تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فرحة عيد


صالح بحرق
08-07-2013, 11:51 PM
في كل عيد.. تتحسس النافذة بيديها المعروقتين..ثمة هناك بين السحب ضاع امل ما في ليل الشتات الطويل..في العيد..في الفرح يبزع في عالمها ليكون عيدا أخر لايراه احد سواها..كانت الحرب قد اتت على كل شيء..من النافذة كانت البنايات مهدمة..ومشققة بالرصاص..لم يعد فيها من احد..فكرت اين سيمضي سكانها عيدهم هذه؟اطلت بنصف جذعها راحت ضفائرها تداعب نسمات الهواء ونهداها يتحفزان للخروج من قميصها المتكور في جسدها..الدخان في كل مكان وصوت الرصاص لاينقطع..لم تبق الا بضع منازل بدون نوافذ تصارع البقاء..لربما تاتي قذيفة مجنونة وتلتهمها جميعا..لم تعد في قلبها مساحة لذلك الفرح الخاص..فأخذته معها الى السرير وهناك بكت منه او بكت عليه..

عبدالإله المالك
08-08-2013, 01:03 AM
والبكاء في العيد
أشد وقعًا وإيلاما

تحية يا صالح

إبراهيم درغوثي
08-10-2013, 02:47 PM
نص قصصي قصير يصول حالتنا في هذه الأيام
نص يفضح حزننا وألمنا في ساعات الفرح المأمول
سعدت بقراءة هذه القصة مبدعنا صالح بحرق

صالح بحرق
08-14-2013, 06:48 AM
تظلله سماء اخرى من الوهم كلما ابتعد عنها..ويبلغ به التجاسر مداه كلما حط انامله على البقاء في دائرة شجنها.. وتمنحه التفاتات الطريق وعودا جديدة لواصلة السير لغاية هلامية فيه ..
- ألا تبقين معي
- ما الذي يفيد .. لم نعد نطوي سجل حياتنا كما كان
- ولكني احبك جسر الاماني .. يمتد منك .. اليك
اعرف بانك يقيني المتبقي في كنه الايام
تدور به الاشياء في الحجرة ويكاد يقع على منفضة السجائر الممتلئة .. تهطل من سماء موازية فيه تواشيح الحنين.. وينغلق باب الرجاء بها الى الابد..
- الى اين؟
- الى ذاتي المنكفئة .. ألا يحق لي السفر بعيد عن مروج زرعها يأسك في داخلي
-قلت انها ظروف .. وسوف اهدمها سوف اكون شخصا قويا بك
- لاتبحث عني بقدر ماتتعلق بتوازنك المفقود
- من يهيم بالآخر انا ام انت
-سأمكث غير بعيد من شجنك وألامس جروحك
- ولم الرحيل
-لربما تبزغ من سماء اخرى قدرات جديدة لك
تملكته رغبة في الخروج من الحجرة والهروب في الدروب التي مشيا فيها معا.. توسط السبيل وراح ينأى عن سماء اخرى مفتتحا لقامات تأسره بالحنين.. وإذ ذاك كان تركض خلفه دون ان تجده في سماء الانتظار..

صالح بحرق
08-15-2013, 09:22 PM
التحفت بالشرشف.. رنت الى سراج النوم الاحمر.. تعلقت اهدابها بحقيبتها الجلدية.. احست ان ثمة فرح يسقط منها.. يطوقها.. افتحت له جسدها الظامىء انسكبت مياه الحنين في داخلها .. غدا السرير لايتسع لجسدها الضامر.. ترجلت.. وبخطى قصيرة.. وقعت على بلاط الغرفة.. انسحب ظلال اللون الاحمر من السراج الوهاج وسقط على فخذيها .. ترنو الى الحقيبة ولاتجرؤ ان تفتحها و تتأمل في مهرجان الضوء الخافت حافتا قدميها الرقيقتين .. وتهبط بأناملها الى الاسفل قبل ان يسدل على وعيها ستار السبات العميق..في ليلة لايشبه حنينها الحنين ......

صالح بحرق
08-30-2013, 08:53 AM
كانت الطريق حالكة والاشجار يابسة تتحرك اعاليها في سكينة الليل وكان المارة قليلين ومن بعيد من خصاص نافذة كان يلمع بصيص ضوء يبدد بصعوبة الظلام وكان المنحدر الجبلي الوحيد يبدوكرأس تنين ضخم يسد الافق وكانت اضواء السيارات الهابطة وسط الطريق بين فينة واخرى تغطي مساحة الطريق المقفرة بشيء من البهجة الا انها لا تدوم واذ يممت الى المحطات الفرعية على جانبي الطريق فان اصحابها يشكون الضجر وقلة العمالة ويبتسمون للمارين بسخرية وكلما وقفت قاطرة هرعوا اليها..
كان قادما من بعيد بسيارته الكبيرة الجديدة يحمل بضاعة مهربة كان يشعر بالجوع لذا كان يمني نفسه بالوقوف في اقرب مطعم ويشرب ويدخن ثم يواصل رحلته.. كانت في الطريق تشققات كثيرة وكان بها خوف ورهبة فبالرغم من السكينة الا ان الامور قد تاتي بالعكس ..
اخيرا اركن سيارته ودخل المطعم كان يبدو منهكا جلس بتهالك على المقعد وبدأ يأكل ويشرب ويدخن لدرجة انه نسى سيارته
وفي هذا الوقت صعد على متنها الجائعون ونهبوا محتوياتها من البضائع المهربة
عندما وقف امام سيارته هاله الموقف فلم يبق بها شيء من البضائع
فرح جدا فقد كانت امنيته بان لايسال في نقاط التفتيش
واذ ذاك كان يسير فرحا في طريق محفوفة بالخطر .. لكنها تمنحه حلم بطريق ما..

صالح بحرق
09-17-2013, 06:49 AM
اخذت تعيش وهمه الجميل/ وتعتقد انه نهاية لاشواقها.. وهذه افياء الحب قد امتدت امامها فلتسترح في ايها شاءت.. لقد اخرجتها كلماته من غبش الماضي وفتور اللحظات الى ضياء الحب من جديد.. لكن ليس هذا هو نهاية كل شيء بالنسبة اليه.. فقد راح تيار من الجنون بها يقض مضجعه ولكنه سرعان ماتحول الى وهم سارب في النفس واختلطت روحه به وبدأ يملي عليها قناعات خاطئة عن حياته ومستقبله و يحس في قرارة نفسه انها كاذبة لكن ماذا بوسعه ان يفعل وهو يراها كل يوم تتفتح على كوى شوق جديدة وتغير نظام حياتها بالكامل تغير تسريحة شعرها ..اكلاتها.. لباسها .. نظرتها للحياة. وبدأ شعور بالقهر . ..بالخيانة.. يلازمه و يلفه من كل مكان..ويتساءل: هل اتركها في وهمها هل أعيش المها؟؟؟
كان في المساء ككل يوم يذهب الى الشاطىء..يحمل فداحة هذا الامر ويصغي للموج وهو يراقب امواج حزنه وحزنها المتماوجة وفكر: لقد اعطيتها الحب الموهوم .. الاحساس بالنشوة المباغتة وهذا يكفي الا نحتاج في حياتنا الى الوهم لنتجاوز به ضعفا ما؟؟؟
اخذ البحر في تلك الليلة يقذف بالامواج العنيفة التي تصل اللى قرارة نفسه فتوقظ فيها انداء الامس الغافي وفكر في ارسال خطابا لها. . جمع شتات الكلمات والمعاني تلفت هنا وهناك كاد يدمع سبقته آهة مخنوقة فبكى وعلى الرمل.. تناول من جيب سترته ورقة تبغ وبدأ يكتب.. وعندما وصل الى قوله:ليس هناك الذ من وهم الحب.. انه يهبنا الاستمتاع بلحظات غير واقعية لكنه يمتص منا كدر السنين..ثم خطا الى امام ليحتسي هو الآخر وهما جديدا..وهمها..