مشاهدة النسخة كاملة : حالــة حُ لْ م مركّز !
- آتيةٌ من مدينةِ الموسيقى,حيثُ لا يستقيمُ الوقتُ بلا موسيقى!
نحنُ هنَاك نحبّ الصخب ,لنهربَ من الهدوء..لأن الهدوء هو الصّخب,نحنُ لا نلجأ لرؤوسنا لئلا يلتهمنا الشيبُ !
..الباصُ الذي لا يذيعُ إحدى أغنياتِ الموسمِ لا يقلّ أحدا..الأغنية هي الوقود والناسُ والحركة!
..المتجرُ الذي لا تتصاعدُ منه رائحةُ الخبزُ بلحنٍ شعبي.. يستارعُ إليهِ الإفلاس قبلَ آوانه,
أما المنزلُ الذي يدعوكَ إليهُ أحد معارفكَ ولا تجد الموسيقى تستبقكَ لدى البابِ ,فهوَ موبوءٌ بالموت!
- أما أنا ..فبعدَ ارتحالي لهذهِ البلادَ,
فأدرسُ مبادئَ الشوقِ ..
وأقرأُ لقصائدِ الحنين,
ولم أرحمْ بعد مذياعَ شرفتي الذي أنهكهُ سكبُ الموسيقى على المارة..
وأمي تعلمني كيفَ أتلو الصلواتِ ليمنحني اللهُ قلبًا غير الذي تركتُهُ هناك!
:icon20:
- وأحلمُ بكَ مقدارَ قبلاتِ أم لوليدهَا,
كلّما أشرقت شمسٌ قلتُ :هاهوَ يبصرهَا الآن..أنا أبصره!
وسرٌ صغير:
أحاول أن أخفي رحيلكَ عن حلمي الأشبهَ بالأشياءِ الجميلة ,
إذ ماذا يفعلُ النائمون سوى حبكِ الكذباتِ الصغيرة,
..والسُّكر قدر الألم,
والنوم جيدا,
ثم نسيقظُ..وكل من حلمَ جيدا يفجعُ جيدا كل صباح!
..أعرفُ الله ,هو لا يكلني إلى حماقاتي حينما أستشيره.
كلّ الحكايةِ : لا أدري!
أشعرُ أنني معلقةُ في سماءٍ بعيدةٍ جداً..جداً
أتهاوى نحوَ الأسفل..وتغرزُ في صدري كل غيمةٌ تعترضني,
ليستْ مؤلمة أبدا..لا يتألمُ أهل السمّاء!
وقعهَا كوخزاتِ الجليد الناعمة ,شهيةُ قليلاً..
- وبعدين؟
-بس..أشعرُ أنني أسقطُ نحوَ نهايةٍ لا تأتي أبداً,
ربمّا ينتهي هذا الشعور إذا توقفت عن النظرِ نحوي يوماً ما !
دعنِي أعزفُ لحنَ مجيئي..
أنا قد جئتُ.. وتاهت روحي هذي اللحظة!
دعني أجهلُ.. يومَ ولدتُ,
ويومَ يموتُ الحبّ قتيلاً..
على جنباتِ القلب..الوقتِ..أو الأقدار!
دعني معتكفًا..مرتبكَا,
عندَ مواقيتِ العشّاق,
دعني ألقاكَ وفي بسماتي ألفُ قصيدة !
:icon20:
لآخر الليل مايروى لئلا يُسمع..
لآخر الليل حريةُ خبيثُة مقيّدة بمنبهُ السادسة..
لآخر الليل آخر السطرِ العاري من "إلخ"..المكتظّ بثمانٍ وعشرين هتكاً.. وزيادة !
ولآخر الليل الدّمعة التي لا تعرفُ التواري خلف المنديل،
لآخر الليل الأمنيةُ التي تحذرُ منها الأمهات،والحلمُ الذي طالمَا لن يذكر !
-انس أن السبت القادم ،
رقمٌ آخر سيختلي بالعشرِين ..ويمضغُـ(ها/ني) حتى نجدةِ إبريل آخر!
لا تقم بتلحينِ هابي بيرث دي يا جميل..
كلانا لم يعد جميلاً أبدا منذ أن صارت تجمعنَا شاشة فقط،
حرام نكذب!
تعرف..أريد أن يسرقني الزهايمر ليومٍ واحد،
أن أتخلصُ من ثقلِ الأشياء الجديدة،كأنني في سنتي القديمة ونفس الأيام!
لا أريدُ أن أشعر برهبة العامِ الجديد..وَ.."لقد كبرتِ يا حنان"،رغم أن مقاس حذائي لم يتغير !
دكتوري في الجامعة يعرف لمَ أهوى ارتداء البالطو المبقعِ بدم المريض الذي توفي..
نفس الفكرة ..لا أحب البالطو الجديد!
رائحة المحلات تقتلني..
دخان شمعةِ الكعك التي تصنعها ينبشُ في ذاكرة كل إبريل مضَى..
وكل مرةً تأتي بنكهة جديدة للكعكة !
لا أريدُ حتى أن أنتظرَك مختلفا في ذلك اليوم!
فقط انسَ ..
كم هي بشعةٌ للغاية أعياد الميلاد !
اشتقتُ إليكَ كثيراً ،أمسك يدي وتعالَ ..أرني وجهك،
هل نسيتَ ملامحك ؟
لم أنسها..مطبوعةٌ على صدري قبل أن يسرقها جوازُ السفر!
كتفيكَ حاملتانِ سلّة النّعناعِ ؟
هذي لن تنسهَا..فكلُ حقائبك شمّت عطرهَا لتصفعك
ثأراً لغدرك سلةَ النّعناع!
لمَ لم تعد تكتب؟
لمَ كلّ هذه الأشواقِ ضامرةٌ كصوتكَ الفرنساويّ الذي لم أعد أفهمه؟
لم لا تهاتفنِي ليلةً قلت لك: هذا هاتفي الأول؟
لم ظلتُ وحدي كل حينٍ كنتُ فيه وحدي؟..أعدّ نبضات قلبي
الهاربةِ ..أرتبهَا من جديد بجرعاتٍ أمل كالتي يتلوهَا "عمرو خالد"
عبر المذياع! ..وكلّهم لايعرفون أنّ الكلام الحكيم "سخف" بحت عندما نحتاجه،
هذه الاشياءُ تعجبنا بعدَ ساعة الحاجة!
كنت لأجلكَ فقط أصدقُ كذبات الآخرين على قلبي،
لاشيَ غيرَ التفاؤل مزدحمٌ بفضاء المنزل..لاشيء غير اللاشيء!
كانَ مؤلماً جدا..
كنتُ أرتبك ،لم أرتبك رفقة ساعة الحائط..
هل ربّما يمضي الزّمان دون أدري؟
أن تكونَ سنينَ بعدك انتهت..دون أدري،
لكنّ عيناي مافارقت دقاتهَا..في كل ثانيةٍ كنتَ تأتي !
كالدّقة..توقظُ وحشتي..وتزول!
لمَ كل هذا يجبُ أن يكتب..لم لا يقال ..اقرأني لمرةٍ واحدة،
خذ وأنت بعيدٌ ملامحك..واذكرني.
"رغمَ كل البهجةِ التّي تغتصب هذا الوجه الأنيق،
فهو تعيسٌ للغاية!"
"رغمَ كل ما يكتبُ من حروفٍ ننكرُ واقعيتهَا سوى أنّها لتبريجِ
خيالنا..فهو صحيحٌ للغاية! "
"ربما لن تصدق من يقولُ أنا سعيد..لكن حتماً صدق من يقولُ أنا حزينٌ للغاية! "
اعلم أن كلاماً أعظم لايتجاوزُ القلب هوَ من يمثّلنا..
وأن رفةَ أجفاننا الرقيقَة هي ما نقوله صمتاً،
وأنّ خفقةً سريعةً في لحظة هي جل الحقيقة فيما نشعر،لذا..
لا تقلق مما أقوله كثيرا..فذلك لايمثّل سوى اللحظة !
دائمًا أقول:
اذا طال التمنّي..فقد الشيءُ قيمتهُ اذا جاء!
أتمنى وأتمنى "كلمة حلوة وكلمتين " :)
اختبَأ خلف الباب..وَ:
-بخ !..خوفتِك صح؟
-لأ.
-ليش؟
-قديم..احنا صرلنا سنين خايفين!
اسمعي:إذا توقفتَ عن حلمكَ فيه يوما،
تأكد أنه لم يعدْ يفكرُ فيك أثناء قراءتهِ لروميو وجوليت قبل النّوم!
- خرافاتْ ي ماما.
-على الأقل..أعرفُ أنه ماعاد يقرأ !
"تقفُ في منتصفِ الطريقِ الخاوي،
لا أحد غيرهَا وغيرَ أمنياتهَا الشاحبة..
ماتتْ مئة مرة..
صرختْ بحنجرةٍ مسدودة !
توقفَ لها غرباءُ ذات مرة..
رمقوا ابتسامتهَا المائلة باستحسانٍ وابتسموا!
مضوا ..
تبعتهم بعينيهَا الصائمتين عن النّور..
ربما هوَ ..
ربما ذاك الحذاء..
ربما لم أبتسمْ جيداً ..كان يحفظ شكل ابتسامتي!
محالٌ أن لا تظنّكَ الخرائِطُ وطناً..
تزاحمهَا المساحات ..
فتسكنُ أنتَ..وأنا يسكنك،
محالٌ أن لاتظنّك السحائبُ أرضاً لتسكبكَ أعطرَ ما روتْ..
فتِنت بكَ الأرضُ من موطنٍ،
والشّمسُ ما مالتْ مغيباً.. مذ أشرقتْ،
وبدوتَ تهذي:
لا تلوموا فتنِتي،
لكنني..
لا أسأمُ ،
لم أخشَ تهافتهم عليك،
لأنكَ وحدنَا من يسكنك !
بدوتُ أغنّي لحنًا قديماً ينبتُ كل ما فات..
كان يسكنني الألم..
يخترقُ صدري ذاهباً ولايعود،
يبقى هناكَ ،
أحبّ الألحانَ القديمة..
لكن الحزنَ لا يغادرنِي ..من قال؟
إنهُ يفوح من بين عيني،
ويقلبُ حنجرتي..
ويفضحنِي فقط!
آخر رسَالة ،
وردَ فيهَا أنكَ تخشى السّعادة..
وتخشى ماضيك..
وتخشى نفسك!
في المرةِ القادمة،
اشترِ قلماً جديداً من مكتباتِ حيكم الأنيق،
ولا تنر مكتبكَ جيدا،
ولاتشرب قهوتكَ النفطية البغيضة ،
اكتب فقط عندما تتثاءب-لأن أحاديث النوم صادقةٌ جداً-!
ثم قابلنِي..
صفحة من زَمان:
لو كانَ لوالدتي قلق فقد كان أنا،
ورغمَ كافّة محاولاتها البائسة لتخرجني من فئة "الغلابة" الذين لا يفهمون معنى أن البنت تتعاكس..أو الأولاد الصايعة..وأن أي انسان لا أعرفه يجب أن يكون خطيراً!
ورغم إحباطها المتوالي بأن تأخذ لي من والدي مصاريف زي مصاريف أي بنت فيرد عليها قائلاً:
- أنا واللهي حاضر ..بس وريني بنتك بتشتري غير شكسبير ومنفلوطي !
فتلطم أمي حظها وتأمرني بأن أَفيق،وأطلع للناس وأتعلم منهم ولاتشوفلي عيادة نفسية .
فأقول لها: أنا طول عمري فايقة..ولكن التفاهم يماما شيءٌ معقد،يجبُ أن يتشابه الخلطاء عشان يتعلموا من بعض!
وأنا شايفة إنو اللي تعلمته لم أجدهُ في أحد..فلا تشابه مطلقاً،فاتركيني يا ماما .
وآخد صفعة ..على الذي لا تفهمه ماما وما أقصده!
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,