تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كان شخصـا آخــــر


سعود القويعي
06-15-2015, 12:01 PM
رحم الله احمد شوقي حين قال ( الذكريات صدى السنين الحاكي )

وقد صدق في قوله , فالأيام والسنين المنصرمه تتشبث بالذاكره وتنزوي بين ثنايا الفكر , لافرق بين جميلها وسيئها وإن كنا نجنح دوما الى الجميل منها ونتأوه بعد استذكارها زفرة حرّى , وحسرة على ايام مضت , تلاشت حقائقها قسرا , بفعل السن وتوالي الأيام , وكأن ساعاتها اسوُدٌ جائعة شرهه تمر بنا فتأكل ولاتبقي لسعادة او اسىً غير ذكراه .
وانا في تأملي في لحظات وحدة صامته مشوشه تذكرت صديقا كنا نترافق سويا نعبث بالأيام قبل ان تعبث بنا , نحاكي الإنطلاق ونركل المسؤليات لجهلنا بها . ترافق تأتي فواصله بفعل النوم ومطالب الأهل .
ثم كالحلم طوت الأيام السنون تباعا . كبرنا وتغيرنا في الشكل وتطور السلوك فينا وراكمت الأحداث فينا خبرة , ودروسا علمتنا الكثير مما كنا نجهل . من سلوك بعض البشر ونواياهم في زمن كنا نراه بعيون الزهر نجهل مرارته وخبثه .
كانت اعمارنا في زمن البراءه وقسنا نحن على سوانا فثبت فشلنا وكم كان المرء غريرا لحد الغباء احيانا والسفه احايين اخرى , إنه الصبى بكل مافيه من تهور او عجلة او حماقة او سوء تقدير !

صديقي وابن جيراني وشريك ميولي او ماأعتقدته ميول في التفكير والأماني , رأيته بعد ثلاثة عقود من الزمن وقد تكون اكثر فلم احسبها جيدا !
رحبت به .. ثم سألته عن اخباره بعد فرقتنا ؟
قال لـي : ابدا اعيش حياة عاديه .
قلت له : اين احلامك ... لقد كنت مشعّا طموحاتك كالجبال !
ثم استدركت وسألته اذكر ان من امانيك ان تصبح ممثلا .
اتذكّرك وانت تقلد الاصوات وتلقي الكثير من النكات والطرائف .
ردّ علي محبطا : الا زلت تذكر . كانت اماني مرتهنه بفتى كبر فاختلف.

مضت حياتي في وظيفة عادية اعانتني على مطالب الحياة
قلت له : يعني سلمت من هذا الدّاء ؟ ولم تعد تلقي نكاتك .. سلكت طريق الجد ؟
قال : لاأعتقد .
ابتسمت وقلت له بعد ان تفّرست في وجهه : المس الايام تركت خطوطها على محياك النظر .. فأين تلك الصحة وذاك المرح ؟ ... لقد كبرت !
تنهد واجاب : لاتعجب لقد ظللت صغيرا طوال حياة امي حتى عندما كبرت وتزوجت وانجبت ... لم اشعر اني صرت كبيرا الا عندما فارقتني امي .
قلت له موافقا : صدقت ياصديقي فان المرء يظل صغيرا حتى تموت امه فيشيخ .
ودعته بعد ان اعطيته عنواني.. ولكني لا اظنه سيجيء ... كـان شخصاً آخر.

( من دفاتر ايــامي )
ســعود

بلقيس الرشيدي
06-15-2015, 11:16 PM
بِحلوها ومُرِّهَا نبقَى معها وبِها !
عَودة المطر ياسعُود فهنِيئًا لأبعادنا سطُور ذَاكرتك .


http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

سعود القويعي
06-16-2015, 12:27 AM
هلا بك اختنا الغاليه

انا موجود لكن المنتدى ... مسترخي


كوني بخير

عبدالإله المالك
06-16-2015, 04:48 PM
زان المكان
من خلال دفاتر الأيام

حييت يا أستاذ محمد
:)

عبدالرحيم فرغلي
06-16-2015, 05:06 PM
أستاذ سعود ،، وأنت تسترسل في الذكرى وجدتني أعود لأيامي وأتذكر ،،
لكن انتقال الحديث إلى الأم ،، وما نشعره من آسى بفقدها ،، لكن لحديثك هذا وقع آخر ،،
كم هن أنهار ،، إن مضوا جفت أرضنا ،، كل التحية والتقدير

رشا عرابي
06-16-2015, 06:24 PM
ويَبقى للذكرى رَنين يستعيد منّا الحنين إلى ما كان
ويستَعيدُنا قَسراً لِماضٍ كان

الراقي سعود
لِبوحك عطر اللحظة من توصيفها قائم
عفوي وقريب

بورِكَ حرفاً أنت له قائِد

حفظك الله يا أخي

سعود القويعي
06-28-2015, 08:18 PM
الأحبه /
عبد الإله
عبدالرحيم

الأنيقه/
رشـــا

لمدادكم عبير الزهر ورائحة المطر ... كونوا بخير دوما

ابوجمال

نادرة عبدالحي
07-02-2015, 09:41 PM
استوقفتني هذه الجملة
اقتباس:
قلت له : اين احلامك ... لقد كنت مشعّا طموحاتك كالجبال !
وتساءلتُ اين أحلامنا وطموح حسبناه لن يخبو ...اين أحلامنا الوردية ومن المسوؤل عن عدم تحقيقها
نحنُ...الظروف ....أقدرنا ... أبائنا ....إرادتنا .... خيبة أملنا من الحياة ؟؟؟
وتطول اللائحة ...
الكاتب سعود القويعي لتكن حياتكَ أجمل

سعود القويعي
07-03-2015, 12:32 AM
مترفة الكلم نــادره
وحياتك اجمل بإذن الله ياسديدة الرأي