المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استراحة تحت ظلال التأمل ( ما قلَّ و دلَّ)


مجاهد السهلي
02-01-2013, 02:00 AM
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و اله و سلم أنه قال: ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه).. صححه العلامة الألباني بشواهده.

أحيانا نترك الشيء لله ثم لا نلمس التعويض بالأخير أو الخير من المتروك......

في ذاكرتي للشاطبي كلام ماتع جدا معناه: أن التعويض لا يشترط أن يكون من جنس المعوض عنه .. فقد يكون بالأنس بالله و الفرح بقربه و الطمأنينة لحكمه .


و يقابل الترك الإعطاء فهو من باب اولى فمن أعطى شيئا لله فالله يخلفه و يعوضه خيرا منه...

عبدالإله المالك
02-01-2013, 12:49 PM
فائدة
جزيت خيرا عليها

لك الود يا مجاهد

مجاهد السهلي
02-02-2013, 06:18 AM
آمين و أنت جزاك الله خيرا أخي عبد الإله ..

و مرحبا بك.

علي آل علي
02-03-2013, 05:11 AM
أحسنت الاستنباط
وجلب الفائدة وإيضاحها

شكراً للقلم والشعر اللذان يسريان في عروقك أخي مجاهد

مجاهد السهلي
02-03-2013, 06:47 AM
أحسنت الاستنباط

وجلب الفائدة وإيضاحها


شكراً للقلم والشعر اللذان يسريان في عروقك أخي مجاهد


شكر الله لك حسن ظنك و جعلني كذلك.

مرحبا أخي على آل علي نورت الموضوع .

مجاهد السهلي
02-03-2013, 06:51 AM
كما أسلفتُ سيكون موضوعا متجدداً و الباب مفتوحٌ لكل من أحب أن يكسب أجر إخوانه بإفادتهم .


(و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) "الشعراء"
(و اخفض جناحك للمؤمنين) "الحجر"

من تأملاتي في رمضان الفائت حول هذه الآية:

*الخطاب هنا لنبي الله محمدٍ صلى الله عليه و آله و سلم ، و القاعدة : أنَّ خِطَاْبَ النبي خطاب لأمته بالتَّبَعِ.

*آيتان في الأخلاق.

*(اخفض)
(جناحك)

استعارة خفض الجناح للتواضع لأمرين –و الله أعلم- إما جريا على عادة العرب في الاستخدام لأن القرءان نزل بلسان العرب ، و إما لغرض مخاطبة الذوق العربي الأصيل الذي يأسره التصوير الجميل . و المقام مقام (أدب ) و أخلاق .
و هذا مثل قول الله تعالى في (الأدب) مع الوالدين ( و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة ).

و أنت الشهيرُ بخفض الجناحْ
فلا تكُ في رفْعِهِ أجْذلا

· سيدُ الأخلاق و المروءة و الكرم و أبو الأخلاق و أمُّهَاْ هو ذاك النبيُ الأُميُّ الذي أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه (ورد حديثاً ولا يصح و معناه صحيح) ثم وصفه بعد تأديبه فقال (و إنك لعلى خلق عظيم) لأنه عظيمٌ .

· لما كان نبي الله قائدً للدين و الدنيا و كبير القوم ، بل هو كبير الدنيا و كبيرٌ في الآخرة(الذي يتبعه الناس أياً كان تصنيف الإتِّباع) يجب وجوباً أدبياً أخلاقيا قيادياً أن يخفض جناحه للتابعين له .

لأن تواضعَ المتبوعِ سببٌ لحب التابع له و الحب سببٌ لقوة الولاء .

فهو أدبٌ و سياسةٌ عامة لكل البشر إلا أن خفض جناح المتبوع للمؤمنين يجب وجوباً شرعيا (من باب الولاء و البراء) فوق كونه وجوبا أخلاقيا قياديا . أما لو كان التابع غير مؤمن فله من خفض الجناح ما يجبرُ قلبه و يحقق المصلحة من التواضع له و بما لا يكسر قاعدة :

· (يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم) ، (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله) . و خفض الجناح مع الكره يكون نفاقاً ، لذا وجب التفريق في هذه المسالة. و الله أعلم

مجاهد السهلي
02-05-2013, 02:43 AM
متجدد


(ما لكم لا ترجون لله وقارا)

(و الشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ) ... جزء من دعاء ورد عن نبي الله صلى الله عليه و آله و سلم.

قال الخضر لنبي الله موسى عليهما السلام :

(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا . وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا . وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )

لاحظ:

(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُأَنْ أَعِيبَهَا).. الفعلُ هنا إتلافٌ و خرق للسفينة فنسب الفعل إلى نفسه (فَأَرَدْتُ)

(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا).. الفعلُ هنا قتلً غلامٍ صغير فنسب الفعل إلى نفسه (فَخَشِينَا) (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا).


(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) ... الفعل هنا إصلاحٌ و بناء و ليس هدما أو إتلافاً فنسبه على الله من باب الأدب مع الله في التعبير (فَأَرَادَ رَبُّكَ)

و قالت الجن ( و إنا لا ندري أشرٌ أُرِيْدَ بمن في الأرضِ أم اراد بهم ربهم رشدا) ... في جانب الشر عبر بالفعل المبني للمجهول (أشرٌ أُرِيْدَ بمن في الأرض)، و في جانب الخير عبر بالفعل المبني للمعلوم (أم أراد بهم ربهم رشدا) ...حتى الجن تعرف الأدب مع الله.

مع أن القاعدة العقائدية :

·أفعال العبادِ منسوبةٌ إليهم من باب نسبة الفعل إلى سببه المباشر. (أخرقتها لتغرق أهلها)
·أفعال العباد مخلوقةٌ. (خلقها الله). ( و الله خلقكم و ما تعملون)
·العبادُ و أفعالهم مخلوقون لله... و هم يجرون وفْقَ إرادة الله القدرية الكونية لا الشرعية إلا في الأفعال المشروعة المحبوبة لله.
·و إن كان يصحُ أن نقول: خرق الخضر السفينة لأن الله أراد ذلك و خلق هذا الخرْقَ للسفينة على يد الخضر عليه السلام. و لكن تأدُّبا مع الله ينبغي مراعاة ما سبق.
·لا حُجَّة للجبرية (فرقة كلامية) القائلين بأن العباد مجبورون على أفعالهم ، لأن كون الأفعال مخلوقة فهذا لأن المخلوق هو الذي أحدثها و ما يحدثُ في الوجود فهو مخلوق.
·ليس في أفعال الله و اقداره ما هو شرٌ مطلق ؛ بل هي خيرٌ على الإجمال و العموم. و لكن لقِصَرِ إدراك البشر ينظرون لها من جانب واحد فيتوهمون أن بعضها شرٌ و ليس الأمر كذلك.

فخرْق الخضر عليه السلام للسفينة شرٌ من جهة الإتلاف و لكنه خير من جهة أن وراء السفينة و ركابها ملكٌ يأخذ كل سفينة صالحة غصبا.. فهو شرٌ من جهة خير من جهة أخرى. و على هذا فقِسْ




و من الآداب المتعلقة بمقام الرب سبحانه و تعالى و تحضرني الآن :

التعبير في الإعراب عن الإسم الذي وقع عليه الفعل أو ما هو في حكمه بالمفعول به إذا كان الإسم هو إسمٌ من اسماء الله تعالى.. كما في المثال التالي:


يحبون الله:
يحبون فعل و فاعل و "الله " لفظ الجلالة منصوب للتعظيم. و لا يقولون "الله لفظ الجلالة مفعول به منصوب"

هكذا تأدَّب النحاة مع أسماء الله .


لا حرمني الله دعوة لي و لأبي ممن مرَّ هنا ...