المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألوان المطر الضارعة


صالح أحمد
02-26-2013, 08:17 PM
ألوان المطر الضارعة


ما يحملُ الأفقُ هنا مَهزَلَة
وصمتًا يعيد صدى الزّلزلة
اثنان للمهد ... والمهدُ عُهود...
إلامَ يزدحمُ الزّاعمون...
وفي الرّكنِ أنا...
أبحثُ عن خبزٍ وماء
ويسخَرُ مني صدى الأسئلة.
هنا لا يعرضون سوى المقصلة
كلُّ الصّبّار مهدّدٌ بالتّلاشي،
حين يصيرُ المهدُ بحرا،
وكلّ ما يتركُ لي الراكبون موجةٌ
والمدى يصيرُ مسرحًا من ضباب...
ورقٌ تعرّى ...
والرّؤى عاصفة.
(.......)
مهدان للحلم:
طاحونٌ تدور
وفي الأفق : "مرحى رغيفك أمي!"
صوتٌ تغرّب خلف الزّحام
يبحثُ عن مقعدٍ للحوار
وفي وعيِهِ تبصُقُ الأسئلة.
(.......)
كم أعشقُ الجُنونَ المهدَّدَ بالتّنامي!
لا صمتَ، لا هدوءَ، لا خوفَ، لا وهمَ، لا ألوان...
في الجنون؛ يصيرُ الأفقُ –كل الأفقِ- موعدًا للموت...
والحفرةُ خيرًا من حدودٍ بلا أحصنة!
في الجنون؛ تصير حفنةٌ من رذاذ موجة موغلة؛ تَنثُرُ الملحَ..
أقربَ من وعودٍ سوقُها الأرصفة.
في الجنون؛ كل شيء –كل شيءٍ لنا-
ووحده الخوفُ يموتُ بنا.
(.......)
يحق لي أن أحبّك أيها الجنون..
فوحدك تزرع طفولتي موتا...
يَخضَرُّ بكل حدودِ كياني
يصرخُ بكلِّ لغات العالم:
لم يعد موتي من مواسم الطبيعة...
ولم يعد واقعا ما يعلن القياصرة.
فأنا اهتديتُ من جنونكم إلى جنوني .
يحق لي أن أحبّ
وأن أموت حبًا
وليغضب الهكسوس والرومان والتّتار والأتباع والأحبار والأعوان والحيتان...
من حقّي أن أحبّ...
أن أموت كما يَروقُ لي أن أموت
أن أرفُضَ الخضوعَ، الجوعَ، الرّجوع...
أن أرفض أن يكون الحبّ مهدّدًا بالتّلاشي
أن أرفض أن ينتصبَ العَجَب
ليُطَبِّعَ حصاري وجوعي وموتي...
من حقّي أن أحب
أن أرى بجبين طفلتي أفُقا
بأصبعي الشاهِدِ مُنطَلَقا
بحجارةِ بيتي العتيقِ عبقا
بقطرات الندى على يدي غدقا
(.......)
من حقي ان أحبّ، أجَنّ، أموتَ...
أمزّقَ الخرافةَ الساخرة
أحرقَ الصّفحةّ الغابرة
أرفضَ أن يكونَ حبي مغامرة
أرفضَ أن تكون حقوقي قضية
نقطةً في خطبةٍ ما ابتدت ...
وصفحةً من كلماتها عارية.
أرفضَ أن تكون قضيتي ...
إجابةً عن أسئلةٍ ساخِرَة...
(.......)
من حقي أن أحبَّكِ يا مدينتي
وبيقينِ جنوني أبصقَ في وجه السّائلين:
لماذا أرفضُ أن تسكنك الزّانية؟!
يحق لي أن أحبَّكِ يا حبيبتي
أن أقرأ تاريخي في حجارتك المُعلَنَة
أسئلة اخطأتها المرحلة
وظلّت من حقيقتي مُجفِلَة
تعيشُ بي فيكِ منكِ إليكِ... العاطفة
وحولي كل الذين "تَشابهين" عليهم...
يرمونَكِ بعاصِفَةٍ من ظِلالٍ
ويعشقون لديك الفراغَ
لتُبقي لهم فكرةً من بياضٍ...
صورةً.. في حدود السّدى واقفة
(.......)
يحق لي أن أحبّك...
وكلُّ القديمِ الجديدِ لديكِ منَ الأسئلَة
يكبُر في داخِلي عاصِفَة
يهزَاُ بالهُدنة الغارقة
نقطَةٌ ...
ونقطةُ المارِقين...
تمنَعُ الطّحين ..
عن المُتَّهَمينَ بالحبِّ والجُنون.
وتمنَحُ الأفقَ للغابِرين...
يَصبُغونَ الريحَ بلوثَةٍ من لَون
وتَنشُرُ الأقنِعَة...
يصير للخديعةِ نكهةٌ مُقنِعَة...
للشّهوةِ لِهاثٌ بلونِ الصّهيل...
للصّمتِ خاصِرَةٌ بلون الرّحيل...
للحوارِ بخارٌ بطعمِ الغبار ..
وللحصار... مواعيدُ نار
وللموت نافذةٌ تَستَثيرُ سكونَ المَحار:
آنَ لي أن أحبّ
لأخرجَ من لوحَةِ الانتظار
وأمشي بعيدا عن المقصَلَة
وعن موجَةٍ زَبَدُها من دمي
من تحتِها موجٌ، وفوقَها سحاب
وفي المدى كلاب
كلابٌ، وتعشقُ موجَ الدّماء
وللمدى أبواب
موجٌ وسحاب...
والصّوتُ إذ يَخون...
يحيلُهُ الغياب...
دماءً... هراءً... هواءً... عذابا...
وتسرَحُ الكلاب...
في كل أفقٍ، وشارعٍ، وباب...
وينتشي السّراب
ومن صدى دمائي يضِجُّ الاغتِراب:
آن يا حبيبتي .. يا قدس يا مدينتي...
آنَ أن أحبَّ..
أن يصير حبي:
بحرًا، لونًا ، وبابا...
فيه كلام آخر
عن كل شيءٍ آخر
عن رغبة تسكنني، وحبٍّ
تصير بي... أصيرها...
حقيقةً حبلى بي...
مطرًا يتوق لشمّ التّراب

عبدالإله المالك
02-27-2013, 02:56 PM
وتحية لك وألف سنبلة وسنبلة
وصلاة نخل إذا ما تأجلت المرحلة

تقبل الود يا صالح

إيمان محمد ديب طهماز
02-27-2013, 10:54 PM
من حقي ان أحبّ، أجَنّ، أموتَ...
أمزّقَ الخرافةَ الساخرة
أحرقَ الصّفحةّ الغابرة

ما أجمل هذا الخاطر المطرز بالجنون الحكيم
استرسال ولا أجمل أخي صالح
تقبل مروري المتواضع

نادرة عبدالحي
02-28-2013, 02:59 PM
ومن حقى أن أفخر بشاعر من بلادي التي تنجب الشعراء والشهداء والأسرى
وتنجب الإطفال والنساء لتبقى الأرض المقدسة مقدسة كما أراد لها
سلمت يداك شاعرنا صالح أحمد

سكون الليل
03-01-2013, 01:10 AM
ويحق لنا أن نحبها ...معك
،،
احسآس / جميل
وحروف معتقه برائحة المسك
ابدعت ي صآلح وليس غريب عليك هذا الابدآع
فآئق التقدير والاحترام:icon20:

صالح أحمد
03-05-2013, 01:22 PM
وتحية لك وألف سنبلة وسنبلة
وصلاة نخل إذا ما تأجلت المرحلة

تقبل الود يا صالح
::::::::::::::::::::::::::::::::
الأخ الأخ..
والصديق الصدوق..
الكبير عبد الإله المالك
تحية بحجم روعة حضورك

صالح أحمد
03-05-2013, 01:25 PM
من حقي ان أحبّ، أجَنّ، أموتَ...
أمزّقَ الخرافةَ الساخرة
أحرقَ الصّفحةّ الغابرة

ما أجمل هذا الخاطر المطرز بالجنون الحكيم
استرسال ولا أجمل أخي صالح
تقبل مروري المتواضع

:::::::::::::::::::::::
وما أجمل هذا الحضور المطرّز بالكرم والجمال
حضور بروعة الدهشة
وبلون الحقول العابقة جمالا وأريجا

كلماتك هنا تاج فخار لي أستاذتي
تقبل تحياتي وتقديري

علي آل علي
03-12-2013, 09:06 AM
من حقك أن تموت كفارسٍ مسلمٍ أصيل
من حقك أن تحب كما أحب الفارس ليلاه
من حقك أن ترى الفجر بارزاً على جبين ابنتك

ومن حقنا يا صالح أن نتذوق الشهد منك دائماً
بوركت والعسجدية

صالح أحمد
03-23-2013, 02:15 PM
من حقك أن تموت كفارسٍ مسلمٍ أصيل
من حقك أن تحب كما أحب الفارس ليلاه
من حقك أن ترى الفجر بارزاً على جبين ابنتك

ومن حقنا يا صالح أن نتذوق الشهد منك دائماً
بوركت والعسجدية
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ومن حقك أن احبك في الله
ومن حقك أن أحيي شاعريتك
ومن حقك أن أشيد بحرفك..
ومن حقك أن أشكر حضورك البهي...
وإطلالتك المشرقة...
ومن حقك أن احييك أخا وشاعرا وعلما
تقبل تحياتي وتقديري ومحبتي في الله

عبدالرحيم فرغلي
03-23-2013, 09:24 PM
معذرة كيف تٱخرت عن هذا الجمال كل هذا الوقت .
يا لها من سطور كتبتها بروحك .. فلامست ٱنفاسها القلب ..
جمال في المعني وفي الصياغة وفي استطراد العاطفة
وفي تناغم الحروف والكلمات ..ٱنت مكسب كبير لٱبعاد .

قلت في بداية نصك اثنان للمهد والمهد عهود .. حقيقة فكرت في الاثنين ولم يهتدي عقلي البليد لتفسير .. فمعذرة في سؤالك
شكرا لكل هذا الجمال الذي رافقني هذا المساء
ٱلف تحية وتقدير

صالح أحمد
04-03-2013, 03:30 PM
معذرة كيف تٱخرت عن هذا الجمال كل هذا الوقت .
يا لها من سطور كتبتها بروحك .. فلامست ٱنفاسها القلب ..
جمال في المعني وفي الصياغة وفي استطراد العاطفة
وفي تناغم الحروف والكلمات ..ٱنت مكسب كبير لٱبعاد .

قلت في بداية نصك اثنان للمهد والمهد عهود .. حقيقة فكرت في الاثنين ولم يهتدي عقلي البليد لتفسير .. فمعذرة في سؤالك
شكرا لكل هذا الجمال الذي رافقني هذا المساء
ٱلف تحية وتقدير
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
ومعذرة لتأخري بالرد على أخ أجل وأقدر وأحترم

ودعني اصدقك... انني أقف عاجزا عن شكرك..
حيال ما حبوتني من شرف الحضور
إلى شرف الثناء الكبير

كلماتك أخي وأستاذي تاج فخار لي..
اثنان للمهد...
حلم ضيعناه... أو ضيعنا لنبقى في مهد الحلم.. ويبقى الحلم في مهده
وواقع قزمناه... فعاد بنا إل طفولة الحضارة... نتمرغ في مهدها علنا نحظى بشرف النمو لحاقا بالأمم
والمهد عهود.. عهد قطعناه على أنفسنا..
وعهد ضيعناه بأنفسنا..
وعهد لم نبلغه وقد قصّر سعينا...

لك التحية أخا وأستاذا اعز وأجل..

أروى المهنا
04-11-2013, 07:08 PM
والحفرةُ خيرًا من حدودٍ بلا أحصنة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدقني لاأعلم لماذا توقفت هنا طويلا ربما لأن هذه الجملة لامستني كثيرا
أدمانا القيد ياصالح

تحيتي وتقديري

صالح أحمد
04-19-2013, 11:43 AM
والحفرةُ خيرًا من حدودٍ بلا أحصنة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدقني لاأعلم لماذا توقفت هنا طويلا ربما لأن هذه الجملة لامستني كثيرا
أدمانا القيد ياصالح

تحيتي وتقديري

::::::::::::::::::::::::
نعم اختاه... ادمانا القيد..
ولا بدّ لليل أن ينجلي = ولا بدّ للقيد أن ينكسر...

مرور عابق بالأخوة والروعة
لك التحية اختا ومبدعة

فاطمه الغامدي
04-21-2013, 12:26 PM
ارفع صوتك ..أكثر أكثر
يجب أن نقف جميعا ...

صالح أحمد
04-24-2013, 10:29 AM
نعم أختاه...
يجب أن نقف..
ويصبح الوقوف حتميا أكثر..
حين نجد الأماجد بجانبنا من الأخوة والأخوات.. امثالك يا طيبة

عابق بالأخوة والروعة جاء مرورك..
تقبلي تحياتي وتقديري