المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رَسولٌ مِن بينِ الرّكام .!


عبدالله مصالحة
05-27-2012, 01:43 AM
الأيام التي تتسارع حَولنا تُخبرنا بأنّ ثَمَّة مصيرٌ يختبئ خلف البقاع العكسية , تواجهنا مِن غيبٍ يحتوينا , ونَحن نزفر وَهمه باللامبالاة , كأننا قِطعٌ من خَشبٍ أجوف الرّوح , مصقولَ البُنيَة المستقيمة , معدَّل الفِكر قرونا ً تائِهَة , والريح كما هيَ تأكل مِن أجسادنا ولا نعلم مَن يتنفّس الآخر ومن هُو أحقّ بالوجوديَّة .!


السادة الإنس : يَوم تَخلَّقنا في الأرحام , كُنّا إرادَة , كُنّا سَعادة في وَجه الآخر , كُنّا زينَة مدسوسة , تلعقُ مِن الأرض كلّ شَيء ولم نُدرك أنّ هذه الأشياء خَطيئتنا حين نعاملها بقسوة فهم , أو نبادلها نظرات الاعتلاء , فما زِدنا إلا نقصا ً , وما تَكاثرنا إلا إنتهاء , فما أحرزتَ مِن بين رُكامِك ..؟
هل تعلَّمت الوَثب في الصّراط المستقيم , أم رُغت تسحب مِن بين أقدامك مَعنى الصَّحيح , ورضيت بالملذّة المنتهية قِران ,ألا إنّها غاويةٌ أيدينا مِن نعيمٍ مقيم .!


كذا تُمتهان حُجَّتك , تعيدُكَ بثقوبٍ بالغة , مائلا ً تكاد تسقط مِن نفسك , ولا صورَة لَك تعرضها بتباهٍ للجَميع , إنَّك يا بريء تَرى , إنك مشوّشٌ, تفسِّركَ شَكلا ً وتظنّه شَكلك الأصيل , والكُرَة تَدور وما زالت "الكرة بملعبك " .


السادَة الجِنّ : في الأعلى ايّاه أبلّغكم , لكنَّكم خضتم في الاستزادة عِلما ً بهيجاً , تسابقتموه فانتقم منكم , وأرداكم في تجسّس بالغ لجوّ أنتم منه في بعيد , إلا أنّ الإرادة بلَّغتكم , وأرسلت حاميا ً لكم مِن وحل السقوط , فهل استبقيتم نعالكم للخير , يذبّ مِن فراسَة الأشياء مصيرها الأخضر , أم استنادٌ أهوجٌ , لخطىً سقيمة , أبقت تَكوينكم يزأر بالمَثيل .!



ماذا نَجيدُ يا قَلم , وقَد أوردتنا حلما ً في فِكر , يتخبَّطنا فنطيعه حِبرا ً , وتهفت الأصابع ألحانا ً , وصورَا ً مَجنونة , وكان , واستكان , ومَضى ولم يَجيء , فلا نعلم ما نتذكَّره ومن سيتذكّره , نهيمُ سِلعا ً بائِدَة لا تحرسها السَّماء إلا بحكمة مقيل , ونتساوى مع الهذيان في لبّ واحد يستدرج علينا الابتعاد والابتعاد, حتى يكون الوصول في درب المستحيل , فأفِق فينا يا جَسد . حاورينا يا روح , علّ النَّفس في تبلّدها تَبرزُ وَحيا ً , يعلّمنا البياض مِن جَديد , يخبرنا أنّ الطاعَة هي الإلتزام , والتوفيقَ هو دعاءٌ بئيس مِن خلف فراغٍ أمين , تنهال الحَسرَة , فتبذر العين بكاءٌ وعويل , وتستعاد الإفاقة مضمونا ً فريد حَقِّه في التأويل .!

حمد الرحيمي
05-29-2012, 01:16 AM
عبد الله مصالحة ...


أهلاً بك ...


حبرٌ يُسيل الحيرة بكل أناقة و يبعث في كل حرفٍ رسولاً أن أفيقوا ...

و نصٌ شائق / شائك الحبر رشيقه ... ينحت من الجُملِ جمالاً ....


و قلقٌ تفجر ألقاً مذهلا ..





عبد الله ... قلمٌ أبدع بوحاً موغلاً في القلق ...




امتناني ...

إبراهيم الشتوي
05-29-2012, 06:46 PM
عبدالله مصالحة..
تجربة سردية عميقة أنيقة ..
يعبر بنا إلى حيث الرؤيا بأسلوب أدبي فاخر ..
فشكرا لك على هذا الإبداع والإمتاع والنعناع ..
دمت مشرقا مغدقا .

عبدالإله المالك
05-29-2012, 11:42 PM
يا عبدالله
مثل هذا النص وهذه اللغة الانيقة المجنحة المنفردة بحد ذاتها تجعل القارىء يقف احترمأ لكاتبه
ولغته ومعناه ومبناه

عبدالله مصالحة
06-01-2012, 01:45 AM
الاريب : حمد الرحيمي

مثلك واسع البُنية في الإتيان يا رفيق , رؤية جميلة ووعي أجمل , تقديري لقلبك وإمتناني .

عبدالله مصالحة
06-01-2012, 01:47 AM
الاريب : إبراهيم الشتوي

رؤيتكم كفيلة بأن تشرح المحتوى بذات اناقة الوعي الجميل , شُكرا ً سيدي .

عبدالله مصالحة
06-01-2012, 01:48 AM
عبد الإله المالك : الاريب

لطالما كان مرورك غيداق السنبلة , ثقافة ووعي مرافق أصيل , شكرا ً لعينيك وتقديري .

شموخ الأحمد
06-04-2012, 09:38 AM
عبدالله مصالحة
بوح نفس حفر
عميقا داخلها وأخرج
كلمات مطرزة بالجمال
سلمت وسلم بوحك

عبدالله مصالحة
06-16-2012, 02:45 AM
شموخ الأحمد : الفاضلة

ممتنٌ لغيداقٍ أدلفته , تقديري .

د. منال عبدالرحمن
06-20-2012, 12:41 AM
إنّه موعد الجمال الّذي يأتي كلّ مرةٍ بجديدٍ من إبداعٍ و فيضٍ بغزارةِ المعنى و متانةِ المبنى ..
سلمَ البنانُ و اليراع يا أستاذ عبد الله .

خالد الداودي
06-20-2012, 02:32 PM
ولم نُدرك أنّ هذه الأشياء خَطيئتنا حين نعاملها بقسوة فهم

الفيلسوف .. عبدالله مصالحه

بلغة يكسوها وجل قريب ... ؟ ما بك؟؟؟
اي الرسالات اوتيت ..

وبـ لغة شارع ..
خطابك ينفض غبار الارصفه .. ويدعك عيون الارق ..

خذنا برفقِ ..

سلام لك ..

عبدالله مصالحة
06-24-2012, 01:31 AM
د. منال عبد الرحمن

استنار النص بهذا الألق الذي خلفتموه وبوجودكم الرحب , شكرا ً كبيرة .

عبدالله مصالحة
06-24-2012, 01:33 AM
العزيز : خالد الداودي

ثمة حرقة تختزن أفعالا ً من بني نحن , يستبرئ منها هذا القلب الضعيف , خُذني برفق يا صديقي , شكرا ً لانَّك هنا , تقديري الجَمّ .