المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصر في الجنة


إيمان إبراهيم
10-24-2012, 11:58 AM
"زخـــــــــــــات"

يقول علي بن أبي طالب: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"!
خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل انسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم... إلا أن الله تعالى جعل منهم الغني والفقير، والهدف ليس الاستعلاء أو الطبقية... بل ليكمل بعضهم الآخر...فالغني مبتلى بماله وإخلاصه، والفقير مبتلى بجوعه وصبره، وعلى هذا الميزان يقع الحساب...
قال الحكماء: "الفقر رأس كل بلاء" فهو السبب الكامن خلف الكثير من الجرائم والسرقات... فكيف يستيقظ ضميراً في حالة الاحتضار؟!
إلا من رحم الله تعالى وقدر على الصبر ضد هذا العدو القاتل، لينال أجراً عظيماً بما صبر في الآخرة.
قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلائِكَتِهِ : ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَتُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، قَالَ : فَتَأْتِيهِمُ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ "سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
كثير هم من يتسائلون ماذا لو دفع كل غني زكاته صحيحة وكاملة، أيبقى فقير واحد فالأمة الإسلامية؟! في حال تحقق هذا الأمر، تُصان الأمة من السرقة والقتل والبلاء فكما يقول المثل "الجوع كافر" والكفر لا يحسب حساب الضمير والإله...
قد يستكثرها البعض ويرى أن هذا المال هو جهده الشخصي وعرق جبينه فكيف يضيعه على من لم يتعب لأجله... إذاً فلنذهب معاً في جولة جزيلة العطاء...
نستلم مال جهدنا العسير، فنضع نصفه أو أكثر في التوفير من أجل مشروع يدير علينا أموال طائلة نعمر بها بيتاً أو قصراً... وكثير منا يسهو عن عمارة قصر ثانٍ في مكان آخر!
قصر الأبدية الخالدة في الآخرة!
أليس القصر الأخير أبدى بالعناية والاهتمام بتجميله وتكبيره لأنه الأبقى؟!
فنحن لا نخسر فلساً واحداً عندما نتصدق على الفقراء والمحتاجين، بل الفائدة تعود علينا أضعافاً مضاعفة، فمنها أرضينا الله تعالى ورسمنا الابتسامة على وجوه المستضعفين، ومنها نحن في استمرار تعمير وتوسيع قصرنا وربما مدينتنا في جنة الخلد...
من عدل الله تعالى أنه خلق الغني والفقير، لا ليسعد هذا ويحزن ذاك.... بل ليسد كل منهما حاجة الآخر، وليخلق الألفة والمحبة والمودة بين الجميع، ولنعمر هذه الدنيا يداً بيد .... فنمشي وننطلق ونشيد معاً...
أما الخير فما زال يزقزق في قلوبٍ كثيرة استوعبته وأخلصت له... فهم يتسابقون إلى الصدقة ويتنافسون في زيادة رصيد توفير الآخرة وكأنهم في سباق سيعلن فائزه في آخر حلقة من الدنيا... فهؤلاء سباقون إلى الخير ... فزاعون إلى النداء... مناعون للشر... إنهم من يطمئنهم الله تعالى في قرآنه الكريم: "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ... وكيف لا وقد خصهم الله تعالى عن باقي الأنام بالخير ... ليغرقهم في بحر رحمته ... ويصلح أحوالهم المعووجة...
نداء خاص: ليس الفقر بعيب ... ولا رتق وجب اخفاءه... فالفقير ليس فقير المال وإنما فقير الأخلاق والدين... فلتصبر على بلاءك، واحتسبها عند الله تنال الأجر، وامتهن أي مهنة بالحلال مهما كانت بسيطة ولا تستصغرها حتى إن لم تدر عليك بالمال الوفير يرزقك الرزاق من جوده...
رجاء خاص: ليس الغنى غنى المال ... وإنما غنى الأخلاق والدين... اجعل نبيك قدوتك، والتزم بالزكاة المفروضة تستلم خيرِ الدنيا من الشكور وتتقي شرورها، وتكون من الفائزين في الآخرة...
فلنعمر قصر الجنة معاً ... ونرتع في ربوعها... فلا حزن ولا ألم بعد ذلك يتليها.
إيمــــــــــان إبراهيـــــــم

نوف سعود
10-27-2012, 03:49 AM
أثابك الله غاليتي / إيمان إبراهيم ..
وشكر الله لكِ كلماتكِ الروحانية ..
تقديري وإمتناني .. :34:

عبدالإله المالك
10-27-2012, 08:59 AM
إيمان
نص إيماني

روحك انطبعت على حروفك

ولكِ النور

تقبلي تحياتي

علي آل علي
10-27-2012, 07:57 PM
هي قراءة لحال العصر ، وحال الطبقات المتفاوتة ، فللنظر أيضًا لحقبة زمنية لعصر الخلافة الأموية ، كيف إدارة الدولة بالمُلك وما نتج عن ذلك ، وكيف إدارة الدولة على نهج الخلافة الراشدة ..
انظر إلى حكم الأمويين جميعهم وحكم أوسطهم تقريبا - عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه - وستلاحظ أن الشريعة في تطبيق أحكامها أمانة ثقيلة الوطء تنتج نتاجًا طيّبًا ..

الكاتبة / إيمان إبراهيم
كل عام وأنتِ بخير وعيدك سعيد

إيمان إبراهيم
10-28-2012, 12:32 AM
تسلمون على المرور الجميل ... وصدقت يا أخ علي... ليت بدال ما ينقال أحنا كنا وكنا ... يستفيدون من أسباب "كنا القادة" ويطبقونها ...

نادرة عبدالحي
11-10-2012, 02:47 AM
نحتاج بشدة لمثل هذهِ المقالات الروحانية
لِنعيد محاسبة أنفسنا كلما نهض الفجر معنا
إيمان بوركتِ يا طيبة المشاعر بوركتِ يا حريصة على أبناء أُمتكِ
وبارك الله من أمثالكِ

إيمان إبراهيم
12-07-2012, 02:02 PM
تسلمين اختي على المرور الجميل

عبدالله عليان
01-18-2015, 05:47 AM
لا إله الأ الله ,
جزاك الله خيراً , وجعلك لكِ يا إيمان من الإيمان ما شاء الله ,

نادية المرزوقي
01-20-2015, 10:42 AM
الفقر المعنوي يفتك بالصدور، مهما امتلأت الجيوب.
و هذا سبب كل كوارثنا.


:

ايمان إبراهيم،
ضوء انبلج، عله يفتك بظلمات صدورنا؛فتحال يقينا، و طمأنينة.

في ميزان حسناتكـ-آمين.