تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أَنِينُ النَّخِيلِ..!


جليله ماجد
06-02-2016, 06:01 PM
1- جعجعة .. رحى .. !


أين ما طافت عينك تراها ..
خضراء شامخة ذات هسيس موسيقي ..
ترقص كلما هزها الريح ..
تسدل شعرها كحسناء ..
النخل في قريتنا بهي المنظر مهيبه ..
سلاسل من لون أخضر مغبر ..
أفق لا منتهي الجمال ...
تحت الذهب يمشي ..
و رمش الشمس يغازله ..
طفل أشعث يركض حافيا ..
بكل لزوجه الحرارة و قباحة الجنون ..
يركض بين النخيل صارخا بفرح ..
و الأمهات حوله يحوقلن ..
سليل المجد ( مبروك ) القرية ..
ابن شيخ القبيلة .. ذريته الوحيدة ..
أسمر ...نحيل .. كغصن لم يكتمل بعد ..
ذو وجه جميل متناسق القسمات ..
و عقل أصغر من نملة ..
تعبت أم الحسن و هي تراقبه ...
فدفنت أصابع رجليها الدقيقة في التراب الساخن ..
و غفت تحت النخلة الكبيرة ...
و هي تسمعه يعوي تارة و يضحك تارة ...
يناديها (آسن ) (آسن ) ..
فلا يزيده صوتها إلا خدرا يتسلل إلى عقلها ...
و هي تفكر .. إيه يا (مدية) .. المبروك محق ..آسنة حياتك .. راكدة روحك .. قد أصبحت أم حسن دون أمومة و لا حسن .. دون أن يلمسك بشري .. أصبحت عجوزا نخرة .. هربت من عائلتك لتلحقي بركب القلب ... فمات الحب .. و نذرت نفسك أن تلصقي اسمه على اسمك بأم .... أصبحت جيبا فارغا .. بمكر كبير و دهاء كثير .. صدقتك القبيلة دون ريب أن اللصوص سرقوك..و شيخها جعلك تعيشين في بيته و بين نسائه تطوفين عينا حارسة .. و يدا حنون ..
تربتين على الصغيرة حتى تفهم .. و تداهنين الأساسية لتهدأ على الشيخ المزواج ...
و ما نهاية الزواجات هذي كلها إلا فتى ( هبيلة)* بلا عقل يسري بين المزارع و النخيل .. رحم الله أمه كم كانت كهذه النخيل تماما سمراء شامخة .. لم ترض على تزويجها للشيخ و لم تفرح بحملها و عندما وضعته ماتت كمدا ... على أبيها المخلوع و المعاهدة الكاذبة للشيخ .. تزوجها .. و قتل أباها و حلف على ملكية هذي الجنان .. فحصل على الولد و الأرض و الملك في ساعة واحدة .. ففاضت روحها .. ما تحملت الظلم و لم تنتظر حتى ترى كيف تدور الدنيا على الظالم .. فتطحنه .. كرحى لا تتوقف عن الصرير ...

~يتبع~




* هبيلة .. سفيه بلا عقل

رشا عرابي
06-03-2016, 06:02 PM
للسرد هُنا نكهةٌ خاصة
شهية المُواصلة .. قريبة ملامِحه من مرايا تَعكسُنا ومُجتماعاتنا في كل لفتة

جليلتي
مؤمنة جداً أن مُعرّفك " الحبيب " يحمل لي قراءةً أنتظرها بِـ شغف
ولا تُغادرني إذ أُغادر

لله درُّ مَلَكةٍ في السّرد تَجعلك كما المَلِكة

لِـ يتبع سحرٌ عجيب
يصلبني على مقامِ انتِظار

وذلك " الهبيلة " سيكون من الحِكايةِ لُبّها ...!

وفي كل حين
أحبك
وتعلمين

سيرين
06-03-2016, 07:18 PM
سرد قصصي تماهى بسلاسة الحرف ولهجته الرائعة
بإتقان جعل الشغف والانصات فريضة لهكذا الق
وعلي مرافيء الانتظار نرتقب الحدث الجديد من انين النخيل
مبدعتنا الرائعة " جليلة ماجد "
دام سكب قلمك مورق بجل البهاء
كل الحب والتقدير



\..:icon20:

محمد بن هاشم
06-04-2016, 03:17 AM
الكاتبة الرائعة / جليلة
القلم الساكب نوراً مبينا
المسافر دون تاشيرة الى القلوب
في احرفك
شوق دهشة ضياء
حيرة بهجة بياض
شغف الالق حياة
وماذا ابقيتِ ؟!
صدقي او لا تصدقي
لسردك روح تذيبنا في تفاصيلها

جليله ماجد
06-04-2016, 03:10 PM
للسرد هُنا نكهةٌ خاصة
شهية المُواصلة .. قريبة ملامِحه من مرايا تَعكسُنا ومُجتماعاتنا في كل لفتة

جليلتي
مؤمنة جداً أن مُعرّفك " الحبيب " يحمل لي قراءةً أنتظرها بِـ شغف
ولا تُغادرني إذ أُغادر

لله درُّ مَلَكةٍ في السّرد تَجعلك كما المَلِكة

لِـ يتبع سحرٌ عجيب
يصلبني على مقامِ انتِظار

وذلك " الهبيلة " سيكون من الحِكايةِ لُبّها ...!

وفي كل حين
أحبك
وتعلمين






أعلم قلبك و ظلالك و نبضك ..
بل تعلمين كم يسعدني وجودك و كيف أتعطر بملائكيتك النادرة ...
شكرا يا قلبي الجميل النابض بكل طيبة و رقي ..
أحبج وايد ..

جليله ماجد
06-04-2016, 03:13 PM
سرد قصصي تماهى بسلاسة الحرف ولهجته الرائعة
بإتقان جعل الشغف والانصات فريضة لهكذا الق
وعلي مرافيء الانتظار نرتقب الحدث الجديد من انين النخيل
مبدعتنا الرائعة " جليلة ماجد "
دام سكب قلمك مورق بجل البهاء
كل الحب والتقدير



\..:icon20:




جمال وجودك لا يشبه سوى حرفك ..
من القلب شكرا سيرين ...
ممتنة لك كثيرا يا أحلى من جنة ...

جليله ماجد
06-04-2016, 03:17 PM
الكاتبة الرائعة / جليلة
القلم الساكب نوراً مبينا
المسافر دون تاشيرة الى القلوب
في احرفك
شوق دهشة ضياء
حيرة بهجة بياض
شغف الالق حياة
وماذا ابقيتِ ؟!
صدقي او لا تصدقي
لسردك روح تذيبنا في تفاصيلها



أتصدق أنني لا أصدق هذا يا أستاذ محمد ؟
فلا زلت أرى نفسي روحا متخبطة تبحث عن ملاذ حرف لا تملك منه شيئا سوى موهبة من الله خالصة ؟؟
لا أصدق قلمي إذ يكتب و لا أصدق نفسي ...
شكرا لك .. حروفك تشد على روحي و تهبني القوة ..

جليله ماجد
06-04-2016, 03:23 PM
2- أرض .. منكرة .. و فقر .. لا .. يلين !

الشمس تحرق الهامات ...
و الهواء ساخن كتنور يغلي ببطء ..

-يا شيخ استسق لنا السماء عل المطر يروينا ..
-يا سعيد اقم صلاة الاستسقاء .. سيهلك الحرث و النسل !

أقميت الصلاة و تهجد الفقراء باهتزاز أعوادهم الضئيلة السوداء ..
جرت دموعهم مالحة رسمت على وجوههم خيطا من بياض عطش و هم يذوبون في هذي الواحة المقطوعة من البشر سواهم ...
ارتجفوا بضعف و هم يرفعون أذرعهم للسماء ...
يتهجدون ب ( يا رب ) ..
وقف أدهم بطوله الفارع و جسده الصلب .. بسمرته الشديدة و شعره الأجعد القصير .. بثوب واسع بلون التبن لم يخف مهابته الجسدية ...

همس: أرض منكرة ..و فقر لا يلين !
- بسسسسست .. اصمت !
يبلع ريقه فترقص تفاحة آدم منتفضة بغضب ..:
أرض .. منكرة .. و فقر .. لا .. يلين !
-يصرخ -
- ماذا تفعلون في هذي الأرض دعونا نرتحل عنها فأراضي الله واسعة ..

تركض العجوز .. تكمم فمه و تبكي بحرقة هامسة في أذنه .. أريدك حيا .. يا ابني .. أريدك حيا .. أرجوك .. توقف .. لأجلي .. لأجلي ..

تسقط يده إلى جنبه و يبعد أصابعها المخشوشنة كليف أحرقته الظهيرة و ينهنه بكلمات غير مفهومة و يضع رداءه في فمه و يركض كمهزوم بلا سلاح ..

-سنعزيك قريبا أيتها العجوز فيه .. قد ماتت دواخله و احترق قلبه .. تعازي الحارة ..

بصقت العجوز على أم الحسن و ابتعدت بمشيتها الوئيدة .. تترامى بألم فوق التراب .. تلحق خطوات فلذة كبدها و تدعو السماء أن تختفي أم الحسن من الوجود ...
بلا أصل أتت إليهم كعجز نخل خاو .. و هاهي محظية لدى الشيخ .. و جاسوسة له بين النساء .. تبا لها ألف مرة !
خنقت أنفاسنا و أماتت أحلامنا ...
حتى الأغاني توقفت عن لحنها فباتت سردا باردا مظلما ...
كليل شتاء طويل ..
لا صباح بعده !

جليله ماجد
08-24-2017, 09:45 PM
3- وليمة .. شرقية .. !


صوت الليل هنا ..
شيء مختلف خارق ..
أصوات المخلوقات الليلية التي تستيقظ مع غروب الشمس ..
و لا تتوقف للحظة عن النحيب ...
رتم الحشرات ..
ثم خطوات الفئران الخفيفة ..
فعواء الذئاب البعيدة ..
و الطيور التي تزعق بوحشية صحراوية ..
هناك كائنات لا ترى ...
و كائنات لا نشعر بوجودها .. .
و كائنات غامضة .. ك حسناء ..
بجمال عربي أخاذ ..
و وجه مرسوم ببهاء ..
عين واسعة سوداء ..
أنف أخنس برفعة ملوكية ..
و شفة شهية ..
يتبعها وشم دقيق من الشفة السفلى لنهاية الذقن ...
بشعر أحمر كالنار .. ينسدل كقطعة حرير يلف ردفيها باشتعال لا يموت ...!
كانت حسناء أماني العشاق كلهم ...
بسحرها و جمالها و ذكائها ال يتوقد كالجمر في عينيها ...
تحصد التنهيدات أينما ذهبت ..
بجسدها المنحوت الممتلئ برشاقة غريبة ..
متى سمعت خلخالا في هذي الواحة .. فهي حسناء !
تجلس دائما تحت النخلة الكبيرة ...
ترقص حولها و تكلمها كبشرية أخرى ..
و قبل الصباح بقليل تختفي كالسراب !
كثرت الهمسات حولها .. ما تكون هاذي الفتاة ..
من أي سلالة .. هي ؟؟
إنسية أم جنية أم ماذا ؟؟
ما أنت يا حسناء ... ؟؟
تضحك بدلال فطري قائلة .. حورية !
يفوح منها ريح الصندل الممزوج بالبهار ..
كوليمة .. شرقية !
و عندما تعرق تشتم رائحة كالطلع في أوله ..
فما أنت يا حسناء ؟؟
إنسية أم جنية ؟؟
هاهاهاهاي.. حورية !

~ يتبع ~

عمرو بن أحمد
08-25-2017, 01:45 AM
جميلة تلك الدفقات ... في طياتها رسائل
استسلم السرد لصوت واحد فكان مهيمنًا
غاب صوت الآخر
هناك امتداد تصويري في بعض الجمل مغلف بشعرية تشكل منطقة ترهّل لاسترسال السرد

وتوجيه :
(حيوانات أيامنا )للمخزنجي
مجموعة رائعة جدا
أجد في سرديتك روحًا منها لو عدت إليها ستكون فنارًا لقلم يكتب بصدق .
تحية

جليله ماجد
08-25-2017, 09:34 PM
جميلة تلك الدفقات ... في طياتها رسائل
استسلم السرد لصوت واحد فكان مهيمنًا
غاب صوت الآخر
هناك امتداد تصويري في بعض الجمل مغلف بشعرية تشكل منطقة ترهّل لاسترسال السرد

وتوجيه :
(حيوانات أيامنا )للمخزنجي
مجموعة رائعة جدا
أجد في سرديتك روحًا منها لو عدت إليها ستكون فنارًا لقلم يكتب بصدق .
تحية


أهلا أ. عمرو ..
أشكر رأيك ..
و وجدت الكتاب الكترونيا ..
و سأقرؤه بإذن الله بعد الانتهاء من كتابي المرافق حاليا ...
لأول مرة أكتب سردا طويلا ..
يهمني آراء الأدباء فعلا ..
شكرا لك مرة أخرى ..
ممتنة ..

جليله ماجد
08-25-2017, 09:38 PM
4 - إعصار فيه نار !


لم يزرنا مطر ...
جاءت ريح صرصر عاتية ..
أثارت التراب في الأفواه ...
و خنقت الصدور و العيون ...
اختبأ الجميع في بيوتهم الطينية القديمة ...
التي لا تقي البرد و لا تخفف الحر ...
و من شقوقها تحفر الرياح سبلها ...

-يا لها من رياح ! سيف ... يا سيف .. !

نعم .. إنها أم الحسن تبحث عن المبروك ...
تسأل الخدم و الزوجات و لا ترى سيفا ... !
بحثت في كل الغرف و المخادع و المرافق ...
و لا أثر للمبروك كأنه سراب ...
ركضت إلى باب القصر فرأت الحارس يغط في نوم عميق ...
رفسته بقدمها الضئيلة .. فلم يتحرك ..
جلدته بعصاها بقام غضبانا أسفا ..

-يا مهبول أنت حارس ! حارس !
-يا إلهي ماذا حدث ؟
لقد هرب المبروك.. بالتأكيد فلا أثر له في المنزل ..
اللعنة عليك .. اللعنة عليك ألف مرة .. سأخبر الشيخ بتهدلك في عملك يا أحمق !

ينهار الحارس على قدمي أم الحسن تقبيلا و هو يتوسل ...

-أرجوك يا سيدتي دعيني أبحث معك و سنجد الشيخ الصغير أرجوك .. ربي يبارك في الحسن ابنك أرجوك ..!

اهتزت ما إن سمعت اسم المحبوب و لانت و وافقا باهتزازة من رأسها ... ففرك الحارس وجهه بين قدميها و هو يشكر و يعد و يحلف !

ريح شديدة تكاد تحملهما معا و هما يناديان المبروك ...
الدوامات الصغيرة الرملية تملأ المكان ...

-تبا لك .. هاهو كويل الجن * سيختطفنا ... و لن يعرف بشري مكاننا !
-أعتذر يا سيدتي .. أنا آسف فعلا !

هناك رائحة بهار .. و رنة خلخال حادة.. !

يسمعون صراخ المبروك و ضحكات أنثوية صاخبة .. يسرع الحارس يلحق الصوت و يقف متسمرا أمام ما يراه !

-ما بالك يا أحمق! لم أنت متخشب كنخلة ميتة ؟
أزاحت جسده الضخم و رأت حسناء بكل جمالها و فتنتها ترقص مع المبروك حول النخلة الكبيرة بنشيد لا أرضي .. و شعرها يطير مع الريح كإعصار ناري مخيف .. و المبروك مفتون بالحسن و هو يردد أهازيجها الغريبة ...


* كويل الجن :الدوامات الهوائية المحملة بالأتربة



~ يتبع ~

جليله ماجد
01-29-2022, 11:16 PM
5- قدر الحوريات !



كأنها أخت الرياح ..
أو أسطورة من فتنة ..
ترقص بضحكات مريبة في الريح ..
فتحمل الرمال ضحكتها بعيدا عن سحرها ..
و تترك البشر مدهوشين بكل ما تفعل ..
-ابتعدي عنه أيتها الملعونة !
-صرخت أم الحسن -
ردت حسناء بضحكة فاجرة :
-أأنا الملعونة يا كاذبة يا مخادعة يا من تكذبين على كل الشجر و البشر ..
ارتجفت أم الحسن .. عرجت حتى المبروك سحبت جسده الممانع و هي تزجز الحارس ..
انتفض الحارس و هو يحمل المبروك ككيس فارغ و الأخير يضرب بيديه و هو يطالب بالرقص مع حسناء ..
-كاذبة .. عذراء كاذبة .. رحم الله حسن .. أنت لا تستحقينه أصلا فهو أطهر منك يا نجسة !
-اصمتي أيتها الساحرة ! لا كاذبة غيرك هنا .. ساحرة مخيفة ترقص تحت الشجر في العواصف ..
-أنا حورية .. قدر الحوريات الرقص !
رفعت زنديها المزدانين بخلاخل فضية رنانة و أصابعها تلاحق الموسيقى الغريبة التي انبعثت من لا مكان .. و بثوبها المشقوق فغرت الأرض فاها .. .
وضعت أم الحسن يدها أمام عيني الحارس و هي تتمتم : أعوذ بالله و كأنها جميع أطماع البشر .. غض بصرك يا بني و هيا بنا !
ترنح الحارس كأنه استفاق من غيبوبة كونية و لحق أم الحسن و هو يتنهد و يلعق شفتيه المرتجفتين برغبات مكبوتة...
-الحمدلله وجدناه يا أم الحسن .. استري علي أرجوك ..
-قاتلك الله أنت السبب في رؤيتنا لهذي المناظر المريبة ! هيا .. تحرك .. !
و ابتعدا و هما يسمعان رنين الخلخال البعيد و أصوات المزامير الغريبة ..
بين الأشجار كان يراقبها .. يراقب رقصها و جنونها .. و يفكر كيف يكون كل هذا الجمال ملكه .. ملكه وحده ..لكنها مريبة .. مجنونة تلاحق الريح و الرمل .. و ما رأى معها بشري قط .. دائما تتحدث مع النخلة الكبيرة ..
رأى الرطب لامعا بلون خمري لذيذ على النخلة الكبيرة ... فلمعت الفكرة في رأسه .. و هو يبسم بمكر !

جليله ماجد
01-30-2022, 06:41 PM
https://www.youtube.com/watch?v=wNxPhfcTnVM

جليله ماجد
01-31-2022, 07:55 PM
6- و للأمنيات .. رماد !


نحيب يشج صفحة السماء ...
أشبه بعويل حيوان مجروح ..
انتفضت الواحة قبل الشروق ..
و خرج الجميع خائفا وجلا ...
صراخ حيواني النبرة ..
بصوت حاد أنثوي !
ركض الرجال نحو مركز الواحة ..
النخلة الكبيرة ..
وجد عندها حسناء تبكي بدماء الدموع ..
و هي تصرخ بلغة قديمة ..
- هناك من قص شعر النخلة و بتر ثمارها بوحشية ..
كفتاة من جن أو كمن التبس بصرع ..
كانت حسناء ..
و الكل يرتعد من منظرها المخيف ..
و لغتها الغريبة ..
صرخت .. أريد المبروك ..
- لن أصمت حتى أرى المبروك !
اهتز الحراس و كأن قوة خفية تسيطر عليهم ...
تبعثروا في الواحة لاهثين صوب بيت الشيخ ...
يشرحون له وضع حسناء ..
و ما حدث للنخلة الكبيرة ..
-و من قال أني سأرسل ابني الوحيد لها المأفونة اللعينة سليلة الجن !
-لكن يا سيدي أخاف أن تفعل شيء حسناء كائن غريب !
- تبا لها .. اقتلوها .. و اجعلوا دمها رواء للنخلة التي تحب ربما تكون هاذي أقصى أمانيها !

ضوء خافت
01-31-2022, 09:32 PM
جليلة ... جئت متأخرة ...

جئت في وقتي المكتوب ...


متابِعة ...

جليله ماجد
02-01-2022, 07:05 PM
جليلة ... جئت متأخرة ...

جئت في وقتي المكتوب ...


متابِعة ...

ضوئي الخافت..
لك صدر المجلس..
اختاري أي حجيرات قلبي..
لأنك تسكنينه كله..
أشكر روحكِ الطيبة..
و متابعتك الراقية 🌹

جليله ماجد
02-01-2022, 08:04 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-1e4a44421e.jpg

إعصار فيه نار..
حسناء

جليله ماجد
02-01-2022, 08:08 PM
7- لعبة الرياح ...!

صمت غريب ...
هدوء لا متناهي الأطراف ..
الكل يتلفت حول نفسه ...
متى حدث الحريق و كيف انسكب المطر ...؟
لا أحد يعرف ...
زوبعة من الأحداث المتتالية ...
جعلت اختفاء حسناء أمرا هينا عاديا ...
ابنة الأرض الغريبة ...
التي تتغير لأجلها الجاذبية ...
حريق هائل .. اندلع من الأرض ..
لكن ..
أين ذهبت تلك النار ؟؟
أم أن قدر النار أن ترجع رمادا ...
تلعب بها الرياح. ...

نظر إليها و هي تتنفس بهدوء و هو ينفخ ...
- لم أنقذت هاذي المجنونة ؟ لو تركتها تموت .. تبا ...مثلها لم يخلق إلا للحياة !
هاهي تعود .. تستيقظ بارتجاف جسدها و نهنة غريبة بكلمات غير مألوفة و تشهق فتكح و تتحرك كحيوان جريح و هي تمشط المكان بعينيها و ترى ذاك الضخم الذي يدخن شيئا و ينفثه بهدوء .. أسمر كليل و ضخم كجبل .. لا طاقة لها به لو أراد بها سوءا ..
-الحمدلله على السلامة يا فتاة !
-لا تتوقع أن أشكرك أو أثني على فضائلك .. لم تنقذني إلا لغاية في نفسك و لن أشكرك على غاياتك بالتأكيد !
نظر إليها باستغراب و هو يفكر ..
أي الكائنات هذا الشيء الذي لم يكد يفيق حتى بدأ بالهجوم !
- لست الوحش الذي تظنين يا فتاة ! و ان كنت تريدين الخروج من هذا الكهف الذي أسكن فلا باب له كما ترين .. ارحلي !
- بالطبع سأفعل .. !
-حاذري الحرس .. أصبحت مطلوبة للموت يا فتاة !
-المبروك لي .. و هو يعرف امتداده فيي!
-تبا لك تتحدثين كالأساطير ..
-لست سوى روح .. لم يملكها أحد !
- أدهم .. اسمي أدهم .. -و هو يمد يده -
-حسناء ..- و هي تضرب يده بخفة باسمة -
-أهلا بك معي ضد الشيخ ..
- لست ضده لكني أريد المبروك فحسب ..
نظر إليها و هو يفكر .. ماذا تريد مثل هاذي النابضة بالحياة بمخبول بينه و بين الموت رغبة ؟!!؟

جليله ماجد
11-26-2022, 01:03 PM
- الحمقاء/الحسناء !


كالصحراء أنا ...
هل ترى نهاية السواد ..
أو بياض الفجر ..هنا ..
دمي تراب .. و أناتي ربابة ..
يكسوني البلح متعثكل بالجريد ..
نخلة أنا ..
لم يحن وقت القطاف يا وطن ..
لم يحن وقت رد الدماء ..
لا زلت أرقص فخرا بالوجع ..
بالذل .. بالمهانة ..
و انكسار الكرامة ..
سيصم خلخالي هذا الظلم ...
ستتوقف دموع النخيل ..
و سأكون ملكة للكون .. مرة أخرى !
.
.
.
انتظرت حتى انسدال الليل ...
و لحقها أدهم خائفا وجلا من جنونها الممتد ..
ضحكت و هي تعلم به .. و تصرخ ..

-كيف تخاف عليي يا بشري ؟؟
خف مني .. لا عليي .. الحوريات خلقن للحياة كما خلقتم أنتم للموت !

-حمقاء أنت و لست حسناء .. لست حورية يا فتاة .. لا أدري من زرع الأفكار المسمومة هاذي برأسك الجميل .

.
-لا تمدحني لشيء لم أكن سببا فيه .. لا تمدح جمالي أو فتنتي ..
-مخلوق غريب أنت ..
-بل واضح حد السكين و قبل الوجع .. تعال ..

و ركضت كمخلوق سماوي سريع .. تمادت في السرعة .. حاول أن يلحق بها لكنه شعر بالعجز .. ربما هي فعلا مخلوق جهنمي غريب لا يمد للبشر بصلة !

أسند جسده لنخلة وحيدة .. و هو يلهث بخيبة .. و يحاول أن يقتفي أثر حسناء .. ثم نظر للتراب أسفله و اشتم رائحة الحطب المحترق في الأجواء ..

تنهد و هو يرى نفسه طفلا سعيدا .. يركض في البيداء و يحلق ببراءة بين سكان القرية السعيدة .. قبل حضور هذا المنحوس و استيلائه على الحكم ..
امتص خيرات الأرض و جعلها جافة .. جلفة ..

-ااااادهاااااام !
-نعم .. إنها صرخة حسناء .. تبا لها !
.
.
.