أحمد صويري
01-24-2007, 07:33 AM
هو يومٌ ليس كباقي الأيّام ...
.
استولى به الوجع على فؤادي ... وما يزال ...
.
هو تاريخٌ يصعب نسيانه رغم كلّ ما سيأتي بعده من تواريخ لن تعنيني ...
.
والدان ... وأخ .... وزوجة أخ .... غادروا إلى قدرهم في أشنع حادثٍ دون سابق إنذار ....
.
أسِلْ دمائيَ بين الدرب والبابِ = حدود دمعكَ من بابي ... لمحرابي
أسِلْ .. وربِّكَ هذا الدّمع مولدهُ = ركائز الدار ، فالأحزان من دابي
ما هزّكَ الحزن ؟ أم خانتكَ ذاكرةٌ = تبيع بوحكَ أوهاماً ، فتحيا بي
يا كاتم الدمع دع للنفس عبرتها = وللمدامع أجفاني وأهدابي
وخلِّ ظلّيَ تحت البعد يحرقني = بكلّ لفتة عينٍ بين أحبابي
علّقْ على الأمس آمالي وخذ بيدي = ورتّل اليوم آلامي بأعتابي
مرابع الروح يعلو صحوَها شللٌ = يزيد في صفحات الموت أسبابي
يستودع النفس في عجزٍ يطاردها = ويشنق الدمع في أجفان أترابي
ومن ورائكَ - لو تدري - جراح غدي = تجرِّد اسميَ عن أعطاف ألقابي
تخبو على جرف أعماقي فتشعلهُ = وتسكب الصّاب صرفاً ملء أكوابي
تشيّع النّور من عمري على عجَلٍ = كأنّما الدّهر أبلاني بأنيابي
وتستدير على جنبيَّ ناصيتي = وأوجه اليأس تذروني بأثوابي
تسير خلف جنازاتٍ تشرّدني = في كلّ دربٍ - كحدّ الموت - غلاّبِ
تلك التوابيت من لحمي ، بها وجعي = تسافر اليوم من دمعي لأعصابي
فيها الأعزّاء آذاني فراقهمُ = حتّى تعاصت على الأوطان آرابي
تمضي ومن خلفها الأوهام تأخذني = ما بين بأس لظى شفتيَّ والنّابِ
هذا الوداع أنالَ الصّمت ألسنةً = وأطعمَ الحرف من ضوضاء أحقابي
يا والديَّ يموت اليوم بي جلَدي = ويا شقيقيَّ عمري بعدكم خابِ
دعاكم الموت والدّنيا بكت ألماً = فليته كان - لو أسطيع - جلبابي
أمشي على الوهم مهزوزاً تطاردني = قرائن العجز في قَصْرٍ وإسهابِ
وأخمد النار في قلبي ، ولستُ أرى = إلاّ الهموم على أجفان أصحابي
يا ناعيَ الدّار هذا النّعي يحرقني = فأرجم العمر في بركان تسكابي
تشتّتَ الوعيُ فانقضّت تزعزعني = ذكرى تذيب فؤادي تحت أعقابي
دعني أودّع قبل البين أفئدةً = تموج فوق بقايا عمريَ الحابي
أعيش في النعش ، فالدّنيا تريق دمي = فوق القصائد لا يحظى بإعرابِ
يا تربة الحيّ حيّي أوجهاً نزلتْ = دار الخلود وداري حظّيَ الكابي
هنا جذوري على كفّيكِ راقدةٌ = فيا هناءكِ قد عانقتِ أنسابي
بالأمس لملمتِ الآمال عاطفتي = واليوم تجني على الإلهام أوصابي
يا حال روحي إذا الذّكرى سرت بدمي = يدمى السّعير إذا ما مسّه ما بي
كم يستقي الحزن من جرحي ومن حُرَقي = سقيا ندامايَ من مرٍّ بأنخابي
ننأى وندنو وللأيّام يرجعنا = طعم الفراق بأحوالٍ وأسبابِ
يا لي وذكرايَ ، والدّنيا تبادلني = ملْ الأحاسيس ترغيباً بإرهابِ
يا عيد لا جئتَ .. بل ماذا حملتَ لنا ؟ = إلاّ المشاعر تعدو فوق أخشابِ !
ويا هموميَ لا تستوقفي وجعي = حتّى فؤاديَ مشغولٌ بإتعابي
وما دموعيَ بعد البُعد ناضبةٌ = فموطن الدّمع في بابي ، ومحرابي
.
.
لا مسّكم ألمي أيّها الأعزّاء
(( وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ))
.
استولى به الوجع على فؤادي ... وما يزال ...
.
هو تاريخٌ يصعب نسيانه رغم كلّ ما سيأتي بعده من تواريخ لن تعنيني ...
.
والدان ... وأخ .... وزوجة أخ .... غادروا إلى قدرهم في أشنع حادثٍ دون سابق إنذار ....
.
أسِلْ دمائيَ بين الدرب والبابِ = حدود دمعكَ من بابي ... لمحرابي
أسِلْ .. وربِّكَ هذا الدّمع مولدهُ = ركائز الدار ، فالأحزان من دابي
ما هزّكَ الحزن ؟ أم خانتكَ ذاكرةٌ = تبيع بوحكَ أوهاماً ، فتحيا بي
يا كاتم الدمع دع للنفس عبرتها = وللمدامع أجفاني وأهدابي
وخلِّ ظلّيَ تحت البعد يحرقني = بكلّ لفتة عينٍ بين أحبابي
علّقْ على الأمس آمالي وخذ بيدي = ورتّل اليوم آلامي بأعتابي
مرابع الروح يعلو صحوَها شللٌ = يزيد في صفحات الموت أسبابي
يستودع النفس في عجزٍ يطاردها = ويشنق الدمع في أجفان أترابي
ومن ورائكَ - لو تدري - جراح غدي = تجرِّد اسميَ عن أعطاف ألقابي
تخبو على جرف أعماقي فتشعلهُ = وتسكب الصّاب صرفاً ملء أكوابي
تشيّع النّور من عمري على عجَلٍ = كأنّما الدّهر أبلاني بأنيابي
وتستدير على جنبيَّ ناصيتي = وأوجه اليأس تذروني بأثوابي
تسير خلف جنازاتٍ تشرّدني = في كلّ دربٍ - كحدّ الموت - غلاّبِ
تلك التوابيت من لحمي ، بها وجعي = تسافر اليوم من دمعي لأعصابي
فيها الأعزّاء آذاني فراقهمُ = حتّى تعاصت على الأوطان آرابي
تمضي ومن خلفها الأوهام تأخذني = ما بين بأس لظى شفتيَّ والنّابِ
هذا الوداع أنالَ الصّمت ألسنةً = وأطعمَ الحرف من ضوضاء أحقابي
يا والديَّ يموت اليوم بي جلَدي = ويا شقيقيَّ عمري بعدكم خابِ
دعاكم الموت والدّنيا بكت ألماً = فليته كان - لو أسطيع - جلبابي
أمشي على الوهم مهزوزاً تطاردني = قرائن العجز في قَصْرٍ وإسهابِ
وأخمد النار في قلبي ، ولستُ أرى = إلاّ الهموم على أجفان أصحابي
يا ناعيَ الدّار هذا النّعي يحرقني = فأرجم العمر في بركان تسكابي
تشتّتَ الوعيُ فانقضّت تزعزعني = ذكرى تذيب فؤادي تحت أعقابي
دعني أودّع قبل البين أفئدةً = تموج فوق بقايا عمريَ الحابي
أعيش في النعش ، فالدّنيا تريق دمي = فوق القصائد لا يحظى بإعرابِ
يا تربة الحيّ حيّي أوجهاً نزلتْ = دار الخلود وداري حظّيَ الكابي
هنا جذوري على كفّيكِ راقدةٌ = فيا هناءكِ قد عانقتِ أنسابي
بالأمس لملمتِ الآمال عاطفتي = واليوم تجني على الإلهام أوصابي
يا حال روحي إذا الذّكرى سرت بدمي = يدمى السّعير إذا ما مسّه ما بي
كم يستقي الحزن من جرحي ومن حُرَقي = سقيا ندامايَ من مرٍّ بأنخابي
ننأى وندنو وللأيّام يرجعنا = طعم الفراق بأحوالٍ وأسبابِ
يا لي وذكرايَ ، والدّنيا تبادلني = ملْ الأحاسيس ترغيباً بإرهابِ
يا عيد لا جئتَ .. بل ماذا حملتَ لنا ؟ = إلاّ المشاعر تعدو فوق أخشابِ !
ويا هموميَ لا تستوقفي وجعي = حتّى فؤاديَ مشغولٌ بإتعابي
وما دموعيَ بعد البُعد ناضبةٌ = فموطن الدّمع في بابي ، ومحرابي
.
.
لا مسّكم ألمي أيّها الأعزّاء
(( وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ))