأغصانهِ بعضُ الزنابقِ الوَسنى،
وتتثائبُ العصافيرُ .... بعد طولُ سُباتٍ
وتتسائَلُ الغيماتُ:
هلّ تُغدِقُ الأرضَ بهتُونِها ...أم لم يحِنْ بعدُ مواسِمُ الإزهـــارِ؟


أعترِفُ ...
بــ دُنيا مِن الحَيرةِ تُقيِّدُ انطلاقَ زِمام المُنى،
ليصهلَ خَيليَ الأشهبُ ... ويختالَ بِتلك الرُبى التي صَنعتهَا يدايَ وَ وثّقَها قلمي وتغنّتها أحرُفي وصدقتّها جَوارحي
وثَمُلَت بِها روحي .


أعترِفُ ...
بعطشِ الحَنينِ ... واِنْكسار النّاي وشًحوب الألحانِ واختناقِ الحَنايا،
وإدِّعاءِ الكَرَوان بِـمُزاولة دُعاء الصباحِ النّدي؛
لِإطرابِ روحي .... قبل مَسمعي


أعترِفُ ...
بِإغماض عيني عن أرضِ الواقع ،
والعَودةُ بشريط العُمرِ والتوقُفِ عند ذاكَ العَهدِ الخلِيِّ مِن المتاعبِ ..الغنيُّ بالفرحِ .. المُزدحِم بالضّحِك ...
المُفعمِ بِعطرِ السذاجةِ والمُنطلقِ كضفائري ..المُلّوَنِ بِما لذّ وطاب ... والمترنِّحِ بين حُلُم ٍيترآءى بـ الليل ويتحقّقُ مع انبلاجِ الصّباح !


أعترِفُ ...
بأني غيّرتُ عناويني وبدّلتُ ذائقتي حتى في ما أرتديهِ،
وبِتُّ اُسرِّحُ شَعري المُنسدِلِ وقصصتُ ما لحِقهُ الضررُ مِن أصباغٍ،
وطليتُهُ بِلونٍ خَمْريٍ اِنعكس على وجنتيَّ؛ فتلوَّنت قسماتي وتشرّبتَ الشِفاهُ بِحُمْرةٍ يانِعةٍ .


أعترِفُ ...
بأنَي بِتُّ أضحكُ مِن أعماقي ...وأزفرُ الآهةَ بعد اِختناقي
وأتنفّسُ بعُمقٍ يغلّف كُل خليةٍ وينعِشُ كُلّي ويُتركني حَيّةً ..بعد أن كنتُ شِبهَ تِمثال !



أعترِفُ ...
بأني أحتاجُكَ كفجر كُلَّ يومٍ،لتأتيَني بروحي الأُخرى فتختبىءُ العَبرةُ وتنحسِرُ الحَسرةُ خلفَ نِقابِ الوَلهِ، ثم يسلُبُكَ الخُسوفُ ويُهديني الظلام .



أعترِفُ ...
بأني أعودُ بحضرتِكَ طِفّلةً؛تستلِذُّ سكبَ دمعِها وسَردِ أمانِيها وحكاياتها المجنونة،
وخربشاتها العفوية... وصوتُهَا المُنكسِرُ يُخبرك مِن حيثُ لاتسمعُ،
بكثيرٍ مِن الإشتياقِ ... والقليلُ مِن التعقُّلِ .


أعترِفُ ...
بأنّي أبتلُِع نصفَ الحديثِ،فتغصُّ بهِ روحي وتقِفُ كشوكةٍ تعترِضُ عليَّ التنفُّسَ وتحرِمُني الشكوى !



أعترِفُ ...
بأني خُلقتُ بأرضٍ غير أرضي ... وزُرِعتُ بغيمةٍ حُبلى بالعطش وتشبّعتُ افتقاد ..انتظار.. وأشتعلَ نجمي كنيزكٍ حينَ اصّطدمَ بِغُلافِك !



أعترِفُ ...
بتوءَمتِ رُوحيَ بكَ .. وانشطار فِكريَ مَعك .. وبميلي نَحو يَدِكَ اليُسرى،
حَنانيكَ بِي؛جَدّ البردُ بِخاصرتي ،فأعِرني مِعطفكَ أُخبّئني فِيهِ واشمِلني بدِفْءِ جَمرةِ غَضاً ..مُشتعِلةً ...كــ أنَا



أعترِفُ ...
بأنّي عندما أسمعُ صوتك ... يتبخّرُ صوتي
وتُصيبُني كلُّ تلك التحولات التي تطرأ على المادة الجامِدةِ عند تعُرضِها للحرارة ؛
فأذوبُ خجلا ً... وأنصهِرُ شوقاً ...وأتّقِدُ فرحاً
وأنّغمِسُ بِذرّاتِ الهَواء !


أعترِفُ ...
بأنّ رَذاذَ المطرِ يُذكِّرُني برائحتك .. والبرقُ يُشعلني كلفيفِ سيجارتك ... ونسيمُ الصّباحِ يعودُ بي إلى عِطرِكَ الباريسيّ؛
يخترِقُ مساماتي... كإعّصَارٍ يمُوجُ بي يأخذُ بِزندايَ ... وبِراحتي قُُصاصَةٌ مِن رِسالةٍ لمْ تكتمِل !


أعترِفُ ...
بِكَ سعيتُ نَحو الكَمالِ ،لأُكمِلَ فضاءاً لاحدّ له ... وشاطىءً لا مرفأ له ... ونوراً لانهاية له،
وحناناً يسعُ صدر أُمٍ حانِيةٍ ... وغرامٌ يتّسِعُ لأوراقِ شاعر،
وهُيامٌ يتملّكُ قلبَ عاشقٍ ... ضاعَ بينَ إنهمارِ أمانيهِ وقلّةِ حِيلتهِ ... وبحثِهِ عنِ اكّتمَالِ... الكَمَال .



أعترِفُ ...
بأنّي ومُذْ وطأتُ صَرحكَ الزُّجاجيّ ... وترآءتْ لي إنعِكاساتُكَ،
واستشفّيتُ صمتكَ الذي قدّسَ مِني تِلكَ الرُوح؛ تهاوتْ اِعترافاتي ،كما اِنْبهَرتْ بَلقِيسُ ...
وكَشفتْ عّنْ سَاقَيهَـا !!





نازك
29/7/2011

إيمان محمد ديب طهماز
04-14-2012, 01:15 AM
نازك : وشرف المقعد الأول لي هذا فرح جميل يا غالية

موضوع به فلسفة جميلة واعترافات تحمل رونق الإبداع

كم أحبّ اسلوبك يا صديقتي

تقديري

عبدالإله المالك
04-14-2012, 01:19 AM
الاعتراف سيد الأحكام أو الأفكار..

في دوامة اللغة يتجسد نور الحقيقة

جميل كل هذا البوح يا نازك
أحييك

حياه
04-14-2012, 02:15 AM
..


هذا الحديث عميق يا نازك
تستخدمين الكلمات بعناية و وصفك لها غدق وسلس أيضا
محببة هذه الاعترافات بالنصوص بهذه الطريقة وهذا الأسلوب العذب

لأنه النص الأول لك في النثر الأدبي + الجمال . يُثبت :34:

سعد المغري
04-14-2012, 08:10 AM
..
هوَ أشعل الـ بياض فيكِ فـ كان الاعتراف للشفق ماحدث .
أهلاً بنازك وبهذا الـ مطر الـ منهمر في أبعاد .

فاتن حسين
04-14-2012, 03:36 PM
رسائلكِ المؤجلة يـ نازك نقشت ذكرى اعترافاتك في مدائن قلبك..
فتهجأنا معكِ حروف بـِ لغة الإرتواء..

أهلاً بهذا النور في أبعادنا..!

نازك
04-15-2012, 12:35 AM
نازك : وشرف المقعد الأول لي هذا فرح جميل يا غالية

موضوع به فلسفة جميلة واعترافات تحمل رونق الإبداع

كم أحبّ اسلوبك يا صديقتي

تقديري


وأحتفي بهذا الحضور العزيز على قلبي ..
شكرا لكِ يا نقية .. لاحُرمت

محبتي ,,,

نازك
04-15-2012, 12:44 AM
الاعتراف سيد الأحكام أو الأفكار..

في دوامة اللغة يتجسد نور الحقيقة

جميل كل هذا البوح يا نازك
أحييك

تلك اللغة صوتي الصامت وأدواتها / حروفها .. مفاتيح لما يقبع في الذاكرة وفي قلب الرسائل المؤجلة ..
المالك /
أشكر لك عميق قرآئتك

تقديري

نازك
04-15-2012, 12:51 AM
..


هذا الحديث عميق يا نازك
تستخدمين الكلمات بعناية و وصفك لها غدق وسلس أيضا
محببة هذه الاعترافات بالنصوص بهذه الطريقة وهذا الأسلوب العذب

لأنه النص الأول لك في النثر الأدبي + الجمال . يُثبت :34:


سيدتي ..
شرفتُ بهذا الحضور البهيّ .. وأسعدني ان راق نغم حرفي لمسمعك ِ

جزيل شكري + كثيرُ ودّي

نازك
04-15-2012, 01:07 AM
..
هوَ أشعل الـ بياض فيكِ فـ كان الاعتراف للشفق ماحدث .
أهلاً بنازك وبهذا الـ مطر الـ منهمر في أبعاد .


عندما نتوكّأُ على القلم يهشُّ بكل حنوٍ لـِمايقبعُ في سراديب الصمت ويُسيِّرٌ الأحرف لتبوح ودونما وعيّ ..
هو ذاك سيدي قلمي .. باح .. وقرئتم ..
فلكم وافر إمتناني ..

تقديري

زينب آل ياسين
04-15-2012, 04:34 AM
-
منذ زمنْ .. دعاني البؤس الذي رسبته داخلي صروف الأيام ..
ان أترك الكتابة والقراءة معاً ..
لاأعلم أي حماقة أرتكبتها لترك مزاولة أمور كالتي هُنا تماماً
أمور عصيّة عليك أن تكون واثباً أمامها .. ولاترفع القبعة وتصفق مُطولاً !

نازك ..
أي حنين تركه حديثك هُنا . ؟
لامستني عزيزتيْ ..

عبدالرحيم فرغلي
04-15-2012, 07:38 AM
جميل هذه الالتقاطات الروحية والتي انسكبت من طهر القلب لطهر البياض هنا ..
فأكسبته صباحا فاخرا .. ونديا ..وجميلا
ألف تحية وتقدير

نازك
04-15-2012, 04:29 PM
رسائلكِ المؤجلة يـ نازك نقشت ذكرى اعترافاتك في مدائن قلبك..
فتهجأنا معكِ حروف بـِ لغة الإرتواء..

أهلاً بهذا النور في أبعادنا..!


نعم ياعزيزتي هي ذكرى نُقشت في عُمق الذاكرة أستدعيها حين إفتقـــــــــــاد وأترنّم بالإستماع لإيقاعاتها ..

فاتن /
أسعدني حضورك .. والنور نورك (:

ودي

نازك
04-15-2012, 04:43 PM
-
منذ زمنْ .. دعاني البؤس الذي رسبته داخلي صروف الأيام ..
ان أترك الكتابة والقراءة معاً ..
لاأعلم أي حماقة أرتكبتها لترك مزاولة أمور كالتي هُنا تماماً
أمور عصيّة عليك أن تكون واثباً أمامها .. ولاترفع القبعة وتصفق مُطولاً !

نازك ..
أي حنين تركه حديثك هُنا . ؟
لامستني عزيزتيْ ..



بدايةً / منتهى سعادتي عندما تُصافح احرفي نقاء روحٍ كــ أنتِ

غاليتي .. القلم هِبةٌ إلهية يمنحها الربُّ لنعالج بها أرواحنا ونغسل بمداد حبرهِ همومنا ..
ونترك له ُساحة الورق ليفيض بماءِ عيوننا .. هو أنيسي حين تنام العيون .. ورفيقي حين يضيقُ بي وسعُ الكون ..

زينب/
كُلّي شغف لقرآئتك هنا ... سأنتظر هطولك
اهديكِ هذه المقطوعة ...
ودي

http://www.youtube.com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=m0HDt4x3E2w

نازك
04-18-2012, 11:21 AM
جميل هذه الالتقاطات الروحية والتي انسكبت من طهر القلب لطهر البياض هنا ..
فأكسبته صباحا فاخرا .. ونديا ..وجميلا
ألف تحية وتقدير


أشكر لكم قرآتكم وسمو ذآئقتكم
كل التقدير

مهند الياس
02-12-2015, 09:21 AM
اسلوبك جميل ..ولغتك رشيقة عذبة ...
مهند الياس

رشا عرابي
02-14-2015, 12:12 AM
تؤجّل الرسائل .. وكذلك الأفراح
وذات إنصات تكون حاضرة .. حاضرة
في لحظتها ولا تَبرَح الآتي بأَثَرٍِ يَدوم

نازِك الروح أنتِ النور وضياءً منه يمتدُّ للآتي بإلهامٍ له من شفافيته عرشُ إبداع ..

لكِ الودّ والمحبة وما أنتِ له أهل يا توأم نفسي

عبدالعزيز البشري
02-20-2015, 02:27 AM
مشهد عريض المشاعر

بتلذذ أبحرنا معك

و الشهقات تتوالى مع حلو الحديث

العبق هنا كان كافياً أن يحملنا لعالمك دون مشقة

و يهدهدنا إلى حيث كمالك

هنا استدعاء للذاكرة,

ليس لروح مأزومة, بقدر ما هومد يد الغوث للربيع المتأخر

نازك

ما تركتِ شئياً يشغلنا عنكِ هنا

لتدم رهافة حسكِ مهلمة لنا

مودة