تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات مدير


محمد الفاضل
05-21-2016, 10:59 AM
يوميات مدير – محمد الفاضل

وجد صعوبة بالغة في ارتداء بدلته الإيطالية هذه المرة ، في الأونة الأخيرة اكتسب عدة كيلوجرامات من الشحوم نتيجة شراهته المفرطة ، وبعد طول عناء ، نجح في حشر كرشه المتدلي داخل البدلة ، كان يتصبب عرقاً وتقطعت أنفاسه . وضع ساعة الروليكس في معصمه ولم ينس أن يتعطر بأفخر العطور الباريسية ، طالع نفسه في المراَة وشعر بالزهو ، ركب سيارته الفارهة وأشعل سيجاره وبدأ ينفث الدخان بعصبية ظاهرة وهو يتململ في مقعده الخلفي .

الزحمة خانقة في الصباح ، نهر سائقه بأن يسرع ، حار السائق المسكين ماذا يرد عليه ، ولكنه أذعن للأمر وبدأ يضغط على دواسة البنزين ،

- اللعنة على هذه الشوارع ، تبا لأنظمة المرور ! متى يتطور هذا البلد ؟ متى نصبح مثل الدول المتقدمة التي تحترم مواطنيها ؟

قبل حوالي شهرين كان يحضر أحد المؤتمرات كعادته في أوروبا الذي يناقش كيفية تحفيز الموظفين وتحسين الأداء الوظيفي ، جلس في كرسيه الجلدي الوثير وبدأ يطالع الأخبار في الصحف اليومية ، لم يجد ما يثير اهتمامه ، شرع بحل الكلمات المتقاطعة ،
بدا مدير مكتبه متهيباً وهو يقدم خطوة ويؤخر أخرى حاملاً بريد الصباح ،

- ماذا وراءك ؟ لماذا تقف منتصبا كالتمثال ؟

- سعادة المدير ... لا أدري كيف أبدأ ...... إنه ... إنه بخصوص أحمد .

- من ؟ من هو أحمد ؟

- سيادتكم ، إنه يعمل في قسم الأرشيف وقد قدم عدة طلبات مؤخراً بخصوص سلفة ،

أشعل المدير سيجاره الكوبي الفاخر والذي يحرص على اقتنائه من أفخر الأنواع وبدأ يرقب مشهد سحب الدخان الذي ينفثه في هواء الغرفة .
- ألم يأخذ سلفة الشهر الماضي ؟ انه جشع لا يشبع أبدا .

- سيادتكم ! لقد رزق بمولود الأسبوع الماضي .
- ما بال هؤلاء ؟ يتناسلون مثل الأرانب ، لماذا لا يخططون للمستقبل ، هؤلاء سبب تأخر البلد ، تباً لهم !

أخرج قلمه الباركر الثمين من جيب بدلته وبدأ يكتب ، " نظراً للظروف التي تمر بها الشركة ، يرفض طلب المدعو ، وبهذه المناسبة نهيب بكافة الموظفين ترشيد الاستهلاك و ممارسة سياسة شد الأحزمة "
ولم ينس أن يذيل توقيعه الذي تدرب عليه مراراً ، استدار نحو مدير مكتبه وبادره بالسؤال .

- سامي ! هل حجزت كل الطاولات في المطعم للوفد الأجنبي ؟ نريد أن نظهر أمامهم بمظهر لائق ، يجب أن تكون المائدة عامرة بما لذ وطاب ، مهما بلغت التكاليف ، ولا تنس الكافيار !

السويد – 19 / 05 / 2016

رشا عرابي
05-21-2016, 11:52 AM
ثمن احتياج الفقير بالضرورة بخس في نظر من هم الكفة العفنة "روحياً " في ميزان الطبقات

إسقاط للمجريات المعيشة بصورة إطارها إمتاع رغم إمتعاض النفس
إلا أنها الحقيقة اللاذعة/اللاسعة

الفاضل أجدت وديدنك الإبداع
ولست تحتاج للإشادة

على مقربة أنتظر ما عودتنا من مشاهد

لك التحايا من وريد العطر جوري

نادرة عبدالحي
05-21-2016, 08:34 PM
سرد مشوق ويتخلله صور تنقل فكر القارئ إلى الواقعية
مدخل القصة مدخل فكاهي
والخروج من القصة تم بطريقة ذكية بحيث أظهرت قضية أخرى سياسة البذخ المتبعة .
أبرزت للقارئ قضايا هامة واهمها
حقوق ووضع الموظف في الوطن العربي
الشركات تدرك جميع حقوقها المفروضة على موظفيها، وتنتزعها منهم حتى لو كانت مثقال ذرة،
في الوقت الذي لا تكلف نفسها بإحاطة موظفيها بحقوقهم وإذا تقدم موظفٌ بشكوى لنيل حقٍّ من حقوقه
فإنها لا تنصفه كما تنصف نفسها عندما يكون الحق لها .

محمد الفاضل
05-22-2016, 02:16 AM
ثمن احتياج الفقير بالضرورة بخس في نظر من هم الكفة العفنة "روحياً " في ميزان الطبقات

إسقاط للمجريات المعيشة بصورة إطارها إمتاع رغم إمتعاض النفس
إلا أنها الحقيقة اللاذعة/اللاسعة

الفاضل أجدت وديدنك الإبداع
ولست تحتاج للإشادة

على مقربة أنتظر ما عودتنا من مشاهد

لك التحايا من وريد العطر جوري

بعض ماعندكم سيدتي
شاكر الثناء العاطر والحضور البهي
باقات ياسمين

محمد الفاضل
05-22-2016, 02:18 AM
سرد مشوق ويتخلله صور تنقل فكر القارئ إلى الواقعية
مدخل القصة مدخل فكاهي
والخروج من القصة تم بطريقة ذكية بحيث أظهرت قضية أخرى سياسة البذخ المتبعة .
أبرزت للقارئ قضايا هامة واهمها
حقوق ووضع الموظف في الوطن العربي
الشركات تدرك جميع حقوقها المفروضة على موظفيها، وتنتزعها منهم حتى لو كانت مثقال ذرة،
في الوقت الذي لا تكلف نفسها بإحاطة موظفيها بحقوقهم وإذا تقدم موظفٌ بشكوى لنيل حقٍّ من حقوقه
فإنها لا تنصفه كما تنصف نفسها عندما يكون الحق لها .


يسعدني حضورك المضمخ بأجمل العطور سيدتي
تقبلي خالص شكري
لقلبك باقات ورد جوري