سلمان ملوح
12-23-2015, 12:19 PM
وليس هذا بِدعاً من فعل تلك الأوساط الغربية , فهي لا تفنك تكيد الإسلام , وتسعى في محاربته بشتى الوسائل , ومن آخر أفعالهم رسمهم الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وفعلهم هذا دليلُ عجزهم وانهزامهم أمام الإسلام ؛ فالاستهزاء هو آخر سهم يجده الباطلُ في كنانته ليرميَ به الحقَّ فلا يلبث أن يتكسر على صخرة الحق الصماء ! أو هو آخر صُبابة يجدها الباطلُ في شنّه ليريقها على سراج الحق فلا يزداد سراجُه إلا ضياء إلى ضياء! لا يزال الباطلُ يجد له مرتعاً خصبا , ومورداً عذبا في عقـول النـاس , حتى إذا حلّ بساحته الحق فأفاقت العقول من رقدتها وهفت إليه بأفئدتها ضاق الباطل به ذرعا وجُن جنونه ـ لا سيما وهو يرى الحق ظاهرةً حجته , عاليةً كلمته ـ فأخذ يتطلب كل سبيل لدحر الحق وإلقاء الشبه عليه وصد الناس عنه , ولكنّ شيئاً من ذلك لا يُغني عنه ولا يصرف الناس عن صوت الحق ولا يزدادون إلا إقبالاً عليه ورغبةً فيه ؛ حتى إذا استنفد الباطلُ كل وسيلة , وأتى على ما في وسعه من طاقة لجأ إلى الاستهزاء ! وهو يعلم أنه لن يغنيَ عنه إلا كما أغنى عنه كيده السابق ؛ بل لو وجد الباطلُ حجةً يدفع بها عنه الحق لعوّل إليها ولما لجأ إلى مهنة الاستهزاء الرخيصة , وأنى له ذلك .
إنّ الجاهلية الأخيرة ليست إلا صورة طبق الأصل للجاهلية الأولى ؛ فالباطل واحد وإن تعدد حملة لوائه ؛ فعندما بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالحق ضاق به الباطلُ وأهلُه وسعوا جاهدين لإطفاء نوره بكل وسيلة وإلقاء الشبه عليه بكل حيلة ؛ فتارة يقولون سـحـر ؛ ليُخيفوا الناس ويصرفوهم عن سماعه , وتارة يقولون شعر وأساطير الأولين ؛ ليهوّنوا شأنه عندهم , وتارة يأخذون الناس بالترهيب في صدهم عنه وأخرى بالترغيب ... وما زال هذا هجِّيراهم حتى إذا وجدوا الحق ينتشر, وباطلهم يندحر, أجمَعُوا اليأسَ ولجأوا إلى حيلة العاجز وهي الاستهزاء ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) (وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولا )
وهذا هو شأن الجاهلية الأخيرة أيضا ؛ فإنهم لم يُقصّروا يوماً في صد الناس عن الإسلام , وتشويه صورته , وإضعاف حجته ولكنهم يرون سعيهم يقود إلى ضده ؛ فالإسلام ينتشر ـ على قلة ما يُنفق المسلمون في الدعوة إليه ـ ودينهم وكيدهم يندحر ـ على كثرة ما ينفقون في الترويج له ـ ألا تراهم ينتدبون دعاتهم , وينفقون أموالهم ويستحثون إعلامهم وكتابهم ... كل ذلك في سبيل نصر باطلهم وصد الحق , وما هي النتيجة ؛ أوروبا وأمريكا تتجهان إلى الإسلام , وتندحر فيهما عصور الظلام ! ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ! حتى هالهم ذلك وأفزعهم وأقض مضاجعهم وأصبحوا ينادون بمحاربة الأسلمة كما يقولون ! ( والله متم نوره ولوكره الكافرون ) ولكن الكيد لم يغن عنهم إلا كما أغنى عن سادتهم السابقين فلجأوا إلى الاستهزاء حيلة العاجزين , وبضاعة الكاسدين , فما كان منهم إلا أن رسموا الصور الهازئة بنبي الإسلام , ولا والله ما نالوا منه ولا من شئ مما جاء به بقدر ما نادوا على أنفسهم بالعجز والانهزام .
إنّ الجاهلية الأخيرة ليست إلا صورة طبق الأصل للجاهلية الأولى ؛ فالباطل واحد وإن تعدد حملة لوائه ؛ فعندما بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالحق ضاق به الباطلُ وأهلُه وسعوا جاهدين لإطفاء نوره بكل وسيلة وإلقاء الشبه عليه بكل حيلة ؛ فتارة يقولون سـحـر ؛ ليُخيفوا الناس ويصرفوهم عن سماعه , وتارة يقولون شعر وأساطير الأولين ؛ ليهوّنوا شأنه عندهم , وتارة يأخذون الناس بالترهيب في صدهم عنه وأخرى بالترغيب ... وما زال هذا هجِّيراهم حتى إذا وجدوا الحق ينتشر, وباطلهم يندحر, أجمَعُوا اليأسَ ولجأوا إلى حيلة العاجز وهي الاستهزاء ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) (وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولا )
وهذا هو شأن الجاهلية الأخيرة أيضا ؛ فإنهم لم يُقصّروا يوماً في صد الناس عن الإسلام , وتشويه صورته , وإضعاف حجته ولكنهم يرون سعيهم يقود إلى ضده ؛ فالإسلام ينتشر ـ على قلة ما يُنفق المسلمون في الدعوة إليه ـ ودينهم وكيدهم يندحر ـ على كثرة ما ينفقون في الترويج له ـ ألا تراهم ينتدبون دعاتهم , وينفقون أموالهم ويستحثون إعلامهم وكتابهم ... كل ذلك في سبيل نصر باطلهم وصد الحق , وما هي النتيجة ؛ أوروبا وأمريكا تتجهان إلى الإسلام , وتندحر فيهما عصور الظلام ! ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ! حتى هالهم ذلك وأفزعهم وأقض مضاجعهم وأصبحوا ينادون بمحاربة الأسلمة كما يقولون ! ( والله متم نوره ولوكره الكافرون ) ولكن الكيد لم يغن عنهم إلا كما أغنى عن سادتهم السابقين فلجأوا إلى الاستهزاء حيلة العاجزين , وبضاعة الكاسدين , فما كان منهم إلا أن رسموا الصور الهازئة بنبي الإسلام , ولا والله ما نالوا منه ولا من شئ مما جاء به بقدر ما نادوا على أنفسهم بالعجز والانهزام .