تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من ينافسني فيك ؟!


عبدالرحيم فرغلي
12-01-2014, 05:39 PM
في السَحر .. تتوضأ مدينتي ، تمسح رأس أُحُد ، وفوق عَير تنثر طُهر لابتيها ، تضج في الأرواح رغبة الاستغفار .. والسماء تمد يديها بصكوك المغفرة ،
الدعاء يذوب في كأس الرجاء لترفعه الأكف الضارعة ، وحين الفجر تسقط النجوم لتفوز بوجوه المصلين ، رويداً رويداً يضحك النور .. لتحتضننه بالدهشة والتسبيح ،
كيف أصف لكم صبحاً رائعاً برائحة الإيمان ، تعالوا مدينتي .. حتماً ستعرفون .

ـ وأنت تتنفس طرقاتها .. تدثرك بحبها ، كأنك ابنها الوحيد المدلل ، تدس في صدرك عطور السكينة فيتأرج لسانك بالحمد والرضى ، تبوح لك بذكرياتها .. بأسرارها ،
فنخيلها لم يزل متهللاً من قدومه عليه الصلاة والسلام ، وقلوب الأنصار معلقة بسعفها تدق الدفوف وتلقي رطب الأناشيد ، هواءها فيه من عطر الصحابة الكرام ،
إن لثمت سِلعها ناداك عقيقها ، تتودد إليك .. فإن قصدت الرحيل عنها .. سألتك المكوث .. وسردت عليك محاسنها ومآثرها وحببت إليك مجاورة
الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام .

ـ هي قلب كبير له وجه مدينة ، منارات حرمها أصابع عشر تضئ لك جوانب روحك ، تتطاول إلى السماء كرجال صالحين .. تدعو لطيبة بالسكينة والسلام ،
تناديك أن تعال ، هنا باب السلام يأخذ بيدك لتنتصب متأدباً أمام سيد المرسلين .. تتعرق امتناناً وأنت تراه يرد عليك السلام ، تسلم على صاحبيه
.. لا تدري هل يفي العمر للترضي عليهما ، تشعر أنك قزم ونورهما يفضحان ظلمتك ، فتنصرف متعجلاً .

ــ في الجنة .. تصلي ركعتين ، لها ضوء غير ضوء المصابيح ، الهواء يتنفس أذكار الجالسين ، الاسطوانات تقف بخشوع .. لعلها هي أيضاً في صلاة ،
مطر روحاني يبلل المكان .. فينبت التوحيد وتغرد حمائم التسبيح ، في الروضة الشريفة تتزاحم الملائكة وتزهر روضة رائعة بداخلك .

ــ هي منتجع القلوب ومهوى النفوس ، أليفة كما القمر .. كما الماء .. كما الطفل الودود ، تخبئ في نعناعها تعويذة عشقها ،
تمنحك بسخاء وتتعفف عن الشكر ، لن تجد في غيرها مدينة .. تتعارك ومناخها فتعبئ رصيدك بالحسنات ، تصلي صلاة فتتناسل لألف صلاة .
فريدة في كل شئ .. الحياة عندها أنس .. والموت فيها أمنية .

ــ هنيئاً لك مدينتي .. جاء اليوم الموعود ، مسجدك سيكبر أضعافا .. ملايين سيلثمون أعتابه .. يتهادون كالنجوم في ساحاته .. يشربون الطهر في كؤوس الفجر ،
ونحن أبنائك حبيبتي .. يحجبوننا عنكِ بأبراج ظالمة .. يكنسون ذكرياتنا العذبة من حاراتك ويحنطوها في كتب ،
الشوارع التي ألفناها يلقونها كورقة قديمة ، قولي لنا حبيبتي .. كيف نعلق قلوبنا في قلبك ؟ وأجسادنا ملقاة هناك .... في الأطراف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحد ، عير ، لابتيها ، سلع ، العقيق ، مواضع في المدينة المنورة وردت في السيرة .

رشا عرابي
12-01-2014, 06:25 PM
المدينة المنوّرة..
بعضٌ مِن نورِها تمّ لملَمَتُهُ وسَكبُهُ في عُمقِ حرف..

وكأنّي بي في فيافيها .. أَستَنشِقُ هَواءَها
وأُغلِقُ إحكامَ الشَهيقِ على نَسَماتِها المُبارَكة

طيبة الطَيّبة وأَهلُها الطيّبين
هنا كانَ العشقُ للأرض المُبارَكة
ولِخُطى السابقين الطاهِرة
لِنَخيلِها الشامِخ الذي يُصافِحُ السماءَ بِارتقاء ..

هنا كان الحب عميقاً لا أملك له من الإحترامِ إلّا كُلّهُ
ومن الإمتنان إلّا صِدقَهُ..
وكم أتوق شَوقاً لأطأَ أَرضَها المبارَكة

أستاذي القدير الجليل..عبد الرحيم فرغلي
ويبقى ردّي قاصِراً أمامَ نَصٍّ عن أطهرِ المدائن
بِيراعِ أُستاذٍ يملِكُ تَطويعَ المُفرَدة ويَجعُلُها تتنَفَس
لنَراها رأي العين
ونُنصِتَ بأرواحِنا المُتأمّلة

سَلِمتَ يا طيّب
وحفظك المولى وأسعَدَك وأرضاك

عبدالإله المالك
12-01-2014, 07:50 PM
ليثرب أن خُطى الناقةِ مأمورةٌ لا محالةْ

ومن كمثل أُم المدائن المدينة المنورة

جميل جدا هذا الطرح يا عزيزي عبد الرحيم
قلمك نور في مشكاة

تقبل الود

شمّاء
12-01-2014, 08:03 PM
ماأجمل هذا النص !
روحانية عالية تسمو بنا حيث تحتاج الروح ، وحيث يجب أن نكون ،
وكم نحن بحاجة لمثل هذه النصوص !
كما قالت الغالية " رشا " تنزوي الكلمات أمام موضوع النص ،
وأمام روعة الطرح !
سبحان من وهبك حسن البيان !
واللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

عبدالله مصالحة
12-02-2014, 07:45 AM
وهل هنالك كلامٌ يُقال في هذه الوَسَعة وهذه المدينة الطَّيبة , شممت رائحتها من حروفك يا ابن طيبة وما أجملها من رائحة .

لله درّ طيبة ننهل نورها كلّما ذُكر الحبيب بين أفيائها

الفرغلي الجميل .

حَلوى القُطُنْ
12-02-2014, 08:10 AM
طَيبة الحبيبة على الروح والقلب ودهالِيز الأمنية
لا شكَّ بأنكَ أولجتنَا في طُهرها وجمالِ الحديث عنها
أحببتُ أننِي كثِيرة حظ بقراءتي هذا النص كثير الفَرح
وتشدّق الفَاه بِـ "الله" .
سلِم القَلم والفكر واحتواء الوصف

بلقيس الرشيدي
12-02-2014, 11:22 AM
ومَن كمِثلِها حسنُاء فِي خدرِها يذُوب القَلبُ شَوقاً وحُباً من أجلها !
إشتقنا فيضاً يصُبُّ فِي رُوحِ هذِهِ المأثُورةِ الروحانيَّة ياعبدالرحِيم أهلاً بكل هَذِهِ السَماء .

كُل التقدِير

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

نازك
12-02-2014, 03:26 PM
الله ، وألفُ الصلاة والسلام على نُورِ الهُدى على الحبيبِ مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
في كل سطرٍ وداخل كل صورةٍ كانت تتشسّعُ ذاكرتي وتَهْمى دمعتي ،
لتلكَ السُنونِ نقلتني، لذاكرة لم تزل تتضوّعُ بمسكِ تلك الحَارَة العتيقة وفي أكنافِ المسجد الحرام، وأزِقّتِهِ، لضجيج زُوّارهِ، وضخبِ السوق بينَ
مُنادٍ ومُشترٍ، لـإبتسامة (عم سعيد) ،والسَقاّ في صباح العِيد،لعم ( سِنان) البَقّال،واللّبينة .. و.. و...
يااااه، وكم يسرِقُني الحنينُ منّي لتلك الأيام وتفاصيلها الحيّة برغم فناءِ أصحابها وتطاول البُنيان _كما قلت_ ليعبثَ ويطمِسَ إرثاً لم تزل تقتاتُ مِنهُ أرواحُنا حُبّاً وصَلاة .

أ/ عبد الرحيم
كما أنتَ ، يراعك ريشةٌ ترسُمُ لحظات هاربة من عُمُرالزمن !

شكراً ،ثم، شكراً

غسان عويضة
12-02-2014, 07:57 PM
أضاء قلبي بالفخر، رأيت االمدينة من عيون قلبك لأول مرة .. فابتسمت .!!

مررت على عجل ..

أ . عبد الرحيم
ممتنٌ أنا لك ..

جليله ماجد
12-03-2014, 09:17 AM
و لن يعرف هذا اﻹحساس العميق إﻻ من زارها ...

فهي تحضتن الغريب ف يتعلق بها و يبقى حبها روضة تزداد اخضرارا لحظة بلحظة ...

ما أجمل المساء فيها يتهجد بنور بين أرض و سماء ....

حتى الشمس فيها تبتسم!

أ. عبد الرحيم

طوبى لك و لهم ... إيه يا عطر الحبق ! و عناقيد الذهب!

وصفت ... فأجدت ... بوركت ...

احترامي وتقديري الدائمين

نادرة عبدالحي
12-04-2014, 12:34 AM
اساس الإبداع فكرا شُجاع قادرا على تخطي القيود الفكرية
التي تشبك حبالها حوله ..... فالإنصات لصوت الكلمات هو الإنصات لصاحب البوح
وتشعر أنك تُجالسهُ ومجالسة الحكماء هي وسيلة الارتقاء بالنفس ،
واصلاحها ، اخراج افضل ما فيها .....فيسعدني أن أكون ممن ينصتون لحرفك
ويصغون لحضرتكَ عند البوح ...وكأنني أصغي للفجر الذي يتنفس النور ويوهب لنا النور ...
دمتَ الف خير كاتبنا الكريم .....

عبدالرحيم فرغلي
12-04-2014, 05:16 PM
الفاضلة رشا عرابي
لأن القطرات الأولى من المطر ،، تظل في ذاكرتنا ، نبلل بها ملابسنا ،
ونجري معها ،هكذا جاء تعليقك ، له رائحة المطر ونكهة الاطمئنان ،،
دوما أخشى الكتابة عن المدينة ،أدرك تماما أني لن أوفيها مكانتها ،،قدسيتها ، طهرها ،
رقتها ، ذكرياتها التاريخية العظيمة ، لكني تجرأت فحبها فاض والكتابة عنها متعة ، والتقصير في حقها
حتمي ، فمن يوفيها حقها ،لذا جاءت كلماتك لتخفف بعض خوفي ،ولأكن لك في نفسي شكرا
يمتد باتساع مدينتي وجمالها ،

عبدالرحيم فرغلي
12-04-2014, 07:06 PM
الأستاذ عبدالإله المالك ،،
بل حضورك شرف وكرم ،، وهكذا أنت دوما ، سجيتك الكرم وطبعك العطاء ،
فلك كل التقدير والاحترام ولا حرمت اطلالتك

عبدالرحيم فرغلي
12-04-2014, 07:14 PM
الفاضلة شماء
أما موضوع النص ،، فكم خشيت الكتابة فيه ،،
ولعظمه أظنني تجرأت أكثر مما يجب وكتبت فيه ،، وأشعر بالخجل ،،
فموضوع كهذا مهما كان طرحه سيكون ضئيلا وهزيلا ،، لا يروي عطشا ولا يشبع نهما ،،
وكرم منك وأنت بقلمك الذي تفتخر به أبعاد ،، تشريفيني وتكرميني بقراءته ، فلك كل الشكر والتقدير

عبدالرحيم فرغلي
12-04-2014, 07:25 PM
الأستاذ الفاضل عبدالله مصالحة ،،
لا والله ، هذه البقعة المباركة لا يوفيها قلم ولن تستطيع
الحروف التعبير عن شعور الساكن فيها ، فالزائر لها
له شوقه ولهفته ، لكن نحن سكانها لنا شعور المجاورة وأشياء اخرى ،
ليتك تشرفني بها ، فتكسبني فرحا وكرما ،،
ألف تحية وتقدير

علي البابلي
12-04-2014, 11:07 PM
يقال ان النصوص تفقد بريقها العالي حينما
يعتمد الكاتب في اطالة بسطورها
فيصيب القراء بالملل
وانا اقول من يود ان يرى نص طويل
وفيه التكامل الذي تحتاجه جميع
أذواق القراء
فليقرأ هذا النص الباذخ
اخي عبد الرحيم كتبت واستوفيت
وكنت هنا رائعا وفارسا في الأحساس
وانت هكذا دائما
فلك مني كل تقدير واحترام ،

عبدالرحيم فرغلي
12-05-2014, 07:23 AM
الفاضلة حلوى القطن
نعم طيبة الحبيبة لن يوفيها قلم حقها ،،
فهي بعيدة المنال لا يحيط بها حرف أو معنى ،
أيتها الفاضلة ،، جمال نصي في كتابته عن طيبة
وفوزي بقراءاتك واطلاعك ، ويكفيه هذا ، وإن ضعفت اللغة وتقازمت المعاني ،
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
12-05-2014, 07:27 AM
الفاضلة بلقيس الرشيدي
كم أنت في كرمك وحضورك ،،
من دون طيبة عطور المعاني التي لا يمتلكها مثلي ،
لكنها محاولة وتعبير ، ولروحانيتها حضور دائم ، متعك الله بزيارتها
، وعلى رسولنا الصلاة والسلام ،
ألف تحية وتقدير

عبدالرحيم فرغلي
12-05-2014, 07:35 AM
الفاضلة نازك ،، يبدو أني أحتاج ذاكرتك في عمل
قادم ، أتمنى أن أتشجع وأعزم عليه ،وأنفض عني ثوب الكسل ،
أريد أن يشعر كل العالم بمدينتي وجمالها ، وأن أشكو لكل العالم
ما تعرضت اه وتتعرض من ازالة بنيانها ، وإن كان لها خصوصية
في توسعة مسجدها وبناء أبراج تتسع للزوار الكثر ، إلا أنه
كان يمكن الاحتفاظ ببعض عبقها وتاريخها ،
أيتها الفاضلة ،، إن النص يشرفه موضوعه لا حروفي العاجزة ، وزاده شرفا كرم
حضورك واطلاعك ، بل أغدقت كرما من ثناءك ، فلا يوفيك شكر ولا يتطاول لحقك امتنان ،
ألف تحية وتقدير