تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ممحاة الملامح | محمد البلوي


محمد سلمان البلوي
06-25-2013, 01:16 PM
ممحاة الـ ملامح

إليها: أعرفُهَا، ولا تعرفُ نفسها، وإنْ لم تقتلني محبتي لها قتلتها.

يا امرأة:
مِنْ جبينِ الفقراءِ تطلعُ الشمسُ وفي جيوبِ الأثرياءِ تغيبُ، وظلُّ الشجرةِ للكادحين وثمارُهَا للعابثين، والوطنُ مائدةُ الطغاةِ ولا حظَّ فيه للمستضعفين، والعصافيرُ قمحُ الحياة؛ فمن صَيَّرَ السنابلَ رقصةً للرُّماةِ وكأساً للماجنين؟! والأسماكُ مِلْحُ الْجِبَاهِ؛ فَمَنْ وَهَبَ البحرَ كله للديناميت؟! والمجدُ يصنعه الأحرارُ؛ فكيف ينتحله الأنجاسُ المناكيد؟! أما الشُّعَراء فلا كَيْلَ لهم في الْحِيْلَةِ ولا مِيْرَةَ؛ فَمَنْ جَعَلَ السِّقَايَةَ في رِحَالِهِم ثم أَذَّنَ: "إنكم لسارقون"؟!.

وبعيداً عن الشِّعْرِ بإيقاع وقافية، وعن الأوطان بقافلة، لم نَعُدْ نحتاجُ إلى بُوْصَلَةٍ أو خارطة ولا إلى نَجْدَةِ حظٍّ عاثرٍ أو غَوْثِ حمامة زَاجِلَةٍ، تكفينا قلوبُنَا الحائرة وأجنحتُنَا الْحالمة وفكرةٌ غريبةٌ واحدةٌ تَحْمِلُنَا إلى "رُوْمَا" أو "قُرْطُبَةَ" أو حتى إلى حافةِ الهاوية، فكلُّ الطرق تُؤدِّي إلى نهاياتِهَا لا إلى غاياتِنَا، وكلُّها تقودُنَا إلى الآخَرِ والآخِرَةِ، والآخَرُ عدونا الْمُحْتَمَلُ وإنْ كان حبيبَنا الْمُؤْتَمَنَ، والآخِرَةُ ختامُ الحبو والخطو والحظِّ والْفُرَص السَّانِحَة.

وستسقطُ رُؤُوْسُنَا -حتماً- ولكنْ إلى الأَعلى، سَتَجْذِبُهَا الفكرةُ الْمُجْدِيَة، وتبقى الأرضُ -بجاذبيتها الجذَّابة- مُجْدِبَةً وأجسادُنَا الْمُجْهَدَة مُجَعَّدَة؛ كتذكرةِ سفرٍ فِي جَيْبِ غريبٍ باغته الموتُ فَأَعَاقَ حقيبَتَهُ عن الرَّحيل، والْحقيقةُ فِيهَا تحتَ الْمُغَلَّفِ الأبيضِ وفوقَ الأسود وربما في الرَّمادي أو في جَيْبِ الْمِعْطَفِ، ولكنْ أين الحقيبة؟!.

يا أنتِ:
إنَّ الأفكارَ التي تخوننا لا تخوننا إلا لأننا لَمْ ننقلها من عقولنا إلى قلوبنا، ولو كان لعيني لسانٌ لصار لكلامي مذاق الصور ورائحة الألوان وملمس الصوت الناعم وهو يغوصُ في الجسد المُنهار، ولكنَّه بصري الكفيف أصمّ وأبكم، وببصيرتي أرى وببصيرتكِ أسمع، فأحييكِ بما أرى، وتقتلينني بما بِمَا تَسْمَعِينْ.

والحبُّ -كما أعرفه- هو وَخْزُ اللحظة الْمُرْبِكَةِ الذي نَلْتَذُّ به ونَألَمُ في آن، ونريدُ لها أنْ تستمرَّ في وَخْزِنَا اللحظاتُ، فلا تَمَلُّ مِنَّا ولا تَكِلُّ فَتَكْسِرَ -في مآقينا- إبْرَتَهَا ثم ترحل، وكأننا -حين نُحبُّ- نكونُ الغريقَ واليمَّ واليدَ التي تمتدُّ إلينا بِقَشَّةِ النجاة أو بصخرة الهلاك.

وأعداؤنا لا نُحبُّهم، ولكنَّنا قد نحترمُ بعضهم، وأصدقاؤنا نُحبُّهم، كثيراً نُحبُّهم، وإنْ لَمْ نحترم بعض مواقفهم. ولا ألَمَ يَعْدِلُ خيبةَ الأمل، وقد خابتْ في كثيرٍ مِنْهُم آمالنا، وآنَ لنا أنْ نَتَخَلَّى عن دور الظِّلِّ الْمُنْتَظِرِ؛ فلا نكون الْمَقْعَدَ السَّاهِم في مواعيدهم ولا النَّافِذَةَ السَّاهِرَة، بل الطريق السَّادِرَة السَّائِحَة التي تُتابعُ سَيْرَهَا وإنْ فارقها الرَّفيقُ وخذلها الرَّصيف.

ونعم، لقد استفتيناها قلوبنا؛ فَصَدَقَتْ، ولم تَكْذِبْ قُلُوبُهُمْ، هُمْ أبرياء، ولكنَّها قلوبنا تجرفنا بعيداً عنهم، والصدقُ يُجبرنا على أنْ نهجرهم، وليتهم يصفحون وقد صفحنا، وليته الصفح يكونُ خالصاً والهجر جميلاً.

صديقتي:
إنَّ الأبوابَ جُدرانٌ نُغْلِقُهَا ونفتحها، والنَّوَافِذَ أيضاً، وأنا البيتُ والْمِغْلاقُ والمِفْتَاح، ولن تَلِجِي فيَّ أو تخرجي مِنِّي ما لَمْ أَخْفِضْ لكِ جناحَ المحبة أو عنكِ أغضُّ الطَّرْفَ.

وفي طريقي إليكِ؛ أجمعُ الأبوابَ كلها، ثم أُغلقها، ثم أُودعها صدري، ثم عليها وعلى غاباتها المُغْتَصَبَةِ أغلقه، كي لا تظلَّ أصابعكِ خاملةً ومفاتيحكِ مُعَطَّلَة.

وفي ظلّكِ أبحثُ عن ملامحي، وفي ذاكرتكِ عن رائحتي، وفيكِ عني، فأجدني في حطام لَوْحَةٍ مثقوبةٍ تُشبهني؛ إطارها مكسور، والصورة فيها مقلوبة. وقد أكون حبيبكِ، قد أكون، ولكنَّني –الآن- لستُ مَنْ كنته قبل ثانية، وقد تكونين حبيبتي، قد تكونين، ولكنَّكِ –من جرحٍ يَئِنُّ- لستِ التي عرفتها.

حبيبتي:
وأنا أُمَهِّدُ الطريقَ للطيور الْمُسْتَأنِسَةِ كي لا يُرهقُهَا المسيرُ؛ فتتذكَّر أجنحتها ومِنَّا تَتَطَيَّر فتطير، أُفَكِّرُ؛ ولستُ أدري لِمَ عليَّ أنْ أُفَكِّرَ، وجُلُّ الأفكار الواعدة تجفُّ روحها قبل أنْ يجفَّ حبرها، وأُحبكِ؛ ولستُ أدري لِمَ عليَّ أنْ أحبكِ، وبعضُ المشاعرِ تقتلها المشاعرُ؛ حيناً بالظنِّ الآثم، وحيناً بالثقة العمياء..، وأحتاجكِ؛ ولستُ أدري لِمَ وفِيمَ أحتاجكِ، وأنا مَنْ يُحَمِّلُ نفسَه وتُحَمِّلِيْنَهُ عناءَ إسعادكِ.

أُسْعِدُكِ؛ وأنا الرَّجُلُ التعيس، التعيس جداً، قَتَلَت الطفلَ فيه أحلامُهُ الساذجة مُذْ كان قَلْبُهُ قُبْلَةً في رسالة غرامية لاهبة بين نقيضين واهمَيْن. أكتبُ الألمَ كما لو أنْ سهماً أصابني في ظهري فخرجَ قلماً نازفاً من يدي، وليته النزف كان دمعاً، إذن لقلتُ بأنني رَجُلٌ حزينٌ أو حزينٌ جداً.

يا أنا:
ما كان القلبُ ليقعَ في قبضة الْوَهَمِ لو لَمْ يكن وحيداً وغريباً وبيته هواء. أكتبكِ كما لو كنتُ أمحوني، وأمحوكِ كما لو كنتُ أكتبني، وستظلُّ أوراقي فارغة منكِ إلى أنْ يصيرَ قلبُكِ قلمي وقلمُكِ ممحاتي.

وها شمسنا تميلُ إلى الشَّفَقِ، وأراها تَغْرُبُ، وأرانا نغيبُ؛ ومثلها نحترق. وكلما بكيتِ أو ضحكتِ ستتذكَّرين كم كنتُ أمقتُهَا دمعتكِ وكم أحببتُهَا ضحكتكِ، أحببتُهَا؛ ربما أكثر من محبتي لكِ. وكلما استمعتِ إلى "نجاة الصغيرة" سَتُفَتِّشِيْنَ في صوتها عن قميصكِ الأحمر وعن قلمي الأسمر، وستعودين –مراراً- إلى تلك الصحيفة التي ملأتُهَا لكِ بكلمة "أحبكِ" كطفلٍ يتعلَّمُ الكتابةَ أو ككهلٍ يتعلَّمُ البُكاءَ، وستنسينها ملامحكِ كاملة، ستنسينها؛ وتتذكَّرين منها -فقط- ما كنتُ بالفحم أرسمه وبالحرف أصوِّره، وستسألين نفسكِ -يوماً وربما دوماً- كيف انتهى بنا المطافُ إلى ما يُشبه القطيعةَ التّامة، ستسألينها؛ ثم كعادتكِ سَتنْحِيْنَ عليَّ باللائمة، كما لو كنتُ شَمَّاعَةَ أخطاءٍ عامةٍ في ساحةٍ عامةٍ يقصفها المارَّةُ بِأَوْزَارِهِم ثم يُتابعون سَيْرَهُم غير عابئين بها وضميرها مُثْقَلٌ وضمائرهم مُرتاحة.

أعرفه قلبكِ يَتَقَلَّبُ، وأعرفه حين عليَّ يَنْقَلِبُ، وأعرفكِ حين تحتالين لي وحين تحتالين عليَّ، وأعذره وأعذرك، وحرفكِ الساحر أعرفه حين يُغريني وحين يُغَرِّرُ بي، ولونكِ الآسر حين يُمطرني وحين يُماطلني، وصوتكِ وصمتكِ وشعوركِ وتفكيركِ أعرفهم؛ وعن ظهر قلب أحفظهم، وأظننا بلغناها نُقطةَ اللاعودة أو كدنا، وأظنكِ -وقد جَرَّبْتُهَا محبتكِ الصادقة لي وخِبْرَتَهَا- تُجَرِّبِيْنَ عليَّ –الآن- كيدكِ كامرأةٍ ماكرةٍ، تُحاولُ بالغيرةِ أنْ تَقْدَحَنِي لتفضحني، وبالتَّمَنُّعِ أنْ تَكْبَحَنِي لتُروِّضني، وأنا أتلذَّذُ بذلك واستمتعُ، وليتكِ تتعلَّمين مني كيف نَكْسِرُهَا حِدَّةَ الصدمة الأولى ثم نُفَتِّتُهَا: تُفارقينني فأعودُ، ثم تُفارقينني فأعودُ، ثم تُفارقينني فلا أعودُ إليكِ أبداً.


محمد البلوي

عبدالإله المالك
06-25-2013, 04:15 PM
يا أنت البلوي محمد

شكرًا للزمان وللمكان أن جعلنا نرتشف من رحيق هذا الورد والعبير والقلم النازف

قلمك يستحق المتابعة ونستدعيه للحضور

شكرا لك مرة أخرى

محمد سلمان البلوي
12-20-2013, 01:50 AM
يا أنت البلوي محمد

شكرًا للزمان وللمكان أن جعلنا نرتشف من رحيق هذا الورد والعبير والقلم النازف

قلمك يستحق المتابعة ونستدعيه للحضور

شكرا لك مرة أخرى


أشكر قلبك الكريم، أخي عبدالإله، وقلمك الجميل، وبك أعتز وأتشرف
أدامك الله وحفظك، ولك تحياتي وتقديري

نادرة عبدالحي
12-22-2013, 12:15 AM
في المرة الاولى التي قرأتُ النص حسبته سهول واسعة من التوليب
وفي المرة الثانية حسبته سهول ومروج من اللفندر الذي يسحر الشمس
ويُرزق الأرض بحلة ثمينة .الإلهام الدسم يستوطن فينا
تحياتي

محمد الناصر
12-22-2013, 12:25 AM
الله يا محمد
هنا النص الأدبي الكامل، والاسلوب الشيق، والمفردة العذبة
هنا محمد البلوي الأخ والصديق
رغم أن شهادتي فيك مجروحة لكنها كلمة حق تقال
كما كان يقولها لنا أبو عبد الفوال :)

محمد سلمان البلوي
05-28-2014, 08:08 PM
في المرة الاولى التي قرأتُ النص حسبته سهول واسعة من التوليب
وفي المرة الثانية حسبته سهول ومروج من اللفندر الذي يسحر الشمس
ويُرزق الأرض بحلة ثمينة .الإلهام الدسم يستوطن فينا
تحياتي


أشكرك جزيل الشكر وجميله أ. نادرة
كما أشكر قلبك/قلمك السخي الكريم

إنما هي الكتابة تجمل في العين الجميلة
وتكتسي من الأرواح الحسان الحلل القشيبة

أدامك الله وحفظك يا نبيلة
ولك تحياتي وتقديري

محمد سلمان البلوي
05-28-2014, 08:29 PM
الله يا محمد
هنا النص الأدبي الكامل، والاسلوب الشيق، والمفردة العذبة
هنا محمد البلوي الأخ والصديق
رغم أن شهادتي فيك مجروحة لكنها كلمة حق تقال
كما كان يقولها لنا أبو عبد الفوال :)


أتذكَّره (أبو عبد الفوال) يا محمد
وأتذكَّرُ أيامه الجميلة، ولياليه الحالمة الحميمة!
وليتها تعود، يا صديقي، ليتها!

أما عن الممحاة
فإنها تشكرك، يا أخي الحبيب، وأشكرك
وتعلم أننا كنا نكتبُ بالممحاة؛ كي لا تبتلعنا الكتابة، ولا نعلقُ في الذاكرة والذكريات... حتى ولا في الجميل منها.

أتمناك بخير وعافية وسعادة غامرة
وبالسلامة أدعو لك، وبالعون والفرج
وإلى قريب، إن شاء الله، يا أخي وصديقي.
تحياتي واحترامي وتقديري

طلال قطان
05-28-2014, 08:35 PM
سيدي نص غاية في الجمالية
وفيه من التعابير ما يحتاج للوقوف عندها أوقات طويلة
بطبعي لست ممكن يحبذون قراءة النصوص الطويلة
ولكنني ما ان بدات حتى وجدت نفسي جزءاً من تلك القصة
ولم أشعر إلى وانا عندة نهايتها
أسلوب مميز وتعابير غاية في الجمالية

وستظلُّ أوراقي فارغة منكِ إلى أنْ يصيرَ قلبُكِ قلمي وقلمُكِ ممحاتي

الله الله على روعة الوصف
لك مني كل التقدير
دمت بخير

بلقيس الرشيدي
05-29-2014, 02:01 AM
أهلاً عظِيمة بِعودتكَ أُستاذِي مُحمد ولِهَذَا الكم الهائِلِ منْ الربِيعْ سأعُود
وبيدِي خَيمتي أنصِبُها بينَ غدِيرِ هَذَا الخيَال . أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عماد تريسي
05-29-2014, 03:34 AM
هذه هي الدوحات العامرات بعطر الأدب الرفيع , و هذه هي بساتين الأدب الممهور بالبلاغة البالغة و البيان الماتع البهيّ ,
هذه مدرسةٌ لِمَنْ شاء أن يغرف من مناهلها عذب المعرفة بفن الأدب الأسمى ...

لله دركَ يا صديقي النبيل أ. محمد ,
زادكَ ربي ممّا حباكَ من مَلَكاتٍ فريدة .





مودتي

عائشة العريمي
05-29-2014, 11:33 AM
النص جدا جميل
اختصرت الواقع الذي نعيشه في حياتنا
دمت بخير وعافية

جليله ماجد
05-29-2014, 05:11 PM
كلّ الملامح ..وجوه مُبهمة بلا أفواهٍ صارخة ...!

الحرفُ عارٍ .. و الألم يصلبُ نفسه بين مدّ و نقطة ...

و كل نقطة تحتاجُ عدسة مُكبرة .. لأن الروض هُنا عابِق ... بإدهاش ...!

البلوي : محمد

أنا أهز رأسي و أصفق لك ... أصفق لك ... أصفق لك ..!

بلقيس الرشيدي
05-30-2014, 07:59 PM
كُل جمعٍ وفِراقٍ يَعترِينا نُلملِمُ بَعضَنا بُعداً كيْ نعُودَ قُرباً ونَطوِي صَفحاتُ البُعدِ شَوقاً ووطناً !
الهَوى بِحياتِهِ وتَناقُضاتِهِ بِجرُوحهِ وأفراحهِ سَماءٌ لَولاهَا ماشَعرنا بِقِيمة الحيَاة الحقِيقيَّة اللتِي تستحقُ الحيَاة !

أهلاً فاخِرة أُستاذِي مُحمد أهلاً كبِيرة وعظِيمة ترفعُنا لـ أبعد سماءٍ كيْ ننهل منْ هَذَا الغيم ونغتسِل !
كُل سطرٍ منْ قَلمكَ مدرسةٌ أدبية بَل ملحمة فارِهة الفُرسان وقائِدُها أُسطُورةٌ فاخِرة يُعلِّمنا حُسن الرِماية !

سعيدةْ جداً أن كنتُ بين هََذا الغرق العظيم أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

نازك
05-30-2014, 11:19 PM
وليتهم يعرفون كم نحنُ نستشفُّ ملامحهم ونتحسّسُ روعَ نبضهم !
وكم نحنُ أوفياءُ لما هو مكتظٌ في أرشيف الذاكرة وكلما مررنا عليها خلناها براكين هامدة توقظها يقظة قلم وتمحوها الأسئلة !
ومابين إستشراف القديمِ والإحتفاءِ بالمعطيات الجديدة ثمّة إطارٌ وضوءٌ شارد .
؛
؛
(والحبُّ -كما أعرفه- هو وَخْزُ اللحظة الْمُرْبِكَةِ الذي نَلْتَذُّ به ونَألَمُ في آن، ونريدُ لها أنْ تستمرَّ في وَخْزِنَا اللحظاتُ، فلا تَمَلُّ مِنَّا ولا تَكِلُّ )

هُنا ثمّة إنسان يعطي من ذاتهِ أكثر من ذاتهِ، ويكتبُ باسم المحبّةِ حرفاً يجعلنا نتتوقّفُ عن التخبُّط بين قطبي الشكِّ واليقين !

سيدي الكريم /
ولكي تسلم جرّة آلامِنا من الإنكسار لابدّ أن نستشفّ ما بداخل الكأس ونستطلع أسراره ُ
وأجدكَ هنا نجحت وبتمّكن !
أهنّئكَ و أُحييّكَ

تقديري

عبدالرحيم فرغلي
05-31-2014, 09:54 AM
هل أقول كما أقول زميلنا عبدالإله .. يا أنت البلوى محمد ..
لا أخفيك سرا .. قد قلتها وأنا أقرأ نصك .. نصك الفاخر جدا ..

وبعد قراءتي للنص .. فرحت وحزنت .. فرحت لأني قرأت نصك
.. تلذذت بمعانيه .. كأني أشم أنواع العطور هنا .. فمعنى له رائحة
العود .. وآخر له رائحة المسك .. وثالث له رائحة عطر فرنسي فاخر ..

وحزنت .. لأن النص بتاريخ قديم .. وتساءلت .. كيف فاتني
هذا النص .. طيلة هذه الشهور .. وماذا لو لم يعد للواجهة ..
كنت سأشعر حينا بالأسى حقا ..

أتساءل عن كل هذا الجمال .. أين صاحبه .. لم لا يتحفنا بروائعة التي لا تمل القراءة فيها والإعادة لها ..

لا أوفيك شكرا .. أن وضعت نصك هنا .. ومنحتنا فرصة القراءة لهذه الرائعة

ألف تحية وتقدير

زكيّة سلمان
05-31-2014, 11:44 AM
قد قرأت هذا النص مسبقاً
وها أنذا أعاود القراءة
وأجدني أستلذ في كل مرة....

الصديق العزيز / محمد سلمان البلوي

لقلبك كل الحب والصحة والسعادة ...

محمد سلمان البلوي
06-02-2014, 03:00 PM
سيدي نص غاية في الجمالية
وفيه من التعابير ما يحتاج للوقوف عندها أوقات طويلة
بطبعي لست ممكن يحبذون قراءة النصوص الطويلة
ولكنني ما ان بدات حتى وجدت نفسي جزءاً من تلك القصة
ولم أشعر إلى وانا عندة نهايتها
أسلوب مميز وتعابير غاية في الجمالية

وستظلُّ أوراقي فارغة منكِ إلى أنْ يصيرَ قلبُكِ قلمي وقلمُكِ ممحاتي

الله الله على روعة الوصف
لك مني كل التقدير
دمت بخير


طلال يا أخي الكريم
ما أكرمك!
ليس بعدد السطور، وإنما قيمة النص فيما يقول، والجمال من ضمن القول، وقوله في الروعة غاية وفي الحسن. والذائقة تنفر من القبيح، وتقبل على المليح. فشكراً لذائقتك الرفيعة يا عزيزي، والشكر الجزيل، أيضاً، لك وتحياتي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
06-02-2014, 03:03 PM
أهلاً عظِيمة بِعودتكَ أُستاذِي مُحمد ولِهَذَا الكم الهائِلِ منْ الربِيعْ سأعُود
وبيدِي خَيمتي أنصِبُها بينَ غدِيرِ هَذَا الخيَال . أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)


بلقيس يا صديقتي العزيزة
مرحباً، مرحباً.
وعدتِ، ثم -بفضل الله- وفيتِ.
فشكراً أنقشها هنا، ريثما أشكرك -إنْ شاء الله- مجدداً.

محمد سلمان البلوي
06-02-2014, 03:08 PM
هذه هي الدوحات العامرات بعطر الأدب الرفيع , و هذه هي بساتين الأدب الممهور بالبلاغة البالغة و البيان الماتع البهيّ ,
هذه مدرسةٌ لِمَنْ شاء أن يغرف من مناهلها عذب المعرفة بفن الأدب الأسمى ...

لله دركَ يا صديقي النبيل أ. محمد ,
زادكَ ربي ممّا حباكَ من مَلَكاتٍ فريدة .




مودتي




أستاذي العزيز أبا طاهر

بل لله درك من كريم! ويا لله كم أنت رائع وبديع! وإنْ كنتُ لا أعجبُ من كرمك؛ فإنني أعجبُ من تواضعك! وأنت المعلم والقدوة، وإنما نحن من تلاميذك، من معينك العذب ننهل، وعلى خطاك الخيِّرة نسير. فشكراً تتبعها شكرا، حتى يبلغ الشكر تمامه أو رضاك. أدامك الله وحفظك، ومتعك بموفور الصحة والعافية، ولك تحياتي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
06-02-2014, 03:14 PM
النص جدا جميل
اختصرت الواقع الذي نعيشه في حياتنا
دمت بخير وعافية


الكريمة الأستاذة عائشة

جمَّل الله حالك، وحفظك، وأدامك.
واقعنا مرير، ولكنه فيه الجميل، وفيه من الخير الكثير. بالمحبة نجدد الأمل، ونبدد التشائم، وبكم يطيب المقام، ويتجلَّى المقال.
شكراً جزيلاً لك، ولك تحياتي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
06-02-2014, 03:17 PM
كلّ الملامح ..وجوه مُبهمة بلا أفواهٍ صارخة ...!

الحرفُ عارٍ .. و الألم يصلبُ نفسه بين مدّ و نقطة ...

و كل نقطة تحتاجُ عدسة مُكبرة .. لأن الروض هُنا عابِق ... بإدهاش ...!

البلوي : محمد

أنا أهز رأسي و أصفق لك ... أصفق لك ... أصفق لك ..!


الجليلة الماجدة: أ. جليلة

والبهاء يصفقُ لك والضياء! وكذا الجود والسخاء!
شكرا تليق، وتحية ترتقي ذروة الامتنان، وسنام الاحترام.
ولك التقدير والتوقير والسلام

عبدالرحيم فرغلي
06-06-2014, 10:55 AM
اليوم أردت أن أدلل نفسي .. فجئت بها إلى هنا ..
تحية عظيمة لك .

محمد سلمان البلوي
08-10-2014, 04:13 AM
كُل جمعٍ وفِراقٍ يَعترِينا نُلملِمُ بَعضَنا بُعداً كيْ نعُودَ قُرباً ونَطوِي صَفحاتُ البُعدِ شَوقاً ووطناً !
الهَوى بِحياتِهِ وتَناقُضاتِهِ بِجرُوحهِ وأفراحهِ سَماءٌ لَولاهَا ماشَعرنا بِقِيمة الحيَاة الحقِيقيَّة اللتِي تستحقُ الحيَاة !

أهلاً فاخِرة أُستاذِي مُحمد أهلاً كبِيرة وعظِيمة ترفعُنا لـ أبعد سماءٍ كيْ ننهل منْ هَذَا الغيم ونغتسِل !
كُل سطرٍ منْ قَلمكَ مدرسةٌ أدبية بَل ملحمة فارِهة الفُرسان وقائِدُها أُسطُورةٌ فاخِرة يُعلِّمنا حُسن الرِماية !

سعيدةْ جداً أن كنتُ بين هََذا الغرق العظيم أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

ها أنا أعود، ولو متأخراً، يسبقني شكر جزيل واعتذار للزميلات والزملاء هنا؛
فالمعذرة! المعذرة! وكل عام وأنتم جميعاً بخير ومحبة.

أ. بلقيس الرشد والحكمة:

إنَّها تناقضاتُ الحبِّ من تناقضاتِ الحياة، وتناقضاتهما -الحبُّ والحياة- من تناقضاتِ الإنسان. والإنسانُ لا يضطربُ في الحبِّ، وإنْ اضطربَ قلبه، وإنِّما به يسكنُ بكليته ويطمئن.
ثمَّ
العفو يا نقية، فالإطراء من طيبكم، وأنا الأسعد بكم.
شكراً لكم على كرمكم ونبلكم وطيب كلماتكم وجمِّ أدبكم.
والله يحفظكم ويُديمكم. ولكم التحية والتقدير والاحترام.

محمد سلمان البلوي
08-10-2014, 04:18 AM
وليتهم يعرفون كم نحنُ نستشفُّ ملامحهم ونتحسّسُ روعَ نبضهم !
وكم نحنُ أوفياءُ لما هو مكتظٌ في أرشيف الذاكرة وكلما مررنا عليها خلناها براكين هامدة توقظها يقظة قلم وتمحوها الأسئلة !
ومابين إستشراف القديمِ والإحتفاءِ بالمعطيات الجديدة ثمّة إطارٌ وضوءٌ شارد .
؛
؛
(والحبُّ -كما أعرفه- هو وَخْزُ اللحظة الْمُرْبِكَةِ الذي نَلْتَذُّ به ونَألَمُ في آن، ونريدُ لها أنْ تستمرَّ في وَخْزِنَا اللحظاتُ، فلا تَمَلُّ مِنَّا ولا تَكِلُّ )

هُنا ثمّة إنسان يعطي من ذاتهِ أكثر من ذاتهِ، ويكتبُ باسم المحبّةِ حرفاً يجعلنا نتتوقّفُ عن التخبُّط بين قطبي الشكِّ واليقين !

سيدي الكريم /
ولكي تسلم جرّة آلامِنا من الإنكسار لابدّ أن نستشفّ ما بداخل الكأس ونستطلع أسراره ُ
وأجدكَ هنا نجحت وبتمّكن !
أهنّئكَ و أُحييّكَ

تقديري

أ. نازك، يا رفيقة الفكر والأدب:

يحارُ العلمُ بين الممكن والمستحيل. والفكرُ بين الشكِّ واليقين. أمَّا الحبُّ فهو واثقُ الخطوة، ولكنه -في الفقد والغياب- يتأرجحُ بين الشوق والحنين، وأبداً لا يخون، فإن خان أو شكَّ؛ فإنه لم يكن من الصدق على شيء. والحبُّ كلُّه خيرٌ؛ إنَّما يأتي الشرُّ منَّا ومن الغير. أمَّا الكأسُ فإنها ليس فيها إلَّا ما في عقولنا وقلوبنا، وعلى قدر امتلائنا أو فراغنا تكون ممتلئةً أو فارغة.

أشكرك على حضورك الخيِّر، وفكرك النيِّر، وشعورك الرَّفيع، وأشكرك.
ولك تحياتي واحترامي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
08-10-2014, 04:25 AM
هل أقول كما أقول زميلنا عبدالإله .. يا أنت البلوى محمد ..
لا أخفيك سرا .. قد قلتها وأنا أقرأ نصك .. نصك الفاخر جدا ..

وبعد قراءتي للنص .. فرحت وحزنت .. فرحت لأني قرأت نصك
.. تلذذت بمعانيه .. كأني أشم أنواع العطور هنا .. فمعنى له رائحة
العود .. وآخر له رائحة المسك .. وثالث له رائحة عطر فرنسي فاخر ..

وحزنت .. لأن النص بتاريخ قديم .. وتساءلت .. كيف فاتني
هذا النص .. طيلة هذه الشهور .. وماذا لو لم يعد للواجهة ..
كنت سأشعر حينا بالأسى حقا ..

أتساءل عن كل هذا الجمال .. أين صاحبه .. لم لا يتحفنا بروائعة التي لا تمل القراءة فيها والإعادة لها ..

لا أوفيك شكرا .. أن وضعت نصك هنا .. ومنحتنا فرصة القراءة لهذه الرائعة

ألف تحية وتقدير

أ. عبد الرحيم، النبيل:

حُيِّيتم، يا أستاذي الكريم ، وبُوركتم. ومرحباً بكم تليقُ.
أتمنَّاكم بسرورٍ دائمٍ، وبسعادةٍ غامرةٍ، وخيرٍ عميمٍ عظيمٍ، وسلامٍ، ومحبةٍ. ومن مجامع قلبي الشاكرِ لكم؛ أشكركم جزيل الشكر وجليله وجميله.
ثمَّ إنني هنا، يا أخي، بين سندان الحياة ومطرقتها، ثم بين فكَّيِّ هموم الوطن والإنسان والقلم؛ أحاولُ -مثلكم- بالكلمة؛ أنْ أزرعَ وردةً، وأنْ أنزعَ شوكة.
سعيدٌ بكم جداً، والله يوفقكم ويحفظكم، ويُتمّ نعمه عليكم.
ولكم توقيري وتقديري، وقبلهما تحيَّتي ومحبَّتي.

محمد سلمان البلوي
08-10-2014, 04:28 AM
قد قرأت هذا النص مسبقاً
وها أنذا أعاود القراءة
وأجدني أستلذ في كل مرة....

الصديق العزيز / محمد سلمان البلوي

لقلبك كل الحب والصحة والسعادة ...


الزكية النقية، صديقتي أ. زكية:

شرفٌ لي، وكرمٌ منكم، أنْ تُعيدوا قراءة كلماتي المُتواضعة، وكذا لطفٌ منكم ونبلٌ أنْ تُثنوا على النصِّ وصاحبه.
فلكم الشكر الجزيل، والتحية التي تليق، والتقدير كلِّه.
لروحكم السلام، ولقلبكم النقاء، ولكم الضياء والبهاء والاحترام والتقدير.
والله يُسعدكم ويحفظكم.

محمد سلمان البلوي
08-10-2014, 04:36 AM
اليوم أردت أن أدلل نفسي .. فجئت بها إلى هنا ..
تحية عظيمة لك .

مُجدَّدا، ودائماً، مرحباً بكم، أستاذي المفضال، وبنفسكم الزكيَّة المُطمئنَّة.
أسعدتموني بعودتكم الكريمة، أسعد الله قلبكم.
ولكم محبَّتي.