علي آل علي
12-15-2012, 11:11 PM
في هذا اليوم تعلمّتُ شيئًا مهمًّا ، بأن أكون راضيًّا عن أدائي ، وألاّ أهتم بإرضاء غيري ، وأيقنت بصحة مقولة ( إرضاء الناس غاية لا تدرك ) فكم من مرّة سمعتها محاولًا إيحاء ذلك إلى نفسي بأنها مقولة صحيحة ولا غبار عليها ، ولكن في الحقيقة كنت أخادع نفسي ليس إلا ؛ لقد كنت أتوق بنهم إلى رؤية المعجبين ، مع علمي الشديد بخطورة التعلّق بهذا الحال ، إلّا أنّها رغبة النفس اللعوبة والتي لم تروّض بعد .
ولكنني لم أسلّم لهذا ، ومع التدريب الشديد والقاسي أحيانًا ، وأحيانًا أخرى يغلبني النعاس لأجد بأنني ما زلتُ مستيقظًا على وقع فتنة العجب - نعوذ بالله منها – استطعتُ بتوفيق الله أن أحلل هذا كي أصل إلى نتيجة مرضية تامّة الرضى .
إنّ مسألة الثقة والخيلاء مسألة عقيمة جدًا ، يصعب على كل ناجح التفريق بينهما ، فهما كالتوأم تمامًا ، متشابهان في الشكل ، مختلفان في المضمون ، فحتى المطلع والواعي قد يقع في هذا الاشتباه ، بأنّه يمضي بكل ثقة وهو في الواقع ثمل لحد النخاع بالخيلاء والغرور ، ولكي نفصل بينهما حينما نرى أحدهم ، فإن رأيناه يسهب في طرحه لأفكاره وكتاباته لا يبغي من ذلك إلّا أن تصفق لهُ الحشود بحرارة ، وما أن يعارضه أحد أو ينقدهُ في اقتباس ما حتى نجده يتضجر ويمتعض ويبدأ برمي الشتائم نكالًا بمن اعترض طريق خيلائه ، هذا إن تفاعل مع الأمر بجدية مجاهرًا بأفعاله ، وإلا فإنّه سوف يعرض عنه ولا ينظر إليه حتى ، ظنّا بأنّه جاهل لا محالة ، أو يخالجهُ شعور بأنّه ليس ندًّا له ، وهنا يقع في الخيلاء والغرور .
ومن أمثلة ذلك كأن يتجاهل نشاطات مجتمعه ولا يتفاعل معها ، لأن ذلك يتعارض مع شموخه ودهائه ، تجده يكثر السخرية لأولئك الآخرين ويسفّه أحلامهم ، ويحتقر أفعالهم ، وقد يصل به إلى عدم مبادرة السلام على الأخرين ، أو أن يردّ السلام بكل لباقة واحترام ، يا لهذه المرحلة التي وصل إليها وهو لا يعلم حقيقة خيلاءه مؤمن بأنها أفعال تحافظ على مستواه الإقليمي والجغرافي في هذا العالم ، إنّه يظن بأنّه يفعل حسنًا وهو في الواقع منكرًا ، يوقعه في كبيرة من الكبائر وهي ( الكبر ) فنعوذ بالله من هذا .
حدثني عن الواثق الخطوة حينما يمشي ملاكًا بدلًا من مِلِكًا ، حينما تكون مسيرته تواضعًا وخلقًا ، نورًا منيرًا ، حدثني عنه كثيرًا أمين الأمّة محمد عليه الصلاة والتسليم ، وذلك عبر أحاديثه الشريفة من وحي يوحى إليه ، أحاديث ترشدك إلى أن المجد ليس تمرًا أنتَ آكله إنما من تجرّع الصبر مرارًا وتكرارًا ، تنبع تلك الأخلاق الكريمة من منابع الآلام والمعاناة الطويلة ، تصقل فؤاد المرء صقلًا ، حتى يفهم بأن المجد هو في حسن الخلق ، والمعاملة ، وشكر الناس ، وإيتاء كل ذي حق حقّه ، والحفاظ على الأمانة ، وهلمّ جرى من أخلاق وسمو فكر وتألق في اللباقة ..
هنا أجد النفس قد تتلمذت جيّدًا ، قد تسربلت عباءة التقوى ، قد فهمت بأن لا فائدة ترجى من حديث الناس ، وأفعالهم ، ونجاحاتهم ، وإعراضهم ، قد فهمت بأن الغاية الأسمى لا تكون في الشهرة ، والبروز الإعلامي ، والثقافي ، وحتى الديني ؛ بل إن الغاية هي من سيدخل الجنّة يا ترى ؟
هنا أجد بأنّ الملكة التي استودعك الله ، هي من أجل رسالة ما توصلها ، لا من أجل أن يمجدوك الناس ويعلون لك شأنًا ، هي موهبة فريدة أُهديت إيّاها كي تساعد من كان محتاجًا ، كي تكون لبنة تحفظ للبناء صموده ، وهذا البناء هو الأمة التي تعيش فيها .
ختامًا : هي أحاديث نفس تحاول أن تبرأ من هذا السقم ، فدوّنت كل أفكار لديها ، حتى تساعدها على الاستمرارية ، لا أن تكون ممن يؤثرون التواكل على التوكل ، قد نجد ما ذكرت في أمّهات الكتب ، لكن هل أحسست به داخليًّا كي يدفعك لقبوله على أنّه مغيّر لا أن يكون لك ذلك المقيّد .
تم بحمد الله وتوفيقه
- علي بن مجدوع آل علي
ولكنني لم أسلّم لهذا ، ومع التدريب الشديد والقاسي أحيانًا ، وأحيانًا أخرى يغلبني النعاس لأجد بأنني ما زلتُ مستيقظًا على وقع فتنة العجب - نعوذ بالله منها – استطعتُ بتوفيق الله أن أحلل هذا كي أصل إلى نتيجة مرضية تامّة الرضى .
إنّ مسألة الثقة والخيلاء مسألة عقيمة جدًا ، يصعب على كل ناجح التفريق بينهما ، فهما كالتوأم تمامًا ، متشابهان في الشكل ، مختلفان في المضمون ، فحتى المطلع والواعي قد يقع في هذا الاشتباه ، بأنّه يمضي بكل ثقة وهو في الواقع ثمل لحد النخاع بالخيلاء والغرور ، ولكي نفصل بينهما حينما نرى أحدهم ، فإن رأيناه يسهب في طرحه لأفكاره وكتاباته لا يبغي من ذلك إلّا أن تصفق لهُ الحشود بحرارة ، وما أن يعارضه أحد أو ينقدهُ في اقتباس ما حتى نجده يتضجر ويمتعض ويبدأ برمي الشتائم نكالًا بمن اعترض طريق خيلائه ، هذا إن تفاعل مع الأمر بجدية مجاهرًا بأفعاله ، وإلا فإنّه سوف يعرض عنه ولا ينظر إليه حتى ، ظنّا بأنّه جاهل لا محالة ، أو يخالجهُ شعور بأنّه ليس ندًّا له ، وهنا يقع في الخيلاء والغرور .
ومن أمثلة ذلك كأن يتجاهل نشاطات مجتمعه ولا يتفاعل معها ، لأن ذلك يتعارض مع شموخه ودهائه ، تجده يكثر السخرية لأولئك الآخرين ويسفّه أحلامهم ، ويحتقر أفعالهم ، وقد يصل به إلى عدم مبادرة السلام على الأخرين ، أو أن يردّ السلام بكل لباقة واحترام ، يا لهذه المرحلة التي وصل إليها وهو لا يعلم حقيقة خيلاءه مؤمن بأنها أفعال تحافظ على مستواه الإقليمي والجغرافي في هذا العالم ، إنّه يظن بأنّه يفعل حسنًا وهو في الواقع منكرًا ، يوقعه في كبيرة من الكبائر وهي ( الكبر ) فنعوذ بالله من هذا .
حدثني عن الواثق الخطوة حينما يمشي ملاكًا بدلًا من مِلِكًا ، حينما تكون مسيرته تواضعًا وخلقًا ، نورًا منيرًا ، حدثني عنه كثيرًا أمين الأمّة محمد عليه الصلاة والتسليم ، وذلك عبر أحاديثه الشريفة من وحي يوحى إليه ، أحاديث ترشدك إلى أن المجد ليس تمرًا أنتَ آكله إنما من تجرّع الصبر مرارًا وتكرارًا ، تنبع تلك الأخلاق الكريمة من منابع الآلام والمعاناة الطويلة ، تصقل فؤاد المرء صقلًا ، حتى يفهم بأن المجد هو في حسن الخلق ، والمعاملة ، وشكر الناس ، وإيتاء كل ذي حق حقّه ، والحفاظ على الأمانة ، وهلمّ جرى من أخلاق وسمو فكر وتألق في اللباقة ..
هنا أجد النفس قد تتلمذت جيّدًا ، قد تسربلت عباءة التقوى ، قد فهمت بأن لا فائدة ترجى من حديث الناس ، وأفعالهم ، ونجاحاتهم ، وإعراضهم ، قد فهمت بأن الغاية الأسمى لا تكون في الشهرة ، والبروز الإعلامي ، والثقافي ، وحتى الديني ؛ بل إن الغاية هي من سيدخل الجنّة يا ترى ؟
هنا أجد بأنّ الملكة التي استودعك الله ، هي من أجل رسالة ما توصلها ، لا من أجل أن يمجدوك الناس ويعلون لك شأنًا ، هي موهبة فريدة أُهديت إيّاها كي تساعد من كان محتاجًا ، كي تكون لبنة تحفظ للبناء صموده ، وهذا البناء هو الأمة التي تعيش فيها .
ختامًا : هي أحاديث نفس تحاول أن تبرأ من هذا السقم ، فدوّنت كل أفكار لديها ، حتى تساعدها على الاستمرارية ، لا أن تكون ممن يؤثرون التواكل على التوكل ، قد نجد ما ذكرت في أمّهات الكتب ، لكن هل أحسست به داخليًّا كي يدفعك لقبوله على أنّه مغيّر لا أن يكون لك ذلك المقيّد .
تم بحمد الله وتوفيقه
- علي بن مجدوع آل علي