ذاكرة الصمغ .

[ناصر مطر]

منذُ ليلٍ ليسَ بنهارين
وأنا أفتشُ في عيناي عن أمي
عن حضنٍ .... ألصقُ به رأسين
حفيف الحُزنِ يلفُـني من عتمة الغرفة
وصوتكِ يا أمي
يقصمُ جسدي .. نصفين

[ناصر مطر]

حينما أفتح الذاكرة يتساقطون الناس كـ سقوط قطرات ماء ( الحنفية ) أخر الليل
ـــــــــــــ سقوطهم مزعج
و حينما تدور على فمي دائرة البصق : لا أستثني منهم أحداً .

[ناصر مطر]

حزني ليسَ حرفٌ في ورق
أو جسدٍ أنهكهُ دخان الأرق
.. حزني موسيقى على بحرٍ
- نامت -
وهيَ تشاهد [ فيلم ] الغرق .

[ناصر مطر]

يا دمعةٌ تصطلي في داخل القلبْ
ويا قهرٌ يدعكُ سيرة َالدعكْ
قلي برب الرمل الذي يجمعنا
ماحالُ هذا الكلبْ ؟

[ناصر مطر]

أصابعي أقصر من أن تطرق باب الأبواب
أصابعي تـضج بالسراب
يعني أنها على مائدة الكلام
تغنيني إنتـْ .. حاب
أصابعي كلبة - ولاتخاف
أن تفكر بمضاجعة الكلاب
- أصابعي ياكلاب
شارعً من شوك الاماني
ما أن تتمشاه الشكوى
إلا وشكاني عند حضرة الذباب
أصابعي مباني على مباني على مبا .. ني - من ضباب
أصابعي نفحةٌ من ظلام
ليس لها من جسد الملائكةِ مسامة
إنما هي َ سمكة تغرق في بحر الغياب
ألا تباً على الأيام وعلى الإمام وعلى الأمام
في كل شيء - من سورة الدم
إلى أية التراب

[ناصر مطر]

حياتي معك - تشبه حياة الولد العالق بـ أمه
الولد اللاعق بـ عنق الليل
.. الولد العاق بـ عادات المجتمع وتقاليد القبيلة
حياتي معك - متحللة بالمحاولة
.. متخيلة بالخيال
حياتي معك - أمنية عابثة ركلتني لـ واقع مرير .. جداً .

[ناصر مطر]

ثمة- إخوة - مثل الرطوبة في الجلد
كلما نمى الجفاف
ناموا في غيوم الخد
للسنابل عرفنا
سنا ..
بلل ... للـ مابعد
ثمة - إخوة - مثل الوخز في الوجه
كلما إقتربت منهُ
زادَ في عتيم الكره
بالحب نحاول أن نحبي
والأرض لاتعطي الورد

[ناصر مطر]

مابعد الريح
سالَ فم الرمل
يتفل التاريخ
كل الدماء .. سلم
كل المنافي .. تصيح
هذا نحنُ .. ونحنُ أنتم .. مابعد الريح
لاشيءْ يلمسُ الدمع
لاشيءَ يعلو
حين يكون الجرح من ذات الجريح
ياقمامة الوقت
وياقمل روؤسنا التي شاخت
قبل أن تشيخ
أنني أشتهي في كل ليلةٍ
أن أبولَ على كلِّ لسانٍ منكم فصيح
مابعد الريح
سالَ فم الرمل
يتفل التاريخ
إنّ العباءةَ لعارٍ
تدسُّ نفسها تحتَ
كذب المديح
وإن السفالة تخجلُ
أن تقف بين زيف المنابر
والحديث الصحيح
يالوعة أصواتنا في الطريق
وياجفافَ مياهنا في السنين
ماللقبيح إلا القبيح
لاتنتظر .. لاتنتظر
من قمةٍ باعت أطفالها للرصاص
من قمةٍ أقسمت على جبينها
أن لا تعرفُ شيئاً إلا
أن تطيح
.. لاتنتظر
مابعد الريح
سالَ فم الرمل
يتفل التاريخ
ألا تُـفٍ .. ثم تُـفٍ
ثم تُـفٍ على أمةٍ لم يبقَ بها
ظلٍ صريح

[ناصر مطر]

1.
مدينة كاملة من الغياب تنسل من صحراء [ظله] .. مدينة معجونة بالطين وماء الورد ..
مدينة الأحياء الذينَ ماتوا.. والأموات الذينَ بقوا .. مدينة أبناء الموسيقى وحفيف الأرض ..
يعبرُ فينا مثل نسمة .. نحملُ فيها أشكالنا المكدسة بـ سراب الحب .. ولانعبر
2.
حينما يُغني للوطن..يحضنُ الحبِ :هيام..تصحو المصابيح في كل السماء في كل الكلام..حينما يُغني للوطن
..يفوح المَطر من صوتهِ..طفلاً يلوح للحمام .

[ناصر مطر]

أحتاج أن أخنقني في صدرك أن لا أخجلُ من اللعبَ معك
أن أموت في أسود عينيك أن أتغزل بك
أن أحيا من جديد فـ أنا يا أمي
حي ميت معك
خجلي منك قتلني كثيراً
أن أحتاجك يعني أن أموت
و لا أعلم يا أمي كيف لي أن أحضن صوتك دون خجل
أن أبكي على صدرك مثلما بكيتني وحدي

[ناصر مطر]

أنا لا أدري يامدى ماهو أخر هذا الحلم
الذي يشكلني على شارع من السراب
.. سراب الـ لاء
هذا الموال لايتوقف يامدى
وكأنني تهمة تعلق كل ليلة على كتفي
يامدى لست في وضع يسمح لي حتى بالمكابرة مع نفسي على الأقل
انتظرت حتى دمرتني الخيالات
يامدى منذ ثلاثة أشهر وأنا كلام ٌ مجروش
بل بقايا حنين لـ أنا وأنا وبل
... منذ ثلاثة أشهر وأنا أشتهي ولا أجد
أجد ولا أشتهي يامدى
نسيم من التناقض أنا
.. دخان من القلق يامدى

[ناصر مطر]

عيبٌ على بَولي
لوفكرَ يوماً من الأيام
أن يتبولَ في غيرِ حمّامٍ عربي
عيبٌ عليهِ
وعيبٌ علي .. لو أذنت لهُ
أن يتخلى عن أصولهِ البولية
فهو يعرفها جيداً
من أول قطرةٍ تحبي
إلى آخرِ قطرة
تلفظ ُأنفاسها العربية
ما أكرمك من حمّام
وما أبخلني حين أسد أنفي
عن رائحتك الشهية
في الحمّام العربي
كل النوافذَ مفتوحة
كل المجاري تأخذُ
حقوقها الكُليّة
لافرقَ
بين نملةٍ أو صرصار
أو سحليةٍ تشكو عيوباً خلقيّة
في الحمّام العربي
من الصنبور
إلى السيفون
إلى الجالون
إلى الجدران
كلها تهتفُ معك لا للسطحية .. لا للسطحية
ما أكرمك من حمّام
وما أبخلني حين لا أفكر أن أشرب
معكَ المشروبات الروحية
فـ انا في الحقيقةِ قد سكرتُ من الأن
مع كحة أمراضي الصدرية
أريد أن ابول لوحدي هذه المره
ليس معي إلا الناموس
وصوتُ الذبابة البُـنيّة
ومع كل بولةٍ أنفثها
يصرخ الحمّام
تحيا الأمة العربية
تحيا الأمة العربية

[ناصر مطر]

أكتب عن أي شيء فيك
وأنا كلما تجاهلتك
إجتاحني زكام الأمس
إجتاحني هذا الرجل الذي مات
وهو يقرأ على صوتك
رذاذ الشمس

[ناصر مطر]

1.
ينكمش ظهري بهبوبها
وأكحّني سراباً ينسلُ بدمها
وأنحني - سلاماً في سلامها
كلما تذكرتني وأنا أقولها :
ياطفلةً كلما كبرنا
وياكبيرةً كلما - تطفلنا بريحها


2.
يارب الهاربين من كهوف أصواتهم
الصاعدينَ على منابر صمتهم
من أينَ لي بريحٍ تنطح هذا الليل
فـ أنا لا أعرفُ شيئاً في أرضي
أكثر من الخوف


3.

https://twitter.com/_kashb