تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فقط أنتِ | محمد البلوي


محمد سلمان البلوي
08-10-2014, 05:04 AM
فقط أنتِ

الفاصلةُ الأُولى:
ثلاثُ زوايا حادَّة، والرَّابعةُ: امرأةٌ قائمةٌ، ومرآةٌ قاتمةٌ، وقافيةٌ طاعنةٌ في البكاءِ. في حُجْرَةٍ مُستديرةٍ من الحيرة، تتوسَّطها طريقٌ وخريطةٌ وخطوةٌ يُجَلِّلُهَا الرَّجاءُ.

- من أين يبدأُ الكلامُ؟ وإلى أين يمضي؟
سألتُهَا؛ فأجابتْ:
- من القلب، وإلى القلب.
ثمَّ حَزَمَتْ حقائبَ القول إلى ظهرها، وجَذَبَتْ فكرتها العذراء إلى صدرها، ومَضَتْ دون أنْ تَلْتَفِتَ إلى الوراء.
- إلى أين؟
- إلى قلبه... إلى قلبي.

الفاصلةُ الثانيةُ:
بين وجهين نَحَتَتِ الغربةُ ملامحهما؛ حتَّى صارا أشبهَ بالحزن، وحزنهما أقربُ إلى الشَّجن، وشجنهما يُشَذِّبُهُ الْعِتَابُ، ويَشُوْبُهُ الْعَجَبُ –عينٌ تُرتِّلُ شوقها، وريشةٌ تخطُّ دمعها.

- من عجيبِ ما رأيتُ: شجرةً جَرْدَاءَ تحتضنُ عُصفوراً وحيداً في صحراءَ قَاحِلَةٍ، بَصُرَتْ بهما غيمةٌ هائمةٌ، فأمطرتهما محبَّةً؛ حتَّى اخْضَلَّتِ الصَّحراءُ باللُّغةِ، وتَخَضَّبَتْ بالحروفِ الخضراء الشَّجرةُ، وبالأنغام الغنَّاء تَضَمَّخَ العصفورُ؛ فانتشى، ثمَّ شدا. فبدا المشهدُ كلُّه كما لو كان كتاباً يضمُّ لوحةً، وفي اللَّوحةِ: قيثارةٌ، وامرأةٌ!.
- جميلةٌ أنتِ!
- وحزينةٌ!
- تُحبِّينه؟
- ويُحبُّني!
- إذن؟
- نبقى معاً، ونبقى غرباء، لا نفترقُ، لا نلتقي.

الفاصلةُ الأَخيرةُ:
في حَنْجَرَةٍ مُغلقةٍ ومُعلَّقةٍ في سقفِ صدرٍ ينتظرُ: وترٌ يحاورُ صَدَاهُ، وكلَّما تَلَعْثَمَ قَلَبَ النَّغمةَ أو غَيَّرَ الـ آه.

- أترينَهُ باباً أَمْ جداراً؟
- هذا الَّذي أمامنا؟
- يصدُّ آمالنا، ويُعيقُ أحلامنا عن التَّوغُّلِ في الوجود!
- أراهُ سماءً وجناحاً، وأرانا في فضاءِ المجدِ نُحلِّقُ عالياً، ثمَّ لا نموت.
- كالرَّايةِ لا تسقطُ، وإنْ سقطتْ يدُ فارسها!
- ولا تُرْهِبُهَا الْجَعْجَعَةُ، ولا تعجزُ -وإنْ طحنوا سنابلَ محبَّتها- عن التَّسامي في الخلود.
- أنتِ أنا، وأنا أنتِ.
- نطرحُ منَّا "الألفَ" و"التَّاءَ"، ونستبعدُ "وَاوَ" العطفِ، وبالضَّمِّ نُسْقِطُ الفاصلةَ وباللَّثْمِ.
- ثمَّ نربطُ بين "النُّونين" بـ "حاء"، "حاء" الحُبِّ.
- فنصيرُ "نحن".
- وهذه الـ "نحن" أجمل ما فينا!
- وأقربنا إلينا!
- تُحبِّينني؟
- أكثر ممَّا تُحبُّني!
- مع أنَّكِ لستِ لي.
- ولستُ لكَ.
- فقط، هذه الـ "نحن" الَّتي تجمعنا.. لنا.

المُصادفةُ الأُولى والأَخيرةُ:
والحياةُ تنتزعُ الحياةَ منَّا؛ فيُعيدها الموتُ إلينا، قسراً يُعيدها، ثمَّ قسراً يستعيدها -أَجْمَعُ الاحتمالاتِ كلَّها، ثم بالْحِيْلَةِ الْحَسَنَةِ أُحِيْلُهَا إلى حُلمٍ يُحْيِيْنَا. لها الشَّهْدُ والسُّكَّرُ، ولنا الْإِبَرُ الْحَنْظَلُ، ولها إنْ شكونا أنْ تزيدنا، ودون سببٍ لها أنْ تزدرينا. وأنا بها فردٌ، وبالحُبِّ اُمَّةٌ، قليلٌ مثل ممحاةٍ، وكثيرٌ مثل دَوَاةٍ، وأنا واحدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، وأنا الواحدُ والْعَشَرَةُ، وطفلي الَّذي ماتَ في الْعَاشِرَةِ، وأبي الَّذي عاشَ سبعينَ دمعة، خاوٍ مثل قَصَبَةٍ، ومُكتظٌّ مثل سُنبلةٍ، وجسورٌ مثل عُصفورٍ، ومذعورٌ مثل فزَّاعةٍ، معي حزنٌ كثيرٌ، وليس في جعبتي ضحكة واحدة، تصفعني الوحدةُ بـ "لا مساس!"، وتصعقني الغربةُ بـ "مَنْ أنتَ؟"، وبالنَّوَايَا الْمُحَرَّفَةِ أُجْلَدُ، وبالتَّرْجَمَةِ الْخَاطِئَةِ أُرْجَمُ؛ فأَتَجَلَّد،ُ وأَتَجَدَّدُ، وبـ "الدَّبْلَجَةِ الْمُؤَدْلَجَةِ" أَتَمَدَّدُ، تبسطني رَحِمٌ، ويطويني لَحْدٌ، وفيما بينهما تنهشني الفكرةُ، وتناوشني الكتابةُ.

الكتابةُ الَّتي قادتني إليكِ؛ وساقتكِ إليَّ، لن تقولي، ولن أقول، ولكنَّه كلامكِ المخبوء في صدركِ... لي، وكلامي المخبوء في صدري... لكِ، فدعينا نتبادلُ الصَّمتَ قليلاً، وقليلاً نبكي على كتفِ أُغنيةٍ، ثمَّ نقتربُ بقلبينا مِنَ النَّافذةِ، لا لشيءٍ، إلَّا لأنَّها النوافذُ مثلنا، تعرفُ معنى الانتظار، وتُلَوِّحُ في سِرِّهَا للغرباء، وتُسَرِّبُ -وإنْ كبَّلوها بالحديدِ وكمَّموها بالنَّار- رسائلَ العشاقِ، وأحلامَ المساكين والفقراء.

لستِ مِنْ هذا الْعَالَم، لكنَّكِ دمعُ غُربائه. ولستُ من هذا الْعَالَم، لكنَّني بكِ أنتمي إليه. والمدنُ التي لا تُحِبُّ الغرباءَ تظلُّ غريبةً. والنَّاياتُ التي تُبْكِي ولا تَبْكِي تظلُّ وحيدةً. وللكلماتِ قلبٌ، وللأنغامِ روحٌ، وكذا الألوانُ، كمانا تتعارفُ، وكمانا تتآلفُ، وكمانا تشتاقُ فتتعانقُ، وأصابعنا الشَّاكيةُ هي النَّشازُ، وأضلاعنا الشَّائكةُ هي الشِّجَارُ.

وها إنَّني في الحُبِّ وترٌ بين أُصْبُعَيْنِ: سَوْطٌ، ومِخْرَز. ينسابُ النَّغمُ من وجعي غُصناً فغُصناً، ومن شجني ينداحُ الشَّدْوُ غابةً والـ آهُ غيمة. يُفكِّرُ قلبي مرَّتين، وفي الثالثةِ يُقرِّرُ: وما حاجتي إلى التفكير! نعم، أُحِبُّهَا.. وجدَّاً! وفي العاشرةِ يُتمتمُ: عليها أنْ تُدركَ أنَّ هذا الحُبَّ لن يموت، وأنَّني به لن أبوح. مَنْ قالَ: إنَّ على الرَّجُلِ أنْ يبدأ! وإنَّها الخطوةُ الأُولى جنسها مُذكَّر! بل مَنْ قالَ –أصلاً-: إنَّ الحبَّ يحتاجُ إلى اعترافٍ! وكلُّنا نعرفُهُ جيِّداً ونعرفُ...!.

قد يَجِيءُ الحُبُّ مُتنكِّراً على هيئةِ مُصادفةٍ عابرة، أو تحيَّةٍ عاجلة، أو كلمةٍ عاديَّة -نتبادلها -دونَ اكتراثٍ- مع غريب، أو نُرَدِّدُهَا –دون وعيٍ- لصديق. ولا أدري إنْ كنَّا نشعرُ به حين يَجِيءُ! ولكنَّه يجدنا، ويجتهدُ كثيراً في تنبيهنا، وكثيراً كثيراً يُحبُّنا! وأظنُّها لا تُعاندنا –في الحُبِّ- عقولنا، وإنَّما تُبصرُ –قَبْلَنَا- حافَّةَ الهاوية؛ فتتوقَّفُ عن مُجاراةِ قلوبنا في اللَّحظةِ الحاسمة، ثمَّ تفجعنا بقراراتها المُفاجئة. وربَّما لهذا أَحببتُكِ بروحي، لا بقلبي، ولا بعقلي. وفي يقيني: أنَّه أوَّلُ رَجُلٍ أَحبَّ امرأةً كان أنا، وأنَّها أولُ امرأةٍ أَحبَّتْ رَجُلاً كانتْ أنتِ، وأنَّه الحُبُّ منَّا ابتدأ، وأنَّنا أوَّلُ العشاقِ وأَنبلهم، وما مِنْ أحدٍ أَحَبَّ مثلنا، ولا بلغَ في الغرام مبلغنا!.

مِنْ ضلعيَ الأعوجِ خَرَجْتِ؛ فاسْتَقَمْتِ، ثمَّ مِنْ عظامكِ كلِّها اسْتَعَدْتُ ضلعيْ واعوجاجي. وحين يُشَبِّهُكِ أحدُهُم بالبدر في ليلة التَّمام، أو بالشَّمسِ في رابعة النَّهار -أغمضُ عينَيَّ مع أنَّني أعمى ومرآتي مًطْفَأَة! ولو أنَّها المسافةُ بيننا تصيرُ صفراً، والوقتُ الذي يعبرنا يصيرُ وهماً، وتعودين إلى صدري ضلعاً، وإلى حُضنكِ أعودُ حُلماً -لـما افترقنا أبداً ولا هرمنا! وهذا الوترُ المشدودُ بيننا تظنُّه الكلماتُ نهراً؛ فتغتسلُ فيه وتتطهَّرُ، فيصيرُ الحرفُ لحناً، ونصيرُ نحنُ طيفاُ!.

لا يُريدُ الحُبُّ منَّا غيرَ أنْ نكونَ معاُ، وأنْ نكونَ وفي الْبُعْدِ سُعداء. ونُريدُ منه أشياءَ كثيرة، كأنْ نَفْهَمَ –مثلاً- ما الَّذي يحدثُ لنا كلَّما التقينا! وما الَّذي يحدثُ فينا كلَّما افترقنا! وكلَّما ضحكنا ما الذي يتطايرُ منَّا! ويتساقطُ كلَّما بكينا! ونحنُ بالحُبِّ أجمل! ولكنَّنا لا نُرَى، لا يَرَى الآخرون منَّا غيرَ جمال أنفسهم؛ فيُحبُّوننا، ونُحبُّنا، ومَنْ لا يكونُ جميلاً لا يرانا ولا يُحبُّنا!.

كنتُ سأهتدي إليكِ لو كنتُ حيَّا، وأُحبُّكِ لو كان لي قلب، وأنساكِ لو كانتْ لي ذاكرة؛ فتُعاتبينني، وتبكين –كالضوء- على كتفي المُعتم، ولكنَّني مُجرَّدُ كتابٍ بين يديكِ، يحتفظُ برائحتكِ، ويحفظُ –جيِّداً- ملمسَ أصابعكِ ونظراتكِ، ولا يعرفُ شيئاً عنكِ!.

أَمُدُّ إليكِ يدي، لا لآخذكِ؛ وإنَّما لأُبقيها إلى جواركِ، ولتُعيدني -كلَّما ابتعدتُ- إليكِ. أُحبُّكِ بالمعنى الذي يقتله التَّناقضُ ويُحييه، ويُخلِّدُهُ التَّوافقُ ويُفنيه. بالمعنى الذي يُريدُ ولا يُريد، ويُدركُ ولا يُدرك، ويشعرُ ولا يشعر. بالمعنى الَّذي يعشقُ السُّؤالَ أكثرَ من عشقه للإجابة، ويسعى إلى المُحالِ أكثرَ من سعيه إلى المُمكن، ولا ينشدُ الخلودَ ولا الكمالَ؛ وإنِّما يتوقُ إلى الجمال، وكلَّما ضلَّ وأذنبَ أنابَ واستغفر، ثمَّ عادَ فأخطأ. بالمعنى الَّذي يُصيُّرنا خُرافةً، ثمَّ يُقنعنا أنَّنا لا نُؤمنُ بالخرافاتِ، ويحملنا إلى الخيال؛ ثمَّ يسحبُ من تحت أقدامنا البساط. بالمعنى الذي يُؤكِّدُ أنَّه الظِّلُّ مكاننا الأمثل، والانتظارُ زماننا الأكمل، ثمَّ بالشَّوقِ يُحَرِّقُنَا، وينسفنا في اللَّوعةِ نسفاً. بالمعنى الذي يشترطُ علينا أنْ لا نُسْقِطَ "كافَ" الـ "هناك"؛ ليبقى الـ "هناك".. هناك، والـ "هنا".. هنا، ونبقى –على الدَّوام- معاً.

محمد البلوي

نادية المرزوقي
08-10-2014, 08:24 AM
ندهش هنا بسحر البيان-ما شاء الله-
و يستوقفني الفكر صفعا و نهرا:
و هل الحب في المخلوقات داع للكمال و الحياة الطيبة،و العمارة،أم للشتات و الحياة الآسنة بالبوار و الموت البطيء.؟
لله درها من فواصل ثم تعاريف "للحب" جئناها كي نكتمل معنى عن هذا المخلوق،
و في ظني زدت شتاتا و تيها و عدت إلى نفسي:
لأتساءل مجددا:

ما هو هذا الحب المدعى خارج بيت و أسرة.!

انتحار حي أم قنوت مجنون، أم صلوات على ميت يسري طيفا بلا عقل و لا عمل بين البرايا، مريض القلب، مرير الحنايا في غياهيب التيه.!


و أظل أتساءل: و أبقى لأؤمن بالحب المقدس قريبا من الله، و بعيدا عن الشيطان و الألم، و أرنو لذاك لا سواه.
و أنفض عن جوانح فكري، وروحي، و قلبي، ما عداه: سحر هوى ضالا،وإثما و سهم شيطان، و وساوس خناس كافريردينا للمهالك، يستحث التنبيه و الإنابة و العودة الحثيثة لاستقامة العبد مع روحه الطاهرة؛وقفا للتشظي والاحتراق الأثيم.


بوركت و طاب مدادكـ.
في حفظ الله و رعايته.

بلقيس الرشيدي
08-10-2014, 10:24 AM
هُنا حُبٌّ عاشَ فوقَ السَحَاب لَم يهتمَّ بأي شَيءٍ إِلى أن يكونَ كما يُحب أن يَكُون !
دُونَ قيدٍ أو شَرط . دُونَ سِجنٍ مُحكم الإغلاق . دُونَ مَعقُولٍ مقبُول أو غَير مقبُول هُنا صَوتٌ يَتحدَّى الصِعاب !
يبقَى مابَقِي بِهِ إخلاصُ الأحبَاب تمسَّكَ رُغمَ زوابِع الوَقت وقَهر الضروفْ وتمرُّدِ البَقاء فهنِيئاً لَهُ بِهم .

عَودةُ المطر أُستاذِي مُحمد وماأسعد هَذَا الصَباح بِطلِّتك وهبُوب نسِيم الحرف من رفَاهِية مِحبرتِك .
شُكراً لكُل هَذَا الربِيع المُخضَر اللذِي أسقانا لَذَائِذِ الأدب . أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عبدالإله المالك
08-10-2014, 01:40 PM
رائع هذا الأنت .. ،محمد سلمان البلوي
هذا موضوع ثري بالفكر والمعرفة
ومداخلات هي الأخرى رائعة من خلال الردود

عبدالرحيم فرغلي
08-10-2014, 04:20 PM
لا أدري متى يضعون براءة لإبتكار المعاني لتكون أنت الفائز بها .
ما شاء الله .. جميل هذا القلم .. بعاطفته .. بصوره .. بحضوره
.. في كل شئ ... سأعود متلصصا إلى نصك .. لأمنح نفسي
المتعة والتي لا أراها إلا في قراءة مثل هذه النصوص ..
شكرا لك من القلب .. شكرا أن وضعت نصك هنا وكنت أنت هنا ..
وما أجمل هنا :)
ألف تحية وتقدير

ساره عبدالمنعم
08-11-2014, 12:36 AM
محمد
رجوع قوي مهيمن ومسيطر
رائعه وذو جاذبيه
اصفق لك
ولكل حرف تحية خاصه
وباقة من ورد و ود
كن بخير ودام نبض حرفك

زكيّة سلمان
08-16-2014, 12:27 PM
بين الكاف والنون يكون الحُب من حيث لا يدري
ولا يذهب ، ولايخضع لوطأة الضروف .. هو فقط يتحوّل ذهباً تحتفظ به القلوب ..



الصديق الرئع / محمد سلمان البلوي

ألاحق نصوصك أينما كانت ...وفي كل مرة أعيد قراءة نص لك أشعر بالسعادة والفخر..
:icon20:

جليله ماجد
08-16-2014, 05:02 PM
و فقط الحُبّ ما يهيمن هُنا ...

فيجْتَثُ كل [ وجود ] لِغيره ...

التسامي في الحب هو سيّد النص بِلا مُنازِع ...

أ. محمد

جميل و ماتِع و مؤلِم ...

يا لها مِن خلطة ..صُنِعت للخلود!

احترامي الجم

رشا عرابي
08-16-2014, 06:26 PM
لاحدود للحلم ولا فضاءً يحتويه..يُخلق ليحلّق
لا قيود

نحلم بملئ الرئتين أنفاس حياه
بملئ العينين دموع فقد

أستاذي القدير
هنا دهشة لا تُفارق

وصدقاً بين الفواصل والمفارق

لا أُلجِمَ في يراعك البوح

فيالله ما أجمله

جورية إعجاب واحترام وامتنان لنصك الفاره

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:14 PM
ندهش هنا بسحر البيان-ما شاء الله-
و يستوقفني الفكر صفعا و نهرا:
و هل الحب في المخلوقات داع للكمال و الحياة الطيبة،و العمارة،أم للشتات و الحياة الآسنة بالبوار و الموت البطيء.؟
لله درها من فواصل ثم تعاريف "للحب" جئناها كي نكتمل معنى عن هذا المخلوق،
و في ظني زدت شتاتا و تيها و عدت إلى نفسي:
لأتساءل مجددا:

ما هو هذا الحب المدعى خارج بيت و أسرة.!

انتحار حي أم قنوت مجنون، أم صلوات على ميت يسري طيفا بلا عقل و لا عمل بين البرايا، مريض القلب، مرير الحنايا في غياهيب التيه.!


و أظل أتساءل: و أبقى لأؤمن بالحب المقدس قريبا من الله، و بعيدا عن الشيطان و الألم، و أرنو لذاك لا سواه.
و أنفض عن جوانح فكري، وروحي، و قلبي، ما عداه: سحر هوى ضالا،وإثما و سهم شيطان، و وساوس خناس كافريردينا للمهالك، يستحث التنبيه و الإنابة و العودة الحثيثة لاستقامة العبد مع روحه الطاهرة؛وقفا للتشظي والاحتراق الأثيم.


بوركت و طاب مدادكـ.
في حفظ الله و رعايته.


المُبدعة: أ. نادية
بارك الله فيك، وحفظك، ورفع قدرك، وأنار قلبك ودربك.
كرم منك ونبل هذا الإطراء والثَّناء! فشكراً جزيلا لك، ولك التَّقدير والتَّبجيل.

ما الحبُّ -يا كريمة- إلَّا نحن حين نُحبُّ، وربَّما كان السُّؤال: (مَنْ نحن مِنْ دون الحبِّ؟ وما نحن؟)؛ لا (ما هو الحبُّ؟). أمَّا محبَّة الله، ثم المحبَّة في الله؛ فهي مُبتدأ الحبِّ ومداه ومنتهاه. نسأله (سبحانه وتعالى) محبَّته، ومحبَّة مَنْ وما يُقرِّبنا منه ومِنْ محبَّته.

دمتِ بعافية وسعادة غامرة ووافية.

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:21 PM
هُنا حُبٌّ عاشَ فوقَ السَحَاب لَم يهتمَّ بأي شَيءٍ إِلى أن يكونَ كما يُحب أن يَكُون !
دُونَ قيدٍ أو شَرط . دُونَ سِجنٍ مُحكم الإغلاق . دُونَ مَعقُولٍ مقبُول أو غَير مقبُول هُنا صَوتٌ يَتحدَّى الصِعاب !
يبقَى مابَقِي بِهِ إخلاصُ الأحبَاب تمسَّكَ رُغمَ زوابِع الوَقت وقَهر الضروفْ وتمرُّدِ البَقاء فهنِيئاً لَهُ بِهم .

عَودةُ المطر أُستاذِي مُحمد وماأسعد هَذَا الصَباح بِطلِّتك وهبُوب نسِيم الحرف من رفَاهِية مِحبرتِك .
شُكراً لكُل هَذَا الربِيع المُخضَر اللذِي أسقانا لَذَائِذِ الأدب . أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)



المُتألِّقة دوماً، الصديقة النقيَّة الأنيقة: أ. بلقيس

ما أكرمك!
أسعد الله روحك، وطيَّب أوقاتك، وجمَّل حالك، وأثابك. ومن القلب: شكراً جزيلا لك على كلماتك النُّور ومرورك البخور.
ونعم، الحبُّ حرٌّ؛ لأنَّه -في جوهره- مُنسجمٌ مع كلِّ خيرٍ وحقٍّ وعدلٍ. والذي فيه شرٌّ وميلٌ وظلمٌ؛ ليس من الحبِّ في شيءٍ؛ وإنْ حسبناه كذلك.

تحياتي الطيِّبات واحترامي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:24 PM
رائع هذا الأنت .. ،محمد سلمان البلوي
هذا موضوع ثري بالفكر والمعرفة
ومداخلات هي الأخرى رائعة من خلال الردود


الصديق الأديب: أ. عبدالإله المالك

الرَّوعة منكم وإليكم يا أخي العزيز.
وحسن ظنِّكم بي وكلماتي المتواضعات؛ موضع تقديري وامتناني.
حفظكم الله وأدام نبضكم، ولكم تحياتي واحترامي وتوقيري.

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:31 PM
لا أدري متى يضعون براءة لإبتكار المعاني لتكون أنت الفائز بها .
ما شاء الله .. جميل هذا القلم .. بعاطفته .. بصوره .. بحضوره
.. في كل شئ ... سأعود متلصصا إلى نصك .. لأمنح نفسي
المتعة والتي لا أراها إلا في قراءة مثل هذه النصوص ..
شكرا لك من القلب .. شكرا أن وضعت نصك هنا وكنت أنت هنا ..
وما أجمل هنا :)
ألف تحية وتقدير


الأديب الأريب، والأخ والصديق النبيل: أ. عبدالرحيم فرغلي

أنت الأجمل يا أخي! والشكر -كلُّ الشكر- لك أولاً.
وجميلة هي فكرة الجائزة! :)
وليتها الحقوق الإبداعيِّة -عموماً- تسلمُ من السَّطو والنَّهب ومن فوضى النَّشر العارمة!
ثمَّ إنَّه القارئ الذَّكي -يا عزيزي- يُساهم -كما تعلم- في كتابة النَّصِّ، وبعض القراءات تتفوَّقُ في عظمتها على النَّصِّ، وكذا يتفوَّقُ بعض القرَّاء -في حُسن تناولهم وإحساسهم- على الكاتب. وتبقى العمليَّة الإبداعيَّة مشتركة؛ لا يستأثر بها طرف دون الآخر.

تحياتي لك وتقديري. ومرحباً بك دائماً.
(زياراتك شرف لي ولحروفي المتواضعة :icon20:)

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:35 PM
محمد
رجوع قوي مهيمن ومسيطر
رائعه وذو جاذبيه
اصفق لك
ولكل حرف تحية خاصه
وباقة من ورد و ود
كن بخير ودام نبض حرفك


غيمة العطر: أ. ساره عبدالمنعم

هذا من كرمكم ولطفكم، وأنتم الأروع والأنبل!
دُمتم -يا كريمة- وبُوركتم، ودام نبضكم وغيثكم، والله يحفظكم.
ولكم رياض ورد، وحقول ودٍّ، وتحياتي واحترامي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:39 PM
بين الكاف والنون يكون الحُب من حيث لا يدري
ولا يذهب ، ولايخضع لوطأة الضروف .. هو فقط يتحوّل ذهباً تحتفظ به القلوب ..



الصديق الرئع / محمد سلمان البلوي

ألاحق نصوصك أينما كانت ...وفي كل مرة أعيد قراءة نص لك أشعر بالسعادة والفخر..
:icon20:


الصديقة العزيزة: أ. زكية

رفيقة درب وأدب أنتِ،
ومذ عرفتك؛ والأبداع ديدنك، وفي قلبك، ورفيق قلمك، وكذا الجود والكرم والطيب والنبل؛
فشكراً جزيلاً لك، والله يحفظك، ويسعد قلبك، ويرفع مقامك وقدرك.
ولك تحياتي وتقديري.

محمد سلمان البلوي
08-24-2014, 01:43 PM
و فقط الحُبّ ما يهيمن هُنا ...

فيجْتَثُ كل [ وجود ] لِغيره ...

التسامي في الحب هو سيّد النص بِلا مُنازِع ...

أ. محمد

جميل و ماتِع و مؤلِم ...

يا لها مِن خلطة ..صُنِعت للخلود!

احترامي الجم


الجليلة الماجدة: أ. جليله ماجد

عاطر ماطر هذا المرور الكريم! وهذا الحضور البهي المنير!
فلك جميل الشكر وجزيله، ولك المجد عظيمه، وعذب التحيِّات وطيِّبها،
ولك احترامي وامتناني وتقديري. والله يحفظك ويُديمك.

عثمان الحاج
09-01-2014, 10:57 PM
..،
فواصل كتلك التي تستبيح المواسم،لتخرج من دائرة الموت
لتعلن للمدائن،والفيافي والأصقاع
بأن المطر لا يسقط للمرة الرابعة،والفاصلة الأخيرة.
فواصل،تُغدق،وأُخري تنحت ملامح الوجوه،
لتبدو عليها فروض المواكبة،
وثالثة كهجمة الريح،حين تستقوي ببعضها،
تصطحب المنابت وتذّروها في الأمكنة والبقاع،
أ.محمد سلمان البلوي
الذائقة بحاجة لأكثر من فاصلة ليتراءي لها مكمن الدهشة
في لغة تنثال بالفقد الكبير،
ودي وتقديري،

نادرة عبدالحي
09-01-2014, 11:33 PM
حديث صادق صافي من صميم فؤاد يتمسك بالمحبة حتى النفس الأخير
أخذت قارئك معك إلى حيث أنتَ وفكركَ وإلهام ثري....

الكاتب محمد سلمان البلوي نصكَ هذا (فقط أنتِ) يستحق الكثير منا كقراء
دمت بالف خير سيدي الكريم

محمد سلمان البلوي
10-07-2014, 01:25 AM
..،
فواصل كتلك التي تستبيح المواسم،لتخرج من دائرة الموت
لتعلن للمدائن،والفيافي والأصقاع
بأن المطر لا يسقط للمرة الرابعة،والفاصلة الأخيرة.
فواصل،تُغدق،وأُخري تنحت ملامح الوجوه،
لتبدو عليها فروض المواكبة،
وثالثة كهجمة الريح،حين تستقوي ببعضها،
تصطحب المنابت وتذّروها في الأمكنة والبقاع،
أ.محمد سلمان البلوي
الذائقة بحاجة لأكثر من فاصلة ليتراءي لها مكمن الدهشة
في لغة تنثال بالفقد الكبير،
ودي وتقديري،


يا أخي وصديقي العزيز أ. عثمان

هويتنا هي اللغة وقضيتنا، وكما هي وسيلتنا؛ فإنَها قد تكون -في حدِّ ذاتها- غايتنا؛ كأنَّما نحن وهي رتق لا ينفتق وكيان واحد لا يتجزَّأُ ولا يتفتَّتُ أو يتشظَّى. بها نكون نحن، وبها نخرج منَّا ونعود إلينا. وبها نكون هُمْ؛ وإنِّما في داخلنا؛ لهم منها الصورة، ولنا الأصل، والمعنى مُتبادل بيننا وبينهم ومُتداول؛ نكتبهم؛ فنكتبنا، نكتبنا؛ فنكتبهم... وهكذا.

عظيم تقديري، وجميل محبتي، وجزيل شكري
لك يا كريم، ولقلبك الشاسع الكبير.

محمد سلمان البلوي
10-07-2014, 01:28 AM
حديث صادق صافي من صميم فؤاد يتمسك بالمحبة حتى النفس الأخير
أخذت قارئك معك إلى حيث أنتَ وفكركَ وإلهام ثري....

الكاتب محمد سلمان البلوي نصكَ هذا (فقط أنتِ) يستحق الكثير منا كقراء
دمت بالف خير سيدي الكريم


النقية أ. نادرة

لك مني كل التقدير والتوقير والاحترام
ولك شكري الجزيل، تحياتي ودعواتي
فرات عذب كان حضورك، وعاطر ماطر كان مرورك، وبصمتك كانت من نور، وبك تشرَّفتْ حروفي وسعدت روحي
حفظك الله وبارك فيك وفي قلمك وأسعدك

نازك
10-10-2014, 10:05 PM
لكل كاتب نغمٌ خاصٌ بهِ يعزفُ على وترهِ ويُدوزِنُ الأسطر على رتمٍ مُعينٍ ...
فهي تقع في السمع وقع أنغام العُود في هزجهِ ورملهِ ، ولا تخطئُها الذآئقة وإن حُجِبتْ هويّة كاتِبها !
تلك بنظري هي السّمة التي يسعى لها كل كاتب
وأراكَ هنا تؤكد لنا ، لنزداد إيماناً بصوت القلم حين يقول ،
شكراً لهذه القطعة الموسيقية الباذخة ،

تقديري