تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هروب مؤجل !


سَارة القحطاني
07-07-2012, 04:50 PM
.
.
لستُ أدري إذا ماكنت أملك في خزانتي ثياباً تكفيَّ لسترّ قلبي ولقمعِ جراحه وإخراس صوته لكنني على يقين تام
بأن الكتابة تمنحنا كُل ما نحتاجه لِنقوى .. لنطيب .. لنتجاوز كُل المحن والمصائبِ والخيبات ومن أجل ذلك أنا أكتب الآن !



( 1 )
في العادة حينما لا يكون أمامنا خيارات متاحة نبذل جهداً كبيراً في سبيل أن نخلق لنا خياراً المهم أن لا نخسر .. أن لا نعود فارغين من نشوة إنتصار سوداء ..
وما يحدث معنا الآن يحتاج حقاً لمجازفة .. لأمرٍ غير إعتيادي .. لجريمة مآ .. تشرعُ كل الأبواب في وجهِ اندفاعنا .. تمنحنا الحق في الإختيار .. تمنحنا الحياة ببساطة !



( 2 )
نحنُ بحاجة لأن نلتزم قليلاً بوعودنا .. بحاجة لأن ننسى خيباتنا القديمة .. وإنكساراتنا الأولى .. بحاجة لأن نشفى من جراحنا .. بحاجة لأن نعود إلى الحياة ..
وكأننا للتو خُلقنا !



( 3 )


كل مافي الامر أنني ما عدت تلك الساذجة التي تُقدم المعروف وتنسى رائحته .. ما عدت تلك الحمقاء التي لا تعرفُ في الحياة شيء آخر سوى أن تثرثر عن
أحلامها .. أو أن تتبضع وتملأ خزانتها بكُل الأشياء التي تجعلها زاهية / أنيقة / جميلة ! .. ما عدت أنا تلك التي تهربُ من الزحام ومن تجمعات الأهل
والأصدقاء لتلتقي بكَ سراً عبر كلماتها التي ما عرفت لها شكلاً ولا لوناً إلا بك ومعك .. ما عدت أنا تلك التي ما إن تغيب حتى تنسى هويتها وهوية الوطن
الذي تنتمي إليه .. ما عدت تلك العصفورة التي تؤمن بأن الحرية تكمنُ في حقيقة أن يكون لها في سماءك متسع يكفيها لتحادثك ..
وتُغني لك .. وتبعثُ لك برقيات سلامها ..
مم كُل مافي الأمر أنني أطمع بأن تنهمر السماء الآن , وبأن تُسرق مني ذاكرتي وهويتي ويشتري لي عابرٌ مآ إسمٌ ووطنٌ وذاكرة !



( 4 )


أخبرتك من قبل بأننا لسنا سوى دمى متحركة أحاديثنا لا تمت لقناعاتنا بصلة .. ومشاعرنا متى ما ظهرت للعلن متى ما كان أمر مصادرتها وإعتقالها مشروعاً ..
أخبرتك بأن أمر الخروج عن المألوف .. وأمر أن تكون الحربَّ في الحب سلمية لا خسائر عاطفية فيها من ضرب المستحيل .. أخبرتك بأن الحياة ليس بوسعها أن تمنحنا ما نريد ..
وأننا لا نملك حق أن نثور في وجهها متى ما خسرنا جولاتنا معها .. أخبرتك بأن أمر إلتزامنا بما نختاره , وبما نؤمن به في زماننا هذا قد يكلفنا أعمارنا ..
أخبرتك بأن الحب في وطننا يحتاج إلى ثورة .. إلى إقدام .. إلى تضحية .. إلى حرية .. وأخبرتك بأن العصافير وحدها من يعرفُ طعم الحرية في وطننا أما نحنُ فالعادات والتقاليد تحكمنا ..
والقناعات القديمة تتربصُ بنا .. والحبَّ في وطننا جريمة يُعاقبنا عليها الجميع .. ولكنك على كل حال لم تُحسن إستيعاب كلماتي أو بالأحرى كل ما فعلته اتجاه اندفاعي أنك ابتسمت في وجهي
إبتسامة مقوسة وهمست أنتِ تبالغين يا سارة .. تبالغين وحسب .. !!
والنتيجة أننا خسرنا بعضنا عند أول منعطف .. وفي نهاية أول جولة لنا مع الحياة .. النتيجة يا عزيزي أن الوطن قد ضاق بنا ذرعاً .. والفرح لفظ أنفاسه منذ
أن افترقنا .. والأحلام ترمدت وما عاد بوسعها أن تعيش .. أما زلت تبتسم حتى هذه اللحظة !!



( 5 )
ليس من الضروري أن يكون الدافع وراء اهتمامنا بأمر لا يعنينا ( إنتقامياً ) فبعض الفضول في أحيانٍ كثيرة يقودنا لإرتكاب المزيد من الحماقات !!



( 6 )
يا الله سامحني على كل كذبة أُحدث بها العالم طمعاً بأن أنسى , بأن أعيش , بأن أحلم دون أن أتعثر في عتبة عزيزٍ قد هجر !




سارة القحطاني

أحمد آل زاهر
07-07-2012, 05:07 PM
..
..

وبدأتُ من حيثُ غرقت !!

ولكنك على كل حال لم تُحسن إستيعاب كلماتي أو بالأحرى كل ما فعلته اتجاه اندفاعي أنك ابتسمت في وجهي
إبتسامة مقوسة وهمست أنتِ تبالغين يا سارة .. تبالغين وحسب .. !!


والله أنك لم تبالغي فيما فعلتِ من قبلُ يا سارة ..
إنما لم تحسني الاختيار ..

..

كل مافي الامر أنني ما عدت تلك الساذجة التي تُقدم المعروف وتنسى رائحته .. ما عدت تلك الحمقاء التي لا تعرفُ في الحياة شيء آخر سوى أن تثرثر عن
أحلامها .. أو أن تتبضع وتملأ خزانتها بكُل الأشياء التي تجعلها زاهية / أنيقة / جميلة ! .. ما عدت أنا تلك التي تهربُ من الزحام ومن تجمعات الأهل
والأصدقاء لتلتقي بكَ سراً عبر كلماتها التي ما عرفت لها شكلاً ولا لوناً إلا بك ومعك .. ما عدت أنا تلك التي ما إن تغيب حتى تنسى هويتها وهوية الوطن
الذي تنتمي إليه .. ما عدت تلك العصفورة التي تؤمن بأن الحرية تكمنُ في حقيقة أن يكون لها في سماءك متسع يكفيها لتحادثك ..
وتُغني لك .. وتبعثُ لك برقيات سلامها ..
مم كُل مافي الأمر أنني أطمع بأن تنهمر السماء الآن , وبأن تُسرق مني ذاكرتي وهويتي ويشتري لي عابرٌ مآ إسمٌ ووطنٌ وذاكرة !

أما هذه الثالثة ..
فوالله لم أسطع حتى الرد عليها ...
فرمتُ بأن أعود بعد حين .. ومعي مُحرم ..
فمثل هذه الحروف .. تقصف وتعصف ولا تبقي في الروح .. روح ٌ ولا تذر ..

فلا شكراً ولا عفواً حتى تبتعد الرجفة عن شفاهي ..
وعندها أعود
وأتوسد المكان ..
فقد صدحت في الأعماق غصة ...


..

إلى ذلك

..

عبدالإله المالك
07-08-2012, 12:13 AM
يا سارة

يقول الشاعر العربي

لأن الخروج من الدم
فوق الأدلة
فوق التخيل والمستطاع
تسلقت مئذنة البوح صحت وصحت
أنا سارق النار
هذي ملامح وجهي
وهذا قناعي

تقبلي مروري

زكيّة سلمان
07-08-2012, 12:41 AM
سارة القحطاني
كتبتِ ماينبغي الصُراخ به في وجه العادات والتقاليد وهذا الوطن الأصم ...!

راااائعة يا سارة
أحبُ حرفكِ جداً وأحبكِ..

صالح الحريري
07-08-2012, 01:18 AM
قلادة لا يتزين بها إلا جيد لغتك يــ سارة ..!
وقفات قادرة أن تجعل القارئ يدرك حقيقة ما وراء هذا الهروب المقنن ...!

علي آل علي
07-08-2012, 05:44 AM
قوالب نقيّة الحرف مشبعة بفكر عصيِّ لكنّهُ أبيِّ
فلنستمر على النقاء فهذا أجدر على البقاء

يحيى الحكمي
07-09-2012, 03:00 AM
لكلّ من ليس لديه وقت أن يقرأ الإبداع أعلاه فليتزوّد بهذه المفردات .

* الكتابة تمنحنا كُل ما نحتاجه لِنقوى.
* نحنُ بحاجة لأن نلتزم قليلاً بوعودنا.
* الحرية تكمنُ في حقيقة أن يكون لها في سماءك متسع يكفيها لتحادثك.
* مشاعرنا متى ما ظهرت للعلن متى ما كان أمر مصادرتها وإعتقالها مشروعاً ..
* الحياة ليس بوسعها أن تمنحنا ما نريد .
* القناعات القديمة تتربصُ بنا.
* بعض الفضول في أحيانٍ كثيرة يقودنا لإرتكاب المزيد من الحماقات !!

عروب باكير
07-09-2012, 02:06 PM
إندهش قلمي من روعة كلماتك وأحاسيسك
جميلة كجمال روحك
سلمت أناملك
تحياتي

سَارة القحطاني
07-10-2012, 10:24 PM
_


الخيبات تعلمنا أكثر مما تؤلمنا .. وإلا لما كبرنا نحنُ وما أدركنا قيمة الحياة وما نضجنا !


أحمد / عبورك مُبهج يشبه بُهجة صباح العيد .. شكراً كبيرة

نادرة عبدالحي
07-10-2012, 11:20 PM
ما بين الولادة والسبات أنين يَسرع الحلم خلف القبضان
وأصوات القلب تؤجل الدخول عبر ألأبواب العاجية
سارة يا أرض المطر ألأتي ليخفف من وطئت ألألم
تمسكي بالجذور

مياسين
07-12-2012, 11:35 PM
نحنُ بحاجة لأن نلتزم قليلاً بوعودنا .. بحاجة لأن ننسى خيباتنا القديمة .. وإنكساراتنا الأولى .. بحاجة لأن نشفى من جراحنا .. بحاجة لأن نعود إلى الحياة ..
وكأننا للتو خُلقنا !

لأنها الحياة لا تتوقف عند أحد
لأنها الحياة مهما تعقّدت بها أشياء جميلة

يا حرف سارة الأجمل لا تنطفئ :34:

سَارة القحطاني
07-14-2012, 01:46 AM
_

حينما لا يكون أمامك خيار متاح يجدر بك أن تصنع لنفسك خياراً
وإن كلفك الأمر حياتك كلها ولذا نحنُ لانكفَّ أبداً عن الصراخ وعن نزع الأقنعة
من على وجوهنا .. لأننا نخشى الفناء .. والإفلاس ببساطة !


عبد الإله
شاكرة لك طيب الحضور , بحق أسعدتني
شكراً كبيرة

سَارة القحطاني
07-14-2012, 01:54 AM
_
لا صوت يكفينا لنعيش .. ولا معركة تكفينا لتنتصر .. فالوطن أصمّ والقلوب قد أعماها البكاء
وما عاد بإمكانّ الحياة أن تستقيم .. فلم لا نرثي ملامحنا رثاءً أجوفاً إذ أن في الرثاء دواء يكفينا
لنطيب في أغلب الأحيان !!


زكية
أًحبكِ جداً .. :icon20:

سَارة القحطاني
07-14-2012, 01:57 AM
.
.

الهروب في بعض الأحيان يحمينا من عواقب أمور نظنُ فيما مضى أننا قادرين على تجاوزها بسلام !


صالح الحريري
شكراً لك من القلب

عبدالله عليان
12-25-2014, 08:58 AM
قلم سخي .. " يعبث بالسفرجل " .. بحزن جارف ,

وكلمات في مأزق تفرّك قمقم الروح .. تعترف ! وتقترف في آن !!

الفاضلة / المناضلة : سارة القحطاني .. شكراً جزيلاً لكِ

عبدالرحيم فرغلي
12-25-2014, 09:45 AM
سبحان الله ،، الجمال لا يبلى ،، رغم أنه
نص قديم ، إلا أن الجمال الذي حواه يجعل له نكهة رائعة ،، وحس عاطفي قوي ،،
ألف تحية وتقدير

برهان المناصير
10-26-2015, 09:01 AM
إذا هرب العصفور من القفص فهو قد هرب مرارا في عالم الخيال هروبا مؤجلا لا فض فوك أ. سارة نثر رائع ومتميز

عبدالله مشري
10-26-2015, 09:56 AM
ساره....

انها مكاشفات من القلب الى القلب
عبرت عنها بكل لغة

زكيّة سلمان
06-09-2021, 01:29 PM
بعض الكلمات تستحق أن تحيى ألف مرة !