المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثرثرة أنثى خرساء .. !


سارة النمس
06-27-2012, 05:46 PM
لي أكثر من لسان

أملكُ عشرة ألسنة

تتدلّى من كفيّ ..

كتبَ عليّ أن أتحدّث بأصابعي

و لهذا أكتُب

ليسمعني الناس بأعينهم ..

لأصرخَ بصوتٍ أعلى

سارة النمس
06-27-2012, 05:48 PM
أكتبُ لكَ من خلف أسوار سجني الذي لم تزره يوماً، أنا الآن في هذه الزنزانة المغلقة، أترك خربشاتي على شقوق الجدران المفتوحة كالجروح تماماً ، جدران تبوح بثرثرات السجينات السابقات، يقابلني أيها الصديق عصرٌ يرتدي ثوبه الأصفر يطلبُ مني قهوة و ليس لديّ بنّ، لديّ قضبان و جدران و باب و أقلام و أوراق، يتآمر عليّ كل شيء في هذه الزنزانة .. تسخرُ منّي القضبان السوداء، يكتمُ ضحكه ذلك السقف الموحش، حتى الحشرات التي ترقص على جسدي و أنا نائمة ..

لو تدري فقط أيها الصديق، بأي تهمة تمّ سجني، لو تدري لم حكموا عليّ سنوات عديدة بالأعمال الشاقة .. لجئتني بحصانك الأبيض و حررتني .. لأنّ جريمتي نبيلة نبل الجهاد . لكنّك غادرتني كما غادرتني حريتي ذات يومٍ خريفي من شهر تشرين الثاني، و لستَ حاضراً حتى لاستقبالي الآن، سيطلقون سراحي بعد ساعات قليلة لأرحل بعيداً، هذه ستكون آخر رسالةٍ، فأنا لن أترك لك عنواناً .. و لا رقماً .. ولا اسم مدينةٍ، من لا يزورني ساعات بؤسي لن أحتاجه أثناء رخائي، من لا يمسحُ دمعي لن أقتسم معه رغيف الإبتسامة .. ها أنا أرحل ..

سارة النمس
06-28-2012, 02:07 PM
رأسي الذي على كتفيّ ليس كتابا تتصفحه وقت فراغك ، ثم ترميه على طاولة الملل حالما تنتهي منه، ليس خزانة تفتحها على عجل، فتأخذ منها ما يعجبك و ترمي أرضا ما لا يروقُ لك، رأسي لا عزيزي لن يكونَ ملكك أنت فقط لأنك أحببتني، هذا الرأس الذي أمامك هو ثروتي الوحيدة ! إن أعطيتك منه القليل لا يعني أنني سأتنازلُ عنهُ لكَ نهائياً، أو سأخلع الأبواب و أعلق ستارا كي يدخل إليه من هب و دب فيقرأ منه و لا يفهم .. !! لذلك اسمح لي بأن أحتفظ برأسي لنفسي لا يمكنني أن أعيش بلا رأس !!

سارة النمس
07-04-2012, 07:11 PM
علاقاتنا بالمدن حتما تشبه علاقاتنا بالأشخاص
هناك مدن نحفظ ملامحها عن ظهر قلب
و نشعر بالراحة بالتجول بين تقاسيمها الواضحة
لا نرغب بمغادرتها و إن رغبنا فنحن نعود فورا
و هناك مدن علاقتنا بها متوترة جدا
لا تشعر بالارتياح و نحن فيها
و لا يمكن لها أن تحتل مساحة شاسعة من القلب
نكرهها و الهروب منها هو الأمنية الوحيدة ..

سارة النمس
07-08-2012, 02:02 AM
الرحم الذي استقبلني ذات يوم مدة تسعة أشهر
هو البيتُ المقدّس الذي الاطمئنان و يوم غادرته بليلة تشرينية باردة ..
أدركت معنى التشرد و فهمت قدري جيداً..
أن أتشرد من مدينة إلى أخرى و من بيت إلى بيت و من قلب إلى قلب !
ليتني أعود إلى رحم أمي و أمكث هناك إلى الأبد !!

سارة النمس
07-10-2012, 09:08 PM
لاتزالُ تغار من بطل خيالي أنا خلقتُه .. تلاحقه من زقاق لآخر بمخيلتي من أجل اغتياله، تحاول أن تشوّهَ كماله، تمنعني عن مواصلة الحلم به و الركض معه ببراري الوحدة الخالية من صخب البشر، بكل طفولية تنغّص نومي كي لا أهرب منك إليه لماذا تستمتعُ دائماً باغتصاب الأحلام البريئة مني ؟ لم تصرُ على قتل من هو أنت ! النسخة الخيالية المنقحة منك .. هذا هو السر الذي لم أبح لك يوما عنه، دعني أنام !

سارة النمس
07-10-2012, 09:27 PM
داخلي تعيشُ امرأتان
امرأة تحبك بعنف، و الأخرى تكرهك بالعنف ذاته
لا تتفقان أبداً و لا حتى تلتقيان
أحيانا تغيب الأولى فتحضر الثانية
و أحيانا تغيب الثانية فتحضر الأولى
أمّا أنت يسكنك جيش من الرجال
و كل رجل فيك يعاملني على هواه !

سارة النمس
07-10-2012, 09:28 PM
فتحت لك صدري، كي تلامس باناملك قلبي
لا كي تقتلعه من مكانهو تقسمه نصفين كحبة تفاح
لترى إن كان حبكَ موجودا ام لا !
هناك أمور عزيزي لا تُرى بالعين المجردة
تركتني أنزف بجسد بلا قلب دونما رحمة
و احتفظت به بثلاجة الموتى بحجة الغيرة
فهل ألومني لأني فتحتُ صدري لرجل لا يتقن الحُب
أم ألومكَ على جهلك؟؟

سارة النمس
07-16-2012, 06:17 PM
الصمت أصبحَ يبدو لي أبلغ من الكلام
لذلك لا داعي أن أنهك حنجرتي المتعبة
لتنجب المزيد من الحروف المعاقة و الأصوات الشاذة
هذا الفم أصبح هرماً و الشفاه تجد راحتها بالتمدد على هذا الوجه الحزين ..
غدا ستأتي و أنا الآن لا أفكر بما سأقوله لك بل بما لن أقوله ..
أفكر بالمزيد من الكلمات الخرساء التي ستسكنني لحظة اللقاء المفجع !
غداً لن أرتدي لك ثوب الشوق الدافئ على جسدي بل ثوب البرود ..
أدركت بعدَ عِشرة أني كلما اشتقتُ إليك هربتَ مني و كلما هربتُ منك اشتقتَ إلي
فكيف سأمضي هذا العمر بين مد الشوق و جزر الهروب و ما عاد بدري !!

سارة النمس
07-18-2012, 12:34 AM
ربما لم أعد أصلح لشيء غير الكتابة ...

سارة النمس
07-18-2012, 12:43 AM
الكثير من الحروف تتناطح داخل رأسي
عساها تُكوِن الكلمة المستحيلة ...
و لكنها تموت دون أن تتوّج على عرش الورقة
على الأرق أن يحمِل همّ الكلمات الميّتة
يشتري لها الكفن و يستر لها العورات
ثم يشيعها إلى مثواها الأخير
أيها القلم أعْلِن الحداد إلى أجل غير مسمى
و لا تذرف الحبر دموعاً
فقد جفت الدموع منذ سنوات الطاعون
سأزرع بقلبه الليلة قنبلة الشوق المميتة
و لتكن مسألة الحب .. مسألة حياة أو موت

سارة النمس
07-18-2012, 12:55 AM
أعلمُ أنـّك في هذه اللحظة تحديدا تفكرُ بي
أكاد أشعر بنفسي أتدحرج داخل رأسك كفكرة لعوب تثير جنونك ..
أكاد أراني داخل قلبك المغلق أنخره كسوسة كي أجد مخرجا من هذه الورطة !
أظنك أخيرا فهمتَ سبب الصداع الذي يعصر رأسك كل مساء
و سبب هيجانك و رغبتك بأن تغرس أصابعك بصدرك كي تلتقط قلبك و تلقي نظرة على ما يدور به
إنها أنا .. لكَ الانثى و الفكرة و السوسة و كل شيء

سارة النمس
07-18-2012, 01:23 AM
لاتزالُ الشمسُ غائبة عن الوعي تماماً
مُقعدة على مجرة بعيدة و بموعد كل شروق أقف أمام نافذة الأمل المغلقة
أزيح ستارة الغبن عسى أن ينجلي ليل الحزن الكئيب
و لازلتَ أنتَ مسافراً .. تعيش على سطح ذلك الكوكب النائي
تحاول أن تتعافى من سرطان الفراق الذي نهش قلبك
ليتني أستطيع الوصول إليك أو حتى الوصول إلى الشمس
كي أعترف لك أخيراً ما لم تستطع عليه صبراً

سارة النمس
07-18-2012, 01:31 AM
كلما أحاول تعلم كرهك و التمرن على نسيانك أجد نفسي أتعلم حبك من جديد .. تصور ؟!

سارة النمس
07-23-2012, 06:33 PM
حبك داخلي ... دخل غيبوبة لا أظنه سيخرج منها قريباً

سارة النمس
07-23-2012, 06:35 PM
اليوم حين بللني المطر
تذكرت يوما بللكَ فيه المطر منتصف الليل تحتَ نافذتي
كنت تبدو شهياً و رائعاً كالمطر تماماً
أما أنا اليوم فبدوت أرملة أعلنت حدادها على حبها الراحل !

سارة النمس
07-23-2012, 06:38 PM
كيفَ لي ألاّ أشتاقك ؟
رغم أنّي بنيتُ جسراً من الكراهية بيني و بينك
غير أنّ زلزالاً خفيفا كان عبارة عن " ألو"
هدّم كل الجسر في ثانية واحدة

سارة النمس
07-23-2012, 06:49 PM
لا يمكنك إصلاح ما انكسر بقلبي
فقد تدفق منه كل شيء جميل ...

سارة النمس
07-23-2012, 06:50 PM
كل ما يخرج من فمك
يشبه فقاعات الصابون الصغيرة
أحلام جميلة .. عمرها قصير !

سارة النمس
08-11-2012, 02:24 AM
أكرهكَ عندما أعاملك بنبل فترد علي بحقارة
و عندما أعاملك بحقارة فترد عليّ بنبل !

سارة النمس
08-11-2012, 02:29 AM
الكتابة إليك أشبه بالطيران
ممارسة ممتعة و لكنها مخيفة بالوقت ذاته
أما الكتابة عنك فهي شبه مستحيلة
لأنني أجد نفسي عاجزة عن إيجاد تلك الألفاظ
التي لم تلفظ بعد و لم تستعمل قبلي
كي أعبر عنك بكل فصاحة و كل بلاغة
لكي أكتب عنك علي أن أكتشف لغة جديدة
لم يتحدث بها أحد قبلنا
و لن يتحدث بها أحد بعدنا
على اللغة أخيرا أن تنحني لك
لأنها لا تملك تلك الكلمة المناسبة لوصفك !

سارة النمس
08-11-2012, 02:31 AM
استيقظتُ من سبات النسيان بقبلة واحدة من فم الذكرى
انتعش داخلي ذلك الحب الذي لا يموت
و فرّ الفراق بأقدام حافية كلص لم يتسنّ له سرقة أي شيء

سارة النمس
08-11-2012, 02:33 AM
ما دمتَ تصر على نسياني .. سأظل سجينة ذاكرتك
نحن ننسى عندما ننسى أننا أردنا أن ننسى

سارة النمس
08-11-2012, 02:35 AM
لن أنسى تلك النظرة المحمّلة بالدهشة على وجهك
كيف تسمّر الشوق بعينيك و علِق الريق بحنجرتك
كأنه شلل كلي أصابك ! توقفت صورتك على شاشة الواقع
كأنني التي أوقفتها بجهاز تحكمّي

سارة النمس
08-11-2012, 02:46 AM
طالما أغرمتُ بتاء التأنيث المفتوحة و تمددت عليها كأرجوحة مريحة بجزيرة خرافية و هذا ليس لشيء إلا لطبيعتي أنني لا أهوى الأماكن المغلقة لكنّ التاء المربوطة لم تكن يوما هاجساًأو حبل مشنقة يرعبني، إنّها المرأة التي تقرر بين أن تجعل من التاء المربوطة وشاحاً يعزز أناقتها أو تتخذ منه حبلاً متيناً للإنتحار و هي على قيدِ الحياة.

سارة النمس
08-11-2012, 02:59 AM
لازلت أركض وراء عطرك الهارب
و أصطدم بوجوه الناس
علّ الصدفة تجمعني بك
أنجبت منك حباّ عظيماً
لكن شاء القدر أن يكون يتيماً
كيف أصف لك تلك اللحظات العسيرة ؟
و أنا أتمخض شوقك من أعماقي
منذ أن حلّت عليّ لعنة الانتظار العقيمة
لست أبكي صوتك الذي بخلت بهِ عليّ
و لا جسدك الذي احتواني ذات يوم
أنا أبكي روحك التي سكنت جسدي
و غادرتني حينما حلّ أجل الفراق
أردت أن أخبرك فحسب
أنني صرت من عداد الموتى
مذ تركتني ذاك المساء .

سارة النمس
08-15-2012, 12:48 AM
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/527917_484064958277276_1162488891_n.jpg


كل تفاصيلك الصغيرة تترجم رجولتك بفصاحة
ربطة العنق التي لفت حول عنقك الجميل
خنقت الخجل داخلي حتى الموت فتخاذل منهزما
و أطلقت العنان لكل الأمنيات الشقية بك
عطرك المحرّم الذي أفقدني اتزاني
قلب كياني و أغرقني في دوامة الغواية
حتى السيجارة اتقدت شهوة
تمددت بين أصابعك و استسلمت
و حررت منها كل ذلك الدخان الكثيف
كل شيء فيك يوترني
حتى علامات الوقف بصوتك بين جملة و أخرى
و الفاصلة المنقوطة بين شفتيك
حتى البحة التي لم تغادر حنجرتك
كل شيء فيك يوقظ الأنوثة النائمة داخلي
التي لا يوقظها إلا بطل خرافي نسجته المخيلة منذ الأزل
و أهداه لي القدر في يوم كان يبدو عادياً حتى التقيتك

سارة النمس
08-27-2012, 05:05 AM
لازلت أنام بعين مغلقة و عين مفتوحة تنتظرُ اتصالاً مفاجئا منك !

سارة النمس
08-27-2012, 05:20 AM
لأن الواقع يفرض علينا دوما الاستيقاظ من سبات أحلام كطبيب صفق بعد انقضاء لحظات التنويم المغناطيسية
قررت أخيرا الالتفات إليّ كي أعَبِد طريق العمر، و أغرس على أرصفة الأيام أعمدة إنارة
أريد حبا أستطيع أن ألامسه و أسعد به .. لا قصراً من الرمال على شاطئ الأوهام يهدده جزر و يهدمه مدّ !
أريد أن أكف كوني منبها لك، أضبطك كل ساعة على رغباتي و أمنياتي أهمس بأذنك كي تهمس بأذني كلمات جميلة
لقد سئمت حقا، و كبت الإنتظار و فيضان الملل .. حطمّا كل شيء

سارة النمس
09-10-2012, 08:33 PM
يهينُني شوقي إليك لأنه يقف على رصيف الإنتظار عاريا من كل ما يخفيه، معرضا لكل أخطار برودك و زكام شتائك
يخشى أن تعصف به عاصفة غير متوقعة .. هي عاصفة النسيان

سارة النمس
09-10-2012, 08:34 PM
أنتَ ذلك الرجل الذي لا يموت .. كم عليّ أن أقتلك من مرة لأتأكد من موتك ؟
كلما توسدت وسادة النسيان وجدتك أمامي منتصبا كجبل
لأكتشف أنني كنت مجرد نملة ظنت أنها تدوسك أثناء تسلقها إياك
و أنت الذي لا تهزك طعناتي و لا تجلدك كلماتي ..
أنت الهذيان الجميل أثناء غيبوبة شهوة
أنت المذاق الأول من فنجان القهوة ..
أنت البطل الوحيد المتبقى على هذا الكوكب البائس
فهل أستسلم لك أخيرا، هل أتذوق السم من شفتيك ؟
هل أرتمي إلى سجن أحضانك الباردة التي أستمتع ببردها كهاربة من صحراء يثرب ؟

سارة النمس
09-10-2012, 08:35 PM
هناك أسئلة لا يجب طرحها أبدا، لأن الأجوبة عنها قد ولدت مسبقا ..لذلك لا أحد منا بالجزائر يسأل لما الشباب في بلدنا يركبون قوارب الموت الصغيرة ليقطعوا بها البحار، يتحدون الأمواج العنيفة و الرياح المتعجرفة و يرضون أن يقدموا أجسادهم قرابينا لأسماك القرش . إنها لعبة الموت مع البحر إما أن يكسب البحر فيبتلع الروح و يلتهم الجسد ثم يتجشأ بلؤم أو أن يكسب المهاجر و يصل سالما بأعجوبة نسجها له القدر بإتقان.علامة الاستفهام غير واردة بعد هذه الأسئلة فالإجابة ن هذه الحقيقة مُخجلة.. يكبر الطفل الجزائري بجعبته أحلام كثيرة و ابتسامات ساحرة تنقرض لاحقا فيجد نفسه شابا يواجه المستقبل بشجاعة وجها لوجه .. لكنه يتفاجأ بشبح البطالة يعانقه كل مرة ، فلا يملك عملا يعيش منه و لا مأوى يزف إليه حبيبته، أول ما يصفعه هو الخيبة .. و مع مرور الوقت ينبذ الوطن و بعدها ينبذ حياته كلها، عندها تتساوى عنده كل من الحياة و الموت .. فيختار أن يخوض مغامرة السندباد تحت شعار "الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن" إما أن يموت موتا حقيقيا، أو يجد نفسه على الطرف الآخر من الكرة الأرضية يطلب بيأس التبني من الأوطان الأخرى.

الفصل الثاني .. ص 13 .. الحب بنكهة جزائرية

سارة النمس
12-02-2012, 12:45 AM
قال لها سأبترُ لكِ ذراعيك و ساقيك
و سأشتري لك كرسيا متحركاً لتكفّي عن العبث مع من تسمينهم " أصدقاء "
سأحملك بنفسي إلى ألاماكن التي أرضى عنها.
قالت الويلُ لمن تعشقُ جزائرياً !!
يريد أن يعميَ الناس كي لا يروني
و يبتر أعضائي كي لا أتحرك فقط بحجة الغيرة ..
قال أحببتِه و انتهى الأمر !

سارة النمس
12-02-2012, 12:45 AM
مادمتُ لم أحبك اليوم، فأنا لن أحبك لا غداً و لا أبداً ..

سارة النمس
12-02-2012, 12:46 AM
قبّلها قبلة طويلة أثناء حلمها فاستيقظت ترتجفُ و تلامس شفتيها
و تبحث عن نهديها الضائعين في كفيّ رجل..
حين استوعبت أنّه حلم يشبه الحقيقة إلى حد كبير، عادت للنوم من جديد.

سارة النمس
12-02-2012, 12:46 AM
إسرق منّي مالاً و لا تسرق مني حرفاً.

سارة النمس
06-07-2013, 02:15 AM
تلعبُ مع الشياطين !
ثم تخلد إلى نومكَ رفقة الملائكة
لا أحد يعرفك مثلي
أنتَ القدّيس الذي يرتدي ثوبَ إبليس
كي لا يُتهمَ بالفضيلة و الطهارة
و لترتكبَ آثامكَ دون أن يحاسبكَ أحد
سوى الله ..

سارة النمس
06-07-2013, 02:15 AM
ليتكَ تحليتَ بالقسوة و غرستَ خنجركَ بقلبي كما يجب !
صرختَ بوجهي و أطلقت عليّ سهام الكلمات من فمكَ الغاضب
كنتُ لأقف مستسلمة كما تقف امرأة مثبتة الأطراف على حلقة مستديرة بحلبة السيرك
غير آبهة للخناجرو لكنكَ همستَ بأذني .. لا يهم حبي لكِ ما يهم حقًا أن أراكِ سعيدة
و أنتَ تتحدث انطلقت من حنجرتكَ الكثير من الغصات المختلطة بصوت البكاء
كلّ دمعة تمخضتها عيناك، كانت تقطر بقلبي فتحرقه و تكويه
كلّ آااه منكَ كانت تذبحني أكثر و تجعلني أتخبط أسفًا و حسرة
ألعنُ القلبَ الذي أحبَ غيرك ..

سارة النمس
06-07-2013, 02:16 AM
- لا أحبُ كلّ وسائل الإتصال ! لا التليفون و لا الفاكس و لا الانترنت و لا حتى الحمام الزاجل، أتدرين لماذا ؟ لأنني رجل بدائي، أحب أن أسمعَ الكلمات قبل أن ينجبها الفم بينما أنا مشغول بقراءة العينين و أشياءٍ أخرى، أحبُ أن أتحسسَ حرارة الصوت الطازج الذي يخرج من فمكِ إلى أذني مباشرة، أحب أن أقرأ الشفتين كما لو أنني أقرأ خبرًا عاجلاً يمر بسرعة على شريط أحمر بالتلفزيون، و ألاحظ الحركات الصوتية تشكل بسرعة:

ضمة ، فتحة سكون ثم كسرة ..

يحدث أن تميل الشفة العليا على الشفة السفلى في حركة مثيرة أود لو أن أوقف الحديث بقبلة، و يحدثُ أن تبتلعَ التي تحت الشفة التي فوق في مشهدٍ حزين و أنتِ تتقمصين روحَ الطفلة الغاضبة، و لن أتحدث إن انبعثت ضحكة رنانة فجأة و دون إنذار مسبق فتبدو أسنانكِ الجميلة سعيدة جدّا بموعد الحب، كالضحكة نفسها التي تطلقينها الآن و أنتِ تقرئين كلامي ! أنا يا عزيزتي رجلٌ لا أثق سوى في حواسي .

سارة النمس
06-07-2013, 02:17 AM
تتصلُ بي كي أقرأ لكَ آخر ما كتبت، فأقرأ لك آخر قصة لازلتُ عالقة بها ثم أحتسِي قهوتِـــي على مهلٍ و أنا أصغــي إلى تعليقاتك :
تتصورُ أنتَ أكثر مما صُوِر، و تتحدثُ عمّا لم أتحدث عنه تناقشُ مشاعرَ البطلة ، ثم تبرر حماقتها ..و تشرحُ لي أنها لم تجد حلاّ آخر لتواصلَ حياتَها و لكن ما يهمُ حقًا أنها تعلمت من أخطائها الفادحة أن ترتكبَ الخطأ الوجيه ! الذي كانَ عليها أن ترتكبه منذ أول لحظة.

بعد ذلك تختمُ حديثك بنصيحةٍ لـي :
عليكِ أن تتعلمي من بطلتكِ كيف تتقنينَ الحب !

سارة النمس
06-07-2013, 02:17 AM
قلتَ بنبرةِ الكبرياء: أنا لا أتيمُ بإمرأةٍ، أنا حتى ربِي لا أتيمُ بِـه
و أقول لك أنا امرأة بوسعي أن أجعلكَ تتيمُ بي و بربكَ معًا !
لأعدِمَ كل الشياطين التي التفت حولكَ ترقصَ و تطلق تعاويذهَا
أنتَ الملاك الأعمى .. النقيّ جدا
ليس بحاجةٍ سوى لجناحيّ كي أطير بهِ إلى تلكَ الدنيــا التي رسمَها و لونّها
بألوان الأحلام السبع و لكن لم jتسن له زيارتَها حقًا
أنا سألتف حول قلبكَ كحرف ال " هـ " و لكن كربطة عنق تزهو بهَا
لا كمشنقة إعدام، لن أخنقكَ بي أبدًا و أنت تعلم ..

هل مستعد أنتَ لِ رحلة لا تدري إن عدت منها أم لم تعد ؟
تمسك بجناحيّ و دعنا ننطلق !

سارة النمس
06-12-2013, 10:37 PM
ممارسة الضحك أمامهم ..و أنت في أوج لحظات حزنك
هي من أقسى أنواعِ التعذيب الذاتي لا أحد يرى ما الذي يحترق داخلك !
لا أحد يسمع صوتَ البكاء في صدرك !كلّ ما يسمعونه منك قهقهات صاخبة
كلّما تعالت كلّما شعرتَ بوخزات مؤلمة بقلبك إحترم الحزن كما ينبغي أو لا تحزن أبدًا
أطردهم من منزلكَ بحجة أو بأخرى و انزوي بغرفتك .. إسمع الموسيقى المناسبة
أطفأ الأنوار، أوقد شمعة وحدها ستفي بالغرض إبكي كثيرًا إلى أن تتحرر الدموع من سجنها !
إلى أن يتحرر الألم من صدرك كي تتمكن من الضحكِ بنزاهة.

سارة النمس
03-17-2014, 07:56 PM
همسَ في أذنها كالراقي الذي يتلو الآيات ليحررها من لعنةِ الذكرى:

حبيبتي لن أسألكِ يوماً عن تاريخِ هذا الجسدِ، لن أنبشَ مقبرة أبطالكِ و لا سأمزقُ رسائلهم فأنا لستُ محققاً جنائياً .. لستُ هنا لجمعِ أدلّة أو التقاط بصماتهم لأتهمكِ بها .. أنا فقط سأطهركِ من كل الذكريات و أستأصل من قلبكِ أوجاعَ الماضي، لا يهمني أبداً من قبّل شفتيك قبلي، لكن تأكدي إن طبعتُ قبلة واحدة على شفتيكِ لن أسمحَ لرجلٍ أن يلمسكِ بعدي، فأنا كالأنبياء .. امرأتي بعدي محرّمة على كل الرجال، آمَنَت برسالته و بايَعَته حبيباً تحتَ شجرة لوز.. داعبت وجهه، خطفها بين ذراعيه و أطالَ العناق، قبلّت يديه، قبلّ قدميها و قال أنتِ بقداسةِ أمّي، أنتِ بقداسةِ الأرض ! طبعَ قبلةً على شفتيها و غرسَ بينَ نهديها وردة بيضاء، ثمّ رحل .. لم يسأل بعدها أينَ مضت ؟ لم يعد لشجرة اللوز يقتفي أثر دمعها، تحوّلت الوردة إلى خنجر، و الجسد إلى رماد، هبّت الريح و تناثرت القبلات، شطرَ الفراقُ قلبها إلى شطرين، عندما علمت أنّه كان تماماً كالأنبياء تلزمه أكثر من امرأة كي ينشر الدعوة ! كالشعراء تلزمه دائماً أكثر من امرأة كي يكتبَ القصيدة، هل يعلم ذلك الفارسُ أنّ تلك المرأة كرهت الأنبياء بعده، و كفرت بالحُب؟

سارة النمس
03-17-2014, 07:56 PM
ها قد تمددتُ كالجريحات في عنبرٍ سيتم قصفه بعد نصف ساعة .. أتمارض بانتظار طبيبٍ قد يقضي عليّ بحجة أنّ لا أمل في حياتي و كلّي حياة ! (فقط لأنّ الموتَ على يديه أشهى بكثير من الحياة بين أحضان رجلٍ آخر) أجلسُ أنتظره ليكون وجهه آخرُ ما أرى، رائحته آخر ما أشم، يده آخر ما ألمس .. لأموتَ و أنا ممتلئة بالحب .. لا أكثر شقاءً من أن تمارس امرأة الحياةَ خاويةَ القلب .. سيّدي الطبيب لا تكن حنوناً و أنتَ تقتلني، أقصد لا تبطئ و أنتَ توغل بسكينك في صدري، فلتكن نهايتي على يديك بطعنةٍ واحدة، و هذا الرجاء ليس كي تجنبني الألم .. بل كي لا أكرهك و أنتَ تتفنن بالتعذيب مع أني أستبعدُ ذلك ..

سارة النمس
03-17-2014, 07:57 PM
أنا عاشقة لا حبيبَ لها
أمّ تنتظرُ أولاداً
لم تنجبهم بعد ..
غيمة تشتهي أن تمطر
يربكها رعدٌ
بحرٌ لا يزوره أحد
قمرٌ مظلمٌ لم تعطه الشمسُ نوراً
أنا شمسٌ تحترق لتضيء
وطنٌ قتلَ أطفاله ثمّ بكى
سماءٌ انكسرت كمرآة زرقاء
سَقَطت في قلب غريب
شهيدةٌ ماتت قبلَ أن تبسم
أنا فرسٌ تسابقُ الريحَ فتتعثرُ باسمك
امرأةٌ تنتحِرُ قبلَ أن تقتَل
و أنتَ .. أنا

سارة النمس
03-17-2014, 07:58 PM
يسيلُ لعابُ الفراقِ كلّما تشَاجرنا كذئبٍ يحاولُ افتراسَ حبّنا الذي يشبهُ رضيعاً حديثَ الولادة، تجتمعُ حولنا الشياطين ترددُ تعاويذها بلغة لا نفقهُها .. للحظةٍ نصدّق أنّ الحياة بيننا ما عادت ممكنة !! التصاق قلبينا ما عاد يحتمَل ... أركضُ أنا شمالاً و تهربُ أنتَ جنوباً تبحث بين النساءِ عن زهرةٍ تشبهني و لا تشبهني ! و أبحثُ بين الرجال عن مَلكٍ يتوجني و لا يسجنني و عندما تدركُ أنت أنّ كل الأزهار متشابهة، و أدركُ أنا .. أنّ كلّ الملوك العظماء ماتوا ! نكتئب، يجلدُ الغيابُ صَبرنا، يُسمّم الإنتظار عُمرنا، نكتُب رسائلاً طويلة إلى اللّه نحدثه فيها عن أوجاعنا، نطلبُ منه الموت علّنا نلتقي في عالمٍ آخر و قلبُ اللهّ حنونٌ رحيم ..

سارة النمس
03-17-2014, 07:59 PM
ذلكَ السكّير الذي يمشي مترنحاً إلى بيته تهشّمَ قلبه من الداخل كالزجاج الذي تناثر جارحاً روحه الهشّة .. ذلك الرجل متعبٌ لأنه يتوق للبكاء لكنه يخجل من أن يفضح عن عورة دموعه .. ذلك الرجل الذي أصبحت رائحته كريهة و يشبهُ غولاً يخيفُ الأطفال ما كان هكذا، لقد كانَ رجلاً أنيقاً، بشوشاً كلّ الوقت يملكُ كلّ مفاتيحِ النكات المضحكة، يبتسمُ فتبتسمُ الشمس، و ترقصُ الفراشاتُ لضحكه، ذلكَ الرجل ما كان عصبياً كما يبدو الآن، كان أكثرَ هدوءاً من الليل صيفاً، و لكنّه الآن يفصحُ عن غضبه في وجوه كل من يعرف، لم يكن مدمناً على المخدّرات بل كان يرتادُ المسجدَ كلّ جمعة و على ذراعه سجادةٌ زرقاء أنا أهديتها له، ذلك الرجل ما كان مجنوناً سابقاً كان يفوق كل الحكماء فطنة، حكمة، و دهاء .. ذلكَ الرجل كان حَبيبي ..

سارة النمس
03-17-2014, 07:59 PM
كَمَا لَوْ أنّكِ تَتموضعين لرسامٍ لينسَخ وجهكِ على لوحته، تسّمري في مكانكِ و حبيبكِ يرتجلُ فيكِ قصِيدَةً، لا تقاطِعِ شاعراً و هو ينسجُ من شعركِ الكلمات يغطِسُ في عينيكِ و يخرجُ مبللاً بالحُب، يتسللُ بين شفتيكِ و هو يتبع القافية كمجنون لينزلقَ إلى قلبكِ و يغرفَ منه الحياة ..

لا تتحَركِ .. إعتزلي ضجيجَ العالمِ لدقائق، إن رنّ هاتفكِ لا تردِ، إن عطشتِ لا تنشغلِ بسكبِ الماء إحترمي خشوعه فيكِ و اخشعي إلى أن ينهي القصيدة ثمّ إطبعي قبلةً على جبينه و قولي:

بعد اليوم سأحرقُ كلّ الدواوينِ في مكتبتي و لن أقرأ الشعرَ إلاّ منك !

سارة النمس
03-17-2014, 08:00 PM
همهَمَت و هي تهمّ بالجلوسِ إليه في الباص:
- أيّ شقاءٍ هذا أن أكونَ امرأة في هذا المجتمع الذكوري ؟
همسَ لها:
- أيّ شقاءٍ هذا أن أكونَ رجلاً في هذا المجتمعِ الذكوري !!

سارة النمس
03-17-2014, 08:02 PM
كُنّا جَالسَين على قمّة جبل
و أنتَ تُمَازحني .. دَفعتنِي
و عندما كنتُ أقعُ في الهاوية
كي تسحبني إليكَ ..
مسكتني بقبضة يدك من عنقي
و أنتَ تنقذني .. قتلتني
مزاحكَ مخيف
و حبك قاتل !

سارة النمس
03-17-2014, 08:02 PM
أنتَ جُرحٌ طريّ في ذاكرتي
اليومَ ينزف .. غداً يلتئم
و بعد غدٍ بأظافري أقشّره
لتستعيد ذاكرتي صفاءها
و تكون .. ناعمة كبشَرة الأطفال
ماذا عن ذاكرتكَ
التي تشبهُ رئة مثخنة بالنيكوتين !!
كيف ستتخلص من كل تلكَ السرطانات
التي إن لم تودِ بكَ أودت بذاكرتك !

سارة النمس
03-17-2014, 08:03 PM
حضنكَ يشبهُ غرفةً باردة
في فندق رخيص ! ترتاده بائعات الهوى
أمّا حضني يشبه زنزانة ضيّقة
تأوي سجيناً واحداً
لم يتحدّث الله عنهُ بعد
إن كان بريئاً أم مذنباً
سجيني حُكمَ عليه السجنَ أبداً
ماذا عن اللاّتي يبعنكَ الهوى؟

سارة النمس
03-17-2014, 08:04 PM
في مخيّلتي تصوّرتُ جنازتكَ ..
رأيتكَ ملفوفاً في كفن
أهديتُ جبينكَ قبلة أخيرة ..
و تابوتك ينزل في الأرض
ألقيت وردة بيضاء و حفنة من تراب
و بعد أربعين يوماً
عندما بدأتُ العدّ التنازلي لنسيانك
رأيتك مقبلاً نحوي .. تنبض بالحياة
أجمل من أيّ وقت
و أنتَ تحاولُ أن تعانقني
أغميَ عليّ بين ذراعيك !

سارة النمس
05-22-2014, 05:41 PM
- لو يدخلكَ اللهُ الجنّة و يدخلني الجحيم .. لن أطلبَ منه سوى أسبوع واحد أقضيه هناكَ معك، لأنغص عليكَ الحياة و أجعلك تفقد شهيتكَ لكل شيء! ستكونُ أول رجلٍ ينتحرُ في الجنّة بسبب تلكَ التعاسة، بعد أن أشفي غليلي، سأقفزُ إلى الجحيم مطمئنة.

- لو يدخلني اللهُ الجنّة و يدخلك أنتَ الجحيم، لن أطلب من اللهِ سوى أسبوع واحد، لأمارس عليكَ التعذيب بيدي، سأحرقك حتى تتفحّمَ أكثر من مرة، أذكرك بالتعذيب الذي مارستَه على قلبي و نحنُ في الأرض .. سأنتقمُ لكل دمعةٍ سقطت من عيني، و لكل ثانية أضعتها في الحديث إليك، لكل نبضة حب ضخّها القلبُ من أجلك، سأجلدك بلا رحمة إلى أن تتلاشى إلى رماد، لأحلّقُ إلى الجنةِ مطمئنة.

- كلاّ لستُ شيطانة أنا فقط امرأة آمَنَت بحبّكَ و خذلتَها، لن تسامحكَ أبداً على خيباتها، ستظل تبتاعُ الشوكولاطة للأطفال و تطلب منهم أن يدعو عليكَ حتى تنكسرَ كما كسرتَها، أنا امرأة لا تفكّر بإيذاءِ حشرة لكنّها تدفعُ عمرها من أجلِ أن تذوقَ جرعةً من الألم الذي سقيتَه لها بيدين باردتين، أنا امرأة أصبحت تكنّ لكَ كل المشاعر إلاّ الحُب.

سارة النمس
05-22-2014, 05:42 PM
كانت في أواخرِ الثمانينات مراهقة خجولة، تحدّق من النافذة إلى ابن الجيران و حينَ يرفعُ رأسه تسدلُ الستار بسرعة قبل أن يحفظ ملامحها، ابنتها اليوم مراهقة خجولة أيضاً لكنّها لا تعاكسُ ابن الجار بل تدخل صفحة فيسبوكية لشابٍ يعجبها، تحدّق إلى صورته طويلاً.. تتنّهد، تحاولُ أن ترسلَ له رسالةً، تكتبُ هاي! ثم تمحوها لتكتبَ مرحباً! تغيّر رأيها لتكتب رسالةً طويلة تعبّر فيها كم هيَ معجبة! و حين تتلعثم أصابعها، تعطل حسابها، تصغي إلى فيروز: قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس، و تشتي الدني و يحملوا شمسية و أنا بأيام الصحو ما حدا نطرني!

سارة النمس
05-22-2014, 05:43 PM
يبدو أنّ صديقي القط ما عادَ يحبني! هجرني ليحتفلَ مع قطة هادئة في الحديقة، ما عاد يستلطفُ مداعباتي لفروه، و لا يلعقُ بقايا الجبنِ من أصابعي لم يعد يقفزُ إلى سريري و لا يغادره إلاّ إن صحوتُ من نومي.. اليوم حاولتُ إرغامه على معانقتي، لكنّه خدش ذراعي و ماءَ في وجهي غاضباً، رأيتُ في عينيه نظرة حزن قال:
"أنتِ أسوأ قطةٍ عرفتها على الإطلاق! أنتِ أكثرهن تمرداً و مزاجيتكِ فوق الإحتمال، لن أعودَ إلى فراشكِ و قد سمعتكِ بأذني هذه تقولين لهُ عبر الهاتف أحبك!"

سارة النمس
05-22-2014, 05:44 PM
ذلك القط اللعين يخونني مع قطة قبيحة! فروها متسخ! لها عينٌ أكبرُ من عين، واحدة خضراء و أخرى سوداء، كيف يجرؤ على إحضارها لحديقتنا بكل وقاحة، من أي قمامةٍ أتى بها؟ كيف لا يشمئز من التقرب منها و لعق عنقها، كيف يقبل أن يكونَ أباً لقطط قد تشبهُ أمّها، أقولُ لهُ ذوقك سيء يجيب ليسَ من شأنكِ! ما الذي تعرفينه أنتِ عن الذوق؟ كأني ما رأيتكِ تحدقين ببلاهة إلى صورِ ذلك المعتوه إنّه أقبحُ منّي! أرشقه بنواة حبة مشمش، و أركض وراءه فيتسلق شجرة التين، أصرخ:
- نهايتكَ ستكونُ على يدي !
يقبلّ القطة فوق و يقول: موتي بغيظِك!

سارة النمس
05-22-2014, 05:45 PM
كلّصة تسلقتُ أضلعك و قطفتُ من بستانِ صدركَ .. "قلبكَ" ركضتُ و على عجلٍ قضمتُ منه قضمة فتسممّت! تخدّرت شفتايّ شعرتُ بها تتدلى، وزنُ لساني خيّل إليّ أنه أثقل! اصطكّت أسناني و تجمّد سقفُ حنجرتي .. قلبي تقلّص حجمه حتى أصبح كحبة تينٍ يابسة! سيدي أعترف بذنبي، لستُ ألومُ أحداً غير جشعي لقد كنتُ جائعة للحُب، التهمتُ قلبكَ دون أن أسّمي ببسم الله الرحمان الرحيم، تقولُ تجربتي أنّ هناكَ حبٌ يحيي و آخر يميت، سيدي بعدَ اعتذاري أحبُ أن أطمئنك أنّي الآن بخير، في طريقي إلى الموت تقاطعتُ مع طبيب ماهر! غسلَ قلبي من كل المشاعرِ المميتة و نفخَ فيهِ الروحَ من جديد، هذه المرة لم أسرق شيئاً هو قلبٌ أتى إليّ بنفسه بساقين رشيقتين و علّمني كيفَ أرقصُ على أنغامِ الحياة، سيدي أنا الآن عاشقة من جديد و حبيبي لمّا يحينُ الشتاء يجعلُ من جسده غطاءً كي لا يصيبني البردُ بمكروه، و لمّا يحينُ الصيف يجعلُ من يديه مظلةً كي لا تحرق الشمسُ جبيني، سيدي أعتذرُ لأنّي أحببتكَ، من تحبك عليها أن تكونَ أفعى تحملُ السمّ ذاته الذي يحمله قلبك. هناكَ آيةٌ كريمةٌ في القرآن تقول: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات.

سارة النمس
05-22-2014, 05:45 PM
أخافُ أن أتصلَ بكَ و أقول توحشتك فتقسو عليّ كما يقسو رجلٌ متعجرف على متسولة جائعة، تغلقُ السماعة في وجهي كما يصفقُ في وجهها الباب، يذلّني شوقي لكَ و أنا أتسولُ صوتك، حينَ ينامُ الجميع أضعُ سماعاتي و أطفئ الضوء و أصغي إلى المكالمات المُسَجلة .. عشرات الشجارات و مئاتُ كلمات الحُب، مرة أضحك و مرة أبكي، آخر مرة تحدثنا فيها قلتَ لي أكرهكِ ! قلتَ أكرهُ حتى اللّه لأنّه خلقكِ .. نعتتني بالشيطانة! أمس كنتَ تقولُ مَلَاكي في الواقع لا أريدُ منكَ شيئاً سوى أن أقول توحشتك، لكنّك لا تريدُ سماعها لأني أفسدتُ كل شيء..

سارة النمس
05-22-2014, 05:46 PM
الإنسانُ المُمل يجعل كل الأشياء الجميلة تبدو مملة
الإنسانُ الجميل يجعل حتى الأشياء المُملة تبدو جميلة !
قبلَ أن تختارَ أينَ ستذهب، إختر من سترافقُ أولاً
خصوصاً في رحلةِ الحياةِ هذهِ.

سارة النمس
05-22-2014, 05:47 PM
أسألُ أمي هل أنا سورية أم فلسطينية ؟
بلا مبالاةٍ تجيبُ : لا أعلم !
ألّح عليها فتقول كانَ لجدّك أرضٌ في حطين
و لوالدكِ أرضٌ في دمشق
لكنّ اللاجئ يعيش حياتَه كلقيط ..
قد يعرفُ أمّه دون أن يتمكّن من الركض ليعانقها
تبنّـتـه سيّدة كريمة، يحبُها ..
لكنّه يعلمُ دائماً أنّها في الواقعِ ليست أمّه.

سارة النمس
05-22-2014, 05:47 PM
تلكَ الصبية المشرّدة تجلسُ على قارعة الطريق لكنّها ليست تتسوّل، تلتحف ملاءة خفيفة تحتمي بها من البرد، تحدّق إلى العابرين و السيارات، لكنّها لا تمدّ يدها لأحد، فقط شاردة في تشردّها، ربما تتسول من الماضي ذكرى و من السماءِ حلماً، تحاول أن تتذكّر كيفَ وصلت إلى هنا،لا أحدَ يتوقف ليتصفح وجهها، أو يفرك يديها كي تستعيد الدفء، توقفت سيارة واحدة، و كانت السائقة سيدة برجوازية، وضعت في حجرها لوحاً من الشوكولاطة الفاخرة، مزقت الغلاف بسرعة و التهمت منها قطعتين ثمّ أعادتها لها:
- طعمها سيء !
- هذه من أغلى الماركات !
- مذاقُها مرّ و ملمسها بارد، لا أشتهي أكثر من حساءٍ ساخن و قطعة خبز.

سارة النمس
05-22-2014, 05:49 PM
سأتركُ لزوجي البيتَ و أرحل ..

سآخذُ كلّ ملابسي، لكنّي سأتركُ منديلاً معلّقاً وراء الباب، و حماّلة صدرٍ تحتَ الوسادة، و صورة التقطناها بأوّل موعدٍ تحت السرير، سأخبئ في كل زاوية من المنزل شيئاً منّي، سآخذُ كل الأواني لكنّي سأتركُ ذلك الكوب الذي اشتريته له في عيد الحُب عليه وجهينا، و الملعقة الفضية التي نقشتُ عليها أول حرفٍ من اسمِه، كي يتذكّر أني في وقتٍ مضى صرفتُ كثيراً من الوقت حتى تعبت قدماي و أنا أجوبُ أسواق المدينة لأشهر كي أجدَ هدية تليقُ بهِ .. !! سآخذ علبة السجائر و أترك سيجارة معقوفة في المرمدة عليها أثرُ أحمرِ شفاهي، و سأرش عطري في كلّ مكانٍ، سآخذ معي الستائر أيضاً و الأفرشة التي أنا انتقيتها و أتركُ لهُ في الصالون أريكة واحدة، تلكَ الأريكة من الجلدِ الأسود التي كنّا نحب ممارسة الحب عليها أثناء قيلولات الصيف .. هكذا سيجدُ البيت، فارغاً إلاّ منّي

سارة النمس
05-22-2014, 05:50 PM
صبّت النبيذ في الكأس كي تشربَ و تطرده من ذاكرتها، لكنّها رأت وجهه كقمرٍ ينعكسُ على وجهِ البحيرة ليلاً، حدّقت إلى الكأس طويلاً بينما تلامسُ بطرف سبابتها حوافِ الكأس المستديرة، همست بشفتيها كلمات لم يسمعها أحد:
- لماذا فعلتَ هذا بي؟
في الحانة تعالت الموسيقى الإسبانية من ثقوب الساكسفون، كان في حنجرة المغنّية بحةٌ تحبها، كل شيء كان يدفعها للبكاء لكنّها لم تفعل، اقتربَ منها غريب، مدّ يده يطلب أن تراقصَه، و هي تنهض عن طاولة البار و تلمّ كل شعرها إلى اليمين، أسقطت الكأس، انكسرَ وجهُ الرجل الذي تحِبه و غرقت ملامحه في النبيذ المسكوب.

سارة النمس
05-22-2014, 05:51 PM
- أينَ أعيش هناك كثيرٌ من العقارب ! في هذا الوقتِ من السنة تحديدًا تبدأ بالخروج من جحورها، تصوّر لو كنّا نقومُ بنزهة معاً، و لدغني عقرب و رأيتني أحتضَر، هل ستحملني مثل أبطال الأفلام على ذراعيك إلى أقربِ مستوصف، و تقومُ بدور الممّرض لتغيّر لي الكمادات الباردة؟
- بل سأشق الجرح، و أسحبُ السمّ بشفتيّ قبل أن ينتشرَ في دمك، لن أدعك تستسلمين للحمّى
- لكن ماذا لو .. ؟
- انسي كل الإحتمالات الأخرى، و أنتِ معي لا يمكنكِ أن تموتي، لن أسمحَ لكِ بذلك!

سارة النمس
05-22-2014, 05:52 PM
في المزرعةِ
دجاجةٌ تصيح ..
تروحُ تجيء
تبحثُ عن صيصانها
صاحبُ المزرعة
خنقَ الصيصان
هدهد أطفالَهُ و نام

سارة النمس
05-22-2014, 05:52 PM
أعلقُ قلبي على حبلِ الغسيل، لا أخشى عليه من مخالبِ قطط الحيّ
أفرغتُه من كل قصصِ الماضي، أرقب الذكريات تتسربُ منه قطرة قطرة
أتركُهُ للصٍ يتسلق السور و يسرقه ... يرتقهُ و يملأهُ بالحُب !

سارة النمس
05-22-2014, 05:53 PM
في الكهفِ
تجلسُ امرأة عميــاء
تشذّب لحية الوقت
تعدّ ما تساقط من دقائق
في المدينة رجلٌ ..
حلقَ رأسَ الحُب
قدّم استقالتَه
كي يتفرغ للفراق

سارة النمس
05-22-2014, 05:54 PM
حفيدَتي تغارُ منّي، تقولُ لي هناك ستون إعجاب على صورتكِ و فقط ستة على صورتي، تسألني كيف لا يرى هؤلاء التجاعيدُ حول عينيكِ، الخطوط حولَ فمك، العروق البارزة على يديكِ، أجيبها لا يرونني بعينيكِ، لا يعدّون عمري بما يظهرهُ جسدي بل بما تظهرهُ روحي ... تضع رأسها على ساقي تقول:

- جدّتي لا أعرفُ كيفَ أكونُ أنثى؟ لا أعجبُ أحداً
- لن يعجب أحدٌ بكِ حتى تحبي أنتِ نفسكِ
- أنا أكرهُ نفسي .. لن أحبّها أبداً
- لا تحبين وجهكِ ؟
- أنفي قبيح!
- عيناكِ جميلتان
- شفتاي رفيعتان
- ابتسامتكِ رائعة
- جسدي سمين
- لستِ سمينة، أنتِ ممتلئة قليلاً فحسب
- لا أعرفُ كيفَ أختارُ العطور؟
- ضعي من العطر الذي تشعرين أنّه بعضٌ من مائكِ
- أشعر أنّ دمي ثقيل!
- إحفظي كثيراً من النكت و ارويها لرفاقكِ
- لا أعرفُ كيف أمشي !
- راقبي القطط و تعلّمي منها كيفَ تمشي
- لا أعرف كيف أرقص
- لا تفكّري بالحركات استسلمي للموسيقى
- لست متحدّثة جيّدة ! أتلعثم كثيراً و أنا أحدّث الرجال
- أنظري إلى عيونهم و سيتلعثمون
- جدّتي أريدُ أن أكونكِ أنتِ !
- أنا أعلمكِ كيفَ تكونين أنتِ، لا تكوني سواكِ.

سارة النمس
05-22-2014, 06:01 PM
هجرني لأنني أمّ سيئة إذ عندما قرعوا طبول الحرب، كان عليّ أن آخذ ابني قبل أن أهرب من المشفى، خذلتني غريزتي و لم أتعرف على وجهه بين وجوه الأطفال الكثيرة، تشوّشت بينما أحاول اتخاذ قراري إمّا أن آخذ كل الأطفال و أرحل و هذا أمر مستحيل، إمّا أن أختار أيّ طفل و أمضي و لكني سأعيش حالة دائمةً من الشكّ، لم يمنحني صوتُ القصف وقتاً كافياً للتفكير فخرجتُ صفر الذراعين، لكني عندما مشيتُ أميالاً وجدتُ طفلاً أسود يبكي تحتَ شجرة، أرضعته من نهدي و عانقته حتى استعاد الدفء ثمّ قلتُ: هذا ابني!