المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين يدي الأميرة.


عبد الرزاق دخين
06-15-2012, 12:14 AM
بين يدي الأميرة.

كما تخفي الحسناءُ حاجةَ الحبيبِ تحتَ ثيابها
تخفي الأيامُ صروفَها تحتَ مسمياتها،
وكما تتبخر قوارير العطر
تتبخر أنفاسنا..
آهاتنا..
نبضاتنا،
فتضيع أعمارنا رويداً رويد.

ذات مساءٍ يا أميرتي..
أضعتُ عقلي على صحنِ سريرها،
ونسيتُ عيوني تحتَ ثيابها،
وغدوتُ - للهِ أنا.. - مجنوناً أعمى.

آواه.. يا أميرتي من كيدِ النِّساء!

هكذا صرتُ أمضي!..
أتوكأ الجدران،
وأتلمس الأشياء،
كي أهتدي،
وتأخذني الخُطى بينَ الغواني،
فتقع يدي حيناً على خدٍ هنا،
ونهدٍ هناك،
وحيناً على خاصرةٍ هيفاءٍ قد امطرتْ
هذي تبتسم،
وتي تعضُّ لساني،
وتلك تقضمُ بناني
حتَّى غدتْ الأكفُ دونَ البنان،
ومرت الأيامُ بصُروفها،
وذات يومٍ يا أميرتي..
أشارَ الشِّعرُ عليَّ أن أمضي عندَ عوانسِ الكُرُوم،
فذهبتُ،
وفرشتُ بساطي تحتَ ظلالها،
وتوسَّدتُ منها الجذوع،
وسمعتُ العذوقَ في شفاهِ الرِّيحِ تبكي أوجاعها،
وسمعتُ اليمامَ تقول :
هاتْ العيون نحو الشَّفق - وما علمت بضياع العيون! - :
هذي السِّحابُ قد ضاعَ بياضُ ضُحاها،
ففرتْ نحو الغروب،
وتراءت للعيون باصفرار وجنتيها،
واحمرار ناظريها،
وهذي الأصيل الغارقة خلفَ الأفق - أنظرْ كيفَ تبكي النَّهار؟! -،
فبكيت معها حتَّى صرتُ بقايا ورقٍ
من ديوانِ شعرٍ مزقته الرِّياح..
يأخذني هُبُوبُ العطرِ،
فأتوهُ بينَ سيقانِ الزَّهرِ تارةً،
وتارةً أعلقُ بينَ أشواكِها..
حتَّى جاءتْ بي أنفاسُ العطرِ عندَ نوافذكِ،
وألقتْ بي رفقاً إلى خداعكِ،
والآن يا أميرتي..
إن شئتِ ضعيني دفاترَ شعرٍ على رفوفِ مكتبتكِ،
أو أصنعي من ضلوعي منضدةً لقواريرِ عطركِ،
أو اشنقيني بخزانةِ ملابسكِ،
ثمَّ ابكي معي،
وان شئتِ ألقي بي إلى الجحيمِ.. من النَّافذة.

مُــزْن
06-15-2012, 12:49 AM
فاتنة .. كــ غانية :)

تمثيل احاسيسك وكأني أمام مسرح عشقك .. أبهرني :34: ،،

فيصل بن فهد
06-15-2012, 02:11 AM
جميلاً أسلوبك كجمال قلمك

أتعبت الأبداع

كون بخير

عبد الرزاق دخين
06-15-2012, 11:00 AM
الجميلة / مزن..

رُبّ حسناء من ثرى!. :)

ودٌّ يليق.

عبد الرزاق دخين
06-15-2012, 11:02 AM
الشَّاعر / فيصل بن فهد..

شكراً لـ "أبداع" القراءة. :)

"كن" بألف خير.

أمجاد محمد
06-15-2012, 11:44 AM
يا الله
بحق استمتعت باجمال هذا النص
و احببت جنون حرفك وتمرده

علي آل علي
06-15-2012, 01:32 PM
إن شئتِ ضعيني دفاترَ شعرٍ على رفوفِ مكتبتكِ،
أو أصنعي من ضلوعي منضدةً لقواريرِ عطركِ،
أو اشنقيني بخزانةِ ملابسكِ،
ثمَّ ابكي معي،
وان شئتِ ألقي بي إلى الجحيمِ.. من النَّافذة.

خلاصة الإعتذار هنا
لقد أدركت أخيراً أميرتك الحقيقية
فذكرت الذنب والضعف والتوبة
بورك هذا الإبداع أخي

عبد الرزاق دخين
06-16-2012, 10:58 AM
الأديب الشَّاعر / آل علي..

ردكَ بديعاً، كأنت :)
تقوقع بينَ الشِّعر،
والأدب.

شكراً كبيرة بحجم السَّماء.

كل الود يا صديقي.

عبد الرزاق دخين
06-16-2012, 12:25 PM
أمجاد يا سامقة /

شكراً كبيرة تليق،
وتنحني إجلالاً لحضوركِ الكبير، كأنتِ.

ودٌّ لا يبور.

يحيى الحكمي
06-21-2012, 12:49 AM
فتقع يدي حيناً على خدٍ هنا،
ونهدٍ هناك،
وحيناً على خاصرةٍ هيفاءٍ قد امطرتْ
هذي تبتسم،
وتي تعضُّ لساني،
وتلك تقضمُ بناني


ما أجمل أن يعشق الملهَم
ملهمته الأولى
فحسب
نعم فحسب !!

مودتي

عبد الرزاق دخين
06-23-2012, 10:49 PM
فتقع يدي حيناً على خدٍ هنا،
ونهدٍ هناك،
وحيناً على خاصرةٍ هيفاءٍ قد امطرتْ
هذي تبتسم،
وتي تعضُّ لساني،
وتلك تقضمُ بناني


ما أجمل أن يعشق الملهَم
ملهمته الأولى
فحسب
نعم فحسب !!

مودتي


الأستاذ القدير / الحكمي..

سأكون كاذباً إن قلت أنَّ هنالك الكثير ممن يخفون رغباتهم خلف أكاذيبهم، في حين يدفع بي الصِّدق لأضع رغباتي على الواجهة، وهذا هو الفرق بيني، وبينهم، بيد أن الأمر - ربما - يكون مختلفاً عن ذلك :

الشِّعرُ - برأيي - دائماً ما يحب أن يكون ماكراً، ومخاتلاً، ومراوغاً، ولذلك نجد أنَّ أعذبه هو أكذبه، وأغربه، وأعجبه - بصرف النَّظر عن تعريف الشِّعر هنا -، وهو الأمر نفسه بالنِّسبة لـ (الغانية) حورية الماء تلك المسماة بعروس البحر الَّتي تنتصب في عرض البحر لتبدو للشِّعرِ بنصفها، في حين تخفي نصفها الآخر بين الماء، كيما تبقي نصف الحقيقة غائباً، وعليه تتعمد أحياناً أن تكون بمثابة "كلمة صامتة معبرة عن القبول، وحيناً كلمة محاورة، وأخرى كلمة تمسك البنان"، ولذلك يا صديقي إن تعددت الإيماءات، فالحورية واحدة :) .

شكراً لجميل مرورك.

دمت بألف خير.

هيفاء العيد
06-26-2012, 10:31 PM
إذن للفتنة وجه آخر غير الذي اعتدناه
يا رجل الحب والعذاب قبضتَ على أيدينا عنوة وسقتنا إليه
وقطعت بنا دروباً عذبة فاتنة بين حسناواتك المتألقات بك ..
كأني لمستُ خدودهن وكفوفهن الرطبة بيدي
وسمعتُ نبض قلوبهن المفعمة بالفتنة والغواية ،
وتعثرت بالجمال المتراكم هنا وهناك ..!


عبدالرزاق دخين / الوجه المشرق للَّغة
شكراً لك على كل هذه المتعة.

سارة النمس
06-27-2012, 11:26 PM
صديقي عبد الرزاق استمتعت بكل حرف و كل كلمة و بما بين السطور
نسجت القصة بإتقان و ألقيتها على جسد الخاطرة فبدت بأجمل حلة
القصة هنا ذكرتني بتلك القصص الكلاسيكية التي كنت أقرأها بقصائد كبار الشعراء و دواوينهم
أكتب لنقرأ لك .. فنحن نستمتع بحرفك
لا حرمنا الله منك و من قلمك

تم تقييم الموضوع
دمت مبدعا

عبد الرزاق دخين
06-30-2012, 01:46 PM
هيفاء الحرف،
ورشيقة الكلم /

بربكِ.. أيُّ فتنةٍ بعد جمالكِ يا ربَّة الجمال؟!
ها أنتِ الشِّعرُ،
وقد تبعثرتُ بينَ بنانكِ،
والخضاب!.

لتكن فتنتكِ بالقرب.

ودٌّ يطيب.

عبد الرزاق دخين
06-30-2012, 01:47 PM
سارةُ العينِ يا فاتنة /

تبالغين في الإطراء،
بيد انَّه طبع الكرام.. لا حرمني ربِّي منكِ.

سعدتُ بصداقتكِ يا جميلة..

شكراً كبيرة بلون السَّماء،
وودٌّ بلون التُّوت.

عائشة العريمي
07-01-2012, 10:00 PM
جميلة جدا حروفك