تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محشواً بالحزوز ..!


عبدالرحمن السمين
06-03-2012, 08:08 AM
.


يا عميّ
.




( 1_3 )

يا وجه بلادي الغريب . يا حاجتي المتكررة لفهمك . أخشى عليك من شماتة التاريخ ونصائب التصحر الفاتكة . يا ودادي القليل سأغلق ضميري عنك وأنام .
يا نافذة الليل يا حبيبة الساهرين يا أم الأمنيات الضخمة وهوس المناشدة . أغلقي وجهك وأغربي حتى حين . سئمت مواظبة القصائد وأكواب القهوة المرّه .
يا غرق الطريق الضال في أقصوصةٍ غجرية . يا فراسة النجوم في إلتقاط الساهرين واحداً تلو الآخر . أنا هنا أنشر الملامح وأغزل جسد الحمام الخجول .
وددتُ لو أني بلا ذاكرة , تحفظ الكثير من المحطات التي مررت بها . الذاكرة التي لا تنسى وخزٌ يربك سير الحياة نحو الأمام . آه من ذاكرة لا تنسى .
إقفز أيها المدى أعطني حبل النجاة وخذني . سأترك خلف المدينة كتلةً سوداء وهمهمه . أني أرى وجه السماء باسماً وجبين الأرض مليء بالندبات المتفرقه.
أحببت بلادي في أنشودة الصباح الجماعية ورتلتّه بين كتبي المدرسية كـ لعبةِ باهضة . ولما كبرت وجدت أن ثمة خلل في الأنشودة والمدرسة والصباح .
الغياب . سكينٌ صدئة سامة ناقمة , تنخر ملامح الصبر وتودي بحياة الحكمة ذات لحظة هوجاء , أكثر ما قد يفجعنا الغياب المفاجئ كـ الموت مثلاً .
في صدري وقف الشوق باكياً ومد يده يطلب النجدة . في صدري إزاحة الوشاية البكماء . يا منتهى الوهن ويا مقام الأغنية الصماء أني أناشد الله العون .
‎‏ أيها الجالس هناك الممسوس ببتلات الريح البكماء . يا سيد المشيئة الجبلية , ثمة أوطان وحدود وغجر يهذون في وجه الموت الغامض .
‎‏ أيها الحطاب الأعرج خذ ورقة القرية في جيبك حاول أن تمد فتاة الحي ثوبها في نزهة . ويازيغ العقل في الدروب المنحنية , ماملامحنا .
يا معاقل الكلام الوسيم . يا منفى الرغبات المصيريه .يا ساعة التوقف عن التفكير . أخشى غرس شجبي أمام البناية القمحية تلك . فأنا أكره المحاباه .

( 2_3 )


يا بلدي , أسمعك جيداً في صوتٍ رشيق وهذا ليس صحيحاً أن ترانا وتسمع الضوضاء في حنجرة شاعرٍ ملأت الأيام نصف وجهه كراهية وأنت واقفاً كسلاحٍ خرب ,
والحقيقة أني ضد هذه الأصوات التي تندلع كل صباح مدججة بأفواه الأطفال الذين سيكبرون ويرون حيئنذ كم هم مخطئون وكان الصراخ حليف الفم الأكثر لعابا
سيسقط من حقائبهم المدرسية نصف ما دونوا من طموحات وأحلام مرتفعة وذات قوامٍ ممشوق ميممين نحو الأفق , ولسعات الحظ تنخر جباههم الملطخة بالأسئلة
سيخرج الكثير منهم أمام الشارع يحمل الصحف ويتفحص الأرقام الجديده كما لو الحظ يدس كعكعة الحب بين السطور وفي أوآخر الفصول المتداخله بشكلٍ معقد
لماذا عندما نكبر نكتشف الخديعة بسرعة ونفتح النوافذ التي كانت تحجب الحقيقة عنا بوحشية كأننا نحمل الذعر في أصواتنا ونقيم على ذلك مأدبةً مرّه
معفرون في الوعود منهمكون في العشم التمثال لا حول لنا ألاالصوت المنخفض فهل يعمّر الأوطان شجب الساكنين أم قضاء حوائجهم بلطف وقليلاً من الإنسانية .

.

فرصةً آخرى .

(3_3)

تفتح الورقة من جديد تقلبها بين كفيك تسند ظهرك جيداً وتحشر فمك بحشرجةٍ لعينه , تذبحك الكلمة . يتوقف بكاؤك . تمشي و تختفي في الزحام .


.

شموخ الأحمد
06-03-2012, 01:16 PM
أيها الكاتب الكبير اي قلم تملك
واي كلمات تلك التي تكتب يأسرني
دائما عمق الفكر وتجسيده حروف له بريق
أحببت بلادي في أنشودة الصباح الجماعية ورتلتّه بين كتبي المدرسية كـ لعبةِ باهضة . ولما كبرت وجدت أن ثمة خلل في الأنشودة والمدرسة والصباح .
في صدري وقف الشوق باكياً ومد يده يطلب النجدة . في صدري إزاحة الوشاية البكماء . يا منتهى الوهن ويا مقام الأغنية الصماء أني أناشد الله العون .
كلمات ليست عاديه
عبدالرحمن السمين
صاحب فكروعمق حرف

عبدالإله المالك
06-03-2012, 01:42 PM
كبير في كلماتك يا عبدالرحمن

ولغة لا يجيدها سواك

تقبل تحايا لا تناهى

نادية المرزوقي
06-03-2012, 02:26 PM
أنشودة الكلمات ، و حشرجة الروح ،

غواية متلق أسند كفه على وجهه أو بدا العكس،

مررت هنا مترفة الاحساس ، متخمة الغم مع زفرات الحروف تواليا

،

بوركت الأنامل سيد الحرف هنا
أخي الكاتب


،
دمت في رعاية الله
احترامي الجم


، اختكـــــــــ
ن

رماد أنثى
06-03-2012, 03:44 PM
يا أوجاعنا المتقلبة بين تلك السطور،

رويداً .. رويداً ،، فالبعض لا زال يحلم .. ويحلم

حتى يحلم ان الحلم تحقق

جُل التقدير لروعة ما تحاكي به ارواحنا

محمد الحجري
06-03-2012, 05:15 PM
حروف صاغها كاتب متمكن

يا عبدالرحمن

كلمات من نور

وفقك ربي

سَارة القحطاني
06-04-2012, 12:40 AM
.
.
قلة هم أولئك الذين يجيدون كتابة نص متكامل لا خلل فيه .. نص مضمونه يحتملَّ ملامحاً عدّة ..
تحتمل مسارات مختلفة تحملُ في أرحامها " لوناً / وجهاً واحداً " وأنت بلا شك أحد أولئك القلة !!

السمين / عبد الرحمن
لا نضب لك مداد يا راقي

عبدالرحمن السمين
06-04-2012, 09:46 AM
أنا ممنونكم جميعاً أغص بكل حرفٍ ألبستموني إياه ..

شكرا بحجم السماء ..