تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عن جاك و روز:


سارة النمس
04-17-2014, 04:37 PM
التاريخُ لا يذكرُ كلّ قصص الحُب رغم أنها متشابهة، التاريخ إنتقائيّ جدّاً لا يختار من القصص إلاّ ما تروقُ له! و نحنُ نعيش رحلةً على متن سفينة التايتانيك كان هناكَ كثيرٌ من العشاق و العاشقات و أنا إحداهن، ربما لم أكن فاتنةً مثلَ روز، كنتُ مجرد خادمةٍ قبيحة تمضي كلّ نهارها في المطبخ و تخرج ليلاً لتتصفح البحر، حبيبي كان عاملاً ميكانيكياً يختفي أثناء عمله حتى يخيّل لي أنّه غادرَ السفينة إلى جزيرة أخرى، ليعود لي بعدَ سفره منهكاً نتبادلُ أطرافَ الأحلامِ و الكلام ..

ما لا تعرفونه عن جاك و روز، جاك كان قبيحاً لم يكن أبداً بوسامة ليوناردو دي كابريو، رجل أشقر و لكن أنفه أكبر ما في وجهه، أسنانه صفراء بلا ترتيب جميل، لكنّه كان رجلاً مرحاً و لهذا أحبته روز، هذه الأخيرة كانت شديدة التعجرف كجلّ البريطانيات أستغرب للسذّج الذين صدقوا أنّها كانت مستعدة لتركِ كل شيء من أجل ذلك الفقير البائس لقد زوّقوا الحكاية فقط لتحظى بتلك الجماهيرية، روز غادرت السفينة بملء إرادتها في قارب أنا شاركتُها إياه، و كانت تنظر إليّ بازدراء لأنّها لم تقبل أن يشاركها القارب من هنّ مثلي، حتى أثناء معركة الموت لم تتخل عن عجرفتها و فوقيتها، أمّا جاك مات ببساطة كما مات الكثيرون لقلة القوارب، لا وجد لها خشبة تنام عليها، و لا مات و هو يلقنها وصايا الحياة، ماتَ وحيداً يتجمدُ برداً إلى أن اختفى .. هذه هي الحكاية الحقيقية لمن لا يعرفها .. آسفة لأني أخيّب أملَ الكثيرين لكن هناكَ حقائق يجبُ أن تقال ..

لابدّ أنكم تتساءلون عنّي و عن حبيبي، لقد كنتُ جليسة أطفال في مزرعة السيّد البولوني آلبرت أينَ كان يعملُ حبيبي عبداً، دامت قصتنا أربع سنوات، عرفتُه مذ كان عمري 15 سنة و لكن لم يسمحوا لنا بتتويجها بالزواج، فأنا رغم قبحي كنتُ بيضاء، و حبيبي أسود، فالعبدُ لم يكن من حقه التعليم أو الزواج أو التذمّر، و عندما رآهُ السيد ذات عصر يقبّلني، جلده حتى شقّ جلدَ ظهرهِ لكن حبيبي أخبرني أنّ تلكَ القبلة الشهية كانت تستحقُ العناء، عندما ضاق بنا العيش في مزرعة السيّد، هربنا و تزوجنا، لم يزوجنا أحد فقط أعلننا أننا أصبحنا زوجين ووجد لنا عملاً على متنِ تلكَ السفينة المشؤومة، هل نجونا ؟ حبيبي رغم قوّته لم يصمد و أنا تمّ إلقائي من على ظهرِ القارب لأنّ هناك من هو أهمّ مني يستحقُ بالحياة ..

تتساءلون و أنا ميتة؟ كيف أحدثكم عن كل هذا؟ لقد زرتُ هذه الصبية التي تكتبُ في حلمها و أريتُها كلّ ما حدث، استيقظت قبل أن ترتشف قهوتها راحت تكتبُ لكم ما رأته .... صدّقوها!!

إبراهيم بن نزّال
04-18-2014, 11:13 PM
تناغم شفيف في تسلسل السرد وإن بصبغة مغايرة للمعهود،
ولكن يبقى التمكن الأنيق جدا في قلم الكاتبة القاصّة.
شكرا لكِ،، تحياتي

ساره عبدالمنعم
04-18-2014, 11:35 PM
ممتع ما قرأت

ساره

شرفاً لقلمي ان يتابعك
دمتِ بخير

عبدالإله المالك
04-20-2014, 06:21 PM
شيق هذا السرد
وإن كنا قد نقبل أحيانا
مقولة
فإن قالت حذام فصدقوها .. فإن القول ما قالت حذامِ

إيمان محمد ديب طهماز
05-02-2014, 07:03 AM
يالله يا سارة : مبهرة والله أنتِ
سرد أكثر من شيّق وهذا ما ندر في القصة القصيرة
يا إلهي ما أجملك من كاتبة
وما أعظم سعادتي بكِ أيتها العاطرة
سلمت روحك و سلمت للإبداع سارة
صادق مودتي بل أكثر ...

طلال قطان
05-02-2014, 04:17 PM
لبضع ثواني خلت انني اتابع القصة باسلوب جديد
وصرت ارسم حدودها كما خطت يداكي
اسلوب مميز بارك الله فيكي

نادرة عبدالحي
05-02-2014, 07:37 PM
الكاتبة ساره غنية عن التعريف في أسلوبها الخاص بها وسردها الشيق
بلا شك لا يمل القارئ من متابعة هذا البوح الذي له جذور عميقة .
فلكل كاتب أسلوبه وطريقته في السرد
فالمونولوج كأحد أساليب السرد لدى الكاتبة ساره يعتمد على مسار درامي مثير
وتكشف معالم الشخصية ورؤيتها من الحياة .
وتفسر لنا الحس الداخلي للشخصيات فتعتمد على البوح الحسي
الكاتبة الجزائيرية الجميلة لها مستقبل هام وستضع بصمة لها وقعها لتاريخ القصصي العربي
موفقة يا جميلة

جليله ماجد
05-04-2014, 03:59 PM
لا جاك و لا روز اليوم ...

قد اختلفت القلوب و امسّخت ...

نصدّقُك يا صبيّة ...!

الممتعة : سارة النمس ...

هو التشويق المتصاعِد في القصة ما جعلها مختلفة ...

و الرؤية بنظّارة ثانية و عين ثالثة ...

صافي الود