تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ".حتّى اشتعالٍ آخَر."


زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-23-2012, 08:01 PM
كلها أحاديثٌ صامتة لصديقتي .. و حبيب

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-23-2012, 08:02 PM
لن أحزَن .. سيكونُ وجهي كالباخرة التي لا تميل على الموجِ الهادر. سترى ابتسامتي كلّ يوم , سأواسيك بها حين تحزَن , حتى وإن استفزَّتك و جعلتك تسألني : " لمَ لا تشاركينني الحُزن؟ " .
أعرفُ أنكَ ستتورطُ بهذا السؤال رغم قسَمِك بأنّ سعادتي هي الشيء الوحيدُ الذي يعنيك . فأنتَ كالآخرين تؤمنُ أنّ حُزن الإنسان لا يتلاشى إلا إذا كان الحُزن في قلبِ من يواسيهِ أعظَم .

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-23-2012, 08:08 PM
هل وجودُ العقل فرض " رأس " و غيابهُ زلَل؟
هل يجبُ عليّ أن أحدّثَني في صمت كي لا أُلفت الإنتباه و أجعل الآخرين يعيّرونني بالجنون؟
هل يجبُ عليّ أن أزيح من " عقلي " فكرة تقليد موضة نساء القرون الوسطى أو العصر الجليدي , أو حتى موضة " نجمات البورنو " حين أنتقي ملابسي كي لا أُلفت الإنتباه و يعيّرني الآخرون بالجنون أو حتى بألفاظ أُخرى أتركها للنقاط المتتالية التي تأتي بين قوسَين .. ؟
هل يجب أن أُثقل يدي بالملعقة حين أريدُ أن آكل حتى وإن كانت يدي لا تريد أن أُحمِّلها ما لا " طاقة اتيكيتية " لها به .. فقط كي لا أثير اشمئزاز المحلّقين حول قصعة الطعام ( في البيت ) , أو صحون الفخّار الرقيقة التي توضعُ أمامنا فوق طاولات المطاعم التي قلّما ارتدتُها في حياتي؟
هل يجب أن أسكُت عن حماقاتِ أخي فقط لأنهُ أخي ولأنهُ أولُ ذكَر رُزق به والداي الذَين لم و لن يسعدا بي كسعادتهما به .. فقط لأنهُ أخي ولأنهُ ذكَر؟
هل يجب أن أصمت حين يصرخ في وجهي أو يرمي ببصقة تلتصقُ على جبهتي المتعرّقَة فلا أدري حينها أي جزءٍ أمسحه وأيّ جزءٍ أًُبقيه, لأنهُ يعنيني بقاء حباتِ العرق على وضعِها كي يصدّق أبي بأني أجهدتُ نفسي اليوم في البيت ... ؟
هل يجب أن أمشي دون أن أتعثّر , وأن أشرب دون أن أشرَق , وأن أعيش دون أن أقول للدنيا لا و للهِ لا .. و أن أموتَ دون أن أطلب من الذين - ربما - سيفقدونني البقاء بجانبي حين يهطلُ الليل و يبلّل قبري بالعتمة التي أخافُها ؟

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-23-2012, 11:32 PM
ألا تذكُر كيف انسحبنا خلسةً من بكائهم لنلتقي تحت ظلّ الزيتونة و نتشارك الهمس الطفوليّ؟
كنّا حينها لا نعرف ما يعنيه الموت حين يخطفُ روح شخصٍ نعرفه أو لا نعرفه ,
حين بلغَنا أنّ ذلك الرجل التقيّ مات ظننّا الموت مدينةً أُخرى سافر إليها , لذا لم نبكِ أنا وأنت , حتى أن دموع النساء التي لم تترمّل منهنّ إلا واحدَة و لم تثكلهُ منهنّ إلا روحٌ ظلَّت تحومُ بين الأجساد المترهّلة .. أغلبُ الظنّ أنها روحُ المرأة التي أنجبَته , تلك التي رأيناها أنا وأنت فقط. .. تلك الدموع لم تنطلِ علينا لأسباب جهلناها.
حافظنا على النسقِ القديم لضحكاتنا تحت تلك الزيتونة, ضحكٌ خافِت خشينا أن يجلب لآذاننا من حيثُ لا نعلم أيدٍ تقرصها بعُنف قبل أن ينهرنا أصحابها بتلك الـ " العبوا بعيدًا من هنا ! "

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-24-2012, 09:32 PM
ربّما من الإجحاف أن نطالب بوفاء الآخرين بنا لأنّنا مع الوقت نتحوّل إلى عبء مهما خفّفنا من أوزان شكوانا في أحضانهم أو ضاعفنا من التصاقِنا بهم ظنًّا منّا أنهم بحاجتِنا , بينما في الحقيقة نحنُ من نحتاجُ إليهم

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
06-25-2012, 11:36 PM
أحيانًا أحاولُ أن أنسى هذا التشابه بين الأيام فقط كي أفكّر بأمر آخَر , بلونٍ آخر أصبغُ به إحدى ساعاتِ اليوم كي تكونَ مختلفة, كي أؤطّر بفضلِها تاريخه بالقلمِ الأحمر على ظهر الـ calendar ..
هذا القلمُ الأحمر , حين أرى خطوطَه حول أو تحت أو فوق عبارات أو رسوم معينة أعرفُ أنها استثنائية و جديرةٌ بوضعها في بهو الذاكرة كإنجازات أفتخر بها أو هزائم أعتبرُ منها , و لأصدقكم القول أنا لم أستخدم هذا اللون إلاّ مرتَين , مرةً لأؤطر به تاريخ اليوم الذي التقيتُ به رضا ( ذلك الشاب الذي لا أدري لمَ أحبَّ قلبي حتى ظنَّهُ لعبة فصار كل مرة يبتكرُ أسلوبًا جديدًا للعبثِ به ) و مرةً لأرسم به دائرة ( كنوعٍ من التغيير ) حول تاريخ اليوم الذي شربَت فيه عيني ولآخر مرة مبنى الكلّيّة و جمهور الطلبة و حرارة ذلك المكان المُقفر الذي درستُ به قبل أن تشرَق بدمعتِها و يختلطَ طعمُ الذكرى بطعمِ البكاء ثمّ أربّتَ عليها و ذلك بإغماضِها طول الطريق وكأني أقول لها : " قد ترَينَها من جديدٍ في الجنة " .. ثم أتبعتُها ( بحكم العادة ) بـ " آآآمين ! ".
يومان حزينَان ولكن الحزن يختلف من مقامٍ إلى مقام ,
فمن سخرياتِ اليوم الأول أني كنتُ سعيدةً فيه و لكن تعريف السعادة نسبيّ دائمًا وأنا لم أُذكِّر نفسي بهذا الأمر حين جلستُ قبالةَ رضا و الضحكةُ تمزّقُ وجنتَيّ بشساعتِها , لم أتذكّر حينها أنّ الحبّ كالسمكةِ الكبيرة لابدّ أن تلتهم القلب الأكبر, و لأنّ قلبي كان أكبَر التهمَهُ الحبّ .. حُبُّ رضا الذي أظنُّ أنهُ لم يخسر في هذا الحبّ أكثر من ثمنِ القهوة المرة التي كان يجعلني أنتظر ارتشافَها بقربِه 4 مراتٍ في الشهر , قبل أن يتضاءل العدد و يصير بين كل لقاءٍ و لقاء فصلٌ كامل و أحيانًا أكثر .
كان الفرحُ بقُربه طاعنًا في السذاجة حتى ظننتُ أنّ الله أرسل لي هذا الرجل حتى أرمي على عاتقِه وحدتي و آلامي و أشعر بلذَّة المشي في دروب الحياة و في حوزتي شيءٌ خفيف الوزن عظيمُ المعنى ... كالحب !
اليوم حين أنظرُ إلى ذلك التاريخ , إلى أرقامه التي تبدو مشوّهَة و الإطار الأحمر , أتساءل و كلّي دهشَة : " كيف ضحكت؟ كيف أضحكني رضا؟ كيف أسعدني رضا؟ كيف كنتُ أنتظرُه و كيف لم أشعر وأنا أرتشفُ تلك القهوة بقُربِه أنها مجردُ قسطٍ يسدّدُ به رضا ثمن قلبي ؟ "
حتى الإطار نفسُه تغير معناه فأنا حين وضعتُه كنتُ سعيدة بهذا التاريخ , و اليوم حين أراه أجهشُ ببكاءٍ صامت وحدي أسمعُه . أُحاولُ بشتّى السبُل خلعَه بالممحاة و لكن الممحاة تهابُ هذا اللون بالذات لذا كلما فركتُ بها الإطار امتقعَت عجزًا و غمسَتني في عجزٍ أعظم.
وكنتُ أرضخ لانتصارِ ذلك الرجُل الذي تعامل مع قلبي كلُعبة حتى في آخر يوم لأنهُ رمى به ثمّ بكل بساطة اعتذَر و قال " حظًّا موفقًا " ... كان هذا الدعاء البارد أشبهَ بصدقَة أو تعبيرًا عن شفقَة توارى خلفها يقينهُ بأنّهُ أخطأ في اختياري منذُ البدء

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-23-2013, 03:15 PM
أتوارَى ثمّ أظهَر , كأنّ هذا الضوء لا يكفي لتثبيتي في نطاقِ الرؤية !

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-23-2013, 03:16 PM
لازلنا نطوِّح برؤوسنا و نترنَّم لاصطكاكِ الفقرات , أما بواعثُ الهزّات فقد نسيناها

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-23-2013, 03:17 PM
منذُ أن فقد الزمن مذاقَه و كل أَمسِيَتي تتناسَخ ; ما يمضي منها كأنهُ لا يمضي

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-24-2013, 04:59 AM
أ يحتذي وتَدٌ ستطولُ وقفتُه فمًا في الأرض لا جوفَ له ؟

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-24-2013, 05:01 AM
لوّحَتنا الشموس و صوَّحَتنا .. دون أن يلُوح لنا في الأفق بشير .
ّأتُرانا ننتظر ما ليس يعود ؟

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-24-2013, 05:03 AM
يا صوتي إذا رُشَّت بك الآذان لا تعبأ بمن ينفُضك عنها ,
فقد ولَّى المنصتون , و جيءَ لنا بمن في عُرفهم همسُنا جلبَة

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-24-2013, 05:03 AM
لا شيء يا أيدينا ,
لُفِّيكِ مُجدّدًا بظلمة الجيوب ,
فالسماءُ الخيِّرَة لم تشملكِ بِمَنِّها ..

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
07-24-2013, 05:05 AM
لئن أقصرتَ التشكِّي فالحُزنُ بالصمتِ نَسِيّ

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
08-04-2013, 02:53 AM
لن نلتقي ,
ليس عليك سوى أن تزرع هذه العشبة السامة في قلبك فيموت الحب .. و تحيا أنت !

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-28-2025, 11:02 PM
أقسى لحظاتِ الرحيل هي تلك التي يستنطقنا فيها الباب الموارب خلف غدٍ مجهول رغم إدراكِه سلفًا بالأسباب ..
أ يهزأ مِن ضعفنا الذي تمالك قُوّتَه في غُضون غضَب؟
أم أنه عكس الجميع .. لا يُريدُ لذِكرانا أن تواجِه الامّحاء الكُلّي ما إن تطوي مُنعطفاتُ الدروب ظِلّنا لِآخِر مرَّة ؟
أم أنّه بِبساطَة لا يهتمّ و لكِنّنا نتوهّم ارتعاش مِقبضِه البارد خوفًا مِن ألاّ نُديرَه مرَّةً أُخرى؟
لا أدري ... ولا أٌريد أن أدري ..
ولا يَعنيني إن كُنت يا باب الأحِبّة ناكِرًا للحُبّ مِثلَهُم .

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-28-2025, 11:47 PM
دع غُبار النسيان يُفكِّك أحاديثَنا القديمة و ينثُر أحرُفها و مقاصِدها في مزارِع الريح ..

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-28-2025, 11:48 PM
دع غُبار النسيان يُفكِّك أحاديثَنا القديمة و ينثُر أحرُفها و مقاصِدها في مزارِع الريح ..

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-29-2025, 12:17 AM
هل ضمّد الملح جِراح أرواحِنا حتى نُبرّر لأنفُسنا كلّ هذا البُكاء؟

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-29-2025, 12:17 AM
هل ضمّد الملح جِراح أرواحِنا حتى نُبرّر لأنفُسنا كلّ هذا البُكاء؟

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-29-2025, 03:22 AM
لا شيء يسدّ رمق الفراغ .. فكُلّ أرغفة الھوى يابِسة

زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
01-29-2025, 04:42 PM
لا شيء يسدّ رمق الفراغ .. فكُلّ أرغفة الھوى يابِسة