مشاهدة النسخة كاملة : تحليل النص الشعري
عمرو بن أحمد
08-09-2015, 12:40 AM
سأورد هنا مجموعات محاضرات لمقرر تحليل النص الشعري (المستوى الثاني -دراسات عليا - قسم الدراسات الأدبية والنقدية بجامعة جازان ).. هذه المحاضرات هي جمع خاص بي إن ورد بها خطأ في تسمية -بعض المصطلحات- لمحاضرات الدكتور اسماعيل شكري أستاذ البلاغة والنقد بجامعة جازان .
أولا: تحليل مفاهيم:
التحليل الأدبي ، المنهج الأدبي، المقاربةالأدبية .
مفهوم التحليل:
هذا المصطلح أصبح واردا في العصرالحديث وارتبط به ، فلا نجده في العصرالقديم، حيث كان يستخدم بدلا عنه الشرح أو التفسير .وارتبط هذا المصطلح ( التحليل)بقراءة النصوص و شرحها وتفسيرها في عصر النهضة الأوروبية .
كما ارتبط ظهوره أيضا بالمناهج ،وعلم المناهج، والتي ستأخذ أبعادها مع ظهور علم اللسانيات ،فظهرت مجموعة من الكتب في هذا الشأن مثل "التحليل اللساني للخطاب الشعري " لطامين.
وفي العالم العربي ظهر في المغربالدكتور محمد مفتاح الذي أصدر كتابا في الثمانينات بعنوان "تحليل الخطاب الشعري ".وهذايؤكد أن مصطلح التحليل حديث في حين ما كان قبله التفسير، أو الشرح.
التحليل إذا: هو تفكيك النص إلى مكونات ، ومحاولة تأويل هذه المكونات .
وهو درجة أعلى من الشرح والتفسير،لأنه يفكك المكونات ويحاول أن يصف كل مكون ، وبعد ذلك يؤول.( تفكيك النص، وصفه ،تأويله.... مكون صوتي – مكون تركيبي-دلالي..)
وكل مكون يحاول فهمه ، ويحاول تأويله. منتقلا بذلك منمرحلة الشرح إلى مرحلة الوصف والتأويل.
ومما سبق فقد ارتبط التحليل بظهورعلم اللسانيات ، لنصبح أكثر إجرائية، ويصبح الناقد مطالبا بأن يمارس عملية النقد(analyze)
رشا عرابي
08-10-2015, 09:44 AM
؛
؛
الشَرح أو التفسير يُسهِب في تِبيان ما انطَوى عَليه النص من مفردات وغايات سيقَت بالكَلِم
بينَما التحليل أخالُهُ ضوءاً سُلّط على دَقائِق النص
باستِعاراتِه وما توارى خلفَ سِتارِ تعابيرِه من مقاصِد
الفِكر والقَلَم السامِق عمرو بن أحمد
لا حُرمناك نوراً يضئُ الفَيافي سُموّاً
لكَ التّحايا جُلّها اكبار
نوف سعود
08-14-2015, 03:17 AM
،
ظهور المناهج الحديثة في تحليل النص الأدبي
أعطى الأدب العربي زاوية بلوريَّة مضيئة مميزة!
شكرًا القدير: عمرو،
امتناني وتحية.
ساره عبدالمنعم
09-04-2015, 01:09 PM
شرح جميل ورائع
عبدالإله المالك
09-07-2015, 10:18 PM
جميل هذا أخي عمرو
واصل ونحن بانتظارك
:)
سيرين
11-01-2015, 12:52 PM
فن يُدرس
له من الادوات والمراحل والعناصر التي يعتبر النقد احد عناصر التحليل
وحتي لا يحيد عن معاييره المنهجية في رؤية التناول للنص
دام غيثك المضيء شاعرنا متابعين وننتظر البقية ~
تحية وتقدير
\\\
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 06:04 PM
شكرًا للعابرين وتحاياعاطرة وود يحفهم.
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 06:05 PM
ما علاقة التحليل بالمنهج ،أو ( المقاربة) ، والنظرية؟
أو ما الفرق بين التحليل ،والمنهج ( المقاربة) ، والنظرية ؟
أولا: النظرية والفرق بينها وبين المصطلحات:
النظرية : هي وضع تصورات فلسفية ، وفكرية ، وصياغة مفاهيم حول الأدب من خلال طرح سؤال ، ماهو الأدب ،وما وظيفته ، وماهي خصائصه؟
وبالتالي ظهرت النظريات كما ظهرت سابقا، اليونانية، العربية ، الواقعية، البنيوية ، السيميائية، التفكيكية، التشييدية. لتقدم لنا مفاهيم حول الأدب وتصيغ وجهة نظر حول الأدب ، بل لتصوغ تصورات عن الأدب ....مثل الانعكاس، الانزياح ، العلامة.
هذه النظرية إذا أسقطت على النص نكون في صلب التحليل ، والمنهج ، والمقاربة..
فتصبح تحليلا، ومنهجا ، ، ومقاربة.
هنا يتبادر إلى الذهن سؤال في غاية الأهمية ، هومالفرق بين التحليل*، والمنهج،
والمقاربة؟
بالنسبة لكلمة منهج : في الدراسات القديمة فإننا نجد مصطلح منهج ، كما لا حظنا ذلك أيضا في مصطلح التحليل، والذي استخدم بدلا عنه التفسير أو الشرح.
لكن مع تطور الهستولوجي – المعرفة الموازية للعلوم-* ستظهر فكرة المنهج ، والتي وظفت توظيفا ملتبسا في العالم العربي. بينما وجدناها في الغرب بأنها الطريقة المنهاجية التي يتبعها أصحاب منهج ما لدراسة نص ما.
وهذه الطريقة المنهاجية ليست موجودة كلباس جاهز ، بل على المحلل أن يأخذها من هنا وهناك .
فالمنهج البنيوي مثلا: هو مجموعة من التصورات التي تطورت ونمت عند مختلف النقاد ، لتستوعب ماهو مشترك عندهم مثل :تودروف ، طامين ، رولان بارت فلا يمكن أن تجد المنهج كاملا عند واحد منهم إنما مجموعة من التصورات والأراء عند هذا ، وذاك مهمة الناقد الجمع بينها والاستفادة منها.
إذا المنهج :مصطلح حديث يعني الدراسة ،أو الخطة التي يتبعها الناقد لدراسة نص ما ، مراعيا أن ليس هناك منهجا مخصصا ، وإنما مجموعة من الآراء والتصورات يجب عليه أن يجمع بينها ويستفيد منها.ويجب أن تكون منسجمة وليست متناقضة.
فليس مقبولا أن تقول : سأعمل بتحليل بنيوي، وفي نفس الوقت تأتي بالانعكاس.
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 06:07 PM
المقاربة: جاءت من منطلق " لا يوجد منهج جاهز عند شخص معين "
فعندما أقارب*بنيويا: آخذ مجموعة من المفاهيم عند مجموعة من النقاد،فليس هناك منهاجية محصورة جاهزة ، بل هو مقاربة نسبية لتصورات القارئ الي يستعير مجموعة من المفاهيم المهيمنة ، في تصور ما لتطبيقها على نص ما.
ومن هنا فتوظيف مصطلح المقاربة أقرب للعلم ، لأن المقاربة نسبية؛ وترتبط بالقارئ .
حيث حاولت أن تقترب للمعنى ، وبالتالي فهم النص وليس حصر معانيه.إذا هي أقرب للمعاني المتعددة ، والقراءات المتعددة.
تنقلنا من الحقائق المطلقة إلى الحقائق النسبية في معالجات الخطاب الشعري ، وبهذا فالمقاربة هي أقرب المصطلحات إلى الخطاب الشعري ، وتفكيك مكوناته، ووصفها وتأويلها.**
لذلك نفضل توظيف كلمة مقاربة للإحالة على المنهج ، وذلك بالنظر إلى ما تحمله من معان غير إسقاطيه ، أي أنها تحيل على تعدد القراءات ونسبيتها، وعدم جاهزتها عند باحث واحد.
إذا : نحدد المقاربات وطريقتها في التحليل بناء على المفاهيم المهيمنة [ لكل مقاربة مفاهيم مهيمنة عليها ].
وهناك شرطان أساسيان في خطة المقاربة :
أ- أن تكون المفاهيم في تلك الخطة هي المفاهيم المهيمنة عند كل الدارسين المنتمين إليها.( مثل المقاربة البنيوية ، المقاربة السيميائية ...) في معروفة بمفاهيمها المهيمنة الخاصة .
ب- يجب الانتباه إلى أن تكون المفاهيم الموظفة في مقاربة منسجمة وليست متناقضة .
بمعنى أن لا تجمع في المقاربة البنيوية بين مفهومين كالانعكاس والثنائية مثلا، لأن الانعكاس ينتمي إلى مقاربة أخرى ، هي المقاربة الاجتماعية ....
إذا لابد من مراعاة خاصيتين اثنتين هما :الانسجام ، وعدم التناقض.
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 06:11 PM
المقاربة البنيوية السيميائية
نماذج من معلقة امرئ القيس
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ
لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقُولون لا تهلكْ أسى وتجمّل
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصُلْبِهِ
وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَل
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ
بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
كأن الثريا علِّقت في مصامها
بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها
بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ
مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً
كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
كميت يزل الغلام الخف عن صهواته
كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونا
أثرنَ غباراً بالكديد المركل
يزل الغلام الخف عن صهواته
ويلوي بأثواب العنيف المثقلِ
لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة
وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ
فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه
عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة مُخْوَلِ
فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ
جواحِرها في صرة لم تزيَّل
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة
دِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
فظلّ طُهاة اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
ورُحنا يكاد الطرفُ يقصر دونه
متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَهلِ
فَباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ
وباتَ بعيني قائماً غير مرسل
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 06:20 PM
التحليل:
• أول مستوى للتحليل البنيوي السيميائي:
أولًا:المستوى الأيقوني البصري : Icon هو علامة بصرية يرتبط فيها الدال ( المكونات الصوتية ، النسيجية للعلامة، مثل المزهرية والورد الاصطناعي) والمدلول (المحتوى) بالمرجع (أصل تلك العلامة في الواقع أي الورد الحقيقي) بعلاقة طبيعية نسبيا.
فإذا أخذنا وردة مشكلة من البلاستيك :
الوردة : ايقون .
الدال : البلاستيك
المدلول : الوردة
المرجع: الوردة الحقيقية .
• لايوجد شكل في كتابة القصائد دون معنى .
ماهي دلالة الشكل البصري ؟
أرى شكلا عموديا
ما دلالته ؟
نحن أمام قصيدة شكلها عمودي ، وهذا الشكل يتكرر في جميع القصائد الجاهلية .
لماذا لم يختار الشاعر الجاهلي شكلا دائريا ؟
نؤول هذا المستوى الأيقوني عن طريق مفهوم الاستدعاء ، أو التداعي .
يتداعى إذا:
الثبات ، الروتين ، الكآبة .
القصيدة تؤشر بصريا على أننا أمام عالم ثابت ، عالم فيه روتين ، فيه أشكال تتكرر.
أيضا :
القيد مؤولة "أي ما أولناه نحن عن طريق التداعي"
ولكن سوف تتغير ، القيد سيتغير ..ستأولها تغييرات أخرى .
• نحن أمام قصيدة عمودية أمام قصيدة جاهلية يؤشر المستوى الأيقوني على القيد : الثبات ، القوة ، والقيد هو مؤولة اخترناه بين عدة مؤولات
وهذه القصيدة ليست وحيدة
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 06:21 PM
• المعنى الثاني: التأويل – التقليد
ربطنا بين مؤولة القيد وبين مؤولة شكل التقليد
• السميائية تذهب أبعد من الوصف :
طبقنا إلى الآن الأيقون ، التداعي ، المؤولة .
قادنا المستوى الأيقوني القيد والقيد يعني التقليد
في التحليل السيميائي لابد من التراتبية :
التزم الترتيب .
(1)الشكل : المدخل الأول للتحليل
(2)المستوى الدلالي :
موضوعه : المعنى – معنى القصيدة-
فنطرح فيه فرضيات وهي :
الفرضية الأولى : ماهي الصورة الأم التي تجمع القصيدة برمتها أو تختزل القصيدة برمتها ؟
هذه الصورة نعبر عنها من خلال كلمة يشيدها القارئ .
ونسميها بالصورة الأم لأنها ستوجد في جميع المستويات .
الصورة الأم : هي المعاناة .
الفرضية الثانية:
نوجد البيت البؤرة بالتداعي :
البيت البؤرة :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل بصبح وما الإصباح منك بأمثل
نجد أن هذا البيت يكون الصورة الأم، وهي صورة المعاناة ، وكل ما سيأتي هو تحد للمعاناة.
الفرضية الثالثة :
إنتاج مؤولة (تشييد) في جملة واحدة، هي بمثابة المعاناة .
المؤولة : تعبير الشاعر عن معاناته المتعددة الأوجه .
هنا سنحتاج إلى برهنة .
للبرهنة على مؤولة النص ،بمعنى نواته المعنوية نشيد ما يسمى بالمحور الدلالي . Semantic AXE
عمرو بن أحمد
11-14-2015, 08:39 PM
أحاول جهدي تقدمة التحليل في أسلوب تعليمي بعيدًا عن المقالي ... وفي نهاية الموضوع سأقدمه مقاليا كنص واحد مترابط ...لكم التحايا.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,