منذر أحمد العاتي
10-26-2015, 12:02 AM
بين الزوايا المهجورة وبقايا الكلمات المبتورة يتوارى سرداب مظلم ، تسجن فيه الأرواح التي ضاقت بها الدنيا، وقست عليها الأيام ، تلك الأرواح التي أضاعت وِجهتها عند مفترقات الطرق ، وقوارع السنين .
حادث ربما يفقد الإنسان على إثره شكله ، تختفي فيه ملامحه فلا يعود يتعرف على نفسه ، فلا أفعاله تذكره به ، ولا أفكاره تنمي إليه ، يشعر أنه يمشي
إلى غير وجهة
إلى غير طريق
فقط ، خطوات مسرعة ، لا تعلم ما تريد ، المهم أن تجري !.
سبحان الله!
كم بين الضياع والموت من شبه ، فما الضائع إلا ميت يمشي بكفنه بين الأحياء و ما أكثر ألائك !
كأن تستيقظ يوما على ضجيج الفراغ على صراخ يستوطنك ، على دوي شيء تعودت عليه رحل في ديجور ليل دون أن يستأذنك .
تلك اليد الناعمة ، كم أحن إليها ؟
أوَّاهٍ !
كم اشتقت إليَّ ؟!
إلى نفسي
إلى حضنها الدافئ
إلى مجالسها الساخنة
إلى شجارنا ، إلى تراشقنا ....
فأن تفقد نفسك ، فيذهب ريحها
كالحريق عندما ينشب وتتطاول ألسنته ، فلا قدرة لدينا على إطفاءه ، فقط نشاهد أنفسنا
وهي تتآكل ، تتهاوى
كشجرة أرهقها الخريف
كعجز ليلة أتت عليه أصوات الفجر
**************
ما أقسى ليالي الشتاء !
كيف أقطعها وقد صرت وحيدا ، و لم يبق مني إلا ظلي .
يا رفيقي، إن صمت العقل أفظع الخرس فعندما يعتزل الكلام ويغلق مضماره في وجه الأفكار ، فكبر عليك أربعا !
يجب أن تعلم يا عزيزي أن فقدان المملكة لذاك القائد الحكيم الذي لطالما أنقذها من أفواه المهالك ، إيذانٌ باندثارها و أُفول نجمها ، فإذا أضرب العقل عن الحديث ، ظل صاحبه كالأعمى يلتمس الطرقات ويتحسس الدروب دون نور يرشده ، دون حارس يحرسه من شر الحوادث ، يفسح المجال للأفاكين الذين يتعاورونه كل يأخذ بيده يدَّعي صلاحه وما هو إلا شيطان بمسوح راهب!
إن الحياة هي ثرثرة العقل ،هي جنونه ، هي عباراته الشائكة ، هي معادلته المعقدة ، فهي طفل يربو على فراشه الفسيح ، على ضجيج نقاشاته المشتعلة ، وتساؤلاته التي لا تنتهي ، فليست الحياة حِجَجًا تَتَجَرَّمُ ولكنها أفكار تنمو وتترادف .
*********************.
هل فكرنا يوما كيف نبدو إذا قاطعتنا قلوبنا ، إذا هجرتنا؟
مؤكد أنه إذا نظر سوادنا في المرآة فلن يتعرف على قلبه، على ذلك الطفل الذي كان يبني القلاع على شاطئ البحر؛ لأنه لن نكون في هيئة تشبه إنسانًا بل في صورة مصطنعة ،فلا مشاعر ،ولا أحاسيس ، لا شيء يشبه ما خص الله –جل وعلا- به الإنسان كروبوتات الصين !.
ولكننا جبناء لا نجرُأُ على النظر في المرآة
إن القلب هو الإنسان ، فهو حديثه الصادق، وأحاسيسه ومشاعره هي من تسمو بنا عن حيز البهيمية إلى المقامات العلية، وهومن يجيد تلوين الحياة هو من يستطيع أن يكسوها بأكثر من الأبيض والأسود .
لقد تشابهت أيامنا لما ظلمنا قلوبنا ، لما جرحناها ، لما أسأنا إليها فهجرتنا وتركتنا فريسة الشهوات ، والأطماع .
يا قلوبنا إنا نعتذر عن كل شيء .، لقد أسأنا إليك كثيرا
حادث ربما يفقد الإنسان على إثره شكله ، تختفي فيه ملامحه فلا يعود يتعرف على نفسه ، فلا أفعاله تذكره به ، ولا أفكاره تنمي إليه ، يشعر أنه يمشي
إلى غير وجهة
إلى غير طريق
فقط ، خطوات مسرعة ، لا تعلم ما تريد ، المهم أن تجري !.
سبحان الله!
كم بين الضياع والموت من شبه ، فما الضائع إلا ميت يمشي بكفنه بين الأحياء و ما أكثر ألائك !
كأن تستيقظ يوما على ضجيج الفراغ على صراخ يستوطنك ، على دوي شيء تعودت عليه رحل في ديجور ليل دون أن يستأذنك .
تلك اليد الناعمة ، كم أحن إليها ؟
أوَّاهٍ !
كم اشتقت إليَّ ؟!
إلى نفسي
إلى حضنها الدافئ
إلى مجالسها الساخنة
إلى شجارنا ، إلى تراشقنا ....
فأن تفقد نفسك ، فيذهب ريحها
كالحريق عندما ينشب وتتطاول ألسنته ، فلا قدرة لدينا على إطفاءه ، فقط نشاهد أنفسنا
وهي تتآكل ، تتهاوى
كشجرة أرهقها الخريف
كعجز ليلة أتت عليه أصوات الفجر
**************
ما أقسى ليالي الشتاء !
كيف أقطعها وقد صرت وحيدا ، و لم يبق مني إلا ظلي .
يا رفيقي، إن صمت العقل أفظع الخرس فعندما يعتزل الكلام ويغلق مضماره في وجه الأفكار ، فكبر عليك أربعا !
يجب أن تعلم يا عزيزي أن فقدان المملكة لذاك القائد الحكيم الذي لطالما أنقذها من أفواه المهالك ، إيذانٌ باندثارها و أُفول نجمها ، فإذا أضرب العقل عن الحديث ، ظل صاحبه كالأعمى يلتمس الطرقات ويتحسس الدروب دون نور يرشده ، دون حارس يحرسه من شر الحوادث ، يفسح المجال للأفاكين الذين يتعاورونه كل يأخذ بيده يدَّعي صلاحه وما هو إلا شيطان بمسوح راهب!
إن الحياة هي ثرثرة العقل ،هي جنونه ، هي عباراته الشائكة ، هي معادلته المعقدة ، فهي طفل يربو على فراشه الفسيح ، على ضجيج نقاشاته المشتعلة ، وتساؤلاته التي لا تنتهي ، فليست الحياة حِجَجًا تَتَجَرَّمُ ولكنها أفكار تنمو وتترادف .
*********************.
هل فكرنا يوما كيف نبدو إذا قاطعتنا قلوبنا ، إذا هجرتنا؟
مؤكد أنه إذا نظر سوادنا في المرآة فلن يتعرف على قلبه، على ذلك الطفل الذي كان يبني القلاع على شاطئ البحر؛ لأنه لن نكون في هيئة تشبه إنسانًا بل في صورة مصطنعة ،فلا مشاعر ،ولا أحاسيس ، لا شيء يشبه ما خص الله –جل وعلا- به الإنسان كروبوتات الصين !.
ولكننا جبناء لا نجرُأُ على النظر في المرآة
إن القلب هو الإنسان ، فهو حديثه الصادق، وأحاسيسه ومشاعره هي من تسمو بنا عن حيز البهيمية إلى المقامات العلية، وهومن يجيد تلوين الحياة هو من يستطيع أن يكسوها بأكثر من الأبيض والأسود .
لقد تشابهت أيامنا لما ظلمنا قلوبنا ، لما جرحناها ، لما أسأنا إليها فهجرتنا وتركتنا فريسة الشهوات ، والأطماع .
يا قلوبنا إنا نعتذر عن كل شيء .، لقد أسأنا إليك كثيرا