وشوشة ... وأجراس

[صالحه حسين]

دهشة الأسرار في دمي تفيض حول سواحلها ..
بوشوشة ..
كلما لامست رائحة البوح شفاهي

[صالحه حسين]

كخرير الماء ينسكب صباحي ليتربع على عرش ذاكرتي ...
كهدير الماء يسقي كياني ليصب في جدول عيني ويغذي بصيرتي
أجلس على جسر الأماني .. أرقب تفاصيل الوجوه العابره ... وأكمل فنجاني

[صالحه حسين]

- أجراس الليل - تغني أغنية الأحراش
لأجمع ما تبقى من بعثرتي
في محاولة لهروبي إلى ركن شديد
لا وقت للبكاء

[صالحه حسين]

حديثك المتسرب من بين أصابعك نحو الغروب ... قاتل
يبعث في ذاكرتي نشوة الإحتضار


أعدني إلى عمق روحك .. فقد كنت فيك - مبتلة -

[صالحه حسين]

يسكنني حنين يشعل أنفاسي .. حتى بدت عظام ذاكرتي تنشد البقاء
سأجد لي مساحة بين الزحام .. لأتنفس الصعداء .. بين أقدامي المتعثرة

[صالحه حسين]

دعني أغير هندسة ذاكرتي .. لأمزق نهايات شفائي منك .. وأتقمص ملامح أخرى غير صالحة للنسيانوأزمزم الماء المندلق فوق شفاهي المتعطشة للشوق .. وأسكب ندائي المبلل بالحنين في جيوب معطفك

[صالحه حسين]

مد يده في جيبه وأخرج ممحاة ..
نظرت إلية مستغربة ..
لم تحمل هذه !
قال : هذه المجنونه تمسح كل ما اكتبه عنك تظن أنني أبالغ ..
ولكي تصدق أحضرتها لتراك

[صالحه حسين]

يطرزنا الوقت كل يوم بين عقاربه ..
حتى تندحر أصواتنا .. وتغيب في المدى
إنها الأرواح المهاجرة ... لا ترتد على كعوب رجليها

[صالحه حسين]

تتقلب الفصول على جسدي ... وترحل ...
إلا الشتاء يبقى ملتصقاً
أبحث عن لوحات دفء باهتة لأرسم بها ملامحي
لكن مضغة عشق تغرق في كياني
وتسند ظهر الروح لرجفة
وتتوسد خصري
فأميل كل الميل لبترها من أوعيتي

[صالحه حسين]

الوقت مطرا
وقطرات متناثرة تتراقص على حافة الكرسي
وفنجان قهوتي الرابض على صدر الطاولة يزفر حنقاً
ووشم على كتفي رفرف بجناحيه وطار
وكومة من الذكريات تجلس على حافة الكرسي المقابل
وبقايا من حروف تناثرت من جريدة الصباح على الأرض
وأنا ... وجسدي الذي تكثر فيه ثقوب الملل
ومنافذ روحي التي تكدس الأكسجين على منابتها
كان بقربي الزمن يلهو .. وأبتعد

[صالحه حسين]

تسرب صوتك من بين اصابعي
ولم يصُبّ داخل فمي - ولم ينبت داخل شفاهي
فهلا رتبتني بين حقائبك !
قبل الرحيل

[صالحه حسين]

وماذا عن القلب ...!
هل له في الصباح وجه السكوت
وفي المساء يتقد بشرر ...
سألفه بقراطيس حتى لا يحترق ويتعثر في خطى النسيان

[صالحه حسين]

أتعلم أن كل النوافذ تؤدي إليك ..
إلا ماكان منها حبيس الجسد
وأن أصابعي تتعثر على السطر كلما نطق بأسمك
حاولت مراراً تجاهلك ولكني ألتقيك على منافذ الروح عندما يشتعل الحنين إليك
الذي ينبش أغاريد الماضي الموصولة بك

[صالحه حسين]

أمتطي شعاع القمر وجدائل الليل ونسمات الهواء الباردة لأنتحل شخصية الفراشات
وأتخذ ملاذي بين منكبيك لأستمع لهمسات نبضك
يسكنني هدوء وبقايا من بنات الروح ووسادة ذكريات نخرها النسيان
وخلايا مخدره من ذوائب القدر وثرثرة دفاتر يعلوها صمت الغبار
وجرعات من مشاعر تلفظ دهاليز المستحيل
في هذه الليلة تبكي السماء وأغرق خلف حروفي في مرسمي لأعيد تلوين حياتي
هل تلاشى صوتي بين سندان الأمل ومطرقة الحنين ؟

[صالحه حسين]

إلى متى سأبقى الصمت وسط الضجيج .. الضوء وسط الظلام .. الوحده وسط الزحام
سأكتب لمن أجهله ويعرفني .. سأكتب لمن أحبه ويكرهني ... سأكتب لليل .. للفجر .. للصحراء .. للسُحُبِ
ربما كنت يوماً منطفئة الكلم .. ولكن اليوم أسمع قرع نعال حروفي وهي تغادرني - بعد أن تعصف بأفكاري - وهي ممتلئة بياض

[صالحه حسين]

صدى الأمس يجول في خاطري .. يعبث بأوردتي .. حتى تمتد بداخلي مدينة
في مُدُني يكثر الجفاف .. ويتسكع بين الروح والجسد
في جسدي .. صدى لحبال صوتي .. تذكرني بسالف الأيام
في يومي .. يسود نهاري الصمت .. حتى يصيبني هاجس النسيان
سأنسى .. ولكن .. لن يسقط من ذاكرتي ماحُفِر من صدى الأمس

[صالحه حسين]

سأزمزم الماء المندلق فوق شفاهي المتعطشة للشوق .. وأسكب ندائي المبلل بالحنين في جيوب معطفك فقد أدمنتك حتى شعرت أنك ترتع في تفاصيلي

[صالحه حسين]

سأكمل تمشيط شوارع عمري .. حتى يُسمع صوت خلخالي يستبيح صمت الأرصفة العارية من كل ضجيج

[صالحه حسين]

أقف على بعد ظمأ من رمل
تحت الأعمدة الباهتة
أضع يدي على تخوم المقابر
لأمنح الليل بعض حياة
وأتأبط ذراع الفجر القادم من خلف السحاب
أبحث عن موجة يتيمة
ومرآة بها شرخ القلب
تدثرت بأسمال الغيم
أهذي للأزقه خلف الشوارع المنسية
وصراخ الثكلى
يلوح في الأفق يحمل زنابق رملية
البكاء وحده لا يكفي
وصهيل الأبواب الممزقة
تختنق بأنينها كلما عبرتها الرياح
مثقلة بذكريات تعزف ناياً يتيماً
هناك يؤجج الوقت الأعرج قواحل صدري
حتى أودع أسراري حشو وسائدي
سأنطوي تحت جناح سرب الجراد
وأنزوي تحت سدر عقيم
وأحلق في سماء الخلاص
مكتحلة بنور عيني
ألوك الضوء!

[صالحه حسين]

في غمرة هواجسي .. أفتش في ذاكرتي عن عمر مضى
عن كثير من الإستفهامات التي لم تملأ جيوبي .. أملاً
عن تفاصيل تبرمت ، وتورمت ، وسقطت ، وأندثرت
تسألني مراراً : كم بقى لكِ من هزائمكِ!
يجيب القلب :سأمدّ رجلي على قدر الغفلة ..
ربما تمَرّ دون إصابتي بسهم

[صالحه حسين]

الهواء يختنق بأكسجينه ...
كلما عبر شط البحر
وصوت يختصر المسافات والتضاريس
ليلتصق بحنجرة الوقت
وقباب المدن الرمليه
تخفي بيدها ابتسامة مترهلة
ومشاعر تشطبت من الجفاف
أعقد صفقة مع بعضي
وأعجن خبز الأمل الباهت
لأتناوله في الغد مع بعضي الآخر

[صالحه حسين]

لن أنسى زحف مواسم وجهي لأغرق في حشود الموج
لن أنسى حدود الليل حتى يرنو الصباح بنوره
لن أنسى قطعة من الزمن تلوح لي كأغنية مغمورة تسكن عيني
سأكون هناك بخيالي كلما بدا لي طيف جميل
يصيب حنيني بإحساس مشبع بالودق وحبات المطر

[صالحه حسين]

تجعدتْ الأرض تحت قدمي وأهتزت .. بعد تقوس ضلعي كحانة مهجورة .. وتسلُق الخريف أشبينات
أوردتي .. وتساقطتْ أحلامي كأيكة هرمة تجثو على ركبتي أمام مقصلة الزمن
وأُغلِقتْ الأبواب ....
فلم يعُد هناك ما ينز ُّ منه ضوء يملأ قلبي .. إلا رحمة ربي

[صالحه حسين]

ضاعت دروب الأمس .. وأبتعدت ..
وأصبحت أفرغ جيوبي من الحيرة ...
سأجرّ خيوط الليل ، وأخيط بها أصابع الشمس
وأصنع عقداً من ظلال
لأنثره على وقتي .. وينبت لي الأمان

[صالحه حسين]

يتآكل جذع الحنين
والليل على شفا حفرة من بكاء
يسعل الوقت .. ويلبس الغيوم
لأ تعلق بدروب تكثر بها عثرات الأقدام
مات القلب .. ولم تبكِ الخيبة

[صالحه حسين]

سئمت نبضاً يتسلل داخل أحشائي يثرثر للعيون
سئمت مذبحة الأمل ولفحة ضياع وسخونة قهر
سئمت جماجم الذكرى وحواس تنزلق في الجسد العالق في الزحام
أقدام الغد تشير بسبابتها لكومة عراة تحت التراب
كلٌ ينظر بين شقوق أصابعه يبحث عن لون طغيانه
لم أتهيأ للعزلة بعد ...!
ربما بعد إرتماء التعب في أحضان المساء

[صالحه حسين]

ياشبيه القلب ..
أمسح الغمام عن عين السماء ..
ليقف زحف الجفاف عن عيني
ووقّع على ضلعي بسبابتك
ربما تفرش ظلك فوق نحري
فما زالت عاطفتك تحبو نحوي بفاصلة
وما زالتُ كاهنة أصوغ الأبجدية فوق حبل الماء

[صالحه حسين]

أخدش الليل ليسفر وجه الصباح
وأخطو خطوات على آثار لم يطأها أحد قبل
وأقيم نداء في محراب حروفي تستفيق عليها مدن الرمال
ياطائفاً حول حروفي سبعاً
هِزّ جذع المُقل لعلي أتساقط صحوا ..
فقد مللت غيبوبتي ...
وغيابي ..

[صالحه حسين]

أنشأ الليل للظل بكاء
وللبراعم ملامح خجل
ومرايا في عروق الماء
وألبسني ابتسامة حافية
كنت هناك أنسج من ضفائر جدتي الحب
الذي سافر مع أوراق الخريف
ستشلّ السعادة أطرافها
ونبواءت الليل تسري
وستصفَرّ القلوب يوماً بعد سنين عجاف
لتصلب نكهة الجرح المعفر بالطين
سأملأ فراغات وجودي بالودق
قبل أن تشرق عليه الشمس
وأعجن في فمي أغنية الفراشات
قبل أن يتزاحم الخريف بين ملامحي

[صالحه حسين]

كل مافي الكون يثير ضجه ، حتى السكون ، وملح الشواطيء ،
الصمت مذاقه مُر ، وهدب الأرض يتنفس بين أضلعي ..
ربما هو تكرار الفصول يطيل العمر لنستمر في التحليق ..
ونرتشف رضاب المطر

[صالحه حسين]

الوقت لايخشى المسير
والأماني تنطلق حافية تزدري عقولنا
والليل يغمض عينيه حتى لا يرى الشروق
والرياح المتثائبة تغني
أيها الشتاء المغرد فوق قمم الجبال
لن يغنِ عنك عطشي حتى يغيب الربيع بين السحاب

[صالحه حسين]

للسطور نحيب .. وللحزن ثقل على العين - دمعاً وألم -ولليوم ربكة وإنتظار
وبين الثواني تفاصيل عناء ..
وأعماقي ترثيني ..
وعيني ترسم في الظلام حدود ظلي على زجاج نافذتي
التي يوشوشها الندى

[صالحه حسين]

عندما أعلنت ثورة على الأرواح الوعرة ،والشرايين الخائنه ،والأحلام الحافية ، وجسدي الذابل ...أضأت لي جسدك .

[صالحه حسين]

تعثرت قدماي في ابتسامة ممزقه علاها الاصفرار من غبار الألم ..
فحملتها في جيب معطفي لأرممها وأرسمها على شفاهي

[صالحه حسين]

بعض الحروف تلوي يدي .. وتجبرني على الخضوع

[صالحه حسين]

غامض هذا المساء ،أشعر به يتسلل بين أوردتي ،اسمع صوت عواء جوعه
يزفر ما تبقى له من توابيت الأمس ،يشعل بينيدي الشموع ..ليشعرني بالدفء
ولكنه يصفّ حاويات الألم عند قدمي بدقة متناهية،حتى يحين الموعد .. فينزع صمام الأمان لغضبي

[صالحه حسين]

تمنيت لو كنت نسياً منسياً ،أو قنديلاً ملقى على قارعة الطريق
أو قطرة مطر تتسرب بين شقوق الأرض
أو فراشةً تلاحق أسراب النور
أو طيراً في أعالي الشجر يجرّ صوته ليغنى
الغريب في الأمر أني لُدِغتُ من عقارب الزمن ألف غُصّة
ولكن نكهة الألم في كل مرة لها مذاق مختلف
جعلتني قصيدة مُخلّقة من ضلع الليل

[صالحه حسين]

يزاحمني الصوت .. لا تشبث بفراغه ..
أترجمالصدى بحروفي .. أهمهم بين الماء والضوء ...
أعانق أنفاس الغيم .. أتمرد على فلك مجرتي
واختصر الحاضر بالماضي .. لأجمع أشلاء صورة غادرت عيني
وأغني أغنية الفصول السادرة حين تحتاج لخلخال قدمي

[صالحه حسين]

لو أني فقط أتذكر تلك الوجوه التي كانت تحيط بملامحي
كنت سأملأ سلالي بها وأعلقها على أغصان عمري
ربما يمر شتائي حافياً فألبسه بعضاً من قناديلها
ولكنها كانت كالألعاب النارية ..
أشتعلت ذات فتنة حول وسائدي
وتساقطت في غياهب جب الخريف

[صالحه حسين]

على بُعد موجة من صوت
رحلت الأغاني
وانتثرت صور العتمة
تلعق تراب المسافات
وضج الصمت بين التخوم
ووجهك الذي يسكنني !
يتبعه ميراث بكاء
كيف أنسى وهو يسألني مرارً
متى تستفيقي من الإحتضار الأخير ؟

[صالحه حسين]

للأنامل مقود الصباح ..
للأنامل صهيل أفكار .. صقيع خواء .. وهذيان هواجس خافت ..


للأنامل ابتسامة تركل صمتك - أحياناً - وتهذب وضعك النفسي في أول لمسة حرف ما .. يكاد يعصف بخيالك


تنتظر منك معشوقتك أن تمد لها جسر الحياة .. فلا تتوخى استجداء الأنامل .. كما لو أنها خليلتك السمراء
تجهش في مستودعها المفترض .. فتقوض كل أوهامك وآلامك .. لمجرد لمسة سحرية لأصابع تعدّ أعمار ابتسامتك
المفترضة مع الجنون والحب والحياة


للأنامل أبكيني .. وتبكيني السنين ..
تتبعني برحيقها أينما تعثر الرقص .. رقصي مع غانيات الأحلام
كالأيائل التي تتبع أميرتها المهجنة من فصيلة الأحلام والأوهام
عجلة الصباحات الدافئة بالبرد والبعاد وراء مقود الأنامل


عدد أصابع أيادي العالم ... أحبكم ...
وأشتاق لأقبل كل من راقه حرفي الخارج لتوه من طفولته النهارية ..

[صالحه حسين]

لا تعتذر ..
قد كان قلبي نابضاً قبل الفجر
واليوم ..
أسقيته الحميم حتى هلك
بالصوت .. بالتعنيف ..
باللوم الذي قد صاب صدري بخنجر
ثم هلك ..
وتعثرَ ..وتبعثرَ
وتدحرج .. وتحجر .. ثم سقط ..
قد كنت لي يوماً حبيباً ..
ولم تفكر بالهجر
ماذا جرى حتى تغير نغمتك ..
ماكان ذاك الصوت ..
يجرحني .. ولايسخر ولا يقهر ..
ولا حتى يفاخر بالنحر
ياليت قلبي يوم ناديته .. أنتحر
ياليته ابحر على موج التصحر وأندحر
ياليته طلب الإله البعد عنك وأستخر
لو كنت لي يوماً حبيباً ..صادقاً ..
ماصار قلبي قاسياً .. يقوى الصبر
لاتنتظر
مني عذر
مازال قلبي قاسياً ..
كيف الصبر
تغضب .. تثور ..
تقلب اليابس بحر ..
وأنا أعتذر
لم أجنِ منك إلا التعالي والضجر
يوم ابتسم ..
تهتز صواري الفرس ..ويغني البحر
ويمتليء الوادي ..شجر
يوم ابتسم ..
يفيض ماءالنهر .. ويصبح الجدول حدر
وأنت تخاصمني لاشفت بعيوني سحر .. وتعيش حذر
دهشة الايام في قلبي سأكتبها بسطر
وأذكرك ..
في يوم ستفتح لي البشائر .. والبصائر .. والقدر
وأخبرك ..
ماعاد عندي على أعصابك صبر ..وضاع العمر