مشاهدة النسخة كاملة : قراءة أوليّة لـ نص أبعادي (1)
يحيى الحكمي
01-25-2016, 10:15 PM
يعتقد كثيرٌ من أصدقائنا أن زاوية النقد الأدبي ،، هي زاوية معقّدة ، وخاصة بخريجي اللغة العربية ، وأقسام النقد والأكاديميين ،، وحسبي أنّ تلك النظرة - خاصة في المواقع الأدبية - نظرةٌ قاصرة ، مخطئة في الرمية ، !
بلا شك أن للنقد أسس وقواعد وهو علم بذاته ، له أصوله وفروعه ، وهواته ُ وعشاقُه ومريدوه ،،
غير أنّ ثمة نقد في عين كل إنسان ، ورأي في فكر كل قارئ ، وتذوق في إحساس كل مشاهد ،،
ومن هذا المنطلق الواسع الرحب ، نفتح باباً جميلاً لتذوق نصوص زملائنا الشعراء وكتاب النثر الفني والقصة في أبعاد
نقرؤها من زاوية نقدية ( تذوقية ) بشفافية مع لين ، ونقد مع شدّة ،،!
نذكر المحاسن البلاغية وطرق التشبيه ، كما نشير للجودة النحوية ، بالضبط كإشارتنا وتوجيهنا الأخوي للعيب الشعري والخطأ ، ولو قال كذا لكان أولى !!
وبهذا : نطوّر ذائقتنا ونكسر الحاجز الممتلئ غالباً ثناءً وشكراً وفقط
وبالمناسبة الجميلة ففي أبعاد أساتذة في النقد ،، والتحليل مما سيعينوننا على نجاح الفكرة ، بمشاركتهم وقراءاتهم النقدية ( التذوقية ) لنصوص المبدعين
دمتم بخير
يحيى الحكمي
01-25-2016, 10:20 PM
نص ( إلى النفس الطيبة )
( أبعاد - الشعر الفصيح )
( سلمان ملوح )
عز الفقيد وطال حزن الفاقدِ
. لم يسلُ عنه وماالفقيد بعائدِ
كل المصائب هان عندي أمرها .
وسلوتها إلا مصاب الوالدِ
لا زلت أسمع في المجالس ذكره
. لم تخلُ من داعٍ له أو حامدِ
مات الكرام ولم تمت ذكراهم .
تبقى مآثرهم لذكر خالدِ
شهد الرجال له بكل فضيلة .
فله الشهادة عند أعدل شاهدِ
شهدوا له بحيائه وعفافه .
لم يسع يوماً في سبيل مفاسدِ
ما كان يُعهد عنه منذ شبابه
. إلا التقاة وكل خلق ماجدِ
والله ما يُوفيك حقك يا أبي .
مدحٌ ولا يُوفيك جزل قصائدِ
ولئن تفاخرت الرجال بوالد .
لأنا أحق الفاخرين بوالدِ
عاش الحياة من الكرام وجاءه
. في أكرم الأيام أكرم وافدِ
صلى الغداة ومات بعد تمامها
. نعم الختامُ ونعم موت العابدِ
ما أضحى إلا في الجنان منعما
. في ظل وارفة وماء بارد
يحيى الحكمي
01-25-2016, 10:23 PM
عائدٌ لقراءة النص ،، وبانتظاركم
عائِشة محمد
01-26-2016, 04:31 AM
يعتقد كثيرٌ من أصدقائنا أن زاوية النقد الأدبي ،، هي زاوية معقّدة ، وخاصة بخريجي اللغة العربية ، وأقسام النقد والأكاديميين ،، وحسبي أنّ تلك النظرة - خاصة في المواقع الأدبية - نظرةٌ قاصرة ، مخطئة في الرمية ، !
بلا شك أن للنقد أسس وقواعد وهو علم بذاته ، له أصوله وفروعه ، وهواته ُ وعشاقُه ومريدوه ،،
غير أنّ ثمة نقد في عين كل إنسان ، ورأي في فكر كل قارئ ، وتذوق في إحساس كل مشاهد ،،
ومن هذا المنطلق الواسع الرحب ، نفتح باباً جميلاً لتذوق نصوص زملائنا الشعراء وكتاب النثر الفني والقصة في أبعاد
نقرؤها من زاوية نقدية ( تذوقية ) بشفافية مع لين ، ونقد مع شدّة ،،!
نذكر المحاسن البلاغية وطرق التشبيه ، كما نشير للجودة النحوية ، بالضبط كإشارتنا وتوجيهنا الأخوي للعيب الشعري والخطأ ، ولو قال كذا لكان أولى !!
وبهذا : نطوّر ذائقتنا ونكسر الحاجز الممتلئ غالباً ثناءً وشكراً وفقط
وبالمناسبة الجميلة ففي أبعاد أساتذة في النقد ،، والتحليل مما سيعينوننا على نجاح الفكرة ، بمشاركتهم وقراءاتهم النقدية ( التذوقية ) لنصوص المبدعين
دمتم بخيرهو كما أدليت و قد أوفيتْ. النقد فن، و الفن قابل للتعلم و التذوق و الممارسة حتى. فليس النقد درجة من الحرفية، و إنما كما الكتابة. تتدرج فيه مراحل الإتقان؛ و كما القارئ قادر على تذوق ما يقرأ، فالقارئ لديه من القدرة على ما يمكنه من تذوق النقد كذلك. و لكم هو أمر جيد جميل أن تفتح باباً كهذا، نتذوق فيه الشعرو القصيد، النثر و القصة، و كل ما ينثر في أبعاد من الأدب. لكن، في حين أنك ابتدأت بنص سلمان ملوح "إلى النفس الطيبة"، أود أن لا أظلم هذا النص. قد قرأته، مرة تلو أخرى و ثلاث؛ و لا أتمكن من مصافحته و بلوغه. بكل أسف أقول، أني لستُ جيدة مع الشعر و القصيد، لا علاقة جيدة تربطنا. لذلك، لا و لن أظلم هذا النص في الحديث عنه بينما أنا لم أصل إليه بعد. لذلك، سأترك لك ابتداء قراءة النص و إلهامي من أي بابٍ آتيه، لأتمكن من مصافحته و التحدث إليه و أنا واصلة إليه ليس كما الآن. فهلاّ كرماً تفضلتْ أولاً في القراءة؟
ثم إني شاكرة لك هذا الإطراء كثيراً :icon20:
يحيى الحكمي
01-26-2016, 02:10 PM
لم أكد أقرأ الأبيات الأولى من القصيدة حتى تذكرت والدي رحمه الله ،،،
لقد عجنت قصيدة الشاعر قلبي ،، وأوقدته نار الفراق ،،! وكأنه مات منذ ساعة ..
فعلاً ،، النص الرشيق المرهف المطبوع يأسرك كما يأسرك وجهٌ فاتن ،، من النظرة الأولى .
،،
* طبع الشاعر صنع منه فناناً في اختيار المفردة ،،
لاحظ أخي القارئ ..
* الفقيد ،، الفاقد
* شهِد ،، الشهادة
* ما يوفيك ،،، ولا يوفيك
* تفاخرت ،، الفاخرين
* أكرم ،، الكرام
* تمامها ،، الختام
بهذا الأسلوب البكر خاط الشاعر النص كالثوب ،، وربط المفردة بمشتق ٍ منها ،، أشبه بالعناق اللفظي ،،،
يلعب جيداً الشاعر بـ لم الجازمة ولا يُخطئ ،،
شاهد
لم يسلُ ،،
لم تخلُ ،،
لم يسعٓ ،،
القصيدة أسيفة جداً ومبكية فهي أنشودة وداع ذكر الشاعر فيها مآثر والده ،، واختار أجمل المآثر وأوسعها نبلاً ،،
الحياءُ والعفافُ والتقى ،،والكرم ،،
لكن أجاد في سردها بلا ثناء فاحش ولا بخل ، إذ توسط ،،
سوط الحزن يتجلى حين ناداه ( والله. ما يوفيك حقك يا أبي ) ،،
،،
له أن يقول ؛ لم يسع يوماً في سبيلٍ فاسدِ
تلائم ما قبلها ،، وهي أجمل من أن يقول : في سبيل مفاسدِ
الألف المقصورة في أضحى حقها الإشباع ،،، ما أضحى إلا في الجنان منعماً
وهنا ،،
على الشاعر أن يراجع موسيقى البيت الأخير ،،
طربت كثيراً ،، أرجو للشاعر دوام الإبداع ،،
كما أنتظر قراءتكم للقصيدة ،،
لكم التقدير
رشا عرابي
01-26-2016, 03:17 PM
الله !
ثراء هذا الفضاء
وأراني هنا سأكون وأطيل التأمل
لأتعلم ...
فالنقد أوفى سبيل للمضي على درب يقودنا
للأفضل منا
ولأنني أجتهد على روح شاعرة أرجوها مني سأكون بالقرب لأتعلم
وقد تسعفني ذائقتي لأعود بقراءة متواضعة
أستاذي الكريم يحيى الحكمي
شاعر أنت تجيد قراءة العمق
امتناني العميق لفكرة المضاء
وشاعريتك الجلية
يحيى الحكمي
01-26-2016, 04:31 PM
هو كما أدليت و قد أوفيتْ. النقد فن، و الفن قابل للتعلم و التذوق و الممارسة حتى. فليس النقد درجة من الحرفية، و إنما كما الكتابة. تتدرج فيه مراحل الإتقان؛ و كما القارئ قادر على تذوق ما يقرأ، فالقارئ لديه من القدرة على ما يمكنه من تذوق النقد كذلك. و لكم هو أمر جيد جميل أن تفتح باباً كهذا، نتذوق فيه الشعرو القصيد، النثر و القصة، و كل ما ينثر في أبعاد من الأدب. لكن، في حين أنك ابتدأت بنص سلمان ملوح "إلى النفس الطيبة"، أود أن لا أظلم هذا النص. قد قرأته، مرة تلو أخرى و ثلاث؛ و لا أتمكن من مصافحته و بلوغه. بكل أسف أقول، أني لستُ جيدة مع الشعر و القصيد، لا علاقة جيدة تربطنا. لذلك، لا و لن أظلم هذا النص في الحديث عنه بينما أنا لم أصل إليه بعد. لذلك، سأترك لك ابتداء قراءة النص و إلهامي من أي بابٍ آتيه، لأتمكن من مصافحته و التحدث إليه و أنا واصلة إليه ليس كما الآن. فهلاّ كرماً تفضلتْ أولاً في القراءة؟
ثم إني شاكرة لك هذا الإطراء كثيراً :icon20:
الشكر موصول لك أستاذتنا الكريمة ،،
منك نستقي ونتعلم
شكراً جزيلاً ،،
يحيى الحكمي
01-26-2016, 04:32 PM
الله !
ثراء هذا الفضاء
وأراني هنا سأكون وأطيل التأمل
لأتعلم ...
فالنقد أوفى سبيل للمضي على درب يقودنا
للأفضل منا
ولأنني أجتهد على روح شاعرة أرجوها مني سأكون بالقرب لأتعلم
وقد تسعفني ذائقتي لأعود بقراءة متواضعة
أستاذي الكريم يحيى الحكمي
شاعر أنت تجيد قراءة العمق
امتناني العميق لفكرة المضاء
وشاعريتك الجلية
الأديبة الكريمة ،،
كل الثناء العطر لتعليقك
وننتظر قراءتك التذوقية للنص السابق
دمت ِ
بندر الصقر
01-26-2016, 07:27 PM
الله الله.. جميل يا يحيىأولا في اختيارك لنص متفرد لشاعر جميل ولغرض نبيل
ذكرنا جميعا أحبتنا اللذين حال بيننا وبينهم الفقد الأبدي
وذكرنا بما يحويه أبعاد الفصيح من جمال قصرنا جميعا في المرور به وحرمنا أنفسنا التلذذ بلغتنا الأم والتي نالت من عقوقنا الكثير
أرجو بصدق ان يستمر وجودك انت وغيرك من الأخوة ممن لديهم ملكة النقد في هذه المتصفحات.
كل الشكر لك اخي العزيز.
يحيى الحكمي
01-27-2016, 11:38 AM
الله الله.. جميل يا يحيىأولا في اختيارك لنص متفرد لشاعر جميل ولغرض نبيل
ذكرنا جميعا أحبتنا اللذين حال بيننا وبينهم الفقد الأبدي
وذكرنا بما يحويه أبعاد الفصيح من جمال قصرنا جميعا في المرور به وحرمنا أنفسنا التلذذ بلغتنا الأم والتي نالت من عقوقنا الكثير
أرجو بصدق ان يستمر وجودك انت وغيرك من الأخوة ممن لديهم ملكة النقد في هذه المتصفحات.
كل الشكر لك اخي العزيز.
حضورك شرف ،، بك أهلاً وسهلاً
رشاد العسال
01-27-2016, 05:14 PM
لست ناقدا، ولا أعلم شيئا حول منهجية النقد مع أن التقد اصبح محل نقد، وذلك بما يسمى نقد النقد، وما رافق ذلك من تطور مثل التداولية، وغير ذلك، وما جاء بي هنا دعوة كريمة لأخي الكريم أستاذنا القدير / الحكمي، وليعذراني صاحب النص، ومقدمه لإختلاف الرؤى هنا، والجهل هناك - ربما - :)
أولا : رحم الله الققيد، واسكنه فسيح جناته ( إلى النفس الطيبة ) نص جميل يتضمن وفاء الإبن لأبيه، وذكر مناقبه الجميلة، والكريمة، وبرأيي المتواضع يمكن إعتباره سجعا، ومن الناحية اللغوية ( عز الفقيد ... ) العز هو الندرة، كما يقول المثل العربي ( أعز من بيض الأنوق ) ولا ارى تلازما بين الكلمتين، وأيضا في سياق الشطر، و ( ... ظل وارفة ... ) إلا إن كان " ظل " مؤنثا، مع إعتقادي إن " ظل " لم يأت، كتلة، وتلال.
حسنا.. قيل إن القافية صينية الأصل / شعرا، وقد أدخل العرب القافية إلى الشعر تيمنا بالشعر الصيني، وعرفت العرب السجع قبل الشعر، أي الكلام المقفى، ولذلك لم نجد القافية، وعلم العروض من شروط الشعر مثل الخيال، والتشبيه، واللغة، وما إلى ذلك، ناهيك مما أستجد من شروط في الشعر الحديث مثل المغايرة، والإيماء، والإيحاء النفسي، والثقافة ( المعرفة الواسعة ) والثراء اللغوي الذي يجعل المفردة أكثر دقة، إذ ما زلنا نقول بالمرادفة، والحقيقة أن البيت غير المنزل، والمنزل غير الدار، فالبيت هو ما يملكه صاحبه للمبيت، والمنزل هو أقرب إلى النزل بضم النون، والدار أوسع من الإثنين، كقولنا الديار ( المواطن ) أو عدم التفريق بين الكرم، والسخاء في حين أن الكرم هو العطاء من كثر، والسخاء هو العطاء من قل، وهكذا.. حتى خلط المسميات لتصبح الشجاعة تهور، والجبن حكمة، والأمر في هكذا مسميات منزلة بين منزلتين، ومرة أخرى معذرة للخروج، والتشعب، وإختلافي معكما. :)
عبدالإله المالك
01-27-2016, 08:38 PM
موضوع رائع شيق وجميل
ويكفيه حلاوة وطلاوة أن بدء بهذه
غير أنّ ثمة نقد في عين كل إنسان ، ورأي في فكر كل قارئ ، وتذوق في إحساس كل مشاهد ،،
نعم النقد ليس حكرًا على ناقد بعينه بل هو بواب مفتوح مشرعة نوافذه لكل متذوق كما هي النصوص الأدبية ليست حكرا لكاتب أو لمتخصص معين
استهلالة من خلال مقدمة آسرة وأبيات متميزة
حييت يا يحيى
ولنا حضور وحضور
:)
رشا عرابي
01-27-2016, 09:04 PM
سلمان ملوح،
شاعرٌ لا يُغالي بتَوصيف الشعور
جاء قصيدَهُ رَغمَ حُزنِهِ ورَغم ألم الفقد البائِن فيه
ضِمنَ أُطُرِ توصيفٍ وَقور
يَخلو مِنَ الجَزَع
في حينِ يُفاخِرُ بِـ مناقِبِ الوالِد " رحمه الله " وذلك من البرّْ
ما أضحى إلا في الجنان منعما
. في ظل وارفة وماء بارد
جاءَت الخاتِمة من باب حُسنِ الظنّْ بالله
هادِئ مُطمئنّة
تَمنَحُ الشاعر السّكينة قبلَ أن يُصافِحها القارئ بِـ ذائِقتِه .
رؤية مُتواضعة من ذائقة تحبُّ الشعر وتتعلّمه وتودُّ لو أنَّ كل كلامها شِعرا
ومنكُم أستزيد وأستفيد
أضاميم وردٍ وودّْ
أرْجُـوانْ
01-28-2016, 03:51 AM
القراءة النقدية محفزة لإكتشاف الجوانب الأخرى للنصوص لشحذ ما هو أفضل لـِ سلالم الدقة والإبداع في كل مرة نكتب
ولا بأس إن كان النقد مُحاط بالكثير من معرفة أهل الإختصاص ..حتماً ستكون الفائدة أعمق وأفضل لجمال القلم
مُتابعة وأهلاً بك يحيى
سلمان ملوح
01-28-2016, 01:00 PM
أخي يحيى , أسعدتني ببادرتك الطيبة , وتقريظك ونقدك لنصي (إلى النفس الطيبة) .
ولقد دَلَلْتَنا منك على ذوق عال , وأدب جم ـ أسعدك الله . ورحم الله والدينا وموتى المسلمين .
ولي تعقيبٌ على بعض النقد الوارد :
أولاً/ قلت أخي يحيى (له أن يقول ؛ لم يسع يوماً في سبيلٍ فاسدِ . فهي تلائم ما قبلها , وهي أجمل من أن يقال : في سبيل مفاسد )
فأقول : لا يصح ـ في اللغة ـ أن يُوصف السبيل بالفساد ؛ بل يوصف بالقصد والاعتدال والاستقامة أو بالجور والاعوجاج , أما صفة الفساد فهي تناسب الأخلاق والأفعال , لذلك لم أجعل الفساد صفة للسبيل في البيت ؛ بل جعلتُهُ مضافاً على تقدير (لم يسع يوما في سبيل طلب مفاسد) .
ثانيا/ قلت أخي يحيى ( إن الألف المقصورة حقها الإشباع في قولي ما أضحى إلا في الجنان منعما ... وعلى الشاعر أن يراجع موسيقى البيت الأخير ) فأقول : احتياج البيت إلى إشباعٍ أو تخفيفٍ في إحدى كلماته من أجل أن يستقيم وزنُهُ لا يُعد ضرورة ولا عيباً , ولو تتبعت قصائد الفحول لوجدتها مليئة بهذا , ومنه قول أبي الطيب :
أأحبه وأحب فيه ملامة ــ إن الملامة فيه من أعدائه
تأمل , لو أشبعتَ هاء (فيه) في صدر البيت وعجزه لنكسر الوزن . ومثل هذا كثير.
أما أخي رشاد العسال فقد أتى بالعجيبة ! وأساء قالة حين أساء فهما , وهو أصدق ما كان عندما قال ( لست ناقداً , ولا أعلم شيئا حول منهجية النقد ..)
أولاً/ قال أخي رشاد ( العز هو الندرة كما يقول المثل أعز من بيض الأنوق ولا أرى تلازما بين الكلمتين) ! أخي رشاد لقد حجّرتَ واسعا ؛ إن كلمة عزّ في اللغة لها معان كثيرة جداً وبابها ملئ بالاستعارات والكنايات , ومن معانيها كرُم , وقوي , وقل , وغيرها من المعاني المبثوثة في المعاجم , وقد أردت وصف والدي رحمه الله بعلو الشأن وكرم الأصل , وهي معان تؤديها كلمة عز .
ثانيا/ نقم أخي رشاد عليّ أيضاً وصفي كلمة(الظل) بالوارفة , أخي رشاد لستُ غِراً إلى هذا الحد لأصف مذكراً بمؤنث , أخي العزيز هناك في اللغة شئ يُقال له (الاكتفاء بالصفة عن ذكر الموصوف لدلالتها عليه ) وهو من الشيوع والشهرة بحيث لا يجهله من له أدنى ممارسة باللغة , ومنه ما ورد في التنزيل ( وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ) فانظر كيف جاءت الصفات متتابعة في هذه الآية في حين لم يُذكر الموصوف وهو (السفن) , إذا فمقصدي في البيت هو ( في ظل شجرة وارفة وماء بارد ) فقد أتيتُ بالصفة وحذفت الموصوف لدلالة الصفة عليه , فلا يوصف بالوروف إلا الشجر وأغصانه .
سلمان ملوح
01-28-2016, 01:07 PM
أشكرك أخي يحيى , وكل من شارك في الموضوع ...
حفظكم الله إخوة وأخوات ولا أراكم مكروها .
يحيى الحكمي
01-30-2016, 02:59 AM
لست ناقدا، ولا أعلم شيئا حول منهجية النقد مع أن التقد اصبح محل نقد، وذلك بما يسمى نقد النقد، وما رافق ذلك من تطور مثل التداولية، وغير ذلك، وما جاء بي هنا دعوة كريمة لأخي الكريم أستاذنا القدير / الحكمي، وليعذراني صاحب النص، ومقدمه لإختلاف الرؤى هنا، والجهل هناك - ربما - :)
أولا : رحم الله الققيد، واسكنه فسيح جناته ( إلى النفس الطيبة ) نص جميل يتضمن وفاء الإبن لأبيه، وذكر مناقبه الجميلة، والكريمة، وبرأيي المتواضع يمكن إعتباره سجعا، ومن الناحية اللغوية ( عز الفقيد ... ) العز هو الندرة، كما يقول المثل العربي ( أعز من بيض الأنوق ) ولا ارى تلازما بين الكلمتين، وأيضا في سياق الشطر، و ( ... ظل وارفة ... ) إلا إن كان " ظل " مؤنثا، مع إعتقادي إن " ظل " لم يأت، كتلة، وتلال.
حسنا.. قيل إن القافية صينية الأصل / شعرا، وقد أدخل العرب القافية إلى الشعر تيمنا بالشعر الصيني، وعرفت العرب السجع قبل الشعر، أي الكلام المقفى، ولذلك لم نجد القافية، وعلم العروض من شروط الشعر مثل الخيال، والتشبيه، واللغة، وما إلى ذلك، ناهيك مما أستجد من شروط في الشعر الحديث مثل المغايرة، والإيماء، والإيحاء النفسي، والثقافة ( المعرفة الواسعة ) والثراء اللغوي الذي يجعل المفردة أكثر دقة، إذ ما زلنا نقول بالمرادفة، والحقيقة أن البيت غير المنزل، والمنزل غير الدار، فالبيت هو ما يملكه صاحبه للمبيت، والمنزل هو أقرب إلى النزل بضم النون، والدار أوسع من الإثنين، كقولنا الديار ( المواطن ) أو عدم التفريق بين الكرم، والسخاء في حين أن الكرم هو العطاء من كثر، والسخاء هو العطاء من قل، وهكذا.. حتى خلط المسميات لتصبح الشجاعة تهور، والجبن حكمة، والأمر في هكذا مسميات منزلة بين منزلتين، ومرة أخرى معذرة للخروج، والتشعب، وإختلافي معكما. :)
أشكر لك تعليقك وإضافتك الكريمة ،،
لك باقات ورد
يحيى الحكمي
01-30-2016, 03:01 AM
موضوع رائع شيق وجميل
ويكفيه حلاوة وطلاوة أن بدء بهذه
غير أنّ ثمة نقد في عين كل إنسان ، ورأي في فكر كل قارئ ، وتذوق في إحساس كل مشاهد ،،
نعم النقد ليس حكرًا على ناقد بعينه بل هو بواب مفتوح مشرعة نوافذه لكل متذوق كما هي النصوص الأدبية ليست حكرا لكاتب أو لمتخصص معين
استهلالة من خلال مقدمة آسرة وأبيات متميزة
حييت يا يحيى
ولنا حضور وحضور
:)
الأديب الكبير / عبد الإله
المتصفح مشرق بك ، وبك أهلاً وسهلاً
سلمت سيدي لهذا التوقيع المميز
يحيى الحكمي
01-30-2016, 03:03 AM
سلمان ملوح،
شاعرٌ لا يُغالي بتَوصيف الشعور
جاء قصيدَهُ رَغمَ حُزنِهِ ورَغم ألم الفقد البائِن فيه
ضِمنَ أُطُرِ توصيفٍ وَقور
يَخلو مِنَ الجَزَع
في حينِ يُفاخِرُ بِـ مناقِبِ الوالِد " رحمه الله " وذلك من البرّْ
ما أضحى إلا في الجنان منعما
. في ظل وارفة وماء بارد
جاءَت الخاتِمة من باب حُسنِ الظنّْ بالله
هادِئ مُطمئنّة
تَمنَحُ الشاعر السّكينة قبلَ أن يُصافِحها القارئ بِـ ذائِقتِه .
رؤية مُتواضعة من ذائقة تحبُّ الشعر وتتعلّمه وتودُّ لو أنَّ كل كلامها شِعرا
ومنكُم أستزيد وأستفيد
أضاميم وردٍ وودّْ
النبيلة رشا ،،
لا عدمنا حضورك ،، المزهر ألقاًً
شكراً جزيلاً
يحيى الحكمي
01-30-2016, 03:04 AM
القراءة النقدية محفزة لإكتشاف الجوانب الأخرى للنصوص لشحذ ما هو أفضل لـِ سلالم الدقة والإبداع في كل مرة نكتب
ولا بأس إن كان النقد مُحاط بالكثير من معرفة أهل الإختصاص ..حتماً ستكون الفائدة أعمق وأفضل لجمال القلم
مُتابعة وأهلاً بك يحيى
ازدانت الصفحات باسمك
واشرقت بتعليقك
شكراً أرجوان
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,