تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في ضيافة الأرق


محمد بن هاشم
08-12-2016, 01:45 AM
في ضيافة الأرق
ويكأنها قصة قصيره
...
الى آخر حدود الشقاء على ظهر القلم حملني الأرق ..
بتواطؤ منكِ و القلق ومفعول الاسبرسو
فكانت فقاقيع هذا الزبد .
لسع عقرب الوقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل بسم الحيرة ..
مذيعة جميلة تطل من نافذة التلفاز
تسكب الكثير من المآسي تبعثرُ صوراً تناقض بشاشتها وشرفة صدرية الفستان :
طفلة تشاكس عليها البراءة وقسوة القدر .. أُمٌ فصل لها شيطان من الأنس عباءة أرملة ..
عجوز يصرخ في وجهه الموت لماذا نسيتني ؟! .. طفلٌ صفع على مرأى منه بكنية اليتيم .
أظنها قالت : صاروخ سقط هنا وآخر هناك ..
المقاومة تكبد النظام الكثير من الخسائر ..
ثكنة عسكرية تمزقها قذيقة هاون ..
أرتال من الدبابات تمشط شوارع المدينة ..
صبية يتنازعون على صفيح معدني لقذيفة ..
انتقلتْ بابتسامتها الساحرة لا يشوبها التكرار
متناسية فلسطين تزف كوارث العراق ، فسوريا ..
تتزحلق المآسي على روجها الكرزي فتسقط أقل بشاعة .
فكري يتجاهل كل ها وينشغل بـ تفاسير أينك ..
إنّ ما حدث لبلدي وما جاورها كان بإمكان رسالة واردة منكِ أن تمحو كل هذه الكوارث إلى أجل غير مسمى
وتنقلني في أقل من عناق رمش من قذارة هذا العالم الموبوء إلى الفرح المؤقت .
لا أطمح ل(اشتقتكَ) أو (بحبك) .. (كيفك) تكفي وزيادة ..
إنها كلمة فضفاضة تحشو الفراغ بـ شبه الفراغ .
حين يتعلق الأمر بكِ ينكمش الكل متقوقعاً في جزئيتك
فتتحولين أنتِ الكل وأنا والعالم المحيط بي جزئية خاضعة لتقلبات مزاجك .
تفقدتُ الهاتف غير واثقاً من صمته وألقمت فمه ثدي الكهرباء كيما أبقيه على قيد الحياة
لربما فعل القدر فعلته وأيقظ بكِ أطفال الرحمة
و حتى لا تصادف هذه اللحظة باهظة الكلفة موت هاتفي .
الليل يتمطى يمشي الهوينى كـ مشهد معاد لهدف تكتيكي خرافي بل وأبطى .
ترجل القلب على منصة المساء و انبثقت من فم شريانه
تساؤلات كثير كثيفة متسارعة تتزايد بها درجات اللهفة .
ماذا تفعل الآن ؟! أأكلت ؟! بماذا تفكر ؟ ماذا ترتدي ؟!
أيها الشيطان بحق الجحيم كيف لي أن أدخل إلى رأسها ؟
أتراها تعزف موسيقى الطناجر على وتر الصنبور ؟
.. يا للغباء ! الوقت والجوء لا يسمحان بذلك .
أتراها تتقرفص أمام لسان الشاشة تقظم أظافرها وتخفي وجهها كله إلا صفحة
منتظرة بزوغ أشقر الشعر والعينين منحوت الوجه
ذاك المهند المنافق الرخو المزين بالعدسات والصبغه الملطخ بمسحوق جمال الملقن كل ما يقول ويفعل .
ساد صمت سخيف..
ستون ثانية بعدها دمدم القلب بصوتٍ مخنوق ، الأقرب للصواب أنها تقرأ
عقلها يبدو أكبر بكثير من ورقة الميلاد ..
ثم تسأل بـ استحياء ترى ..
هل نسيت أن تدلك سماء كفها سطح شفايفها أسفل قدمها وأماكن أخرى بالكريمة الواقية من التشققات ؟!
عاد القلب إلى مكانه مضطرباً مشوشا فاقد للتوازن والاتزان يعاني من اختلال في النظم والنظام
تارة ينبسط كمن استبد به هوس وتارة يتراخى كمن أثقله إعياء
تأبطت ابني غير الشرعي بعد أن نقلت المذيعة بـ أقل مجهود من الوجود إلى اللاوجود
غادرت حجرة الضيوف عبر الممر إلى زنزانتي ..
خلعتُ نعلي وكومت فوقه عقلي دلفت وأفرغت ثلثي حنقي في إغلاق الباب .
أنا الآن بلا عقل ، هكذا قلتُ لي وضحكت ضحكة جافة يابسة خالية من تعابير الحياة
فتحت شدق الجهاز عله يساعدني في مضغ وهضم هذا المساء الجزور .
الأرق يتضاعف يتسلق جدار الليل باحثاً عن الخيط الابيض
النعاس يقيناً ضل الطريق وكأنه لا يعلم بمواعيدي الصباحية .
إبرة الثواني توشك أن تعانق أخواتها على شاطئ الثالثة.
لن تجيء تناهى إلى أذني حفيف صوت تلفت لا أحد سواك..
والصمت الثقيل والهدوء المزعج وسرية من النمل ..
خرافة تقول : إن مرد كثرة النمل إلى الحسد
وأخرى أقرب للحقيقة تناسبني أنها تحبُ مجاورة السكاكر .. أيكون هذا صدى حديثهم !
لم يتبق أمامي سوى الحل الأخير ..
الأقل كلفة .. الأسهل استخدام .. الأسرع مفعول .. الأقوى فاعلية والأكثر ضرراً
مهلاً أيّها الليل .. سأجدع أنفك بنووي القرص الأبيض الدائري سيذيبني رغماً عنكَ في محلول النعاس .
أخرجتُ الشريط الثاني من مكانه المكين احتسيت الحبة الثامنة ألقيت بالجثه ملء السرير
مردداً : " لستُ على ما يرام "

بلقيس الرشيدي
08-12-2016, 01:57 AM
سأعُودُ لِهَذَا اللَّيل المُهندم بِرِداء الشَقَاء فِي عينِ الإنتِظَار !

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

رشا عرابي
08-12-2016, 04:39 AM
أرق ...!
سكبتنا في فيه حد الغرق، وليس ثمة قشة
تنجينا من جرم البلل
من أغمص الذائقة إلى ما وراء الملموس في حنكة تأويل عجيبة ....

ليل وسكون
والشاشة مغايرة لرتم سكونه بفوضى منقول "موجع"
والمكابدة شاقة الاحتمال باجتماع ثالوث الأرق/التوق/الشتات

بالله يا محمد
علمنا كيف نحثونا بعدما تغيبنا سطورك بين الفواصل !


تسلق الليل أربكني وتلك الإبرة ال-تعانق أخواتها على شاطئ الثالثة
أذهلتني ..!

أعمق من هدأة يحتاج هذا الركن لنستوفينا منه رواء


مدهش يا محمد حد اللا موصوف
لك التحايا زهر من معصم الفجر "ندى"

حسام الدين ريشو
08-12-2016, 03:31 PM
روعة
تأتي من تجليات
القصة القصيدة
أبدعت
شاعرنا الانيق
لك تحياتي وتقديري

جليله ماجد
08-13-2016, 05:11 PM
تصاعد جميل ...
بدأةبما ( ترى)
فنراه ...
تم يستمر التصاعد حتى لكأن الأرق كائن افتراضي بغيض يجعل النعاس حلما مستحيلا ...
أ. محمد
انتقلت بنا من الجزء للغرق في الكل ...
بوركت .. فإن في ذلك إبداع ..
احترامي ...

محمد بن هاشم
08-14-2016, 03:32 AM
سأعُودُ لِهَذَا اللَّيل المُهندم بِرِداء الشَقَاء فِي عينِ الإنتِظَار !

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)


قزح أبعاد يتشكل بعد مطر أناملها
للعودة توق

سلسبيل
08-14-2016, 12:44 PM
أبدعت
ربي يحفظك

سيرين
08-14-2016, 09:44 PM
بعض الأرق مدعاة للتأمل حد ملامسة الغيم
لإفشائه ما أؤتمن عليه من تفاصيل أثرت متعة القراءة
لأحداث تتابعت وحاولت العبور لعمق الذات
بما استدعى السؤال : هل يمكن للذاكرة ان تتوقف عن الدوران
انها مثل الكرة الأرضية لا تخمد إلا بالموت
مبدعنا " محمد بن هاشم "
في ضيافة حرفكَ يحصي الألق نجومه ليعلن الابداع ولائه لقلمكَ
سلمت يمناك ودام غيثك الراقي
مودتي والياسمين


\..:icon20:

نادرة عبدالحي
08-20-2016, 08:11 PM
أتدري كاتبنا الفاضل بعدما قرائتي للنص عدة مرات والأخيرة كان لا بد من التوازن والرد .
حسن ضيافتكَ للحالة لقارئك جذبتني مرارا لإلهامكَ ووقع خطى حبركَ .
أسلوب قريب لروح القارئ وواقعية لا بد ان تتواجد . تهتم في الإبداع الفني لإصال الصورة كما يُحبها القارئ ........

ههههههه جميل جدا هذا المشهد الكوميدي الذي صنعته بقلمكَ
برغم ما شاهدنا قبلهُ صورا مؤلمة للواقع الأليم ............
منتظرة بزوغ أشقر الشعر والعينين منحوت الوجه
ذاك المهند المنافق الرخو المزين بالعدسات والصبغه الملطخ بمسحوق جمال الملقن كل ما يقول ويفعل .
منحتنا عدة إحتمالات لحالتها الغير معروفة للكاتب
وأمر أخر جعلت القارئ يدرك عاداتها او الأمور المُحببة إليها .
أتراها تتقرفص أمام لسان الشاشة تقظم أظافرها وتخفي وجهها كله
هل نسيت أن تدلك سماء كفها سطح شفايفها أسفل قدمها وأماكن أخرى بالكريمة الواقية من التشققات ؟!
أتراها تعزف موسيقى الطناجر على وتر الصنبور ؟

وفي النهاية لو كانَ الأرق أدمي لصافحته شاكرة لأنه كانَ أحد اسباب خروج هذه الإبداعية الرائعة .
الكاتب بن هاشم الأوقات التي نقضيها بين اورقة الأدب المميز لا نندم عليها لانها تجعلنا نعيش حياة مختلفة .
دمتَ بخير .

عبدالرحمن السعد
08-21-2016, 12:49 PM
الكاتب الأديب محمد هاشم

ماشاء الله عليك
لقد ابهرتنا بتالق قلمك و جمال كلماتك

مبدع وأكثر

سلمت وسلم قلبك وقلمك

دمت بحب