تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إفتراءٌ على الدَّمع .


عبدالله مصالحة
12-21-2014, 08:08 AM
السِّمَة على جبين الأشقياء بائنة , وصوت غدهم مبحوح التحلية , نافذٌ إلى الوراء .


يفتري عليّ الدّمع بأقصوصة تُتلى رغمَ أنف الحَدَث , فما انشقّ من جسد النّحيب لا تعيده المساءات الضّاحكة , إنّما صوتُك الذي لملم ضحايا وَجهك عابرٌ إلى المعنى الأكيد الذي لا تَكون فيه بسمة , ولا تكون فيه براء , فقناديلك توسوس للأفق بضيق المنطلق , وعيونك خامدة في ترابٍ ما يبدع أصل فطرتك حين أوجدتك المشيئة , فكم غريبٌ يا لحن الذّهان المرتبط بحانات رؤوسنا كيف تستأثرُ الدّمع بالتحام الأفكار , وكيف تنمو فيكَ عبرة اليُتم الوحيدة , حين لايستأذن اللّيل بطرق بابك المهترئ , فالسلام على المسافات التي لا تنقضي حين نجدول الآنين سُلَّما ً بلا ايقاع وتبدع الطبيعة في نزفه مطرا ً لا يقبل القسمَة على شيء .


تأتينَ متأخرةً كالفرح يا صغيرتي , تأتين في حيّزٍ لا أشغله إلا نبضا ً يحترق , أو سوءة محكومة لا يستسيغني الشَّوق فيها , فكيف أنبضكِ والأشياء لا تَكتمل , والعَناوين ثابتة عند مرافئ ناتئة , لا تعبرني إلا وضجيج العقل يفتعل إنتظارك من خلف غابات الحنين المؤطرة بلواعج البحر البعيد , أتعلمين كم غصَّة مالحة تبتلعني ..؟ وأنتِ تندسّين في رواق صمتي كأنشودة وردٍ فقير الماء .؟
علَّك تدركين حجم الفجوات التي لا تنتهي عند مفترق أحلامنا , وتطيش سابحة في دائرة كافرة بالمنطق المنسدح , فكيف أرخي هذا الرأس على كتفك ونوارس شجني غاضبة إليك طول النّهايات !
فسلامٌ عليكِ من صوت هادر يلمح عطرك الذي يسرق المسام من المسام ,


إنّي أركض خلف نَفسي المشرَّدة , خلف التيارات العصيدة وخوانق الوجوم , أستبيح المعنى حِرفَة دَمع , وأغلي في الحيرة بارد إنتسابي , علّ مزيدا ً من الإنصهار يرسمني , عابرا ً إلى غيمة , تفتعل طنين الآمال , علَّني إن بقيت صُدفة في وجودٍ آخر , أسترجع ذكريات ولادتي , وفرح الصّغار في مداعبة البراءة , أو أستطرد بالفتوَّة إلى العجز الأخير وأنهي حاجة الدَّمع في الاتّساع , فسلامٌ على الرأفة إذ تبلغ النَّواح جنينا ً يستقيل من معمعة الأرض ويدفن النهارات في ظهر الشرود ,


وتأتين يا سيّدتي سائحة في أروقة ابتلائي , وأنا أشاطرك الإقامة السَّرمدية التي تفتك بأوار مصيرنا , أحبُّك على الطَّريقة الأخرى التي تعكس الأزمان , نغتسل من شذرات المباعدة هربا ً إلى الارتخاء , إلى الحصَّة الكاملة من نصيب الحنين , نقفُ في الأجوبة التي تهمّنا , ونرمي الأسئلة وراء حدائق العيون , ونقطف الورد ذاك الذي يقبل الهُدنة في ايادي الخائبين .

عبدالإله المالك
12-21-2014, 08:17 AM
يا عبد الله إن قناديلك تفتح لنا أفقًا جميلا رغم كمية الحزن التي تعتري هذا النص
لك أزهار المنتصرين
:)

إبراهيم بن نزّال
12-21-2014, 11:38 PM
وأنهي حاجة الدَّمع في الاتّساع.
إلى الحصَّة الكاملة من نصيب الحنين.

فأي نفسٍ خطفت به روح الحرف في لوحة البوح هذه أيها الكاتب الأنيق،

شكرا لك، تحياتي

نادرة عبدالحي
12-22-2014, 01:44 AM
يفتري عليّ الدّمع بأقصوصة تُتلى رغمَ أنف الحَدَث ,
يقر الكاتب عبدالله مصالحة بأن الدمع كذب عليه بأقصوصة تُليت برغم أنف الحدث .
ما مصلحة الدمع أن يفترى مع أنه يأتي من مشاعر ؟ أيستطيع أن يحبكَ أقصوصة ؟
ولم يكتفي بذلك بل فرض سطوته وأخذ يتلو هذه الأقصوصة ...ما يبينه الكاتب في
هذه الجملة قوة تأثير الدمع فهو يُحرك مشاعر الاخرين ويحصل على مراده ..
تأتينَ متأخرةً كالفرح يا صغيرتي
تأتينَ متأخرةً كالفرح يا صغيرتي إذا لا فرق بين إنسان وإنسان الفرح يأتي
بجميع الأحوال مُتأخرا ....لأنه يأتي بعد مُعاناة بعد عُسر بعد وجع وبعد دعاء صادق .
وتأتين يا سيّدتي سائحة في أروقة ابتلائي
في الفقرة الثانية صغيرته أتت متأخرة كالفرح
وهنا هذه السيدة أتت سائحة في أورقة ابتلائهُ فكما هو معروف
أن السائح يزور المعالم او البلاد الغير بلاده بهدف كسب ثقافات
الشعوب الأخرى والترفيه عن النفس فهي أتت كسائحة لا ماكثة .
وكأنني ألمس روح من العتب هنا .يعتب عليها لأنها لا تمكث معه
أي لا تُشاطره ما حل به من ابتلاء ... على عكسه هو يقيم اقامة أبدية
بدوامٌ لا بدء له ولا نهاية هذه الإقامة السرمدية
وأنا أشاطرك الإقامة السَّرمدية التي تفتك بأوار مصيرنا
يا سيدي نصُكَ أوقع فكري بالأسر

بلقيس الرشيدي
12-22-2014, 02:06 AM
كُل الأشياء الجمِيلةْ تتركُنا لِلفقدْ ولِلتعبِ التائِهِ بينْ الزمانْ والمكَان !
حتى نُحاوِل ترتِيبْ الأشياء كما كَانت تبدُو منْ قبلِ الصُدفْ وقَبلْ أن يَستوطِنُنا كُل هَذَا اليأسْ المُمتد .

الغَوصَ فِي هَذَا الحبرِ نجاةْ ياعبدالله وإنتشاء لـ أبعد من إرتواء . ماشاء الله


http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

عبدالله مصالحة
12-24-2014, 12:04 PM
المفضال : عبد الإله المالك

الزهر يتفتح حين حضورك الحبر ليسطع أنجما ً , ممتنٌ لجميل إثرك يا رفيق .

عبدالله مصالحة
12-24-2014, 12:05 PM
إبراهيم آل لبّاد : الاريب

الشكر لكرم مقدمك الوفير , تحية وجمّ التقدير .

عبدالله مصالحة
12-24-2014, 12:06 PM
الاريبة : نادرة عبدالحي

جمال نهجكم في التَّحليل يثمن غاية الوَقع ودليل وعيكم سنابل تنبت إثر كلّ حرف , الشكر الشكر مع التقدير .

عبدالله مصالحة
12-24-2014, 12:07 PM
الاريبة : بلقيس الرشيدي

مَطرٌ كثير هو هطولكم هُنا , من الخافق شُكرا ً تليق ... تقديري.