مريم السيابية
09-06-2013, 11:03 PM
صباحكم حدائق توليب . .
/
(ساعة على مسرح النسيان)
:
....... مذ أن عرفته وأنا أبحث عن رغيف نسيان أسد رمقَ جوعي به ..!
اجابتني وهي تحزم حاجبيها بشدة:
انت تريدين النسيان بجدية فيما النسيان يحتاج لسخريتك حتى يتفاعل معكِ يحتاج لرقصكِ على حوافه قبل مركزه والكثير الكثير من تخشبكِ لا زجاجكِ ، اضيْفي مرارتكِ في كوبه ، العقي ما تبقى من كرامتكِ مِن ملاعقهِ ، وانتشري في روحكِ لتسحبيها عنوةً من مساحاتهِ ، اجبري أناكِ على المثول أمامَ وجهكِ المرآة وضعي مساحيقكِ المعتادة لتغسلي آثار شفتيه عليكِ ، أنتِ الآن أمام ثقوبِ قمركِ الأصيل فأتركي نجمه ليشعّ في غير مداركِ لقحي أيامكِ بتفاصيلكِ حتى لا تزوركِ بذورُ ملامحه فتنجبين وجهه ، انسي أقدامك القديمة وانتعلي حذاءً لا يعرف عنوانه ، زوري ما استطعتي من المتاحف حتى تتأكدي أنه لا يبقى من الإنسان سوى الذكرى المستحقة للتوثيق ، استقلي القطار الذي لا يتوقف عند محطاته ، والجسور الاسمنتية حتى لا تقعي في نهره ، غَنّي للنسيان أكثر غنّي بنشاز أكبر غنّي يا صغيرتي قدر ما طاف على أضلاعكِ غيابه واستعمر غنّي تموتُ حنجرةُ وجودهِ ، غني يخفتُ نهاره الخادعُ من شباككِ ، غني تستيقظ الياسميناتُ في جرحكِ الغضّ ، لوذي إلى ركنكِ الأوحد ، افيقي هزيمةَ أنوثتكِ بالعِطر ، صلّي جَهرًا لنخيلكِ الشامخة، صلّي بصوتِ السواقِي الهادرة ، واطعمي ذكراه صدقةً للطيور المهاجرة ، هنا فقط يتدلّى النسيان من كرومكِ ، هنا وحسب يبدأ مهرجان أناكِ..
هُنا تسدل ستائر المَسرح العظيمِ عَلى جمهورِ الأفول..
صغيرتي فإرقصي لموته.. وليتمجّد شال النسيانِ على خاصرتكِ..!
* مريم السيابية :وردة:
/
(ساعة على مسرح النسيان)
:
....... مذ أن عرفته وأنا أبحث عن رغيف نسيان أسد رمقَ جوعي به ..!
اجابتني وهي تحزم حاجبيها بشدة:
انت تريدين النسيان بجدية فيما النسيان يحتاج لسخريتك حتى يتفاعل معكِ يحتاج لرقصكِ على حوافه قبل مركزه والكثير الكثير من تخشبكِ لا زجاجكِ ، اضيْفي مرارتكِ في كوبه ، العقي ما تبقى من كرامتكِ مِن ملاعقهِ ، وانتشري في روحكِ لتسحبيها عنوةً من مساحاتهِ ، اجبري أناكِ على المثول أمامَ وجهكِ المرآة وضعي مساحيقكِ المعتادة لتغسلي آثار شفتيه عليكِ ، أنتِ الآن أمام ثقوبِ قمركِ الأصيل فأتركي نجمه ليشعّ في غير مداركِ لقحي أيامكِ بتفاصيلكِ حتى لا تزوركِ بذورُ ملامحه فتنجبين وجهه ، انسي أقدامك القديمة وانتعلي حذاءً لا يعرف عنوانه ، زوري ما استطعتي من المتاحف حتى تتأكدي أنه لا يبقى من الإنسان سوى الذكرى المستحقة للتوثيق ، استقلي القطار الذي لا يتوقف عند محطاته ، والجسور الاسمنتية حتى لا تقعي في نهره ، غَنّي للنسيان أكثر غنّي بنشاز أكبر غنّي يا صغيرتي قدر ما طاف على أضلاعكِ غيابه واستعمر غنّي تموتُ حنجرةُ وجودهِ ، غني يخفتُ نهاره الخادعُ من شباككِ ، غني تستيقظ الياسميناتُ في جرحكِ الغضّ ، لوذي إلى ركنكِ الأوحد ، افيقي هزيمةَ أنوثتكِ بالعِطر ، صلّي جَهرًا لنخيلكِ الشامخة، صلّي بصوتِ السواقِي الهادرة ، واطعمي ذكراه صدقةً للطيور المهاجرة ، هنا فقط يتدلّى النسيان من كرومكِ ، هنا وحسب يبدأ مهرجان أناكِ..
هُنا تسدل ستائر المَسرح العظيمِ عَلى جمهورِ الأفول..
صغيرتي فإرقصي لموته.. وليتمجّد شال النسيانِ على خاصرتكِ..!
* مريم السيابية :وردة: