تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سأعتذرُ مني لنفسي!


مريم الخالد
10-10-2015, 05:35 PM
هذه الجحافلُ من الكلماتِ التي تكتبكَ،،
هذا التتار الإلهامي الذي يلوحُ بي من بعيدْ... ويسخرُ من صمتي.
لا تخفْ لن يهجيكَ نصي.. مَنْ مثلي لا يهجي من مثلُك!
إنه فقط نثرٌ لحزني،
ذاك الذي يفتح لي نافذةً من الماضي والحاضر حينما أتظاهرُ بكل ليلةٍ بالنوم كالمغفلين!





وتذكرْ أن الكتابة لا تغيرُ واقعنا أبداً
وتذكرْ أنني لطالما لعنتُ اقترافي جرمَ السردْ
لكن... ها أنا أعود ببوحٍ جديد...

وحينما تتفككُ أجزائي مع الكتابةِ وتتساقطُ صباحاتي ..
وتتعرى مشاعري،
تذكر أن تعيدَ لي قلباً من حديد!
قلباً لا يعرفكَ، لا يشبهك،َ ولا يبحث عنكْ!








ما بال الأبواب من القرع لا تهدأ !
~
~
~
ثمة عاشقٍ لدى بابي يطرقه بعنف، لا يدرك كيف يخطو خطوتهُ المتعثرة دوماً،
يبعثر من حوله ويزيد من أحزانهم،
ومن ثم يرجع آسفاً...
يطرق الأبواب الفارغة، يحدث جلبةً، يميل يمنة ويسرة،
يتحدث بكلام كثير مخيف،
بعد صمته الطويل الممل لقرون خلتْ ...
جاء لبرهة يفسر تأثيرات الفراشة على مرآة السيارات العابرة وقت نكستهِ ويعجب من مرور الآخرين وتأثرهم،
يشيرُ بأصابعهِ المرتجفةِ على التائهينَ من طريقهِ ويضحـكـــْ !
يتعارك مع من حوله كطاحونةِ هواءٍ،
يقول أنه على ما يرام، إنه فقط يريد أن ينام، لكن حروفه تكشف تلك الخيبة.
ثمة سنوات مضت يا سيدي تاهت من خارطتكــ...
حدث وأنْ سقطتْ وأنت مكلومٌ في دلهم حساباتك.

تأتي على استحياء وكلك أسف، يتململ حسك وتنتظر رداً سريعاً لعله يُرضي غرور الرجل فيك،
ولازلتُ أتساءل: كم من المرات عليك أن تطلب المغفرة وأنت متسمرٌ خلف الباب هكذا كعابر سبيل أضاع طريقه،
تدل على ضياعه ثيابُهُ الرثةُ وتأتأةُ مصطلحاتهِ ومخارج حروفه الغير مفهومة، ولكنته المبهمة،
ذلك الباب الذي آلفك والذي تطرقة بكل مرة بطريقةٍ خاطئةٍ ومملة!


تـــــُربكُ مساءاتي وتقطف زهوري اليانعة، تسرق منها عبق عبيرها ومن ثم تلقيها وراء وعودك،
تجعلها تقع في أحبولتك المعتادة ، تتركها بلا ماء وتذهب!

كيف يتشكل عند قصيدتك العمياء حروفها وكيف تكوِّن قافيتها الغير متجانسة مع وقع شطورها،
خذلتك أبياتك يا شاعر،
لا جرم أن الخذلان مرض يتسربل كداءٍ سارٍ معدٍ، و تطلب مني أنا ألا أصاب بالزكام!
أن أكون بخير وعافية وأنعمَ بقلبٍ يانع ٍسليم!



قل لي بربك يا رفيق الظلام، كيف للباب ألا يصدأ!
كيف أعود لروضك الذي أصابه التصحر، وكيف أرتوي بعد الآن من هذا القفر!
وكيف لنا أن نصل إلى سكة قطار ٍمتهاوٍ ...
كيف لنا أن نصل!



تقف صامتا ًدهوراً ،،،
وحينما يطيب لك الغناء تغني أغنيةَ ياسمينةٍ قمتَ بقطفها وسحقها وتطالبها من الفرحة أن تطير!
تتركني وحيدة كمتسولةً ذهب الماء من وجهها في قارعة الطريق، وتطلب أن أبتسم لهذا المصير!


وفي كل لحظة كنت تنساني فيها كنتُ أعيد هدم الأشياء التي رتبتها سابقاً معك،
وممارسة الخربشة على خريطة لحظاتي التي لاتعرف عنها شيئاً،
وأمزق غيوم الإنتظار التي شح غيثها ولم يعد ينزل المطر،
لأجد في نهاية اليوم كل شيءٍ قابل للكسر قد تحطم في لحظة تمرد مني،

وعند كل حفنةِ ألمٍ أتلقاها منك أتمرد على تمردي فـأسافر إليك..
سئمت مني الأماكن لكنها اعتادت زياراتي المتكررة الخائبة إليها ...

ولازالت الحيرة تملؤ رأسي.... هل ستتركني طويلاً أتعارك وظلي على ظهر رسالة سأتركها جانباً
لأمسح على جبين كرسي انتظاري الذي ثار علي هو الآخر،
وتذهب صامتاً وأنا في عقر هذا الضجيج!



يااااه ما هو شعورك حينما تقرأ ألمي حروفاً!
لا تعتذر بعد اليوم،
سأعتذر مني لنفسي، وأترك بعضي يعاتب بعضي وأطلب منها الصفح عنكَ وعني.










لن أقسم (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24905)

رشا عرابي
10-10-2015, 05:59 PM
يااااا لله يا مريم
يا ذاتَ الرسائِل الخالِدة بِتوصيف الأثر

أيُّ كَمٍّ من الأسى اعتَصَرَكِ زفَراتٍ أورَقَت في يَباسِ النبض حرف !
أيُّ صَمتٍ ذاكَ أحالَ من بَوحِك صَرخاتٍ جَلجَلت لها الحنايا واستعانَت بِمآقيها أُجاج ؟!

لله أنتِ ما أعذَبَكِ وما أندى ألمَكِ سُقياهُ أنَفَةً ليسَت تَخفى

تقف صامتا ًدهوراً ،،،
وحينما يطيب لك الغناء تغني أغنيةَ ياسمينةٍ قمتَ بقطفها وسحقها وتطالبها من الفرحة أن تطير!
تتركني وحيدة كمتسولةً ذهب الماء من وجهها في قارعة الطريق، وتطلب أن أبتسم لهذا المصير!

استوقَفَت منّي شَتات الحيرة لأصوغَ لِصَوتِكِ من صوتي صَدى.....

طوبى لَكِ ثمَّ طوبى لكِ يا عميقة

تحاياي كَمَا المطر وُدّاً

ساره عبدالمنعم
10-10-2015, 10:28 PM
راقيه روحك جدا يا مريم
سلم الحضور والنبض

عبدالرحيم فرغلي
10-11-2015, 10:34 AM
ما أجمل ما قرأت هذا الصباح ،،
أريد أن أشكر نفسي على وضع هذا النص أمام
بصري ، لأفوز بمتعة القراءة ، وبينما أنت
تعتذري لنفسك ، سأقبل نفسي كثيرا ، وأعدها أن نعود
سويا إلى هنا

هاني هاشم
10-12-2015, 09:47 AM
ترنيمة حرف
منها الصدى ترياق
للقلوب قبل الأحداق ....
نص لم يمنعه الشجن
من إرتياد ممالك الغيم
بوركت .. والنبض

أولجاي
10-12-2015, 10:38 AM
هنا ...
يكتمل شطرٌ قديم جعلته يستوطن آخر حنايا الفُقد
أجدتي في تصوير ما قد ينوح الخافي منه عجزاً ونوح

مودتي

جليله ماجد
10-13-2015, 07:12 PM
عندما يتوقف المطر تسأل اﻷرض عن جدبها ...أي قلب يتحمل هذا يا مريم ؟
إيه يا مريم .. تاهت الرسائل ..
و انتحر ساعي البريد ...
و اﻷرواح هواء عاصف ...
و كيف يهدأ الطين ؟
و كيف يكف الملح عن الجرح؟
و هل تتوقف الفراشات -يوماً- عن اﻻحتراق؟
نص جميل .. عميق .. كتب على ضلع من وجع ...
سلم القلب .. و اليراع ...
🌹

مريم الخالد
10-14-2015, 06:25 PM
يااااا لله يا مريم
يا ذاتَ الرسائِل الخالِدة بِتوصيف الأثر

أيُّ كَمٍّ من الأسى اعتَصَرَكِ زفَراتٍ أورَقَت في يَباسِ النبض حرف !
أيُّ صَمتٍ ذاكَ أحالَ من بَوحِك صَرخاتٍ جَلجَلت لها الحنايا واستعانَت بِمآقيها أُجاج ؟!

لله أنتِ ما أعذَبَكِ وما أندى ألمَكِ سُقياهُ أنَفَةً ليسَت تَخفى

تقف صامتا ًدهوراً ،،،
وحينما يطيب لك الغناء تغني أغنيةَ ياسمينةٍ قمتَ بقطفها وسحقها وتطالبها من الفرحة أن تطير!
تتركني وحيدة كمتسولةً ذهب الماء من وجهها في قارعة الطريق، وتطلب أن أبتسم لهذا المصير!

استوقَفَت منّي شَتات الحيرة لأصوغَ لِصَوتِكِ من صوتي صَدى.....

طوبى لَكِ ثمَّ طوبى لكِ يا عميقة

تحاياي كَمَا المطر وُدّاً
سلاماً وتحية،،،
أيا رشا ... إن كان لصرختي امتداد ووصل صداه إليكِ فلست عابئةً بذلك الشتات وتلك الحيرة ،


رسائلي خالدة بكمـ يا أخيــَّـة .... أشكركِ

مريم الخالد
10-14-2015, 06:28 PM
راقيه روحك جدا يا مريم
سلم الحضور والنبض

سلمتِ يا ساره ... أشكركِ على هذا الإطراء وليتني أستحقه!

مريم الخالد
10-14-2015, 06:41 PM
ما أجمل ما قرأت هذا الصباح ،،
أريد أن أشكر نفسي على وضع هذا النص أمام
بصري ، لأفوز بمتعة القراءة ، وبينما أنت
تعتذري لنفسك ، سأقبل نفسي كثيرا ، وأعدها أن نعود
سويا إلى هنا

جعل الله صباحاتك كلها سعادة أستاذي الكريم
متعتي وجودكم .. أهلا بك

مريم الخالد
10-14-2015, 06:48 PM
ترنيمة حرف
منها الصدى ترياق
للقلوب قبل الأحداق ....
نص لم يمنعه الشجن
من إرتياد ممالك الغيم
بوركت .. والنبض

أهلا بنصٍ يأتي بكَ يا هاني
أشكركَ

مريم الخالد
10-14-2015, 06:56 PM
هنا ...
يكتمل شطرٌ قديم جعلته يستوطن آخر حنايا الفُقد
أجدتي في تصوير ما قد ينوح الخافي منه عجزاً ونوح

مودتي
أولجاي يا أيتها الأنثى ،
مثلك يعرف كيف تخفي الأنثى نوحها وعجزها
وحينما تقوم بتصويره وإطلاقه للعيان يحدث جلبة ودوي حزنٍ لا تفهمه إلا أنثى مثلها....
أهلا بك أولجاي

مريم الخالد
10-14-2015, 07:00 PM
عندما يتوقف المطر تسأل اﻷرض عن جدبها ...أي قلب يتحمل هذا يا مريم ؟
إيه يا مريم .. تاهت الرسائل ..
و انتحر ساعي البريد ...
و اﻷرواح هواء عاصف ...
و كيف يهدأ الطين ؟
و كيف يكف الملح عن الجرح؟
و هل تتوقف الفراشات -يوماً- عن اﻻحتراق؟
نص جميل .. عميق .. كتب على ضلع من وجع ...
سلم القلب .. و اليراع ...
🌹


السؤال هو: هل سيتوقفوا عن إحراق الفراشات؟
فراشة مثلك لديها الجواب...
أهلا بالجليلة

بلقيس الرشيدي
10-15-2015, 11:37 PM
كُل إنتظارٍ لايأتي بِشيءٍ يأخُذنا إلى مُنحنى الهَاوِية ونبقَى هُناك نتشبَّث بـ العُزلة واللَّامُبالاة !
نصٌّ فارِه مُترفٌ بِروائِع اللُّغَة والسَرد أحسستُ وكأنِي أُسافِرُ معكِ للبعِيد حيثُ يكُونُ لِلرحِيل " وطن " !

رائِعة وأكثَر يامريم حماكِ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

مريم الخالد
10-26-2015, 10:31 AM
كُل إنتظارٍ لايأتي بِشيءٍ يأخُذنا إلى مُنحنى الهَاوِية ونبقَى هُناك نتشبَّث بـ العُزلة واللَّامُبالاة !
نصٌّ فارِه مُترفٌ بِروائِع اللُّغَة والسَرد أحسستُ وكأنِي أُسافِرُ معكِ للبعِيد حيثُ يكُونُ لِلرحِيل " وطن " !

رائِعة وأكثَر يامريم حماكِ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)
وللمنفى وطنٌ أيضا يا بلقيس !
كفاني اسمك هنا يا جميلتي .. أهلا بمحياكـِ

عبدالله مصالحة
10-28-2015, 07:46 AM
واجم كجبال الارارات هذا الوجع المُعاتب بكلّ تمكَّنه الحبري وتصريفه الصوريّ , يشغل مساحة البكاء بتعريفات تبثّ واقع الواقع وحلم الغليان القابع لبّ عتادة الشَّكوى , جميلٌ أن تعتذر لنفسك ولآخَرك لسعة صدرك في الوجع والحنين , وجميل أن نكتبنا دون صمت حين نغضب أو يُفتعل صدر البداهة إلى تمكين .


قلم بصير الاتيان جميل تعابير الفنيَّة المصورة ببديع لغة وتصاريف .. تقديري للجمال .

نادرة عبدالحي
11-01-2015, 03:39 PM
نهرا من العطر يتدفق من رسائل قلمكِ وأُمسياتكِ
بوح جذوره من قلب يتكاثر بمحبته فيصنع الجمال الذي يُبهر قارئكِ .
دمتِ بخير شاعرتنا مريم الخالد

سَارة القحطاني
11-02-2015, 11:40 PM
..
الله الله يا مريم
إنني أتمزق كلّي هُنا كما لو كنتُ الغيمة التي شحّ غيثها !
كما لو كنت الباب الذي ألف وجهه , وبكت عُتبته عليه .


غنيةُ أنتِ بأبجديتكِ ,
و عميق الأثر الذي يتركه نصٌ كهذا في أعماقنا لا يمكن بأي حالٍ
من الأحوال أن ينسى , أن يمحى !

لا نضب لكِ مداد :icon20:

مريم الخالد
12-01-2015, 07:33 PM
واجم كجبال الارارات هذا الوجع المُعاتب بكلّ تمكَّنه الحبري وتصريفه الصوريّ , يشغل مساحة البكاء بتعريفات تبثّ واقع الواقع وحلم الغليان القابع لبّ عتادة الشَّكوى , جميلٌ أن تعتذر لنفسك ولآخَرك لسعة صدرك في الوجع والحنين , وجميل أن نكتبنا دون صمت حين نغضب أو يُفتعل صدر البداهة إلى تمكين .


قلم بصير الاتيان جميل تعابير الفنيَّة المصورة ببديع لغة وتصاريف .. تقديري للجمال .

رؤيةٌ تنير ظلمة متصفحي هي رؤيتك يا عبدالله
أشكرك كثيراً ...

مريم الخالد
12-01-2015, 07:34 PM
نهرا من العطر يتدفق من رسائل قلمكِ وأُمسياتكِ
بوح جذوره من قلب يتكاثر بمحبته فيصنع الجمال الذي يُبهر قارئكِ .
دمتِ بخير شاعرتنا مريم الخالد

تخجل حروفي أمامك يا نادرة
أشكرك يا جميلتي ،،،

مريم الخالد
12-01-2015, 07:37 PM
..
الله الله يا مريم
إنني أتمزق كلّي هُنا كما لو كنتُ الغيمة التي شحّ غيثها !
كما لو كنت الباب الذي ألف وجهه , وبكت عُتبته عليه .


غنيةُ أنتِ بأبجديتكِ ,
و عميق الأثر الذي يتركه نصٌ كهذا في أعماقنا لا يمكن بأي حالٍ
من الأحوال أن ينسى , أن يمحى !

لا نضب لكِ مداد :icon20:

راق لي كثيراً تقييمك لي كمجرمة! :)
يدان حرفي على ذلك فقاضيه عني، واحكمي ببرائتي يا حلوتي،


بل المزن أنت التي لا يشح غيثها ولا ينضب يا ساره ، أشكرك