مشاهدة النسخة كاملة : [ نصوص ] ... خارج النص .
صفية عبد الله
08-04-2014, 07:45 AM
( 1 )
........ كانت أذني اليمنى مثقلة السمع تماماً بينما لم يكن يلج للأخرى سوى معزوفة صرصار المزارع ، وقد غطى السواد كل شيء من حولي
إلا هالة من نور انبثقت من أغوار قلبي الريفي وأحاطت بروحي
لتعيد فيّ الحياة .. كلّ الحياة ،
فقد كنت أتنفسها روحاً وريحاناً رغم أني في خضم موتتي الصغرى ، و نسمات من عبق الخضرة الندية وشذى أزهار برية تأبى ألا أن تتأخذ أنفي فرئتي فدمي لها ملاذاً أبدياً ، ففي فردوس الدنيا أنا..
كنت أرفل بين
لحاف من القطيفة و نمارق قطنية ، وكل المساحات من حولي زكية ..عذبة ..نقية..
وكل المساحات من حولي ..
هادئة ساكنة كطفل وليد بين ذراعي أم يدفئه دمها ،و تعطره أنفاسها ،و تتلو في أذنه خفقات قلبها تهويدة يرقد منها بسلام ،
ولأبد الآبدين حسبت في تلك الحال الدوام .
.........
...... أصبحت أذني اليسرى مثقلة السمع تماماً بينما يقتحم الأخرى قسراً طرق لصفائح من معادن ، و لأول وهلة بدأت أبصر السواد حالكاً و قد هالني ! فتحولت عن جنبي فلعلي باليمين أنجو ،
ولكن هيهات ..
فالظلمة قد أدلجت قلبي ،وطوقت عنقي تنتشلني وتدقني في رحى ماضٍ كئيب ..
ذاك الزمان ..
حين شدهني في الصحيفة صورة سيارة وفتى وجسر وطريق أسفله و .. ابن جارتنا والأخ الأكبر لصويحباتي ولي،
حينما كنا جاريات نلعب في الحي..
لأجد خبر انتحاره قد كان أول عنوان .
لا ، بل قد تحولت الذكرى عن حديثها الخبيث اللعين ..
حين جاءنا بالفاجعة رسول : " هل تعلمون فلان يافع الشباب ، في البيت خلف المقابل لنا ؟
فهو أردي قتيلاً بفعل ابن عمه في خصومة وفجور ".
وبينما تمضي الساعات والساعات ..
لم تكن قريتي الصغيرة كعادتها تهدأ في آخر ساعات الليل الأولى؟ وحيث ..
أسترق النظر من نافذة شرفتي نبع الهواء الذي أفضله على التكييف في مثل هذه المساءات الربيعية ،
فأبصر الشارع العام الذي بيتي واقع في زواياه..المحطة ..تلك الأرض الفضاء ..كل شيء صامت ساكن كصورة فوتغرافية ، ..
لا ، لم تهدأ صغيرتي هذه المرة ..
فالأرض الفضاء التي كانت تزم آثار المطر وتحضنه حباً ثم يطيب لها العيش مع ورقة أو اثنتين تخرجان من رحمها..
تلك مفضلتي تغيرت ولم تعد كذلك ..
بل وقد غُير حتى اسمها إلى ..أرض تجارية ..
يغرز في أحشائها الأوتاد فتبكي جعجعة وطرقاً ،
و نديمها شارعنا العام المحب الطاهر ..
حيث يرقد أول الليل ويستيقظ مع المصلين مع بزوغ الفجر ،..؟
لا، لقد تغير ولم يعد أبداً كذلك بل بات فاجراً يراقص الحافلات والعربات بل وحتى الدبابات ؟ ويطرب بشتى أنواع
الأبواق ، و لا يرقد إلا مع الشياطين .
فعدت وعاد رحى الماضي يدقني ..
فيذكرني بالقرص الصباحي الصغير ،و الأنابيب ،والأسرة البيضاء التي لطالما أودع طريق العمل من جنوب إلى شمال الرياض أبتي فيها ، وفي غياهب العذاب ،
وأما صويحبتهما تلك الملاصقة تماماً لحائط منزلنا فقد باتت ضمن مشروع تعمير المخططات الجديدة.. مطعماً ..،
أغلقت النافذة ثم تحاملت قدمي
ولست أكاد أحملهما ،وعدت بأسى ،فألقيت بنفسي على السرير في مشهد مسرحي مصطنع باهت ميت كالرماد ،
وإذ لم أقفز كالعادة أو أقتنص طرف لحافي ليحويني بتحنان وحتى أخمص قدمي ، بل
تمددت ومددت أطرافي المتخشبة حزناً ثم تقوقعت، و سحبت ذيلاً منه لأغشي به عيني ،
وحينئذ بدأت أشعر بالبرد القارس ،وكأنما روح الهناء تنتزع من جسدي ـفقد تجمدت أطرافي ،وبت أتلو بيأس آية الكرسي
،فلعلي ..أخلد بسلام ،
وفجأة؟
تعالت صيحاته..!
هو ..
جائع منتصف الليل :
"أعطيتك ثلاثين ..!
ثلاثين ريالاً ،
فأعطني حبة و نصف".
حينئذ أدركت بأنني أبداً ..
لن أهرب من ..
.
.
شبح المدينة .
28/4/2013
.
يحرم النقل بكل صوره فالحقوق في الدارين محفوظة!
صفية عبد الله
08-04-2014, 07:50 AM
( 2 )
.... ترصد عيني كل الحركات ... ِ
يحسب عقلي كل الاحتمالات ..
فهرباً من الأبواب ..؟
ثم الأيدي التي تحمل الحلوى والمغريات أتخذ أنا..
كل الاحتياطات التي تقيني شر كمين يحبسني
عن بغيتي ، ويودعني في أغوار حفر الخيبة ، و الأسى العظيم ..
.... كنت طفلة ..
أخطف وشاحاً من إحدى الخزانات و أرتدي أي فردتي حذاء سهلة المنال ،ولو كنت أجرهما قسراً حيث لا تكاد قدمي مجتمعة أن تسد موضع الأصابع فيها ، أو ربما أكثر قليلاً ، وحيث أيضاً هناك ..
على عتبة الدار !
.... أصمد صمود مقاتل جلد و أتخذ وضعية فهد قناص لا تفوته بعوضة ظنت أنه لن يبلغها ، وحتى تقترب اللحظة ..
تزداد خفقات قلبي خفقا ً يقود عيني بلا هدى لتقلب البصر بين الأرجاء حذراً هلعاً ، ...حسناَ.! ..هاهي .. ها هو .. ..نعم ..
أحكمت قبضتي ونلت مرادي إذ تشبثت بإطراف جلبابها رغم الأنوف ، و سرت معها مستسلمة لي إلى أن غابت ملامح دارنا عن عيني ، " يا آلهي سوف ندخله " ..زاد التصاقي بقدمها حينما ولجنا زقاقاً قصيراً هادئاً مظلماً ،وغير أنه في موازين عقلي الطفولية قد كان مرعبا موحشاً ،
والسير فيه دهر لا يكاد ينقطع ، ..
" لا وربي لست بمستسلمة "..
صبرت نفسي و أقررت لها بالشجاعة زوراً ..ولو كنا رغم كل شيء
قد ودعناه منذ دقائق لم أدرك فيها الأمر جيداً لعلة عيني المغمضتين ..
تنفست الصعداء و أفلت يدي المتعرقة ثم رفعت بصري إلى السماء ، تشدهني نجومها ، يسحرني وقارها ، أرقب ضياء لا ندركه طوال عامنا ، هكذا أخذت أتأمل سكينة تلك الليلة ..إلى أن وصلنا .
.... لم يكن بناء مشيداً؟
بل هو بضع صفائح من المعدن طرقت و بسطت إلى امتداد شاسع ثم طليت بالدهان الأبيض ،
وقد صفت تلك الصفائح على التوالي حتى التصقت قواعدها الأربع ووكئ أحدها على أحدِ جدر المسجد،
ثم أخذت الأخيرة لتكون سقفاً لمصلى بسيط .
.... في غضون لحظات ..
لم يكن يغيب عن مخيلتي مشهد عجيب إذ ينهض الجميع على إثر صوت يطرق مسامعي ، يهفو له قلبي ، ويألفه عقلي فهو أشبه بالذي كنت أسمعه في التلفاز مراراً ، ..
لم أكن أبرع سوى ..
في توجيه قبلتي عكس كل الوجوه ثم الاقتراب قدر ما استطعت كي ..أحدق جيداً ...
بملامح وجهها الشاحبة ..
أعد المرات .. التي تذرف فيها الدموع بحرقة ..
أدرك الشهقات .. التي تحاول أخفاء أزيزها عبثاً..عن باقي المصليات ..
ولا ألبث ..؟
إلا أن أنتصب في مكاني حيرى ً يختنق في عقلي ألف سؤال وسؤال ....
" لم تبكي ؟ ".
......تطول محنتي لساعات تنهكُ خلالها خليات عقلي القاصرة ، يقتلني الملل ، أحوم حول المصليات ، أحاول محاكاة صلاتهن .. أعبث بوشاحي ..أقلد صوت القارئ ..
وبعد أن أبلغ كل السبل ..؟
تأتيني أخيراً بوادر النصر ببشرى يتهلل منها وجهي ! .. بنصر طال انتظاره !...فحينما ترفع الأكف ؟..
و قبل أن ينطق بـ " اللهم " الأمام ..؟..
أجدها تتدارك ذكر همها حتى الرمق ... و أجدني ؟..
أبرع في فك شفرات عينيها ..!
أتقن ترجمة التمتمات التي تخرج من فيها .. !
وهي : ...
" تبكي حال أمتي ..
المـؤلم ".
::: ::: ::: ::: ::: :::
.
.
..... اليوم . . .
رحلت ،
ولم أعد طفلة . .
و لست أمتلك طفلة دواخلي .. من ..تحدق بآلامي حين أبديها ..
إلا أني ..؟
كشأن الطفلة ..لا أنفك أبكي .. !
أبكيني .. أم أبكيها .. لا أدري ؟..
أبكي دموعاً جافة وحزناً مقفراً ، ..أبدي أشجاناً تغلي في سوداء فؤادي ،..
تبيض عنها مقل العالم الخائن ..
لا يقر بوجودها .
... صمت عن فعله الشائن ..
وعن دموعها .
أًزهق الحق و أًظهر الباطل ، فقد أخرس عن نصرتها هذا العالم .. الشيطان ..
آها .. نعم .. الآن عرفت ..
أنا : ..؟
" أبكي ..
واقع أمتي ...
" المخزي ؟ " .
يحرم النقل بكل صوره فالحقوق في الدارين محفوظة!
صفية عبد الله
08-04-2014, 07:56 AM
( 3 )
بلا جدوى ..
فقد تعودت أجفاني رفقة الظلام الكئيب في حين كنت أحاول فتحهما قسراً باحثة عن بصيص من نور يلج روحي.. يطرد سواد نفسي ، ويعيد لسعادتي نفسها .
اقتراح..
قد كان مريضاً جداً كأسوأ مسرحية في أوج فرحة العيد حيث أخرجت الكل منها ،و ابتسامته مقتولة !
سأقصد إحدى المنتزهات النسائية.
.
..... ولجت إلى الداخل بنفس مترددة وفرح بدا لي حانقاً يشير إصبعه السبابة في كل مرة نحو قلبي و كأنما يقول :
" من الأفضل لك أن يكون حلاً ناجعاً "، فأتممت على إثر تلك الوساوس إجراءات الدخول هلعة منه ،
وعلى عجل كي لا تقتله حارسة البوابة ذات اللسان السليط ،
تلك التي وددت على غير إرادة مني الركوع واستجداءها نصف ابتسامة ،أو ربما إيحاء بأن قد لو شاء الله ستبتسم يوماً ما .. ،
ثم هرولت نحو الأمام و جسدي وعيناي ما زالتا تسترقان النظر نحوها مراراً ،
وبينما تسليان خصلات الفرح الرمادية :" لا بأس يا شيخنا سنجرب ..سنرى ..لا بأس ..لا بأس " ،
وعلى مقاعد انتظار خشبية قريبة وجدت ملاذاً آمنا لأشرع في خلع ومن ثم تصفيف عباءتي ، فأعد العدة
لفرح مجهول المصير ..
وبينما أنا كذلك ..؟
إذ ...
تشدهني ...
حركات و إيماءات
أتسعت على إثرهما محجلي عينّي بلا لوم أحمله إياهما ،
فقد بدت لي غريبة جداً؟..
إنها الفتاة أمامي تجلس على إحدى المقاعد، و حولها وحول طاولة مائدة تحلقن برفقتها بضع أخريات .
وقفت للحظات ..
عجزت فيهن عن إبعاد ناظري عن المشهد ..
و على غير إرادة مني أطلقت العنان لمقلتي
بالرغم من أن تحديق النظر في الآخرين ليست من عادتي .. بل ربما أمقت المثل بدوري كذلك.
...... ..
رأيتهن ..
صبيات تشرق وجوههن بنضارة الشباب ، وتحوم حول إيماءاتهن ألحان الصبا ،
ومن مرحهن وابتساماتهن حيوية قد تدفع من ينظر إليهن للتساؤل :
"إن كان في الكون من أحد هو أسعد منهن؟! ".
....
طفلة صغيرة..
أخذت تحوم حول تلك التي أمامي ..تتقرب منها ..تميل برأسها على حضنها .. وبعدما تمسح بخديها مراراً على قماشها الناعم ..تماماً ..كما قد تفعل الهريرة ..
فإنها من بعد ذلك تبتعد وتسير بعيداً بخطوات جريئة ..بدت لي مقلتيها الصغيريتين تقولان منها :
" هيا أنظري أماه ..أنا طائر ..أنا أحلق عنكِ بعيداً .. متحررة من قيود حبك لي "
و إنما للأسف ..
قد كانت خطوات مترنحة ، فهي لا تلبث أن تجاوز مسافة القدمين حتى تعود إليها تصارع السقطات ولا تبالي بآلآم راحة يديها الصغيرتين التي لم أكن أنا لأحتملها، فنهضت وهرولت و هي تعود أسرع من ذي قبل..
.... أنا عاقلة ؟ نعم ..
وإنما بكل خضوع وخنوع للحيرة الخانقة وجدت نفسي عاجزة عن التصديق تماماً لبضع لحظات.. ..
فقد رفعت أكفها وقامت بتلك الحركات مجدداً ؟
ومن ثم تباعاً مع إيماءات من رأسها ، وتكوير شفتيها وبسطهما ،
وفي جو بدا لي غامراً بكل معاني الحياة المفقودة لدي ..
أخذت رفيقتها الأخرى التي .. قد كانت صبية فائقة الجمال تشاركها المثل ..
وبعنفوان أكبر ،وابتسامات أحلى وأشد بريقاً ،
ومن ثم التي تليها ،
ولا أتذكر كم واحدة هن ..
وإنما بدون لي جميعاً كذلك .
.... كن يتشاركن الحديث بنفس المتعة التي يتشاركن فيها الحلوى والمشروبات ،
وأنا أبصرهن أمامي كالأميرات في عالم مفقود ..
فوق مقاعدهن قمريات أنيقات بطريقة لطيفة غير مبالغة ..يضعن بعض مساحيق التجميل .. كما تفعل الصبايا في أعمار الزهور ، وقد صففن شعورهن بطريقة جميلة كذلك..
... فتلك
قد كانت النظرة الأخيرة ..
التي أردت اختلاسها، وتخزينها في مخيلتي قبل أن أحمل حاجياتي ،
وأدير ظهري غارقة في التفكير...
بطوفان السعادة الذي قد أهالني !
وبركان أبصرته وهو يتفجر من أرواحهن ..
بالرغم من أن حديثهن ..
قد
.
.
.
.
كان صامتاً جداً.
.
إهداء إلى السعداء الهادئين /
صفية عبدالله ، قاصّة
، ومعاقة روحياً .
يحرم النقل بكل صوره فالحقوق في الدارين محفوظة!
صفية عبد الله
08-04-2014, 08:13 AM
( 4 )
"سردية قصيرة نشرتها قديماً مرة باسم مستعار"
أضغاث حكاية
تطفئُ الأنوار...
ولحافٌ قطنيّ يحتضنُ أجْسَادنا الصّغيرة ،
أحياناً...
قد نبدو نمسك أطرافه بشدةاستعداداً لأمرٍ مخيف،بينما أساطير تروى لنا من كتاب ألف ليلة وليلة.
أحداثٌ مُتتابعة ... كل شيء فيها يُمكن أن يتحقق،
شغفٌ بأمنية يوجّهنا نحو خطوةٍ أولى في طريقِ الألفِ ميل.
أدواتٌ بسيطةٌ ورفقةٌ مخلِصون وإن لم يكونوا من جنس البشر ،
إيمانٌ كبيروالقليلُ من الحب .. فقط ...
هو كل ما نحتاجه لنكمل المسير.
بعصاجنيةِ الأماني أو بتعويذة ِساحر ِجبل ِالجليد،
أو حتى بحصول معجزة عندما نريد حصولها..؟
نكفر بالمستحيل .
ودائما..
قبل تمت ونقطة تختتم بعبارة " وعاش الجميع بسعادة وهناء من ذلك الحين " .
كَبِرتُ و حتماً ...
أيقنتُ ا ختلافها كثيراً عن حكايةِ الواقع،
فالجدة سوف تمزق بأنياب الذئب ثم تطحن وتبتلع ريثما تأتي دور أنزيمات المعدة في هضمها وهكذا ،
حتى تصير مواداًغذائية تسبح في بلازما الدم عندها...
لن يجد الحطّابُ شيئاً إن شق فأسهُ بطن الذئبِ ،وتبقى ليلى في حسرة ٍوحزن بسبب تصرفها الأحمق .
الخياط الذي قتل الذبابات السبع بضربة واحدة سيجزره وحيدُ القرنِ لأشلاءٍ...
حيثُ ليس للضعفاء مكانٌ هناك .
وحكاية جامعية وحلمُ المعطف ِالأبيض ...
تتأمل مرتديها كما لو كانوامن عالم آخر، تملّكها فتنة وتملّكته عشقاً فكان أثمن من السقاء والزاد،
وحين اجتماع الكلّ تحت شجرة السنديان العجيبة ،هزّت أغصانها وامتلأت كل ّسلالِ القش بثمار التوت والعليق ،
ماعدا كومة القش التي حَملت يداها لم تكن سوى ثلاثِ ثمراتٍ عفِنَات.
شرعت به لحد الاختناق وتذوقت الـ ندى المالح كثيراً تلك الأيام،في حين لحظات كان..
كل شيء يبدو مجنوناً ...
حملت الكرتونة الخضراء ،وعزمتِ على الرّحيل،
وتلاشى حلم ذاك المكان ...
هه..
حيث ليس للأغبياء مكان ٌهناك !
يحرم النقل بكل صوره فالحقوق في الدارين محفوظة!
نواف العطا
08-04-2014, 09:08 AM
تصوير للمكان وللحالة متقن نقلنا إليه لنعيش الحالة ونواكب العزف .
تهيئة القارئ ليواكب ماكان ليعي ما سيكون من خلال تفاصيل الحالة والأحوال وذِكر الأحداث والمحدثات ليليها إنطلاقة بشكلٍ منتظم ومتسلسل .
أختي صفية قرأت وزدت حتى النهاية وراق لي ما قرأت فأهلاً بكِ وبقلمك وبهذا الجمال القصصي في أبعادك ووفقك الله .
نادية المرزوقي
08-04-2014, 01:27 PM
صفية
فائقة الجمالـــ و ماهرة في استخدام المفردات التي تنقلنا بكل رشاقة
للحركة فالتحرك مع السطور و معايشتها
فنرانا بكلنا نتحرك مع كل تحريكة و سكون
ما أبهاك
استمري
نداوة روح و حياة
بعيدا عن اليأس ، إقبالا على كل جمالــ
دمت في حفظ الله
تقبليني متابعة لكل الجمال
رشا عرابي
08-04-2014, 02:38 PM
وأهلاً بك عاطرة يا صفية
وكل التحايا لبوحك السامق الصادق
من نص البداية آسرٌ هو البوح
حدوده الثريّا سموّاً
مع يراعك وحيث يأخذنا المداد
كلّنا قلوبٌ مُحِبة
وذوائق تنتقي من الحرف أرقاه
جنائن جوري تليق بك يا أخية
بلقيس الرشيدي
08-04-2014, 07:47 PM
حُضُور مُزدَهِر وربِيعٌ مُخضر وغَيمٌ أَبيض يَسقِينا منْ حبرِ الأدبْ لذِيذَ الشَهد !
أهلاً كبِيره معطَّره مُمطرَه ياصفيَّه وحقَّاً لـ الإنصَات أن يستمتِعَ بـ اللَّحظةِ بين هَذَا الموجِ الهادِر .
http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)
عمرو بن أحمد
08-05-2014, 12:59 AM
حالة السفر الطويل نحو الماضي والرغبة الجامحة في إدارة عقارب الزمن للوراء تسيطر على روح النصوص ظاهرة أو مندسة بين الكلمات
وكأني بطفولة تضج بالسعادة هكذا أتمنى
والنقمة أو ربما عدم الرضى عن الواقع يمشي في خط موازٍ مع أمنيات وأحلام الزمن الراحل .
وكأنني بأوبة يتلوها ارتحال في حالة من عدم الاستقرار .
الكاتبة بوعي نفتقده كثيرا أخذتنا ببساطة لعالمها دون وعي منا بأسلوب السهل الممتنع .
ممتن لروعة تهطل رغم القتام وعبق يسري برغم الأسى .
تحية وتقدير
صفية عبد الله
08-07-2014, 09:50 AM
كنتم طيبين وطيبات حين حضرتم/ـن بتواضع وكرمٍ جمّين ،
و قد كانت نفسي لا بدني جد عليلة الحمد لله ،
فخشيت أن أعقب إحسان كلمتكم بإجحاف قصور كلمتي :
أسأل الرحمن أن يحمل إلى كل منكم/ـن بشرىً
تسجدكم/ـن للكريم أكرم الأكرمين
بكاةً/باكياتٍ فرحاً وشكراً.
عبدالإله المالك
08-07-2014, 10:40 AM
صفية عبد الله
حياك الله وبيّاك
ونحن معك في مدايات أرحب
عبدالرحيم فرغلي
08-07-2014, 04:58 PM
الفاضلة صفية عبدالله ..
إن الجمال حين يقرأ جملة واحدة .. تغيب الملامح الصغيرة لهذا الجمال ..
ونستطيع أن نقول لحديقة كبيرة .. بأنها جميلة .. ولكن لن ننصف الزهرة التي ترقص هناك ..
والورقة الخضراء التي تتثنى مع قبلة الريح .. ولا الأغصان التي تتعانق كموسيقى هادئة تتداخل
نغماتها وهمساتها .. ولا قرص الشمس وهو يغازل أعلى الشجر لعله يفوز برضاها فينجو من تهمة
الحر والقيظ ..
لهذا وبعد أن قرأت النص بكل مقاطعه .. رأيت أنه من الجمال بحيث لو كتبت عنه إجمالا
لظلمته .. وحتى لا أحرم نفسي من متعة القراءة فيه كل حين .. من أجل هذا اسمحي لي أن يكون
تعليقي وقراءتي لكل جزء على حدة .
فالجزء الأول .. وأنت تنتقلين بين حال القرية زمان وما طرأ عليه من تغيرات .. فتقولي في أوله :ـ
كانت أذني اليمنى مثقلة السمع تماماً بينما لم يكن يلج للأخرى سوى معزوفة صرصار المزارع ، وقد غطى السواد كل شيء من حولي
إلا هالة من نور انبثقت من أغوار قلبي الريفي وأحاطت بروحي
ثم تعودي للقول :ـ
أصبحت أذني اليسرى مثقلة السمع تماماً بينما يقتحم الأخرى قسراً طرق لصفائح من معادن ، و لأول وهلة بدأت أبصر السواد حالكاً و قد هالني ! فتحولت عن جنبي فلعلي باليمين أنجو ،
ولكن هيهات ..
فالظلمة قد أدلجت قلبي
تضاد في المعاني بين الفترتين .. تلائم شعور النفس في كل فترة .. والانتقال من الأذن اليمنى وعكسها له دلالته .. والنور والظلمة .. جميل منك هذا .. جميل جدا .
وهنا بعض الصور الجميلة في معناها أو تشبهها .. فكان رائعا هو الآخر بحضوره وموقعه .
و تتلو في أذنه خفقات قلبها تهويدة يرقد منها بسلام
كانت تزم آثار المطر وتحضنه حباً ثم يطيب لها العيش مع ورقة أو اثنتين تخرجان من رحمها..
بل بات فاجراً يراقص الحافلات والعربات بل وحتى الدبابات ؟ ويطرب بشتى أنواع الأبواق ، و لا يرقد إلا مع الشياطين .
ومددت أطرافي المتخشبة حزناً ثم تقوقعت
أما المقطع الأخير .. فتريدي الحق .. قد شوشني نوعا ما ..
أعطيتك ثلاثين ..!
ثلاثين ريالاً ،
فأعطني حبة و نصف".
كل التقدير لك .. وفخر لهذا الصباح أن ينال نصا كهذا ويتذوقه ..
ولي عودة بإذنه
صفية عبد الله
08-07-2014, 05:20 PM
بالمختصر أ.فرغلي وجميع من حضر هنا
أ. نواف العطا ، أ.نادية المرزوقي ، أ.رشا عرّابي ، أ.بلقيس الرشيدي، أ.عمرو بن أحمد،
أ.عبد الإله المالك ،
ولكل من سيحضر مستقبلاً فقط في حال ابتدئ اسمه بإحدى الحروف الهجائية الـتسع والعشرين :
قد
خفت منكم ، ...
أو من أقلامكم !
ففي اللحظة ذات الفضول حين جبت فيها المكان هنا بعدما وضعت هرطقتي ،
حدثتني دواخلي : " هيه ، ما الذي جاء بك بينهم يا فتاة ؟! " ،
و هي تزامن اللحظات و أيامي هذه الذي تكشف زيف أمانٍ عدّة كنت أتشبث بها
حتى الرمق ، إن كنت شهادتي عن حق دراسة مثلاً، أو من بصيص أمل في مهنة بعد بضعة أشهر حيث تخرجي -بمشيئة الله وعونه و حوله وقوته -،
أو في طريق مستقبل آمن من غدر الناس و الحياة،
لا أعلم أو ربما للتو بدأت أعلم أن أكف عن مداهنتي ، والتدليس على ذاتي بمزيدٍ من الخزعبلات ،
وبعد دهر حفرت فيه قسراً ابتسامة صفراء على قناعي ،
لأن أتوقف عن كل شيء إذ لا أصلح لشيء ، و لا أن أسرد الأوجاع كتابة أدباً عني بعد أمتي.
الحمد الله على نعمه الجزلة التي لا تعد ولا تحصى ،
وأما النقمة فمن أنفسنا و بإيدينا .
جليله ماجد
08-08-2014, 02:19 PM
بل أهلاً بِك بيننا ياصفية ...
الصدقُ هو حرفك ...فكيفَ لا نحبّك ؟؟
لكني أراها - على روعتها - نصوصاً قصصية أكثر مِنها نثرية ...
لكن هذا لا ينتقِص من جمالِها ... أبداً ...
أنتظِر جديدك يا كلّ الصفاء المصطفى !
صفية عبد الله
08-08-2014, 03:34 PM
لكني أراها - على روعتها - نصوصاً قصصية أكثر مِنها نثرية ...
.
نعم، هي كذلك.
ربما حتى أنني أراعي عناصر السرد فيها حسب جنسها،
كتجنب الإطناب في القصيرة أو المسرحية ، و التكثيف، وأخيراً قفلة المفارقة و مقدمتها أو الجزء الأول منها
هو ماوقف عليه أ.فرغلي بقوله " شوشتني".
أميل إلى السرد والرواية عموماً ،
وربما أكتب الـق.ق.ج.
عن بصيرة .
عبدالرحيم فرغلي
08-09-2014, 12:43 PM
التوقف عن حرف كهذا .. مغامرة وأي مغامرة ..
فحينها ستنالي ممن قرأ لك وطاف بحرفك وأقترب
منه ومن وهجه وحضوره .. لا أدري لم كتبتِ ما كتبت
وكنت آتيا لأكمل قراءتي ومتعتي بسطورك .. فصدمني ما كتبت ..
ألف تحية وتقدير
صفية عبد الله
08-09-2014, 03:45 PM
قطعاً لا أحسبني منعت أو أمنع أحداً من القراءة فيها أو نقدها ،
بل سيسعدني ذلك بلا شك ، وهو كرم جم يُتفضل علي قارئي به ؟ !
بصراحة ...
ربما جمعتها هنا حفظاً لها في الشبكة بعد نشرها ،
حتى بعضها يعود إلى سن مبتدئة غير مصقولة مع الكتابة ،أو السرد،
وذلك قبل الاطلاع والمران في التنشيط القصصي زمناً كافياً على أيدي كبار القاصِّين وربما النقاد ،
و جاء ذلك إثر نيتي بالشروع قريباً -بعد التخرج إن شاء الله- بأولى رواياتي ، - وقبل أن تهتز عزيمتي في أيامي هذه -
فارتأيت القيام بذلك سعياً ألا أتحرج إن ضمنت واحداً أو فقرة أو شطراً
منها هنا ، ولو كانت لا تستحق كثيراً،
هي أو غيرها متفرقة في الشبكة ،
لم يسعني العزم عليها بعد .
صفية عبد الله
09-15-2016, 12:25 AM
"في بلد كل منا .. مستوطن"
في وطن كل عربي منا و فينا هنالك مواطن .. لا ..بل
"مستوطن"،
و إن تشكلت نطفة دمه من ترابنا، و سقط رأسه لأول وهلة على سعفنا، و تحدث بلساننا .
يتخبط بين العجز و الكسل و بين فراغ قلبه و عقله من كل شيء عدا "الهوى"،
بائس من كل امتنان للرب، ساخط عن كل حمد للجليل، متشائم من كل أمل بالرحمن، حاقد ... على كل خلق الله.
هذا المستوطن بشقيه سواء هو .. موغل بالسوء،
إن كان من دين الحق أي الأصل الذي لا انتهاء له؛ هو لا يحب أوطان غيره، و لا يحب و طنه، لا يحب الآخر .. لا يحب أحدا .. و لا حتى نفسه !
و إن كان من غير دين الحق؛ كان انتماؤه .. لغير وطنه.
هذا المستوطن بعد تدخين حشيشته مع الشاي الثقيل في مقهى صباح أو أم كلثوم ، و نفائح كير الأراجيل تفوح حوله بل منه و إليه و به و فيه، أم مضغها مع الشاي بالحليب مع كسرة خبز و عسل حضرمي على سفح جبل، أو حتى تناولها أقراصا عصرية المظهر في إحدى استراحات "الخرج" مثلا فرضا .. في بلدي؛ هو بعد ذلك ؟
يتلبس كل قضية إنسانية عاريا ..
من الضمير و الصدق و النزاهة و الشرف،
فليس يلبسها.
يقضي بقية يومه أم عمره .. عابثا،
تنتفض جاهليته المنتنة .. ترتعد، مع أدنى رائحة قضية
و إن لم تكن من شأنه؟! و حسب ...
مادامت واقعة في بلد ذاك المختلف .. الآخر.
يستوطن الشيطان أم الشيطان يستوطنه ..
لا يهم،
فشعوذته بعدئذ واقعة على العالم الواقع،
و دجله مفروض على العالم الافتراضي،
هنا ...
حيث نشأت و من هذا ..
الثور العربي:
"ثورات".*
*صفية عبد الله ...
12 مساء،15 سبتمبر 2016 .
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,