للذي كنت أغني..!

[خديجة إبراهيم]

لا أعلم ما الذي أصاب حنجرة الحنين
حتى تكف عن الغناء عند ذكر اسمك..!

[خديجة إبراهيم]

أقولها للطريق
هل جربت مرة
أن تمسك يد الشمس
وتسيرا معاً
تدفئك تارة
وتشعلك أخرى
هل جربت مرة
أن تركض على جسد الوقت
وعقاربه تلسعك
تشق جيب الحقيقة
وفم الخيبة يصفعك.!

[خديجة إبراهيم]

فرّت على غير هدى
متعثرة الخطى
هاربة من اللاوجود..!
من يلّجم الريح في عين الشمس..!

[خديجة إبراهيم]

فلتغنّي
كلما شعرت بالفقد
ليرقص البنفسج في الحقول
ويخبرك الصمت عني..!

[خديجة إبراهيم]

اعرّني وجهاً يليق بكبر الكذبة
بجفاف الأمنيات وبكاء السنين..!

[خديجة إبراهيم]

وإني حين يأخذني الهوى حيثك
وحيث روحك المسجاة على شرفات الليل
وينفيني بلا عودة ؛ أخبرني بعدها كيف هو الرجوع
ولا طاقة لي أمتلكها ولا سبل الحنين تغلق أمامي..!

[خديجة إبراهيم]

لماذا تدمع عيناي حين تحدثني.؟!
لماذا تخنقني العبرة وأنا معك.؟
ما الذي يحدثه حضورك بي
ولماذا تتبدل خارطة العالم بلحظة
ويتشكل التاريخ بهمسة منك..؟!

[خديجة إبراهيم]

ماذا علي أن أقول لعينيك
و يد الغياب التي صافحتني بها
كيف أخبرها أني ضللت طريق العودة
وسكنتني المنافي..!

[خديجة إبراهيم]

لا تقلق فأنا استطيع المضي وحيدة من دون كتف اسند رأسي عليه
ومن دون معطفٍ يحميني من المطر..!

[خديجة إبراهيم]

خذني بين اشيائك
ازرعني هناك..
على الطاولة ..ليس للوقت أهمية..!
ودعني كتاباً بين يديك
وبين سطوره تحسس
حنيني إليك..!

[خديجة إبراهيم]

واتكأت على ظلي حين ظنّ بي أمسي
كم كان خاوياً حتى من الذكرى..!

[خديجة إبراهيم]

ورأيت صوتي في همهمة الريح
في رجف الشجر
يدرب حنجرة الحنين على النسيان.!

[خديجة إبراهيم]

كلما آنست ومضة في الروح
صوبني الليل في عِداد الأموات..!

[خديجة إبراهيم]

شُقْ جيب الوقت
من ذا الذي أفلسك
و أسرف فيك و ضيّعك..!
من ذا الذي أمات فيك الأمان
وعن درب اليقين أبعدك
أمض بوجه الحقيقة
وفوق سفوح الجبال
هنالك مسكنك..!

[خديجة إبراهيم]

ويسرقني خلسة ممن حولي
لأتفيأ ظلال عينيه الشاردة في المدى
العالقة في أديم اليّمِ
في النبض الراكض
في حقول البنفسج
كزهرة طوقها الليل وغفت..!

[خديجة إبراهيم]

هاتني منك و ردني إليّ ما استطعت إلى ذلك سبيلاً..!

[خديجة إبراهيم]

حين خبأت يدك في يدي
ودسست اصابعك في تجاويف قلبي
هل أخبرك النبض بأن الكون يقع عند اطراف اصابعك..؟!

[خديجة إبراهيم]

ويصوبني الليل سهاماً
في قلب الذكرى
في هجعة الأيام ..في الأحلام
في المنافي التي تسكننا
والدرب الطويل..!

[خديجة إبراهيم]

للذين تمنيناهم ولم نلتقي بهم
للآحلام التي طوقتنا بهم وغنينا سوياً لحن الخلود..!
للأماني التي حلقنا برفقتها معهم..!
نقرؤكم السلام والوجّد الذي لا يخبو..!

[خديجة إبراهيم]

يتكدس العطر بين ثنايا اللحظة التي تسبقني إليك
وتحلق الأماني في حضورك بنشوة..!

[خديجة إبراهيم]

ويمسك الليل يد اللحظة التي تطوقنا
يسافر بنا بين ثنايا الضوء ويرقص الوقت برفقتنا
ونغني له مسك الكلام.!

[خديجة إبراهيم]

وكيف ينام الشوق
وكيف نسكت صوت الناي في صدورنا
ونطلب من العصافير أن تكف عن الغناء..!

[خديجة إبراهيم]

هذا الليل الزاخر بك
يعديني للحظتي الأولى حين التقيتك
كيف رتبت النبض بلمسة من يديك..!

[خديجة إبراهيم]

يال هذا الفجر المورق بأنفاسك
المزهر من روحك
المنسكب بين جنبات روحي ويشرق بك.!

[خديجة إبراهيم]

يدي كانت تنصت لغناء يدك
وعزفك المنفرد عليها..آه مااعذبه
ومنذها والمطر يغني على نافذتي
ويترنم الغيم على اصابعي بنشوة..!

[خديجة إبراهيم]

يجيئني صوتك كناي في السحر
فأغدو كمعزوفة ظلت تراوغ السمع
واتوه في مدى الصمت..!
أيذكر قلبك تواشيح العطر..!

[خديجة إبراهيم]

الصباح الذي ينبثق من داخل روحك
يحيل صباحاتي وهجاً ومطر..!

[خديجة إبراهيم]

ساحرة تلك اللحظة التي تأتي بك
وهذا العطر الذي ينهمر
لا ليل يهدأ ولا نهار يكف عن الحنين
ممطر في حنايا الروح
عبق في ثنايا الضوء..
باللهفة التي تروي الحقول
يتساقط المطر رقراق كالنسيم..
ياجنة الروح والوجد العظيم..!

[خديجة إبراهيم]

قد تخوننا الأيام وتنسانا اللحظات
لكن تبقى الذكريات شاهدة على كثافة الجرح وعمق الوجع.!

[خديجة إبراهيم]

الصباح الذي ينبثق من داخل روحك
يحيل صباحاتي وهجاً ومطر..!

[خديجة إبراهيم]

في كل صباح تنبت سوسنة على نافذتي حين يعبرني صوتك..!

[خديجة إبراهيم]

ما الذي يفعله حضورك بي
يد تنثر الزهر واخرى ترتب المطر..!

عن عطري اتحدث..!

[خديجة إبراهيم]

تأخر الليل الذي يأتي بك
وانا ارقب يد الوقت التي تحملك إلي
واصافح بك الشوق الذي لا يهدأ..!

[خديجة إبراهيم]

هذا الذي تسكنه القصيدة
الغارق في مواسم البنفسج
في عمق اللحظة
في تراتيل الوجد
يسرقني خلسة من نفسي
فأتوسد الشوق على شفاه الليل
لتستكين روحي معه بسلام..!

[خديجة إبراهيم]

اخبرني كيف هو حزنك
فأنا ومنذ افتراقنا والليل يرتشفني على مهل..!

[خديجة إبراهيم]

وتورق الدروب المؤدية إليكِ يا أمي
بالصباحات التي بكِ تشرق
برائحتك التي تمطر في جنبات روحي
خذيني إليكِ فإني بكِ أُزهر..!

[خديجة إبراهيم]

يمسك الليل يد اللحظة التي تطوقنا
يسافر بنا بين ثنايا الضوء
يرقص الوقت برفقتنا
ونغني له مسك الكلام.!

[خديجة إبراهيم]

كل شيء بنا قد تكسر..
قل لي كيف جرحك..؟!

[خديجة إبراهيم]

لماذا تُفتح أبواب الذكريات على هذا الجرف العميق
من الوجع ، لماذا تصب صوت الحنين في صدري.؟!

[خديجة إبراهيم]

الأماكن..الوجوه..
المرايا التي تلاحقني
الرسائل التي خبأتها في الذاكرة
والوجع المسكوب بدمي..وصوتك..!
وجهان لعملة واحدة
بنفس اللحظة والتوقيت
والفاصل بينهما شهقة..!

[خديجة إبراهيم]

النهايات المتعبة.. على أعتاب الزمن تختال..!