فاطمة جلال
03-16-2016, 10:16 AM
بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
الرسالة الأولى ( ا )
.
سِفْر مِن الأشْواق ....
http://e.top4top.net/p_73i80p0.jpg
لقَدْ كَتَبْتُ لَكَ كُلَّ هَذِهِ الرَّسَائِلِ وَلَيْسَ بِمَقْدُورِي أَنْ أُصَرِّحَ مَاذا حصل في الرُّوحِ مِنْ اِلْتِبَاسٍ وَحَيْرَةٍ ، وَتِلْكَ الخبية الَّتِي تَصْفَعُنِي دَائِمًا بها ، كَطِفْلَةٍ تَخْشَى الاِقْتِرَاب ، تَخَافُ أَنْ تَحْرق أَطْرَافَ أَصَابِعِهَا ، تَخَافُ أَنْ تَفْقِدَ دُمْيَتَهَا ، أَنَّ تَمَزُّقَ الأَشْوَاكِ ثَوْبُهَا، وَتَجْعَلُ الجُرْحَ يُنْزَفُ دُونَ دِمَاءٍ، وَالقَلَمُ يُكْتَبُ دُونَ رَصَاصٍ، وَالقَلْبُ يُخْفَقُ دُونَ نَبْضٍ، وَالرُّوحُ تَرْتَعِشُ دُونَ وَعْيٌ، وَالحُزْنُ يَرْتَسِمُ بِلَا حُدُودٍ .
تِلْكَ الخبية الَّتِي نَحْصُدُهَا عِنْدَمَا نَكْتُبُ لغائبٍ لَا يَعُود ، لِمَنْ قرِّرَ الرَّحِيلُ بِصَمْتٍ ، وَتَرُكَ خَلْفَه آهَات وتنهيدات، وَذِكْرَيَاتٌ مَا زَالَتْ مُغَطَّاةً بِقَشَّةٍ، وَأَحْلَامٌ نتَمَنَّى وَلَوْ اغفاءة لَيَكْتَمِل الحُلْمُ، وَرَسَائِلُ فِي خَدَرِهَا لم تُقْرَأُ بَعْد، وَبَوْحٌ صَامِتٌ،وَيَدٌ تَلُوحُ فِي الهَوَاءِ، وَصَوَّتَ يُنَادِي، وَحَزِنَ يَكْبُرُ، وَعَّيْنَ تَدْمَعُ.
يَا لِهَذَا الوَجَعِ أَيَّتُهَا الرُّوحُ.... كنتُ أتساءلُ كَيْفَ تَرَكَتَ يَدِي فِي الآفَاقِ تَلُوحُ ، وَلَمْ تسْتَطِعْ كَسْرَ القُيُودِ، كَيْفَ اُسْتُمْطرت الدُّمُوع من عيون لا ترسم الا صورتك ، فأَسْكَنَتْ غَابَاتُ الحَزَنِ فِي ظِلِّ أَهْدَابِهَا، كَيْفَ عَلَّقَتْ الرُّوحُ بِحِبَالِ الوَهْمِ فتأرحجت ونسيتَ أنكَ تؤام الحرف ِوالروح ، كَيْفَ استجعلت الخَرِيفُ فِي رَبِيعٍ عُمْرِيٍّ لِتَتَسَاقَطَ أَوْرَاقُهُ عَارِيَةً ، وَالحَنِينُ يَطْحَنُهَا ، وَكَيْفَ جَعَلْتَ بَحْر أَيَّامُي مُتَلَاطِمٌ المَوْجِ مَا بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
وَكَيْفَ ..وَكَيْفَ ..
فاطمة جلال
و
سِفْر مِن الأشْواق ....
الرسالة الأولى ( ا )
.
سِفْر مِن الأشْواق ....
http://e.top4top.net/p_73i80p0.jpg
لقَدْ كَتَبْتُ لَكَ كُلَّ هَذِهِ الرَّسَائِلِ وَلَيْسَ بِمَقْدُورِي أَنْ أُصَرِّحَ مَاذا حصل في الرُّوحِ مِنْ اِلْتِبَاسٍ وَحَيْرَةٍ ، وَتِلْكَ الخبية الَّتِي تَصْفَعُنِي دَائِمًا بها ، كَطِفْلَةٍ تَخْشَى الاِقْتِرَاب ، تَخَافُ أَنْ تَحْرق أَطْرَافَ أَصَابِعِهَا ، تَخَافُ أَنْ تَفْقِدَ دُمْيَتَهَا ، أَنَّ تَمَزُّقَ الأَشْوَاكِ ثَوْبُهَا، وَتَجْعَلُ الجُرْحَ يُنْزَفُ دُونَ دِمَاءٍ، وَالقَلَمُ يُكْتَبُ دُونَ رَصَاصٍ، وَالقَلْبُ يُخْفَقُ دُونَ نَبْضٍ، وَالرُّوحُ تَرْتَعِشُ دُونَ وَعْيٌ، وَالحُزْنُ يَرْتَسِمُ بِلَا حُدُودٍ .
تِلْكَ الخبية الَّتِي نَحْصُدُهَا عِنْدَمَا نَكْتُبُ لغائبٍ لَا يَعُود ، لِمَنْ قرِّرَ الرَّحِيلُ بِصَمْتٍ ، وَتَرُكَ خَلْفَه آهَات وتنهيدات، وَذِكْرَيَاتٌ مَا زَالَتْ مُغَطَّاةً بِقَشَّةٍ، وَأَحْلَامٌ نتَمَنَّى وَلَوْ اغفاءة لَيَكْتَمِل الحُلْمُ، وَرَسَائِلُ فِي خَدَرِهَا لم تُقْرَأُ بَعْد، وَبَوْحٌ صَامِتٌ،وَيَدٌ تَلُوحُ فِي الهَوَاءِ، وَصَوَّتَ يُنَادِي، وَحَزِنَ يَكْبُرُ، وَعَّيْنَ تَدْمَعُ.
يَا لِهَذَا الوَجَعِ أَيَّتُهَا الرُّوحُ.... كنتُ أتساءلُ كَيْفَ تَرَكَتَ يَدِي فِي الآفَاقِ تَلُوحُ ، وَلَمْ تسْتَطِعْ كَسْرَ القُيُودِ، كَيْفَ اُسْتُمْطرت الدُّمُوع من عيون لا ترسم الا صورتك ، فأَسْكَنَتْ غَابَاتُ الحَزَنِ فِي ظِلِّ أَهْدَابِهَا، كَيْفَ عَلَّقَتْ الرُّوحُ بِحِبَالِ الوَهْمِ فتأرحجت ونسيتَ أنكَ تؤام الحرف ِوالروح ، كَيْفَ استجعلت الخَرِيفُ فِي رَبِيعٍ عُمْرِيٍّ لِتَتَسَاقَطَ أَوْرَاقُهُ عَارِيَةً ، وَالحَنِينُ يَطْحَنُهَا ، وَكَيْفَ جَعَلْتَ بَحْر أَيَّامُي مُتَلَاطِمٌ المَوْجِ مَا بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
وَكَيْفَ ..وَكَيْفَ ..
فاطمة جلال
و
سِفْر مِن الأشْواق ....