المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( أبَجَدِيتهم ) .. الشعر باللغة العربية الفصحى


عبدالله عليان
12-02-2014, 09:49 PM
الكوكب الأشقى

في كلِّ عضوٍ منكِ روحُ تُقىً
تُضفِي عليه جمالَهُ الأنقَى

فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ
مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى

و كأنَّ جِيدَكِ في استقامتِهِ
مُتَمَسِّكٌ ................

في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ
لا تسألي مَن منهما الأتقى

وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ
فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى

و أنا الضحايا في حقيقتِهم
لا تَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا

هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا
أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَ

إن لم تَخُوضِي البحرَ ذات هوىً
قبلي ولم تَستَكشِفي العُمْقَ
ففراشةٌ في النارِ واحدةٌ
تكفي لأنْ نتعلَّمَ العِشْقَ

هيا اعشقيني كي نطير إلى
أقصى المدى و نُوَسِّعَ الأفقَ

وعلى العِناقِ نرى مَجَرَّتَهُ
عُنْقاً تَشُدُّ على الهوى عُنقا

زنداكِ ميزانٌ بِثِقْلِهما
يَزِنُ المَدَارُ الغربَ والشرقَ

لا ترفعي زندًا بِمُفرَدهِ
كي لا يميلَ الكوكبُ الأشقى

وتَمَسَّكِي بالشَّوقِ بَوصَلَةً
سنضيع حين نُضَيِّعُ الشَّوقَ

لا تأمَنِي لأصابِعِي فأنا
أدري بأنَّ أصابِعي حَمْقَى

جاسم الصحيح

عبدالله عليان
12-02-2014, 09:51 PM
مَضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي
وفَاتَنِي الفِجْرُ إذْ طالَتْ تَرَاوِيحِي

أَبْحَرْتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي
ويَرْتقِي في حِبالِ الرِّيحِ تَسْبِيحِي

مُزمَّلٌ فِي ثِيَابِ النُّورِ مُنْتَبِذٌ
تِلْقَاءَ مَكَّةَ أَتْلُو آيَةَ الرُّوحِ

واللَّيلُ يَعْجَبُ منِّي ثُمَّ يَسْأَلنُِي
بوابَةُ الرِّيحِ! مَا بوابةُ الرِّيحِ؟

فَقُلْتُ والسَّائِلُ الليليُّ يَرْقُبُنِي
والوِدُّ مَا بينَنَا قَبْضٌ مِنَ الرِّيحِ

إلَيكَ عَنِّي فَشِعْرِي وحْيُ فَاتِنَتِي
فَهْيَ التي تَبْتَلِي وهيَ التي تُوحِي

وهيَ التي أَطْلَقَتْنِي فِي الكرَى حُلُماً
حتَّى عَبَرْتُ لهَا حُلمَ المَصَابِيحِ

فَحِينَ نامَ الدُّجَى جَاءتْ لِتَمْسِيَتِي
وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيحِي

مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمِي
ومَا عَلَى ثغرِهَا إلاَّ تَبَارِيحِي

ومَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقةٍ
ولا طَرَقتُ سَماءً غيرَ مَفْتُوحِ

قَصَائدِي أَينَمَا يَنْتَابُنِي قَلَقِي
ومَنْزِلِي حَيثُمَا ألْقِي مَفاتيحِي

فَأَيّ قَولَيَّ أَحْلَى عندَ سيِّدَتِي
مَا قلتُ للنَّخلِ أَمْ مَا قُلْتُ للشِّيحِ

محمد الثبيتي

عبدالله عليان
12-02-2014, 09:54 PM
جلست ..والخوف ..بعينيها..
تتأمل.. فنجاني ..المقلوب ..
قالت يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيداً
من مات فداء للمحبوب
يا ولدي
بصرت ونجمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً فنجاناً يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه
وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح .. وبرغم الجو الماطر والإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
يا ولدي
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب
هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها .. من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها .. من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود .. مفقود
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي
ليس لها عنوان
نزار قباني

عبدالله عليان
12-02-2014, 09:56 PM
يطير الحمام

يحطّ الحمام

- أعدّي لي الأرض كي أستريح

فإني أحبّك حتى التعب...

صباحك فاكهةٌ للأغاني

وهذا المساء ذهب

ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام

وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي

على عنقٍ لا تعانق غير الغمام

وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب

وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ

حين اغترب

وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده

أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده

وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه

وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه

وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي

وأختار أيّامنا بيديّ

كما اختار لي وردة المائده

فنم يا حبيبي

ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ

ونم يا حبيبي

لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده

ونم يا حبيبي

عليك ضفائر شعري، عليك السلام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

- رأيت على البحر إبريل

قلت: نسيت انتباه يديك

نسيت التراتيل فوق جروحي

فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي

وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ: إني أحبّك

كي تستريحي?

أناديك قبل الكلام

أطير بخصرك قبل وصولي إليك

فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام

عناوين روحي

وأن تختفي كالمدى في السفوح

لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ

ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،

من مراياي من قمري، من خزانة عمري ومن سهري،

من ثيابي ومن خفري?

إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين

تشعل في أذنيّ البراري، تحمّلني موجتين

وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني، ثم

تتركني في طريق الهواء إليك

حرامٌ... حرام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

- لأني أحبك، خاصرتي نازفه

وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف

تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً

تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا

تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه

أحبّك إذ أشتهيك. أحبّك إذ أشتهيك

وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه

أحبك يا لعنة العاطفه

أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل

أحبّك إذ أشتهيك

أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل

أحبك إذ أشتهيك

أطوّع روحي على هيئة القدمين - على هيئة الجنّتين

أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه

أموت، ليجلس فوق يديك الكلام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

لأني أحبّك (يجرحني الماء)

والطرقات إلى البحر تجرحني

والفراشة تجرحني

وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني

يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام

أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي

لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني

طائرٌ في السماء البعيدة، عطر البنفسج يجرحني

أوّل البحر يجرحني

آخر البحر يجرحني

ليتني لا أحبّك

يا ليتني لا أحبّ

ليشفى الرخام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

- أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ

بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء

إلى أزرقٍ ضاع منها

وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ

في خوختين على مرمر، ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ

على ضفّة الملح والعسل الأوّلين، سأشرب خرّوب ليلك

ثم أنام

على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ

أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ

فكيف تشرّدني الأرض في الأرض

كيف ينام المنام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

حبيبي، أخاف سكوت يديك

فحكّ دمي كي تنام الفرس

حبيبي، تطير إناث الطيور إليك

فخذني أنا زوجةً أو نفس

حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك

ويجتثّني من خطاك الحرس

حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك

لأنك سطح سمائي

وجسمي أرضك في الأرض

جسمي مقام

يطير الحمام

يحطّ الحمام .

***

رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه.

على وردة يابسه

أعاد لها قلبها

وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ

يكلفني حبّها.

ونام القمر

على خاتم ينكسر

وطار الحمام

رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه.

على دمعةٍ يائسه

أعادت له قلبه

وقالت: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ

يكلفني حبّه

ونام القمر

على خاتم ينكسر

وطار الحمام.

وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام

يطير الحمام

يطير الحمام .

محمود درويش

عبدالله عليان
12-02-2014, 09:58 PM
غُرْفَةٌ بَارِدَةْ
غُرْفَةٌ بَابُهَا ..
لاَ أَظُنُّ لَهَا أَيَّ بَابٍ
وأَرْجَاؤُهَا حَاقِدَةْ


غَبَشٌ يَتَهَادَى عَلَى قَدَمَينِ
وصَمْتٌ يَقُومُ عَلَى قَدَمٍ واحِدَةْ
لاَ نَوافِذُ،
لاَ مَوقِدٌ،
لاَ سَرِيرٌ،
ولاَ لَوحَةٌ فِي الجِدَارِ، ولاَ مَائِدَةْ …

حِينَ أَجَّجْتُ نَارَ الحَقِيقَةِ حَولِي
وهَمْهَمْتُ بِالقَولِ:
لاَ فَائِدَةْ
كَانَ يَثْوِي بِقُرْبِي حَزِيناً
ويَطْوِي عَلَى أَلَمٍ سَاعِدَهْ
قُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: حَاتِمُ طَيٍّ… وأَنْتَ؟
فَقُلْتُ:
أَنَا مَعْنُ بِنْ زَائِدَةْ

محمد الثبيتي

عبدالإله المالك
12-03-2014, 10:52 AM
جميل جدا هذا الطرح عزيزي عبد الله عليان

لك جميل الشكر
:)

نازك
12-03-2014, 12:58 PM
غُرْفَةٌ بَارِدَةْ
غُرْفَةٌ بَابُهَا ..
لاَ أَظُنُّ لَهَا أَيَّ بَابٍ
وأَرْجَاؤُهَا حَاقِدَةْ


غَبَشٌ يَتَهَادَى عَلَى قَدَمَينِ
وصَمْتٌ يَقُومُ عَلَى قَدَمٍ واحِدَةْ
لاَ نَوافِذُ،
لاَ مَوقِدٌ،
لاَ سَرِيرٌ،
ولاَ لَوحَةٌ فِي الجِدَارِ، ولاَ مَائِدَةْ …

حِينَ أَجَّجْتُ نَارَ الحَقِيقَةِ حَولِي
وهَمْهَمْتُ بِالقَولِ:
لاَ فَائِدَةْ
كَانَ يَثْوِي بِقُرْبِي حَزِيناً
ويَطْوِي عَلَى أَلَمٍ سَاعِدَهْ
قُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: حَاتِمُ طَيٍّ… وأَنْتَ؟
فَقُلْتُ:
أَنَا مَعْنُ بِنْ زَائِدَةْ

محمد الثبيتي

ما أروع هذا النظمُ التصويري المدهش !
شكراً لجميل ذائقتك أ / عبد الله

تقديري

عبدالله عليان
12-03-2014, 01:50 PM
وتَغَيّْرَتْ منْكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحْنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشْعُرُ
أنْكَرْتَ ما بيْني وبيْنَكَ في الهَوى
أوَمِثْلُ ما بيْني وبيْنَكَ يُنْكَرُ
وتَرَكْتَني لِلرِّيحِ يَجْري زَوْرقي
وفْقاً لِما تَهْوى وكَيْفَ تُدَبِّرُ
كيفَ النَّجاةُ لهُ وبَحْرُكَ هائجٌ
ويَكادُ مِن أمْواجِهِ يَتَكَسَّر
وترَكْتَني مِن غيْرِ وعدٍ باللقاءِ
بهِ أعَزِّي مُهْجَتي وأصَبّرُ
فغَدَوْتُ بعْدَكَ لا الأماني تَنْثَني
طرَباً ولا زَهْرُ الرَّجاءِ يُنَوِّرُ
وكأنَّ رُوحي كالدَّياجي مُظْلِمٌ
وكأنَّ قلبي كالصَّحارى مُقْفِرُ”

سعيد يَعقوب

عبدالله عليان
12-03-2014, 02:43 PM
طلعتْ فتاة الليل من صبح الهواء، فأورقت تيناً وزيتونا ً وألقت

للنخيل تحية الآتين من سفرٍ فأينعت الوجوه شقائقاً ونمتْ

حبيبات الندى مطرا ًَ على تعب القرى

قمراً على الباب العتيق لعالَمٍ نسي الحديث الطفل، والكلمَ

المذابَ مع ارتخاءِ النهرِ أولَ ما ظهرْ

نسيَ التطلعَ للقمرْ

طلعت على مد البصرْ.

جاءت فتاة الليل من صبح الهواء فأسفرتْ

دخلت على الأطفال موالا ً، ومالت للحديث فأزهرتْ

قرأت كتاب الله وانتثرت على الكلمات دفئا ً أسمرا

قمراً على وجع القمرْ.

دمعتْ ... مشتْ

مشت الدروب على خطاها واكتفتْ

بالصمت حين تحدثتْ:

اللوح أسود

فاستروا عري البلاد وسوأة المدن اللقيطة

واحتموا بوجوهكم

وتبينوا أن جاءكم نبأُ

هذا أنا تعَبٌ، ومرساةٌ، وقيدٌ رافضٌ للقيد

(من يزرع قلوب الناس يُحصد: ذا زمان الحصد

من يسرق يُجازى بالتي...)

وضعت يديها فوق نافذة الكلام وأسرجت خيلاً

لعنق الشمس

واحتفلت بميلاد الحروفِ

وأطلقت عصفورها للبوح في طرق السماءِ:

لا تزرعوا قمحا ًمن قبل أن يجد الفؤاد طريقة للناس..

لا تركبوا بحرً من قبل أن يجد الحمام مكانه في القلب.. لا

لا تطلبوا أجراً على وجع الكلام، وحرقة القلب المضرج

قبل أن يفد الحمام.

قالت.. وأسدلت الكلام.

تتذكر الآن البدايةَ

مفرق الطرق القديمة..

كان "شام"

(إن تغرس السكين في الظهر ستغرسْ

ألف سكين بظهركْ)

جلست على طرف الكلام

هذا معاويةُ الذي..

ويضج طفل البوح في فمها ويشتعل الكلام:

لا تقرأوا التاريخ

زيفٌ ما يسطِّره الذيول

كفاكمو زيفاً على زيف ٍ

سنيُّ العمر مرت ما قرأت حقيقة

مرت كما مرت على الصحراء صائفة الغمام

تعبٌ وحال الناس في الأرض التعب

أن جاءكم نبـأ ٌ..

فهذا ساحل الرؤيا وإن عجَّت به ريح الشمال

تظل أصوات النوارس، صرخة الحيواتِ ملء رماله

فتبينوا أن جاءكم نبـأ.

دخلت على الحجرات في القلب المشاع

وجدت رماداً

ملؤه وطنٌ، وأسئلةٌ تثار ولا إجابة في المنابر

لا إجابة في رحيق السيف

وجدت نخيلا ً واقفا ً بالباب منحنيا ً

جداولَ جف فيها الطين

أسرابا ً من الوجع المهاجر

لا أمان

ولا مكان

ودمعتين نوافذ التوق الذي أدمنته عاماً فعاما ً

ثم نمت على الحجارة.. لم أخن

كشفتْ وكم كشفت عن الأوراق في حجراته

وأنا أصيح: قصيدتي وجه الزمن

صرختْ.. صرختُ وما فتئتُ أردد الصلوات في روحي

وأسترق الوطن:

كلا وربِّ السيف والكلمات والمدن الخرافه.

ما ناشني فرحٌ

ولا دونت اسمي في دواوين الخلافه.

مضت الفصول

خلعت جلدي

يا بلادا ً باعها السمسار للسمسار

وأستبق الغزاة إلى ملابسها

وتجار الصحافه.

لهفي على وطنٍ يغادرنا

ليسكن في المحافل والفنادق

تترك الصحراء أنجمها

وتبحر في ملفات العويل

وواجهات النشرة الأولى

وأقبية الفراغ

وتترك الأنهار أبناء القرى

لتنام في برك السباحه.

طلَبتْ موانئ

فتَّشتْ في السفْن عن وطنٍ بديل

تعبتْ من البحث الطويل

تعبتْ من الركض الذي يمتد من فرح الأجنة

وانطلاقات الجذور

إلى انحناءات الكهولْ

تعبت من الوطن البخيلْ.

وطنٌ سرابْ

غابٌ من القيم الخرافة

وانتماءٌ مرَّغ الوحل به أنف السحابْ

وطنٌ

عيونٌ فيه تستسقي

وتُسقى جمره

جيفٌ تفتش عن غرابْ.

وطنٌ ترابْ

يقف النخيل وكم يطول الوقت بالنخل

وكم ينأى السحابْ

وطنٌ ضبابْ

إن تدرك الأطراف تدركْك المنية يا معذب

فالتئم بالتربة العذراء

وليكن الغيابْ

غابٌ وغابْ

لا أرض في الأرض التي تهب السوادْ

لا أرض في الأرض اليبابْ

وطنٌ ترابْ

وطنٌ ضبابْ

وطنٌ سرابْ

سرابْ

سرابْ

طلبتْ مداداً

جف ماء البحر

صرختها استحالتْ نبتةً في غرَّة الصحراء

دمعتها استحالتْ قطرةً

(الغيث في الصحراء لا يأتي

إذا تعبتْ أكفُّ الريح وانهزم الجوادْ).

طلبتْ مزيداً من مدادْ

وطلبتُ منها أن نكونْ

أبقيتُ في يدها يديَّ

فكفتْ الدنيا عن التجديف

ذا بحرٌ

وقفنا

والسموات انتهتْ فينا

وكنا راحتين تحوطان الشمسْ

شفةٌ وشمسْ

لغةٌ ترطِّب مبسمين

حمامةٌ ترتاد ساحتنا

نُحِبُّ

نُحِبُّ

يا الله نحن الحبُّ

نحن الصرخة الأولى

ولون الماء والأشياءْ.

لوَّنـّـا الجداول

فاستدار الماء بالأسماك

واحتفلتْ على يدنا بميلاد الهواءْ.

ولوَّنـّـا البلابل في صباحٍ غائمٍ بالحب

أسكنَّـا حناجرها مفاتيح الغناءْ

ولوَّنـّـا القبائلَ

ذاب فصُّ الملح

والصحراءُ

من بحرٍ إلى بحرٍ

وهبناها مساء الخير، والكلمات

فرحتَنا

ـ نُحِبُّ .. نُحِبُّ

دفءَ اللحظة الأولى

وطعمَ الخبز ممزوجاً بطعمِ الرمل

وجه النخلة العفويَّ

نحن الحبُّ

نحن الحبُّ

ما كذَب الهوى قسما ً

ولا كذَبتْ يدان تحوِّطان الشمسْ

جاءت على شفةٍ وشمسْ

طلعتْ خديجة من تفاصيل الهواء فأشرقتْ

ونمتْ على يدها القرى

ونما الهوى أبداً

وما كذَبَ الهوى

كلا وما كذبتْ تراتيل القرى.

كلا وما كذبتْ تراتيل القرى.

محمد جبر الحربي

عبدالله عليان
12-03-2014, 02:49 PM
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة
ً كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ،
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ

عبدالله عليان
12-03-2014, 02:51 PM
جميل جدا هذا الطرح عزيزي عبد الله عليان

لك جميل الشكر
:)
الأجمل تشريفك , ولك ألف شكراً

عبدالله عليان
12-03-2014, 02:52 PM
ما أروع هذا النظمُ التصويري المدهش !
شكراً لجميل ذائقتك أ / عبد الله

تقديري
وكلك ذوق أستاذتي الكريمة والأروع حضورك ونورك

عبدالله عليان
12-04-2014, 06:11 PM
يَزْدادُ في غَيّ الصّبا وَلَعُهْ،= فكأنّمَا يُغرِيهِ مَنْ يَزَعُهْ
وإذا نَقُولُ الصّبْرُ يَحْجِزُهُ،= ألْوَى بصَبْرِ مُتَيَّمٍ جَزَعُهْ
وَلَقَدْ نَهَى، لَوْ كانّ مُنْتَهِياً، =فَوْدٌ يُنَازِعُ شَيْبَهُ نَزَعُهْ
ما لَبْثُ رَيْعَانِ الشّبابِ، إذا= نذر المَشيبِ تَلاَحَقَتْ شُرَعُهْ
والشّيْبُ فيهِ، عَلَى نَقِيصَتِهِ،= مَسلى أخي بَثٍّ، وَمُرْتَدَعُهْ
بَرْقٌ بذي سَلَمٍ يُؤرّقُني= خَفَقَانُهُ، وَتَشُوقُني لُمَعُهْ
وَلَرُبّ لَهْوٍ قَدْ أشَادَ بِهِ= مُصْطَافُ ذي سَلَمٍ، وَمُرْتَبِعُهْ
عستِ الإضاقةُ أنْ يُنالَ بها =جِدةٌ ونَكَّلَ ضارياً شِبعُهْ
والفَسْلُ يَسْلُبُهُ عَزِيمَتَهُ =أدْنَى وُجُودِ كِفايَةٍ، تَسَعُهْ
لا يَلْبَثُ المَمْنُوعُ تَطْلُبُهُ، =حتّى يَثُوبَ إلَيْكَ مُمْتَنِعُهْ
والنّيْلُ دَيْنٌ يُسْترَقّ بِهِ، =فاطْلُبْ لرِقْكَ عندَ مَنْ تَضَعُهْ
وأرَى المَطَايَا لاَ قُصُورَ بِهَا =عَنْ لَيْلِ سامِرّاءَ، تَدّرِعُهْ
يَطلُبْنَ عِنْدَ فَتَى رَبيعَةَ =مَا عندَ الرّبيعِ، تَخَايَلَتْ بُقَعُهْ
وَالخُضرُ ملءُ يَدَيكَ من كَرَمٍ =يُبديهِ إفضَالاً، وَيَبْتَدِعُهْ
ذَهَبَتْ إلى الخَطّابِ شيمَتُهُ، =فَغَدَا يَهِيبُ بِهَا، وَيَتّبِعُهْ
يَدَعُ اختِيَارَاتِ البَخيلِ، وَمِنْ= حبّ العُلا يَدَعُ الذي يَدَعُهْ
أدتْ مخايلُهُ حَقِيقَتَهُ سوْمَ= الخريفِ أَراكَهُ قَزَعُهْ
فَرْدٌ، وإنْ أثْرَتْ عَشيرَتُهُ مِنْ =عِدّةٍ، وَتَنَاصَرَتْ شيَعُهْ
يَخشَى الأعِنّةَ، حيث يَجمَعُهَا،= والسّيْلُ يُخشَى حيُث مُجتَمَعُهْ
فتَرى الأعادي ما لَهُمْ شُغُلٌ =إلاّ تَوَهّمُ مَوْقِعٍ يَقَعُهْ
وأغَرُّ يَرْفَعُهُ أبُوهُ، وَكَمْ =لكَرِيمِ قَوْمٍ مِنْ أبٍ يَضَعُهْ
إنْ سَرّكَ استيفَاءُ سُؤدَدِهِ = بالرّأيِ تَبحَثُهُ، وَتَنْتَزِعُهْ
فاطْلُبْ بعَيْنِكَ أيَةً لَحِقَتْ= ضَوْءَ الغَزَالَةِ، أينَ مُنْقَطِعُهْ
شَادَتْ أرَاقِمُهُ لَهُ شَرَفاً =يَعْلُو، فَما يَنحَطّ مُرْتَفِعُهْ
والسّيفُ، إنْ نَقِيَتْ حَديدَتُهُ =في الطّبعِ طابَ وَلم يُخَفْ طَبَعُهْ
وَيَسيرُ مُتّبِعُ الرّجَالِ إلى =قَمَرٍ، كَثِيرٍ مِنْهُمُ تَبَعُهْ
يُبْهِي على ألحاظِ أعْيُنِهِمْ =مَرْأًى، يَزِيدُ عَلَيْهِ مُستَمَعُهْ
تَتْلُو مَنَاجِحُهُ مَوَاعِدَهُ، =كالشّهْرِ يَتْلُو بِيضُهُ دُرَعُهْ
أأخافُ في ألْفٍ تَلَكّؤَ مَنْ= حملَ الألُوفَ فلَمْ يُخَفْ ظَلَعُهْ
وَسِوَاكَ يا بنَ الأقدَمَينَ عُلا، =وَهَبَ النّوَالَ وَكَرَّ يَرْتَجِعُهْ
لا فَضْلُكَ المَوْجُودُ منه، وَلا= مَعْرُوفُكَ المَعرُوفُ يَصْطَنِعُهْ
لِحِزٌ يُقِيمُ المَاَلَ يرْزَؤُهُ =رِفْداً مقَامَ الضِّرْسِ يَقْتَلِعُهْ
مُثْرٍ، وَقَلّ غَنَاءُ ثَرْوَتِهِ =عَنْ عَامِدٍ لِجَداهُ، يَنْتَجِعُهْ
والبَحْرُ تَمْنَعُهُ مَرَارَتُهُ مِنْ =أنْ تَسُوغَ لشارِبٍ جُرَعُهْ

البحتري
البحتري

شمّاء
12-05-2014, 07:49 PM
جزاك الله خيرًا أستاذ عبد الله
جهود طيّبة
وهي فرصة للتعرف على أسماء أخرى في الشعر .

متابعة معكم ...

رشا عرابي
12-05-2014, 09:17 PM
سَلِمَت يُمناكَ يا طيب..
من هُنا نطلّ لنتنفس عبير ذائقة راقية

بوركت

عبدالله عليان
12-05-2014, 10:53 PM
بك أستجير ومن يجير سواكا = فأجر ضعيفا يحتمي بحماك

إني ضعيف أستعين على قوى = ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا

أذنبت ياربي وآذتنـــي ذنوب = مالها من غافر إلا كـا

دنياي غرتني وعفوك غـرني =ماحيلتي في هذه أو ذا كـا

لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا = بكريم عفوك ما غوى وعصاكا

يا مدرك الأبصـار ، والأبصار لا = تدري له ولكنه إدراكا

أتراك عين والعيون لها مدى = ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا

إن لم تكن عيني تراك فإنني = في كل شيء أستبين علاكا

يامنبت الأزهار عاطرة الشذا = هذا الشذا الفواح نفح شذاكا

يامرسل الأطيار تصدح في الربا = صدحاتها تسبيحة لعلاكا

يامجري الأنهار : ماجريانها = إلا انفعالة قطرة لنداكا

رباه هأنذا خلصت من الهوى = واستقبل القلب الخلي هواكا

وتركت أنسي بالحياة ولهوها = ولقيت كل الأنس في نجواكا

ونسيت حبي واعنزلت أحبتي = ونسيت نفسي خوف أن أنساكا

ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى = يارب حلواً قبل أن أهواكا

أنا كنت ياربي أسير غشاوة = رانت على قلبي فضل سناكا

واليوم ياربي مسحت غشاوتي = وبدأت بالقلب البصير أراكا

ياغافر الذنب العظيم وقابلا =للتوب: قلب تائب ناجاكا

أترده وترد صادق توبتي = حاشاك ترفض تائبا حاشاك

يارب جئتك نادماً أبكي على =ما قدمته يداي لا أتباكى

أنا لست أخشى من لقاء جهنم = وعذابها لكنني أخشاكا

أخشى من العرض الرهيب عليك يا = ربي وأخشى منك إذ ألقاكا

يارب عدت إلى رحابك تائباً = مستسلما مستمسكاً بعراكا

مالي وما للأغنياء وأنت يا = رب الغني ولا يحد غناكا

مالي وما للأقوياء وأنت يا =ربي ورب الناس ماأقواكا

مالي وأبواب الملوك وأنت من =خلق الملوك وقسم الأملاكا

إني أويت لكل مأوى في الحياة = فما رأيت أعز من مأواكا

وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة =فلم تجد منجى سوى منجاكا

وبحثت عن سر السعادة جاهداً =فوجدت هذا السر في تقواكا

فليرض عني الناس أو فليسخطوا = أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا

أدعوك ياربي لتغفر حوبتي = وتعينني وتمدني بهداكا

فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي = ماخاب يوما من دعا ورجاكا

يارب هذا العصر ألحد عندما = سخرت ياربي له دنياكا

علمته من علمك النوويَّ ما = علمته فإذا به عاداكا

ما كاد يطلق للعلا صاروخه =حتى أشاح بوجهه وقلاكا

واغتر حتى ظن أن الكون في= يمنى بني الانسان لا يمناكأ

و ما درى الانسان أن جميع ما = وصلت إليه يداه من نعماكا؟

أو ما درى الانسان أنك لو أردت = لظلت الذرات في مخباكا

لو شئت ياربي هوى صاروخه = أو لو أردت لما أستطاع حراكا

يأيها الانسان مهلا وائتئذ = واشكر لربك فضل ماأولاكا

واسجد لمولاك القدير فإنما = مستحدثات العلم من مولاكا

الله مازك دون سائر خلقه = وبنعمة العقل البصير حباكا

أفإن هداك بعلمه لعجيبة = تزور عنه وينثني عطفاكا

إن النواة ولكترنات التي = تجري يراها الله حين يراكا

ماكنت تقوى أن تفتت ذرة = منهن لولا الله الذي سواكا

كل العجائب صنعة العقل الذي =هو صنعة الله الذي سواكا

والعقل ليس بمدرك شيئا اذا = مالله لم يكتب له الإدراكا

لله في الآفاق آيات لعل = أقلها هو ما إليه هداكا

ولعل ما في النفس من آياته = عجب عجاب لو ترى عيناكا

والكون مشحون بأسرار إذا = حاولت تفسيراً لها أعياكا

قل للطبيب تخطفته يد الردى = ياشافي الأمراض : من أرداكا؟

قل للمريض نجا وعوفي بعد ما = عجزت فنون الطب : من عافاكا؟

قل للصحيح يموت لا من علة = من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟

قل للبصير وكان يحذر حفرة =فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟

بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام = بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟

قل للجنين يعيش معزولا بلا =راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء = لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟

وإذا ترى الثعبان ينفث سمه = فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟

وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو = تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟

وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت =شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟

بل سائل اللبن المصفى كان بين = دم وفرث مالذي صفاكا؟

وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا = ميت فاسأله: من أحياكا؟

وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً = فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟

وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً = فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟

قل للنبات يجف بعد تعهد = ورعاية : من بالجفاف رماكا؟

وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو =وحده فاسأله : من أرباكا؟

وإذا رأيت البدر يسري ناشرا = أنواره فاسأله : من أسراكا؟

وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد = كلّ شيء مالذي أدناكا؟

قل للمرير من الثمار من الذي = بالمر من دون الثمار غذاكا؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى = فاسأله : من يانخل شق نواكا؟

وإذا رأيت النار شب لهيبها = فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟

وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً = قمم السحاب فسله من أرساكا؟

وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال = جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج =طغى فسله: من الذي أطغاكا؟

وإذا رأيت الليل يغشى داجيا = فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟

وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً = فاسأله من ياصبح صاغ ضحاكا؟

هذي عجائب طالما أخذت بها =عيناك وانفتحت بها أذناكا!

والله في كل العجائب ماثل = إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟

يا أيها الإنسان مهلا مالذي = بالله جل جلاله أغراكا؟

حاذر إذا تغزو الفضاء فربما = ثآر الفضاء لنفسه فغزاكا؟

اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً = أو مستغلا باغيا سفاكا

إياك ان ترقى بالاستعمار في = حرم السموات العلا إياكا

إن السموات العلا حرم طهور = يحرق المستعمر الأفاكا

اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح =إن في تعوبقهن هلاكا!

إن الكواكب سوف يفسد أمرها = وتسيء عقباها إلى عقباكا

ولسوف تعلم أن في هذا قيام = الساعة الكبرى هنا وهناكا

أنا لا أثبط من جهود العلم أو = أنا في طريقك أغرس الأشواكا

لكنني لك ناصح فالعلم إن =أخطأت في تسخيره أفناكا

سخر نشاط العلم في حقل الرخاء = يصغ من الذهب النضار ثراكا

سخره يملأ بالسلام وبالتعاون = عالماً متناحراً سفاكا

وادفع به شر الحياة وسوءها = وامسح بنعمى نوره بؤساكا

العلم إحياء وإنشاء وليس =العلم تدميراً ولا إهلاكا

فإذا أردت العلم منحرفاً فما = أشقى الحياة به وما اشقاكا

إبراهيم علي بديوي

عبدالله عليان
12-06-2014, 01:05 PM
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً = مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَــــــلَّما
وَقَد نَبَّهَ النَيروزُ في غَلَسِ الدُجى = أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُــــــــوَّما
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّــــــــــــــــهُ = يَبُثُّ حَديثاً كــــــــــانَ أَمسِ مُكَتَّما
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُــــــــهُ = عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشياً مُنَمــــــنَما
أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَــــــــــةً = وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ مُحــــرَما
وَرَقَّ نَسيمُ الريحِ حَتّى حَسِبتَـــهُ = يَجيءُ بِأَنفاسِ الأَحِبَّـــــــــــــةِ نُعَّما

البحتري

عبدالله عليان
12-06-2014, 10:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

"(( هل أساطيرُ الأماني كذبت !؟
أم أنا أرضٌ ..
تمرّت في دموعٍ فربت ؟
بئس ما أعرفهُ
بل بئسَ ما يُعرف مني :
بئس كفيّ وما أجهل مما كتبت ))"
***
وهُنا أقرأ ما تيسرَ مني :
.. مرّ عام
وأنا ابحثُ عن عُشِ الكلام
وأنا أجتثُ من زرع الحضور الهش .. جذراً من سلام
وأنا ..
هل أنتَ تدري " ما " أنا ؟!!
قال بعض الشيء أني ..
محضُ وهمٍ
قلتُ : كلا..
فإذا بالبعض - آخر - يدعيّ أني مسافر
قلت : كلا ..
ألفُ كلا .. قالها من يدعيني
ألفُ كلا خرجت
محمومة , مستلقية
- رب نايٍ أجهض النوحَ
فـ صارت أغنية
.. ربَ وهمٍ
.. يتهدم -
قيــلَ أقدّم
قلت : أشياءَ وأشياء ولكني
صمت..
هل أنا مت ؟!!
ولكن ..
أنتَ يامن قد جعل
مهرة الشعر ملاذ الهاربين
" قدر الله وما شاء فعل "
.. لا تقلها
قل : سنين
خبئت نيرانها حتى غدى الإيهام فيها
سيداً..
يمتلك العرشَ المكين
قل كثيراً , قل مريراً
أو لــ تصمت ..
لا تقل .
****
ها أنا ذا أاقرأ من سفر السراب :
" تنبذ الأوقات من قصرٍ
بلا سورٍ وباب
تنبذ الأوقات في أجمل حلة
والصبايا ..
عارياتٍ مثلما الأرض ليخرجن
حشوداً
.. من غياب "
هل ترى الساحةُ تلك ؟
تصبحُ الساحةُ إيذاناً بأن يشنقَ
صمتي
.. هكذا في السفر أقرأ :
" ينهب الصمتَ من الروح طرياً, ثم يرمى
في ظلال الشجرة
يرفع الصمت بحبلٍ من نحيب
.. يشنق الصمت بحبلٍ
يدفن الصمت "
.. ولم يأتي بهذا السفر وصف المقبرة
تدخل الأصوات ُ.. لا أسمعها ..
-: هل لنا أن ننبش القبرَ لنغنم ؟
-: هل لنا ..
- صوت كئيب :
هل لنا من مغفرة ؟
تذهب الأصوات .. لا أعلمها
بيدَ أني
هكذا أقراء في سفر السراب
موعداً للعتق
إيذاناً بأن تعتقَ من
هذا الغياب
وآنا يا من
لا تقل ..
ما قلت
أو أن الليالي قاتلة
صدق الشعر وخنت القافلة
صدق الشعر فقل لي
هل أنا
قد قيلَ عني
أم ..
كذبت ؟
.

علي آل شيبان

عبدالله عليان
12-10-2014, 11:08 PM
سأحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ
أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ
فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها / المكيدةَ
في سياق الواقعيّ . وليس في وُسْعِ القصيدة
أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي
ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ
لكني سأحلُمُ ،
رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي ، كما أَنا
واحداً من أَهل هذا البحر ،
كفَّ عن السؤال الصعب : (( مَنْ أَنا ؟ ...
هاهنا ؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟ ))
لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني
الرعاةُ أو الملوكُ . وحاضري كغدي معي .
ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ : كُلَّما حَكَّ
السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ : فَكَّ الحُلْمُ
أَجنحتي . أنا أَيضاً أطيرُ . فَكُلُّ
حيّ طائرٌ . وأَنا أَنا ، لا شيءَ
آخَرَ /
ومثلما سار المسيحُ على البحيرة ...
سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن
الصليب لأنني أَخشى العُلُوَّ ولا
أُبشِّرُ بالقيامة . لم أُغيِّر غيرَ إيقاعي
لأَسمع صوتَ قلبي واضحاً ...
للملحميِّين النُسُورُ ولي أَنا طَوْقُ

الحمامة ، نَجْمَةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ،

وشارعٌ يُفضي إلى الميناء ... /
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ
من خُطَايَ وسائلي المنويِّ ... لي
ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي . ولي
شَبَحي وصاحبُهُ . وآنيةُ النحاس
وآيةُ الكرسيّ ، والمفتاحُ لي
والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي
لِيَ حَذْوَةُ الفَرَسِ التي
طارت عن الأسوار ... لي
ما كان لي . وقصاصَةُ الوَرَقِ التي
انتُزِعَتْ من الإنجيل لي
والملْحُ من أَثر الدموع على
جدار البيت لي ...
واسمي ، إن أخطأتُ لَفْظَ اسمي
بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي :
ميمُ / المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى
حاءُ / الحديقةُ والحبيبةُ ، حيرتانِ وحسرتان
ميمُ / المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته
الموعود منفيّاً ، مريضَ المُشْتَهَى
واو / الوداعُ ، الوردةُ الوسطى ،
ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ ، وَوَعْدُ الوالدين
دال / الدليلُ ، الدربُ ، دمعةُ
دارةٍ دَرَسَتْ ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني /
وهذا الاسمُ لي ...
ولأصدقائي ، أينما كانوا ، ولي
جَسَدي المُؤَقَّتُ ، حاضراً أم غائباً ...
مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن ...
لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً ...
والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ ،
يشربني على مَهَلٍ ، ولي
ما كان لي : أَمسي ، وما سيكون لي
غَدِيَ البعيدُ ، وعودة الروح الشريد
كأنَّ شيئا ً لم يَكُنْ
وكأنَّ شيئاً لم يكن
جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ ...
والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ
ومن أَبطالِهِ ...
يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ ...
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
واسمي -
وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت -
لي .
أَما أَنا - وقد امتلأتُ
بكُلِّ أَسباب الرحيل -
فلستُ لي .
أَنا لَستُ لي
أَنا لَستُ لي ..

محمود درويش

عبدالله عليان
12-18-2014, 04:37 PM
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي
. . . وناديتُ قَوْمـي فاحْتَسَبْـتُ حَيَاتـي

رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني
. . . عَقُمْتُ فلـم أَجْـزَعْ لقَـوْلِ عُدَاتـي

وَلَــدْتُ ولـمّـا لــم أَجِــدْ لعَـرَائـسـي
. . . رِجَـــالاً وَأَكْـفَــاءً وَأَدْتُ بَـنَـاتـي

وَسِعْـتُ كِتَـابَ الله لَفْظَـاً وغَايَـةً
. . . وَمَـا ضِقْـتُ عَــنْ آيٍ بــهِ وَعِـظِـاتِ

فكيـفَ أَضِيـقُ اليـومَ عَـنْ وَصْـفِ
. . . آلَـةٍ وتنسيـقِ أَسْـمَـاءٍ لمُخْتَـرَعَـاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ . .
. فَهَلْ سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـنْ صَدَفَاتـي

فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَـى وَتَبْلَـى مَحَاسِنـي
. . . وَمِنْكُـم وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ أُسَاتـي

فــلا تَكِلُـونـي للـزَّمَـانِ فإنَّـنـي
. . . أَخَــافُ عَلَيْـكُـمْ أنْ تَـحِـيـنَ وَفَـاتــي

أَرَى لـرِجَـالِ الـغَـرْبِ عِــزَّاً وَمِنْـعَـةً
. . . وَكَــمْ عَـــزَّ أَقْـــوَامٌ بـعِــزِّ لُـغَــاتِ

أَتَــوا أَهْلَـهُـمْ بالمُـعْـجـزَاتِ تَفَـنُّـنَـاً . . .
فَـيَــا لَيْـتَـكُـمْ تَـأْتُــونَ بالكَـلِـمَـاتِ

أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِـبِ الغَـرْبِ نَاعِـبٌ
. . . يُنَـادِي بـوَأْدِي فـي رَبيـعِ حَيَاتـي

وَلَـوْ تَزْجُـرُونَ الطَّيْـرَ يَوْمَـاً عَلِمْتُـمُ
. . . بـمَـا تَحْـتَـهُ مِــنْ عَـثْـرَةٍ وَشَـتَـاتِ

سَقَـى اللهُ فـي بَطْـنِ الجَزِيـرَةِ أَعْظُمَـاً
. . . يَعِـزُّ عَلَيْهَـا أَنْ تَلِيـنَ قَنَـاتـي

حَفِظْـنَ وَدَادِي فـي البلَـى وَحَفِظْتُـهُ
. . . لَهُـنَّ بقَلْـبٍ دَائِــمِ الحَـسَـرَاتِ

وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ
. . . حَيَـاءً بتلـكَ الأَعْظُـمِ النَّخِـرَاتِ

أَرَى كُــلَّ يَــوْمٍ بالجَـرَائِـدِ مَزْلَـقَـاً
. . . مِــنَ القَـبْـرِ يُدْنـيـنـي بـغَـيْـرِ أَنَـــاةِ

وَأَسْمَـعُ للكُتّـابِ فــي مِـصْـرَ ضَـجَّـةً
. . . فَأَعْـلَـمُ أنَّ الصَّائِحِـيـنَ نُعَـاتـي

أَيَهْجُـرُنـي قَـوْمـي عَـفَـا اللهُ عَنْـهُـمُ
. . . إِلَــى لُـغَـةٍ لــم تَتَّـصِـلْ بـــرُوَاةِ

سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى
. . . لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُـرَاتِ

فَجَـاءَتْ كَـثَـوْبٍ ضَــمَّ سَبْعِـيـنَ رُقْـعَـةً . .
. مُشَكَّـلَـةَ الأَلْــوَانِ مُخْتَلِـفَـاتِ

إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ
. . . بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي

فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى
. . . وَتُنْبـتُ فـي تِلْـكَ الرُّمُـوسِ رُفَاتـي

وَإِمَّـا مَـمَـاتٌ لا قِيَـامَـةَ بَـعْـدَهُ
. . . مَـمَـاتٌ لَعَـمْـرِي لَــمْ يُـقَـسْ بمَـمَـاتِ

__________________

حافظ ابراهيم

شمّاء
12-18-2014, 05:05 PM
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ . .
. فَهَلْ سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـنْ صَدَفَاتـي


حفظ الله لغتنا الحبيبة
وشكرًا لك أستاذ عبد الله

عبدالله عليان
12-18-2014, 06:17 PM
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ
. . . بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي

الفاضلة / شمّاء
اللهم أمين , واللغة تستحق المزيد والكثير من الجهد , لأنها لغة العطاء ,
الشكر لوجودك في كل مكان إستاذتي /
ولتحفيزك الدائم دمتِ بكل خير

إبتسام محمد
12-18-2014, 06:40 PM
"
.
.


وَأنَا أقَرَأ هُنَا ذَكَرتَنِي بَـ قَصِيدَة كَانَ يُرَدِدِهَا الوَالِدْ لِـ الشَاعِر الَكِبير ( طَاهِر زَمَخَِشرِي )

وَأحَبَبتُ أن أُشَارِكَكُم إيَاهَا فَـ عُذْرَاً عَلَى التَطَفُل عَلَى المُتَصَفَحْ



أهيم بروحي على الرابيه .. وعند المطاف وفي المــروتين
وأهفو إلى ذكر غـاليه .. لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآمــاقيه .. ويجري لظـــاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه .. فأرســل من مقلتي دمـعتين
..
أهيـــم وعبر المدى معبد .. يعلـق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مسهد .. وألقى على سجـفه نظرتين
تـراءى له شفق مجهد .. يواري سنـا الفجر في بردتين
وليس له بالشجـا مولد .. لمغترب غــائر المقلتين
******
أهيـم وقلبي دقـــاته .. يطير اشتياقاً إلى المسجــدين
وصدري يضج بآهــاته .. فيسري صداه على الضـفتين
على النيل يقضي سويعاته يناغي الوجوم بسمع وعـــين
وخضر الروابي لأنــاته .. تردد من شجوه زفـــرتين
*******
أهيم وحولي كؤوس المـنى .. تقطر في شفتـي رشفتين
فأحسب أني احتسبت الهنا .. لأسكب من عــذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى.. أصاول في غـربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربى .. وشقوة سهم رمـاني ببين
******
أهيــم وفي خاطري التائه .. رؤى بلد مشرق الجـانبين
يطـوف خيالي بأنحائه .. ليقطع فيه ولو خطــوتين
أمـرغ خدي ببطحائه .. وألمس منه الثرى باليــدين
وألقـي الرحال بأفيائه .. وأطبع في أرضـه قبلتين
*******
أهيم وللطـير في غصنه .. نواح يزغرد في المسـمعين
فيشدو الفؤاد على لحنه .. ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البوادر من مزنه.. وتبقي على طرفه عـبرتين
تعيد النشــيد إلى أذنه .. حنيناً وشوقاً إلى المروتين


طاهر زمخشري

عبدالله عليان
12-21-2014, 09:33 PM
عجباً ! كيف اتخذناكَ صديقاً ؟
............... وحَسبناك أخاً بَراً شقيقا ؟

وأخذناك إلى أضلاعنا
................ وسَقيناك مِن الحُبِّ رحِيقا

واقتسمنا كِسْرةَ الخُبز معاً
................... وكتبنا بالدِّما عهداً وثيقا

وزرعناكَ على أجفانِنا
...............ونشرنا فوقكَ الهُدْبَ الورِيقا

وزَعَمْنَاك - ولم تَبْرقْ - سناً
................وكسوناك - ولم تلمع - برِيقا

سَيفنا كنت تأملْ سيفنا
............. كيف أهدى قلبنا الجُرح العميقا

دِرعنا كنت وهذا دِرعنا
.............. حَربة في ظهرنا شبت حريقا

جيشنا كنتَ أجبْ يا جيشنا
............. كيفَ ضَيَّعْتَ إلى القدس الطريقا ؟!

ذلك العملاق ما أبشعه
................في الدُّجى .. يغتال عُصفوراً رقيقا

مُسِخَ الفارسُ لصاً قاتلاً
................... مُسِخَ الفارسُ كَذَّاباً صَفِيقا

رحمةُ الله عليهِ إنهُ مات ..
................ هلْ عاشَ الذي خانَ الرَّفيقا ؟!


غازي القصيبي

عبدالله عليان
12-21-2014, 09:36 PM
الاُستاذة / إبتسام محمد
الله عليكِ
البيت بيتك
التطفل هنا هو عدم الرغبة في المشاركة

طاهر زمخشري تاريخ

ألف شكراً لكِ

إبتسام محمد
12-22-2014, 01:27 AM
"
.
.


سَلِمتَ يَ أخِي الكَرِيمْ









كيف مرّتْ على هواكَ القلوبُ.. فتحيّرتَ من يكون الحبيبُ
كلّما شاق ناظريكَ جمالٌ ..أو هفا في سماكَ روحٌ غريب
سكنتْ نفسُكَ الحزينةُ وارتا.. حتْ، ومَيْلُ النفوسِ حيث تطيب
فتودّدتَ بالحنوّ وبالعط.. فِ، وفجر الغرام نورٌ رطيب
فإذا شمسُهُ تبدّتْ أصاب ال.. قلبَ من حرّها جوىً ولهيب
وهوى الغانياتِ مثل هوى الدن.. يا، تلقّاه تارةً وتخيب
منظرٌ تظَمْأُ النفوسُ إليهِ.. ومتاعٌ يقلُّ فيه النصيب
وشقاءٌ تلذُّ فيه الأماني.. وأمانٍ تحقيقُها تعذيب


أميرِ الشِعْرِ العَرَبِي ( أحْمَدْ رَامِي ) ..

عبدالله عليان
12-25-2014, 02:15 PM
(1)

أُخَبِّئُ قَلبِيَ يَوْماً

لأَنْساكِ دَهْراً، فأَهْواكِ أَكْثَرْ

وَ أَعْصِرُ جُرحي سَنابِلَ قَمْحٍ

وَ كِسْرَةَ خُبْزٍ

وَ زَيْتاً وَ زَعْتَرْ

وَ أُبْحِرُ خَلْفَكِ دَهْراً مِنَ العِشْقِ

أُوْلَدُ في راحَتَيْكِ شَهيداً

فَأَنْمو وَ أَنْمو وَ أَكْبَرْ

وَ مُنْذُ التَقَيْنا التَحَمْنا

فَكانَ وُ جوديَ يَصْحو وَ يَسْكَرْ

وَ مُنْذُ التَقَيْنا انْتَهَيْنا،

فَكُنْتِ النَّعيمَ وَ كُنْتِ العَذابَ

لِقَلبي المُعَثَّرْ

(2)

أُخَبِّئُ قَلْبي....!!

لِماذا....؟!

وَ ما كُنْتُ أَعْشَقُ لَهْواً

وَ ما كُنْتُ أُبْحِرُ سِرَّاً

تَوَقَّفْتُ...

قالَتْ لِيَ الرِّيحُ أَسْرارَها

وَ قالَتْ لِيَ الشَّمْسُ أَخْبارَها

فَامْتَشَقْتُ يَدي مِنْ جِراحي

وَ لَمْلَمْتُ حُلْماً تَبَعْثَرَ في جَبْهَتي

وَ حُلْماً تَطايَرَ في مَوْعِدٍ غامِضٍ

في خَلايا الأَصيلْ

أُحِبُّكِ....

قالَت لِي الآنَ: فيمَ الرَّحيلْ؟

أُحِبُّكِ فَلْنَبْدأِ المَوْتَ وَ المُسْتَحيلْ

وَ فَجَّرْتُ آخِرَ جُرْحٍ بِصَدْري

لِتَبْتَدئَ الشَّمْسُ قَبْلَ المَغيبْ

وَ كانَتْ عُيونُ الحَبيبْ

تُتَرْجِمُ دقَّاتِ قَلْبي

وَ تَشْهَدُ أَنَّ دَمي صالِحٌ للنَّزيفْ

وَ كانَت تُفَرِّخُ في جَبْهَتي

حُقولاً مِنَ الدِّفْءِ

كانَتْ تُحاصِرُ شَمْسَ الجَليلْ

(3)

أُخَبِّئُ قَلبي...!!

لِماذا...؟

وَ ما كانَ عِشْقِيَ زَهْواً

وَ ما كانَ حُبِّيَ لَهْواً

فَهذا دَمي فَتِّشوهْ

سِتونَ عاماً

وَ شَيْخُ القَبيلَةِ عَبْرَ جِراحي يُسافِرْ

سِتُّونَ عاماً

مِنَ القَمْعِ وَ القَهْرِ تَحْتَ ضُلوعي تُهاجِرْ

سِتُّونَ عاماً أُفَتِّشُ عَن مَوْطِنٍ يَحْتَويني

سِتُّونَ عامًا وَ صَدْرِيَ شُبَّاكُ نارْ

وَ ما كَفَّ قَلبي عَن ِ العِشْقِ يوْماً

وَ ما كَفَّ يَوْماً عَنِ الانْتِحارْ

وَ ما كانَ يَوماً يُحِبُّ المَنافي

وَ لا الإنْتِظارْ

(4)

أُحِبُّكَ...

قالَتْ لِيَ الرِّيحُ بَعْضَ الوَصايا

وَ قالَتْ لِيَ الآنَ أَشْياءَ شَتَّى

عَنِ العِشْقِ وَ المَوْتِ وَ الالْتِصاقْ

وَ كانَ الرَّحيلُ يُحاصِرُ أَطْرافَ قَلبي

وَ كانَ يُصادِرُ أَملاحَ دَمْعي

وَ كانَ ..وَ كانْ..

لِماذا نُغادِرُ هذا الزَّمانْ

وَ تِلْكَ التي ذَوَّبَتْني

التي أَحْرَقَتْني

تُباعِدُ بَيْني وَما بَيْنَ حُلْمي

وَ تَفْصِلُ دَمِّيَ عَنْ لَوْنِهِ

تُجَرِّدُ قَلْبيَ مِنْ نَبْضِهِ

وَ تَمْضي بِلا مَوْعِدٍ لِلْعِناقْ

(5)

أُخَبِّئُ قَلبي...!!

لِماذا...؟

وَ ما كانَ حُلْماً

وَ ما كانَ عِشْقاً وَ لكِنَّهُ الانْصِهارْ

وَ كُلُّ التَّفاصيلِ ضاعَتْ

فَضاعَ دَليلي وَ ضَلَّ المَسارْ

وَ تِلكَ التي مَزَّقَتْني التي كَفَّنَتْني

تَجيءُ وَ في صَدْرِها أَلْفُ ثارْ

وَ تَجْعَلُ كَفِّيَ جِسْراً لِخَيْلِ القَبيلَهْ

وَ لَمْ تَكُ لَحْماً

وَ لَمْ تَكُ عَظْماً

وَ لكِنَّها الأَرْضُ وَ الإخْضِرارْ

وَ ما كانَ حُبّاً

وَ ما كانَ حُلْماً

وَ لكِنَّهُ المَوْتُ وَ الإحْتِضارْ


حلمي الزواتي

عبدالله عليان
12-25-2014, 10:06 PM
http://youtu.be/pZnNtT9wbtA

عبدالله عليان
01-03-2015, 03:30 PM
لا تحزني ياحرةً عربيّةً ملكتْ زِمامَ منيّتي

فلقد ذكرتكِ والرماحُ نواهِلٌ

مني ِ وبيض الهندِ تقطر من دمي

فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها

لمعتْ..

ولم يحضرْ أحدْ..

**

هي شمعةٌ أشعلتُها من غيظِ أحزاني، وفيْض طويّتي

فجراً ولم يحضرْ أحدْ

**

والوردةُ الأولى على أطرافِ ليل الصابرين غرستُها

بين اليقين، ونوح ِ نائحتين قرّبتا المثاني في جنانِ الله لم تحدا ولمْ

يحضرْ أحدْ.

**

هي قطعةٌ من عزفِ مجهولين فات أوانهم

تهذِّب الصحوَ الخفيضَ

وقسوةَ الانسانِ والاوطانِ

لم يحفلْ بدعوتِها ، وقطفِ الصبح ِ فلاحو الغنائم ِ

ما استفاق النَوّمُ الثملون من سُكرِ الهزائم ِ

والكلام ِ المثقل ِ الأجفان ِ بالأوهام ِ

لم يحضر على قلق ٍ أحَدْ.

**

هي لحظةٌ من نقش ناحلتين حارستين أدمنتا الترقّب خِيفة ً

هي لحظةٌ فانعمْ بِنَومِك هانئاً

ياصاح ِ نام الناسُ مثلُكَ

لم تفُتْك غنائمٌ،

وتحررت من عبئها الأنفالُ،

لا نصرٌ تيامَنَ،

لا ثقاةٌ خُلّصٌ يُهدون للتاريِخ ِ بيضَ رقاعِهِمْ.

ما اخضرّت الدنيا على إيقاعهمْ

هذا مُثارُ النقع ِ:

تلك على اليمين مقابرُ الزمن الجميل ِ،

وتلك شهبُ قلاعِهمْ.

**

وهنا قلوبُ العاشقين لأمةٍ عظمى توقَف عزفُها

وروى الخليقة َ نزفُها..

هي فتنهٌ عظمى:

لصوصٌ مارِقُون تمكنوا منَا ومن أشياعِهِمْ.

شيعٌ وتجارٌ وأشباهٌ شواحبُ من غثاءِ السيل ِ

باعوا عَرشنا

لا دودةٌ حَفلت بمنسأةٍ

**

ولا إنسٌ أفاقوا

فتنهٌ كبرى ولم يحضُرْ أحدْ..

لوداع أحزان الظهيرة ِ..

**

ياخديجةُ خبّري عنِي التلفّتَ والندى

أني أميرٌ ما أسِرتُ إذا أسِرْت من العدا

رِدءاً أردتُ فكان مستنداً رماديَّ الرّدى

الموتُ في عينيه لم أبصرْهُ كنتُ مُرمَّداً

والموتُ في أعطافِهِ ولبسته ياللردا

انّي الخُذِلتُ وكنت وحدي أبْلجاً ومهنداً

**

ما خنتُ:

كفّنت الشهيدَ،

وناذراً للموتِ .. مبتدِراً غداً.

أفشيت سِرَّاً ؟

لم أخنْ.

خانوا ولم يحضرْ أحدْ.

**

هو نهرُ خلاني يُغنيه الفراتُ

وترتدي أحزانَه أضواءُ دِجلة

رجّها المجدافُ

مرتني بباب النوم ِ أهدتني مكاني

بين أسياد الكلام وسادة الفوضى العظام ِ

على ينابيع ِ النظام ِ.

كلما قلبتُ رأسي شدّني

لعظيم حكمتِهِ

وفارع صبرِهِ

وطوى الكتابَ على وميض الدهشةِ العينان ِ

لامعتان ِ لا صوتٌ ، ولا جسدٌ يعيقُ تدفقَ

المعنى الكتابُ يمرّ من مبنىً الى مبنىً

ومن غيم ٍ إلى غيم ٍ على كتف الجبال ِ

**

الأرضُ واقفهٌ على طلل ِ الرشيدِ

ووحدها الأفكارُ لا تفنى

ولا يفنى القصيدُ.

**

هي رؤيةٌ فُتحت لباب ِ الشمس ِ

من غَبَش ِ الشواهِدِ

نبتة أورقتُها

للريح.. للمطر ِ الجديدِ أسوقه لفرادةِ التاريخ ِ

أحفظُهُ لميلاد ِ الوليدِ

مهدهداً شِبْنا ..

ولمْ يحضرْ أحَدْ.


محمد جبر الحربي

عبدالله عليان
01-26-2015, 02:17 PM
إنكِ تحسبين… تحسبين…

احسبي إذاً:
بأيَّة موجة، وخلال كم دقيقة ؟
وكم غراماً من الدم يتدفَّق من قلب الفتاة
إلى خديها الخجولين ؟
وهو يحمل ذلك الاحتراق النووي
الذي كنا ندعوه حتى أيامنا هذه، وبسذاجة: الإحمرار.
وما نوع تيار الأشعة الكونيَّة
الذي يتدفَّق من عيوننا المحاطة بالهواء
حين تلتقي فجأة بأعين أخرى ؟
هذا الإشعاع المتبادل
ترى أهو ضار بقلبنا
أم هو مفيد ؟

إنكِ تحسبين… تحسبين…

احسبي إذاً:
كم “كيلواط” من التيار قدَّمنا بأكفِّنا
لأيدي الأطفال الصغيرة ولشعورهم الناعمة،
ولأبدان أحبائنا المرنة
ولأكتاف أجدادنا الضعيفة ؟
وإن الذي نأخذه منهم بكم هو أقل ممَّا نعطيهم ؟
أو بكم هو أكثر…؟

لا بدَّ أنكِ تحسبين وتحسبين وتحسبين…

رجائي أن تحسبي، وتحسبي أيضاً:
أن واحداً من بيننا على الأقل
إلى كم امرأة نظر باشتهاء ؟
وإلى كم امرأة نظر بإعجاب طاهر ؟
وإلى كم امرأة نظر بلطف أخ فحسب ؟
أشيري أيضاً إلى أماكن أولئك النسوة،
اللواتي كن يستطعن أن يحببننا بعمق،
ولكنّنا لم نلتق بهن…
وحدِّدي أيضاً عدد أولئك الأطفال
الذين كان يمكن أن نرزق بهم
ولكنَّنا لم نرزق بهم،
ولن نرزق.
وحدِّدي أيضاً عدد أولئك الأطفال
الذين كانوا سيكونون لنا
ولكنَّهم لم يكونوا…

لا بدَّ أنكِ تحسبين وتحسبين وتحسبين…

حتى الآن لا نعلم الحقيقة
ممَّ يضحك الإنسان ؟
الإنسان وحده
وليس أي كائن حي آخر.
وبعدئذٍ
حدِّدي عدد موجات قهقهاتنا،
وأطلعينا على ألوانها المختلفة،
وأفهمينا الفرق
بين الضحك بسخرية والقهقهة…

بجرسك الالكتروني القوي
وببؤبئكِ السيكلوبي المشع
حلِّلي الحنين،
وركِّبي ذلك الدخَّان الخفي
الذي ينفصل دائماً من ذلك الحنين
وقولي
إلى أين يمضي… ؟

لا بدَّ أنكِ تحسبين وتحسبين وتحسبين…

والآن حدِّدي ذلك التاريخ
أو على الأقل ذلك العام التقريبي أو القريب،
عندما ستبعث الأمم المجروحة أخيراً
إلى الحياة أو تشفى من جراحاتها،
والأمم الباغية ستنال
جزاءها العادل الذي لن يطعن به أحد.
لأنَّ كثيرين – ومنذ قرون عديدة –
قد قنطوا من رحمة الرب
وما زالوا ينتظرون،
ما زالوا ينتظرون.
أنتِ، أيَّتها الآلهة الحديثة للأزمنة الحديثة،
ليتك لا تكذبين في ذلك، ليتك لا تكذبين…

هيَّا احسبي، وعدِّدي تلك الجسور
التي تربط البلدان بعضها ببعض
والتي كنا نتمنَّى
أن نكون قد عبرنا فوقها نحن أيضاً،
ولكن ذلك لم يحصل حتى الآن
ولن يحصل…

حدِّدي عدد
تلك الأخيلة والأحلام
التي تسمَّى بهذا الاسم
فقط لأنَّها
لم تتحقَّق…

حدِّدي الرقم الذي لا يقبل الشكّ
لتلك الشكوك
والتي ننضج منها عادة،
وفي الأغلب
يذبل عمرنا بسببها
قبل الأوان…

أظهري حدود اليأس
وكم كنا نأمل
أن لا يكون له على الأقل
شكل الصاعقة…

وأظهري أيضاً حدود خيبة الأمل،
والويل لنا إذا توازت مع حياتنا،
وكما أعتقد:
فإن المتوازيين لا يتقاطعان…

وحدِّدي أيضاً
عدد ساعاتنا الطويلة التي لا تحصى،
والتي ذهبت سدى في أزمنة عسيرة ويسيرة
وذلك وقت الإنتظار في الطابور
والمسيرات،
وفي كل صباح
عند قراءة تلك الجرائد المتعدِّدة اللغات
والتي تطل من عناوينها الكبيرة السوداء والملتهبة
فوهة المدفع الوحيدة مصوَّبة إلى عيوننا،
والغوَّاصات تغرق رغباتنا في أروحنا،
والصواريخ الهيدروجينية تريد
أن تولِّد مياهاً بيضاء
من دمنا الأحمر الجاري في عروقنا.

بعد كل هذا ستحسبين وستقولين:
إنَّه بعد تحطيم كم طن من الذرة
سيمكن شق لبّ كرتنا الأرضية بسهولة ؟
إنك ستحسبين
بأنَّه بعد اختراع أية أنواع من الأسلحة
ستُحرم الأمّ من القدرة على الولادة ؟
وإذا قلتم كل هذا
لا تبقى ضرورة أن تعيِّني أيضاً
درجة آلام فقدان الإيمان،
ويبقى فقط أن توضحي:
بأيَّة أعجوبة
لم نغص في الأرض حتى أعناقنا مثل وتد حاد ؟
تحت ثقل آلام فقدان الإيمان…

وبصداقة قولي أيضاً
إنَّه في كل كم سنة
سيولد ذلك الطفل الأندرسوني
والذي سيفهم منه الملوك
بأنَّهم عراة.
ورجائي أن تضيفي أيضاً:
بأنَّ الملوك
بعد معرفتهم بهذا
أيسترون عريهم ؟
أم سيستمرُّون عراة ؟
وهل سيجبرون الناس الذين يرغبون عكس ذلك،
أو الخجولين،
على أن يعيشوا بعيون مغمضة… ؟

عجباً تقولين ؟
بأن الصمم البيتهوفِني
لا يرتبط أبداً
بتلك الانفجارات المدوِّية
التي تحصل الآن في العالم
وفي أعالي الفضاء.
وإذا كان له صلة بذلك،
فرجائي أن توضحي،
بأنَّ العالم الآن
هل سيكون سعيداً بوجود كثيرين من أمثال بيتهوفن،
أو سيزداد بذلك عدد الصم… ؟

احسبي أيضاً، وللمرَّة الأخيرة:
بأيّ شكل
وبالمساعدة الخيِّرة لأيَّة آلة
لا يزال من الممكن حفظ الإنسان إنساناً ؟
أو من جديد فقط
يمكن تحويل الإنسان إلى إنسان…



* * *

من كتاب “ليحل النور… وقصائد أخرى”
للشاعر الأرمني باروير سيفاك،
ترجمة: مهران ميناسيان، 1995

عبدالله عليان
01-28-2015, 11:29 AM
قد عرفناك يا سعادة تيها..
واغتيالا لمورقات التمني

وسحابات ظلمة في سماء
ليس يعنيها صادح و مغني

بسياط اللهيب تدمين حبا
ثم تلوين طرفك المتجني

أي وهم يسوقه ادكارك..؟!
آه فلتبحري بوهمك عني

كيف أحنو أيا سعادة قولي
كيف قهرا وقد تبرأت مني

ذاك عمرا أودعته الأمس لكن
ضاع أمسي وضيع العمر لحني

قد ظننت الحياة مهدا مريحا
غير أني قد خيب المهد ظني

رشا عرّابي

رشا عرابي
01-28-2015, 01:21 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله عليان http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=891901#post891901)
قد عرفناك يا سعادة تيها..
واغتيالا لمورقات التمني

وسحابات ظلمة في سماء
ليس يعنيها صادح و مغني

بسياط اللهيب تدمين حبا
ثم تلوين طرفك المتجني

أي وهم يسوقه ادكارك..؟!
آه فلتبحري بوهمك عني

كيف أحنو أيا سعادة قولي
كيف قهرا وقد تبرأت مني

ذاك عمرا أودعته الأمس لكن
ضاع أمسي وضيع العمر لحني

قد ظننت الحياة مهدا مريحا
غير أني قد خيب المهد ظني

رشا عرّابي


طوبى لسخاء مزنِك يا عبدالله ..
ممتنة وأكثر يا أخي الطيّب

عبدالله عليان
02-13-2015, 06:09 PM
إقصفْ ..
سيُولَدُ جعبريٌ آخرٌ
ونتمُّ
في القدسِ الصلاةْ

ستقولُ إن عاشتْ رنانُ :
اقصفْ ..
لنبتكرَ الحياةْ

سنذوقُ طعمَ الآهِ لكنْ

سوف تشهقُ ألفَ آهْ ..

اللهُ يكفينا
فليسَ لنا إذا اشتدَّ المًصابُ
سواهْ .. !

***

إقصفْ ..
فمازالَ المخيمُ دافئاً
ويداكَ من دمٍّ
وثلجْ ..

مازالَ في أرجوزةِ الأطفالِ
لحنٌ
سوفَ يلثمُ ألفَ مرجْ

صاروخكَ الباغي

سيسقطُ
والشهيدُ بكعبةِ العلياءِ
حَجّْ

ارتجَّ برجٌ كاملٌ
لكنما جسدُ المقاومِ
واقفٌ ما ارتَجّْ .. !



***



إقصفْ ..
فمازالت أغانينا تُذاعُ
ولم يزلْ في القلبِ ( وردْ )

مازالَ شبّاكٌ يفتشُ عن جديلة طفلةٍ
ورحيقِ خَدّْ

مازالَ في دمنا شتاءٌ
هاطلٌ
وحدائقٌ من دونِ حَدّْ

فاللهُ
يطفئ في مآقينا الذي
قد كانَ من قصفٍ وبردْ .. !


***


إقصفْ ..
سنصبرُ, لم نعدْ نخشى
إذا سقطتْ على الحيِّ القنابلْ .. !

سنموتُ ..
لكنْ سوفَ يولَدُ من دمانا
ألفُ قسّامٍ يُقاتلْ

رحلتْ حنينُ
ولم يزلْ في شَعْرها عشٌّ

لأيتامِ البلابلْ

رحلتْ ..
وقد كتبت بحبرِ الدمِّ فوق جبينها :
” قاتلْ ” ..

نص عظيم !!

عبدالله عليان
04-21-2015, 10:58 PM
وطرقت يا خنساء بابك مرة أخرى

وألقيت السلام

ردي علي تحيتي

قولي فإني لم أعد أقوى على نار الكلام

فلقد بكيتِ خناسُ صخرًا واحدًا

والآن أبكي ألف صخر .. كلّ عام !!

قولي خناس

إن حزني قاتلي حتما .. فحزن الشعر سام

حزني على الخرطوم أم حزني على الجولان أم حزني على بغداد

أم حزني على القدس المضرج بالنجيع وقبلة البيت الحرام

أسفي على كل العبارات الخواء

أسفي على حزن النساء

أسفي على طفل يتمتم قبل أن يمضي

ويستجدي أيا أمي الدواء

أسفي على امرأة يضيع صراخها

بين ابتسامات الخنوع

وبين صالات الفنادق واللقاءات الرياء

أسفي على الأسياف يقتلها الصدا

أسفي على الخيل المطهمة الأصيلة حمحمت

تشكو وتشتاق القنا

لكنهم خنساء ما كانوا هنا

ذهبت قريش لمهرجانٍ للغناء

وبنو تميم سافروا

للسين يصطافون هذا العام لا يأتون إلا في الشتاء

ولعلهم قد أبرقوا .. أعني بنو ذبيان

إن زعيمهم خسر المضارب في الرهان وإنهم

سيراهنون على النساء!!

خنساء ما جربت كيف يصاب حزنك بالصمم

ويبح صوتك من مناداة العدم

ويضيع ثأرك خاسئا

في مجلس للأمن أو في هيئة تدعى الأمم .


روضة الحاج

عبدالله عليان
05-07-2015, 01:09 AM
مَن لِلوُعودِ ؟ ..وأينَ من أوحى بِها
مَن لِلأماني في الدُّجى يَسقيها ؟

أينَ العُهودُ تَعثّرَتْ في خَطوِها..
كلُّ الحدودِ ؟ ... فأيُّنا يَبكيها ؟!

أينَ الضِياءُ تَقودُهُ قَسَماتُهُ ؟
والشّمسُ يا عَينايَ من مُخفيها ؟!

أين الدُروبُ وأينَ شَوقُ زهورِها ؟
هوناً نسوقُ الدَّربَ كي نُحييها

أيُّ الدروبِ تَرصّدَتْكَ وأوقَدَتْ ..
في القَلبِ ناراً ..؟ عَزَّ من يَرويها

أيُّ الظُروفِ وأيّنا يا هاجِسي ..
يَقتاتُ جَمراً مِن لَظى يَكويها ؟!

وَدّعتَني ؟! .. لا لم تُودّع ! .. أينَني
مِنكَ ؟ .. وأينَ الروحِ .. أينَك فيها ؟

أودَعتَني قَيدَ المآقي حَسبُها ..
يا مُنيَتي أنْ قَد هَوَتْ ساقيها

ضُمّيهِ يا أفراحُ ضَمَّ حبيبةٍ ..
مِن بَعدِهِ الأفراحُ لا تَعنيها !!

رشا عرّابي

رشا عرابي
05-20-2015, 08:54 AM
مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عن المَلامِ ... وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ

ذَرَاني والفَلاةَ بلا دَلِيلٍ ... وَوَجْهِي والهَجِيرَ بلا لِثَامِ

فإِنِّي أَسْتَرِيحُ بِذِي وهَذَا ... وَأَتْعَبُ بَالإِنَاخَةِ والمُقَامِ

عُيُونُ رَوَاحِلِي إِن حِرْتُ عَيْني ... وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغَامِي

فَقَدْ أَرِدُ المِيَاهَ بِغَيْرِ هَادٍ ... سِوَى عَدِّي لَهَا بَرْقَ الغَمَامِ

يُذِمُّ لِمُهْجَتي رَبِّي وَسَيْفِي ... إِذَا احْتَاجَ الوَحِيدُ إِلَى الذِّمَامِ

ولا أُمْسِي لأَهْلِ البُخْلِ ضَيْفًا ... وَلَيْسَ قِرًى سِوَى مُخِّ النَّعَامِ

وَلَمَّا صَارَ وُدُّ النَّاسِ خِبًّا ... جَزَيْتُ عَلَى ابْتِسَامٍ بِابْتِسَام

وَصِرْتُ أَشُكُّ فِيمَنْ أَصْطَفِيهِ ... لِعِلْمِي أَنَّهُ بَعْضُ الأَنَامِ

" المتنبّي "

عبدالله عليان
04-10-2018, 02:23 AM
وَطَنٌ تَوَشَّحَ بالضياءِ كأنَّما
للشمسِ حول مُتُونِهِ قُمصَانُ

مِرآتُهُ عَكَسَتْ كمالَ وُجُوهِنا
حيث المرايا كُلُّها نُقصانُ

ما ضَيَّعَ السَّاري إليهِ طريقَهُ
فـلَهُ على وجهِ الضُّحى عنوانُ

وَطَنٌ بهِ روحُ السماءِ تَبَرَّعَتْ
للأرضِ، فَهْوَ سكينةٌ وأمانُ

جاسم الصحيح

عبدالله عليان
04-14-2018, 02:57 AM
غبت فلم يكن اشتياقي مسرحا
إذ لم يكن شوق العيون ستارا

ومعي حكت جدران لهفي حينما
أصبحت من صمت الجفاء جدارا

‏اني ارى الإعمار في وصل غدى
بعد الجفاء تحطما و دمارا

وي كلما ذكر الشعور خمارك
نسج الحنين من الدموع خمارا

‏فذكرت ثغرا في حشاه لئالئ
منظومة والثغر كان محارا

أهدابك سفن و جفنك شاطئ
و اللحظ في عينيك كان بحارا

‏علقت في بيت الحزين مدامعي
كان البكاء لشجنها مسمارا

ألفت عن دمع الكئيب حكاية
كان الرجاء بأن اراك حوارا

ثورات عشاق الهوى لا تنتهي
ثوارها تبدي الغرام شعارا

أحرمت و الحرمان كان مناسكا
وحججت والوجدان كان إزارا

‏يا ايها الفلك العجيب مداره
لولا المفاتن لم تكن دوارا

يا حلوتي لله در محاجر
منها تخر مدامعي مدرارا

وشعرتني شعرا جميلا حينما
امست طيوفك تكتب الاشعارا

فكم امتطيت غرامك يا مهرة
من دونها ركب الفؤاد حمارا

‏واذا تهاديت و اقبل نورك
شع الجمال فأطفأ الأنوارا

‏سجعت على غصن الفراق حمامة
وتناغمت حتى غدت مزمارا

‏عيناي تحرقني كأن بحارها
من صدق أشواقي غدت أنهارا

‏لو كان شوق العاشقين حرائقا
اخمدتها ليس التوجد نارا

‏الوجد شيء لا يرى حتى اذا
جاء الطبيب وادخل المنظارا

هيا ارجعي فالذكريات تأثرت
بفراقك حتى بدت آثارا

شاعرنا : رضا الهاشمي

رشا عرابي
06-28-2018, 08:05 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-40590378aa.jpg


نبوءةُ جدَّتي (سأحبُّ فحلا)
تأكَّدَ صدقُها للآنَ فعلا

أتاني من وراءِ الغيبِ "قيسٌ"
لينفخَ طينتي وأصيرُ "ليلى"

ويخلقَ منْ تغزُّلهِ بُراقاً
فتأخذني قصائدهُ ﻷعلى

بتنُّورِ الجنونِ يَدسُّ جسمي
ليأكلني ككعكِ العيدِ أكلا
...
...
كماءِ الورد طلَّتُهُ أذابتْ
تَكلُّسَ ما مَضى حتَّى اضمَحلَّا

وقصَّ شَريطَ جندلتي أخيراً
وأوقَفَ نزفَ عُمْرٍ سالَ قَبْلا

تَهشَّمَ مثلَ بلَّورٍ وجودي
فَصرَّ تناثري.. فأتيتُ كُلَّا

وفكَّ حصارَ شرنقتي لذاتي
فصرتُ كما الفراشِ أطيرُ جذلى

فلألأةُ التَّوهُّجِ في شُعوري
تُشابهُ شارع "الكورنيشِ" ليلا

وزقزقةُ الصَّبابةِ في فؤادي
تَزيدُ تَدفُّقَ النبضاتِ نَسلا

ومَكيجةُ السُّهادِ لطرفِ عيني
تُصيِّرني كحورِ العِينِ شكلا

تَمدُّ قريحةَ الشُّعراءِ وحياً
تَأزُّ سريرةَ الفتياتِ غِلا
..
..
على قَدْرِ التَّفاؤلِ كانَ فألا
على قَدْرِ اندفاعي كنتُ سيلا

هنيئاً بِذرةُ الإعجابِ صارتْ
غراماً.. والفؤادُ البورُ حقلا

ثلاثةُ أشهرٍ عَسَلٌ مُصفَّى
مَحتْ ما كدَّسَ التَّاريخُ خَلَّا

وأسمعُ "أمُّ كلثومٍ" مساءً
واقرأُ شعرَ مجنونٍ بـ ليلى

تُدوِّخَني من الكلماتِ خمسٌ
جمالكِ.. من.. غروب.. الشِّمسِ.. أحلى

وأكثرُ جُملةٍ تحتلُّ قلبي
بوجهِكِ وجهُ أمِّي قدْ تجلِّى

نساءُ اﻷرضِ في عيني إماءً
ووحدكِ يا حياتي (السَّندريلا)

فحرِّرني مِنَ الذَّوبانِ كبْتاً
وجرِّعني مِنَ القُبُلاتِ مَصْلا

بياضُ الغيمِ في الفستانِ يغفو
فهلَّا تُوقظُ النعسانَ هلَّا

أريدكُ أيُّها الأسبوعُ تمضي
لتصبحَ لي أمامَ النَّاسِ بَعلا



لا زلتُ أعشق هذه السامقة

لقلبك الخير أيها السلطان

عبدالله عليان
08-07-2018, 06:00 AM
يا وحدةَ المحزونِ في ظلمائِهِ
و كذا الأسى يأتيكَ دونَ رفاقِ

فكأنَّ وجهَ الكونِ يرفضُ باكياً
سُدَّتْ عليه مقاصدُ الآفاقِ

و كأنَّ هذا الدهرَ في صفحاتِهِ
قد شرَّعَ الآلامَ في الترياقِ

تبكي وحيداً ثم تضحكُ باكياً
وإذا انكسرْتَ فإن ظلَّكَ باق ِ

الكاظمين الغـيظَ في جنباتِهمْ
وعلى الوجوهِ ملامحُ العشاقِ

قد لملموا شعـثَ الحياةِ و صافحوا
للحزنِ كفَّ الصفحِ والإطراقِ

وكأنَّ في الأيامِ مكتوبٌ اذا
انكسرَ الإنا فالذُّلُ للأحداقِ

فإذا حنى يوماً بحزنِكَ منعمٌ
فاعلم بأنَّ الحبلَ في الأعناقِ

وأعلمْ بأنَّكَ مُسترَّقُ جميلِهِ
ما مرَّ دهرٌ في المذلةِ باق ِ

تلكَ الأيادي لا تُمدُ لنجدةٍ
حتى تُريكَ مذلةَ الإملاقِ

لا تطلبَنَّ الماءَ من ورّادِهِ
واجعلْ مكانَكَ في جوارِ الساقي

2/2/2018

إيمان محمد ديب

عبدالله عليان
12-18-2018, 11:06 PM
هنا تدخل الشمس مِن كل ثقبٍ
وتحت أديمي ليالي الشِّتا
ويلبسني عري هذا الجدار
كما يلبس الميِّتُ الأموتا
وينهشني صوت أُمِّي العقيم
ويوهمني أنَّهُ ربَّتا..
وكان يُفتِّت بعضي ببعضٍ
ويُطعمني بعض ما فتَّتا
ويزقو كعصفورةٍ في الوثاق
ترى حولها خنجراً مُصلتا
ويسألني البرد والخوف عن
نهاري، فأرجو بأن يسكتا
لأن بقلبي زماناً يلوح
وينأى، ويدنو لكي يُفلِتا
وخبتاً مِن الشوق تطهو النجوم
لأشباحِه وجهَ مِن أخبتا
وصمتاً يصوِّتُ مِن داخلي
وأستفسر القفر: مَن صوَّتا؟

* * *

أحسُّ دويّاً تجاوبتَ أنت
أصحتُ وأذناي لي أصغتا؟

لذا الصوت شمٌّ بلا اسمٍ لهُ
صدىً يذهل النعت أن يَنعتا

له نكهَةٌ كغموض المصير
كتلٍّ على المنحنى نكَّتا

كدربٍ نوى يسبق العابرين
تنادى، ورجلاه ما لَبَّتَا

كمشمشةٍ بكَّتت عرقها
أرادت، وأغفى الذي بكَّتا

* * *

إلى الصمت أرتدُّ، أنحلّ فيهِ
ولا يأذن الصمت أن أصمتا

فأُضغي هناك إلى جنَّتين
أحسهما داخلي غنَّتا..

إلى هاتفٍ، كَسُرى نجمتين
على حُلم زيتونةٍ رفَّتا

* * *

وأدخل حين تنام الغصون
إلى الجذع، أشتُّ مابيَّتا

إذا صرتَ باباً، أتنسى الجذور؟
ألا تذكر الصخرة المنحتا

سأنجرُّ مِنْ عنَت العاصفاتِ
برغمي، لكي أحرس الأعنتا

وأمسي خفيراً لبيتٍ هناك
وللطير كنتُ هنا أبيُتا

* * *

وياقات: مَن أول القاطفين؟
سدىً خضرتي، واسم مَن قوَّتا

أخافُ يكون الجنينُ الذي
سيحبو، كجد الذي أسنتا

أّللِقات حسٌّ بأهل الحمى؟
على مَن حنا، وبمن أشمتا

* * *

هنا أدخل الريح مِن إبطها
وأوصي المهبَّات أن تخفُتا

أتى سيء الصيت فلتحذروهُ
أتى يبتغي الأعنفَ الأصيَتا

فأيُّ مباغتةٍ تحشدون؟
تنحَّوا، أرى برقُه أبغتا

لقد أزغبت بنت «عشتار» فيهِ
وأُختا «سهيلٍ» بهِ أومَتا

* * *

نسيتُ الكتاب اهدئي يا رياح
أُريد الكتاب الكتاب الكتا...

ستتلو الندى، تكتب الياسمينَ
وتبدي الذي رام أن يكبتا

أتسري: إلى أي مستقبَلين؟
أقدَّامي اثنان؟ وا ويلتا..

وأخشى تكون الرياح اثنتين
كريحين قبلهما ولَّتا..

فتحتَ مطلَّاً علي كل غيبٍ
وأغلقتَ مِن خلفك الملفتا

* * *

زماني رحيلٌ إلى وعد شعرٍ
سيأتي، ولهوٌ بشعرٍ أتى

وهزءٌ، بمن سوف يعتو غداً
لأني تعلَّمت ممن عتا..

* * *

توحّدتُ بالعالَم المستحيل
لأجتاز ذاتي، ومَن ذيَّتا

هناك يرى الحب، ماذا يُحبُّ
ولا يملك المقت، أن يَمقُتا

* * *

زماني حنينٌ ليومٍ مضى
لمجنى غدٍ قبل أن يَنبُتا..

لِطَيفٍ مِن الأمس يرتدُّ طفلاً
لِحُلمٍ مِن اليوم يبدو فتى

لمحبوبةٍ وعدت أن تجيء
وجاءت لِماماً، ولكن متى؟

أحبَّتكَ شيناً وعيناً وراءً
وأحببتَ باءً ونوناً وتا...

* * *

أما يرسم القلب تأريخهُ؟
مراياه تمحو الذي أثبتا

فلا تبتدي الجمعةُ السبتَ فيهِ
لأن الخميسَ به أسبتا

* * *

كما الساعة الآن؟ فاتت عصورٌ
وعادت، ولا مرَّ مَن فوَّتا

أما كتكتت ساعةٌ في الجدار؟
جدارٌ بلا ساعةٍ كتكتا

* * *

ألِلشَّوقِ وقتٌ سوى شوقهِ
وأغبى مِن الوقت مَن أقَّتا

أأصغَى لهذا المغنِّي سواهُ؟
فمن ذا تغنَّى ومَن أنصتا؟

فبراير 1981م

رحيل
12-19-2018, 09:45 PM
يا للأبجدية الغناء ..هنا فصحى طاب للروح جناها

الحقيقة هناك قصيدة لطالما أخذت بلب قلبي لا أمل الغوص في بحرها مرارا وتكرارا ..تظل هي دائما في أعلى القائمة
وهي عينية ابن زريق البغدادي !

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لومه حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللوم يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُلِّعَتْ بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ واصِلَةً
رزقَاً وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وكم تشفَّع فى أن لا أفارقه
وللضرورة حالٌ لا تُشَفِّعُه
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها
بحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
ِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً
فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ

بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ

هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا
أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُه
ُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تَغُلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتُهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

عبدالله عليان
01-07-2019, 10:46 PM
حديقةُ القصرِ .. لا ظلٌ ولا عٙبٙقُ
.................. كأنّها شِعرُ مٙن بالشِّعرِ يرتزقُ
كأنّٙ أسوارٙها : أرضٌ على سفرٍ
.............. تغرّبٙتْ .. وبنوها بالمدى علِقوا
حديقةً سرتُ مضطراً بجانبِها
............... وما تٙرنمتُ .. إنّي عابرٌ قٙلـِقُ !
سيسحق الجندُ إن مروا هنا جسدي
............ وأغنياتي وكم مروا وكم سحقوا !
جاوزتُ أسوارها من بعدِ ما غٙرٙبٙتْ
............ شمسٌ وقامتْ نجومٌ وانْحنى شٙفٙقُ
أسيرُ في وحدتي والتّيهُ منفتحٌ
............. على اليبابِ وبابُ الروحِ منغلقُ
ما قيمةُ العتقِ والأرواحُ موصدةٌ
................ وما الجٙناحُ اذا لم يتسع أفقُ
وثقتُ بالضوءِ لكن لم يصنْ ثقتي
............ وها أنا .. بظلالي بِتُّ .. لا أثق
أسيرُ لا وجهةً أنوي ولا سفراً
........... أطوي ولا موطنٌ يُؤوي ولا نفقُ
تطــاولٙ الليلُ حتى خِلتُ أنْجُمٙهُ
......... حجولٙ دُهْمٍ لحجبِ الشمسِ تٙستٙبِقُ
كأنما أرجلُ اللحظاتِ عالقةٌ
.......في رملة الخُلدِ .. أين الفجرُ يا غسقُ !
سأمزجُ الشِّعر في روحي ويمزجني
......... في روحهِ .. هكذا الإدهاشُ ينخلقُ !
حتى انثينا أنا والشعرُ في جسدٍ
........... رؤياه رؤيايٙ .. والأنفاسُ والحدقُ
نورٌ ؟ ندىً ؟ لا وربِ البيتِ بل شررٌ
........... عن احتكاكِ الندى بالنورٍ .. ينبثقُ
نصفي تنامى هنا نصفي هناك نما
.............. تموسقٌ .. باتزانٍ ساقهُ النسقُ
إني أنا الشاعرُ المخلوقُ من ألقٍ
.............. تمرّ بي عتمة الدنيا .. فتأتلقُ
يفيضُ دمعي بروحي وهيّ مشرِقةٌ
....... كزورقٍ .. فوق كف الماءِ .. يحترقُ
كأنّٙ غيماً تهادى خلفٙ بارِقِهِ
........... عينٌ بخيط السنا يقتادُهٙـا الأرقُ
يقيدُ الموتُ انفاسي وتشغله
.......... عنّي القصائد إدهاشاً .. فأنعتقُ
لولا الأناشيدُ دكّتْ قبو ذاكرتي
............... لظلت للٱن بالأحقادِ أختنقُ

تركي حمدان
2017

عبدالله عليان
04-11-2019, 11:44 AM
أعتقد بأنك ستهتم وتستمتع بقراءة هذه الصفحة:
http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38871&referrerid=2968

المرسل...
عبدالله عليان

عبدالله عليان
04-08-2021, 12:23 AM
صرخَ اللَّيلُ ثائراً
يسألُ النجمَ والمطرْ

عن جميلٍ كأنّه
ضحكةُ الصبحِ إن ظهرْ

وَجهُهُ لامعٌ كما
يبرقُ النُّورُ في القَمَرْ

ريحهُ طَيَّبَ الشذا
والبساتينَ والزَّهَرْ

جاءني ، جئتهُ، أتى
مثلَما يركضُ النهرْ

يا غريراً مُتَيَّمًاً
خطفَ السَّمْعَ والبَصَرْ

لك إن شِئتَ سجدتيْ
ولك الذكرُ والفِكَرْ

أنتَ ناري وجَنَّتي
زانَ في ثغركَ السهرْ

يا غزالاً مروَّضاً
لستَ كالنّاسِ مِنْ بشرْ

لا تُراعي ولا تَخَفْ
حاسداً يَنْشُرُ الخَبَرْ
..

حمد الجعيدي

نازك
04-08-2021, 07:37 AM
وينهشني صوت أُمِّي العقيم
ويوهمني أنَّهُ ربَّتا..
وكان يُفتِّت بعضي ببعضٍ
ويُطعمني بعض ما فتَّتا
ويزقو كعصفورةٍ في الوثاق
ترى حولها خنجراً مُصلتا
ويسألني البرد والخوف عن
نهاري، فأرجو بأن يسكتا
لأن بقلبي زماناً يلوح
وينأى، ويدنو لكي يُفلِتا
وخبتاً مِن الشوق تطهو النجوم
لأشباحِه وجهَ مِن أخبتا
وصمتاً يصوِّتُ مِن داخلي
وأستفسر القفر: مَن صوَّتا؟

ما أعذبها تلكم الأبيات وكم في ثناياها و كم !
بوركت ذائقتك أخي الفاضل

عبدالله عليان
08-06-2021, 03:03 PM
أعتقد بأنك ستهتم وتستمتع بقراءة هذه الصفحة:
http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43073&referrerid=2968

المرسل...
عبدالله عليان

جليله ماجد
08-06-2021, 09:09 PM
أُحِبُّكِ أَصنافاً مِنَ الحُبِّ لَم أَجِد
لَها مَثَلاً في سائِرِ الناسِ يوصَفُ
فَمِنهُنَّ حُبٌّ لِلحَبيبِ وَرَحمَةٌ
بِمَعرِفَتي مِنهُ بِما يَتَكَلَّفُ
وَمِنهُنَّ أَلّا يَعرِضَ الدَهرُ ذُكرَها
عَلى القَلبِ إِلّا كادَتِ النَفسُ تَتلَفُ
وَحُبٌّ بَدا بِالجِسمِ وَاللَونِ ظاهِرٌ
وَحُبٌّ لَدى نَفسي مِنَ الرَوحِ أَلطَفُ
وَحُبٌّ هُوَ الداءُ العَياءُ بِعَينِهِ
لَهُ ذِكَرٌ تَعدو عَلَيَّ فَأَدنَفُ
فَلا أَنا مِنهُ مُستَريحٌ فَمَيِّتٌ
وَلا هُوا عَلى ما قَد حَيَيتُ مُخَفَّفُ

قيس بن ذريح

عبدالله عليان
08-08-2021, 06:47 PM
ما صافحَ الحُبُّ قلبي منذ أنْ فُتِحَتْ

أناملُ القلب ِوالعشرونَ تنتظرُ

وقفتُ في الشاطئ الشرقيِّ مكتئبا ً

يطاولُ الموجُ أقدامي وينحدرُ

يا جارةَ َالليل ِليس الحُبُّ من قدري

وإنّما أنا حُبٌّ ماله قدرُ !

أنا الذي في دروب ِالحُبِّ مفترقٌ

أقمتُ دهراً وطلابُ الهوى عبروا!

ربطتُ أحجارَ حرماني على شفتيْ

ومنْ يُغنّي بصوتٍ فوقه حَجَرُ ؟

إذا أردتُ نداءً حفَّ بي حَرَسٌ

أو اشتهيتُ غناءً زلَّ بي وترُ

كم ليلةٍ وأنا في البيتِ مكتئبٌ

يدورُ فيَّ كلام ٌ ثُمّ يندثرُ

أفرّقُ الصمتَ أشباحا ًوأخيلةً ً

كأنّني حكمةٌ قد ملّها البشرُ !


صالح جزاء الحربي
2010