تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديثُ واصِب !


فرحَة النجدي
08-03-2012, 10:33 PM
حَديثٌ واصِب !



مِن دونِ مُقدِماتٍ ، هَكذا ، كَأَي دابةٍ يُطلق للجامِها العَنان أَطلقتُ بِاﻷمسِ قَدمايّ لـ تَقودانِني حيثُ هُم ، قِطعُ القلب المُفقودة !
يَضحَكُ صاحِبي الجَميل كُلما أَخبرتُه أَن قلوبَنا أَصبحت مُرقعة كـَ لوحِ شطرنج ، المعتِمُ مِنها مفقود وَ إحتماليةُ استحالة البياض
للعتمة أَمرٌ وارِدٌ أيضاً عَلى مُر اﻷيام ، تُرى كيفَ سنعيشُ إِن تَحولَ اللوحُ إلى السوادِ كُله !

إِلى اﻵنِ مُحتارةٌ في شوقِ مَن يَكبرُ إِليّ فـ يَجرني إِلى هُناك حيثُه ؟! كانتْ فرحَةً باﻷمس ذَهبتُ ﻷحضرُها فوجدتُني بتلقائيةٍ
أُردد : السلامُ عليكُم دارَ قومٍ مؤمنين ! يا لَدَهشتي حينَ وَجدتُني قفلتُ من الحَفل الّذي لم يَرُق لي مُروراً بالمِقبرة !

إِنّي إِذْ ارتديتُ اﻷخضَر يومَ أَمسٍ حضَر راشد في كامِل بهائهِ أَمامَ ناظِريّ ﻷسمعهُ يُردد ستريْن صَنيعي يومها ،
كان يُحضر ليومٍ أَكبر لي أَرتدي فيهِ خماراً أَخضر وَ يَرقُص من أَجلي بِسعادة ، وَ لكنها اﻷيامُ لا تُمهِل أَحد
و المَوتُ يتربصُ باسِماً بِخبثٍ بِكُل لذةٍ وَ فرح . وَ بقيتْ أُمنيتهُ مُعلقةً كـَ باقي اﻷُمنيات الـ تُشبهُ المُستحيل الـ رُبما كَسرت
القاعِدة وَ تَحررتْ بِفعل معجِزة .!

الصالِحونَ يعطونَ بِلا مُقابل ، هكذا كان راشد وَ أَنا أُحاوِل أَن أَكون مِثله ، و لكِنني ما بلغتُ موطِئ قدمَيه !
بلغَ حُبه قلوب الجميعِ فشيعَه الكِبار وَ الصِغار ، النِساء وَ الرِجال ، مَن عَرفه وَ مَن لمْ يعرِفه ، ضُباطُ الوِحدة المنتظِم فيها
وَ أَفرادها ، وَ كَثيرون حضَروا فقط مِن أَجل الصَلاةِ عليه ، لقَد رَأيتُ بِأُم عينيّ كيف قَبلت عَجائز الحارة جبينَه وَ هُو مُسجى
في كَفَنه . عَنهُ أَجتهِدُ لأَخذ جَمالِ روحِه و لكِن يا تُرى هلْ عليّ أَنْ أَموتَ ﻷعلمَ مَن يُحبني
وَ مَن يُجاملني بِما لا يَلزمني البَتة ؟!

قَبل فترةٍ بسيطَة أَضحكتني إِحدى الـ يُفترضُ بهم أنْ يكونوا أَداةَ بناءٍ في المُجتمع حينَ لمحَت إلى أَنني أُحاول مُصاحبتها
لمَصلحة ما حَدى بي ﻷنْ أَحجبني عَنها طوعاً وَ حمدتُ اللّه أَن لمْ يُيسر لي يوماً لقاءً بِها بِرغم سعْيي الحَثيث لِذلك وَ لم
يُهيء يوماً لها فُرصَة ﻷنْ تَتكرم عليّ بِشيء . بعضُ مُثقفينا ثقافتُهم هُراء ، مُجرد حبرٍ عَلى وَرق يُجيدون تَنظيم اﻷفكار
وَ رصفِها عَلى هيئةِ حروفٍ مُنمقة ، أَما عَلى أَرض الواقِع فَلا يُعمِلون إلّا قلوبَهم المَريضة وَ عُقولهم الصَدِأة .
بِبساطة هُم على أرضِ الواقع أَضل مِن حِمار جُحا ، أَهكذا تُقال ؟!

البعضُ يَظُن أَنّني أَكتُب راشِد ﻷنَني حَزينة وَ يعزون ذلكَ لنقصٍ في إيماني بِاللّه و تَسليمي بِالرضا وَ القدر ! المُهرجون ،
أَوما يُدركونَ أَنّ بعضَ اﻷرواحِ وَ إن فُقدت لا تبرحُ موضِعها مِن القلبِ حُباً وَ سلوى ؟!
أَنا لستُ حَزينة ، أَنا أَرقُب ساعةً يقولُ اللّه فيها لـ أُمنيتيّ كونا في الدُنيا وَ اﻵخِرة فـ تكونانِ دونَ تعبٍ وَ وَصب وَ نصَب ،
لِذا ليتَهُم يَكفون عن الثرثرةِ وَ الكَلامِ الـ لا طعمَ وَ لا وزنَ له وَ يتركوني وَ ربي فَهو الوَحيد الذي لا يسيءُ الظَن بي وَ لا يسيءُ فَهمي .

لـ راشِد صورةٌ تمويهية بينَ اﻷشْجار ، كانَ يرتَدي زياً تنكرياً كـ لونِ الشجِر حاملاً بُندقيته ، كان قناصاً .
كُلما تأملتُها وَ سَنا البراءَة في وَجهه شعرتُ أَن هذِه الدُنيا حقاً لمْ تُخلق لِمثله .

بالمُناسبة كانَ راشِد من مَواليد الثامِن من أَغسطس لعام ست و ثمانين بعد التسعمائة و اﻷلف للميلاد ،
أيّ بعدَ خمسَةِ أَيامٍ تحديداً سَيُكمِل الخامِسة وَ العِشرين لو أنهُ كانَ هُنـــا !


الجُمعة : 3 أغسطس 2012 م

موزه عوض
08-03-2012, 11:11 PM
تقشعر الأبدان لهذا حديث وجم الملامح واكتظ بفراغ لا يخلو من الصمت ..

فرحة ..حبيبتي ..كم أحبكِ حين تتقنين الصوت حتى في الخفاء ..

جميلة ..ودعوة لفرح يلامس قلبكِ

أحمد آل زاهر
08-04-2012, 12:10 AM
..
..

كل الشكر يا فرحة على هذا النص ..
قد وصلَ إلى طريقه بلا حواجز ..
حسبي بأنّ القلوب الصادقة لا يدخلها إلا الحرف الصادق ..
وقد فعلت ...

أذاقك الله نصيباً وافراً من اسمك ..

..

مياسين
08-04-2012, 02:27 AM
هذه السّطور لها صوت رعدّي كبير
تلمسين سطح القلب يا فرحة حينما تكتبين ..

ما أجمل كل ما هنا :34:

عبدالرحيم فرغلي
08-04-2012, 02:39 AM
أَن قلوبَنا أَصبحت مُرقعة كـَ لوحِ شطرنج ، المعتِمُ مِنها مفقود وَ إحتماليةُ استحالة البياض
للعتمة أَمرٌ وارِدٌ أيضاً عَلى مُر اﻷيام ، تُرى كيفَ سنعيشُ إِن تَحولَ اللوحُ إلى السوادِ كُله !
ما أجملها من فكرة .. ومن صياغة ، ليس من السهل صياغة هذا المعنى بصياغة رائعة كهذه .. شكرا لك أن منحتني هذا الجمال .
=======
إِلى اﻵنِ مُحتارةٌ في شوقِ مَن يَكبرُ إِليّ فـ يَجرني إِلى هُناك حيثُه ؟!
هذه العبارة توقفت عندها .. أحاول فهمها . ولكن بلادة ذهني توقفت عندها .
=======
قَبل فترةٍ بسيطَة أَضحكتني إِحدى ....................................
هذا المقطع وأنا أقرأه .. قلت ما علاقته بما سبقه وبما يليه ، وأنتبهت أنك ذكرت راشد الصالح الذي يعطي بلا مقابل ، والذي لا يعطي ولا يصادق إلا لمصلحة .
========
معذرة .. فترة من انتسابي لأبعاد وألفتى مع الأعضاء الذين أعرفهم .. تجعلني أتجرأ بالبوح برأي المتواضع .. وإن شاء الله ما أزعجك ..
ألف تحية وتقدير

عبدالإله المالك
08-04-2012, 02:52 PM
فرحة

رمضانك طاعات وجماليات

هالتني هذه اللغة السليمة المنداحة على شغاف الكلمة

تقبلي الود والورد

نوف سعود
08-04-2012, 11:55 PM
البعضُ يَظُن أَنّني أَكتُب راشِد ﻷنَني حَزينة وَ يعزون ذلكَ لنقصٍ في إيماني بِاللّه و تَسليمي بِالرضا وَ القدر ! المُهرجون ،
أَوما يُدركونَ أَنّ بعضَ اﻷرواحِ وَ إن فُقدت لا تبرحُ موضِعها مِن القلبِ حُباً وَ سلوى ؟!

حزن الحبيب على الصلاة والسلام لوفاة عمّه أبي طالب في نفس العام وسمى ذلك العام ( بعام الحُزن ) ..!
هذهِ الخنساء تماضر بكت أخيها أشد البُكاء وكتبت فيه أبلغ الرثاء فلم يعتب أحداً عليها ..؟

الحُزن يا فرح مدينه قابعٌه في أقصى الوتين في كُل إنسان ..!
ومن تجرد منه وقد مرّت عليه مواقف داميه فلا أظنه بإنسان ..؟

رحم الله راشداً وجميع أموات المسلمين وغفر لهم وتجاوز عنهم ..!

فرحة / أكتبي للحُزن وعنه حتى تجري أودية المشاعر منه فإنهم قومٌ لا يشعرون ..!!
تقديري ومتابعتي وودي .. :34:

عبدالعزيز العميري
08-05-2012, 01:39 AM
الحزن هو الذي يحفزنا على الكتابة ، كيف لنا ان نكتب دون ان نحترق ...

انه آب الحزين ، سوف أعلَّق نفسي هنا على مشاجب الوجع ...

رحم الله راشد

كنت هنا

علي آل علي
08-05-2012, 02:56 AM
اجتمعت هذه المفردات في عزاء لراشد ذو الخمسة وعشرون عاماً وإن لم يتمها
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

فرحَة النجدي
08-07-2012, 01:36 AM
تقشعر الأبدان لهذا حديث وجم الملامح واكتظ بفراغ لا يخلو من الصمت ..

فرحة ..حبيبتي ..كم أحبكِ حين تتقنين الصوت حتى في الخفاء ..

جميلة ..ودعوة لفرح يلامس قلبكِ




لـ الله أعلم بأنّي أَفرحُ بكِ في كُل حضور .
من القلب ممتنة ؛ حتى يبلغ الإمتنانُ حجم قلبكِ .

طبتِ يا صديقتي .

فرحَة النجدي
08-07-2012, 01:42 AM
..
..

كل الشكر يا فرحة على هذا النص ..
قد وصلَ إلى طريقه بلا حواجز ..
حسبي بأنّ القلوب الصادقة لا يدخلها إلا الحرف الصادق ..
وقد فعلت ...

أذاقك الله نصيباً وافراً من اسمك ..

..



أحمد ، اللهم آمين .
أسأل الله أن يرزقك أضعاف ما تمنيته لي .
أسعد الله قلبك أن أسعدتني بما كتبت .
ممتنة يا أخي ..

نادرة عبدالحي
08-08-2012, 08:46 PM
وأحببتُ دوما أن أُناديكِ غاليتي فَرحة
وبياض الوشاح خلف السحاب يستغيث ورد تحت أقدام قلمكِ
زين أطراف الوشاح يا ورد لِأحقق رؤيا تواردت من القلب الثائر هنا
قولي لي أنحن من نستبد أنفسنا ونشتري لها جميع المقاصل المتوارثة؟
قولي لي أهي عادة أصبحت شرب الحزن على الريق في الصباح ؟
أشتقتُ لكِ
ورأيتها تشبه عقدا حول معصمكِ يا غالية أبيات للشاعر
حمد سعد الحجي
تُغنّي على الدوح الوريق حمامةٌ*** فيحسبه المحزونُ لحنَ بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنُّها *** حليفَ الهنا تُشجي الورى بغِناء
ألا إنما بِشْرُ الحياة تفاؤلٌ *** تفاءلْ تعشْ في زمرة السعداء

سارة النمس
08-09-2012, 02:31 AM
يا فرحة عاملي راشد مثلما أعامل دلال .. رحمهما الله
بالأيام الأولى و بالسنوات الأولى كنت أمضي ساعات بالبكاء أتخبط ألما ووجعا
و لكن بعدها تعلمت كيفية التعايش مع موت الأحباء .. أنا أتصرف كأنها لم تمت
هي حاضرة معي أينما ذهبت .. و لا يمكن لي أن أحذفها من قائمة العائلة إن ذكرت الجميع
و كي أعوض ذلك الفراغ .. وجدتني أكتب لها رسائل .. و التي لن أنشرها أبدا
و لن أسمح لأحد بأن يقرأها .. بالرسائل طكل حواراتنا التي بدأت و لن تنتهي
إلى أن ألحق بأختي .. التي اختطفها مني الموت ذات مساء .. و هي تعبر الطريق
كي تشتري أيس كريم ! فماتت و كيس الحلوى بيدها و الايس كريم أيضا !
آه يا فرحة بالقلب جروح لا يمكن لها أن تلتئم .. و بالذاكرة صور لا يمكن لها أن تزول
تلك القبل الأخيرة و الدموع الأخيرة .. و ذلك التابوت يفارق الباب
ما يعزيني حقا .. " أن كل من عليها فان "
عندما أجد نفسي أفكر بهذه الفلسفة .. لا أحزن على أحد
لأنني مؤمنة بالعالم الآخر
الله يصبرني و يصبرك و يصبر كل الي قلبهم محروق

اعتبريني صديقة لك
سارة

فرحَة النجدي
08-10-2012, 05:47 PM
هذه السّطور لها صوت رعدّي كبير
تلمسين سطح القلب يا فرحة حينما تكتبين ..

ما أجمل كل ما هنا :34:



رُبما تُرعِد في ذاتها و لكنها ما أمطرتْ بعدُ يا مياسين .

يا ربْ

ما أبهى حضورك صديقتي ،
شكرا لك .

فرحَة النجدي
08-10-2012, 05:57 PM
أَن قلوبَنا أَصبحت مُرقعة كـَ لوحِ شطرنج ، المعتِمُ مِنها مفقود وَ إحتماليةُ استحالة البياض
للعتمة أَمرٌ وارِدٌ أيضاً عَلى مُر اﻷيام ، تُرى كيفَ سنعيشُ إِن تَحولَ اللوحُ إلى السوادِ كُله !
ما أجملها من فكرة .. ومن صياغة ، ليس من السهل صياغة هذا المعنى بصياغة رائعة كهذه .. شكرا لك أن منحتني هذا الجمال .


شكرا لك ، تستحق أعينكم أكثر من هذا الـ بعض مما عندكم .


=======
إِلى اﻵنِ مُحتارةٌ في شوقِ مَن يَكبرُ إِليّ فـ يَجرني إِلى هُناك حيثُه ؟!
هذه العبارة توقفت عندها .. أحاول فهمها . ولكن بلادة ذهني توقفت عندها .


أتساءل عن الروح / المتوفى الذي لا يزال تجذبني المقبرة إليه
رُبما راشد ، و رُبما آخر

=======
قَبل فترةٍ بسيطَة أَضحكتني إِحدى ....................................
هذا المقطع وأنا أقرأه .. قلت ما علاقته بما سبقه وبما يليه ، وأنتبهت أنك ذكرت راشد الصالح الذي يعطي بلا مقابل ، والذي لا يعطي ولا يصادق إلا لمصلحة .


هكذا لأقول أني أخت ذلك الرجل و ما ورثت عنه إلا طيباً و إن لم أبلغ طيبه .
و الحقيقة كنت قد قررت إزالتها فنصحتني إحدى الصديقات بالإبقاء عليها و لذا فعلت .
بيد أني لا أرى فيها تعارضاً ، رُبما هي العين الواحدة كما تعلم :$

========
معذرة .. فترة من انتسابي لأبعاد وألفتى مع الأعضاء الذين أعرفهم .. تجعلني أتجرأ بالبوح برأي المتواضع .. وإن شاء الله ما أزعجك ..
ألف تحية وتقدير


و لم الإعتذار يا عبدالرحيم ، ندع هذا للذين جاءو من بعدنا ،
رُبما كُنتَ أخبرهُم بي ، أني أحب نقدي و أتقبله بصدرٍ رحيب ..


بل إنني ممتنة لك جدًا أيها العزيز ..

تقديري

فرحَة النجدي
08-13-2012, 03:52 AM
فرحة

رمضانك طاعات وجماليات

هالتني هذه اللغة السليمة المنداحة على شغاف الكلمة

تقبلي الود والورد


كريم هذا الحضور الـ أكرمتني به يا عبدالإله ،
ممتنة لكَ كثيراً .

عبد الرزاق دخين
08-14-2012, 02:19 PM
ربما سميت القلوب بالقلوب نتيجة لطبيعة تقلباتها من حالٍ
إلى حال!، وربما أيضًا أن إحتمالات تحول البياض إلى سواد
إحتمالات قائمة!، والعكس بالعكس صحيح!، ولكن.. يا هل
ترى.. هل هنالك من القلوب ما يمكن أن نلصق بها صفات،
ومسميات البياض، والسَّواد؟!.

ما أشبه الأشياء بالأشياء!.

كلما أردنا أن نرسم المشاعر بالكلمات لا بد لنا من أن نخضب
البياض بسواد الحبر، بيد أن ذلك ليس قاعدة مبنية على صفتي السَّواد،
والبياض، لكنه تشبيه حِسِّي بين النُّور، والظلام،
وإذا ما غايرنا الفكرة، كتشبيه، فأننا نستطيع أن نرسم البياض
على السَّواد، وربما أن لسواد "السَّبورة"، وبياض الطَّباشير
علاقة ما تدل على كيفية حفر النَّوافذ في جدار الظَّلام، وإذا ما
صح التَّشبيه هنا، فإن القلوب في أصلها بيضاء، غير أن
المجتمعات بطبيعتها السِّيافكرية، والثَّقإجتماعية/المؤثرات هي
الَّتي توقد مشاعل النُّور بأروقة العقل، وأيضًا هي الَّتي ترسم
الظَّلام - إذا ما وجد - على جدران القلوب، ولا يمنع ذلك وجود
من يشذ عن القاعدة.

الرَّائعة / فرحة.

كم أنتِ جميلة!، وكم هو جميل راشدك!..
- أدركتُ ذلك بقولك (( شعرتُ أَن هذِه الدُنيا حقاً لمْ تُخلق لِمثله ))،
وهكذا قول يغاير قاعدة الجزئيات، والكليات، لينم عن ملائكية
راشد في ناظريكِ -، وكم هو جميل أن يحتذى به!.

طيب الله قلبكِ بالأفراح،
والمسرات.

لكِ من الودِّ ما يليق.

فرحَة النجدي
08-22-2012, 09:25 PM
حزن الحبيب على الصلاة والسلام لوفاة عمّه أبي طالب في نفس العام وسمى ذلك العام ( بعام الحُزن ) ..!
هذهِ الخنساء تماضر بكت أخيها أشد البُكاء وكتبت فيه أبلغ الرثاء فلم يعتب أحداً عليها ..؟

الحُزن يا فرح مدينه قابعٌه في أقصى الوتين في كُل إنسان ..!
ومن تجرد منه وقد مرّت عليه مواقف داميه فلا أظنه بإنسان ..؟

رحم الله راشداً وجميع أموات المسلمين وغفر لهم وتجاوز عنهم ..!

فرحة / أكتبي للحُزن وعنه حتى تجري أودية المشاعر منه فإنهم قومٌ لا يشعرون ..!!
تقديري ومتابعتي وودي .. :34:





صدقتِ و الله يا نوف ،
تحضرين فـ تتراقصُ حولي زنابِق روحك ،
شكرا لكِ كثيراً يا حبيبتي .

فرحَة النجدي
08-27-2012, 09:54 PM
الحزن هو الذي يحفزنا على الكتابة ، كيف لنا ان نكتب دون ان نحترق ...

انه آب الحزين ، سوف أعلَّق نفسي هنا على مشاجب الوجع ...

رحم الله راشد

كنت هنا


صدقت ، في الحُزن يأتينا الحرفُ طوعاً حال إمساكنا بالقلم و تفيض به محابرنا ،
الحُزن أصدق محفز على الكتابة .

سرني هذا الحضور أخي عبدالعزيز ،
حُييت ، ممتنة لك كثيراً .

فرحَة النجدي
08-27-2012, 10:02 PM
اجتمعت هذه المفردات في عزاء لراشد ذو الخمسة وعشرون عاماً وإن لم يتمها
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته


اللهم آمين ،
شكرا لكَ كثيراً يا علي .

فرحَة النجدي
08-29-2012, 10:15 PM
وأحببتُ دوما أن أُناديكِ غاليتي فَرحة
وبياض الوشاح خلف السحاب يستغيث ورد تحت أقدام قلمكِ
زين أطراف الوشاح يا ورد لِأحقق رؤيا تواردت من القلب الثائر هنا
قولي لي أنحن من نستبد أنفسنا ونشتري لها جميع المقاصل المتوارثة؟
قولي لي أهي عادة أصبحت شرب الحزن على الريق في الصباح ؟
أشتقتُ لكِ
ورأيتها تشبه عقدا حول معصمكِ يا غالية أبيات للشاعر
حمد سعد الحجي
تُغنّي على الدوح الوريق حمامةٌ*** فيحسبه المحزونُ لحنَ بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنُّها *** حليفَ الهنا تُشجي الورى بغِناء
ألا إنما بِشْرُ الحياة تفاؤلٌ *** تفاءلْ تعشْ في زمرة السعداء



لا أدري يا نادِرة ، غيرَ أنّ الحُزن لم يعُد زائراً بغيضاً أبداً ،
بل مُرحبٌ به على الدوّام ، أًصبح جزءاً لا يتجزأ منّا ،
لذا نحنُ نضحك و إن تكدست الأحزان فوق بعضها بداخِلنا يا صديقتي.


إشتقت روحكِ الطيبة أكثر و الله ،
شكراً عليك يا نادِرة .

ألف تحية و تقدير .

فرحَة النجدي
08-29-2012, 10:51 PM
يا فرحة عاملي راشد مثلما أعامل دلال .. رحمهما الله
بالأيام الأولى و بالسنوات الأولى كنت أمضي ساعات بالبكاء أتخبط ألما ووجعا
و لكن بعدها تعلمت كيفية التعايش مع موت الأحباء .. أنا أتصرف كأنها لم تمت
هي حاضرة معي أينما ذهبت .. و لا يمكن لي أن أحذفها من قائمة العائلة إن ذكرت الجميع
و كي أعوض ذلك الفراغ .. وجدتني أكتب لها رسائل .. و التي لن أنشرها أبدا
و لن أسمح لأحد بأن يقرأها .. بالرسائل طكل حواراتنا التي بدأت و لن تنتهي
إلى أن ألحق بأختي .. التي اختطفها مني الموت ذات مساء .. و هي تعبر الطريق
كي تشتري أيس كريم ! فماتت و كيس الحلوى بيدها و الايس كريم أيضا !
آه يا فرحة بالقلب جروح لا يمكن لها أن تلتئم .. و بالذاكرة صور لا يمكن لها أن تزول
تلك القبل الأخيرة و الدموع الأخيرة .. و ذلك التابوت يفارق الباب
ما يعزيني حقا .. " أن كل من عليها فان "
عندما أجد نفسي أفكر بهذه الفلسفة .. لا أحزن على أحد
لأنني مؤمنة بالعالم الآخر
الله يصبرني و يصبرك و يصبر كل الي قلبهم محروق

اعتبريني صديقة لك
سارة





آه يا فرحة بالقلب جروح لا يمكن لها أن تلتئم .. و بالذاكرة صور لا يمكن لها أن تزول
تلك القبل الأخيرة و الدموع الأخيرة .. و ذلك التابوت يفارق الباب



جسده البارد المسجى بلا حراك ،
عيناه المغلقتانِ إلا قليلاً كعادته و هو نائم ،
أنفه الدامي ،
شفتاه المنفرجتان عن صفي أسنانٍ مرتبان جداً ,!

القبلة و المناجاة الأخيرة ،
إنّها يا سارة تقدح في ذاكرتي و كأني أقف عليها الآن !

أعيشه نعم ، أنا أعيشه و لا زلت أعدهُ معنا ولا أنقصه منا أبداً ،
كُنا و أصبحنا .


أتشرّف بكِ يا صديقتي ،
شكراً لكِ ، عليكِ يا جميلة الروح
و رحم الله دلال ، طيرُ جنةٍ ، طيرُ جنةٍ يا سارة .

:34:

فرحَة النجدي
08-31-2012, 08:55 PM
ربما سميت القلوب بالقلوب نتيجة لطبيعة تقلباتها من حالٍ
إلى حال!، وربما أيضًا أن إحتمالات تحول البياض إلى سواد
إحتمالات قائمة!، والعكس بالعكس صحيح!، ولكن.. يا هل
ترى.. هل هنالك من القلوب ما يمكن أن نلصق بها صفات،
ومسميات البياض، والسَّواد؟!.

ما أشبه الأشياء بالأشياء!.

كلما أردنا أن نرسم المشاعر بالكلمات لا بد لنا من أن نخضب
البياض بسواد الحبر، بيد أن ذلك ليس قاعدة مبنية على صفتي السَّواد،
والبياض، لكنه تشبيه حِسِّي بين النُّور، والظلام،
وإذا ما غايرنا الفكرة، كتشبيه، فأننا نستطيع أن نرسم البياض
على السَّواد، وربما أن لسواد "السَّبورة"، وبياض الطَّباشير
علاقة ما تدل على كيفية حفر النَّوافذ في جدار الظَّلام، وإذا ما
صح التَّشبيه هنا، فإن القلوب في أصلها بيضاء، غير أن
المجتمعات بطبيعتها السِّيافكرية، والثَّقإجتماعية/المؤثرات هي
الَّتي توقد مشاعل النُّور بأروقة العقل، وأيضًا هي الَّتي ترسم
الظَّلام - إذا ما وجد - على جدران القلوب، ولا يمنع ذلك وجود
من يشذ عن القاعدة.

الرَّائعة / فرحة.

كم أنتِ جميلة!، وكم هو جميل راشدك!..
- أدركتُ ذلك بقولك (( شعرتُ أَن هذِه الدُنيا حقاً لمْ تُخلق لِمثله ))،
وهكذا قول يغاير قاعدة الجزئيات، والكليات، لينم عن ملائكية
راشد في ناظريكِ -، وكم هو جميل أن يحتذى به!.

طيب الله قلبكِ بالأفراح،
والمسرات.

لكِ من الودِّ ما يليق.





العزيز عبدالرزاق ،

هطلتَ ودقاً ،
فَأثمرتَ بهِ ربيعاً ..!


ممتنةٌ لكَ وَ الله .