مشاهدة النسخة كاملة : حدث في رمضان
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 05:47 AM
السلام عليكم آل أبعاد ورحمة الله وبركاته
هذا المتصفح لنتعاون به على جمع حقائق وأحداث وقعت في شهر رمضان
فأحداث رمضان التي وقعت في شهر رمضان المبارك كثيرة ومتنوعة، ما بين معارك إسلامية فاصلة وفتوحات وقعت في رمضان وأحداث إسلامية مهمة تتعلق ببعض بمولد أو وفاة أعلام المسلمين، فنعيش مع بعض تلك الأحداث والفتوحات لنقتفي آثارها ونتلمس خطاها.. فما أبرز الأحداث في رمضان؟
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 05:51 AM
فتح مكة في 20 رمضان
لما كان من بنود صلح الحديبية أن من أراد الدخول في حِلْف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت خزاعة في عهد الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروبٌ وثارات قديمة، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأخبر النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بغدر قريش وحلفائها
أرادت قريش تفادي الأمر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوى؛ حيث أمر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg المسلمين بالتهيُّؤ والاستعداد، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها.
وفي العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، بعد أن استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، ولما كان بالجحفة لقيه عمُّه العباس بن عبد المطلب (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=905)، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلمًا مهاجرًا.
وركب العباس بغلة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg البيضاء، يبحث عن أحدٍ يبلِّغ قريشًا لكي تطلب الأمان من رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg قبل أن يدخل مكة، وكان أبو سفيان (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=937) ممن يخرج يتجسّس الأخبار، فوجده العباس، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان من رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، فجاء به راكبًا معه، حتى أدخله على رسول الله ، فقال له الرسول: "ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟... ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟". فقال العباس: ويحك أسلم! فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم أكرمه الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"
ولما تحرك الجيش لدخول مكة أمر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي؛ حتى تمر به جنود الله فيراها، فمرّت القبائل على أبي سفيان، والعباس يخبره بها، حتى مر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، فقال أبو سفيان: سبحان الله! ما لأحدٍ بهؤلاء قبل ولا طاقة. ثم أسرع إلى قومه، وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به. فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد. ودخل رسول الله مكة متواضعًا لله الذي أكرمه بالفتح، وكان قد وزَّع جيشه إلى مجموعات أو كتائب؛ احتياطًا لأي مواجهة.
دخول المسلمين مكة وسماحة الرسول
ودخل الجيش الإسلامي كلٌّ حسب موضعه ومهامه، وانهزم من أراد المقاومة من قريش، ولم يستطع الصمود أمام القوى المؤمنة، ثم دخل رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بقوس في يده ويكسرها، ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]، والأصنام تتساقط على وجوهها، ثم طاف بالبيت.
ثم دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففُتحت، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها، وصلى بها، ثم خرج وقريش صفوفًا ينتظرون ما يصنع، فقال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، اذهبوا فأنتم الطلقاء"[/URL]
وأعاد المفتاح لعثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن، وأهدر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يومئذٍ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر بقتلهم وإن وُجدوا تحت أستار الكعبة.
خطبة الفتح
وفي اليوم الثاني قام رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وألقى خطبته المشهورة، وفيها: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ"
وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بمكة، فقال لهم: "معاذ الله! المحيا محياكم، والممات مماتكم" (http://islamstory.com/ar/20_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D9%81%D8%AA%D8% AD_%D9%85%D9%83%D8%A9#_ftn5)[U] ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يومًا، يجدِّد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى، ويكسر الأصنام
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 05:56 AM
معركة بدر الكبرى .. 17 رمضان
عندما لاقى المسلمون من العنت والمشقة والاضطرار لترك الديار والأموال والأهل، قرر رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg الإغارة على قافلة لقريش في محاولة منه لتعويض جزء مما خسره المهاجرون، وقد عرض النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg الأمر على المهاجرين والأنصار، واتفقوا جميعًا على الخروج لأخذ القافلة، لكن القافلة التي كان قائدها أبو سفيان بن حرب استطاعت الهرب، ورأت قريش أن هذا الأمر تعدٍّ صارخٌ من هذه الفئة القليلة التي يجب أن تُؤدب؛ حتى لا يحتقر العرب أمر قريش، وكان هذا الرأي لأبي جهل (لعنه الله تعالى).
خرج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وسلم في 12 من رمضان سنة 2هـ، وانتدب الناس للخروج، ولم يُكرِه أحدًا على الخروج، فخرج المسلمون إلى بدر من أجل اعتراض القافلة التي بها ألف بعير وثروة تقدَّر بـ 50 ألف دينار ذهبي، وليس معها سوى 40 حارسًا، ومن ثَم كانت صيدًا ثمينًا للمسلمين لتعويض بعض ما أخذه المشركون منهم في مكة. غير أن العير التي تحمل هذه الثروة الضخمة غيّرت طريقها بعدما ترامت الأنباء إلى "أبي سفيان" بما يدبره المسلمون.
ولما علمت قريش بالأمر تجهزت للقتال وخرجت في جيش قوامه 1300 مقاتل، ومعهم 600 درع، و100 فرس، وأعداد ضخمة من الإبل. أما عدد المسلمين فكان حوالي 314 مقاتلاً، وقيل: 319، منهم 83 من المهاجرين.
وقف النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يناجي ربه أن يُنزِل النصر على المسلمين، وأخذ يهتف بربه قائلاً: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض". وفي رواية كان يقول: "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخُيلائها وفخرها، تحادّك وتكذِّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة". حتى سقط الرداء عن كتفيه http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وهو مادٌّ يديه إلى السماء، فأشفق عليه أبو بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، وأعاد الرداء إلى كتفيه والتزمه (احتضنه) وهو يقول: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك! فخرج النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45].
بدأ القتال بمبارزة كان النصر فيها حليف المسلمين، فحمي القتال، وقتل 70 من المشركين، وأسر مثلهم، وكان من بين القتلى أئمة الكفر: "أبو جهل" و"عتبة وشيبة ابنا ربيعة" و"أمية بن خلف"، و"العاص بن هشام بن المغيرة". أما المسلمون فاستشهد منهم 14 رجلاً، 6 من المهاجرين، و8 من الأنصار. وكانت هذه الموقعة العظيمة في السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني للهجرة
وكان هذا النصر قوة كبيرة وهبها الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg لعباده المؤمنين الصابرين، فهابت العرب قوة المسلمين في دولة المدينة، كما أيقنت قريش أن المسلمين لن يكونوا مثل ذي قبلُ من الضعف والتحمل احتسابًا، بل أصبحوا قوة لا يُستهان بها، ومن ثَم حرصت قريش على استجماع قواها، في محاولة سريعة منها لرد اعتبارها، وهو ما يحدث في "أُحد" فيما بعد.
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 06:02 AM
وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها .. 3 رمضان
في الثالث من شهر رمضان (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&Itemid=104&id=204&lang=ar&view=section) سنة إحدى عشرة للهجرة توفيت سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ودفنت بالبقيع ليلاً.قال ابن كثير (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=90): وبعده http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg بستة أشهر على الأشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها، وقد كان -صلوات الله وسلامه عليه- عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة". وكانت أصغر بنات النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg على المشهور، ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها؛ لأنها أصيبت به http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u2_20.jpg[/URL]
وقد وردت كثير من الآثار التي تدلل على حب النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لها؛ فقد كان http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه؛ ولهذا كان النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يقول: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"
وقد تزوجها ابن عمها علي بن أبي طالب http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد ذلك بسبعة أشهر ونصف، فأصدقها درعه الحطمية وقيمتها أربعمائة درهم. وكان عُمرها إذ ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، فولدت له حسنًا وحسينًا ومحسنًا وأم كلثوم التي تزوج بها [URL="http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=371"]عمر بن الخطاب (http://islamstory.com/ar/%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A% D8%AF%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9#_ftn1) http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بعد ذلك.
وقد قال الإمام أحمد (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=119)، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لما زوّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدمٍ حشوها ليفٌ، وَرَحَيَيْنِ وسقاءٍ وجرَّتَيْنِ.
ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=958) امرأة أبي بكر الصديق، فغسّلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع. قيل: والعباس بن عبد المطلب (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=905)، رضي الله عنهم أجمعين.
واختلف في مقدار سنها يومئذٍ فقيل سبع، وقيل ثمانٍ، وقيل: تسع وعشرون. وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها، وكان الذي صلى عليها زوجها عليٌُّ، وقيل: العباس، وقيل: أبو بكر الصديق (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&Itemid=85&id=59&lang=ar&layout=default&view=category).
عبدالإله المالك
07-22-2012, 11:54 AM
معلومات الجد قيّمة
سأعود للقراءة والتمعن
بوركتِ يا إيمان
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 01:08 PM
أن تكون بالقرب يا أستاذي هو النجاح و ثماره
خطواتي في مدارج الجمال كانت بتشجيعك وحسن ارشاداتك
جزاك الله عني كل خير يا عبد الإله
لا أوفيك حقك إلا بدعاء لك متصل بظهر الغيب
اللهم يارك له هذا الشهر واجعله من عتاقئه يا كريم
وارزقه لذة النظر إلى وجهك في جنة الفردوس يامن لا تردّ السائلين
اللهمّ آمين .. اللهمّ آمين
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 01:12 PM
وفاة خالد بن الوليد .. 18 رمضان
يعتبر خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg من أجلّ الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، فهو سيف الله المسلول الذي لم يُقهر في جاهلية ولا إسلام. أبوه الوليد بن المغيرة سيِّد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. أسلم http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ من غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا لم يُرَ مثله، وقد قال رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيفٌ من سيوف الله، ففتح الله على يديه". ومن يومئذٍ سُمِّي "سيف الله"، وشهد خيبر وحنينًا، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا.
وقد بعثه رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg إلى العُزَّى -وكانت لهوازن- فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك. ثم حرقها،[/URL] واستعمله أبو بكر الصديق http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg على قتال أهل الردة، ولما أمَّره الصديق قال: سمعت رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله" (http://islamstory.com/ar/18_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D9%88%D9%81%D8% A7%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF#_ftn1).
http://islamstory.com/uploads/image/articles/320/6544_image003.jpgترك خالد بن الوليد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg آثارًا مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg ثمانية عشر حديثًا. وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: "لقد اندقَّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية"
ولما حضرته http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها" (http://islamstory.com/ar/18_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D9%88%D9%81%D8% A7%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF#_ftn3)
وفي الثامن عشر من رمضان من عام 21هـ توفي خالد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg، فحزن عليه عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg والمسلمون حزنًا شديدًا، حتى قال عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg للرجل الذي طلب من عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg أن ينهى نساء قريش عن البكاء، فقال: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان!. وقد جعل http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg سلاحه وفرسه في سبيل الله[URL="http://islamstory.com/ar/18_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D9%88%D9%81%D8% A7%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF#_ftn6"] (http://islamstory.com/ar/18_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D9%88%D9%81%D8% A7%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF#_ftn5)
إيمان محمد ديب طهماز
07-22-2012, 01:22 PM
http://islamstory.com/uploads/image/articles/320/6619_image002.jpg
وفاة الإمام البخاري .. 30 رمضان
في الثلاثين من رمضان عام 256هـ توفي الإمام العلاّمة، حافظ حديث النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg، وإمام السُّنَّة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، عن عمرٍ ناهز الاثنين وستين عامًا.
ولد شيخ الإسلام الإمام البخاري (http://islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84% D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A) في شوال سنة 194هـ في "بخارى"، ونشأ في بيت علم، وظهرت عليه في طفولته علامات النبوغ والنجابة، ووهبه الله I ذاكرةً قويّة تفوّق بها على أقرانه، وقد اشتمله الله برعايته منذ طفولته، وابتلاه بفقدان بصره في صباه، فرأت والدته في المنام إبراهيم http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u2_20.jpg فقال لها : "يا هذه، قد ردَّ الله على ابنك بصره؛ لكثرة بكائك أو كثرة دعائك". فأصبحت وقد ردَّ الله عليه بصره ببركة دعاء أمه له.
حياة الإمام البخاري العلمية وقوة حافظته
بدأ البخاري حياته العلمية من الكُتَّاب، فأتم حفظ كتاب الله في العاشرة من عمره، ثم مرّ على الشيوخ ليأخذ عنهم الحديث، ولما بلغ ستة عشر عامًا كان قد حفظ أحاديث ابن المبارك ووكيع، وكان آية في الحفظ، حتى بلغ محفوظه آلاف الأحاديث وهو لا يزال غلامًا. والشاهد على ذلك ما رواه حاشد بن إسماعيل -رحمه الله- أن الإمام كان يذهب إلى المشايخ مع رفقائه وهو غلام، فكان يكتفي بسماع الأحاديث دون أن يدوِّنها كما يفعل زملاؤه، حتى أتى على ذلك أيام فكانوا يقولون له: "إنك تتردد معنا إلى المشايخ ولا تكتب ما تسمعه، فما الذي تفعله؟" وأكثروا عليه حتى ضاق بهم ذرعًا، وقال لهم مرةً بعد ستة عشر يومًا: "إنكم قد أكثرتم عليَّ وألححتم، فأخرجا إليَّ ما كتبتموه". فأخرجوا إليه ما كان عندهم، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلوا يصحِّحون ما كتبوه من حفظه، فعرفوا أنه لا يتقدمه أحد.
ثم ارتحل البخاري في طلب الحديث إلى "بلخ" و"نيسابور" وأكثر من مجالسة العلماء، وحمل عنهم علمًا جمًّا، ثم انتقل إلى مكة وجلس فيها مدة، وأكمل رحلته إلى بغداد ومصر والشام حتى بلغ عدد شيوخه ما يزيد على ألفٍ وثمانمائة شيخٍ، وتصدّر للتدريس وهو ابن سبع عشرة سنة، وقد كان الناس يزدحمون عليه وهم آلاف حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق، يكتبون عنه، وهو لا يزال شابًّا لم تنبت له لحية.
الإمام البخاري خصال حميدة ومناقب عظيمة
وهب الله تعالى الإمام البخاري (http://islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84% D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A) عددًا من الخصال الحميدة، والمناقب العظيمة، حتى شهد له علماء عصره بتفوقه على أقرانه، ولو كتبنا في مناقب هذا الإمام العظيم المؤلفات ما وفّينا حقه، حتى قال عنه رجاء الحافظ: "هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض". من ذلك أن الله قد آتاه حفظًا وسعة علم، حتى روي عنه أنه قال: "لو أردتُ ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة"، وذلك في إحدى المجالس. ومما يدل على كثرة محفوظاته قوله: "أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح".
واشتَهر الإمام بشدّة ورعه، فقد كان حريصًا على ألفاظه عند الجرح والتعديل للرواة، ومما أُثر عنه قوله: "أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا". كما اشتَهر -رحمه الله- بالزهد والكرم، يُعطِي عطاءً واسعًا، ويتصدّق على المحتاجين من أهل الحديث ليغنيهم عن السؤال، وكان وقّافًا عند حدود الله، كما كان شديد الحرص على اتّباع السنة، قال النجم بن الفضيل: "رأيت النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg في النوم كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه، فكلما رفع النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg قدمه وضع الإمام قدمه مكانها"
وأعظم خصلة تحلّى بها الإمام هي الإخلاص لله تعالى -نحسبه كذلك والله حسيبه-، فقد كان يريد الله بعلمه وعمله، وبغضه وحبه، ومنعه وبذله؛ فانتشرت كتبه، وتلقت الأمة كلها "صحيح البخاري" بالقبول، حتى عدَّه العلماء أصحّ كتابٍ بعد كتاب الله تعالى.
مصنفات الإمام البخاري
ساهم البخاري -رحمه الله- في التأليف والكتابة، وأول كتاب يتبادر إلى الذهن هو كتابه العظيم "الجامع الصحيح" المعروف عند الناس بكتاب "صحيح البخاري"، وهو أول كتاب صُنِّف في الحديث الصحيح المجرد، واستغرق تصنيف هذا الجامع ست عشرة سنة، ولم يضع في كتابه هذا إلا أصح ما ورد عن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg.
وللشيخ تصانيف أخرى مهمة، مثل: "الأدب المفرد" الذي تناول فيها جملة من الآداب والأخلاق، وبعض الأجزاء الحديثية مثل: "رفع اليدين في الصلاة" و"القراءة خلف الإمام"، وفي علم التاريخ له: "التاريخ الكبير، والأوسط، والصغير"، وفي العقيدة ألّف رسالة أسماها: "خلق أفعال العباد"، وفي علم الرجال: "الضعفاء"، ومصنفات أخرى كثيرة بعضها في عداد المفقود.
محنة ووفاة الإمام البخاري
تعرض الإمام البخاري للامتحان والابتلاء كما تعرض الأنبياء والصالحون من قبله، فصبر واحتسب، وما وهن وما لان، وكانت محنته من جهة الحسد الذي ألمَّ ببعض أقرانه؛ لما له من المكانة في قلوب العامَّة والخاصَّة، فأثاروا حوله الشائعات بأنه يقول بخلق القرآن، وهو بريء من هذا القول، فحصل الشغب عليه، ووقعت الفتنة، وخاض فيها من خاض، حتى اضطر الشيخ درءًا للفتنة أن يترك "نيسابور" ويذهب إلى "بخارى" موطنه الأصلي.
وبعد رجوعه إلى بخارى استتبَّ له الأمر زمنًا، ثم ما لبث أن حصلت وحشة بينه وبين أمير البلد عندما رفض أن يخصَّه بمجلس علم دون عامة الناس، فنفاه الوالي وأمر بإخراجه، فتوجَّه إلى قرية من قرى سمرقند، فعظم الخطب عليه واشتد البلاء، حتى دعا ذات ليلة فقال: "اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك". فما تم الشهر حتى مات، وكان ذلك سنة 256هـ، وعاش اثنتين وستين سنة، ودُفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر. رحم الله الإمام رحمة واسعة، وأجزل له العطاء والمثوبة، فقد كانت سيرته منارًا يُهتدى بها، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا معه في جنات النعيم، والحمد لله أوَّلاً وآخرًا
اليوم الثالث من رمضان
مدينة الرملة في فلسطين
في يوم الأربعاء الثالث من شهر رمضان سنة 583 هجري 1187م.
استعاد الناصرُ صلاح الدين الأيوبي مدينتي اللد والرملة من الصليبين الذين كانوا قد احتلوهما عام 1099 ميلادي .
وظلت المدينتان تحت الحكم الأيوبي إلى أن وقعت الهدنة بينه وبين ريتشارد قلب الاسد في صلح الرملة سنة 588 هجري 1192م، فتنازل لهم عن بلادٍ، وجعل «اللد» و«الرملة» بينه وبينهم مناصفة ومدينة اللد تقع فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الفلسطيني ترتفع نحو خمسين متراً عن سطح البحر، ولها موقع مهم، فهي ظهير شرقي لميناء يافا علىالبحر المتوسط، ومفتاح الطريق الى مدينة القدس من الغرب، واللد توأم لمدينة الرملة. لذا كانت عقدة مواصلات عظيمة الأهمية، وقد تعاقبت عليها أمم شتى للاستفادة من موقعها الفريد في السيطرة على المنطقة الساحلية من ناحية والانطلاق إلى المنطقة الجبلية وغيرها من ناحية أخرى.
وقد وردت أول إشارة لمدينة اللد في كتاب أعمال الرسل الملحق بالأناجيل.
قال هشام بن محمد الكلبي: ان اللدّ. كانت قصبة فلسطين ولم تزل على هذا الشأن إلى أن ولى الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك أخاه سليمان جند فلسطين، فنزل اللد، ثم أحدث مدينة الرملة، ومصرها، واختلط مسجدها. وكان في موضعها «رملة». فبقي على المدينة اسمها، وصارت القصبة وخربت «اللُدّ».
ولم تزل على ذلك أيام العزيز، والأفضل، والعادل، والمعظم، والكامل، إلى أن ملك ولده العادل، فنقض الفرنجة الاتفاق وتغلبوا عليهما.
وبقيتا في أيديهم إلى أن فتحها السلطان الظاهر بيبرس، في سنة 664 هجري، فعمر الرملة وولى فيها عاملا وقاضيا، وقواها وصيرها مصراً، وجمع إليها الناس من كل قطرٍ، وأسكنهم فيها، وأنزلهم في نواحيها.
اليوم الثالث من رمضان
وفاة ابن الخشاب
في يوم الجمعة الثالث من رمضان عام 567 هجري توفي العلامة ابن الخشاب. العالم المشهور في الأدب والنحو والتفسير والحديث والنسب والفرائض والحساب والقراءات القرآنية.
هو أبو محمد عبدالله بن أحمد بن أحمد بن أحمد المعروف بابن الخشاب البغدادي العزيز، وكان متضلعا في العلوم وله فيها اليد الطولى، وكان جميل الخط. ولد في بغداد عام 492 هجري.
ذكره العماد الأصبهاني في كتاب الخريدة وعدد فضائله ومحاسنه، ثم قال «وكان قليل الشعر». ومن شعره في الشمعة:
صفراء من غير سقام بها
كيف وكانت أمها الشافيه
عارية باطنها مكتس
فاعجب بها عارية كاسيه
وذكر العماد الاصبهاني له لغزا في كتاب، وهو:
وذي اوجهٍ لكنه غير بائح
بسر وذو الوجهين للسر مظهر
تناجيك بالأسرار أسرار وجهه
فتسمعها بالعين ما دمت تنظر
وهذا المعنى مأخوذ من قول المتنبي في ابن العميد:
فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا
ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا
خلفت صفاتك في العيون كلامه
كالخط يملأ مسمعي من أبصرا
ذكره ياقوت الحموسي في معجم الادباء فقال عنه «وكان ثقة في الحديث صدوقا نبيلا حجة إلا أنه لم يكن وفي دينه بذاك وكان بخيلا متبذلا في ملبسه وعيشه قليل المبالاة بحفظ ناموس العلم، يلعب بالشطرنج مع العوام على قارعة الطريق، ويقف في الشوارع على حلق المشعبذين واللاعبين بالقرود والدباب، كثير المزاح واللعب طيب الأخلاق».
من أثاره العلميه «المرتجل في شرح الجمل» وهو شرح لكتاب الجمل لعبدالقاهر الجرجاني، وترك أبوابا من وسد الكتاب ما تكلم عليها، وشرح اللمع لابن جني ولم يكملها، وكان فيه قلة اكتراث بالمأكل والملبس.
أحمد آل زاهر
07-22-2012, 06:32 PM
..
..
اليوم الثالث من رمضان ..
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك عُقد التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما والذي حدث بعد موقعة الجمل وبين جند سيدنا علي من ناحية وبين بني أمية وأمنا عائشة وطلحة والزبير من ناحية أخرى في شهر شعبان عام 36 للهجرة وبعد موقعة صفين في محرم عام 37 للهجرة بين جند سيدنا علي ومعاوية رضي الله عنهما وقد اقترن بالتحكيم ظهور الخوارج واستيلاء معاوية على مصر رضي الله عن الصحابة أجمعين ..
..
إيمان محمد ديب طهماز
07-23-2012, 05:00 AM
عبد الإله المالك
ألف شكر لمرورك ودعمك لي يا طيب
أنتظر مشاركتك هنا فمعلوماتك تعني لي الكثير
.
.
هدب
.
.
أحمد آل زاهر
معلومات رائعة وقيّمة
بوركتما
وجزاكما الله كل خير
بحقّ مجهود تشكران عليه
تقديري
إيمان محمد ديب طهماز
07-23-2012, 05:50 AM
المسلمون في الأندلس .. 1- رمضان
حققت الفتوحات الإسلامية في المغرب الكثير من النجاح؛ إذ بعد مقاومة كبيرة من القبائل البربرية للفاتحين المسلمين، آمنت القبائل البربرية بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg نبيًّا ورسولاً، ومن ثَم أصبح هؤلاء البربر مسلمين، لهم ما للفاتحين من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات، ومن هنا أدرك الفاتحون العرب أن الأخوَّة في الدين تستوجب نشره.
http://islamstory.com/uploads/image/image002%2814%29.jpgكان موسى بن نصير عامل الخلافة الإسلامية في إفريقية قد استأذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في غزو الأندلس، بعدما خضعت بلاد المغرب الأقصى للدولة الإسلامية، وعُيّن طارق بن زياد واليًا على مدينة طنجة، وبالفعل وافق الوليد على فتح الأندلس (http://islamstory.com/ar/index.php?option=com_content&Itemid=85&id=102&lang=ar&layout=default&view=category)، وأرسل أوامره إلى موسى بن نصير بضرورة التحرك نحو الأندلس.
جهز موسى بن نصير حملة استطلاعية مؤلفة من خمسمائة جندي، منهم مائة فارس بقيادة طريف بن مالك -الملقَّب بأبي زُرعة وهو مسلم من البربر- وجاز هذا الجيش الزُّقاق (مضيق جبل طارق) من سبتة بمجموعة من السفن، ونزل في جزيرة "بالوما" في الجانب الإسباني، وعُرفت هذه الجزيرة فيما بعد باسم هذا القائد: جزيرة طريف. وكان إبحار هذه الحملة من سبتة في الأول من رمضان عام 91هـ، وقد جال طريف في المدينة والنواحي المحيطة بها، واستطلع أخبار العدو في تلك الجهات، وعادت حملة طريف بالأخبار المطمئنة والمشجعة على الاستمرار في عملية الفتح؛ فقد درس أحوال المنطقة وتعرّف على مواقعها، وأرسل جماعات إلى عدة أماكن -منها جبل طارق- لهذا الغرض، فكانت هذه المعلومات عونًا في وضع خُطة الفتح، ونزول طارق بجيشه على الجبل فيما بعد.
وبدخول القائد المسلم طريف بن مالك البربريّ الأندلس -لأول مرة- في الأول من رمضان من عام 91هـ، فقد هيأ لدخول الإسلام هذه الأرض؛ ليظل فيها مدة ثمانية قرون متواصلة، حتى شاء الله أن تزول دولة الإسلام في الأندلس في أواخر القرن التاسع الهجري.
اليوم الرابع من رمضان
عقد اول لواء بالاسلام
في مثل هذا اليوم وفي السنة الاولى من الهجرة وبعد سبعة شهور من هجرة الرسول صلى اللع عليه وسلم عقد الرسول صلى الله عليه وسلم اول لواء بالاسلام من ثلاثين رجل تقريبا وولى عليهم
سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عمه واخيه من الرضاعة واعترضوا عير لقريش كان على رأسها ابو جهل الا انه لم يحدث قتال .
أحمد آل زاهر
07-23-2012, 05:39 PM
..
..
في الرابع من رمضان ..
فتح مدينة بلغراد:
في 4 من رمضان 927 هـ الموافق 8 من أغسطس 1521م: نجح السلطان العثماني في فتح مدينة بلغراد التي كانت تعد مفتاح أوربا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية، وقد حاصر العثمانيون هذه المدينة ثلاث مرات: سنة 1441م و1456م و1492م لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها إلا في عهد القانوني.
إعلان الحرب على ألمانيا:
في 4 من رمضان 1073 هـ الموافق 12 من أبريل 1663م: أعلنت الدولة العثمانية الحربَ على ألمانيا بعد 56 عامًا من معاهدة سيتفاتوروك التي أوقفت الحرب السابقة بين الجانبين، وكان سبب الحرب هذه المرة هو بناء الألمان قلعة حصينة على الحدود مع الدولة العثمانية.
..
إيمان محمد ديب طهماز
07-24-2012, 06:37 AM
فتح أنطاكية .. 4- رمضان
كانت الفترة التي تلت رحيل لويس التاسع عقب أسره في مصر إلى أن تولى بيبرس سلطنة مصر والشام، فترةَ هدوءٍ ومسالمة بين الصليبيين والمسلمين؛ لانشغال كل منهما بأموره الداخلية، على أن هذه السياسة المسالمة تحولت إلى ثورة وشدة من قبل المماليك بعد أن أخذ الصليبيون يتعاونون مع المغول ضد المماليك.
وقد أصبح على المماليك أن يدفعوا هذا الخطر الداهم، وبدلاً من أن يواجهوا عدوًّا واحدًا، تحتم عليهم أن يصطدموا مع المغول والصليبيين معًا، وكان بيبرس بشجاعته وسياسته قد ادخرته الأقدار لمثل هذه الفترات التاريخية الحرجة من تاريخ الأمة.
وبدأت عمليات بيبرس العسكرية ضد الصليبيين في سنة 663هـ/ 1265م، فتوجه في 4 من ربيع الآخر 663هـ/ 1265م إلى الشام، فهاجم "قيسارية" وفتحها عنوة في (8 من جمادى الأولى)، ثم عرج إلى أرسوف، ففتحها في شهر رجب من السنة نفسها، وفي السنة التالية استكمل بيبرس ما بدأ، ففتح قلعة "صفد"، وكانت معقلاً من معاقل الصليبيين، وكان بيبرس يقود جيشه بنفسه، ويقوم ببعض الأعمال مع الجنود إثارة لحميتهم، فيجر معهم الأخشاب مع البقر لبناء المجانيق اللازمة للحصار. وأصاب سقوط صفد الصليبيين بخيبة أمل، وحطّم معنوياتهم؛ فسارعت بعض الإمارات الصليبية إلى طلب الصلح وعقد الهدنة.
ثم تطلع بيبرس إلى الاستيلاء على أنطاكية التي تحتل مكانة خاصة لدى الصليبيين لمناعة حصونها، وتحكمها في الطرق الواقعة في المناطق الشمالية للشام، وكان بيبرس قد استعد لهذه الموقعة الحاسمة خير استعداد، ومهد لسقوط الإمارة الصليبية بحملاته السابقة، حتى جعل من أنطاكية مدينة معزولة، مغلولة اليد، محرومة من كل مساعدة ممكنة، فخرج من مصر في 3 من جمادى الآخرة 666هـ/ 1268م ووصل إلى غزة، ومنها إلى "يافا" فاستسلمت له، ثم نجح في الاستيلاء على "شقيف أرنون" بعد حصار بدأه في 19 من رجب 666هـ/ 1268م، وبفتح يافا وشقيف لم يبق للصليبيين جنوبي عكا التي كانت بأيديهم سوى قلعة عتليت.
ثم رحل بيبرس إلى طرابلس، فوصلها في 15 من شعبان 666هـ، فأغار عليها وقتل كثيرًا من حاميتها، وقطع أشجارها وغور مياهها، ففزعت الإمارات الصليبية، وتوافد على بيبرس أمراء أنطرسوس وحصن الأكراد طلبًا للأمن والسلام، وبهذا مهّد الطريق للتقدم نحو أنطاكية.
وقد رحل بيبرس من طرابلس في 24 من شعبان 666هـ/ 1268م دون أن يطّلع أحدًا من قادته على وجهته، واتجه إلى حمص، ومنها إلى حماة، وهناك قسّم جيشه ثلاثة أقسام؛ حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه، فاتجهت إحدى الفرق الثلاث إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر، وتوجهت الفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى.
أما القوة الرئيسية وكانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى أنطاكية مباشرة، وضرب حولها حصارًا محكمًا في (أول رمضان سنة 666هـ)، وحاول بيبرس أن يفتح المدينة سلمًا، لكن محاولاته تكسرت أمام رفض الصليبيين التسليم، فشن بيبرس هجومه الضاري على المدينة، وتمكن المسلمون من تسلق الأسوار في (الرابع من رمضان)، وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة، وفرت حاميتها إلى القلعة، وطلبوا من السلطان الأمان، فأجابهم إلى ذلك، وتسلم المسلمون القلعة وأسروا من فيها.
وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة، بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات، وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهمًا، والجارية بخمسة دراهم"
إيمان محمد ديب طهماز
07-24-2012, 06:51 AM
انتصار عين جالوت .. 15 رمضان
في (رمضان 658هـ) خرج سلطان مصر سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم. ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحَّد، وعسكر بهم في عين جالوت.
خطة قطز وثبات المسلمين
اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألاَّ يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس. وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (15 من رمضان 658هـ) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقِّق نصرًا خاطفًا. وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة[/URL].
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات، ويضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز". وما هي إلا ساعة حتى مالت كِفَّة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوِّية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرًا لله[URL="http://islamstory.com/ar/15_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%86%D8% AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1_%D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%AC%D8% A7%D9%84%D9%88%D8%AA#_ftn2"] (http://islamstory.com/ar/15_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%86%D8% AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1_%D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%AC%D8% A7%D9%84%D9%88%D8%AA#_ftn1).
أحمد آل زاهر
07-30-2012, 06:32 PM
..
..
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للحادي والعشرين من كانون الأول للعام الميلادي 630، قدم وفد من ثقيف على رسول الله مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) فأسلموا. وكان سيدهم عروة بن مسعود قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) مُنْصَرَفَهُ من حنين والطائف وقبل وصوله إلى المدينة أسلم وحسن إسلامه وأستأذن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) في الرجوع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام ، فأذن له وهو يخشى عليه، فلما رجع إليهم ودعاهم إلى الإسلام رموه بالنبل فقتلوه، ثم ندموا. ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فبعثوا وفدهم هذا اليوم معلنين إسلامهم، فقبل منهم الرسول ذلك وبعث معهم أبا سفيان صخر بن حرب والمغيرة إبن شعبة لتحطيم أصنامهم.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للتاسع عشر من شهر تشرين الثاني للعام الميلادي 633، جمع هرقل، قيصر الروم، أهل حمص ومن بها من أشراف الروم ومن كان على دينه من العرب يحمسهم ويحرضهم على قتال المسلمين، ذلك بعد أن وجّه إليه خليفة المسلمين أبو بكر الصدّيق {رضي الله عنه} أربعة جيوش بقيادة يزيد بن أبي سفيان وأبي عبيدة بن الجرّاح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص، ثم رحل هرقل إلى أنطاكية، فأقام بها وأتخذها مقراً له، وأرسل إلى القسطنطينية يطلب سرعة موافاته بالمدد للتصدي للمسلمين.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك أنتصر المسلمون في موقعة البويب في العراق، أرسل الفرس جيشاً بقيادة مهران إبن بازان، عبر الفرس الجسر إلى موضع يُسمى البويب. وإلتقى المسلمون معه في قتال عنيف، كانوا بقيادة المثنى. وقد نصر الله المسلمين نصراً أعاد إليهم ثقتهم في أنفسهم بعد هزيمة موقعة الجسر. وقتل في المعركة خلقٌ كثير منهم مسعود إبن حارثه، أخو المثنى.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للثالث من شهر آذار للعام الميلادي 657، جمع مُحَمّد بن أبي حذيفة، والي مصر من قبل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب {كرّم الله وجه}، جيشاً لمواجهة معاوية بن جديح، أحد رجال معاوية بن أبي سفيان الأقوياء، إبان الخلاف الذي شجر بين عليّ ومعاوية. وكان هدف بن حديج إخضاع مصر لسلطان إبن أبي سفيان. وإلتقى الجيشان في مدينة خربتا، في كورة الحوف شرقي الدلتا، فدارت الدائرة على أنصار إبن حذيفة. وقُتل قائده في هذه المعركة.
استشهاد سعيد بن جبير: في 11 رمضان 95هـ الموافق 714م استشهد سعيد بن جبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل العماد الكاتب الوزير العلاّمة أبو عبد الله مُحَمّد إبن حامد الأصبانيّ، ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة بمدينة أصبهان، تفقه ببغداد على إبن الرزّاز، وأتقن الفقه والخلاف والعربيّة، ثم تعانَى الكتابة والترسل والنظم، ففاق الأقران. وحاز قصب السبق. وصنّف التصانيف الأدبية وخُتم به هذا الشأن.
ظهور دعوة بني العباس في خراسان:
في الحادي عشر من شهر رمضان عام 129هـ الموافق 25 مايو 477م ، ظهرت دعوة بني العباس في خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للثالث عشر من شهر شباط للعام الميلادي 854، توفي الإمام أبو زكريا يحيى بن موسى بن عبدِ ربه، كان محدثاً. وقد أخرج له الإمام البخاري وقال فيه الإمام أبو زُرْعَه : هو ثقة.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للسادس والعشرين من شهر أيلول للعام الميلادي 931، أبصر النور المعّز لدين الله الفاطمي. وهو الذي بنى مدينة القاهرة.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل الفقيه العلاّمة أبو عبد الله القرطبي، كان عالماً في اللغة والتاريخ، ومن أشهر مؤلفاته كتاباً في شعراء الأندلس، بلغ فيه الغاية، كان القرطبي من أشهر أدباء عصره تواضعاً، وحباً للعزلة، كان له شعرٌ جميل، منه قوله:
يقولون البياضُ لبستُ حزنٍ بأندلسٍ فقلتُ من الصوابي
ألم ترني لبست بياضَ شعري لأني حزنتُ على الشبابيِ
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ليس هناك شك في أن جنكيز خان واحد من أقسى الغزاة الذين ابتليت بهم البشرية، وأكثرهم سفكًا للدماء، وأجرؤهم على انتهاك الحرمات وقتل الأبرياء، وحرق المدن والبلاد، وإقامة المذابح لآلاف من النساء والولدان والشيوخ، لكن هذه الصورة السوداء تخفي جانبًا آخر من الصورة، حيث التمتع بصواب الرأي وقوة العزيمة، ونفاذ البصيرة. فكان يجلّ العلماء ويحترمهم ويلحقهم بحاشيته، وكان له مستشارون من الأمم التي اجتاحها من ذوي الخبرة، وكان لهؤلاء أثر لا يُنكَر في تنظيم الدولة والنهوض بها والارتقاء بنواحيها الإدارية والحضارية.
المولد والنشأة
شهدت منغوليا مولد "تيموجين بن يسوكاي بهادر" في سنة (549هـ = 1155م)، وكان أبوه رئيسًا لقبيلة مغولية تُدعى "قيات"، وعُرف بالشدة والبأس؛ فكانت تخشاه القبائل الأخرى، وقد سمّى ابنه "تيموجين" بهذا الاسم تيمنًا
..
انتصار عين جالوت .. 15 رمضان
في (رمضان 658هـ) خرج سلطان مصر سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم. ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحَّد، وعسكر بهم في عين جالوت.
خطة قطز وثبات المسلمين
اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألاَّ يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس. وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (15 من رمضان 658هـ) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقِّق نصرًا خاطفًا. وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة.
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات، ويضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز". وما هي إلا ساعة حتى مالت كِفَّة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوِّية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرًا لله.
هذه المعركة ليست في الخامس عشرة من رمضان بل في الخامس والعشرين منه
كنت سأتكلم عنها فهي من المعارك المفصلية في التاريخ الإسلامي وقد قيل عنها ( يوم كيوم بدر )
كانت مصر والعالم الإسلامي في أشد اضطرابه وتشتته وانكساراته وخيباته ونصفه سقط بأيدي التتار بمساعدة بعض من الصلبيين ، خصوصا أن زوجة هولاكو صليبة حقدوة واجتمعا على كره الإسلام ومحاربته .
اتخذ قطز قرار جريئا فخلع الملك المنصور لصغر سنه ولأنه غير أهل لقيادة المسلمين في وقتهم العصيب ذاك .
توحدوا وبايعوا قطز وجاء الظاهر بيبرس رغم الخلافات واتحد معه لنصرة الاسلام .
أرسل هولاكو رسالة مع رسله تتوعد وتحذر ، فاجتمع قطز بالامراء والفقهاء والوجهاء للمشورة
كانوا في هيبة قتال التتار ولكنه - رحمه الله - أصر وقال ( أخرج لوحدي وأقاتل ) وقال أيضا ( إن لم ننصر الاسلام نحن من ينصره ) وهو يبكي فأجمعوا أن يقاتلوا التتار ، وأشار الظاهر بيبرس إلى أن يٌقتل رسل هولاكو رسالة أنهم لن يخضعوا واختاروا القتال .
أصدر المفتي أنذاك وهو العزّ بن عبد السلام فتوى تقول ( إنه إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وتبيعوا مالكم من الحوائص-أي:حزام الرجل وحزام الدابة- المذهبة والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على مركوبه وسلاحه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الأموال من العامة، مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا يجوز )
وبدأ قطز بنفسه وباع جميع مايملك وحذا حذوه الأمراء وجهزوا الجيش ، خرج قطز والظاهر بيبرس في حشد من معسكر مصر ، ونادوا للجهاد حتى أن المعز بن عبد السلام كان بنفسه ينادي الناس للجهاد .
خرج معهما رجال باعوا الدنيا بالأخرة ، أثروا الشهادة والموت في سبيل الإسلام من عرب وتركمان ومن معسكرات الشام .
وفي يوم الجمعة 25 رمضان كان الظاهر بيبرس في المقدمة التي فُصلت عن الجيش تماما حتى يغرّوا التتار أن هذا هو الجيش ، ظهربيبرس في رباطة جأش عجيبة وأعطى الجنود شارة البدء فنطلقوا في شجاعة تهتز لها القلوب . وكأن الله أنزل السكينة والطمأنينة عليهم فلا ترهبهم جحافل العدو .
فأعداد التتار مهولة لايحصيها إلا الله فقد كانوا يتكاثرون بشكل عجيب وقد ظنّ أهل ذلك الزمان أنهم يأجوج مأجوج .
ثم تم تحقيق الخطة الأولى استنزاف المغول وسحبهم إلى عين جالوت حيث قطز وبقية الجنود مختبئين في الهضاب والوديان ودخلوا ( فقد كانت عين جالوت مثل حدوة الحصان ) وجاء جيش من المسلمين من خلفهم وأغلقوا ووقع التتار في الفخ ، وحمي الوطيس . لامفر ولا مفاوضات إما النصر أو الشهادة .
انكسرت ميسرة المسلمين فجاء قطز بمن معه من ( القلب ) - فقد كانوا رجال تطوعوا للجهاد - وساندهم .
معركة طاحنة شرسة فاصلة استشهد كثير من المسلمين فيها ، ذهبوا لله شهداء صائمين ، كان الإسلام فيها مهزوزا ضعيفا ممزقا فقيض له قطز أن جمع الشتات واصلح مافسد من أوضاع داخلية والخسارة ستكون توابعها كارثية على الاسلام والمسلمين .
عين جالوت أعادت للإسلام قوته وعزته بهؤلاء المماليك ، رغم أن الظاهر بيبرس قتل قطز بعيد المعركة لأسباب كثيرة إلا أن الله جمع المسلمين به ووحدهم ببيعته وارتفعت شوكة الاسلام وأعاد الخلافة الاسلامية في العراق .
وهذه إحدى عجائب الإسلام أن يرتفع ويُنصر من شتى الشعوب والأعراق والقبائل
الثالث عشر من شهر رمضان (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) المُبارك
*وصول عمر بن الخطاب إلى فلسطين وفتح بيت المقدس:
في (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) 13 رمضان (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) 15هـ الموافق 18أكتوبر 636م
وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين بعد معارك
ضارية لجنود الإسلام لفتح ديار الشام،
وتسلم مفاتيح مدينة القدس وكتب لأهلها يؤمن أرواحهم وأموالهم.
*في (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) مثل (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هذا (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)اليوم (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) من شهر رمضان (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) المبارك،
سجّل ظهور الطاعون وإنتشاره في (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AF%D8%AB+%D9%81%D9%8A+%D9%85%D8 %AB%D9%84+%D9%87%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9 %88%D9%85+13+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2012-08-01&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الحجاز.
وسُمّي الطاعون الجارف، لانه كان يجرفُ من يتعرض له
ولا يهرب منه.
وقد كان ذلك أيام حكم عبد الله إبن الزبير للحجاز،
كان إجمالي ما مات بذلك الطاعون حوالي مائتي ألف شخص،
أحمد آل زاهر
08-05-2012, 02:26 PM
..
..
السابع عشر من شهر رمضان المُبارك
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثالث عشر من شهر آذار للعام الميلادي 624، كان يوم جمعة، كانت موقعة بدر الكبرى، بدر هو موضع على طريق القوافل، يقع على مبعدة نحو 32 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من المدينة المنّورة، كانت معركة حاسمة إنتصر فيها جيش المسلمين بقيادة الرسول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) على المشركين من قريش، وعلى رأسهم أبو سفيان، قُتل منهم سبعين مشركاً. ومن أشرافهم أميّة بن خلف، أبي جهل بن هشام، زمعة بن الأسود، أبو البختري العاص بن هشام، تحقق النصر بالرغم من قلة عدد المسلمين المقاتلين، وكثرة عدد المقاتلين المشركين. وقد أعُتبر هذا النصر معجزة وتأييداً من الله عزّ وجّل للدين الجديد، بعد هذه المعركة قال رسول الله مُحَمّد الأمين (صلى الله عليه وسلّم) : {{ الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده }}.
مكث النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة في بدر 3 أيام، لتحقيق عدة أهداف عسكرية ونفسية، منها مواجهة أي محاولة من المشركين لإعادة تجميع الصفوف والثأر للهزيمة، وهو ما يفرض استمرار بقاء الجيش المسلم في حالة تأهب واستعداد لأي معركة محتملة؛ لأن من الأسباب التي تصيب الجيوش المنتصرة بانتكاسات هو أن يسري بين الجنود أن العمليات العسكرية والحرب قد توقفت، فتهبط الروح المعنوية إلى أدنى مستوياتها، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجنب المخاطرة بانتصاره، إضافة إلى أن البقاء في أرض المعركة هذه الفترة يتيح للجيش المسلم القيام بإحصاءات دقيقة عن خسائره وخسائر عدوه، وبعث رسالة نفسية إلى الجيش المهزوم أن النصر لم يكن وليد المصادفة.
كان من أهم الأمور التي أثيرت بعد بدر قضيتان مهمتان، هما "الأنفال" و"الأسرى"، وقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الأنفال التي ساءت فيها أخلاقهم كما يقول "عبادة بن الصامت"، إذ تنازع الناس في الغنائم من يكون أحق بها؟! فنزعها الله تعالى منهم وجعلها له تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم عاتبهم بغير عتاب كما جاء في بدايات سورة الأنفال بأن ذكرهم بضرورة إصلاح ذات بينهم، وذكّرهم بصفات المؤمن الحق التي يجب أن يتحلوا بها وينشغلوا بتحقيقها في أنفسهم قبل السؤال عن الغنائم، ثم مضت 40 آية من الأنفال، قبل أن يبين الله حكم تقسيمها، والمشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قسمها بالتساوي بين الصحابة، وأعطى بعض الذين لم يشهدوا القتال لبعض الأعذار مثل عثمان بن عفان الذي كان مع زوجته رقية في مرضها الذي ماتت فيه، وأعطى أسر الشهداء نصيبهم من الغنائم.
أما الأسرى، فلم يسأل الصحابة فيهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الغالبية العظمى كانت تميل إلى أخذ الفداء باستثناء "عمر بن الخطاب" و"سعد بن معاذ" اللذين كانا يحبذان الإثخان في القتل، لكسر شوكة الكفر فلا يقوى على محاربة الإيمان.
استشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في أمر الأسرى، فأيدوا الفداء، إلا أن القرآن الكريم أيد الإثخان في القتل، لكن روعة الإسلام أن القرآن لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع عن القرار الذي اتخذ بعد الشورى حتى لا يصير الإعراض عن الشورى سنة في الإسلام، وأن يكون من قواعد التشريع الإسلامي أن ما نفذه الإمام من الأعمال السياسية والحربية بعد الشورى لا يُنقض، وإن ظهر أنه كان خطأ.
ومن روعة الإسلام أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء بعض الأسرى أن يقوموا بتعليم المسلمين القراءة والكتابة، وهو إدراك لأهمية العلم الذي يساوي الحرية والحياة.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن والعشرين من شهر كانون الثاني للعام الميلادي 661، قُتل بمسجد الكوفة الإمام عليّ، هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب إبن عمّ الرسول (عليه الصلاة والسلام)، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وُلد قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ (عليه أفضل الصلاة والسلام) في بيته، أول من أسلم بعد السيدة خديجة {رضي الله عنها}، أخفى إسلامه مدة خوفاً من أبيه، أصفاه الني مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) صهراً له وزوجّه إبنته فاطمة الزهراء {رضي الله عنها}، ضربه بالسيف إبن ملجم أثناء خروجه إلى صلاة الصبح، كانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، قبل موته دعا إبنيه الحسن والحسين ووصّاهما بقوله/ {أُصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بَغَتْكما ولا تأسفا على شيء ذوى منها عنكما وقولا الحق وأرحما اليتيم وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ولا تأخُذُكما في الله ملامة}، تولى غسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، صلى عليه الحسن {عليه السلام} ودُفن سَحَراً، قيل قبلة مسجد الكوفة، وقيل عند قصر الإمارة، وقيل بالنجف، والصحيح أنهم غيبوا قبره الشريف {كرّم الله وجهه} خوفاً عليه من الخوارج.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك سجّل إستسلام مدينة عموريّة، أغار الأمبراطور البيزنطي تيوفيل على منطقة أعالي الفرات في عهد الخليفة المعتصم عام 838 للميلاد، فأستولى في طريقه على زبرطه مسقط رأس والده الخليفة المعتصم أسر من فيها من المسلمين ومثّل بهم، أعتبر الخليفة المعتصم هذه الغارة تحدياً شخصياً له، فخرج الخليفة من سمراء وأستهدف مدينة أنقرة أولاً وكتب على ألوية الجيش كلمة عموريّة، وقرر دخول الأراضي البيزنطيّة من ثلاثة محاور، جيشٌ بقيادة الأفشين، جيشٌ بقيادة أشناس، جيش بقيادة الخليفة نفسه، على أن تجمع هذه الجيوش عند سهل أنقرة، وأستطاع جيش الخليفة وجيش أشناس من فتح أنقرة، بينما التقى جيش الأفشين الذي توغل كثيراً داخل الأراضي البيزنطيّة يجيش الأمبراطور تيوفيل، فهزم البيزنطيين شر هزيمة، بعدها شاع خبر مصرع الأمبراطور، غير أن حقيقة الأمر أنه فرّ من المعركة، وطلب مصافحة المعتصم، مبدياً إعتذاره عن مذابح زبرطه وتعهد ببنائها، فرفط الخليفة المعتصم، ووصل إلى عموريّة وحاصرها، فاستسلمت بعد أسبوعين في مثل هذا اليوم، هدم المعتصم أسوارها وأمر بترميم زبرطه وتحسينها.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يصادف يوم الإثنين أبصر النور في بلدة مرسيّة في الجنوب الشرقي من الأندلس محيى الدين بن عربي المُلقب بالشيخ الكبير، والذي كان من أئمة المتكلمين في كل علم، وهو كما قيل عنه {قدوة القائلين بوحدة الوجود}، وقد وضع أكثر من 251 كتاباً ورسالة، كان مبدعاً في تفكيره مجدداً فيآرائه، جريئاً في نظراته رقيقاً في شعره، هو أبو بكر الحاتمي الطائي الأندلسي الذي عُرف في المشرق بإبن عربي، تلقى مبادىء العلوم الدينية في بستونة ثم في أشبيلية التي كانت آنذاك من أكبر مراكز التصوف في الأندلس في عهده، وقضى نحو ثلاثين عاماً، وضع كتابيه {رسالة القدس} و{الفتوحات المكيّة} بكثير من التقدير والإكبار، قام لإبن عربي برحلات عديدة إلى بلاد أخرى في الأندلس لملاقاة العلماء فيها، ولقي بها الفيلسوف الكبير إبن رشد، الذي كان قاضي المدينة آنذاك، في عام 588 للهجرة ترك الأندلس وبلاد المغرب وذهب إلى المشرق ليقضي فريضة الحج، وربما كانت رحلته فراراً من الأندلس والمغرب، وجوهما الصاخب دينياً وسياسياً الذي كان يسودهما من تزمت من جانب الفقهاء، وإضطهاد للمفكرين الأحرار من جانب الحكّام، زار مصر في العام الهجري 598 ولكن لم تطب إقامته فيها، لأن أهل مصر أنكروا عليه {شطحات} صدرت منه، فلم يحسنوا وفادته، بل حاول بعضهم إغتياله، وكان إبن عربي كلما هبط إلى بلد، لقيه أهاليها بالتجلي والإعظام، عدا مصر، وخلع عليه كبراءها الهدايا، ولكن نفسه كانت تعفاها ويمنحها للفقراء، لا تكفي المراجع التي ذكرت سيرة محيي الدين إبن عربي على وفرة مادتها في تصوير شخصيته الفذّة تصويراً كاملاً، ولا بد من الإستعانة بكتبه التي كثيراً ما يشير فيها إلى نفسه، شخصيته شخصية معقّدة، متعددة الجوانب بل هي شخصية تبدو لمن لا يفهمها متناقضة أشد التناقض، أقام بدمشق مدة طويلة قبل وفاته، توفي بها في الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني للعام الهجري 638، دُفن بمقبرة القاضي محيي الدين بن الزنكي في جبل قاسيون، قال عنه إبن البسط: {كان يقول إنه يحفظ الأسم الأعظم، ويقول إنه يعرف الكيمياء بطريقة المتازلة لا بطريق الكسب، وكان محيي الدين إبن عربي فاضلاً في علم التصّوف}.
..
أحمد آل زاهر
08-10-2012, 02:54 PM
..
..
الثامن عشر من شهر رمضان المُبارك
في 18 من رمضان 21هـ الموافق 20 من أغسطس 642م: توفي سيف الله المسلول "خالد بن الوليد" صاحب العديد من الفتوحات والانتصارات على أعتى إمبراطوريتين هما "الفرس" و"الروم"، وقد قضى حياته كلها بين كرٍّ وفرٍّ وجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين الإسلامي الحنيف.
يرجح ان خالدا اسلم سنة سبع من الهجرة . ولما أسلم أرسله رسول اللّه مع جيش من المسلمين أميره زيد بن حارثة إلى مشارف الشام من أرض البلقاء(شمال الاردن حاليا) لغزو الروم فحدثت هنالك وقعة مؤتة العظيمة التي استشهد فيها زيد ثم أخذ الراية منه جعفر بن أبي طالب فاستشهد أيضا ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة فاستشهد أيضا.
اتفق المسلمون على دفع الراية إلى خالد بن الوليد فأخذها وقاد الجيش قيادة ماهرة وقاتل بنفسه قتالا عنيفا حتى تكسر في يده سبعة أسياف وما زال يدافع عدوه حتى أجبره على الابتعاد عنه ثم انسحب بسلام إلى المدينة. فسماه رسول اللّه سيفا من سيوف اللّه.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للخامس والعشرين من شهر تموز للعام الميلادي 742، رحل مُحَمّد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري، أحد الأعلام من أئمة الإسلام، تابعي جليل، سمع الحديث، كان يدور على مشايخ الحديث ومعه ألواح يكتب عنهم فيها الحديث ويكتب عنهم كل ما سمع منهم، حتى صار من أعلم الناس وأعلمهم في زمانه، قال الإمام أحمد بن حنبل: {أحسن الناس حديثاً وأجودهم إسناداً الزهري} وقال النسّائي: {أحسن الأسانيد الزهري}، رحل الزهي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك ، وكان قد أوصى أن يُدفن على قارعة الطريق بأرض فلسطين وصارة المارة تدعو له، وقف الإمام الأوزاعي يوماً على قبره فقال: {يا قبر كم فيك من علم ومن حلم، يا قبر كم فيك من علم وكرم، وكم جمعت روايات وأحكاماً}.
في 18 من رمضان 1365 هـ الموافق 16 من أغسطس 1946م: اندلعت أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين في مدينة كالكوتا الهندية وامتدادها إلى عدد من المدن الأخرى، واستمرت الاشتباكات 3 أيام، أسفرت عن مقتل سبعة آلاف شخص.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك قام الحسن أبو زيد إبن مُحَمّد إبن إسماعيل من آل الحسين إبن عليّ بالخروج على الدولة العباسيّة في بعض نواحي طبرستان، أي إيران حالياً، وذلك بعد سوء تصرف الولاة العباسيين في تلك المنطقة، الأمر الذي أدّى إلى ارتماء السكان في أحضان حركته وبايعوه بعد لقّب نفسه بداعي الخلق إلى الحق، أو الداعي الكبير، تمكّن خلال ثلاثة أعوام من الاستيلاء على جميع ولاية طبرستان والريّ، طهران حالياً، وأخذ كثير من مؤيديه يتقاطرون عليه من الحجاز والشام والعراق، بعد أن اشتدت شوكته وذاع صيته، بعد ذلك التاريخ نشأة عدة دول انفصالية تحت مظلة الخلافة العباسيّة، ولم يستطع خلافاء بني العبّاس من قمعها، بل أقروا بعضاً من حكامها ماداموا يعترفون بالخلافة العباسيّة، ومن أمثال هذه الدول:
الدولة الطاهريّة في خرسان الإيرانيّة
الدولة الصفويّة في جنوب إيران
الدولة السامانيّة التي بدأت في تركستان ، ثم سيطرت على كل إيران
وفي مصر والشام نشأة الدولة الطولونيّة
ثم نشأة الدولة الأخشيديّة
وكل هذه الدول المستقلة نشأة في عهد الخلافة العباسيّة الثانية، وكانت جميعها تعترف بخلافة بني العبّاس.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للحادي والثلاثين من شهر أيار للعام الميلادي 1009، رحل العالِم الفلكي المصري الشهير على إبن يُونس، هو أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي، فلكي ومؤرخ اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مصر لأسرة عرفت بالعلم، فوالده عبد الرحمن كان من أكبر المؤرخين في مصر ومن أشهر علمائها. وجده يونس بن عبد الأعلى كان من أصحاب الإمام الشافعي، ومن الذين أمضوا معظم وقتهم في دراسة علم الفلك، ولذا يعتبر من المتخصصين في علم النجوم.نبغ ابن يونس في علم الفلك، في عهد العزيز بالله الفاطمي وابنه الحاكم بأمر الله ، وقد شجعه الفاطميون على البحث في علم الهيئة والرياضيات فبنوا له مرصدا على صخرة أعلى جبل المقطم، قرب القاهرة وجهزوه بأفضل آلات وأدوات الرصد، وقد رصد بكل نجاح كسوف الشمس وخسوف القمر عام 368 هـ / 978 م. وعلى الرغم أن ابن يونس كان يعمل في مرصد القاهرة باستقلالية تامة عمن عاصروه من الفلكيين، إلا أنه وصل لنفس النتائج التي وصل إليها فلكيو بغداد في أرصادهم مما يؤكد أن علم الفلك كان متقدما في هذه الفترة في كل أرجاء الدولة الإسلامية، إلا أن أعماله الفلكية كانت أول سجل أرصاد دون بدقة علمية ملحوظة، مما جعل فلكيي عصره ومن جاءوا من بعدهم يتخذونها مرجعا يرجعون إليه. وقد كان لابن يونس مجهودات علمية متعددة هي التي أعطته الشهرة العظيمة منها رصده لكسوف الشمس لعامي 368هـ/977 م و 369هـ/978 م، فكانا أول كسوفين سجلا بدقة متناهية وبطريقة علمية بحتة. وقد استفاد منها في تحديد تزايد حركة القمر. كما أنه أثبت أن حركة القمر في تزايد (في السرعة). وصحح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرة الاعتدالين. وقد أظهر ابن يونس براعة كبرى في حل الكثير من المسائل الصعبة في علم الفلك الكروي، وذلك باستعانته بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. كما أن ابن يونس أول من فكر في حساب الأقواس الثانوية التي تصبح القوانين بها بسيطة، فتغني عن الجذور التربيعية التي تجعل الحسابات صعبة. ومن أبرز إنجازاته أيضا، مساهمته في استقلالية علم حساب المثلثات عن الفلك، فاهتم ابن يونس به اهتماما بالغا وبرع فيه. ولقد قام بحساب ج يب الزاوية بكل دقة، كما أوجد جداول للظلال وظلال التمام. كما ابتكر طريقة جديدة سهل بها كل العمليات الحسابية. أما أهم إنجازات ابن يونس العلمية على الإطلاق هو اختراعه الرقاص . وكان قد أمضى معظم حياته في دراسة حركة الكواكب التي قادته في النهاية إلى اختراع الرقاص، الذي يحتاج إليه في معرفة الفترات الزمنية في رصد الكواكب، ثم استعمل الرقاص بعد ذلك في الساعات الدقاقة. وقد ترك ابن يونس عددا من المؤلفات معظمها في الفلك والرياضيات من أهمها كتاب الزيج الحاكمي كتبه للحاكم بأمر الله الفاطمي وهو أربعة مجلدات، وكتاب الظل وهو عبارة عن جداول للظل وظل التمام، وكتاب غاية الانتفاع ويحتوي على جداول عن السمت الشمسي، وقياس زمن ارتفاع الشمس من وقت الشروق وجداول أوقات الصلاة، وكتاب الميل وهو عبارة عن جداول أوضح فيها انحراف الشمس، وكتاب التعديل المحكم وهو معادلات عن ظاهرة الكسوف والخسوف، وكتاب عن الرقاص. كما أن له كتابين آخران أحدهما في التاريخ وهو بعنوان تاريخ أعيان مصر، والآخر في الموسيقى وهو بعنوان العقود والسعود في أوصاف العود. وإلى جانب ذلك كان إبن يُونس شاعراً، ومن شعره:
أحمل نشر الريح عند هبوبه رسالة مشتاق لوجه حبيبه
بنفسي من تحلى النفوس بقربه ومن طابت الدنيا به وبطيبه
في 18 رمضان 484هـ الموافق 1091م استطاع القائد يوسف بن تاشفين أن يجمع شمل المسلمين في الأندلس، ويقضي على التفرقة بين ملوك الطوائف هناك.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن عشر من شهر أب للعام الميلادي 1097، رحل أحمد بن مُحَمّد بن الحسن، هو إبن علي بن زكريا دينار أبو يُعلى البصري، ويُعرف بإبن الصوّاف، ولد سنة أربعمائة للهجرة النبوية الشريفة، سمع الحديث، كان زاهداُ متصوفاً، فقيهاً مدرّساً، ذا سمت ووقار وسكينة ودين، وكان علاّمة في عشرة علوم.
في 18 رمضان عام 539هـ، كانت نهاية دولة المرابطين في المغرب العربي، وقيام دولة الموحدين، فعندما اشتد الصراع بين (المرابطين) بقيادة تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين والموحدين- بقيادة عبد المؤمن بن علي- حصل قتال ومطاردة بين الجيشين، وقتل تاشفين بعد أن هوى من فوق الصخرة، فقطع الموحدون رأسه وحملوه إلى (تينمل) مركز الدعوة الموحدية، وكان هذا الحادث هو نهاية دولة المرابطين في المغرب، علمًا بأن المرابطين ولوا بعد تاشفين أخاه إسحاق الذي لم يكن له أي أثر في التاريخ فيما بعد.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن والعشرين من شهر شباط للعام الميلادي 1325، رحل البدر العوّام، هو مُحَمّد بن عليّ البابا الحلبي، كان فرداً في العوم، طيب الأخلاق، أنتفع به جماعة من التجّار في بحر اليمن كان معهم، فغرق بهم المركب، فلجأوا إلى صخرة في البحر، وكانوا ثلاثة عشر، ثم إنه غطس فأستخرج لهم أموالهم من قاع البحر، بعد أن أفلسوا، كان فيه ديانة وصيانة، وقد قرأ القرآن الكريم وحجّ عشر مرات، عاش ثماني وثمانين سنة ورحل في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يوم الأربعاء منه، توفي الشيخ كمال الدين عبد الرحمن إبن قاضي القضاة محيى الدين يحيى إبن مُحَمّد بن عليّ القُرَشي الدمشقي، المعروف بإبن الزَّكي بدمشق، وصُلِّي عليه في الغد عقب صلاة الظهر بالجامع الأموي، ودُفن بجبل قاسيون بسوريا، كان مولده في ليلة السابع عشر من شهر رجب لسنة ثمان وستين وست مائة بالقاهرة، بعد موت أبيه بثلاثة أيام، سمع الحديث وحدّث ودرّس، قال البِرْزَلي: {من أعيان الناس، دَرّس في سبيبته بالعزيزيّة وغيرها ، وهو منفرد بتدريس الكلاسة، وله حَلقة بالجامع، وتصديرٌ ويكتب في الفتاوى، أمَّ مدةً طويلة بمحراب الصَّحابة بالجامع، ثم نُقل إلى المحراب الغربي بالكلاَّسة} أنتهي، وخطب بالشامية البرانيّة.
القراصنة الجزائريون يستولون على سفينة تخص الولايات المتحدة في خليج "قارش" في البحر المتوسط، وكانت السفينة "ماريا" تتبع ميناء بوسطن.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك بدأت المذابح الهولنديّة للشعب الأندوسي، دخل المسلمون الأوائل جزر أندونيسا للتجارة في القرن الخامس عشر الميلادي، وسرعان ما أنتشر الإسلام وأصبح الديانة العامة هناك، في القرن السادس عشر الميلادي، ولما سيطر البرتغاليون على شبه جزيرة مالقه، الواقعة في ماليزيا حالياً، هددوا جزر أندونيسيا، وخاصة جزيرة سومطرة، لكن احتلال أسبانيا للبرتغال أفقدها مستعمراتها، وخاصة في أندونيسيا، جاء بعد ذلك الهولنديون وهزموا الأسبان احتلوا أندونيسيا وأسّسوا شركة شرق الهند الهولندية، واستمرت في استعمارها لإندونيسيا حتى احتلت فرنسا بقيادة نابليون بونابرت هولندا عام 1795 للميلاد، واحتلت بريطانيا جزيرة جاوه الإندونيسية عام 1811 للميلاد، بعد أن هزمت فرنسا ثم استعادتها هولندا، فثار شعب أندونيسبا ثورة كبرى كان من نتيجتها أن قام الهولنديون بقتل الأهالي خلال شهر رمضان المُبارك وهم صائمون، وأستمر القتل مدة خمسة سنوات، حتى سيطرة هولندا تماماً على أندونيسيا بعد قتل مائتي ألف مسلم.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الجيش الروسي ينسحب من رومانيا بعد 5 سنوات ونصف من الاحتلال، وكانت رومانيا تتبع في تلك الفترة الدولة العثمانية، لكن الروس احتلوها أثناء حربهم مع العثمانيين عام 1828م.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الجيش العثماني يدخل مدينة حلب في سوريا بعد طرد الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا من بلاد الشام، بعد معاهدة لندن في يوليو 1840 التي نصت على إخلاء والي مصر محمد علي باشا لبلاد الشام وعودة الدولة العثمانية للسيطرة عليها.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك أبصر النور في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك العلاّمة الشريف عبد الحيّ بن فخر الدين الحُسَني، مؤرخ الهند الكبير، وأمين ندوة العلماء العام بلَكْنَوْ ، وهو صاحب كتاب {نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواَظر}، يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها من القرن الأول إلى القرن العاشر، طُبع في ثماني مجلدات في بلاد الهند ثلاث مرات، ثم طبعته دار إبن حزام في لبنان في ثلاث مجلدات ضخمة سنة 1420 هجري الموافق للعام الميلادي 1999.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، اشتعلت الحرب الأهلية في طاجستان، وطاجكستان بلد إسلامي في وسط آسيا، احتلته الدولة الروسية القيصرية في منتصف القرن التاسع عشر، وأستمر حكم الروس لهذا البلد بعد قيام اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، عانى خلالها أهل طاجكستان من السيطرة الشيوعية وسياسة محو الأديان، وعندما تفككت عرى الاتحاد السوفيتي استقلت طاجكستان، غير أن سيطرة الشيوعيين لم تنتهي بعد، فقام عدد من المقاتلين بمحاولة للإعلان عن الجمهورية الإسلامية رسمياً، نتج عن الصراع السياسي المسلح بين الشيوعيين والإسلاميين مقتل عشرات من السكان وتهجير مئات الآلاف منهم عام 1993، إذ دخل شهر رمضان بعد ذلك والمسلمون في صراع دموي حول السيطرة على العاصمة بين الشيوعيين والمسلمين الراغبين بالحرية الدينية.
التاسع عشر من شهر رمضان المُبارك
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك توفي أيوب بن شرحبيا، أمير مصر وواليها في عهد عمر بن عبد العزيز، أهتم بإصلاح أمور مصر كافة، وقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأغلق جميع الحانات وأهتم بتحسين أحوال الناس المعيشيّة، وسار في الناس سيرة حسنة، تدل على خشيته لله وصدقه في العمل.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن والعشرين من شهر تموز للعام الميلادي 1034، رحيل إبراهيم الرقيق، هو إبراهيم بن القاسم، المعروف بالكاتب الرقيق الشاعر المؤرخ، ولد بتونس في القيروان، وبها نشأ وتفقه وتولّى الكتابة الخاصة لثلاثة أمراء صنهاجيين، المنصور وباديس والمعّز، وكُلّف بالسفارات المهمة إلى الخلافة الفاطمية في مصر،له تصانيف كثيرة في علم الأخبار والأدب، تدل على تمكنه وطول باعه، وكانت له عناية بالفنون، لاسيما بالأنغام والألحان، وضع كتاباً خاصاً عنوانه {كتاب الأغاني}، نحى فيه منحى أبي الفرج الأصبهاني، من مؤلفاته: {أنساب البربر} {تاريخ أفريقية والبربر} {الروح والأرتياح} {فتوح أفريقية} وكتاب {نظم السلوك في مسايرة الملوك}.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الجمعة في العاشر من شهر تشرين الأول للعام الميلادي 1191، رحل الملك المظّفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، كان عزيزاً على عمّه السلطان صلاح الدين الأيوبي، استتابه بمصر وغيرها من البلاد، ثم أقطعه حماه ومدناً كثيرة، كان مع عمه حين فُتحت عكا، توفي اليوم وحملت جنازته حتى دفن بحماه، وله هناك مدرسة كبيرة، وكذلك له بدمشق مدرسة مشهورة، وقد أقام بالمُلك بعده ولده، المنصور ناصر الدين مُحَمّد}، فأقره السلطان صلاح الدين الأيوبي على ذلك بعد جهد جهيد ووعد ووعيد.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن والعشرين من شهر أب للعام الميلادي 1260، رحل الشيخ مُحَمّد الفقيه اليونيني، الحنبلي، البعلبكي، الحافظ المفيد البارع، العابد الناسك، سمع عن الخشوعي وحنبلاً والكندي والحافظ عبد الغني، تفقه على الموفق، ولزم الشيخ عبد الله اليونيني فأنتفع به، ويقتدي به في الفتاوى، برع في علم الحديث، توضأ مرة عند الملك الأشرف بالقلعة حال سماع الأذان، فلما فرغ من الوضوء نفض السلطان تخفيفته وبسطها على الأرض ليطاء عليها، وحلف السلطان أن يطأ برجليه عليها، ففعل ذك، كان الملوك كلهم يحترمونه، ويعظّمونه، ويجيئون إلى مدينة بعلبك، ذكرت له أحوال ومكاشفات وكرامات كثيرة، توفي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الثلاثاء قي الرابع عشر من شهر حزيران للعام الميلادي 1267، قُتل الشيخ شهاب الدين أبو شامة، الشيخ الإمام العالِم الحافظ المُحدّث الفقيه المؤرخ، شيخ دار الحديث الأشرفيّة، ومدرّس الركنيّة، وصاحب المصنفات العديدة والمفيدة، له {اختصار تاريخ دمشق} في مجلدات كثيرة، وله {شرح الشاطبيّة}، كانت وفاته بسبب محنة حيكت ضده، وأرسلوا إليه من أغتاله وهو بمنزل له بطواحين الأشنان، قالت جماعة من أهل الحديث وغيرهم، إنه كان مظلوماً، ولم يزل يكتب في التاريخ حتى وصل شهر رج من هذه السنة، فذكر أنه أصيب بمحنة في منزله، وكان الذين حاولوا قتله جاءوه قبل فضربوه ليموت، فلم يمت، فقيل له: ألا تشتكي عليهم، فقال:
قلتُ لمنْ قالَ ألا تشتكي ما قد جرى فهوَ عظيمٌ جليل
يقيضُ اللهُ تعالى لنــا من يأخذِ الحقَ ويشفي الغليل
إذا توكلنا عليهِ كفــى فحسينا اللهُ ونعمَ الوكيــل
تولي السلطان برقوق بن آنص الحكم في مصر بعد فترة قلاقل واضطرابات، وهو يعد مؤسس دولة المماليك الثانية التي تُذكر في كتب التاريخ بدولة المماليك البرجية الجراكسة. كان والد برقوق صبى مسيحي (المماليك) أشتراه تجار الرقيق من بلاد الشراكسة ليبيعوه في أسواق مصر ، حيث أن مصر أصبحت تستورد هذا النوع من العبيد لشراهة كل أمير من المماليك لتقوية حزبه بشراء أكبر عدد من الصبية لتدريبهم على القتال والانتماء إليه ، فأشترى الأمير يلبغا ولد برقوق سنة 1364 م ، وأجبره على ترك الديانة المسيحية واعتناق الإسلام ولأنه عبد فليس له حرية الاعتقاد ، وكان له أبن أسمه برقوق أدهش يلبغا بجماله وذكائه ونشاطه ، فأرسله لأحدى دور التعليم الإسلامي في مصر فبرع في الفقه وسائر العلوم الإسلامية ، فرقاه إلى درجة أمير .
وحدث انه عندما قتل المماليك سيد والده قد وصل الأمير برقوق إلى درجة كفاءة وامتياز ومهارة في القيادة بين المماليك فزجه قاتلوا يلبغا في السجن مع باقي أصحابه من حراس ومماليك يلبغا وكان من أخص أصحابه بركه بعدنان ، وتخلص الأمير برقوق من سجنه وهرب منه بحيلة ، وذهب إلى دمشق وخدم عن منجك حاكم دمشق حتى استدعاه الملك الأشرف إلى مصر قبل مقتله وعينه قائد فرقة من المماليك ، وبعد قتل الملك الأشرف ظل برقوق يخدم أبن الأشرف بأمانه وإخلاص ليسد جميل أبوه واستولى على منصب الوصي وكان هذا هدفه الذي يحقق طموحه في حكم البلاد .
وتوفى أبن الملك الأشرف في ربيع أول 783 هـ بعد أن حكم أربع سنوات وأربعة أشهر، وكان الأمير برقوق أميناً في خدمته . وبايع المماليك أخى الملك المتوفى وأسمه زين الدين خاجي وكان عمره ست سنوات وجلس على عرش الحكم سنتين ويقول بعض المؤرخين أن مده حكم هذا الملك سنة ونصف وكان يحكم حكما أسميا لأن الوصاية كانت وما زالت في يد الأمير برقوق .
وسئم برقوق أن يكون هو الحاكم الفعلي تحت أمره ملك أو سلطان طفل ، وطمع الأمير برقوق في الحكم
وفى 19 رمضان سنة 784 هـ خلع الأمير برقوق الملك زين الدين ونفاه ، وأصبح برقوق الملك والحاكم الفعلي للبلاد رسميا في سنة 1382 م الموافقة 784 هـ ووافق الأمراء والخليفة العباسي المتوكل بالله المقيم في القاهرة على تنصيب الأمير برقوق ملكا أو سلطانا على مسلمي مصر.
وكان الصالح الثالث آخر من حكم مصر من سلالة قلاون رأس دولة أو عصر المماليك الأولى المسماة بالبحرية أو التركمانية وحكمت مصر سنة حوالي مائة ثلاثين سنة.وفى بداية حكم الملك برقوق هاجم ملك التتار تيمور لنك الغازي الشهير حدود سوريا بهدف غزوها والاستيلاء عليها فأعد الملك برقوق جيشاً كبيراً من مصر وانضم إليه الحاميات العسكرية في الشام ، وأوقف تقدم التتار بقيادة تيمور لنك ولم يرجع حتى أنتصر عليه .
وعندما رجع إلى مصر واجهته مشكلة داخلية ، فقد وصلته معلومات أن الخليفة العباسي المتوكل بالله المقيم في القاهرة كان يدعوا الأمراء ويتفق معهم سراً لخلعه ، فأحضر برقوق المشايخ والأئمة والعلماء وخلعوا جميعا الخليفة المتوكل في سنة 778 هـ وأمر برقوق بسجنه في القلعة وأعلن بلاد الخلافة الإسلامية بخلعه ، وبايعوا شخصا آخر أسمه عمر أخا إبراهيم وأسموه بالخليفة الواثق فلم يعيش إلا سنة واحده ثم توفى سنة 778 هـ ونصب برقوق بدلاً من الخليفة المتوفى يحيى بن ذكريا عمر أبن عم الخليفة المستنصر لكنه لم يكن راضياً عن الخليفة الجديد. وندم برقوق على خلع الخليفة المتوكل وسجنه فأخرجوا المتوكل من السجن وأراد الملك برقوق إعادته إلى الخلافة ورد شرفه إليه ولكن الخليفة المتوكل لم ينسى إساءة السلطان برقوق فلم يقبل دعوته للخلافة. وتواطأ المتوكل مع أحد أمراء المماليك وأسمه مناطش فخلعوا الملك برقوق بموافقة بقية الأمراء ومستشاري الدولة ومشايخها بعد أن حكم ست سنوات وسبعة أشهر وبضعة أيام وسجنوه في قلعة الكرك. ولم يحدث في الملك برقوق اضطهادا إلا هذه الحادثة ، وهو أن أحد أمراء المماليك لشدة تعصبه أمر بهد كنيسة قبطية كان الأقباط يصنعون فيها خمر التقديس المعروف عند الأقباط بالأباركة والذين يستعملونه في الكنائس ، فاستولى ذلك الأمير على 40 ألف جرة من الخمر وأمر بكسرها عند باب زويلة في الميدان تحت القلعة وسكب الخمر احتراما للشريعة الإسلامية التي يعتقد هذا الأمير اعتقادا خاطئاً أن الشريعة الإسلامية أنها تحرمها ولكن القرآن لم يحرمها ولكنه أمر فقط بتجنب شربها. وطرح في المجلس الأعلى المكون من تسعه اضطهاد الأقباط ، ولكن برقوق كان أعقل من أن يوافق على مشروع يفرق البلاد ويجعلها فوضى ، كما أنه أعتبرها خرقا للمبادئ الحكومية الدستورية ، وقام بإصدار أمراً يعتبر أغرب أمر صدر في تاريخ الإسلام وهو أنه أمر يقتل رجل أعلن إعتناقة الإسلام بعد أن ترك المسيحية .
وبينما هو منشغل بإصلاح البلاد وإقامة المشروعات أصيب بهبوط في القلب ومات في يوم الجمعة 15 شوال سنة 801 هـ وكان قد بلغ من العمر 60 سنة .
العشرون من شهر رمضان المُبارك
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، دخل الرسول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) مدينة مكة المكرمة، منتصراً هو وجيش المسلمين على كفّار قريش، بعد معركة شارك فيها مئات من الأنصار والمهاجرين وعلى رأسهم خالد إبن الوليد والزبير إبن العوّام عبيدة إبن الجرّاح، دخل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) المسجد الحرام، ليطهره من الأصنام، وخطب أمام قريش وعفا عنهم، وسلّم مفتاح الكعبة إلى عثمان إبن طلحة، وقال له:{خذوها خالده تالده}، ثم أمر بلال إبن رباح فأذن من فوق الكعبة لأول مرة.
في العشرين من شهر رمضان 51هـ الموافق 29 سبتمبر 671م بني مسجد القيروان على يد عقبة بن نافع.
رحيل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل ثورتهم ضد حكم الأمير "الحكم بن هشام" الذي بطش بالثوار بطشا شديدا، وهدم منازلهم وشردهم في الأندلس، فاتجهت جماعة منهم تبلغ زهاء 15 ألف إلى مصر، ثم ما لبثوا أن غادروها إلى جزيرة أقريطش كريت سنة 212هـ، وأسسوا بها دولة صغيرة استمرت زهاء قرن وثلث.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثاني من شهر كانون الثاني للعام الميلادي 837، أفتتح الأفشين البذ مدينة بابك وأستباح ما فيها بعد محاصرة وحروب هائلة، وقتال شديد، غنم فيها المال الكثير، هذا الفتح جاء بفضل التجهيز الكبير للجيش الذي قام به الخليفة المعتصم، من هو الأفشين، هو حيد كاوس تركي الأصل يدعى عادة بالأفشين وهو لقب أجداده أمراء (أشروسنة) من بلاد ما وراء النهر (تركستان) كان من كبار القادة في عهد المأمون والمعتصم اشتهر ببأسه وشجاعته ومهارته في أساليب الحرب صحب المعتصم إلى مصر حين ولاه عليها سنة 213 هـ لقمع الثورات التي نشبت فيها فأرسله المعتصم لإخماد التمرد في الدلتا فقضى عليه وحمل زعماء التمرد إلى المعتصم فضرب أعناقهم لما ولي المعتصم الخلافة أرسله لإخماد ثورة بابك الخرمي فقضى عليها وقبض على بابك وأرسله مكبلا بالحديد إلى المعتصم فقتله وصلبه بسامراء. طمع بولاية خراسان جزاء جهوده في القضاء على ثورة بابك فيقال إنه حرض المازيار على التمرد على المعتصم لإفساح الطريق أمام الأفشين ظنا منه أنه سينيط به إخماد تمرد المازيار ويوليه على خراسان وقد أشاع عنه حساده هذه التهمة حتى عزم المعتصم على القبض عليه فانقبض عنه واهتبل الحساد انقباضه عن الخليفة فأقنعوا المعتصم بصحة التهمة وجعلوا انقباضه دليلا عليها، وقيل إن القاضي أحمد بن أبي دؤاد هو الذي كاد له وقيل إن المازيار حين قبض عليه أقر بتحريض الأفشين له على الثورة والتمرد وشهد بأنه كان يدفعه إلى العصيان. عقد المعتصم محاكمة له برئاسة وزيره عبد الملك بن الزيات وعضوية أحمد بن أبي دؤاد وإسحاق بن إبراهيم المصعبي صاحب شرطة بغداد وانتهت المحاكمة بإدانته بالتهم الموجهة إليه والحكم بقتله، وقد روى الطبري خبر هذه المحاكمة بالتفصيل. بنى له المعتصم سجنا خصيصا له في قصر الجوسق، وألقاه فيه بعد المحاكمة ومنع عنه الطعام والشراب حتى مات، وقيل إن المعتصم قتله لما مات أو قتل صلبه المعتصم إلى جانب بابك الخرمي كان الأفشين مثقفا إلى حد بعيد، وملك كمية ضخمة من الكتب النادرة.
ومن هو بابك، اسمه الحسن أو الحسين ثم تلقب ببابك وهو عند بعض الباحثين من نسل فاطمة بنت أبي مسلم الخراساني ثائر فارسي الأصل مجوسي الديانة والخرمي نسبة إلى (خرمشهر) مدينة على شط العرب وقيل نسبة إلى (خرم) وهي ناحية من أردبيل وأران وقيل نسبة إلى خرمة زوجة مزدك الفارسي كان بابك قوي النفس شديد البطش صلب المراس حدثته نفسه أن يسترجع ملك فارس ويحمي ديانتها فاستعصم بجبال (البذين) بمنطقة (أران) وأظهر أمره سنة 201هـ وأعلن عصيانه واستولى على حصن منيع في وهاد (مازندران) واستعان بميخائيل الثاني إمبراطور الروم فأعانه ردا على إعانة المأمون لتوماس الصقلي القائد البيزنطي الذي ثار على ميخائيل.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثالث عشر من شهر تشرين الأول للعام الميلادي 1188، غادر دمشق السلطان صلاح الدين الأيوبي قاصداً بلدة صغد وهي معقل الدواية، كان سكانها أبغض أجناس الفرنج إلى السلطان، حاصرها بالمناجيق وفتحها في الثامن من شهر شوال من هذا العام، وقتل من بها، وأراح المارة من شر ساكنيها، وبعدها عاد السلطان إلى عسقلان، وولى أخاه الكرك عوضاً عن عسقلان، وأرسله ليكون عوناً لإبنه العزيز في مصر، وأقام بمدينة عكا.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للتاسع والعشرين من شهر تموز للعام الميلادي 1290، رحل فخر الدين أبو الظاهر إسماعيل، الشيخ الزاهد، المتقلل من متاع الدنيا، دُفن بتربة بني الزكي بقاسيون في سوريا، كان يكتب من كلامه كل يوم ورقتين، ومن الحديث ورقتين، وكان يصلي مع الأئمة كلهم بالجامع، من شعره:
والنهر مدجُنَ في الغصونِ هوى فراحَ في قلبهِ يمثلها
فغارَ منهُ النسيمُ عاشقها فجاءَ عن وصلدِ يميلها
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الجمعة في الرابع من شهر حزيران للعام الميلادي 1333، كان وفاة الإمام الفاضل مجموع الفضائل، شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن عبد الوهاب البكري، نسبة إلى أبو بكر الصدّيق {رضي الله عنه}، كان لطيف المعاني ناسخاً مطيقاً يكتب في اليوم ثلاث كراريس، كتب صحيح البخاري ثماني مرات، جمع تاريخاً في ثلاثين مجلداً، وذُكر أن له كتاباً سماه {منتهى الأرب في علم الأدب} في ثلاثين مجلداً، كان نادراً في وقته.
الجيش الألماني البالغ 40 ألف مقاتل يقوم بهجوم مباغت على الجيش العثماني المكون من 10 آلاف مقاتل في الجنوب الشرقي من زغرب الواقعة حاليا في كرواتيا، ويقتل 7 آلاف عثماني، بمن فيهم القائد حسن باشا حاكم البوسنة، وكانت هذه الغارة سببا في إعلان تركيا الحرب على ألمانيا.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثاني عشر من شهر أيلول للعام الميلادي 1683 ، قام ملك بولونيا سوبيسكي، وبتحريض من رأس كنيسة روما بمهاجمة القوات العثمانية، التي كانت قد أحكمت الحصار حول العاصمة النمساويّة فيينا، نجح الهجوم الصليبي واضطرت القوات العثمانية بقيادة قره مصطفى باشا إلى الانسحاب.
وفي التفصيل، بدأ قرة مصطفى باشا حصاره لفيينا في (18 رجب 1094هـ = 14 يوليو 1683م) دون أن يعلم السلطان محمد الرابع بتوجيه حملته إلى فيينا، وأبلغه بذلك الأمر بعد بدء الحصار بستة أيام، ولما علم السلطان قال: "لو كنت أعلم ذلك مقدما لما أذنت به"، وعلى هذا انقسم رجال الدولة العثمانية إلى قسمين: الأول وعلى رأسه السلطان، ويرى أن تهديد فيينا هذه العاصمة الإمبراطورية سيخيف أوروبا بأسرها ويكتلها ضد الدولة العثمانية في حرب دينية شرسة، ويحرضها على بناء تحالفات تصبغها الصبغة الدينية المقدسة بعد مباركة البابا لها، وهو أمر لا تريده الدولة العثمانية ولا ترغب فيه، خاصة أنها هي الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم. أما الاتجاه الثاني ويتزعمه قرة مصطفى باشا فيرى ضرورة فتح فيينا استفادة من هذا الجيش الكثيف القوي قبل أن يقوم تحالف أوروبي كبير تدخل فيه روسيا ويجعل الحرب تطول زمنيا. المهم أن العثمانيين بدءوا في فرض حصارهم على فيينا واستطاعت وحدات الصاعقة العثمانية أن تستولي على الكثير من الآليات النمساوية، ونصبوا سرادقا في المكان الذي نصب فيه السلطان سليمان القانوني سرادقه قبل 154 سنة أثناء حصاره لفيينا، واستطاعت بعض الفرق العثمانية الدخول إلى سويسرا، وبدأ الحصار العثماني على فيينا بحوالي 60 ألف جندي ووزع قرة مصطفى باشا بقية جيشه على ساحة واسعة جدا بقصد قطع طريق المساعدات القادمة للمدينة المحاصرة، غير أن هذا الأمر كان خطأ عسكريا فادحا؛ لأنه شتت القوات العثمانية في مساحة واسعة من الأرض وهو ما أفقدها ميزتها في الكثافة العددية.
أما الإمبراطور ليوبولد الأول فترك فيينا، فقام الشعب الغاضب بنهب قصره، وبدأت الجيوش النمساوية والأوروبية تتجمع للدفاع عن المدينة التي كانت تعتمد على مدافعها التي تعد بالآلاف، وأسوارها المتينة، وخنادقها العميقة والإمدادات التي تصلها. وقد استطاع أحد القادة العثمانيين فتح مدينة "براتسلافا" والاستيلاء على تاج إمبراطور ألمانيا الموجود فيها، وتبعد هذه المدينة 30 كم شرق فيينا. واستطاع أيضا العثمانيون هزيمة دوق المورين بعد ساعتين من القتال الشرس فدخل العثمانيون مدينة "ديوبولد" وأحرقوا قصر الإمبراطور الصيفي. كان قرة مصطفى باشا متأكدا من سقوط فيينا، غير أن الأيام الأخيرة من حصارها بدأت تشهد سقوط آلاف الشهداء العثمانيين، فقد كان الجيش يتكون من 162 ألف جندي، منهم 60 ألفا مشتركون في الحصار، أما باقي الجيش فينتشر في ساحة واسعة، أما المدافعون عن فيينا فكانوا في بداية الحصار أكثر من 11 ألف مقاتل، وانخفض هذا العدد إلى 5500 مقاتل، إلا أن الإمدادات الأوروبية القادمة لنجدة فيينا كانت كبيرة فكان لدى دوق لورين 85 ألف جندي، والملك سوبياسكي 35 ألف جندي على وشك الانضمام إلى الجيش الألماني البالغ عدده 135 ألف مقاتل، منهم 40 ألف خيال، بالإضافة إلى تدفق المساعدات من كافة أنحاء أوروبا. كانت جاذبية فيينا تسيطر على عقل قرة مصطفى باشا، فبدلا من أن يشتت الجيش الألماني الذي لا يبعد عن فيينا أكثر من 15 كم حتى لا يكون نواة تتجمع حولها القوات الأوروبية، انتظر أن تسقط المدينة، حتى لا ينهبها الجيش، فقد كان القانون الدولي آنذاك ينص على ألا تُنهب المدن التي تستلم لحالها.
الخيانة الكبرى
وعندما التأمت الجيوش الأوروبية ترك دوق لورين القيادة العامة للملك سوبياسكي واكتملت استعداداتهم يوم الجمعة الموافق (19 رمضان = 11 سبتمبر) بعدما شعروا أن سقوط فيينا ليس أمامه إلا أيام قليلة؛ لذلك أقدم الأوروبيون على عبور جسر "الدونة" الذي يسيطر عليه العثمانيون بالقوة مهما كلفهم من خسائر، حيث لم يكن بالإمكان إيصال الإمدادات إلى فيينا دون عبور هذا الجسر. وكان مصطفى باشا قد كلف "مراد كيراي" حاكم القرم في الجيش بمهمة حراسة الجسر، ونسفه عند الضرورة وعدم السماح للأوروبيين بعبوره مهما كانت الأمور، وقد كان مصطفى باشا يكره مراد كيراي، ويعامله معاملة سيئة، أما مراد فكان يعتقد أن فشل مصطفى باشا في فيينا سيسقطه من السلطة ومن منصب الصدارة، ولم يخطر ببال هذا القائد الخائن أن خسارة العثمانيين أمام فيينا ستغير مجرى التاريخ العالمي، لذلك قرر مراد أن يظل متفرجا على عبور القوات الأوروبية جسر الدونة، ليفكوا الحصار المفروض على فيينا، دون أن يحرك ساكنا، يضاف إلى ذلك أن هناك وزراء وبكوات في الجيش العثماني كانوا لا يرغبون في أن يكون قرة مصطفى باشا هو فاتح فيينا التي فشل أمامها السلطان سليمان القانوني.
المعركة الفاصلة
وفي يوم السبت الموافق (20 رمضان 1094هـ = 12 سبتمبر 1683م) تقابل الجيشان أمام أسوار فيينا وكان الأوروبيون فرحين لعبورهم جسر الدونة دون أن تُسكب منهم قطرة دم واحدة، إلا أن هذا الأمر جعلهم على حذر شديد، أما العثمانيون فكانوا في حالة من السأم لعدم تمكنهم من فتح فيينا، وحالة من الذهول لرؤيتهم الأوروبيين أمامهم بعد عبور جسر الدونة، بالإضافة إلى ما ارتكبوه من ذنوب ومعاصٍ من شرب الخمر ومعاشرة النساء، وانشغال بعض فرق الجيش بحماية غنائمها وليس القتال لتحقيق النصر، وتوترت العلاقة بين الصدر الأعظم وبعض قواد جيشه وظهرت نتائج ذلك مع بداية المعركة؛ فقد سحب الوزير "قوجا إبراهيم باشا" قائد الجناح الأيمن في الجيش قواته أثناء المعركة وانفصل بها، في الوقت الذي لم تكن هناك أية علامات لهزيمة العثمانيين؛ وهو ما تسبب في انتشار الوهن في القلوب والتولي من ميدان الجهاد، وقد كانت هذه الخيانة هي السبب الرئيسي في الهزيمة، فهجم العدو بكامل قواته على العثمانيين ولم تمض ساعات قليلة حتى كان الأوروبيون في سرادق الصدر الأعظم الفخم، فأمر مصطفى باشا بالانسحاب ورفع الحصار عن فيينا، واستشهد من العثمانيين حوالي 10 آلاف، وقُتل من الأوروبيين مثلهم، ووضع مصطفى باشا خطة موفقة للانسحاب حتى لا يضاعف خسائره، وأخذ الجيش العثماني معه أثناء الانسحاب 81 ألف أسير.وهكذا غادر العثمانيون أرض المعركة ومعهم آلاف الأسرى بعدما تركوا المهمات الثقيلة للعدو، ومنها السرادق الذي يقارب حجمه حجم القصر الكبير وبه حمامات وحدائق وتحف فنية، وانتهى الحصار الذي استمر 59 يوما، وفقدت الدولة العثمانية بهزيمتها أمام فيينا ديناميكية الهجوم والتوسع في أوروبا، وكانت الهزيمة نقطة توقف في تاريخ الدولة.وعاد الجيش العثماني وعُزل إبراهيم باشا الذي كان السبب الأول في الهزيمة، ووبّخه مصطفى باشا قائلا له: "أيها الشيخ الملعون فررت، وبقرارك كنت السبب الكلي في هزيمة العساكر الإسلامية كافة"، وأمر بقتله وقال للسياف عند قطع رأسه: قل للسلطان لا أحد يستطيع أن يتلافى ما حدث غير مصطفى باشا. وأعدم مصطفى باشا الخائن مراد كيراي، أما هو فإن السلطان محمد الرابع أرسل أحد رجال حاشيته فقتله. وفي تلك الأثناء كانت كنائس أوروبا تدق أجراسها فرحا بهذا النصر الكبير، وتحرك جيش التحالف المسيحي لاقتطاع بعض الأجزاء من الأملاك العثمانية في أوروبا، ووقعت معركة "جكردلن" بين أحد القادة العثمانيين وقواته البالغة 30 ألف مقاتل وبين الملك سوبياسكي وقواته البالغة 60 ألف مقاتل، وانتهت بتراجع سوبياسكي، وتوالت المعارك العثمانية في أوروبا، وفقدت الدولة بعض مراكزها الهامة بسبب هزيمتها أمام فيينا التي كانت هزيمة من النوع الثقيل تاريخيا أكثر منه عسكريا.
الحادي والعشرون من شهر رمضان المُبارك
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للسادس من شهر أيار للعام الميلادي 652، عقّ النبيّ محمد الأمين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، أي ذبح عقيقة، وهو ما يُذبح يوم سابع المولود، عن الحسن إبن عليّ زوج إبنته فاطمة الزهراء {رضي الله عنهم}، وهو يوم سابعه، وحلق النبي (عليه الصلاة والسلام) شعره وأمر أن يتصدّق بزنة شعره فضة.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، تولى الخليفةُ المعتّز بدين الله نيابةَ الديار المصرية، فأحسن إلى أهلها وأنفق فيهم من بيت المال ومن الصدقات، كانت له في شهر رمضان المُبارك مائدة في كل يوم يحضرها الخاصُ والعام، كان يتصدق من خالصِ ماله في كل شهر بألف دينار، وبنى جامعاً أنفق عليه أكثرَ من مائة وعشرين ألف دينار، تُوفي الخليفة المعتّز بمصر في أوائل شهر ذي القعدة سنة مائتين وأربعة وستين للهجرة النبويّة، من علة أصابته من أكل لبن الجواميس، الذي كان يحبه، كان له ثلاثة وثلاثون ولداً، منهم سبعة عشر ذكراً، فقام بالأمر من بعده ولده خمارويه.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، الخليفة العباسي يأمر بتلاوة خطبة الجمعة في بغداد باسم السلطان السلجوقي طغرل بك، وكان ذلك اعترافا صريحا من العباسيين بنفوذ السلاجقة في الخلافة العباسية.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للعاشر من شهر شباط للعام الميلادي 1246، كان رحيل معين الدين الحسن بن شيخ الشيوخ، وزير الصالح نجم الدين أيوب، أرسله إلى دمشق، فحاصرها مع الخوارزمة أول مرة، حتى أخذها من يد الصالح إسماعيل، وأقام بها نائباً من جهة الصالح أيوب، كانت وفاته في مثل هذا اليوم، وكانت مدة ولايته بدمشق أربعة أشهر ونصف الشهر، وصُلي عليه بجامع دمشق، ودُفن بقاسيون في سوريا إلى جانب أخيه عماد الدين.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للعشرين من شهر آب للعام الميلادي 1326، رحل السلطان العثماني عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، خلفه في الحكم على عرش السلطنة العثمانية إبنه أورخان.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، رحل الهيثميّ الحافظ نور الدين أبو الحسن عليّ بن أبي بكر بن سليمان، رفيق أبي الفضل العراقيّ، ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة للهجرة، ورافق العراقيَ في السَّماع ولازمه، وألّف وجمع وتُوفي في مثل هذا اليوم.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، تُوفي المولى محمد إبن الشريف عليّ، كان حاكماً في جنوب المغرب، ينتهي نسبه إلى محمد النفس الذكيّة، إبن عبد الله الكامل إبن الحسن المُثنى إبن الحسن السبط إبن عليّ إبن أبي طالب، حاول المولى محمد أن يتوسّع من حدود دولته، فقد حاول الاستيلاء على تلمسان في الجزائر، وكانت في تلك الوقت تحت حكم الأتراك العثمانيين، فحرروها ثانية منه، وحاول غزو وجده في غرب المغرب، فلم يستطع، بقي يحكم قسماً من إفريقيا الشمالية إلى أن توفي في رمضان في مثل هذا اليوم فخلفه إبنه محمد إبن المولى محمد.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، بدء أعمال الحفر في قناة السويس التي تربط بين البحرين الأبيض والأحمر، واستمر الحفر 10 سنوات ونصف شارك فيه 60 ألف فلاح مصري، وبلغ طولها آنذاك 162.5 كم، وافتتحت للملاحة في 19 نوفمبر 1869م.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، أستشهد أبرز أبطال الكفاح الشعبي الفلسطيني المسلح، فرحان السعدي، عُرف بالشيخ لما تحلى به من استقامة خلق وتقوى وورع وشجاعة وإيمان، ولد الشيخ فرحان السعدي في عام 1860 ميلادي، عندما نشبت ثورة عام 1929م بادر إلى قيادة مجموعة من المقاتلين في قضاء جنين بفلسطين المحتلة، أستبسل في المعارك ضد البريطانيين والصهاينة، حتى ألقت قوات الاحتلال القبض عليه وحكمته بالسجن لمدة ثلاثة أعوام، فور خروجه من السجن عاود نشاطه وأنضم إلى حركة القائد الشيخ عز الدين القسّام، شارك في معركة أحراج يعبد عام 1936م التي أستشهد فيها القسّام، قاد العديد من العمليات الفدائيّة العسكرية الناجحة، أسرته قوات الاحتلال البريطاني من منزله وصادرت بندقيته، وكانت الدليل الدامغ على إدانته، قدّم للمحكمة العسكرية بعد يومين من اعتقاله قامت خلالها بتعذيبه وإهانته، وبعد محكمة صوريّة، حكمت عليه بالإعدام شنقاً، وفي مثل هذا اليوم من شهر رمضان تمّ تنفيذ الحكم بالشيخ الكبير فرحان السعدي وهو صائم، وكان لإعدامه رنّة كبيرة في فلسطين.
الثاني والعشرون من شهر رمضان المُبارك
في العام الأول للهجرة النبوية ومن مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، كان بدء إرسال السرايا النبوية لتحقيق بعض الأهداف الإسلامية، منها سرية حمزة بن عبد المطلّب إلى العيث، سرية محمد إبن مسلمة لقتل كعب إبن الأشرف، الشاعر الذي كان يحارب الإسلام بشعره وماله، وغيرها من السرايا التي ساعدت في دعم قواعد الدين الإسلامي الحنيف.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، الذي كان يقابل الثاني والعشرين من شهر آذار للعام الميلادي 625، توجّهت سرية عمير إبن عدي لقتل {عصماء} عدوة رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)، هي يهوديّة، كانت تكيد للإسلام، وتؤذي المسلمين، وتحرّض الشعراء على هجاء الرسول الكريم محمد (عليه الصلاة والسلام)، كما كانت تنشد شعراً تهجو فيه الإسلام والمسلمين وتقلّل من شأن نصرهم في غزوة بدر الكبرى.
وفي التفصيل أكثر، حدثني عبد الله بن الحارث، عن أبيه أن عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد كانت تحت يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتعيب الإسلام وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلم وقالت شعرا :
فباست بني مالك والنبيت وعوف وباست بني الخزرج
أطعتم أتاوي من غيركم فلا من مراد ولا مذحج
ترجونه بعد قتل الرءوس كما يرتجى مرق المنضج
قال عمير بن عدي بن خرشة بن أمية الخطمي حين بلغه قولها وتحريضها : اللهم إن لك علي نذرا لئن رددت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لأقتلنها - ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ببدر - فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر جاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها، فجسها بيده فوجد الصبي ترضعه فنحاه عنها، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها، ثم خرج حتى صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة،فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى عمير فقال أقتلت بنت مروان ؟ قال نعم بأبي أنت يا رسول الله .
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الإثنين للتاسع عشر من شهر شباط للعام الميلادي 887، رحل إبن ماجه القزويني، هو أبو عبد الله بن زكريا بن محمد بن محمود القزويني ، ينتهي نسبه الي أنس بن مالك عالم المدينة المنورة . ولد في بلدة قزوين الواقعة في شمال إيران ومنها أخذ نسبه . رحل الي بغداد واتصل بضياء الدين بن الأثير وربطتهما صداقة قوية ، ثم تمكن من تولي قضاء ( الحلة وواسطة ) حتى سقوط بغداد في 656 هـ علي يد هولاكو . كان القزويني شأن علماء عصره موسوعياً يهتم بالفقه والجغرافيا والفلك، إلا ان أعظم أعماله شأناً كان علم الأرصاد الجوية ، وألف الي جانب ذلك العديد من كتب الجغرافيا والتاريخ الطبيعي. تناول بالتحليل ظاهرة خسوف القمر وكسوف الشمس مع تقديم وصف دقيق للظاهرتين مع أسباب وتعليلات مبهرة . من أبرز مؤلفاته آثار البلاد وأخبار العباد، هو صاحب كتاب {السنن} المشهورة وهي دالة على عمله وعلمه وتبحّره وإطلاعه وإتباعه للسنّة في الأصول والفروع، ويشتمل على أثنين وثلاثين كتاباً وألف وخمسمائة باب، ويُعتبر كتابه أحد الكتب الستة الصحاح التي يعتمد عليها جمهور المسلمين.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثالث عشر من شهر تشرين الثاني للعام الميلادي 895، أبصر النور المقتدر بالله جعفر بن أحمد المعتضد بالله بن هارون الرشيد، كُنيته أبو الفضل أمير المؤمنين العباسي، أمه أسمها شغب، لقُبت في خلافة ولدها بالسيِّدة، بويع له بالخلافة بعد موت أخيه المكتفي، وهو يومئذٍ إبن ثلاث عشرة عاماً، ولهذا أراد الجند خلعه، محتجيّن بصغر سنه وعدم بلوغه، وتوليّة عبد الله بن المعتّز، فلم يتمّ ذلك، ثم خلعوه في شهر محرم عام سبعة عشر وثلاثمائة للهجرة، وولوا أخاه محمداّ القاهر، فلم يتمّ ذلك سوى يومين ثم رجع إلى الخلافة. وكان المُقتدر مؤثراً لشهواته، كثير العزل والولاية والتلّون، قتله غلامه مؤنس في الثامن والعشرين من شهر شوّال سنة 320 للهجرة وله من العمر حينذاك ثمان وثلاثون عاماً، وكانت مدة خلافته أربعاً وعشرين عاماً وإحدى عشر شهراً وأربعة عشر يوماً.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للحادي والعشرين من شهر شباط للعام الميلادي 1285، رحل شيخ البلاغة والأدب القرطبي، حازم إبن محمد الأنصاري القرطبي، هو أوحد زمانه في النظّم والنثر والنحو واللغة والعروض، روى عنه ألف من العلماء، من كتبه {سراج البلغاء في البلاغة}، من شعره:
من قال حسب من الورى بشرٌ* فحسبي الله حسبي الله* كم آية لله شاهدةٌ بأنه لا إله إلا هو
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الإثنين للأول من شهر أيلول للعام الميلادي 1325، كان رحيل الشيخ عفيف الدين إسحاق الأمدي، ثم الدمشقي الحنفي، شيخ دار الحديث بالظاهريّة، سمع الحديث على جماعة كثيرين، كان شيخاً حسناً بهي المنظر سهل الإسماع، ولديه فضيلة، تُوفي في مثل هذا اليوم ودُفن بسفح جبل قاسيون في سوريا، هو والد فخر الدين ناظر الجيوش والجامع، وقبله بيوم توفي الصدر معين الدين يوسف بن زغيب الرحبي، أحد كبار التجّار الأمناء.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك رحل في مدينة الأستانة الفقيه الحنفي إبراهيم الحلبي، ولد في حلب بسوريا، أشهر مصنفاته {ملتقى الأبحر} وعليه أعتمد القضاء في السلطنة العثمانية.
..
إيمان محمد ديب طهماز
08-10-2012, 11:01 PM
وفاة ابن أصبغ .. 22 رمضان
قاضي الجماعة في قرطبة، وعالمها محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بها، وخاتمة الأعيان بحضرتها.
روى عن أبيه واختص به، وأخذ القراءات عن أبي القاسم بن مدير المقرئ، وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي حسين بن محمد الغساني، ومن صهره أبي محمد بن عتاب، ومن القاضي أبي الوليد بن رشد. وجالس أبا علي بن سكرة، وأجاز له ما رواه.
وكان من أهل الفضل الكامل، والدين والتصاون، والعفاف، والعقل الجيد مع الوقار، والسمت الحسن، والهدي الصالح. وكان حافظًا للقرآن العظيم، مجوِّدًا لحروفه، حسن الصوت به، عالي الهمة، عزيز النفس، طويل الصلاة، واسع الكف بالصدقات، كثير المعروف والخيرات، مشاركًا بجاهه وماله، كثير البر بالناس، حسن العهد لمن صحبه منهم، معظَّمًا عند الخاصة والعامة.
وتولى خطة أحكام المظالم بقرطبة قديمًا مع شيخه قاضي الجماعة أبي الوليد بن رشد، وكان يستحضره عنده مع مشيخة الشورى في وقته لمكانه ومنصبه، وصرف عن ذلك بصرفه، ثم تقلد قضاء الجماعة بقرطبة مدة طويلة، ثم صُرف عن ذلك وأقبل على التدريس، وإسماع الحديث. وتولى أيضًا الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة فأنسى مَن قبله لحسن قراءاته، وتمكين صلاته، واستمر على ذلك إلى أن توفِّي -رحمه الله- سحر ليلة الثلاثاء، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظَّم من سنة 536هـ/ 1141م، وهو من أبناء الستين. وصلى عليه ابنه أبو القاسم بالرَّبَض، وشهده جمعٌ عظيم من الناس بعد العهد بهم، وأتبعوه ثناءً حسنًا جميلاً. وكان أمثل لذلك رحمه الله، وغفر له
أحمد آل زاهر
08-11-2012, 03:02 PM
..
..
الثالث والعشرون من شهر رمضان المُبارك
في الثالث والعشرين من شهر رمضان المُبارك خرج رسول الله (عليه الصلاة والسلام) من جوف الليل ثلاث ليالٍ منها ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان. وصلى في المسجد وصلى الناس معه، كان يصلي بهم ثماني ركعات في المسجد ويكملون باقيها في بيوتهم. وبصحة هذا الأثر عن رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) ثبتت مشروعية صلاة التراويح، أما سبب اقتصار النبي (صلى الله عليه وسلّم) على ثلاث ليالٍ، فهو خشية أن تُفرض عليهم، لأنه قال للصحابة لما سألوه عن ذلك {{ قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم }}.
وأيضاً فإن فعل عمر إبن الخطّاب {رضي الله عنه} في جمعه الناس على أبي إبن كعب، تؤكد هذه المشروعيّة لقوله (صلى الله عليه وسلّم) : {{ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضّوُ عليها بالنواجف )) ، أما عدد ركعاتها، فقد ذهب الفقهاء في عددها، منهم من قال إنها ثمانية، لأن رسول الله صلاها ثمانية، كما سبق ذكر ذلك، ومنهم من قال إنها عشرون ركعة، لأن عمر إبن الخطّاب {رضي الله عنه) صلاها عشرين ركعة، فكان {رضي الله عنه} صلّى في الناس بالصلاة التي كان يؤديها الصحابة مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) في المسجد وفي بيوتهم، ومنهم من قال إنها ستة وثلاثون ركعة، أما عمر بن عبد العزيز {رضي الله عنه} صلاها بالناس وفق اجتهاد خاص منه.
أما وقتها، فقد اتفق العلماء على أنه بعد صلاة العشاء، ثم أن الفقهاء متفقون على الجهر بالقرأة في التراويح.
انتصار المسلمين على الساسانيين: في الثالث والعشرين من شهر رمضان للعام 31 من الهجرة النبوية الشريفة والموافق 652م وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- انتصر المسلمون على الساسانيين بعد مقتل قائدهم يزد جرد بن شهريار آخر ملوك الفرس، وإنتهت بذلك دولة الفرس.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف في الحادي والثلاثين من شهر أيار للعام الميلادي 715، وبعد أن تولّى الخلافة سليمان بن عبد الملك، بعد موت أخيه الوليد، عزل عن إمرة بغداد عثمان بن حيّان، وولى عليها أبا بكر بن مُحَمّد بن عمرو بن حزم. وكان من أكابر العلماء، وقد كان قتيبة بن مسلم حين بلغه ولاية سليمان الخلافة، كتب إليه كتاباً يعزّيه في أخيه الوليد، ويهنئه بولايته، ويذكر فيه بلاءه وقتاله، وهيبته في صدور الأعداء، كل هذا حتى لا يقوم سليمان هذا بعزله عن ولاية خرسان.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، أبصر النور "أحمد بن طولون" مؤسس الدولة الطولونية، تعود جذور أحمد بن طولون إلى أصول تركية، كان أحمد بن طولون جندياً تركياً، أصل أسمه دولون، أي بدر التمام، وكان أبوه من مماليك "نوح بن أسد" والي "بخارى"، فأعتقه لِمَا رأى فيه من قدرة وكفاءة، ثم أرسله إلى الخليفة المأمون، فأعجب به، وألحقه ببلاط الخلافة، وتدرَّج في المناصب العسكرية حتى صار رئيسًا لحرس الخليفة.
وفي مدينة "بغداد" عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في (23 من رمضان 220هـ = 20 من سبتمبر 835م)، وعُني به أبوه عناية فائقة، فعلمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ورُزق حسن الصوت في قراءة القرآن، وكان من أدرس الناس له وأعلمهم به، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناء على رغبته، ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في (248-252هـ = 862-866م)، وصار موقع ثقته وتقديره، كان من عادة الولاة الكبار، الذين يعينهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة، لينعموا بالجاه والسلطان، والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت مصر في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في (23 من رمضان 254هـ = 16 من سبتمبر 868م). وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تصرفه عما جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة، فسرعان ما اشتد نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبئون بقراراتهم، استخفافًا بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.
وازدادت قدم ابن طولون رسوخًا، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذًا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر، فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في (256-279هـ = 870-892م) قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج، فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب.
مظاهر الحضارة
كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول، فعُنيَ بشؤون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته، ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شؤون دولته المختلفة.وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي "الفسطاط" سنة (256هـ = 870م) عُرِفت بـ"القطائع"، وقد بناها على غرار نظام مدينة "سامراء" عاصمة الخلافة العباسية، واختار مكانها على جبل "يشكر" بين الفسطاط وتلال المقطم، وبنى بها قصرًا للإمارة، وجعل أمامه ميدانًا فسيحًا يستعرض فيه جيوشه الجرارة، ويطمئن على تسليحها وإعداده، ثم اختطّ حول القصر ثكنات حاشيته وقواده وجنوده، وجعل لكل فئة من جنوه قطعة خاصة بهم، فللجنود من السودان قطعة، وللأتراك قطعة، وكذلك فعل مع أرباب الحرف والصناعات. ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة بـ"القطائع"، وهي العاصمة الثالثة لمصر بعد الفسطاط والعسكر. وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم، وهو من أكبر المساجد، وتبلغ سعته 8487 مترًا مربعًا، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة، ويعد من أقدم الأبنية الإسلامية التي بقيت على ما كانت عليه، واشتهر المسجد بمئذنته الملوية التي تشبه مئذنة مسجد سامراء. وقد انتهى ابن طولون من بنائه سنة (265هـ = 879م)، وبلغ من عنايته به أن عين له طبيبًا خاصًّا، وجعل به خزانة بها بعض الأدوية والأشربة لإسعاف المصلين من رواد المساجد في الحالات الطارئة. وأنشأ ابن طولون "بيمارستانا" سنة (259هـ = 873م) لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بينهم، حيث يلقون عناية فائقة، وتقدَّم لهم الأدوية، ويُستبقَى منهم من يحتاج إلى رعاية ومتابعة داخل البيمارستان، ولم يكن المرضى يدخلون بثيابهم العادية، وإنما كانت تقدم لهم ثياب خاصة، كما هي الحال الآن، وكان المريض يودع ما معه من مال وحاجات عند أمين البيمارستان، ثم يلحق بالمكان المخصص له إلى أن يتم شفاؤه فيسترد ما أودعه. وكان ابن طولون يتفقد المرضى، ويتابع أعمال الأطباء.
وفاته
بعد عقد صلح بين ابن طولون والموفق، وحلول الصلح بينهما، زحف ابن طولون سنة ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيرًا، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار، فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في (10 من ذي القعدة 270هـ = 10 من مايو 883م).
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، وفاة الشاعر الناثر والأمير الفارس "أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ"، المعروف بأسامة بن منقذ، أحد أبطال المسلمين في الحروب الصليبية، له ديوان شعر مطبوع، ومذكرات بعنوان "الاعتبار" وكتب في الأدب.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الأحد للخامس والعشرين من شهر أيلول للعام الميلادي 1323، رحل الشيخ الأعقف الحريري، هو شهاب الدين أحمد بن حامد بن سعيد التنوخي الحريري، أشتغل في صباه على الشيخ تاج الدين الفزاري في التنبيه، ثم صحب الحريرية وخدمهم ولزم مصاحبة الشيخ نجم الدين بن إسرائيل، سمع الحديث، حجّ مرات عديدة، كان مليح الشكل كثير التودد إلى الناس، حسن الأخلاق، تُوفي اليوم بزاويته بالمّزة، ودُفن بمقبرة المّزة في سوريا.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للثاني من شهر آذار للعام الميلادي 1864، تنازلت الدولة العثمانية عن بناء القلاع بأراضي إمارة الجبل الأسود، الواقعة على شواطئ الأدرياتيكي إلى الشمال من ألبانيا، وكانت إمارة الجبل الأسود خاضعة لحكم الدولة العثمانية، وأراد أميرها الاستقلال بحكمها، كما قام بمساعدة ثوار أقلم الهرسك ضد الدولة العثمانية التي ما لبثت أن تمكنت من القضاء تماماً على جميع حركات التمرد، وشرعت في بناء عدة قلاع وحصون داخل الجبل الأسود، فتدخلت الدول الأوروبية لإثناء الدولة العثمانية عن هذا الأمر، وأضطر السلطان العثماني إزاء ذلك إلى التخلي عن بناء هذه القلاع والحصون.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، الحكومة التركية تسمح بدخول جميع أعضاء السلالة العثمانية عدا الأمراء أبناء السلاطين إلى تركيا بعد إلغاء الخلافة العثمانية في مارس 1923، وطرد سلالة بني عثمان إلى خارج تركيا، بعدما حكموا البلاد مدة 963 عاما منها 407 أعوام هي مدة الخلافة.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تُوفي السلطان العثماني مُحَمّد رشاد، أمتاز حكمه بسيطرة حزب الاتحاد والترقي وانهزام تركيا في الحرب العالمية الأولى، تولى مُحَمّد رشاد السلطة بعد أخيه عبد المجيد الثاني والذي عزل لمقاومته الكثير من الأفكار والمخططات اليهودية ـ الأوروبية، وعلى الأخص قضية توطين اليهود في فلسطين، كان مُحَمّد رشاد رجلاً مثقفاً، ثقافتاً إسلامية، ألّم بالأدب الفارسي وأهتّم بدراسة التاريخ الإسلامي عامة والتاريخ العثماني خاصة، عارض السلطان مُحَمّد رشاد رغبة حزب الاتحاد والترقي بدخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا، لكنه وافق مضطراً وأعلن الجهاد الإسلامي بصفته خليفة للمسلمين، ودعا المسلمين كافة لدعم الدولة العثمانية، وحينما توفي في رمضان كانت معظم الدول الإسلامية قد سقطت في أيدي الحلفاء إنكلترا وفرنسا.
..
أحمد آل زاهر
08-12-2012, 11:37 PM
..
..
هدم الأصنام: في الخامس والعشرين من شهر رمضان 8 هـ الموافق 15 يناير 630م بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم الأصنام ومنها العزى، كما بعث عمرو بن لعاص لهدم سواع، وبعث سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة، فأدَّى كل منهم مهمته بنجاح.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، أعلن أبو مسلم الخرساني الثورة على الأمويين، أعلنت الثورة رسمياً ضد الحكم الأموي في خرسان الإيرانية، على يد سليمان إبن كثير، ألتّف مؤيدو العباسيين حول أبو مسلم الخرساني، اتخذوا اللون الأسود في ملابسهم وراياتهم شعاراً لهم، وأقيمت أول صلاة عيد الفطر تحت راية العباسيين، وتحققت لأبي مسلم الخرساني السيطرة على خرسان بعد أن دبّ العداء بين والي الأمويين على خرسان وشعبها، ثم أطلق على نفسه لقب أمير آل مُحَمّد، ذعرت الحكومة الأموية في دمشق من هذه التطورات الخطيرة في خرسان فأرسلت الجيش تلوا الآخر للقضاء على الثورة، إلا أنها منيت بالفشل، فاستسلمت المدن الإيرانية الأخرى للعباسيين، وأضح الطريق إلى العراق مفتوحاً، مات والي خرسان الأموي نصر إبن سيّار في الريّ، أي طهران حالياً، دون أن بكسب معركة واحدة ضد الثورة، وقد أمر إبراهيم إبن مُحَمّد العباسي قحطبة إبن شبيب الطائي قائده في المناطق العربية بمهاجمة العراق، فهزم القائد قحطبة الوالي الأموي عليها إبن هبيره، الذي ما لبث أن مات غرقاً وهو يحاول اجتياز النهر هرباً، فخلفه في القيادة إبنه حسن، دخل قحطبة الكوفة وأعلن أن الإمام هو إبراهيم العباسي، غير أن الأمويين اعتقلوه وقتلوه في الشام، فأوصى إبراهيم قبل اعتقاله بالخلافة إلى أبي العباس عبد الله إبن مُحَمّد أخيه.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للسابع عشر من شهر كانون الأول للعام الميلادي 1055، دخل تغرل بق، حفيد سلجوق مدينة بغداد، فاستقبله الخليفة العباسي القائم بأمر الله وكبار رجال الدولة وأعيانها بأعظم تكريم، وأمر الخليفة العباسي بذكر إسمه في خطبة الجمعة، كما لقّبه بأسم ركن الدولة تغرل بق إمام أمير المؤمنين.
موقعة (ملاز جرد): في الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 463هـ الموافق 1070م، حقق المجاهد (ألب آرسلان) قائد جيوش المسلمين، وسلطان الدولة السلجوقية، انتصارًا عسكريًّا فريدًا في التاريخ الإسلامي، على الدولة البيزنطية، وحلفائها الصليبيين، ووقع إمبراطور الدولة البيزنطية (رومانوس الرابع) أسيرًا في هذه الموقعة الحربية (ملاز كرد) أو (ملاز جرد)، والتي تقع بالقرب من (أخلاط) غربي آسيا الصغرى ،المنطقة التي تقع بين بيسان ونابلس بفلسطين بقيادة المظفر "سيف الدين قطز" والمغول بقيادة "كيتوبوقا"، وقد كتب الله النصر للمسلمين فحققوا فوزًا هائلا، أوقف زحف المغول الهمج، وأنقذ الحضارة الإسلامية من الدمار.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، قُتل الخليفة الراشد المنصور بن المسترشد، ودُفن في شهرستان بأصبهان، كان حسن اللون، مليح الوجه، شديد القوة، مهيباً، ولي الخلافة بعد أبيه ثم خلع فذهب مع العماد زنكي إلى أرض الموصل ثم جمع جموعا فاقتتل مع الملك مسعود في هذه السنة فذهب إلى أصبهان فقتل بعد مرضه أصابه، فقيل إنه سم، وقيل قتلته الباطنية وقيل قتله الفراشون الذين كانوا يلون أمره فالله أعلم. وقد حكى ابن الجوزي عن أبي بكر الصولي أنه قال الناس يقولون كل سادس يقوم بأمر الناس من أول الإسلام لابد أن يخلع قال ابن الجوزي فتأملت ذلك فرأيته عجبا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم الحسن فخلعه معاوية ثم يزيد ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد الملك ثم عبد الله بن الزبير فخلع وقتل ثم الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن هشام ثم الوليد بن يزيد فخلع وقتل ولم ينتظم لبني أمية بعده أمر حتى قام السفاح العباسي ثم أخوه المنصور ثم المهدي ثم الهادي ثم الرشيد ثم الأمين فخلع وقتل ثم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر ثم المستعين فخلع ثم قتل ثم المعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي ثم المقتدر فخلع ثم أعيد فقتل ثم القاهر والراضي والمتقي والمكتفي والمطيع ثم الطائع فخلع ثم القادر والقائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد ثم الراشد فخلع وقتل.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك مولد الفقيه والأصولي الكبير "مُحَمّد بن عمر بن الحسين بن علي"، المعروف بـ "فخر الدين الرازي"، صاحب تفسير القرآن الكريم "مفاتيح الغيب" وهو من أجلِّ التفاسير وأشهرها، وقد تجاوزت مؤلفاته أكثر من مائة كتاب.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، أنتصر المسلمون بقيادة قطز على التتار في معركة عين جالوت، وهي مدينة قرب مدينة الناصرة في فلسطين، التتار هم أقوى قبائل المغول، قاموا بالزحف على بلدان العالم الإسلامي، فبدو بقتال الخواروميين في أفغانستان وإيران ثم دخلوا العراق وأسقطوا الخلافة العباسية، بعد أن قتلوا آخر خليفة بني العباس المستعصم، ثم أنتقل التتار إلى دمشق استولوا عليها، ثم استولوا على نابلس في فلسطين، وتقدموا بعد ذلك إلى غزة، دون مقاومة تذكر، فوصلوا إلى حدود الدولة المملوكية المصرية في وقت قصير، وكان هولاكو يقود الجيوش بنفسه، فأرسل رسالة تهديديه إلى حاكم مصر وقتئذٍ وهو سيف الدين قطز، سلطان المماليك، تضمنت الرسالة التهديد والويل وعظائم الأمور إن قاوم قطز جيوش التتار، ثم وقع حادث في الصين، إذ توفي أخو هولاكو وهو منكو خان، وتنازع أخواه قبلاي خان وأريق باه على العرش، فرحل ليؤيد أخيه قبلاي خان، وقد عقد اللواء لقائده كتبغه لمهاجمة مصر، لكن قطز الذي جمع جيشاً كبيراً من المسلمين، قضى على جيش التتار في معركة عين جالوت، ولاذا الجيش بالفرار، استولى قطز على بلاد الشام كلها من الفرات إلى حدود مصر، وعندما همّ بالعودة إلى مصر، دبّر له مساعده بيبرس البندق داري مكيدة لقتله، بالاتفاق مع بعض المماليك، فاستولى مساعد على الحكم بعد قطز، وقد أوجعت هذه الأخبار قلب العالم الإسلامي بعد فرحته بالنصر على التتار.
كان المشهد الأخير من قصة بطل معركة عين جالوت حزينا مثيرا للشجن والتأمل، فبينما كان السلطان المظفر سيف الدين قطز في طريقه إلى القاهرة التي كانت تنتظره بالزينات وتستعد لاستقباله بما يليق، كان القدر يخفي له مؤامرة نفذها شركاؤه في النصر الذين استكثروا عليه أن يرى نشوة النصر في عيون مستقبليه، ويستشعر عظمة ما صنع لأمّته، فلقي حتفه على يد بيبرس في الصالحية في (16 من ذي القعدة 658هـ = 23 من أكتوبر 1260م). ويبدو للناظر في حوليات التاريخ التي احتفظت بتفاصيل حياة هذا البطل أنه قد جاء لأداء مهمة عظيمة ومحددة، فما إن أداها على خير وجه حتى توارى عن مسرح التاريخ بعد أن خطف الأبصار وجذب الانتباه إليه على قِصر دوره التاريخي، لكنه كان عظيما وباقيا، فاحتل مكانته بين كبار القادة وأصحاب المعارك الكبرى.
والتاريخ لا يعتد بحساب الأزمان والأيام، وإنما يعتد بحجم التأثير الذي يتركه الرجل وإن كانت حياته قصيرة؛ فكثير من خلفاء المسلمين وحكامهم أمضوا عشرات السنين دون أن يلتفت إليهم التاريخ أو ترتبط حياتهم بوجدان الناس ومشاعرهم، والدليل على ذلك أن عمر بن عبد العزيز تبوأ مكانته المعروفة في التاريخ بسنتين ونصف قضاهما في الحكم، وبقي ذكره حيا في القلوب، وعنوانا للعدل والإنصاف.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف ليوم الخميس لتاسع عشر من شهر آب للعام الميلادي 1294، كان رحيل قاضي القضاة شهاب الدين بن الخويي، أصله من خوي، إشتغل وحصّل علوماً كثيرة، وصنّف كتباً كثيرة، وله نظم علوم الحديث، وكفاية المتحفظ، وغير ذلك، وقد سمع الحديث، ولّي قضاء القدس، ثم ولّي مدينة حلب، ثم ولّي قضاء القاهرة، ثم قدم على قضاء الشام مع تدرّيس العادليّة والغزاليّة وغيرهما، وكان من حسنات الزمان وأكابر العلماء الأعلام، عفيفاً نزيهاً، بارعاً، محباً للحديث وعلمه وعلمائه، تُوفي في هذا اليوم عن سبع وستين سنة، صُلي عليه ودُفن من يومه بتربة والده بسفح جبل قاسيون في سوريا.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للثاني من شهر آذار للعام الميلادي 1799، وصل القائد الفرنسي الجنرال دي سكس إلى جزيرة فيلة، جنوب مصر، مطارداً لجيوش المماليك المنهزمة بقيادة مراد بك، ضمن تداعيات الحملة الفرنسية على مصر التي قادها نابليون بونابرت، ووصلت إلى سواحل الإسكندرية في السابع عشر من شهر محرّم للعام 1213 للهجرة النبوية الشريفة.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الفرنسيون يدخلون مدينة تلمسان الجزائرية بعدما اضطر الأمير عبد القادر الجزائري إلى الانسحاب إلى مدينة وجدة على الحدود مع المغرب.
"اعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المُحَمّدية، والقيام بالشعائر الأحمدية
وعلى الله الاتكال في ذلك كله"
هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبيّ حين أُقيمت دولته، وأُعليت رايته، إنه عبد القادر الجزائري…المجاهد الذي ما وجد أهل الجزائر سواه لينصّبوه إمامًا للمجاهدين وهو ابن الخامسة والعشرين، وأرادوه "سلطانًا" فأبى أن يكون إلا "أمير الجهاد". فهو محط أنظارنا، والجدير باعتبارنا، وهو شخصية تمتلئ حياتها بعبرة لأولى الأبصار وتذكرة لأهل الاعتبار.
هو عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسيني، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة "وهران" بالمغرب الأوسط أو الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر. بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي.ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "المعسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه.
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق، حيث استنانبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله. وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، القائد العثماني أحمد مختار باشا ينتصر على الجيش الروسي في معركة "يخنيلر"، واستطاع إحراز هذا الانتصار بجيش قوامه 34 ألف جندي على الجيش الروسي المكون من 740 ألف جندي، وخسر الروس في هذه المعركة 10 آلاف قتيل.
..
إيمان محمد ديب طهماز
05-30-2018, 08:14 PM
حدث في رمضان
الرابع عشر من رمضان وفاة مظفر الدين كوكبوري
في مدينة "إربل" كان مولد مظفر الدين كُوكُبُوري في (27 من المحرم 549هـ)، وكلمة "كُوكُبُوري" تركية معناها "الذئب الأزرق"، وقد اشتهر بهذا اللقب تقديرًا لشجاعته وإقدامه. و"إربل" مدينة كبيرة، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل العراقية، على بعد 80 كم منها.
نشأ "مظفر الدين" في كنف والده "زين الدين علي بن بكتكين" حاكم إربل، وعهد به إلى من يقوم على تثقيفه وتربيته، وتعليمه الفروسية وفنون القتال، ثم توفي أبوه سنة (563هـ)، وكان "مظفر الدين" في الرابعة عشرة من عمره، فخلف أباه في حكم إربل، ولكنه كان قاصرًا عن مباشرة شئون الحكم والإدارة بنفسه لصغر سنِّه، فقام نائب الإمارة "مجاهد الدين قايماز" بتدبير شئون الدولة وإدارة أمور الحكم، ولم يبق لمظفر الدين من الملك سوى مظاهره.
ولما اشتد عود "مظفر الدين" نشب خلاف بينه وبين الوصي على الحكم "مجاهد الدين قايماز"، انتهى بخلع "مظفر الدين" من إمارة "إربل" سنة (569هـ)، وإقامة أخيه "زين الدين يوسف" خلفًا لمظفر الدين على إربل.
جهاده مع صلاح الدين
اتجه مظفر الدين نحو "الموصل"؛ لعله يجد من حاكمها "سيف الدين غازي الثاني" معاونة صادقة تمكّنه من استرداد إمارته، لكن "سيف الدين" لم يحقق له رغبته، وعوضه عن "إربل" بأن أدخله في حاشيته، وأقطعه مدينة "حران"، فانتقل إليها المظفر، وأقام بها تابعًا لسلطان الموصل، وظل يحكم حران منذ سنة 569هـ حتى سنة 578هـ.
انفصل "مظفر الدين" عن "الموصل" ودخل في طاعة صلاح الدين الأيوبي وحكمه، ومن ثَم انفتح له مجال الجهاد ضد الصليبيين، وأصبح من العاملين مع صلاح الدين الذي أعجب به وبشجاعته، وثباته معه في ميادين الجهاد، وتحول الإعجاب إلى توثيق للصلة بين الرجليْن، فأقدم صلاح الدين على تزويج أخته "ربيعة خاتون" لمظفر الدين.
وقد شارك "مظفر الدين" في معظم الحروب التي خاضها صلاح الدين ضد الصليبيين، بدءًا من فتح "حصن الكرك" سنة 580هـ، وكان صاحب هذا الحصن "أرناط" الصليبي كثيرًا ما يتعرض للقوافل التجارية بالسلب والنهب.
معركة حطين (583هـ) التي حشد لها صلاح الدين، كان لمظفر الدين مهمة بارزة في تلك المعركة الخالدة؛ فقد تولى قيادة جيوش الموصل والجزيرة، وأبلى في المعركة بلاءً حسنًا.
ويذكر له التاريخ أنه هو الذي أوحى بفكرة إحراق الحشائش التي كانت تحيط بأرض المعركة حين وجد الريح في مواجهة الصليبيين تلفح وجوههم، فلما نفذت الفكرة وأضرمت النار في الحشائش، حملت الريح الدخان واللهب والحرارة إلى وجوه الصليبيين، فشلَّتْ حركتهم عن القتال، وحلت بهم الهزيمة المنكرة.
كوكبوري .. حاكم إنسان
وظل مظفر يشارك صلاح الدين في جهاده حتى تم الصلح بينه وبين ريتشارد ملك إنجلترا في (شعبان 588هـ)، فعاد إلى بلاده، ثم تولى مظفر الدين ولاية "إربل" بعد وفاة أخيه "زين الدين يوسف" سنة (586هـ)، وهنا يبرز دور آخر له لا يقل روعة وبهاء عن دوره في ميادين القتال والجهاد؛ فهو رجل دولة وإدارة يُعنى بشئون إمارته؛ فيقيم لها المدارس والمستشفيات، ويقوم على نشر العلم وتشجيع العلماء، وينهض بالزراعة والتجارة، ويشارك أهل إمارته أفراحهم، ويحيا حياة بسيطة هي أقرب إلى الزهد والتقشف من حياة التوسط والاكتفاء[1].
أقام مظفر الدين لذوي العاهات دُورًا خاصة بهم؛ خصصت فيها مساكن لهم، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم، وكان يأتي لزيارتهم بنفسه مرتين في الأسبوع؛ يتفقدهم واحدًا واحدًا، ويباسطهم ويمزح معهم. كما أقام دورًا لمن فقدوا آباءهم وليس لهم عائل؛ حيث يجدون فيها كل ما يحتاجون، حتى اللقطاء بنى لهم دارًا، وجعل فيها مرضعات يقمن برعايتهم، ومشرفات ينهضن بتربيتهم، وأنشأ للزَّمْنَى -وهم المرضى بالجذام- دارًا يقيمون فيها، وزودها بكافة الوسائل التي تعينهم على الحياة الكريمة من طعام وشراب وكساء وعلاج، وجعل لكل مريض خادمًا خاصًّا به يقوم على رعايته وخدمته.
وامتدَّ بره إلى فقراء المسلمين في الحرمين الشريفين: مكة والمدينة؛ فكان يرسل إلى فقرائهما كل سنة غذاءً وكساءً، ما قيمته ثلاثون ألف دينار توزع عليهم، كما بنى بالمدينتين المقدستين خزّانات لخزن ماء المطر؛ حتى يجد سكانهما الماء طوال العام، وذلك بعد أن رأى احتياجهما إلى الماء وما يجدونه من مشقة في الحصول عليه، خاصة في مواسم الحج.
ورأى المظفر أنه مسئول عن الأسرى الذين يقعون في أيدي الصليبيين؛ فلم يتوانَ في شراء حريتهم، فكان يرسل نوّابه إلى الصليبيين لفداء الأسرى، وقد أُحصي الأسرى الذين خلصهم من الأسر مدة حكمه، فبلغوا ستين ألفًا ما بين رجل وامرأة.
ظل مظفر الدين يحكم مدينة إربل نصف قرن من الزمان حتى جاوز عمره الثمانين عامًا، ثم وافاه الأجل في يوم الأربعاء في الرابع عشر من رمضان عام 630هـ في إربل، وكانت له وصية أن يُدفن بمكة، فلما توجَّه الركب إليها بجثمان مظفر الدين ليدفن بها، وجدوا أن الماء معدم في مكة، فرجعوا من الطريق ودفنوه بالكوفة بالقرب من مشهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه[2].
[1] أحمد تمام: مظفر الدين كوكبوري.. أمير شجاع وحاكم إنسان
[2] الذهبي: سير أعلام النبلاء 22/334-337.
إيمان محمد ديب طهماز
05-30-2018, 08:19 PM
حدث في رمضان
الثالث عشر من رمضان إستشهاد السلطان مراد الأول
ولد السلطان مراد الأول عام 726 هـ، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم، وإليه يرجع الفضل بالنقلة النوعية من دويلة عثمانية قبلية إلى سلطنة قوية، وقد أنشأ نظام الديوان للجند والفرسان السيباه، وأنشأ نظام مقاطعتين هما الرومللي والأناضول.
حاول أمير دولة القرمان في أنقرة أن يعد جيشًا مكونًا من جيوش الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين، لكنه فوجئ بجيش مراد الأول يحيط بمدينة أنقرة، فاضطر لعقد صلح معه يتنازل فيه عن أنقرة.
استولى على مدينة فيلبة فصارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين، واضطر إمبراطورها لدفع الجزية، ومن ثَم حاول الأمراء الأوربيون الاستنجاد بالبابا وبملوك أوربا الغربية ضد المسلمين، فلبى البابا النداء وبعث لملوك أوربا عامة يطالبهم بشن حملة صليبية جديدة، ولكن ملك الصرب لم يتوقع الدعم السريع، فاستنهض الأمراء المجاورين له وهم أمراء البوسنة والأفلاق (جنوبي رومانيا) واتجهوا نحو أدرنة أثناء انشغال السلطان مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى، غير أن جيش العثمانيين أسرع للقائهم وهزمهم هزيمة منكرة.
قام بتنظيم فرق الخيالة التي عرفت باسم سيباه، ويقصد بها الفرسان، كما فُتح في عهده مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات، وفتحت مدينة سالونيك اليونانية. تمرد عليه ابنه ساوجي بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية، فأرسل إلى ابنه جيشًا فقتله وقتل ابن الإمبراطور البيزنطي أيضًا. حاول أمير البلغار الهجوم على الدولة أثناء انشغال السلطان في حروبه في الأناضول، ولكن الجيوش العثمانية داهمته، وفتحت بعض أجزاء من بلاده، ففرَّ إلى مدينة نيكوبولي فهزمه العثمانيون مرة أخرى، وقد تم في عهده غزو مدينة صوفيا عاصمة البلغار ومدينة سالونيك.
حاول (لازار) ملك الصرب الانضمام للألبانيين ومحاربة العثمانيين، فأدركه الجيش قبل وصوله إلى مبتغاه في سهل قوصوه (كوسوفو)، وفي المعركة انحاز صهر لازار إلى جانب المسلمين بفرقته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل، فانهزم الصربيون ووقع ملكهم أسيرًا بأيدي المسلمين وهو جريح، فقتلوه انتقامًا لأفعاله الخسيسة بأسراه من المسلمين. وفي نهاية المعركة كان السلطان مراد يتفقد القتلى، فقام إليه جنديٌّ صربي جريح من بين القتلى وطعنه بخنجر فقتل شهيدًا، وكان ذلك في الثالث عشر من رمضان عام 791هـ، فرحمه الله رحمة واسعة[1].
[1] انظر موسوعة المعرفة
إيمان محمد ديب طهماز
06-08-2018, 10:18 PM
حدث في رمضان
23 من رمضان 220 هجرية ميلاد أحمد بن طولون
في مدينة بغداد عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في 23 من رمضان 220هـ، وعُني به أبوه عناية فائقة؛ فعلّمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناءً على رغبته؛ ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في 248-252هـ، وصار موقع ثقته وتقديره.
ولاية ابن طولون لمصر
وقد كان من عادة الولاة الكبار الذين يعيِّنهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة؛ لينعموا بالجاه والسلطان والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت (مصر) في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في 23 من رمضان 254هـ، وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تُصرِفه عمّا جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة؛ فسرعان ما اشتدَّ نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبئون بقراراتهم؛ استخفافًا بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.
وازدادت قدم ابن طولون رسوخًا، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذًا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر؛ فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في 256-279هـ قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب[1].
ضم الشام وثورة العباس
ولما كثرت اعتداءات الدولة البيزنطية على ثغور الشام في أنطاكية وطرسوس والمصيصة، وغيرها.. لم يجد الخليفة المعتمد أفضل من ابن طولون يوليه أمر الشام؛ لدفع هذا الخطر، وردّ البيزنطيين، خاصة أن دولة الخلافة كانت مشغولة بالقضاء على فتنة الزنج في البصرة، حيث شبت كالحريق الهائل، وأصبحت تهدد كيان الدولة وتهز أركانها.
وفي سنة 264هـ خرج ابن طولون بحملة عسكرية إلى الشام لتثبيت نفوذه وتأديب البيزنطيين وحماية حدود الدولة الشمالية، وفي هذه الحملة دخلت في طاعته مدن الشام الكبرى كدمشق، وحمص، وحلب، وأنطاكية. وواصل زحفه حتى مدينة الرقة، وبينما هو يستعد لمحاربة البيزنطيين وافته الأنباء بأن ابنه العباس، الذي تركه في مصر نائبًا عنه، قد أعلن الثورة عليه، وانفرد بالحكم دونه؛ فقفل راجعًا إلى مصر، وحاول بالطرق السلمية أن يضع حدًّا لهذه المشكلة مع ابنه، الذي فرّ مع أتباعه إلى برقة بليبيا، ونصحه بالعودة إليه، ووعده بالعفو عنه، لكنه ركب رأسه وغرَّته قوته، ورفض النصح، ولم يعُدْ أمام ابن طولون سوى سلاح القوة، بعد أن أخفقت سياسة اللين، فنجح في القبض عليه، والزجّ به في السجن سنة 268هـ.
عناية ابن طولون بشئون دولته
كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول؛ فعُنيَ بشئون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته؛ ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شئون دولته المختلفة.
وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي "الفسطاط" سنة 256هـ عُرِفت بـ"القطائع"، وقد بناها على غرار نظام مدينة "سامراء" عاصمة الخلافة العباسية، واختار مكانها على جبل "يشكر" بين الفسطاط وتلال المقطم، وبنى بها قصرًا للإمارة، وجعل أمامه ميدانًا فسيحًا يستعرض فيه جيوشه الجرّارة، ويطمئن على تسليحها وإعداده، ثم اختطّ حول القصر ثكنات حاشيته وقواده وجنوده، وجعل لكل فئة من جنوه قطعة خاصة بهم؛ فللجنود من السودان قطعة، وللأتراك قطعة، وكذلك فعل مع أرباب الحرف والصناعات. ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة بـ"القطائع"، وهي العاصمة الثالثة لمصر بعد الفسطاط والعسكر.
وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم؛ وهو من أكبر المساجد، وتبلغ سعته 8487 مترًا مربعًا، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة، ويعدّ من أقدم الأبنية الإسلامية التي بقيت على ما كانت عليه، واشتهر المسجد بمئذنته الملوية التي تشبه مئذنة مسجد سامراء. وقد انتهى ابن طولون من بنائه سنة 265هـ، وبلغ من عنايته به أن عيّن له طبيبًا خاصًّا، وجعل به خزانة بها بعض الأدوية والأشربة لإسعاف المصلين من روّاد المساجد في الحالات الطارئة[2].
وأنشأ ابن طولون "بيمارستانًا" سنة 259هـ لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بينهم؛ حيث يلقون عناية فائقة، وتقدَّم لهم الأدوية، ويُستبقَى منهم من يحتاج إلى رعاية ومتابعة داخل البيمارستان، ولم يكن المرضى يدخلون بثيابهم العادية، وإنما كانت تُقدَّم لهم ثياب خاصة، كما هي الحال الآن، وكان المريض يودع ما معه من مال وحاجات عند أمين البيمارستان، ثم يلحق بالمكان المخصَّص له إلى أن يتم شفاؤه فيسترد ما أودعه. وكان ابن طولون يتفقد المرضى، ويتابع أعمال الأطباء.
نهضة ابن طولون الزراعية والصناعية
واهتم ابن طولون بالزراعة؛ فعُني بتطهير نهر النيل، وشق الترع، وإقامة الجسور، وشجع الفلاحين على امتلاك الأراضي حتى تزداد عنايتهم بها، وخصص لذلك ديوان الأملاك. كما أصلح مقياس النيل في الروضة لمتابعة الزيادة والنقصان في منسوب مياه نهر النيل، وأمدّ الفلاحين بما يحتاجونه من البذور والآلات الزراعية، وكان من شأن هذا أن ازدادت رقعة الأراضي حتى بلغت نحو مليون فدان.
وازدهرت الصناعة في عهده، وخاصة صناعة النسيج التي كانت أهم الصناعات في عهده، وتقدمت صناعة الورق والصابون والسكر وصناعة الأسلحة، كما نشطت التجارة في مصر والشام؛ نظرًا لموقعهما المتميز في طرق التجارة العالمية.
وكان من نتيجة هذه النهضة أن عمَّ الرخاء، وازدادت مالية الدولة، وامتلأت خزانة الدولة بفائض من المال، استغله ابن طولون في تحسين أحوال الناس المعيشية، وفي بناء جيش قويّ بلغ -في بعض الروايات- مائة ألف جندي، وأنشأ أسطولاً بحريًّا لحماية شواطئ الدولة، وإقامة الحصون المنيعة في يافا والإسكندرية وعكا.
وفاة ابن طولون
زحف ابن طولون في عام 270هـ ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيرًا، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في 10 من ذي القعدة 270هـ
[1]ابن كثير: البداية والنهاية 11/51.
[2]السيوطي: حسن المحاضرة 2/246.
إيمان محمد ديب طهماز
06-12-2018, 03:32 AM
حدث في رمضان
24 من رمضان عام 20 هجرية بناء مسجد عمرو بن العاص
في الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 20هـ، شرع المسلمون تحت قيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه في بناء أول مسجد للمسلمين في مصر خاصة، والقارة الإفريقيَّة عامة، وقد بنى عمرو بن العاص المسجد وكان ما حوله حدائقَ وأعنابًا، فنصبوا الحبال حتى استقام لهم، ووضعوا أيديهم، فلم يزل عمرو قائمًا حتى وضعوا القبلة[1].
وكان المؤذن الراتب في ولاية عمرو رضي الله عنه لهذا المسجد، أبا مسلم اليافعي رضي الله عنه، وكان من عادته تبخير هذا المسجد.
وقد لقب مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه بعدة أسماء، مثل: المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، وغيرها من الأسماء الأخرى. وقد ذكر ابن عبد الحكم في (فتوح مصر) أعمال الترميم والتوسعة التي أُحدثت في مسجد عمرو رضي الله عنه حتى خلافة المأمون العباسي، فقال: إن مسلمة بن مخلد الأنصاري زاد في المسجد الجامع بعد بنيان عمرو له، ومسلمة الذي كان أخذ أهل مصر ببنيان المنار للمساجد، كان أخذه إياه بذلك في سنة ثلاث وخمسين، فبنيت المنار، وكتب عليها اسمه، ثم هدم عبد العزيز بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه. ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي، وهو يومئذٍ واليه على أهل مصر فهدمه كله، وبناه هذا البناء (أي ما كان على عهد ابن عبد الحكم) وزوّقه، وذهب رءوس العمد التي هي في مجالس قيس، وليس في المسجد عمود مذهَّب الرأس إلا في مجالس قيس، وحوَّل قرة المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل، فكان الناس يصلون فيها الصلوات، ويجمعون فيها الجُمَع، حتى فرغ بنيانه. ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة، ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك سنة ثلاث عشرة ومائتين، وأدخل فيه دار الرمل ودورًا أخرى من الخطط[2].
واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، حتى قال ابن فضل الله العمري في موسوعته التي ألفها في القرن الثامن الهجري (المسالك): "مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، ولا يخلو من سكنى الصلحاء".
ولا يزال مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصلِّي.
[1] السيوطي: حسن المحاضرة 1/47.
[2] ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص147.
إيمان محمد ديب طهماز
05-05-2019, 08:49 PM
و عاد رمضان من جديد
و لنتذكر معا ماحدث في هذا الشهر الفضيل من أحداث تاريخية هامة
كان لها الأثر الجميل في تاريخ الأمة الإسلامية
هنا سنتابع معا تدوين أهم الأحداث التاريخية الممتدة من عهد رسول الله صلى الله عليه و سلّم
حتى يومنا هذا بإذن الله
كل عام و أنتم بخير جميعا
رشا عرابي
05-05-2019, 09:06 PM
مع إيمان وبركات رمضان
تعمّ الفائدة أرجاء المكان
لقلبك الراحة والرضوان يا روح
صالح العرجان
05-07-2019, 08:58 AM
نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام
ابتدأ نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام في أعظم شهرٍ من شهور السنة الهجرية وهو شهر رمضان المبارك، كما أجمع على ذلك علماء الأمة الإسلامية، أمّا اليوم الذي كان فيه نزول الوحي فقد اختلف فيه العلماء، فقيل أنّه اليوم الثامن عشر، وقيل اليوم التاسع عشر، وقد رأى المباركفوري صاحب كتاب الرحيق المختوم في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بعد النظر في الدلائل والقرائن أنّ هذا اليوم قد صادف اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان، الموافق لليوم العاشر من شهر أغسطس سنة 610 للميلاد، حينما سمعت آذن النبي الكريم لأولى آيات كتاب الله تعالى يتلوها عليه جبريل عليه السلام وهي قوله جلّ من قائل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق:1].
صالح العرجان
05-07-2019, 09:02 AM
حدث [ حدث وما ( ليله القدر ) يزال يحدث ]
هذه الليلة خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات حتى مطلع الفجر
ضوء خافت
05-08-2019, 02:47 PM
توفيت السيدة خديجة بنت خويلد بعد وفاة عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام
وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين عام 620م،
ولها من العمر خمس وستون سنة، وكان مقامها مع رسول الله بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر،
ودفنها رسول الله بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وحزن عليها النبي ونزل في حفرتها،
وتتابعت على رسول الله بموت أبي طالب وخديجة المصائب لأنهما كانا من أشد المعضدين له المدافعين عنه
وسُمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة بعام الحزن،
ولم ينسَ رسول الله محبته لخديجة بعد وفاتها وكان دائما يثني عليها ولم يتزوج عليها حتى ماتت إكراما لها،
وقد كانت مثال الزوجة الصالحة الوفية، فبذلت نفسها ومالها لرسول الله وصدقته حين نزل عليه الوحي
إيمان محمد ديب طهماز
05-08-2019, 06:40 PM
حدث في مثل هذا اليوم 3 رمضان 37هـ،
الحادثة الأشهر في التاريخ الإسلامي والتي حدثت عقب وقعة صفين بين جيشي العراق والشام، ﻇﻬﺮﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
عقب أيام قليلة على استخلاف علي بن أبي طالب، حتى بدأ الذين شاركوا في قتل الخليفة عثمان بن عفان في التسلسل إلى جيشه، لمحاولة الهيمنة عليه، أمر الإمام علي أمرًا بعد توليه الخلافة بإسقاط الولاة الذين عينهم عثمان من قبل ومنهم سعيد بن العاص والي الكوفة، ومعاوية بن أبي سفيان والي الشام فرفض وأصر على عدم مبايعة علي قبل القصاص من قتلة ابن عمه عثمان.
أما رأي علي أن يُبايع أولًا ثم تأتي خطوة القصاص لاحقًا، وقد رفض معاوية هذا القرار، فانقسم الصحابة إلى ثلاث أقسام، الطائفة الأولى: طلحة والزبير وعائشة ومعاوية، ترى هذه الطائفة أنه يجب التعجيل بالقصاص من قتلة عثمان، و الطائفة الثانية: فئة علي بن أبي طالب ومن معه ويرون حسم الخلافة أولًا ثم القصاص لاحقًا، أما الطائفة الثالثة: يمثلها سعد، وابن عمر، وأبو هريرة، ومحمد بن مسلمة، والأحنف، وأسامة بن زيد، وأبو بكرة الثقفي، ومعظم الصحابة، وترى هذه الطائفة اعتزال الجميع.
خرج علي بن أبي طالب بجيشه قاصدًا بلاد الشام لمقابلة معاوية والتشاور بشأن البيعة، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻓﺮﻳﻖ ﺃﺧﺮ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻟﻠﺘﻘﻮﻱ ﺑﺎﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺒﺪﺀ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺮﻭﺝ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻠﺼﻠﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺪﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﻉ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﺮﻳﻘﻬﻢ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﺎً ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻗﺘﻠﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻟﻜﻦ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺒﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ
ولما علم علي بذلك قرر تعديل وجهته إلى العراق أيضًا فتلك الخطوة اعتبرها خطيرة وهي أن يقوم معسكر آخر محسوب على الخلافة باتخاذ قرارات دون أوامره، وقد نصيحة الحسن ابنه بعدم الذهاب بالجيش إلى العراق.
عندما وصل إلى وادي ذي قار أنزل القعقاع بن عمرو للتفاوض مع طلحة والزبير في مدينة البصرة على شروط الرجوع ونجح فعلًا في إقناعهم بذلك.
فخرج قتلة عثمان في ظلام الليل ومعهم العديد من الأتباع وأشعلوا القتال في كل جبهة من المعسكرين فصاحوا أن (عليّا قد خان الهدنة) وصاح الخائنون في معسكر علي (أن الزبير وطلحة يحاولون قتل الإمام) فتقاتل الجيشان وأدرك علي فورًا أنها خيانة لما رأى أن الجيش يدافع عن الجمل الذي تركبه السيدة عائشة.
فقرر علي الانتهاء سريعًا من تلك الكارثة فأمر بذبح الجمل وتخليص عائشة ولما انتهت المعركة التي استغرقت 4 ساعات كان المعسكران قد خسرا آلاف الجنود أبرزهم الصحابي طلحة بن عبيد الله.
وانتهت معركة الجمل بتحقيق انكسار حاد في المعسكر الإسلامي بقيادة علي وتحقيق نصر معنوي لجيوش العراق.
للمرة الثانية ينصح الحسن بن علي ابن أبي طالب أباه ألا يذهب للقتال ضد معاوية، مما فيه خطورة على المسلمين وإراقة الدماء.
خرج معاوية ومعه جيشه في منطقة صفين من بلاد الشام وبدأت المراسلات بين علي و معاوية على السمع والطاعة والقصاص، لكن لم تنجح تلك المراسلات فبدأ القتال بين الطرفين سقط على إثرها من معسكر علي الصحابي عمار بن ياسر.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ويح عمار .. تقتله الفئة الباغية"، كما قال النبي لعمار "أنه سيموت في قتال بين فئتين مؤمنتي" فعلم جيش معاوية أنهم على خطأ.
ومن هنا قرر معاوية بتخطيط من عمرو بن العاص أن يحتكم إلى القرآن الكريم فيما يعرف بواقعة التحكيم ووافق عليها علي بن أبي طالب.
فاختار معاوية طرفًا مفاوضًا من جيشه هو عمرو بن العاص بينما اختار علي بن أبي طالب المفاوض أبو موسى الأشعري لتقع بينهم عمليه التحكيم.
بعد التحكيم وانتهاء المعركة بين الطرفين دون بيعة أحدهم للآخر قرر علي بن أبي طالب أن يتنازل عن بلاد الشام لصالح معاوية ويبقي تحت سلطته بلاد العراق والكوفة والمدينة ومكة ووافق الطرفان.
وتعتبر واقعة التحكيم اشتعلت الخوارج لقتل الإمام علي ، وتولى من بعدهالحسن رضي الله عنه ابنه الذي قرر وقف الحروب نهائيًا فذهب في كتائب لمقابلة معاوية وهناك بايعه أميرًا للمؤمنين وتنازل هو عن الخلافة حقنًا لدماء المسلمين.
إيمان محمد ديب طهماز
05-08-2019, 06:43 PM
وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها:
في الثالث من شهر رمضان الموافق 21 نوفمبر 632م
تُوفيت فاطمة الزهراء بنت الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم سبطي الرسول الحسن والحسين رضي الله عنهما.
سيرين
05-10-2019, 10:29 PM
في الخامس من رمضان قبل هجرته صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحرم وفيه جمع كبير من قريش، فيهم سادتهم وكبرائهم فقام فيهم وفاجأهم بتلاوة سورة النجم ولم يكن أولائك الكفار سمعوا كلام الله من قبل لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضا من قولهم « لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون « فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة وقرع آذانهم كلام إلاهي خلاب وكان أروع كلام سمعوه قط اخذ مشاعرهم ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إلية لا يخطر بباله شيء سواه حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة «فاسجدوا لله واعبدوا « ثم سجد فلم يتمالك احد نفسه حتى خروا ساجدين وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين، وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتروا عليه انه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير وانه قال عنها ما كانوا يرددونه دائما من قولهم : « تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهم لترتجى جأروا بهذا الأفك المبين ليعتذروا عن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس يستغرب هذا من قوم كانوا يألفون الكذب.
\..:icon20:
رشا عرابي
05-11-2019, 09:03 AM
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 532 ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 17 ﻣﺎﻳﻮ 1138 ﻡ، ﺣﺪﺙ ﺃﻭﻝ ﻧﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻧﻜﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺤﻠﺐ
:icon20:
ضوء خافت
05-15-2019, 12:11 PM
بعض مما حدث في مثل هذا اليوم
العاشر من شهر رمضان
أحداث :
648 هـ - انتصار المسلمين على الصليبيين في معركة المنصورة حيث أسر الملك لويس التاسع قتل عدد كبير من جنوده.
853 هـ - الأمير عبد اللطيف بن ألغ بك يأمر باغتيال والده ألغ بك بن شاه روخ خامس الأمراء التيموريين وذلك خلال سفره إلى مكة.
1320 هـ - افتتاح الخزان التابع لسد أسوان في مصر.
1337 هـ - تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق.
1387 هـ - جورج حبش يعلن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
1393 هـ - اندلاع حرب العاشر من رمضان التي خاضتها مصر وسوريا ضد إسرائيل لاسترداد الأراضي التي احتلتها الأخيرة في حرب النكسة.
1431 هـ - آخر الوحدات القتالية الأمريكية تغادر العراق قبل نحو أسبوعين من الموعد النهائي لانسحابها وإنهاء المهام القتالية للجيش الأمريكي بالعراق وذلك بعد حوالي سبعة أعوام ونصف العام على الغزو الأمريكي.
1436 هـ -
تفجير إنتحاري إستهدف جامع الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت أسفر عن مقتل 27 شخص وإصابة 227 آخرين على الأقل.
تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يتبنى مهاجمة فنادق سوسة وتفجير مسجد الإمام الصادق وهجوم سان كانتان فالافييه، والتي خلفت أكثر من 62 قتيل في الدول الثلاث.
وفيات :
3 ق. هـ - خديجة بنت خويلد، زوجة الرسول محمد وأول الناس إيمانًا برسالته.
سيرين
05-23-2019, 12:31 AM
17 رمضان غزوة بدر الكبرى
المعركة الرمضانية الأولى وتجربة النصر الاولى
وقعت في السنة الثانية للهجرة
أي بعد خمسة عشر عاما من ابتعاث النبي عليه الصلاة والسلام .
\..:icon20:
سيرين
05-25-2019, 01:20 PM
20 رمضان
فتح مكة غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة
استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية.
\..:34:
عبدالله القرني
05-25-2019, 02:47 PM
19/9/1420
19/9/1440
شكراً يا نوف ☺
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,