شهقات عطر !

[مَنَالْ أحْمَد]

1)

الماء والموسيقى
وشيء خفي يقرأ الغيب
يضع أذنيه على الأرض
يتدفق الارتواء
ترقص السنبلة التي لم تغرس بعد
وينضج الرطب المتكوّم في رحم نخلةٍ عاقر
الطفل الحزين يحتضن نفسه
الماء يلمس روحه
يولد اللون في حدقتيه
في خريفٍ ما
أصبح كبيراً بما يكفي
لأن يكون يتيماً
لا يسمع ولا يعطش !

2)
أرنو إليك
في الحلم والصحو
في اليقظة والسهو
آتيك من حيث لا أتمنى
دون أن أريد
أهرب مني
من ازدحام الشوارع
من ثرثرة الراديو
من ضجيج الشمس
من هدوئي
من شتاتي
لا أتجه إلا إليك
لا أصل إلا إليك !


3)
ومات الجسد
لم تنته الحكايات
لم يكف صراخ الطريق
لم تُكسر قامة الريح
لم يتوقف نواح النخل
لم تنم المدينة
لم تسقط الأحلام
لم يفرح البحر
مات الجسد
اغتسل الصباح من نعاس الموت
تطهرت الشمس بالدماء
انتعش الحبق
وابتسم جفن الحزن
مات الجسد
وُلد الشهيد
وبدأت كل الحكايات .!

[نادرة عبدالحي]

يضع أذنيه على الأرض
عندما تصغي المخلوقات لتنفس الارض تدرك أنها ليست وحدها
تتنفس نار الغربة ووجع الحياة . فللارض لغتها الخاصة واللبيب من يُحاول الإصغاء وفك رموزها
الطفل الحزين يحتضن نفسه
هذهِ الصورة لطفل يحضن نفسه هي مأساة خيه منال
تعني التشرد والفقر والظلم وإحتلال الأوطان من قٍبل الطغاة
صورة مؤلمة تشعل في الروح الجراح بحق طفولة مهددة بالإندثار
خيه منال لحضوركِ فجرا لا يعرف السبات

[سَارة القحطاني]

_


من الماء والموسيقى وحتى اندثار الجسد ثمة وقفاتٍ كثيرة لا مست في أعماقنا أشياءًا لطالما عجزنا عن كتابتها وتوثيقها بكل هذا الألق .. والإتقان .. سلمتِ يا منال

[نفيسة شادي]

منال
وأي سحر هذا يكمن في حروفك .. لمعان أزرق ..يومض تحت الغبار والموت
قطرات ماء الحياة
شهقة وشهقة وشهقة
وفي كل زفرة بداية لحياة أخرى
ليس هنا انتهاء ,,بل الانتهاء يصبح صورة رمزية للابتداء
من الموت والشهادة ولادة وولادة
راقني وسعدت اني قرأتك ..شكرا لك
تقبلي تحيتي ..نفيسة