مشاهدة النسخة كاملة : بي داو / Bei-Dao
عماد تريسي
10-25-2014, 12:15 PM
http://www.adab.com/photos/world/989.jpg
بي داو \ * ( Bei-Dao ( ... 1949 *
بي داو، من مواليد بكين عام 1949، يعتبر اليوم من أبرز ممثلي الشعر الصيني الجديد، إذ كان للمجلة التي أصدرها بعنوان <<شعر>> الدور البارز في الحركة الشعرية الصينية الحديثة، وذلك قبل أن تغلقها الحكومة بعد اعتبارها أن الشعر الذي ينشر فيها ليس سوى <<بارازيت>> معاد للقيم الأخلاقية والجمالية. غادر الصين عام 1989، بعد أحداث <<تيان آن مين>> وهو يعيش اليوم متنقلا ما بين أوروبا وأميركا.
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:16 PM
خط فاصل
سأذهب إلى الضفة الأخرى.
النهر يلمس ثانية ظلال السماء
يُشكلني من جديد
أنساب.
ظلّي المنتصب على الضفة
جذع كلسته الصاعقة
سأذهب إلى الضفة الأخرى.
من غابات الضفة الأخرى
تطير يمامة متوحدة جفلة
في اتجاهي.
اليوم هذا
الريح عشير الحب
تلمع شمس الصيف بألوان إمبراطورية
صيّاد مستوحد يسبر
جرح العالم
يتمدد جرس يرن
في ما بعد الظهيرة، يرغب
المتسكع بالانتساب إلى معنى اللحظة.
ينحني أحدهم على البيانو
يمر أحدهم حاملا سلّما نقالا
تأخر النوم بضع دقائق
بضع دقائق فقط
تدرس الشمس الظل
أشرب في المرآة الصافية
أبصر العدو في ذاكرتي
*
ترجمة: إسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:18 PM
نشيد <<التينور>>
كناقلة نفط تغضب البحر.
الثالثة صباحاً، أفتح علبة محفوظة
أترك الأسماء تنير.
شهر ثان
ينحو الليل إلى الكمال
أنحرف إلى قلب اللغة
آلة موسيقى الموت
المفعمة بالزجاج
من عبر ثقوب النهار
يغني؟ تصبح المياه أجاجاً
ينزف اللهب
كما نهرب من الأسلوت(1)، تسرع صوب النجوم
ثمة شكل
يوصل إلى الحلم
في برد الصباح الباكر
عصفور طروب
يقترب أكثر من الحقيقة
بينما أغرق
في القصيدة
شهر ثان في الكتب
بعض الحركات، بعض الظلال.
_________
(1) حيوان أميركي يشبه النمر.
*
ترجمة: إسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:19 PM
نتوء
يوماً بعد يوم ينحدر
الألم مثل قضية عادلة
جالساً فوق قدري
أشبه موظفاً صغيراً
أضيء الوطن الوحيد
ليس للميت أصدقاء
فحم أعمى، لمبة ساطعة
أسير على ألمي
قطعان الخراف وراء السور
تبدو مثل حقول تتناسل
وابل أشكال يحطم الأحجار
بشكل رهيب
أبني عصري
بناء على أمر اليوم يجتاز
الفلاحون خطوط دفاع القصيدة.
*
ترجمة: إسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:19 PM
بلا عنوان
مداعباً الجرح، رأيت اللحظة المجيدة
هذه الفأس الفولاذية المخضبة توقظ البحر المضطرب
عدة مفاتيح تندمج في الليلة ذاتها
آه يا نور المصباح!
الفترة المتباهية أمام العالم هادئة جداً، صامتة
مثل سقف يفصل المياه الفجة
المناخ الذي يتأرجح مع مصير العصافير
أكدته الرياح الجديرة بأن تميز بصمات الأصابع من القمر
لنرم الحجارة، كي نستقصي الطريق، الكتب، الأكثر بعشر مرات
ممّا هي عليه في الواقع
تمنع مناداة الشاهد
كل الشكوك متجهة نحو الحب
حيث تظهر ابتسامة على وجوه الأصدقاء الموتى.
*
ترجمة: إسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:20 PM
خطأ
الساكسفون يعزف منفرداً
مع المطر ينسج الليل
نور المصباح ينسج المعبد
الذي تجعله المياه الآسنة عظاماً
تتحرك في كل اتجاه.
لا ليس من دون أن أجد مجداً
أترك الطقس السيئ
يبدل الموضوع من أجل الزهرة
وبمساعدة شفرة ذات حدين
أراقب الربيع
وجه سليم كلياً
قطع الحلاق
السنوات الفائضة
وجد النتيجة لا بأس بها
أجتاز المرآة
في حقبة أخرى
أصدأ ببطء
حولي
أناس يتاجرون، يلقون خطابات
بصمت.
*
ترجمة: إسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:20 PM
مونتاج
التصميم الثابت مثل كأس يمسكه الموت
يحتسي المخرج جرعة
يستدير نحو المشاهدين
«هيه! أقول: إلى أين تذهب؟»
الطريق رقم خمسة ، أقود
في حقل الفأرة البصري الموازي للطريق
أثبت خيوطا كهربائية مضيئة
القبطان موتسارت
يدخلني في طوفان من حنين
تطفو ربة الشمس
السمكة التي اصطادتها نغمة عالية تبصق الصنارة
ستبيض في حاشية الأوتار الغليظة
يصرخ المخرج في بوقه
إلى عدد من العصور البعيدة
أسأل الدرب، أسأل السماء
أسأل شاعرا ميتا
حول الإيقاعات التي تثيره
جوابه: وحدها زوبعة الريح
الموحشة تشغلني
تصفح كتابا كي نملك أخيرا النهار والليل
حدوات الحصان المضغوطة
تترك آثارها على البلاط بشكل أعمق
في كل أرجاء المدينة الصغيرة وضعت ملصقات أفلام
يبتسم المخرج
أجلس، يسقط ثلج كثيف
في الغرفة القديمة
يدور السلم حول عمودي الفقري
يزهر في السماء الليلية
الأجراس المنظفة
لغاية أن تلمع أصواتها في المدن
تنحني الآلهة على النوافذ
وحدي أتسرب في القصة
في الحشد
الذي يلتف حول عرض مسرحي
المشعوذ انه هو، المخرج،
خمس كرات بين يديه
تدور، شبيهة بنيازك.
لحظة ضوء معاكس
يضيء البرق وجه المجرم
الجدل عنيف جدا
لكن ضجة خطواته
تضيع مع الأبيات التي كتبها لتوّه.
الليل إعصار
يستدير النائم ويستدير
كغسيل في آلة
تطير فراشة في
هذيان التاريخ الكلامي الكبير
أحبّ هذه اللحظة
كحبل غسيل مربوط بالماضي
وبالغد المعرض للريح.
*
ترجمة اسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:21 PM
داء
الصباح أبدعته العصافير المرتعشة
كسبت الخطيئة حكما أكثر ريانا
تملقت الجبال المرأة
بخيط نور تحيك البحر.
تطير أصوات الأجراس، تجتاز الصباح
تمس قمة الرؤوس
فجأة تستدير ونحن معها
إننا منكرو الزمن
مربو عقارب الذاكرة
موسيقيون متجولون
نعزف من أجل الهواء الكبير المتأسف.
هنا حيث يستعاد الاستجواب
يصبح جوابا
في سنة التقشف هذه
غراب يقف مستقيما على قوائمه:
تجربته في الكتابة.
*
ترجمة اسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:21 PM
السلام
عند ضريح الإمبراطور
بندقية صدئة تفرّخ غصناً أخضر
ليشكل عكازاً لمحارب قديم فقد ساقه.
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 12:25 PM
دراسة
الهواء، نسيب الغابة الفقير
الذي قضى إجازته في أقصى العالم
يلقي حبّات الليمون
صوب الأمواج التي لفهّا الجرس الضخم.
تلاحق الكاميرا النور
كما لو أننا «ندوزن» البيانو
لهذه الكلمات الصغيرة
رنّات صافيّة.
الكتابة والحرب سجلا معا
شيّدت في الوسط بيوت
الناس الذين جلسوا أمامها
يتراءون كإشاعات، سيسيرون على الطريق
التخلي عن التبغ معناه أن نتخلى
عن حركة
لماذا لا نعترف بذلك
فالكلمات لم تصبح مضاءة بعد.
*
ترجمة اسكندر حبش
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:16 PM
حزيران
تقول الريح القريبة من الأذن ان حزيران
بلى شهر حزيران مثابة قائمة سوداء دسستها بنفسي
داخل الزمان
.
لاحظ هذه الطريقة لقول وداعاً
التنهدات مطمورة داخل كلام الوداع
.
لاحظ هذه الحواشي:
أزهار بلاستيكية مترامية
فوق الضفة اليسرى الميتة
الساحة الإسمنتية تمتد
من بدء الكتابة الى
.
الآن
أهرب من الكتابة
مع أولى ضربات مطرقة تنعّم الفجر
ثمة علم يغطي امتداد البحر
.
ومكبرات الصوت المخلصة
للهدير العميق للبحر تهتف حزيران
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:16 PM
توزيع الصحف
من ذا الذي يؤمن بنحيب القناع؟
من يؤمن بالأمة المنتحبة؟
الأمة فقدت ذاكرتها
الذاكرة لا تتخطى هذا الصباح
.
ينطلق صبي توزيع الصحف صباحاً
وفي أرجاء المدينة صوت بوق موحش
أهو نذير شؤم لك أم لي؟
خضار بأعصاب سريعة العطب
.
فلاحون يغرسون أيديهم في الأرض
مشتاقون لذهب الحصاد الطيب
سياسيون ينثرون الفلفل
على ألسنتهم
وحزمة من العصي تلوح وسط مناظرة:
أيضحون بأنفسهم حباً بالفن أم لولوج الأبواب
.
هذا الصباح الذي يطال الجميع
صنعه صبي توزيع الصحف
الثورة تتغلغل حتى أعماق الزوايا
فيما الصبي خرّ نائماً
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:17 PM
منصب
يتوجه ايل صوب الحفرة الفخ
يا القوة، قالت شجرة الشربين، قاوم
.
مستحضراً نفس السر
يتحول شعري ابيض
متقاعداً، متراجعاً الى الوراء
تاركاً منصبي
.
خطوة واحدة فقط الى الوراء
لا عشر سنوات كاملة
حقبتي خلفي
تقرع فجأة على طبل كبير
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:17 PM
بلا عنوان
المنظر الذي شُطب بجرة قلم
يعاود الظهور هنا
.
ما أشير إليه ليس البلاغة
تشرين الأول يحلّق فوق البلاغة
الطيران يُشاهد في كل مكان
الكشاف في زيّه الأسود
ينهض، يقبض على العالم
ويصوّره على ميكروفيلم كصرخة
.
تتحول الثروة الى مياه فيضان
وميض نور يتوسع
الى تجربة متجمدة
وحالما أغدو المشاهد الخطأ
الجالس وسط حقل
يخلع جنود الثلج تمويههم
متحولين إلى لغة
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:18 PM
دليل المعلم
لم تعطّل المدرسة حتى الآن
هي في حالة هيجان واضطراب لكن مع كبح الذات
أقام بجانبها
أنفاس تكاد تلامس الدرس
التالي من الكتاب: كيف الطيران
.
حين عجرفة الغرباء
ترسل ثلج آذار
تنزرع جذور شجرة في السماء
وقلم على ورقة يكسر الحصار
يشح النهر ويستدعي الجسر الجمهور
.
التمكن من الفرار من المدرسة ثورة
يقفز الصبية فوق سور النور
ويتوجهون صوب العمل السري
فيما أنا والأهل الآخرون
نراقب النجوم وهي تبزغ
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:19 PM
أغنية الصباح
الكلمات هي السم داخل الأغنية
.
على مسار الدرب الليلية للأغنية
تستنفر صفارات الشرطة
المخمورين السائرين نياماً
.
مع استيقاظي يتملكني صداع
أشبه بصوت المنادين من وراء زجاج النافذة
ذاك الصوت الذي يصم الآذان بعد فتح الزجاج
.
متعلماً إضاعة العمر
أحوم داخل نداءات الطير
دون أن أذرف الدمع
.
حين تمتلئ العواصف بوقودها
تختطف أشعة الضوء الرسالة
تفتحها ثم تمزقها
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:19 PM
تشوه
ظهري الى النافذة المطلة على الحقول المترامية
متشبثاً بثقل الحياة
فيما شكوك أيار
أشبه بفيلم عنف سينمائي
غدا أحمر من السكر
.
لولا قطرة العسل عند الخامسة
لأدركت الشيخوخة عشاق الصباح
وغدوا جسداً واحداً
إبرة بوصلة
في بحر الحنين الى الوطن
.
بين الكتابة والطاولة
ثمة خط مائل معاد
الجمعة في معمعان الدخان
شخص ما يتسلّق سُلماً
بعيداً عن أعين المشاهدين
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:20 PM
تمضية الليل
يجلب النهر سمكة الترويت الى داخل الصحن
الأخ الكحول والأب حبات الذرة
يطلبان مني أن أسهر الليل، للزجاجة
تجاعيد القاتل
.
يحدق موظف الفندق في وجهي
أسمع ضربات قلبه الحسابية
ذاك القلب يشع مرة ويظلم مرة
مضيئاً قسيمة الزبائن
.
فوق الرخام اللماع
تسكت أنغام البيانو
ويحول المصعد التثاؤب الى صرخة
حالما ينسل عبر رغوة أضاءها مصباح
.
خارجة من كمها الخاص
تكشف الريح عن قبضة حديدية
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:20 PM
المطاردة
توارت المعلمة منذ زمن
مع أن شقفاً من مفكرتها
لم تزل تؤدي دور الوسيط
وسالكين ممرات عملية الارتقاء
يعمد كل أفراد الفريق الى مطاردة الأرنب
من ذا الذي سيقوم بسلخه؟
.
يفضي الباب الخلفي الى الصيف
لا يمكن للممحاة أن تمحو أبداً
الخطوط المنقطة تتحول الى أشعة
فيما روح الأرنب تطير منخفضة
باحثة عن تقمصها الجديد
.
هاكم حكاية، منذ زمن بعيد
أطرقت أذنا أحد ما السمع
.
سرقت لمحة من السماء
فيما نحن الذئاب الراضعين من مصباح أحمر
كنا قد بلغنا رشدنا
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:21 PM
مهمة
يتوه الكاهن داخل الصلوات
رمح في الهواء
يؤدي الى حقبة أخرى:
يتسلق الفارون الجدار
.
كلمات لاهثة تستدعي
مشكلة المؤلف القلبية
تتنفس أعمق فأعمق
تقبض على جذور شجرة الخرنوب
المنشغلة بمجادلة الريح الشمالية
.
حلّ الصيف
أعالي الشجرة تؤدي دور المخبر
التمتمات سبات أحمر
لسعه سرب من النحل،
لا، بل عاصفة
.
واحداً تلو الآخر يتسلق القراء مجهدين صوب الشاطئ
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:22 PM
الكرسي الدوار
أخرج من غرفة
كشبح يتسلل من علبة الموسيقى
يتمايل ردف الشمس
ليتوقف عن الحراك كالميت ظهراً
.
فارغة فارغة الكرسي الدوار
داخل قمع الكتابة
ثمة من يتصفّى عبر الورقة البيضاء:
وجه متغض
كلمات مشؤومة
.
باعتبار الحرية الصامدة
باعتبار هل بمقدوري الحصول على شعلة
.
القلب، كأنه يضيء
المزيد من المكوكات الآلية
المتحركة ذهاباً وإياباً بين الليل والنهار
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:24 PM
فصل جاف
أولاً إنها الريح القادمة من الديار
الأب محلقاً كطائر
فوق نهر من ضباب ناعس
يبدل فجأة مساره
لكنك كنت قد غرقت سلفاً في الضباب
.
مفترضاً أن الذاكرة تستفيق
كما سماء الليل داخل مرصاد
تقلم أظافرك
تغلق الباب تفتح الباب
يصعب التعرف على الأصدقاء
.
الى أن تنحسر أحرف الأيام الخوالي
كلياً ظلالها
تصغي أنت بانتباه
الى مدينة جديدة
بُنيت من قبل رباعي وترى
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:25 PM
صابون
غاسلاً يداي في المطبخ
يجري ماء الصابون داخل أنبوب الصرف
أشبه بقلق كأس
فرنسي
.
تلوّح العروس وداعاً
الى قناة أخذ المواعيد المائية
من ذاك الشاهد الأبيض الشعر
الصاعد عكس التيار؟
.
صورة جماعية تحت الشمس
ونصف وجهي مغطى
والنصف الآخر نصف مضاء
داخل عزلة ساكنة الريح...
*
ترجمة فوزي محيدلي
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:25 PM
تعودت منك
تعودتُ أن تشعلي في دجى الليل سيجارتي
يتمايل ضوء اللهبْ
وأن تسألي في هدوءٍ
بنظرة تخمينْ
ترى ما الذي في يديّ احترقْ
.
تعودتُ أن تجلسي في مقدمة القاربِ
الصوت منك خفيضٌ تغنينْ
ومجدافهُ فوق سطح المياه ينامْ
يكسِّر للشمس ضوءً يسافر وسْط الضبابْ
تسيرين في خطوات مثابرةٍ متعبة ْ
وفوق الأريكة لا تقبلينْ
بأن تستعيدي قديم الأماني
معي تركضينْ
بشعرٍ يطير ذهاباً إياباً
يطير ويترك كتفيكِ
مبتسماً دون أدنى اكتراثٍ
.
تعودتُ أن تصرخي وسْط وادي الجبلْ
وتصغي لصوتك يرجعْ
صدى اسمين يجرى صدىً خلف آخرْ
وأن تمسكي بالكتابْ
ودوماً تريدين أن تسألينيَ مختلف الأسئلة ْ
وأن تقلبي شفتيكِ
إذا ما كتبتِ الإجابات لي فوق كفٍّ صغيرة ْ
وأنفاس صدرك مثل الوشاحِ
على عنقي في الشتاءْ
بضوء مصابيح زرقاء خافتةٍ
في الشوارعْ
.
نعم، قد تعودتُ
أن تضربي الحجرين الصوانْ
وأن تشعلي ظلمة قد تعودتها!
*
ترجمة : سيد جودة
.
عماد تريسي
10-25-2014, 01:26 PM
نهاية أم بداية
أقف هنا
بدلاً من رجلٍ مقتولْ
حتى إن أشرقت الشمسْ
أجعل ظلي الغائر كطريقٍ
يعبر أرض بلادي
.
وضباب الحزنِ
يغطي سقف الغرفة هذا الساقط
ما بين البيت وبين البيتْ
تنفخ مدخنة ٌ بشراً كرمادٍ
يتبعثر دفءٌ من شجر يلمعْ
يتوقف فوق رؤوس دخان الفقرْ
تصعد من كل يدٍ منهكةٍ
سحبٌ سوداءُ عميقة ْ
.
الليل من اسم الشمس جهاراً يهربْ
دوماً كان الشرق حكايته الصمتْ
فالشعب المرسوم على الجدران التاريخية ْ
يحيا دوماً في صمتٍ
ويموت بصمتْ
.
آه يا أرضي
لمَ لا تشدين كما كنتْ
هل حقاً أن الوتر على النهر الأصفرْ
مثل بيانو مكسورٍ
ما عاد يغني
هل حقاً أن مرآيا الزمن الصامتة َ
ستعطيك إلى الأبد الظهرْ ؟
لا تترك غير الأنجم والسحب الطافية فقطْ
.
أبحث عنك بأحلامي
في الليل المملوء ضباباً أو في الصبحْ
أبحث عن فصل ربيعٍ
عن شجر التفاحْ
عن نسمة عطرٍ تحمل عسلاً
عن أمواج المد على شط البحرْ
عن ضوء الشمس على ظهر الأمواجْ
يتحول سرباً من نورسْ
أبحث في الحائط عن كذبٍ وإشاعة ْ
وعن اسمينا المنسيينْ
.
لو أن بإمكان الدمِ أن يثريكْ
فالفاكهة غداً
تترك لوني فوق الأغصانْ
.
لابد وأن أعترفَ بأني أرتجفُ
بوسط الضوء البارد للون الأبيض للموتْ
من يبغي أن يصنع حجراً كونياً
أو تمثالاً ثلجياً لمعاناةٍ
أبصر نار شبابٍ لا تخمدْ
توضع في يدِ آخرْ
تجعل بعض حمام فوق الكتف يحط ْ
لا يشعر بحرارة جسدي أو أنفاسي
للريش يمشط ْ
ويطير على عجلة ْ
.
أنا إنسانْ
أحتاج لحبْ
أحتاج لأن أقضي وقت غروب هادئْ
في عيني محبوبي
أنتظر نداء الطفل الأول في المهدْ
أكتب شعراً عن هذي الدنيا
فوق العشب وفوق الأوراق المتساقطةِ
بنظراتٍ مخلصةٍ
هذي الرغبة عادية ْ
أصبحت الآنْ
قيماً عظمى للإنسانْ
.
مراتٍ في العمر كذبتْ
لكني دوماً أحترم بإخلاصٍ
عهداً كان بصغري
ولذلك لم يقدر قلبي الطفلْ
أن يتآلف مع دنيا قاسيةٍ
هذا العالم لم يغفر لي
.
أقف هنا
بدلاً من رجل مقتولْ
ليس لدي خيار آخرْ
حيث سقطتْ
سيكون هنالك شخصٌ آخر يقف مكاني
الريح على كتفي
وعلى الريح نجومْ
.
يوماً ما
ستصير الشمس كباقة ورد منكمشة ْ
توضع داخل كل محاربْ
لا يستسلمُ
وأمام ضريح تنمو كالغاباتْ
وغرابٌ ، وشظايا الليلةِ
فرحى في فوضى!
*
ترجمة : سيد جودة
.
عبدالإله المالك
10-28-2014, 01:52 PM
ترجمات بهية
تهذب الروح النقية
جميل وخفيف هذا الأدب
وهو في عداد الذخيرة التي تثري وتقدح فتيل الفكر
شكرا أخي أ. عماد
عماد تريسي
10-28-2014, 06:25 PM
ترجمات بهية
تهذب الروح النقية
جميل وخفيف هذا الأدب
وهو في عداد الذخيرة التي تثري وتقدح فتيل الفكر
شكرا أخي أ. عماد
حينما تتنوع غدران رواء الذائقة , فإنَّ نهراً طيِّباً سيسعى في فكر المرء و ثقافته .
شكراً أيها الأنيق أخي أ. عبد الإله .
مودتي
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,