المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخيلة شعواء


علي آل علي
03-30-2013, 01:30 AM
هناك أعمى ينظر تجاهي بحدّة،
تمتد نظراته أمامي كأخيلة شعواء؛
والأعين حولي ...
... لا تُبصر الخُيلاء على أرض الواقع،
في إحدى الحجرات أجد هويّتي،
بين الأصلع الصدوق والفاتن الكذوب،
وهما يرويان لي روايات لا تنتهي.
أجدني مهووساً بعاقل قد غاب عنّي،
لا أعلم لهُ شكلاً، لا أعلم لهُ لوناً،
يقينٌ فقط بأنني مُبهر بما يتركهُ من أثر داخلي.
أحياناً أضع يدي على كتفِ أحدهم فأحدو بأنّهُ هو،
ليقول لي كلاَّ لستُ أنا،
أو أنّهُ ينزاحُ قليلاً عنّي كي يثبت بأنّهُ ليس المقصود،
ولازال البحثُ جاريًا.
هناك أوقاتٌ عدّة أشعر بريشةٍ تُلامس خدّي الأيمن،
تجعلني أرسمُ ابتسامة الرغبة،
تلاشت هي الأخرى قطعا كقطع الليل المظلم،
إذعانٌ لهذا رُغماً عنّي.
هناك واقعٌ مجهول الهويّة يَتضرّعُ بين يديَّ،
لا زال في التيه هائماً يظنّهُ الحياة،
كطفلٍ يظنُّ أنَّ الجنّة تحت أقدام السماء،
ولا يعلم بأنَّ الجنّة لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت،
بُرغماتيّة تُرسل إشارات التقوى في رأسي،
إنّها فلسفةٌ صعبة، لستُ أفهمها،
وليست تفهمني؛
لعلّها أنثى على حافة الطريق ترشدني إلى حيثُ أنا،
أو تعكس صورتي داخل عينيها؛
لأراني بكل وضوح،
ثمَّ أمضي وتبقى هي تَذكرني بين الفينة والأخرى؛
وبذكراها لي أجدني كبطاقةٍ لأسفار الحياة.
سؤالٌ وجيه يطرح ذاتهُ أمامي،
ليسلّم عليَّ بكل حرارة،
فأكون كإجابة أحداثها تنحصر في ( لا أعلم )،
ديباجتها فصل من فصول السنة لا وضوح لهُ أبدا،
أهو الخريف أم الربيع،
قد يكون صيفاً قد اندمج فيه الشتاء بحداثة هذا العالم التقني الذي باتَ فيه المستحيل ذليلا.

همس الحنين
03-31-2013, 03:43 PM
كثير أحيان يكون الجواب بين أيدينا

يكمن السر فقط في استخدام المفتاح المناسب

كلنا ذاك التائه الباحث عن أجوبة

و شوشة


صدقًا لا آخر يمتلك الاجوبة عنا سوى نحن
لا آخر يمسك بزمام أمرنا إن لم نرد له ذلك

تقديري

نادرة عبدالحي
03-31-2013, 10:25 PM
يعود إلينا الشاعر والكاتب علي ال علي ببوح جديد
يحتاج إلى قراءة عميقة وواعية وليس كالقراءة المتواضعة الي أملكها .
لأن النص يدخل في الفلسفة الفكرية والحياتية
هناك أعمى
الأصلع الصدوق والفاتن الكذوب
عاقل قد غاب عن ذهني
حتى الان في قراءتي إلتقيتُ بأربعة أشخاص مختلفين
ولكل واحدا منهم مفاهيم وطرق يسلكها بحياتهِ ويؤثر
على غيرهِ بها . أما العاقل لا شكل له ولا لون تخيلتهُ كالهواء والغاز بلا شكل ولا لون
والصدوق والكذوب يرويان روايات لا تنتهي
كأن شاعرنا دخل في صراعات فكرية مع هؤلاء الأشخاص الذين أوجدهم في بوحهِ وتعمدَ تواجدهم
(هناك أعمى ينظر تجاهي بحدةّ )
عقلانية جدا هذهِ الجملة لأن الأعمى يملكُ بصيرة
لا يملكها من يملكون البصر ........
حقا مختلف هذا النص عن أشقائهِ النصوص الأُخرى
سلمت يداكَ شاعرنا وأدامكَ الله وإلهام تملكهُ ....................
.......
.....

سَارة القحطاني
04-01-2013, 12:42 AM
روعة هذا النصّ تكمنّ في براعة مزج جملٍ متعددة الملامح في قالب واحد !
مدهش أنت , لا نضب لك مداد

فاتن حسين
04-01-2013, 09:20 PM
ترسم الإبداع دائماً لنا يـ علي
لنرتشف عذب الكلام من ربيع السطور..!

عبدالرحيم فرغلي
04-02-2013, 07:32 AM
الأستاذ الفاضل علي
ظلالنا تتبعنا .. تنادينا .. رغم أنها ساكنة
فينا وتنبعث عنا .. لا نفتأ نبحث عن أنفسنا
هي أقرب ما تكون لنا .. وأبعد ما تكون ..
أسئلة أزلية .. لم يزل الإنسان ينبعث منها
بحثا وتنقيبا .. وفي لحظة تمر يجد نفسه
لكنها تنطلق للبعيد ..
لأن نصك مفتوح التأويل .. فهو يفتق ذائقة
التفكير ويفتح الشهية للقراءة والتأمل ..
بارك الله قلمك وجمال معانيك
ألف تحية وتقدير

علي آل علي
04-02-2013, 11:19 AM
همس الحنين
ما قلتيه هو عين العقل ولا مناص منه
فالإجابة تكمن في الذوات وعلينا تحقيق المصير بأيدينا
شكراً لكِ

نادية المرزوقي
04-02-2013, 11:30 AM
الرغبة ، الحب ، العقل ، القلب ، النفس ، الروح
تكوينات الضلال و العمى و التيه و الصواب و الحق ،
صراعات تشد بعضها بعضا و بينها أنا اسأل من أنا و في ذات الحين تسألني : من أنت و أنا أسألني بالكاد من أنا ،،

و في ذات الحين ننظر للأحداث حولنا و نقول : ما هي فحواها و لماذا و إلى أين ؟

و في كل حين نرى أن تلك الاشياء لو فهمناها و فهمنا أنفسنا أنها شي آخر عن امس و غد ..
و نستمر ..لنختلف كل مرة ..


الحياة
أنثى حكيمة
نأتيها صغارا جدا و نلعنها ألف مرة
و نستهزيء بها مليون مرة
نجعلها سوداء
كي نجعلنا بقعة ضوء بيضاء فيها
فنسميها الدنيا

و الحكمة ضالتنا ، راحتنا، تدغدغنا
بين الفينة و الأخرى نغتر بها حينا
أننا ملكناها في حين
ما تلبث أن تتلاشى في أحيانا بعده
من خبطات الدنيا
و الشيطان

فنتوه و نضيع بالميزان
تفتننا الاشكال و تضلنا
و الاحجام و رنين المال
و الألوان

،
أشياء كثيرة تبطش
تهجم تتفق جميعا ضد الحكمة ، ضد الرحمة ، ضد الراحة

في طفل الحكمة
لو حينا فكر
أن يمشي ملكا
لا يأبه بها
و يقول ، أنت لا شيء أمامي
و أنا
الإنسان

،
لن يتركوه ليبقى حتى فخرا بالإنسان

،

سيدي الرائع
مهما كتبت و فصلت ، علني أصل بعض ما تحمل تلك السطور ،
اعتذر أني مررتها سريعه

طمعا أن الحق بغيرها ، او انقطاع بث لانشغال

ببعض ما جدت علني أوفيت كفكرك

تقديري الفائق

ن

علي آل علي
04-02-2013, 11:35 AM
الأستاذة / نادرة
ممتع حينما نقرأ قراءتكِ الشفافة
نجد بين طياتها ما نود قوله وتفسير للتعبير الذي أطلقناه
بارك الله فيك وفي أمثالك

صالح أحمد
04-03-2013, 03:13 PM
الأخيلة التي تذهب القارئ بعيدا
المتعة التي تأخذ باللب ليبقى سابحا في ملكوت المتعابير الجميلة
الغوص حد التلهي فالختناق رغبة

مبدع كما عهدتك..
تعرف كيف توشّي نصك بالمعاني والصور الجميلة
لتجعله يبدو خميلة رائقة لكل ذائقة

تقبل تحياتي وتقديري

علي آل علي
04-03-2013, 06:44 PM
سارة القحطاني
سررت جدا بهذا الحضور الذي وضع بصمته بكل فخر
أشكرك وكل التقدير لك

علي آل علي
04-03-2013, 06:45 PM
فاتن حسين
حييت على هذا التواجد العطر
أشكرك وكل التقدير لك

علي آل علي
04-03-2013, 06:48 PM
أستاذي الفاضل
عبدالرحيم فرغلي
أكرمتني وخالقي بهذه الروح التي تخلّدَ ذكرها في داخلي دائما
تتوه عبارات الشكر المثلى لشخصكم الكريم
كل الود والتقدير ودمت بألف خير

علي آل علي
04-03-2013, 06:52 PM
أيتها النون / نادية المرزوقي
لقد نطق فكرك وإحساسك صدقا تميّز بعذوبة معانيه حتى تفوق على النص الأصلي هنا
لا تفيك عبارات الشكر المثلى
كل التقدير ودمت بألف خير

علي آل علي
04-03-2013, 06:57 PM
شاعرنا الحبيب / صالح أحمد
راق لي ما خطّه قلمك المتخم حبا صادقا
من أين أتيت بعبارة ( خميلة ) ... لقد ادهشتني بها فعلا !!
أنت مبدع بلا أدنى شك في اختيار المفردة المختلفة والرائقة للقارئ أيّ كان صنفه
عزيزي شكراً عظيمة لك ولا أجدها تكفيك بحق
كل التقدير ودمت بألف خير

أروى المهنا
04-11-2013, 06:54 PM
ومتى تكونين على مقربة منا ياكل الأشياء البعيدة ؟

علي آل علي
تنفس المساء من جديد بعدما ماقرأتك

جميل لاتكفي

علي آل علي
05-30-2013, 11:24 AM
أروى المهنا
تحية تليق بك مع كل الشكر والتقدير
آل علي