المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَحْتَ الْأَزْرَقِ بِقَلِيْلٍ | محمد البلوي


محمد سلمان البلوي
10-28-2014, 10:44 AM
تَحْتَ الْأَزْرَقِ بِقَلِيْلٍ

أكبرُ من شكِّكَ يقيني،
وجنوني أكبرُ من جنونكَ،
وأشهى من كلامكَ؛
هذا الكفنُ الكفيفُ في عيوني،
وضميركَ.

أنتَ لا ترى التَّفاصيلَ، كما تدَّعي،
ترى الشَّجرةَ،
وأرى الغابةَ،
التَّفاصيلُ كلُّها في رؤيتي،
ورؤيتكَ ناقصةٌ
ن
ا
ق
ص
ة.

لنتَّفقْ إذنْ:
كُنِ الرَّغبةَ، وسأكونُ الغابةَ،
لا فأسَ ولا منشار،
فقط يدكَ العارية وثماري الناضجة؛
لتكونَ المطاردةُ عادلةً،
والموتُ طبيعياً؛
ما أمكن،
إنْ أمكن.

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

(لا أدري)،
يا لها من جملةٍ ساحرةٍ
فاتنةٍ!
لا يعلمُ فعلَهَا الشِّعري فينا؛
إلَّا مَنْ كانَ يدري
بأنَّه –حقَّاً- لا يدري!.

عموماً...
ستتركُ ليدكَ حرِّيةَ الكلامِ، ولعينيكَ حرِّيةَ البحثِ في صمتِهَا عن مصدرِ حزنِهَا، وفي صدرِهَا عن صورةٍ قديمةٍ لرجلٍ كانَ يُحبُّها، ثمَّ قتلتهُ الحربُ؛ قبلَ أنْ تُصارحَهُ بحبِّها، المرأةُ التي تجلسُ وحيدةً، هناكَ، في رُكنِ المقهى، ستفعلُ كلَّ هذا وأكثر؛ إنْ أنتَ سألتَهَا عن سرِّ وحدتها، دونَ أنْ تَنِبسَ بِبِنْتِ شَفَةٍ، دونَ أنْ تلتفتَ إليكَ، أو تنتبِهَ إلى أنَّكَ هو.

- تُشبهُ حاجةُ المرأةِ لقلبٍ يُحبُّها؛ حاجتَهَا إلى طفلٍ من رحمِهَا؛ ستُحافظُ عليه جيِّداً؛ ما دامَ -وإنْ ماتَ- لها.

- ويتوقُ الطِّفلُ في الرَّجلِ إلى أنْ يجعلَ من المرأةِ دُمْيَتَهُ، إلى أنْ يمتلكَ كلَّ ما في يدِهَا من أشياء؛ حتَّى المرأة ذاتها.

- هل غرَّدَ الملحُ على كتفيكِ؟ هل حطَّ –يوماً- ملحكِ على كتفِ أحدٍ؛ ثمَّ ابتسمَ؟

- ليس الآن، ربَّما بعدَ عامٍ، أو أقل، ربُّما بعدَ عُمْرٍ أو عُمْرَيْن؛ سيصيرُ للحزنِ معنى آخر، وللصَّمتِ مذاقٌ مختلفٌ! هل ضحكتكَ مالحةٌ إلى هذا الحدِّ؟

- هل قلتُ شيئاً يُشبهُ البكاءَ؟ هل قلتُ شيئاً فيه من فرطِ الشَّقاءِ ما يُشبهُ الضَّحكَ؟ فلماذا تضحكينَ عليَّ –إذن- وتبكين في آن؟! هل ترينني حزيناً؟ سعيداً؟ مصلوباً بين اليأس والرجاء؟ هل ترينَ فيَّ شيئاً فيه من رحابةِ روحكِ فسحة ومن شذاها نفحة؟ هل ترينني أصلاً؟ فأنا –صدقاً- لا أراكِ! وإنْ كنتُ أحفظُ -عن ظهرِ نسيانٍ- وجهك الجميل، ومُغمضَ العينينِ أراهُ؛ كهذا الوشمِ الغائرِ في ظلِّ الضِّياء!.

- السَّعادةُ لا تضحكُ؛ بل تتظاهرُ بالضَّحكِ، تُربِّتُ على أكتافنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تنفضُ الغبارَ عن أسمائِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تمسحُ الـ آهَ عن أصواتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تغسلُ الصدى عن صمتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تُقشِّرُ الصَّدأَ عن صدورنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، وبفرحٍ تبكي؛ وهي تُعيدُ إلينا أشياءَنَا، وتملأُ الفراغاتِ الصَّارخةِ بين أصابعِنَا وأضلاعِنَا، وتُدغدغُ بالحلمِ النَّاعمِ أرواحَنَا، وبالأملِ اللَّينِ أوقاتَنَا، ومعنا ترقصُ وتُصفِّقُ وتُغنِّي؛ حتَّى آخر دمعةٍ في أحزاننا، حتَّى آخر شهقةٍ في أنفاسها.

- لا أُصدِّقُ امرأةً تقولُ: إنَّها تتذكَّرُ كلَّ شيءٍ، ولا رجلاً يقولُ: إنَّه نَسِيَ تماماً. نفقدُ قطعةً منَّا حين ننسى، وفي غيابنا نحتفظُ بهم -جميعاً- ونفقدنا. تُرى ماذا ستكونُ حالنا لو أَنَّهم قرَّروا الغيابَ عنَّا فجأةً؟ سيكونُ حضورُهُم فينا كاملاً.. كاملاً، وكاملاً سيكونُ غيابُنَا. هنا، في يدي اليُمنى، أحملُ ضحكتَكِ الباكية ودمعتى الضَّاحكة، وأنتظرُ حدوثَ شيءٍ ما، أيَّ شيءٍ، كأنْ نلتقي مُصادفة في روايةٍ ما، تعبرينَ الفكرةَ كسنبلةٍ، وكغيمةٍ أعبرها بغتةً؛ فيُبلِّلكِ قطري، ويكسوني أخضركِ، ثمَّ تلفنا اللحظةُ برداءِ الدَّهشةِ البيضاء:

- أهذهِ أنتِ؟
- أهذا أنتَ؟
- لا.
- لا.
- تُشبهكِ كثيراً!
- يُشبهكَ كثيراً!
- إلَّا أنَّها أجملُ منكِ بكثيرٍ!
- إلَّا أنَّه أجنُّ منكَ بكثيرٍ!
- مَنْ هو؟
- مَنْ هي؟
- لا عليكَ.
- لا عليكِ.
- سلامٌ.
- سلامٌ.

ثمَّ تنتهي الرِّوايةُ، وتبقى الدَّهشةُ بنا عالقةً، تحتَ الأزرقِ بقليلٍ، وعلى الغلافِ الأخير؛ ثمَّة ملاحظةٍ تقولُ: كانا هنا بين دفَّتي كتابي، وكانا معاً، جَمَعَتْهُمَا اللحظةُ، جَمَعْتُهُمَا للحظةٍ، ثمَّ بأفكاري فَرَّقْتُ بينهما عَنْوَةً، أنا الرَّاوي، يا لي من لئيمٍ! ويا لكم من مساكين أيَّها القُرَّاءُ!.

محمد البلوي

زكيّة سلمان
10-28-2014, 12:32 PM
- تُشبهُ حاجةُ المرأةِ لقلبٍ يُحبُّها؛ حاجتَهَا إلى طفلٍ من رحمِهَا؛ ستُحافظُ عليه جيِّداً؛ ما دامَ -وإنْ ماتَ- لها.


أنا أيضاً لا أدري!!
مالذي يفعله أزرقك بي،
قراءتك تُشبه الوقوف طويلاً تحت المطر
مغمض العينين
لاتشعر سوى بقدميك
ورائحة تدغدغ ذاكرتك
دون استفاقة!!


محمد سلمان البلوي
لك العطر والمطر والبهجة والسنابل والنسيم وكل ماهو نقي وسخي مثلك..

عبدالإله المالك
10-28-2014, 04:14 PM
يا لهذا المدى الأزرق من إمتداد شاسع

محمد البلوي

جميل كل هذا

انبعاث شاكر
10-28-2014, 05:11 PM
- ابتسامة -

ساره عبدالمنعم
10-29-2014, 12:09 AM
وهذا ما نفتقده نصوص
بها من التفوق والتميز
عوده حميده زاخر بروائع
الكتابه

نادرة عبدالحي
10-29-2014, 01:08 AM
أيها الراوي أنا في إشتياق دائم لأدب يدخل الروح ولا يخرج منها وحصلتُ عليه ..
لم أترك حرفا واحدا يفلت من يدي وذهني .....كُنتُ أحاصر كلماتكَ كي لا تدهشني أكثر
وأقنعتني أن كل أمرٌ قابل للدهشتة ...والجنون
أصبحتُ وأنا أقرأكَ قارئة مختلفة لا تصغي للضجيج من حولها إنما تصغي لبوح له من روح المساء
وله من روح الفجر . ستضحك عندما تقرأُ ردي وتقول يا لها من نادرة مُبالغة ... والحقيقة أنني وجدت
أدب أعادني إلى أسلوب أهواه ُ....
السَّعادةُ لا تضحكُ؛ بل تتظاهرُ بالضَّحكِ، تُربِّتُ على أكتافنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تنفضُ الغبارَ عن أسمائِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تمسحُ الـ آهَ عن أصواتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تغسلُ الصدى عن صمتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تُقشِّرُ الصَّدأَ عن صدورنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، وبفرحٍ تبكي؛ وهي تُعيدُ إلينا أشياءَنَا، وتملأُ الفراغاتِ الصَّارخةِ بين أصابعِنَا وأضلاعِنَا، وتُدغدغُ بالحلمِ النَّاعمِ أرواحَنَا، وبالأملِ اللَّينِ أوقاتَنَا، ومعنا ترقصُ وتُصفِّقُ وتُغنِّي؛ حتَّى آخر دمعةٍ في أحزاننا، حتَّى آخر شهقةٍ في أنفاسها.
يا لكَ من راوي إستطاع إلتقاط صور عديدة للسعادة التي أصبحت هي تبحثُ عنا لأننا مشغولون بتكديس الهموم
بجميع جدران بيوتنا ...
وهنا السعادة تفعل الكثير تتظاهر بالضحك . تربت على آكتافنا بفرح ولكنها تبكي لأننا أضعناها متعمدين
تنفض الغبار . ترقص تصفق تغني تدغدغ الحلم تقشر الصدأ عن صدورنا تملأُ الفراغات .......وتفعل الكثير الكثير
ولكن وهي تبكي ..
كم جعلتني هذه الفقرة بإعادة النظر بما نصنعه بأنفسنا ونظلمها باليأس ونلبس الوقت لنلحق الوقت .. إي ندخل أنفسنا في دوامات والسعادة أقرب بكثير مما نظن ...وأعترف بأننا نحنُ من يوصد الباب بوجه السعادة وندخل لمعالجة
مشاكلنا بشئ من طحن المياه .
الكاتب الكريم محمد سلمان البلوي توهب لقارئك الكثير من التأمل
وتجعلنا نلتفت جيداا لأمور نمتلكها ونحن لا نشعر بها
لفكرك النير جذور لا شك لا تُقتلع ..
أهلا بحضرتكَ گاتبنا الكريم

بلقيس الرشيدي
10-29-2014, 08:07 AM
تَكتُبُ اللَّحظَة بِدَهشَة وتَخلقُ منْ اللِقاءِ حيَّاة ومن الصُدفةِ تارِيخٌ أُسطورِي !
يامُحمد أنتَ وذَاكرتُكَ المُكعَّبَة وكُل هَذَا المَوج الأزرق يَسحبُنا لـ الأسفَل كيْ نغرقَ بعُمقٍ أكبر .

دامَ هَذَا الجنُون الأدبِي الأغر . أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

رشا عرابي
10-30-2014, 07:53 AM
أستاذ محمد البلوي..
كان للقارئ النصيب الأعمق والأقرب
من مدادٍ جمع بين حكمةٍ حيكت بدقّة..
وما فوقها ..ودونها
تآلف في سياق المفردات يجدل التضادّ بدهشة التفاصيل

وأقتبس منها هذه ليس لأفضليتها
فالنص كلّه من ألف البداية إلى امتداد الفضاء بما لم يُكتب
مدهش ..ويستحق الإحتفاء بأعمق من ردّي المتواضع

- السَّعادةُ لا تضحكُ؛ بل تتظاهرُ بالضَّحكِ، تُربِّتُ على أكتافنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تنفضُ الغبارَ عن أسمائِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تمسحُ الـ آهَ عن أصواتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تغسلُ الصدى عن صمتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تُقشِّرُ الصَّدأَ عن صدورنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، وبفرحٍ تبكي؛ وهي تُعيدُ إلينا أشياءَنَا، وتملأُ الفراغاتِ الصَّارخةِ بين أصابعِنَا وأضلاعِنَا، وتُدغدغُ بالحلمِ النَّاعمِ أرواحَنَا، وبالأملِ اللَّينِ أوقاتَنَا، ومعنا ترقصُ وتُصفِّقُ وتُغنِّي؛ حتَّى آخر دمعةٍ في أحزاننا، حتَّى آخر شهقةٍ في أنفاسها.

والخاتمة جاءت كحلمٍ في عين المنام..
تأتي لحظة الصحو ذات غفلة..
لتقول : قم يا هذا فأنت تحلم..!

أيّها الراقي ..تحية مجدولة بآيات الدعاء عساها لائقة

محمد سلمان البلوي
10-31-2014, 04:24 PM
- تُشبهُ حاجةُ المرأةِ لقلبٍ يُحبُّها؛ حاجتَهَا إلى طفلٍ من رحمِهَا؛ ستُحافظُ عليه جيِّداً؛ ما دامَ -وإنْ ماتَ- لها.


أنا أيضاً لا أدري!!
مالذي يفعله أزرقك بي،
قراءتك تُشبه الوقوف طويلاً تحت المطر
مغمض العينين
لاتشعر سوى بقدميك
ورائحة تدغدغ ذاكرتك
دون استفاقة!!


محمد سلمان البلوي
لك العطر والمطر والبهجة والسنابل والنسيم وكل ماهو نقي وسخي مثلك..



زكية يا صديقتي المُبدعة الكريمة

شكراً لنسمةٍ عليلةٍ حملتكِ إلى كلماتي، ولغيمةِ عطرٍ أقلتكِ؛ ثمَّ حطَّتْ بكِ على جبين المعاني،
شكراً جزيلاً، يا شذيَّة، يا ماطرة، ولكِ تحياتي وتقديري واحترامي، والله يحفظكِ ويرعاكِ ويبارك في قلبكِ وقلمكِ وجميل أخلاقكِ وأدبكِ.
:34:

عبدالرحيم فرغلي
11-01-2014, 07:10 AM
هل تعرف أستاذ محمد
حين أقرأ نصا شهيا مثل نصك .. فإني أتعمد التأخير في التعليق ..
فقط لأمنح نفسي فرصة العودة إليه .. والتلذذ بفاكهة الكلام فيه ،
ونصك هذا قرأته حينها .. لا يختلف إثنان على جمال حضوره .. على لغته
الفارهة ..على الحديث المغموس بلغة الروح لا العقل ، لذا فقراءته تكون بعين القلب لا عين الرأس .
لذا أجّلت تعليقي .. حتى أعيد القراءة مرة وأكثر . وأظنني سأعود إليه كلمات تاقت نفسي لالتهام وجبة
من السطور ،، تشعرك أنك وقعت على درة كريمة ، فشكرا لك أيها الكريم أنك هنا .. وشكرا
لأنك وضعت نصوصك هنا .. لتمنحنا فرصة قد لا يعرف الكثير عنها ...
ألف تحية وتقدير

الحسناء
11-01-2014, 06:03 PM
لكُلِّ حَاَجَتَه للآخَر ومَامدَى تعلُقِه
مهْمَا أغترَف الحٌبُّ مِن الأخْطَاء إلَّا أنّ الرُوح التِي تسْكُنهُمَا هو جِسْرٌ المُمتّد لِـ اللِّقَاء
وهو من يُعِيد وِجهَ الحيَاة ومَن يلَوّنْهَا لِتسْتوْلِي عَلى النَظَر والقَلْبِ

الكَاتِب المٌبْدِع مُحمّد البَلَوِي
نَصٌ بِهِ لُغَة عمِيقَة وحرُوفٌكَ كالأمْوَاج فِي مدِّها و جَزْرهَا
تتعَالى بِرِفْعة و تتمَايَل بِالجمَال
الأبجدِية تزدهِر على وقْعِ محبرَتِك
أكَالِيل مِن الوِد والوَرْدِ

محمد سلمان البلوي
11-02-2014, 06:58 PM
يا لهذا المدى الأزرق من إمتداد شاسع

محمد البلوي

جميل كل هذا


أخي العزيز عبدالإله

ما بين الأزرق والمدى،
ما بين الأزرق والرؤى،
حكاية تضيق وتتسع، والرَّاوي لئيم، ونحن مساكين.

شكراً جزيلاً لكَ، والله يحفظكَ.
:34:

محمد سلمان البلوي
11-02-2014, 07:01 PM
- ابتسامة -


المُقدَّر انبعاث شاكر

جعلها الله ابتسامة رضى، يا صديقي النبيل، وزادك حبوراً وجذلاً،
ولك الشكر والتحية والتقدير.
:34:

محمد سلمان البلوي
11-02-2014, 07:04 PM
وهذا ما نفتقده نصوص
بها من التفوق والتميز
عوده حميده زاخر بروائع
الكتابه


سارة يا نقية

شهادة من كريمة؛ أعتزُّ بها،
شكراً جزيلاً، والله يحفظك،
ولك التحية والتقدير.
:34:

محمد سلمان البلوي
11-02-2014, 07:13 PM
أيها الراوي أنا في إشتياق دائم لأدب يدخل الروح ولا يخرج منها وحصلتُ عليه ..
لم أترك حرفا واحدا يفلت من يدي وذهني .....كُنتُ أحاصر كلماتكَ كي لا تدهشني أكثر
وأقنعتني أن كل أمرٌ قابل للدهشتة ...والجنون
أصبحتُ وأنا أقرأكَ قارئة مختلفة لا تصغي للضجيج من حولها إنما تصغي لبوح له من روح المساء
وله من روح الفجر . ستضحك عندما تقرأُ ردي وتقول يا لها من نادرة مُبالغة ... والحقيقة أنني وجدت
أدب أعادني إلى أسلوب أهواه ُ....

يا لكَ من راوي إستطاع إلتقاط صور عديدة للسعادة التي أصبحت هي تبحثُ عنا لأننا مشغولون بتكديس الهموم
بجميع جدران بيوتنا ...
وهنا السعادة تفعل الكثير تتظاهر بالضحك . تربت على آكتافنا بفرح ولكنها تبكي لأننا أضعناها متعمدين
تنفض الغبار . ترقص تصفق تغني تدغدغ الحلم تقشر الصدأ عن صدورنا تملأُ الفراغات .......وتفعل الكثير الكثير
ولكن وهي تبكي ..
كم جعلتني هذه الفقرة بإعادة النظر بما نصنعه بأنفسنا ونظلمها باليأس ونلبس الوقت لنلحق الوقت .. إي ندخل أنفسنا في دوامات والسعادة أقرب بكثير مما نظن ...وأعترف بأننا نحنُ من يوصد الباب بوجه السعادة وندخل لمعالجة
مشاكلنا بشئ من طحن المياه .
الكاتب الكريم محمد سلمان البلوي توهب لقارئك الكثير من التأمل
وتجعلنا نلتفت جيداا لأمور نمتلكها ونحن لا نشعر بها
لفكرك النير جذور لا شك لا تُقتلع ..
أهلا بحضرتكَ گاتبنا الكريم


الفريدة النادرة، نادرة

والدَّهشةُ باغتتني -أيضاً- وأنا أقرأُ ما خطَّه قلمكِ بمدادِ الكرمِ والنقاءِ! بعضُ القراءاتِ تتفوَّقُ على المقروءِ؛ وهذهِ إحداها! وإنْ كنتُ تعجَّبتُ؛ فإنَّني لَمْ أتعجَّبْ من عمقِ قراءتكِ، ولا من كرمكِ؛ وإنَّما من لغتكِ التي أحاطتْ بشعوركِ ومن جودةِ تعبيركِ وحُسنِ تصويركِ! وكأنِّي أرى ملامحَ الدَّهشةِ على مُحياكِ، وأشعرُ بارتباكِ أصابعها في يديكِ، وبتصفيقِ قلبها بين ضلوعكِ، وكذا تعجَّبتُ من قدرتكِ على التقاطِ أدقِ تفاصيلِ النَّصِّ؛ وتحليلها تحليلاً دقيقاً؛ ومن ثمَّ تأويلها تأويلاً ذكياً؛ وعلى نحو مُختلفٍ ومُغايرٍ لما يُوحي به سطحها ورسمها! وكلُّ هذا أسعدني! بل جعلني في غايةِ السَّعادةِ! فشكراً جزيلاً لكِ، شكراً كثيراً، وشكراً جميلاً، واللهُ يحفظكِ ويرعاكِ ويُسعدكِ، ولكِ تحيَّاتي وتقديري واحترامي.
:34:

سَارة القحطاني
11-03-2014, 03:50 AM
.
.

الحياة كلها مواقف وحكايا !
قد يختلف الراوي لكن النهاية واحدة والفاجعة مشتركة !

هنيئا لنا بك..
لا نضب لك مداد

محمد سلمان البلوي
11-04-2014, 03:15 PM
تَكتُبُ اللَّحظَة بِدَهشَة وتَخلقُ منْ اللِقاءِ حيَّاة ومن الصُدفةِ تارِيخٌ أُسطورِي !
يامُحمد أنتَ وذَاكرتُكَ المُكعَّبَة وكُل هَذَا المَوج الأزرق يَسحبُنا لـ الأسفَل كيْ نغرقَ بعُمقٍ أكبر .

دامَ هَذَا الجنُون الأدبِي الأغر . أسعدك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)


بلقيس يا صديقتي:

كلُّنا -هنا- نُكَوِّرُ الدَّهْشَةَ،
ثُمَّ نُدحرجها إلى ذاكرتنا المُكعَّبة وذائقتنا الزَّرقاء،
ونلطمُ الفراقَ بقبضةِ اللقاء،
ونكتبُ بالتَّذكار،
وبالنِّسيانِ نشطبُ،
وبالجنونِ نُحاولُ استدراجَ الحكمةِ إلى أرواحنا الْمُتْعَبَةِ.

أسعدكِ الله وأبقاكِ،
ولكِ شكري الجزيل وتحيَّاتي واحترامي.
:34:

محمد سلمان البلوي
11-06-2014, 07:21 AM
أستاذ محمد البلوي..
كان للقارئ النصيب الأعمق والأقرب
من مدادٍ جمع بين حكمةٍ حيكت بدقّة..
وما فوقها ..ودونها
تآلف في سياق المفردات يجدل التضادّ بدهشة التفاصيل

وأقتبس منها هذه ليس لأفضليتها
فالنص كلّه من ألف البداية إلى امتداد الفضاء بما لم يُكتب
مدهش ..ويستحق الإحتفاء بأعمق من ردّي المتواضع

- السَّعادةُ لا تضحكُ؛ بل تتظاهرُ بالضَّحكِ، تُربِّتُ على أكتافنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تنفضُ الغبارَ عن أسمائِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تمسحُ الـ آهَ عن أصواتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تغسلُ الصدى عن صمتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تُقشِّرُ الصَّدأَ عن صدورنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، وبفرحٍ تبكي؛ وهي تُعيدُ إلينا أشياءَنَا، وتملأُ الفراغاتِ الصَّارخةِ بين أصابعِنَا وأضلاعِنَا، وتُدغدغُ بالحلمِ النَّاعمِ أرواحَنَا، وبالأملِ اللَّينِ أوقاتَنَا، ومعنا ترقصُ وتُصفِّقُ وتُغنِّي؛ حتَّى آخر دمعةٍ في أحزاننا، حتَّى آخر شهقةٍ في أنفاسها.

والخاتمة جاءت كحلمٍ في عين المنام..
تأتي لحظة الصحو ذات غفلة..
لتقول : قم يا هذا فأنت تحلم..!

أيّها الراقي ..تحية مجدولة بآيات الدعاء عساها لائقة


النقيَّة الأستاذة رشا عرابي

نعم، يا نقاء، كأنَّما ثمَّة من يقولُ لنا: "قم يا هذا فأنت تحلم..!".

ثمَّة من يُحاولُ تخذيلنا ويسعى إلى إحباطنا، وثمَّة ما يحاولُ كسرنا وقصمَ ظهورنا بقشَّةِ الواقعِ القبيحةِ الثَّقيلةِ، الواقعُ الذي يؤُزُّ شياطينَ القبحِ والدمارِ والخرابِ والموتِ، من إِنسٍ وجان، ويحرِّضهم علينا؛ ليعيثوا في الأرض فسقاً وفساداً؛ وفي قلوبنا تهجيراً وتغريباً وتنكيلاً. وإنَّنا إذ ننظرُ حولنا يُذهلنا هائلُ السَّوادِ والظلمِ والظَّلام، ولا ندري إنْ كنَّا قادرين على الصُّمودِ بقلوبنا المُسالمةِ والاحتفاظَ بمحبَّتنا البيضاء وبأفكارنا المُتفائلة، ومع ذلك فإنَّنا نُحاولُ؛ وليس لنا إلَّا الصبر والإصرار على المُحاولة؛ إلى أنْ يُغيِّرَ اللهُ الحالَ، ويحكم في أمرنا، والله غالبٌ على أمره، وله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.

أشكرك جزيل الشكر،
ومُمتنٌّ لكِ على جميل الحضورِ، وكلماتكِ النُّور، ونبلكِ وكرمكِ،
والله يحفظكِ،
ولك تحيَّاتي وتقديري

محمد سلمان البلوي
11-08-2014, 06:30 PM
هل تعرف أستاذ محمد
حين أقرأ نصا شهيا مثل نصك .. فإني أتعمد التأخير في التعليق ..
فقط لأمنح نفسي فرصة العودة إليه .. والتلذذ بفاكهة الكلام فيه ،
ونصك هذا قرأته حينها .. لا يختلف إثنان على جمال حضوره .. على لغته
الفارهة ..على الحديث المغموس بلغة الروح لا العقل ، لذا فقراءته تكون بعين القلب لا عين الرأس .
لذا أجّلت تعليقي .. حتى أعيد القراءة مرة وأكثر . وأظنني سأعود إليه كلمات تاقت نفسي لالتهام وجبة
من السطور ،، تشعرك أنك وقعت على درة كريمة ، فشكرا لك أيها الكريم أنك هنا .. وشكرا
لأنك وضعت نصوصك هنا .. لتمنحنا فرصة قد لا يعرف الكثير عنها ...
ألف تحية وتقدير



يا أخي العزيز الأستاذ عبدالرحيم

أكادُ أنْ أجزمَ أنَّها الأرواحُ في تآلفها تنهلُ مدادَ أقلامها من المعينِ ذاتهِ، وأنَّها أصابعُ قلوبها تعزفُ المقطوعةَ الموسيقيةَ ذاتها، مع تنوُّعٍ مُنسجمٍ في الإيقاعاتِ والأنغامِ، وكأنَّها تشتركُ في كتابة نصٍّ واحدٍ أو لحنٍ واحدٍ؛ يُضيفُ إليه التَّنوُّعُ؛ ولا يأخذُ منه، ويُحسبُ له؛ لا عليه. يُؤكِّدُ لي هذا الإحساسَ ما أقرأُ -هنا- من إبداعاتٍ للزميلاتِ والزملاءِ، كأنَّهم يكتبونني؛ وكأنَّني أكتبهم، والقراءةُ تجمعني بهم، وتجمعهم بي، وقلمُكَ قريبٌ من قلبي، وتلامسُ حروفُهُ روحي، مثله مثل أقلام أُخرى هنا. فالحمدُ للهِ الذي جمعنا في قلبِ هذا الوطنِ (الأبعادي)؛ ليخفِّفَ من غربةِ أرواحنا وحروفنا، ثمَّ شكراً جزيلاً لكَ أنَّنا معكَ وأنَّكَ معنا، ولكَ تحيَّاتي وتقديري، واللهُ يحفظكَ وقلمكَ. :34:

محمد سلمان البلوي
11-08-2014, 06:52 PM
لكُلِّ حَاَجَتَه للآخَر ومَامدَى تعلُقِه
مهْمَا أغترَف الحٌبُّ مِن الأخْطَاء إلَّا أنّ الرُوح التِي تسْكُنهُمَا هو جِسْرٌ المُمتّد لِـ اللِّقَاء
وهو من يُعِيد وِجهَ الحيَاة ومَن يلَوّنْهَا لِتسْتوْلِي عَلى النَظَر والقَلْبِ

الكَاتِب المٌبْدِع مُحمّد البَلَوِي
نَصٌ بِهِ لُغَة عمِيقَة وحرُوفٌكَ كالأمْوَاج فِي مدِّها و جَزْرهَا
تتعَالى بِرِفْعة و تتمَايَل بِالجمَال
الأبجدِية تزدهِر على وقْعِ محبرَتِك
أكَالِيل مِن الوِد والوَرْدِ


الأستاذة الحسناء الكريمة

إنْ كانتْ العيونُ مرآةَ أرواحنا في عالمِ الواقع؛ فإنَّها الحروفُ مرآتها في عالمِ الافتراضي، فيه تحلُّ اللغةُ مكاننا، وتنوبُ عنَّا، ومن خلالها نرانا؛ ويتعرُّفُ بعضنا إلى بعضنا الآخر؛ فنأتلفُ أو نختلفُ، فسبحانَ اللهِ الذي جمعنا من بقاعٍ شتَّى وقرَّبَ بالكتابةِ المسافةَ بين أقلامنا! أشكرُ لك حضوركِ البهي وبصمتكِ النُّورِ، وأشكركِ -جزيل الشُّكر- على لطفكِ ونبلكِ وعلى الإطراءِ السَّخيِّ الكريم؛ واللهُ يحفظكِ، ولكِ تحياتي وتقديري. :34:

محمد سلمان البلوي
11-08-2014, 07:27 PM
.
.

الحياة كلها مواقف وحكايا !
قد يختلف الراوي لكن النهاية واحدة والفاجعة مشتركة !

هنيئا لنا بك..
لا نضب لك مداد



الكريمة الأستاذة سارة

أنا من يُهنِّئُ نفسه بكم، وبالخير يدعو لكم.

روايةُ الحياةِ عجيبةٌ! من العدمِ تبدأُ، وإلى الفناءِ تسيرُ؛ لتبدأَ بالبعثِ حياةَ الخلودِ، وإلى أنْ تُرْفَعَ الأقلامُ وتجفَّ الصُّحفُ؛ فكلُّنا نُشاركُ في كتابتها، وكلٌّ منَّا يرويها بأسلوبه وعلى طريقته، ولكنَّها النِّهاياتُ عديدة ومُتنوِّعة، لكلِّ منَّا فيها نهايته، وكلُّ نهايةٍ يعقبها -لا بُدَّ- بدايةٌ؛ تكونُ في الآبدةِ الخالدةِ، إمَّا في الجحيم تبداُ، وإمَّا في النَّعيم المُقيم، جعلنا اللهُ وإيَّاكم من أهل اليمينِ ومن أصحابِ النَّعيم. شكراً جزيلاً لكِ، يا نقاء، على ألقِ حضوركِ وعبقِ حروفكِ، واللهُ يحفظكِ، ولكِ تحيَّاتي وتقديري. :34:

نازك
11-10-2014, 06:28 AM
كل ما هنا عميقٌ ... جداً عميق !
بدايةً من العنوان وحتى الوصول إلى آخر شهقة أو نقطة ،
تحت الأزرق أوحى لي بـ الماورآئيات ، بما هو محسوسٌ ولا تتبيّنُهُ إلا النفوس المُغرقةِ ذاتها في ذاك العالمِ الغامض علمياً والجليُّ روحياً ...
تحت الأزرق وانثالت في مُخيلتي الرُؤى، فالزُرقة سِمةٌ مشتركة مابين الأرضِ والسماء، وما بينهما صورٌ عديدة مُشتبهاتٌ وغير مُشتبهات،
عالم مليءٌ بالأسرار والخبايا، وبلا نهايةٍ هي السبعُ الطِباقُ وبلا نهايةٍ هو البحرُ الغامضُ ،
وكذا قصصنا وغصصنا مغلفة بالدهشة ومُقدرٌ لها تلك الدرجة اللونية المفتوحة التأويل لما تحت الأزرق من عالم ٍزاخر من الألوان المتوالدة ،
أخذتنا في جولة على بساط لغتك المائزة مابين استفاهاماتٍ لا تحتمل سوى إجابة وحيدة ،(لا أدري)،يا لها من جملةٍ ساحرةٍ ،فاتنةٍ!
ثم أطلقت العنان للأيدي لتحكي تماماً كما أُصوِّرُها دوماً وفي مُخيلتي (الموسيقية) تلك اليد بعازف الأوركسترا الذي يُومىءُ فيهبُّّ الجَمعُ في عزفِ جُوقة مُتآلفةُ النغم تسرِد ُالمشاهد وتُجسدها بلغة ٍمسمُوعة !
صِدقاً خِلتُني في حضرة مشاهد حيّة والأبطالُ أمامي يتقافزون كالموج، في تراجيديا جمعت مابين الضحكِ والبُكاء ثم كانت النهاية أو العِبرة هُنا مُدهشة ....
(- ليس الآن، ربَّما بعدَ عامٍ، أو أقل، ربُّما بعدَ عُمْرٍ أو عُمْرَيْن؛ سيصيرُ للحزنِ معنى آخر)

أ/ محمد
كان للمكوث هنا نكهةٌ تشبه الإستغراق في اكتشاف مذاق القهوة !
صباحكَ سعيد

تقديري

نادية المرزوقي
11-10-2014, 08:53 AM
دعني أخي الفاضل،
أحييك و نفسي على هذه المتعة الرواء، و رفاهية اللغة، و تسامي الاهتمام بكل تفاصيل الوجود.


كتابة النص في حد ذاته، فكرا و تنسيقا.


دهشة التفاعل و الردود الأنيقة، المخلصة، السليمة من لهاث الإهمال و خدش اللغة العربية،


ما شاء الله حقا،


من بدء النص ثم متابعة تفاعلك و ردودك بكل هذا الجمال،

مدرسة علينا التعلم منها بحق،كيف نتثقف عن علامات الترقيم،و أهميتها،و مدى جماليتها و تأثيرها على الكاتب و القاريء سواء.

كيف تكتب الفقرات، متراصة ، إنسيابية، بكل سلاسة و بديع الوصف، و إتقانه في كل موضع.


حقا سررت ، ثبتك الله و وقاك من كل سوء.

محل فخر و تقدير ، و قدوة يحتذى بها لكل محبي اللغة العربية، بحق.

فائق التقدير و العرفان.


0

أستمحيك العذر في إعلامك أني قد قمت بتزيين صفحتي: في " فيس بوك" و " تويتر" بكل هذه الرفاهية و القيمة العالية،

بكل فخر و امتنان و عرفان.


حفظت و وقيت.

محمد سلمان البلوي
11-13-2014, 09:09 PM
كل ما هنا عميقٌ ... جداً عميق !
بدايةً من العنوان وحتى الوصول إلى آخر شهقة أو نقطة ،
تحت الأزرق أوحى لي بـ الماورآئيات ، بما هو محسوسٌ ولا تتبيّنُهُ إلا النفوس المُغرقةِ ذاتها في ذاك العالمِ الغامض علمياً والجليُّ روحياً ...
تحت الأزرق وانثالت في مُخيلتي الرُؤى، فالزُرقة سِمةٌ مشتركة مابين الأرضِ والسماء، وما بينهما صورٌ عديدة مُشتبهاتٌ وغير مُشتبهات،
عالم مليءٌ بالأسرار والخبايا، وبلا نهايةٍ هي السبعُ الطِباقُ وبلا نهايةٍ هو البحرُ الغامضُ ،
وكذا قصصنا وغصصنا مغلفة بالدهشة ومُقدرٌ لها تلك الدرجة اللونية المفتوحة التأويل لما تحت الأزرق من عالم ٍزاخر من الألوان المتوالدة ،
أخذتنا في جولة على بساط لغتك المائزة مابين استفاهاماتٍ لا تحتمل سوى إجابة وحيدة ،(لا أدري)،يا لها من جملةٍ ساحرةٍ ،فاتنةٍ!
ثم أطلقت العنان للأيدي لتحكي تماماً كما أُصوِّرُها دوماً وفي مُخيلتي (الموسيقية) تلك اليد بعازف الأوركسترا الذي يُومىءُ فيهبُّّ الجَمعُ في عزفِ جُوقة مُتآلفةُ النغم تسرِد ُالمشاهد وتُجسدها بلغة ٍمسمُوعة !
صِدقاً خِلتُني في حضرة مشاهد حيّة والأبطالُ أمامي يتقافزون كالموج، في تراجيديا جمعت مابين الضحكِ والبُكاء ثم كانت النهاية أو العِبرة هُنا مُدهشة ....
(- ليس الآن، ربَّما بعدَ عامٍ، أو أقل، ربُّما بعدَ عُمْرٍ أو عُمْرَيْن؛ سيصيرُ للحزنِ معنى آخر)

أ/ محمد
كان للمكوث هنا نكهةٌ تشبه الإستغراق في اكتشاف مذاق القهوة !
صباحكَ سعيد

تقديري




نَعَمْ، يَا النَّقَاءُ، أَمِيْلُ إِلَى اعْتِبَارِ أَنَّهُ (التَّفْكِيْرُ عِلْمٌ، وَالشُّعُوْرُ فَنٌّ.)، مَا تَعْجَزُ الْعُقُوْلُ عَنْ الْإِحَاطَةِ بِهِ فَهْمًا وَتَفْسِيْرًا؛ تُدْرِكُهُ الْأَرْوَاحُ بِالشُّعُوْرِ وَالْحِسِّ الْمُرْهَفِ وَالْحَدْسِ الْمُلْهَمِ. الشُّعُوْرُ أَرْحَبُ مِنَ التَّفْكِيْرِ وَأَقْدَرُ، ثُمَّ إِنَّهُ مُنْفَلِتٌ مِنْ عِقَالِ اللُّغَةِ، وَمُنْعَتِقٌ مِنْ سُلْطَةِ الْمَنْطِقِ، قَدْ يَعْجَزُ -رَغْمَ ذَكَائِهِ وَفِطْنَتِهِ- عَنِ التَّعْبِيْرِ وَالتَّفْسِيْرِ؛ وَلَكِنَّهُ قَادِرٌ -حَدَّ التَّمَكُّنِ- عَلَى الْتِقَاطِ أَدَقِّ الذَّبْذَبَاتِ، وَعَلَى التَّنَبُّهِ لِذَرِّ التَّفَاصِيْلِ، كَمَا أَنَّه لَا يُطَالِبُ بِالْبَيِّنَةِ؛ وَلَا يُطَالَبُ بِهَا، وَلَا يَعْبَأُ بِالْمَنْهَجِ الْعِلْمِيِّ والْعَمَلِيِّ -كَمَا هِيَ الْحَالُ فِي التَّفْكِيْرِ- قَدْرَ هُيَامِهِ وَاهْتِمَامِهِ بِالرُّوْحَانِيِّ وَالْمَعْنَوِيِّ وَالْخَفِيِّ وَالْغَيْبِيِّ. وَأَنَا أَرَانَا وَأَسْمَعُنَا فِيْمَا لَا يُرَى وَلَا يُسْمَعُ؛ لَا فِيْمَا نَرَى وَنَسْمَعُ.

الصَّدِيْقَةُ الْأُسْتَاذَةُ نَازِكْ
أَسْعَدَ اللهُ قَلْبَكِ وَأَوْقَاتَكِ. قِرَاءَةٌ مِنْكِ مُدْهِشَةٌ! وَعَطَاءٌ مِنْكِ كَرِيْمٌ كَرِيْمٌ! وَحُضُوْرٌ بَاهٍ زَاهٍ زَاهِرٌ! وَحَرْفٌ مُخْمَلِيُّ الْمَلْمَسِ مُتْرَفُ الْحِسِّ رَهِيْفُ الْجَسِّ شَفِيْفُ الْوَصْفِ؛ وَمُنْصِتٌ وَمُنْصِفُ! أَسْعَدْتِنِي؛ أَسْعَدَ اللهُ قَلْبَكِ، أَشْكُرُكِ جَزِيْلَ الشُّكْرِ، وَلَكِ تَحِيَّاتِي وَتَقْدِيْرِي، وَاللهُ يَحْفَظُكِ. :icon20:

محمد سلمان البلوي
11-13-2014, 09:36 PM
دعني أخي الفاضل،
أحييك و نفسي على هذه المتعة الرواء، و رفاهية اللغة، و تسامي الاهتمام بكل تفاصيل الوجود.


كتابة النص في حد ذاته، فكرا و تنسيقا.


دهشة التفاعل و الردود الأنيقة، المخلصة، السليمة من لهاث الإهمال و خدش اللغة العربية،


ما شاء الله حقا،


من بدء النص ثم متابعة تفاعلك و ردودك بكل هذا الجمال،

مدرسة علينا التعلم منها بحق،كيف نتثقف عن علامات الترقيم،و أهميتها،و مدى جماليتها و تأثيرها على الكاتب و القاريء سواء.

كيف تكتب الفقرات، متراصة ، إنسيابية، بكل سلاسة و بديع الوصف، و إتقانه في كل موضع.


حقا سررت ، ثبتك الله و وقاك من كل سوء.

محل فخر و تقدير ، و قدوة يحتذى بها لكل محبي اللغة العربية، بحق.

فائق التقدير و العرفان.


0

أستمحيك العذر في إعلامك أني قد قمت بتزيين صفحتي: في " فيس بوك" و " تويتر" بكل هذه الرفاهية و القيمة العالية،

بكل فخر و امتنان و عرفان.


حفظت و وقيت.



الْأُسْتَاذَةُ الْكَرِيْمَةُ نَادِيَة الْمَرْزُوْقِي

حَيَّاكِ اللهُ -يَا مَاطِرَة- وَبَيَّاكِ، وَشَكَرَ لَكِ، وَجَزَاكِ خَيْرَ الْجَزَاءِ، وَأَجْزَلَ لَكِ الْعَطَاءَ، وَأَسْعَدَكِ فِي الدَّارَيْنِ، وأَسَرَّكِ بِكُلِّ حَسَنٍ وَمَلِيْحٍ وَجَمِيْلٍ؛ يُبْهِجُ رُوْحَكِ وَيُثْلِجُ صَدْرَكِ، وَأَقرَّ عَيْنَكِ بِالطَّاعَةِ وَالرِّضَى وَالتَّسْلِيْمِ وَالْعِفَّةِ وَالْقَنَاعَةِ، وَمْرحَبًا بِكِ وَأَهْلًا.

شَهَادَةٌ مِنْكِ مَجِيْدَةٌ عَظِيْمَةٌ وَكَرِيْمَةٌ وَعَزِيْزَةٌ عَلَيَّ وَغَالِيَةٌ جِدًّا! وَسَتَحْتَفِظُ بِهَا رُوْحِي طَوِيْلًا؛ تَقْدِيْرًا لَهَا وَلَكِ وَإِجْلَالًا وَامْتِنَانًا وَفَخْرًا، وَلَا أَدْرِي بِمَاذَا أَشْكُرُكِ عَلِيْهَا؛ بِغَيْرِ الدُّعَاءِ الصَّادِقِ لَكِ! ثُمَّ بِهَذِهِ الْحُرُوْفِ الشَّاكِرَةِ لَكِ؛ وَالْمُتَوَاضِعَةِ فِي شُكْرِهَا.

مَعْلُوْمٌ أَنَّهُ بِاللُّغَةِ الْبَلِيْغَةِ -يَا كَرِيْمَةُ- وَبِالْكِتَابَةِ السَّلِيْمَةِ؛ الْمُسْتَوْفِيَةِ -مَا أَمْكَنَ- لِلضَّوَابِطِ الْمَوْضُوْعَةِ؛ يَسْهُلُ عَلِيْنَا تَوْجِيْهُ الْكَلَامِ إِلَى وِجْهَتِهِ الْمَقْصُوْدَةِ، وَإِيْصَالِهِ إِلَى غَايَتِهِ الْمَرْجُوَّةِ وَتَأْثِيْرِهِ الْمُطْلُوْبِ أَوْ الْمَأَمُوْلِ، وَكَذَا نُيَسِّرُ عَلَى الْقَارِئِ الْكَرِيْمِ فَهْمَ الْمَكْتُوْبِ وَتَذَوُّقِهِ؛ دُوْنَ تَشْتِيْتٍ لِوِجْدَانِهِ أَوْ تَضْيِيْعٍ لِجُهْدِهِ وَوَقْتِهِ، أَمَّا حُسْنُ التَّنْضِيْدِ والتَّنْظِيْمِ؛ فِفِيْهِمَا جَاذِبِيَّةٌ وَاسْتِكْمَالٌ لِعَنَاصِرِ الْمُتْعَةِ وَالرَّاحَةِ والذَّوْقِ الرَّفِيْعِ وَالْجَمَالِ الْبَدِيْعِ، وَيَسْتَحِقُّ مِنَّا مَنْ بَذَلَ جُهْدًا فِي الْقِرَاءَةِ وَوَقْتًا وَكَانَ كَرِيْمًا مَعَنَا؛ أَنْ لَا نَبْخَلَ عَلِيْهِ بِالْكِتَابَةِ الْأَنِيْقَةِ اللَّبِقَةِ وَلَا بِالِاهْتِمَامِ اللَّائِقِ وَالصَّادِقِ.

شَكْرًا جَزِيْلًا لَكِ، وَاللهُ يَحْفَظُكِ، وَلَكِ تَحِيَّاتِي وَتَقْدِيْرِي.
ثُمَّ يُسْعِدُنِي أَنْ تَحْظَى حُرُوْفِي الْمُتَوَاضِعَةِ بِشَرَفِ الْحُضُوْرِ عَلَى صَفَحَاتِكِ فِي مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الِاجْتَمِاعِي. :34:

شمّاء
11-15-2014, 05:52 PM
أنا أتعلّم هُنا !

محمد سلمان البلوي
11-21-2014, 02:59 AM
أنا أتعلّم هُنا !


العفو، يا صديقتي في الأدبِ
العفو، يا شمَّاء القلب والقلم

بل جميعنا تُعلِّمنا الحياةُ، مثلما الموتُ يُعلِّمنا، أنَّنا -معشرُ الْكُتَّابِ- بالكتابةِ الحيَّةِ نحيا، وأنَّه الْكِتَابُ موعدنا؛ بيمننا أو بشمالنا سنحصدُ ثمارَ ما خَطَّتْ أقلامُنَا.

شكرًا جزيلًا لكِ، ولكِ تحياتي وتقديري، والله يحفظكِ.

باسم شُويل
11-21-2014, 06:19 PM
- السعادة تلكَ الانثى المدللة .. تغيبُ كثيراً ..
والحزنّ ذلك الرجل العتيدّ .. يأتي أكثرّ مما يجب ..
لستُ متحيزاً لفئةِ .. إنما هي أقدارُ الكلماتّ فوق طبيعتي ..

محمد سلمان البلوي
11-26-2014, 05:19 PM
- السعادة تلكَ الانثى المدللة .. تغيبُ كثيراً ..
والحزنّ ذلك الرجل العتيدّ .. يأتي أكثرّ مما يجب ..
لستُ متحيزاً لفئةِ .. إنما هي أقدارُ الكلماتّ فوق طبيعتي ..






جميلٌ وبليغٌ قولكَ يا أخي!
وربطٌ مُوَفْقٌ بين السَّعادةِ والمرأةِ / الحزنِ والرَّجلِ / الدَّلالِ والاعتدادِ.
بُورِكتَ، وبُوركَ الفكرِ والمداد، تحياتي لك، والله يحفظك.

فهر المعافري
12-02-2014, 11:27 PM
محمدُ، متى نقرأ لكَ يا صديقي ؟!

محمد سلمان البلوي
12-03-2014, 04:12 AM
محمدُ، متى نقرأ لكَ يا صديقي ؟!


قريبًا، إنْ شاءَ اللهُ، يا أخي العزيز فهر.
أرجو ذلك، كما أرجو أنْ يُطيلَ اللهُ في عمري وعمرك، وأنْ يُبارك لنا فيهما، وفي أعمالنا.
مرحبًا بك، وتحياتي لك وشكري الجزيل، والله يحفظك. :icon20:

عبدالله مصالحة
12-03-2014, 05:04 PM
تصويرها القلبيّ رهانها الظّاهر كذئبيَّةٍ مارست سقوطك من كتاب ما لتهرش سَمع المذعنين بفضيَّة حملتك إلى الإغواء , كان لزاما ً أن نعي ملذَّتك في اقتناص الكلام لتدَّعيه عليك , وأن تنبش أفق وعيكَ بذكاء يعزّز احتمالية دورانك في شيئيَّة ما سَكنتك , إنّه القلم ينادي عليك فيك , ويكسر حاجز العقلانية إلى الممارسة الصعبة للتلقين .

بديع كما حديقة تنوّع فيها هتافات المألوف واللامألوف بدراية وأصوات لا متناهية
أهنّيك عليك وأشدّ مأزر الجنون في ذائقتك لنحظى بشهد المزيد

تقديري

علي البابلي
12-05-2014, 12:03 PM
استاذ محمد البلوي
بعض النصوص تجبرنا على التقهقر في الرد
ونصك جاء كرمح من نسيم اخترق بصري
فأضحت كل الفصول جسد واحد ،
سأبقى اتردد هنا دائما عندما يتوقف نبع فكري
لارتوي من هذا النهر العميق
فلكَ كل الشكر على هذه القطعة الماطرة حبا وجمالا
لكَ تقديري ،،

محمد سلمان البلوي
12-20-2014, 02:38 AM
تصويرها القلبيّ رهانها الظّاهر كذئبيَّةٍ مارست سقوطك من كتاب ما لتهرش سَمع المذعنين بفضيَّة حملتك إلى الإغواء , كان لزاما ً أن نعي ملذَّتك في اقتناص الكلام لتدَّعيه عليك , وأن تنبش أفق وعيكَ بذكاء يعزّز احتمالية دورانك في شيئيَّة ما سَكنتك , إنّه القلم ينادي عليك فيك , ويكسر حاجز العقلانية إلى الممارسة الصعبة للتلقين .

بديع كما حديقة تنوّع فيها هتافات المألوف واللامألوف بدراية وأصوات لا متناهية
أهنّيك عليك وأشدّ مأزر الجنون في ذائقتك لنحظى بشهد المزيد

تقديري



عجيب أمر الكاتب؛ إذ عليه أنْ يكون -في الكتابة- أكثر من شخص في آن، وفي أكثر من زمان ومكان؛ ليحيط بكامل المشهد، ويتمَّ ما نقص من عناصره وقصَّر، وليجمع -بتناغم وانسجام- ما بين الضدِّ والضدِّ من أفكار ومشاعر! والتَّوفيق من الله، ثمَّ من عبقرية المبدع.

أشكركَ جزيل الشُّكر، يا أخي العزيز عبدالله، وأحيِّيكَ، وأُهنِّئ نفسي بكَ وعليكَ، والله يحفظكَ.
:icon20:

محمد سلمان البلوي
12-20-2014, 02:40 AM
استاذ محمد البلوي
بعض النصوص تجبرنا على التقهقر في الرد
ونصك جاء كرمح من نسيم اخترق بصري
فأضحت كل الفصول جسد واحد ،
سأبقى اتردد هنا دائما عندما يتوقف نبع فكري
لارتوي من هذا النهر العميق
فلكَ كل الشكر على هذه القطعة الماطرة حبا وجمالا
لكَ تقديري ،،



مرحبًا بكَ يا أخي العزيز علي،
وإنَّه لشرف لي، عظيم وعزيز،
أنْ أحظى بالتفاتة منكَ كريمة،
وبحضور ينافس -في شذاه وبهائه- الطِّيب والنُّور،
ويا لله كم كنتَ كريمًا معي ونبيلًا؛ وأنتَ تتحفني وحروفي بإطرائكَ العذب الجميل!

شكرًا جزيلًا لكَ، ولكَ التَّحيَّة والاحترام والتَّقدير، والله يحفظكَ.
:icon20: